logo
علي البستكي الأسواق لا تكافئ الحماسة.. بل تكافئ الانضباط والتركيز على القيمة الأربعاء 09 يوليو 2025

علي البستكي الأسواق لا تكافئ الحماسة.. بل تكافئ الانضباط والتركيز على القيمة الأربعاء 09 يوليو 2025

في عالم الأسواق المالية، حيث تتشابك الطموحات بالمخاطر، وتتصارع الأرقام مع العواطف، تظهر حقيقة ثابتة يتجاهلها الكثيرون: الأسواق لا تكافئ أكثر الناس حماسة بل تكافئ الأكثر انضباطًا، والأقدر على رؤية القيمة الحقيقية خلف الأرقام.
أولا: الأسواق تُبنى على قواعد لا على انطباعات
الأسواق ليست ساحة للرهانات العشوائية، بل منظومة معقدة تحكمها مؤشرات واضحة يمكن قراءتها بوعي.
المؤشرات الأساسية: وتشمل معدلات الفائدة والتضخم، مؤشرات التوظيف والنمو الاقتصادي، أداء الشركات وقوائمها المالية. هذه المؤشرات ترسم صورة الواقع الاقتصادي، وتساعد المستثمر على فهم الاتجاهات الكبرى للأسواق والقطاعات.
المؤشرات الفنية: تعتمد على قراءة حركة السعر والزخم من خلال المتوسطات المتحركة، الدعوم والمقاومات، ومؤشرات فنية أخرى. هذه الأدوات مهمة لتحديد توقيت الدخول والخروج، لكنها لا تكفي وحدها ما لم تُستخدم بانضباط وضمن خطة مدروسة.
ثانيا: الانضباط عقلية الفائزين لا انفعالات المتداولين
كثيرون يدخلون الأسواق بدافع الطمع أو الخوف، فيتخذون قرارات غير منضبطة، مثل:
- دخول صفقة دون تأكيد فني أو أساسي.
- مضاعفة الخسارة أملا في التعويض.
- البيع السريع عند أول ربح بدافع الخوف من التقلبات.
أما المستثمر المحترف، فهو يعرف أن الانضباط هو ما يحفظ رأس المال ويفتح باب النمو المستدام.
الانضباط يعني:
- الدخول فقط عندما تنطبق الشروط، مع تحديد وقف الخسارة مسبقًا والالتزام به.
- عدم اللحاق بالسوق تحت تأثير العواطف.
- الصبر على الصفقة حتى تنضج.
الانضباط هو جدار الأمان أمام تقلبات السوق، وهو الفرق الحقيقي بين النجاح المؤقت والاستمرارية الطويلة.
ثالثا: ركّز على القيمة لا على السعر
واحد من أكبر الأخطاء الشائعة الخلط بين السعر والقيمة. السعر هو ما تدفعه، أما القيمة فهي ما تحصل عليه. قد ترى سهمًا منخفض السعر فتظنه فرصة، لكنه بلا قيمة حقيقية. وقد ترى سهمًا مرتفع السعر، لكنه يمثل شركة قوية بنمو مستدام وأرباح متزايدة.
مثال توضيحي:
سهم شركة مغمورة بسعر 0.50 دولار، لكنه ينزف خسائر مستمرة، بلا منتج ولا ميزة تنافسية، هذا رخيص بلا قيمة.
سهم شركة تكنولوجية كبرى بسعر 150 دولارًا، تنمو أرباحها سنويًا وتحتفظ بحصة سوقية متزايدة، هذا غالي السعر لكنه عالي القيمة.
التركيز على القيمة الحقيقية - لا السعر السطحي - هو ما يصنع الفارق في قرارات الاستثمار طويلة الأمد.
رابعا: خطة التداول ليست رفاهية بل ضرورة
لا وجود لانضباط حقيقي دون خطة تداول. الخطة الجيدة تجيب عن: لماذا تدخل الصفقة؟ ما إشارات الدخول والخروج؟ كم نسبة المخاطرة مقابل العائد؟ أين تضع وقف الخسارة؟ ومتى تخرج من الصفقة؟ كم نسبة رأس المال المخصصة لهذه الفرصة؟
خطة التداول هي البوصلة، والانضباط هو الذي يُبقيك على المسار.
خامسا: الأسواق تكافئ من يعرف قواعدها
الأسواق مثل البحر، لا تكافئ من يسبح بسرعة، بل من يعرف اتجاه التيار ويضبط توقيته بدقة.
الذين يصمدون ليسوا بالضرورة الأذكى، بل الأكثر انضباطًا، والأقدر على الصبر، والأوعى بقيمة ما يستثمرون فيه.
نهاية المقال:
لا تلاحق السعر، بل افهم القيمة.
لا تدخل السوق باندفاع، بل بخطة.
لا تطارد الأرباح، بل طارد الانضباط وهو ما سيقودك إلى الربح الحقيقي.
المقصد الختامي للمقال:
في السوق كما في الحياة، من يطارد السراب يخسر الماء، ومن يطارد السعر يخسر القيمة.
أما من يلتزم بالخطة، ويصبر على القيمة، فالسوق يُكافئه ولو بعد حين.
تعلم وتدرب وتابع مقالات اقتصادية لزيادة الوعي الثقافي المالي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهند ثاني أكبر مصدر للحوم الأبقار في العالم
الهند ثاني أكبر مصدر للحوم الأبقار في العالم

