
"شومان": عرض الفيلم الأميركي "هُنا" للمخرج روبرت زيمكس
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء، الفيلم الأميركي "هُنا" للمخرج روبرت زيمكس، وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما والساعة الثامنة مساء في الهواء الطلق بمقر المؤسسة بجبل عمان.
يسرد فيلم "هُنا" قصة غرفة في منزل في بقعة من أرض أميركا معتمدا على كادر وحيد يتغير ما في داخله ولا تتغير حدوده، فالفيلم مأخوذ عن رواية مصورة بالاسم نفسه للرسام ريتشارد ماكغواير، داخل هذه الغرفة، ثمة قصة رئيسة تدور حول عائلة ممتدة زمنيا سكنت المنزل. الأبن ريتشارد يانغ الذي يلعب دوره توم هانكس، ينشأ طفلا محبا للرسم ثم يبعده عن هوايته كسب الرزق ومحاولة إدامة عائلته التي كونها مع مارغريت (روبن رايت). تدخل العائلة في دراما على مدى الأجيال وتكافح من أجل أن تستمر، بينما نتابع قصص والديه آل (بول بيتاني) وروز (كيلي رايلي)، بالإضافة إلى العديد من الحبكات الفرعية التي تحتل وقتا أقل من مدى الفيلم.
تتشابك في "هُنا" مستويات متعددة من القراءة، فعلى المستوى الأول نجد دراما عائلية تقليدية: أب يحاول الحفاظ على تماسك عائلته، وأم تصارع المرض، وابنة تبحث عن هويتها. لكن على مستوى أعمق، يطرح الفيلم أسئلة فلسفية حول طبيعة الزمن والمكان والذاكرة، إنه يقدم الزمان في قبضة المكان. المنزل في الفيلم ليس مجرد خلفية للأحداث، بل هو شخصية رئيسة تشهد على تحولات المجتمع الأميركي.
تتجلى براعة زيمكس التقنية في قدرته على تصوير المشاهد المتداخلة زمنيا دون أن تفقد تماسكها البصري. يمكن أن نرى في المشهد نفسه ثلاثة أجيال من العائلة، وآخرين من أزمان مختلفة، يتحركون في فضاء واحد، كل في زمنه الخاص، مع الحفاظ على وحدة الكادر وانسيابية الحركة. هذا الأسلوب، الذي يبدو للوهلة الأولى استعراضا تقنيا، يخدم في الحقيقة فكرة محورية في الفيلم: أن المكان يحتفظ بكل لحظات وجوده في آن واحد.
يتجاوز الفيلم حدود السرد التقليدي ليستكشف العلاقة بين الفضاء والزمن. فالغرفة التي تشهد ولادة طفل في الخمسينيات هي نفسها التي تشهد وفاة مسن في الحاضر. والشجرة التي يتسلقها الأطفال في الماضي تظهر مقطوعة في المستقبل. هذه التفاصيل الصغيرة تخلق نسيجا معقدا من الذكريات والتوقعات، يجعل من المكان نفسه راويا للقصة التي قد يعاب عليها المبالغة في أداء الممثلين إذ يأتي كنوع من المسرحة، تساندها موسيقا تصويرية بديعة من عمل رفيق درب زيمكس الموسيقي الفذ (آلان سيلفستري) الذي لم يفارقه منذ الثمانينيات.
يتعامل زيمكس مع التاريخ الأميركي بطريقة غير مباشرة. فالأحداث الكبرى - مثل الحروب والأزمات الاقتصادية - تظهر من خلال تأثيرها على الحياة اليومية للعائلة. هذا الأسلوب في السرد يتطلب من المشاهد معرفة جيدة بالسياق التاريخي الأميركي ليفهم دلالات بعض المشاهد التاريخية وإشاراتها، لا سيما وأنه يكتفي بإشارات ضمنية لتحديد وقت الحدث من خلال علامات يفهمها المطلع على التاريخ وإن كانت تقع في التنميط.
