
هل تفتح 'ستارلينك' نافذة خلاص لـ'الاتصالات'؟
كتب مروان الشدياق في 'نداء الوطن':
في بلد لا تكاد شاشاته تُضيء من دون مولّد، ولا شبكة هاتف تُكمل نهارها من دون انقطاع، جاء اتصال إيلون ماسك برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كإشارة لافتة، فتحت الباب على مصراعيه أمام احتمالات كبرى في قطاع الاتصالات والانترنت. رجل الفضاء والتكنولوجيا، والرئيس التنفيذي لشركات 'تيسلا'، 'سبايس إكس' و'إكس'، أبدى رغبته في دخول السوق اللبناني، ما قوبل بترحيب رئاسي سريع، وتكليف مباشر لوزير الاتصالات شارل الحاج بمتابعة الملف.
مصادر وزارة الاتصالات أوضحت لـ'نداء الوطن' أن الرئيس عون طلب من الوزير شارل الحاج تحضير الأرضية القانونية والتقنية اللازمة لهذا التعاون، على أن تبدأ الاتصالات الرسمية مع الجانب الأميركي خلال الأسبوع المقبل، وسط تعهّد بإعلام الرأي العام بأي تطوّر ملموس.
بين السيادة والسوق
لكن دخول 'ستارلينك' إلى لبنان، وهو المشروع التابع لماسك لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، ليس مسألة تجارية فحسب، بل يُلامس بنية السوق، السيادة الرقمية، وشبكة النفوذ المحلي. فرغم الإيجابية الظاهرة، تشير المصادر إلى أن الدولة لا تنوي أن يتسبب الاشتراك بخدمة ستارلينك في ضرب مداخيل الشركات المحلية، لذلك يتمّ درس وضع حدّ أدنى لسعر الاشتراك لا يقلّ عن 100 دولار أميركي شهريًا، لحماية السوق الداخلي.
قطاع مترنّح… واحتكار مزمن
في موازاة الطرح الرسمي، تحدث أحد خبراء التكنولوجيا وهندسة الاتصالات لـ'نداء الوطن'، مشخّصًا حال القطاع المحلي بدقّة. فالأزمات المتراكمة من ضعف الكهرباء، إلى انهيار البنية التحتية، وصولًا إلى غياب الصيانة وتوقّف مشاريع الفايبر أوبتيكس، جعلت من الاتصالات في لبنان خدمة مكلفة، محدودة، وضعيفة التغطية، ولا سيما في المناطق الجبلية والريفية. والأسوأ من ذلك، يقول الخبير، هو غياب المنافسة بين الشركات، واحتكار السوق من قِبل لاعبين معدودين لا يتنافسون فعليًا على السعر أو الجودة.
ستارلينك: الحل الفضائي لأزمة أرضية
في ظل هذه المعطيات، يُقدَّم مشروع 'ستارلينك' كخيار سريع وفعّال. فالتقنية لا تحتاج إلى بنى تحتية متطورة، بل تكتفي بجهاز استقبال منزلي (router) يعمل على طاقة الكهرباء المنزلية، ويتصل مباشرة بالقمر الاصطناعي. بهذه البساطة، يستطيع المستخدم تجاوز كل مشاكل الكهرباء، الصيانة، وتعثّر المحطات.
'ستارلينك'، بحسب الخبير، تتيح تغطية كاملة لكافة الأراضي اللبنانية، بما فيها المناطق النائية، وتتميّز بسرعة أعلى من الإنترنت الأرضي، وأمان محلي أكبر، خصوصًا أن الاتصال لا يمر بشبكات الدولة، ما يحدّ من إمكانات التجسس الداخلي. لكن هذا الأمر، في المقابل، يثير مخاوف حكومية في عدد من الدول عند تعاطيه مع معلومات حساسة أو مراسلات رسمية، بسبب السيطرة الخارجية على الشبكة الفضائية.