البلاد البحرينية

timeمنذ 6 ساعات

  • البلاد البحرينية

الهند ثاني أكبر مصدر للحوم الأبقار في العالم

تقف الهند اليوم كثاني أكبر مصدر للحوم الأبقار في العالم، محققة إيرادات سنوية تبلغ 3.8 مليار دولار أميركي. وتشكل لحوم الجاموس الجزء الأكبر من هذه الصادرات، التي تلقى طلبًا مرتفعًا في أسواق جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج العربي التي تُعد من المستوردين الرئيسين. يُبرز هذا النشاط التجاري القوي الدور المحوري للهند في السوق العالمية للحوم، وهي مفارقة لافتة بالنظر إلى الثقافة الهندية التي يغلب عليها النظام الغذائي النباتي، ولا سيما بين غالبية السكان الهندوس، وغالبًا ما تتركز هذه الصراعات في الولايات التي تتشدد في قوانين حظر ذبح الأبقار. يُسلط هذا التباين الصارخ بين النجاح الاقتصادي الهائل في مجال التصدير والتوترات الداخلية العميقة المتعلقة بالاستهلاك المحلي الضوء على ديناميكية اجتماعية واقتصادية معقدة للغاية في الهند. فهي تعكس التحدي المتمثل في الموازنة بين النمو الاقتصادي العالمي والحفاظ على التقاليد والمعتقدات الراسخة في نسيج المجتمع الهندي بحسب موقع تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.