"هُنا" ليس فيلما سهلا، ولا يقدم تسلية عابرة، إنه يتطلب مشاهدا صبورا، مستعدا للغوص في طبقات متعددة من المعنى، ومنفتحا على تجربة سينمائية تتحدى توقعاته عن كيفية سرد القصص على الشاشة. في عصر أصبحت فيه السينما تميل إلى الصيغ المكررة والحبكات المتوقعة، يقف "هُنا" بوصفه تذكيرا بأن الفن السابع ما زال قادرا على المغامرة والتجريب، ويصر على التواصل مع فنون أخرى كالمسرح، والكتب المصورة في هذه الحالة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 2 أيام
- جفرا نيوز
كاظم الساهر يوضح سبب تغيّر ملامحه.. هل خضع للتجميل؟
جفرا نيوز - خرج النجم العراقي كاظم الساهر عن صمته، وعلّق على الجدل الذي أثير مؤخرًا حول التغيّر الذي طرأ على ملامحه في إطلالته الأخيرة، حيث انتشرت صور ومقاطع له عبر مواقع التواصل أثارت تفاعلًا وتساؤلات بين محبيه، حول ما إذا كان قد خضع لأي تغييرات تجميلية. وفي مقطع مصوّر تداوله جمهوره، كشف الساهر حقيقة الأمر قائلاً: "أنا لم أقم بأي تعديل أو تغيير في ملامحي، فقط غيّرت طريقة تسريحة شعري، صرت أصففه إلى الجانب بدلاً من الأمام.' وأكد أن هذا التغيير البسيط كافٍ ليمنح مظهرًا مختلفًا للجمهور، وهو أمر طبيعي يحدث مع التجديد في الإطلالات. كاظم الساهر يدعم المواهب الشابة وخلال حديثه، أكد "القيصر' انفتاحه على التعاون مع جيل جديد من المبدعين، موضحًا: "أبحث عن شعراء جدد وأفكار جديدة لأعمال غنائية قادمة، وأُرحب بالمواهب الشابة، سواء في الكتابة أو الغناء.' وأشار إلى أنه عندما يفكر في تقديم دويتو غنائي، يكون أول ما يبحث عنه هو صوت جديد وموهبة حقيقية تستحق الدعم. تألقه في مهرجان موازين وجاء هذا التصريح على هامش مشاركة كاظم الساهر في الدورة الـ20 من مهرجان "موازين – إيقاعات العالم'، الذي يُقام في مدينة الرباط بالمغرب. وقد أحيا النجم العراقي حفلًا أسطوريًا مساء الجمعة أمام جمهور غفير، قدّم خلاله باقة من أبرز أغانيه مثل "علمني حبك'، "زيديني عشقًا'، "لا تتنهد' وسط تفاعل جماهيري واسع. وفاجأ الساهر جمهوره بحمل العلم المغربي وارتداء قميص المنتخب الوطني المغربي، في لفتة حظيت بتصفيق كبير، خاصة مع اقتراب موعد استضافة المغرب لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2025، ومشاركته المرتقبة بتنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال. انطلقت فعاليات مهرجان موازين – إيقاعات العالم يوم 19 يونيو وتستمر حتى 28 من الشهر نفسه، بمشاركة نخبة من أبرز نجوم الطرب العربي. وافتتحت الفنانة كارمن سليمان المهرجان في حفل مميز، فيما تختتم النجمة شيرين عبد الوهاب فعاليات الدورة الحالية بحفل كبير مساء السبت، يُعد بمثابة عودة قوية لها إلى الساحة الفنية بعد فترة من الغياب.


جفرا نيوز
منذ 2 أيام
- جفرا نيوز
محامي شيرين عبد الوهاب يهدد المسيئين لها
جفرا نيوز - أصدر المستشار ياسر قنطوش، محامي الفنانة شيرين عبد الوهاب، بيانا صحافيًا أكد فيه أنها تتعرض لحملة ممنهجة معروف من وراءها، لتدمير أي نجاح تقوم به، وذلك بعد الهجوم الأخير عليها، عقب حفلها بمهرجان موازين بدورته الـ20. وقال قنطوش في بيانه: الفنانة شيرين عبد الوهاب تشكر كل من ساندها ووقف بجانبها، ونحن لسنا ضد حرية الرأي ولكن يكون بنّاء ليس به أي إساءة، وهناك بعض الآراء المدفوعة من خلال حملات ممنهجة بها إساءة، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه ذلك". وتلقت شيرين عبد الوهاب موجة من الانتقادات خلال حفلها الأخير في ختام مهرجان موازين بالمغرب، وذلك بعد أن بدأت فقرتها الغنائية بـ"ميدلي من أشهر أعمالها باستخدام تقنية الـ"بلاي باك"، ما أثار استياء جمهورها الكبير الذي كان ينتظر أداءً حيًّا بعد غيابها عن الحفلات في المغرب لمدة تسع سنوات، وهتف الجمهور خلال الحفل بـ"غني بصوتك"، في إشارة واضحة لمطالبتها بالغناء المباشر بصوتها الحقيقي بدلًا من الاعتماد على التسجيلات الصوتية، واستجابت شيرين عبد الوهاب سريعًا لطلب جمهورها، وعادت لتغني مباشرة على المسرح.


