
جنون لابوبو: حين يجذبنا القبح وتفتن به الجيوب
كانت الدمية بالطبع إحدى دمى "لابوبو" Labubu - آخر صيحات الجنون التي يبدو أنها أفقدت المجتمع عقله بالكامل. لقد خسرت شخصياً زملاء وأصدقاء ابتلعهم هذا الهوس الغريب والعبثي.
ولمن لا يعرف بعد، فإن دمى "لابوبو" هي (في الغالب) مجسمات صغيرة لوحوش ذات أسنان بارزة، وتنتجها شركة الألعاب الصينية "بوب مارت" Pop Mart.
وعلى رغم أن انطلاقتها كانت على شكل دمى محشوة عام 2023، فإنها أصبحت خلال العام الماضي محور هستيريا عالمية، حتى غزت فجأة شوارع العالم وراحت هذه الكائنات الشريرة المظهر تتدلى من حقائب اليد الفاخرة في كل مكان.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وساهم نجوم مثل ريانا، ودوا ليبا، وليزا من بلاكبينك، وديفيد بيكهام في إشعال فتيل هذا الهوس.
وفي المحصلة، تضاعفت عائدات "بوب مارت" عام 2024 لتصل إلى 1.81 مليار دولار، وقفزت أرباح الدمى المحشوة وحدها بنسبة تجاوزت 1200 في المئة، لتشكل قرابة 22 في المئة من إجمالي الإيرادات.
خلال المزاد الذي أقيم الشهر الماضي، وكان مخصصاً بالكامل لمقتنيات "لابوبو"، بيعت القطع الـ48 جميعها، بإجمالي بلغ 520 ألف دولار. وأعلنت دار "يونغلي" للمزادات أنها تعتزم تنظيم مزادات مماثلة بشكل "منتظم" من الآن فصاعداً.
وعلى رغم أن سعر الدمية الواحدة في الأسواق الأميركية يتراوح ما بين 20 و30 دولاراً، فإن الحصول على واحدة أصلية بات مهمة شبه مستحيلة بسبب الطلب الجنوني عليها. كما وصفها أحد مقتني "لابوبو": "إذا أردت واحدة أصلية... فعليك تجربة حظك على موقع بوب مارت، والعراك افتراضياً مع ملايين من أمثالي عندما تُطرح الدمى للبيع".
ما الخيار الآخر؟ الدخول في معركة واقعية مع زبائن متعطشين داخل المتاجر التي تبيعها وهي لا تزال نادرة ومحدودة في الولايات المتحدة.
ويكمن جزء من جاذبية هذه الألعاب في أنها تباع داخل "صناديق عمياء"، بحيث لا تعرف على أي دمية حصلت إلا بعد فتحها. يشبه الأمر شراء بطاقات البيسبول، ولكن بسعر 20 إلى 30 دولاراً للبطاقة الواحدة، ولا تحصل سوى على دمية واحدة - وإذا كنت راغباً في دمية معينة، فقد تجد نفسك مضطراً لانتزاعها من طفل صغير!.
ومن الطرائف التي نميت إليّ أخيراً، أن صديقاً سمع حديثاً يدور بين شخصين في المترو، حيث عرض أحدهما على الآخر شراء دمية "لابوبو" النادرة التي كان يحملها، فوراً وفي اللحظة. وبلغني من مصدر موثوق أن هناك "سوقاً سوداء" تنشط في زوايا الإنترنت المظلمة، تتاجر بنسخ مزيفة من هذه الدمى. وهناك أيضاً قصص عن شجارات داخل المتاجر، وحتى حوادث سطو عنيف بسبب هذه الكائنات الصغيرة المريبة.
ما رأيكم أن نهدأ قليلاً ونراجع أنفسنا.
بادئ ذي بدء... نحن نتحدث هنا عن دمى.
تبدأ غالبية الأطفال اللعب بالدمى في عمر العامين أو الثلاثة، ثم يتجاوزون هذه المرحلة تلقائياً قبل سن المراهقة. هذا جزء طبيعي من النمو. أما حين يحمل شخص بالغ دمية ويتنقل بها، فالأمر يقترب بشكل مقلق من فئة "مهووسي ديزني البالغين" - وبالتأكيد أنت لا تريد أن تكون من هؤلاء.
ثانياً، ولنكن صريحين، هذه الدمى قبيحة!
تبدو النسخة المعيارية من "لابوبو" وكأنها خرجت من كابوس قادر على التسبب في شلل صاحبه: أذنان كبيرتان مكسوتان بالفرو كأذني أرنب، ووجه طفولي مشوَّه بابتسامة شرسة مليئة بالأنياب، وعينان كعيني قرش. لو استيقظت في منتصف الليل ووجدت واحدة منها عند طرف سريرك، فأغلب الظن أنك ستتصل بالشرطة - أو ربما تستدعي طارد أرواح شريرة. ولا يهمني إن كانت تملك أنفاً صغيراً "ظريفاً".