بين التحرير والتهديد
أبعد من التكنولوجيا، ترى أوساط تكنولوجية أن دخول ستارلينك إلى السوق اللبناني يمكن أن يُحدِث زلزالًا في بنية قطاع الاتصالات، إذ يُهدّد هيمنة 'أوجيرو'، شركتَي الخلوي alfa وtouch، ومزودي الإنترنت الخاصين، بما في ذلك شبكات الإنترنت غير الشرعي المنتشرة بكثافة. بما أنّ 'ستارلينك' تتعامل مباشرة مع المستخدم، من دون وسطاء أو أطراف ثالثة، ما يجعلها منافسًا شرسًا ومحررًا محتملاً لسوق محتكر منذ عقود.
أبعد من الإنترنت… إلى الكهرباء والذكاء
ولا يتوقف طموح ماسك على الإنترنت وحده. فشركاته توفّر حلولًا متقدمة في تخزين الطاقة الشمسية، ما قد يشكّل فرصة حقيقية لمعالجة أزمة الكهرباء على محطات الاتصالات، إذا أُحسن التخطيط والتطبيق. أما في مجال الذكاء الاصطناعي، فيُتوقّع أن تساهم التقنيات التي تطورها شركات ماسك في تحليل أعطال الشبكات، وتحسين جودة الخدمات، بما يتخطى القدرات التقليدية الحالية.
الواقع يسبق الحلم؟
لكن، ورغم هذا المشهد المتفائل، يبقى السؤال الجوهري: هل يستطيع لبنان فعلاً استيعاب تقنيات من هذا النوع، أم أننا أمام حلم اصطدم مسبقًا بعقبات السيادة، البيروقراطية، والمصالح؟
بين ما يُحكى عن تحرير السوق، وتحقيق السيادة الرقمية، وتحديث البنية التحتية… لا تزال الأمور في بدايتها. ويبقى أن ننتظر ما ستُسفر عنه اتصالات الوزير الحاج، وما إذا كان لبنان مستعدًا فعلاً لالتقاط 'إشارة من الفضاء'، بعدما عجزت إشارات الأرض عن الوصول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 38 دقائق
- النهار
"أكثر من مخطط"... تقرير يكشف تفاصيل تجنيد إسرائيلي لاغتيال كاتس بـ"أوامر إيرانية"
كشفت "القناة 12" الإسرائيلية، مساء السبت، أن شابا إسرائيليا يبلغ من العمر 24 عاما، تم اعتقاله في نيسان/أبريل الماضي، بتهمة التجسس لصالح إيران، ووضع متفجرات قرب منزل وزير الدفاع يسرائيل كاتس. وبحسب ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن تقرير "القناة 12"، فإن روي مزراحي كان يعمل على "مخطط إيراني لاغتيال الوزير كاتس". ووجهت لمزراحي تهمة "مساعدة العدو في وقت الحرب"، وهي من أخطر التهم الأمنية في القانون الإسرائيلي. وأشار تقرير القناة الإسرائيلية إلى أن المتفجرات التي وضعها مزراحي قرب منزل كاتس، كانت معدّة للانفجار عند مرور الوزير بالموقع، وأن الإيرانيين "كانوا قريبين جدا من تنفيذ العملية بنجاح"، على حدّ وصفها. وفق التقرير فقد تم تجنيد مزراحي عبر تطبيق "تلغرام"، حيث بدأ التواصل مع عميل إيراني يُدعى "أليكس"، وقام لاحقا بتجنيد صديقه ألموغ أتياس. وفي المرحلة الأولى، قام مزراحي وأتياس بتصوير مواقع حساسة داخل إسرائيل، من بينها مقر جهاز الشاباك وأبراج في تل أبيب، وأرسلا المواد إلى "أليكس". ولاحقا، طُلب منهما زرع كاميرتي تجسس في بلدة كفار أحيم، مسقط رأس وزير الدفاع كاتس، جنوب وسط إسرائيل. واستلم مزراحي وأتياس الكاميرتين من منزل في مدينة حولون، وتوجّها إلى الموقع، لكنهما ارتبكا عند مرور مركبة أمنية، فقررا التخلص من الكاميرتين. وعرض "أليكس" بحسب التقرير على مزراحي مليون دولار مقابل اغتيال عالم في معهد "وايزمان"، إلا أن مزراحي رفض التنفيذ بعد أن رفض "أليكس" دفع نصف المبلغ مقدما. وبعد ذلك، تواصل مع مزراحي عميل إيراني ثانٍ يُدعى "غيتس"، وطلب منه مجددا زرع متفجرات قرب منزل وزير الدفاع كاتس. وبالفعل، قام مزراحي بجمع حقيبة زرقاء تحتوي على المتفجرات من موقع معين، ونقلها إلى موقع قريب من منزل الوزير. كما ذكر التقرير أن مزراحي تلقى أموالا مقابل ذلك عبر العملات الرقمية. وقال محامي مزراحي لـ"القناة 12" إن موكله "شاب ساذج ولم يُلحق ضررا فعليا بأمن الدولة". واختتم تقرير القناة الإسرائيلية بالإشارة إلى أن مخطط اغتيال كاتس لم يكن الوحيد، بل هو واحد من عدة مخططات إيرانية تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