جو 24
منذ 2 أيام
- جو 24
سينما "شومان" تعرض الفيلم الأميركي "هُنا" للمخرج روبرت زيمكس غدا
جو 24 : تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء، الفيلم الأميركي "هُنا" للمخرج روبرت زيمكس، وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما والساعة الثامنة مساء في الهواء الطلق بمقر المؤسسة بجبل عمان. يسرد فيلم "هُنا" قصة غرفة في منزل في بقعة من أرض أميركا معتمدا على كادر وحيد يتغير ما في داخله ولا تتغير حدوده، فالفيلم مأخوذ عن رواية مصورة بالاسم نفسه للرسام ريتشارد ماكغواير، داخل هذه الغرفة، ثمة قصة رئيسة تدور حول عائلة ممتدة زمنيا سكنت المنزل. الأبن ريتشارد يانغ الذي يلعب دوره توم هانكس، ينشأ طفلا محبا للرسم ثم يبعده عن هوايته كسب الرزق ومحاولة إدامة عائلته التي كونها مع مارغريت (روبن رايت). تدخل العائلة في دراما على مدى الأجيال وتكافح من أجل أن تستمر، بينما نتابع قصص والديه آل (بول بيتاني) وروز (كيلي رايلي)، بالإضافة إلى العديد من الحبكات الفرعية التي تحتل وقتا أقل من مدى الفيلم. تتشابك في "هُنا" مستويات متعددة من القراءة، فعلى المستوى الأول نجد دراما عائلية تقليدية: أب يحاول الحفاظ على تماسك عائلته، وأم تصارع المرض، وابنة تبحث عن هويتها. لكن على مستوى أعمق، يطرح الفيلم أسئلة فلسفية حول طبيعة الزمن والمكان والذاكرة، إنه يقدم الزمان في قبضة المكان. المنزل في الفيلم ليس مجرد خلفية للأحداث، بل هو شخصية رئيسة تشهد على تحولات المجتمع الأميركي. تتجلى براعة زيمكس التقنية في قدرته على تصوير المشاهد المتداخلة زمنيا دون أن تفقد تماسكها البصري. يمكن أن نرى في المشهد نفسه ثلاثة أجيال من العائلة، وآخرين من أزمان مختلفة، يتحركون في فضاء واحد، كل في زمنه الخاص، مع الحفاظ على وحدة الكادر وانسيابية الحركة. هذا الأسلوب، الذي يبدو للوهلة الأولى استعراضا تقنيا، يخدم في الحقيقة فكرة محورية في الفيلم: أن المكان يحتفظ بكل لحظات وجوده في آن واحد. يتجاوز الفيلم حدود السرد التقليدي ليستكشف العلاقة بين الفضاء والزمن. فالغرفة التي تشهد ولادة طفل في الخمسينيات هي نفسها التي تشهد وفاة مسن في الحاضر. والشجرة التي يتسلقها الأطفال في الماضي تظهر مقطوعة في المستقبل. هذه التفاصيل الصغيرة تخلق نسيجا معقدا من الذكريات والتوقعات، يجعل من المكان نفسه راويا للقصة التي قد يعاب عليها المبالغة في أداء الممثلين إذ يأتي كنوع من المسرحة، تساندها موسيقا تصويرية بديعة من عمل رفيق درب زيمكس الموسيقي الفذ (آلان سيلفستري) الذي لم يفارقه منذ الثمانينيات. يتعامل زيمكس مع التاريخ الأميركي بطريقة غير مباشرة. فالأحداث الكبرى - مثل الحروب والأزمات الاقتصادية - تظهر من خلال تأثيرها على الحياة اليومية للعائلة. هذا الأسلوب في السرد يتطلب من المشاهد معرفة جيدة بالسياق التاريخي الأميركي ليفهم دلالات بعض المشاهد التاريخية وإشاراتها، لا سيما وأنه يكتفي بإشارات ضمنية لتحديد وقت الحدث من خلال علامات يفهمها المطلع على التاريخ وإن كانت تقع في التنميط. "هُنا" ليس فيلما سهلا، ولا يقدم تسلية عابرة، إنه يتطلب مشاهدا صبورا، مستعدا للغوص في طبقات متعددة من المعنى، ومنفتحا على تجربة سينمائية تتحدى توقعاته عن كيفية سرد القصص على الشاشة. في عصر أصبحت فيه السينما تميل إلى الصيغ المكررة والحبكات المتوقعة، يقف "هُنا" بوصفه تذكيرا بأن الفن السابع ما زال قادرا على المغامرة والتجريب، ويصر على التواصل مع فنون أخرى كالمسرح، والكتب المصورة في هذه الحالة. تابعو الأردن 24 على