وللتوضيح، أنا لا أستهدف "لابوبو" وحدها. الأمر نفسه – يمكن ويجب – أن ينطبق على علامات تجارية أخرى أصبحت محور هوس غير منطقي من قبل البالغين، مثل "سوني أنجلز"Sonny Angels و"فانكو بوبس" Funko Pops (نعم، هي أيضاً مثيرة للسخرية).
في رأيي، الجميع بحاجة إلى أن يهدأ قليلاً، ويدرك أن مجرد إعجاب الإنترنت بشيء ما لا يعني بالضرورة أنه رائع فعلاً.
ومع ذلك، المال مالك، وفي نهاية المطاف لك كامل الحرية أن تنفقه على منصات إعادة البيع حيث تتراوح أسعار "لابوبو" ما بين 350 دولاراً وأكثر من 1000 دولار.
لكن لماذا لا تقوم بجمع شيء آخر؟ كالأسطوانات الموسيقية الفينيل، أو القصص المصورة، أو حتى الطوابع؟ شيء أقل طفولية - أو على الأقل، شيء يمكنه أن يبقى في المنزل، بدلاً من أن يطلّ من حقيبة يدك ويصيبني بنوبة رعب.
عِش حياتك وابتسم ... أما لابوبو؟ فقد حان وقت العودة إلى الحياة الحقيقية!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
"سبوتيفاي" في مرمى التحقيقات التركية ادعاءات متعددة
أطلقت الهيئة الناظمة للمنافسة في تركيا تحقيقاً في حقّ "سبوتيفاي" بسبب ممارسات مخلّة بالمنافسة، فيما طالب مسؤول سياسي بإجراءات قضائية ضدّها على خلفية قوائم أغنيات "مستفزّة" مهينة للسيّدة الأولى ومسيئة للإسلام. وفي بيان صدر أول أمس الجمعة، كشفت الهيئة الناظمة أنها فتحت تحقيقاً في "عدّة مزاعم بأن الاستراتيجيات والسياسات التي تطبّقها سبوتيفاي في تركيا كان لها آثار مخلّة بأصول المنافسة في قطاع الموسيقى". وأشارت إلى أن الغرض من التحقيق هو البتّ في ما إذا كانت "سبوتيفاي" قد ساهمت في إبراز بعض الفنانين على نطاق أوسع وانخرطت في ممارسات غير منصفة في توزيع حقوق الملكية، بما ينتهك قانون المنافسة. وأُعلن هذا التحقيق تزامناً مع دعوة نائب وزير الثقافة باتوهان مومجو إلى إجراءات قضائية في حقّ "سبوتيفاي" في منشور على إكس، مشيراً إلى "رفض" المنصة التجاوب مع طلبات إزالة قوائم الأغاني التي تتضمّن أسماء تعدّ مهينة. وكتب مومجو "رفضت سبوتيفاي مراراً اتّخاذ التدابير اللازمة بالرغم من كلّ تحذيراتنا السابقة. ولم يجرِ تقويم المحتويات التي تنال من قيمنا الدينية والوطنية وتهين معتقدات مجتمعنا"، مشيراً إلى أن تركيا "تراقب من كثب محتويات سبوتيفاي منذ فترة طويلة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتطرّق إلى مضامين منشورة "تحت شاكلة قوائم أغنيات، تتجاهل حساسيّاتنا الدينية إزاء النبي محمّد، مستهدفة عن قصد وعلى نحو غير مقبول معتقدات شعبنا وقيمه المقدّسة وروحانيّاته". وذكر قوائم أغنيات تستهدف وفق تعبيره سيّدة تركيا الأولى أمينة أردوغان، معتبراً أنها "مستفزّة على نحو ماكر وغير مقبولة أخلاقياً". وأضاف مومجو أن "انعدام المسؤولية وغياب الإشراف بما يستخفّ بحساسيّات مجتمعنا باتا الآن مسألة أمام القضاء. وأدعو السلطات المختصّة إلى اتّخاذ ما يلزم من تدابير". وأكّدت "سبوتيفاي" التي أطلقت خدمتها في تركيا سنة 2013 في بيان أن عملياتها تلتزم "كلّ القوانين المعمول بها". وأعربت عن عزمها التعاون مع التحقيق بالرغم من عدم إبلاغها بـ "التفاصيل بشأن نطاقه أو محاور تركيزه". وجاء في البيان "نحن نتعاون مع التحقيق ونسعى فعلا إلى فهم نطاقه وسنعمل على إيجاد تسوية سريعة وبنّاءة مع الهيئة التركية الناظمة للمنافسة"، من دون ذكر قوائم الأغنيات المعنيّة. وقالت المجموعة إنها دفعت في 2024 "أكثر من ملياري ليرة تركية (25 مليون دولار) إلى قطاع الموسيقى المحلي" وأدّت خدماتها "دورا محوريا في زيادة حقوق الفنانين الأتراك على الصعيد العالمي".