المدن
منذ 43 دقائق
- المدن
ترامب يدافع عن نتنياهو ويدعو لوقف محاكمته.. ويهدد بالمساعدات
ترامب يدافع عن نتنياهو ويدعو لوقف محاكمته.. ويهدد بالمساعدات نتنياهو متهم بتلقي هدايا فاخرة من أشخاص أثرياء مقابل خدمات سياسية (Getty) حجم الخط مشاركة عبر قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت، إن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع مواصلة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم فساد. وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" التابعة له: "تنفق الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنوياً، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا". هدايا فاخرة ورفضت محكمة إسرائيلية الجمعة طلب نتنياهو إرجاء الإدلاء بشهادته في محاكمته المستمرة منذ مدة طويلة بحجة أن طلبه "لا يوفر أي أساس أو تبريراً مفصلاً لإلغاء جلسات الاستماع". وفي احدى القضايا، يحاكم نتنياهو وزوجته سارة بتهمة تلقي هدايا فاخرة من أشخاص أثرياء تشمل مجوهرات وزجاجات شمبانيا وعلب سيغار تزيد قيمتها عن 260 ألف دولار، مقابل تقديم خدمات سياسية. كما يواجه نتنياهو في قضيتين أخريين تهمة محاولة التفاوض مع اثنتين من وسائل الإعلام الإسرائيلية للحصول على تغطية صحافية أكثر ملاءمة له. ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ووجه الشكر إلى ترامب لدعمه إسرائيل في حربها مع إيران التي انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا الاسبوع. تشتيت انتباه وكان رئيس الوزراء طلب الخميس عبر محاميه، إرجاء الإدلاء بشهادته في الجلسات المقررة خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك في ضوء "التطورات الإقليمية والعالمية" عقب الحرب بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية. وانبرى ترامب الأربعاء للدفاع عن نتنياهو، معتبراً القضايا التي يلاحق بها بأنها "مطاردة ساحرات". وفي منشوره السبت، وصف ترامب رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه "بطل حرب" ومحاكمته من شأنها تشتيت انتباهه عن المفاوضات مع إيران ومع حماس. مطاردة ساحرات وكتب ترامب أن "هذه المحاكاة الساخرة للعدالة سوف تتداخل مع المفاوضات مع إيران وحماس"، دون أن يكون واضحاً ما هي المفاوضات التي يشير إليها مع إيران. وقارن الرئيس الأميركي محاكمة نتانياهو بالملاحقات القضائية التي واجهها هو نفسه قبل فوزه بولاية رئاسية ثانية. وقال ترامب: "إنها مطاردة ساحرات سياسية، تشبه إلى حد كبير مطاردة الساحرات التي أجبرت على تحملها". وتمت إدانة الرئيس الجمهوري بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية في أيار/مايو 2024 في قضية دفع أموال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية. وواجه ترامب أيضا قضيتين فدراليتين، إحداهما تتعلق بمحاولاته المزعومة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي خسرها أمام الديموقراطي جو بايدن. شعبية منخفضة من