رسوم 'ترامبية' تعيد ترتيب آسيان
رسوم 'ترامبية' تعيد ترتيب آسيان

البلاد البحرينية

timeمنذ 7 ساعات

  • البلاد البحرينية

رسوم 'ترامبية' تعيد ترتيب آسيان

تدخل الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس، مستهدفة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بعد فرض أولي في أبريل الماضي. فقد ارتفعت الرسوم على ماليزيا إلى 25 %، وثُبّتت على إندونيسيا بنسبة 32 % وتايلاند 36 %، وخُفّضت على كمبوديا إلى 36 %، وفيتنام إلى 20 % بموجب تفاهم ثنائي. هذه التحركات، التي وصفها ترامب بأنها ضرورية لإعادة التوازن التجاري، لا تعيد فقط ضبط العلاقة مع آسيا، بل تعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية في المنطقة، فاتحة الباب أمام لاعبين جدد، من ضمنهم دول الخليج. في كوالالمبور، حذّرت الحكومة الماليزية من تداعيات الرسوم الأميركية التي ارتفعت من 24 % إلى 25 %. فمع بلوغ التبادل التجاري مع الولايات المتحدة نحو 71.4 مليار دولار في 2024، تخشى ماليزيا من تضرر صادراتها الحيوية، خاصة في قطاعات أشباه الموصلات والمطاط، وما يرتبط بها من سلاسل إمداد. وفي جاكرتا، لم تكن ردة الفعل أقل سرعة. فبعد تثبيت الرسوم الجمركية عند 32 %، تحركت الحكومة الإندونيسية لإيفاد وفد تفاوضي رسمي إلى واشنطن. فإندونيسيا، وهي من كبار مصدّري زيت النخيل والمطاط والمنتجات الزراعية، تدرك تمامًا أن بقاء الرسوم بهذا المستوى ليس مجرد سياسة تجارية، بل تهديد حقيقي لعائدات الدولة ولأكثر من مليون وظيفة ترتبط بتلك الصناعات. أما بانكوك، فوجدت نفسها في مأزق سياسي واقتصادي، إذ لم تُثمر تنازلاتها الأخيرة عن أي تخفيض. فقد أبقت واشنطن الرسوم عند 36 %، متجاهلة مقترحات تايلاند بزيادة وارداتها من الطائرات والطاقة الأميركية. ومع الجمود الجمركي، تخشى بانكوك من خسارة حصصها السوقية لصالح دول أخرى في المنطقة وعلى رأسها فيتنام، التي حصدت مكسبًا تفاوضيًّا بارزًا. فيتنام، التي لطالما عُرفت بقدرتها على التفاوض الهادئ، نجحت في تحويل الخطر إلى مكسب. فمن خلال اتفاق سياسي خفّضت واشنطن رسومها من 46 % إلى 20 %. وبالمقابل، التزمت هانوي بتوسيع وارداتها من المنتجات الأميركية. ويبدو أن هذا التفاهم سيفتح أمامها أبواب استثمار جديدة، خاصة للشركات الباحثة عن مدخل جمركي منخفض نحو السوق الأميركية. أما في كمبوديا، فقد بدا التخفيض من 49 % إلى 36 % بمثابة تنفّس مؤقت، لا أكثر. فالنسبة لا تزال مرتفعة بالنسبة لقطاع الملابس والمنسوجات الذي يشغّل أكثر من مليون عامل. وتخشى النقابات العمالية من أن يدفع استمرار هذه النسبة المستثمرين نحو نقل مصانعهم إلى دول مجاورة تقدم بيئة جمركية أكثر تنافسية. في مشهد تُعيد فيه الرسوم الترامبية رسم خريطة التجارة الآسيوية، تبرز دول الخليج العربي كأرضية بديلة لاستقبال تحولات الإنتاج والاستثمار. فبينما تدفع الضغوط الجمركية بعض الصناعات الآسيوية لإعادة التموضع، توفّر الموانئ الخليجية بنية تحتية تنافسية، وتُشكّل الرؤى الاقتصادية الخليجية منصة مرنة لتأسيس شراكات صناعية وتجارية هجينة مع الاقتصادات المتأثرة.

مطار هيثرو يعتزم ضخ 10 مليارات إسترليني لتطوير الخدمات وصالات الركاب
مطار هيثرو يعتزم ضخ 10 مليارات إسترليني لتطوير الخدمات وصالات الركاب

البلاد البحرينية

timeمنذ 10 ساعات

  • البلاد البحرينية

مطار هيثرو يعتزم ضخ 10 مليارات إسترليني لتطوير الخدمات وصالات الركاب

يعتزم مطار هيثرو في لندن استثمار 10 مليارات جنيه إسترليني (13.6 مليار دولار) على مدار خمس سنوات لتطوير صالات الركاب والخدمات، بعد تراجعه في تصنيفات المطارات العالمية. وذكر المطار اليوم الجمعة أنه تقدم لسلطة الطيران المدني في بريطانيا بخطة الاستثمار من أجل مراجعتها، وهي تتعلق بإعادة تصميم صالات الركاب، وتحسين دقة مواعيد الرحلات الجوية عن طريق أدوات الذكاء الاصطناعي، وخفض البصمة الكربونية للمطار. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مسؤولين في المطار قولهم إن هذا المشروع سوف يرفع عدد ركاب المطار بواقع 10 ملايين راكب سنوياً، أي بزيادة نسبتها 12% في السعة الاستيعابية للمطار، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وتأتي هذه الخطة في الوقت الذي أثارت فيه شركات طيران كبرى مثل بريتش إيروايز وفيرجن أتلانتيك المخاوف بشأن ازدحام عمليات المطار وارتفاع رسوم استخدام البنية التحتية فيه. وجدير بالذكر أن تصنيف مطار هيثرو، الذي استقبل نحو 84 مليون راكب العام الماضي، تراجع هذا العام إلى المركز 22 على قائمة "سكاي تراكس" التي تضم أهم مئة مطار في العالم، بعد أن كان يشغل المركز الـ21 في 2024. ونقلت بلومبرغ عن الرئيس التنفيذي للمطار توماس وولدباي قوله في بيان إن "عملاءنا يريدون منا تحسين ترتيبنا الدولي بشكل أكبر، وهو ما نفعله"، مضيفاً: "من أجل التنافس مع المطارات الدولية، لابد أن نضخ استثمارات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store