صدى الالكترونية
منذ 9 ساعات
- صدى الالكترونية
شائعات وقصص رعب تطارد دمى لابوبو على السوشيال ميديا
أثارت دمى لابوبو ضجة واسعة على الإنترنت خلال الأشهر الماضية، ليس فقط بفضل شعبيتها بين المشاهير، بل بسبب الشائعات الغريبة التي تدور حولها. وتتميز هذه الدمى بمظهر غريب، يشبه مخلوقات صغيرة مغطاة بالفرو، بعيون ضخمة وابتسامة واسعة بأسنان بارزة، وقد بدأت كلعبة بسيطة تباع بأسعار تبدأ من 15 دولارًا، لكن بعض النسخ منها وصل إلى أكثر من 900 دولار. انتشار لابوبو السريع عبر المنصات، خاصة 'تيك توك' و'ريديت'، رافقته روايات تدعي أن الدمية تحمل طاقة شيطانية، بل وذهب البعض لربطها بكائن 'بازوزو' الأسطوري، الذي اشتهر في فيلم الرعب الشهير The Exorcist. وسجل بعض المستخدمين تجارب غريبة بعد اقتناء الدمية، من سماع أصوات غير مبررة إلى ظهور ظواهر غامضة داخل منازلهم، بل إن البعض تحدث عن جلسات طرد أرواح بعد ظهور 'لابوبو' في حياتهم، التشابه في الابتسامة بين الدمية وصور 'بازوزو' القديمة زاد من حدة الجدل. ومن جانبها، نفت شركة 'بوب مارت'، المصنعة للدمى، صحة هذه الروايات تمامًا، مؤكدة أن شخصية لابوبو مستوحاة من قصة أطفال من التراث الإسكندنافي، ولا تحمل أي بعد مرتبط بالعوالم الماورائية أو الطاقات السلبية.


صدى الالكترونية
منذ 9 ساعات
- صدى الالكترونية
أغنى خمس زوجات للاعبي كرة القدم يتفوقن في الثروة
كشفت تقارير صحفية عن قائمة أغنى زوجات لاعبي كرة القدم، واللاتي نجحن في بناء ثروات ضخمة من عملهن الخاص خارج المستطيل الأخضر. وتصدرت فيكتوريا بيكهام، زوجة النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام، قائمة الأغنى، بثروة تقدر بنحو 450 مليون دولار، جمعتها بداية من انضمامها لفرقة 'Spice Girls'، ثم من خلال علامتها الخاصة في الأزياء التي أطلقتها عام 2008، والتي دخلت مرحلة الربح في 2022 بمبيعات تجاوزت 58 مليون جنيه إسترليني. في المقابل، لمع اسم بيلار روبيو، زوجة اللاعب الإسباني سيرجيو راموس، في الإعلام الإسباني كمقدمة برامج قبل أن تدخل عالم عروض الأزياء، وقدرت أرباحها بنحو 59 مليون دولار، بينما تشير تقديرات موقع 'NetWorthSpot' إلى أن ثروتها تتراوح بين 20.8 و33 مليون دولار، بالنظر إلى مصادر دخلها المتنوعة التي تشمل الإعلانات والبرامج التلفزيونية. وتملك روبيو 4.6 مليون متابع على إنستغرام، وتحقق من خلاله دخلًا ضخمًا، في حين تبلغ ثروة راموس نحو 80 مليون دولار. أما آنا ليفاندوفسكي، زوجة النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فبنت إمبراطورية خاصة في مجال اللياقة والتغذية، بثروة تقدر بـ85 مليون دولار، من خلال منصتها 'Healthy Plan by Ann'، وخطوط الإنتاج الخاصة بها في الأغذية والمكملات، والمقاهي، وشركات البيع بالتجزئة، كما تحقق سنويًا ما يقارب 170 ألف دولار من إنستغرام الذي تتابعها عليه 5.7 مليون مستخدم. لي آن بينوك، زوجة أندرية غراي، انطلقت من عالم الموسيقى مع فريق 'Little Mix'، محققة مبيعات تجاوزت 60 مليون ألبوم، ثم تابعت مسيرتها بأغاني منفردة وأعمال تجارية وشراكات مع شركات مثل Sony/ATV وUmbro، إلى جانب مشاركاتها في الإنتاج التلفزيوني، مما أوصل ثروتها إلى 25 مليون دولار. وتأتي أنتونيلا روكوزو، زوجة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في المركز الخامس، إذ بنت ثروتها من خلال تعاونها مع علامات مثل Adidas، Stella McCartney، Alo Yoga، وريكي ساركاني، وتقدر ثروتها بين 20 و25 مليون دولار.