جهته، قال نتنياهو في مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه لا يزال هناك "العديد من المهام" لإكمالها، وسيسعى إلى القيام بذلك ما دام "شعب" إسرائيل يريد ذلك. وفي وقت لاحق من الأسبوع، قدّم نتنياهو النجاح المفترض في تدمير البرنامج النووي الإيراني على أنه "فرصة سانحة لا ينبغي تفويتها"، وألمح إلى أنه وحده القادر على تأمين "تحرير الرهائن وهزيمة حماس"، وبعد ذلك سيُبرم اتفاقيات إقليمية أوسع. ومع ذلك، ووفقاً لآخر استطلاعات الرأي، لم تنعم شعبية نتنياهو بـ"انتعاش" كبير بعد التصعيد الذي استمر 12 يوماً مع إيران كما كان يأمل. ووفقاً لآخر استطلاعات الرأي التي نشرتها صحيفة "معاريف" سيعجز حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو عن تحقيق الأغلبية بمفرده، وقد يواجه صعوبة في حشد الدعم من الأحزاب الأصغر في اليمين. وأشار الاستطلاع نفسه إلى أن أغلبية كبيرة تُقدر بـ59 في المئة من الإسرائيليين، يريدون وقف القتال في غزة الآن، مقابل الإفراج عن الرهائن. كما رأى ما يقرب من نصف المشاركين - حوالي 49 في المئة - أن السبب الوحيد لاستمرار نتنياهو في الحرب هو اعتباراته السياسية الخاصة. حجم الخط مشاركة عبر


لبنان اليوم
منذ ساعة واحدة
- لبنان اليوم
هل يخوض إريك ترامب السباق الرئاسي؟ نجل الرئيس يفتح الباب ويكشف الكواليس
أثار إريك ترامب، نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جدلاً واسعاً بعد أن ألمح إلى إمكانية ترشّحه مستقبلاً للانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرًا أن الطريق نحو البيت الأبيض قد يكون 'سهلاً' بالنسبة له، في حال اختار خوض هذا المسار. وفي تصريحات لافتة نقلتها صحيفة فاينانشال تايمز، قال إريك ترامب (41 عاماً): 'السؤال الحقيقي هو: هل أرغب في أن يخوض أطفالي ما خضته خلال العقد الماضي؟ إن كانت الإجابة نعم، فأعتقد أن الطريق سيكون مفتوحاً أمامي. لدي القناعة بأنني قادر على إنجاز المهمة'. ورغم أن إريك بقي بعيدًا عن الواجهة السياسية مقارنة بشقيقه دونالد جونيور وشقيقته إيفانكا، إلا أنه أكد أن أفراداً آخرين من عائلة ترامب يمكنهم أيضاً الترشّح للرئاسة، مشيرًا إلى أنه تابع المشهد السياسي عن كثب خلال السنوات الماضية وخلص إلى أنه 'غير معجب بنصف السياسيين الموجودين حاليًا'، مؤكدًا أنه يمتلك القدرة على أداء المهمة 'بكفاءة عالية'. الطموح السياسي حاضر… ولكن! وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، رفض إريك حسم ما إذا كانت ستكون الأخيرة لوالده، قائلاً: 'الزمن كفيل بكشف ذلك، وهناك أشخاص آخرون غيري يمكنهم الترشّح'. لكنه طرح تساؤلات شخصية عميقة قد تؤثر على قراره: 'هل أريد فعلاً الانخراط في هذا المجال؟ وهل أرغب في تعريض أحبّائي لقسوة هذا النظام السياسي؟ لست واثقًا بعد من الإجابة'. اتهامات الربح السياسي… ونفي قاطع وردًا على الانتقادات التي تطال عائلة ترامب بشأن الاستفادة المادية من العمل السياسي، نفى إريك وجود أي مكاسب، قائلاً: 'إذا كانت هناك عائلة واحدة لم تستفد من السياسة، فهي عائلتنا. بل إن ثروتنا كانت ستكون أكبر بكثير لو لم يترشح والدي في الأساس'. وأشار إلى أن العائلة تكبّدت نحو 500 مليون دولار في إطار معاركها القانونية، خاصة المرتبطة بالتحقيقات حول التدخل الروسي في انتخابات 2016. وأضاف: 'لقد كانت تكلفة باهظة على جميع المستويات. كنا سنوفّر كثيرًا من الأصفار لو لم يدخل والدي هذا العالم'.