
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يغزو قلب مانهاتن: استثمار بمليار دولار يُعيد رسم خريطة العقار العالمي
ويأتي هذا الاستثمار بالشراكة مع شركة Related Companies، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في نيويورك، والتي تخطط لتشييد برج بارتفاع 1,200 قدم على هذا الموقع القريب من سنترال بارك، والذي تم شراؤه العام الماضي بأكثر من 600 مليون دولار.
وكان من المقرر في البداية إقامة مشروع متعدد الاستخدامات يضم وحدات سكنية، ومراكز تجارية، وفندقًا، غير أنّ الشركة لاحقًا بدأت بالتفكير في تطوير مبنى مخصص للمكاتب، نظرًا للطلب المتزايد على المساحات الفاخرة ذات الجودة العالية في المدينة. وتُقدّر التكلفة الإجمالية للموقع وعمليات التطوير بما يتجاوز مليار دولار، فيما تشير المصادر إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد ضخ بالفعل ما يقارب 200 مليون دولار، مع استمرار التفاوض على المساهمة النهائية.
ويُعد هذا الاستثمار جزءًا من موجة عودة المستثمرين الأجانب إلى السوق العقارية في نيويورك خلال عام 2025، حيث استعادت المدينة مكانتها كأكبر سوق تجارية وأكثرها سيولة في الولايات المتحدة، بعد التباطؤ الحاد خلال جائحة كوفيد-19، وما تبعها من ارتفاع في أسعار الفائدة عام 2022، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في الاستثمارات الأجنبية حينها.
مع ذلك، فقد بدأ التعافي يظهر بوضوح، خاصة مع عودة عدد كبير من الموظفين إلى المكاتب، مما أعاد الحياة إلى الأحياء التجارية. وتُظهر بيانات شركة CoStar أن عقود تأجير المكاتب في مانهاتن خلال النصف الأول من عام 2025 فاقت مثيلاتها في بعض السنوات السابقة للجائحة.
كذلك، شهدت إيجارات الشقق السكنية في نيويورك ارتفاعًا غير مسبوق، فيما ارتفعت أعداد الزوار إلى مستويات قريبة من الأرقام القياسية، ما يبرهن على الحيوية المتجددة للمدينة.
أما على صعيد الوساطة العقارية، فقد كشفت شركة Eastdil Secured عن وجود 12 مليار دولار من الصفقات العقارية في نيويورك تم إنجازها أو يجري العمل عليها خلال عام 2025، مؤكدة أن "معظم هذه الصفقات تنطوي على مشاركة لرؤوس أموال أجنبية"، وفق ما صرّح به الرئيس التنفيذي للشركة، روي مارش.
ووفق بيانات شركة MSCI، فقد بلغ إجمالي الاستثمارات الأجنبية في العقارات التجارية بمانهاتن أكثر من 2.1 مليار دولار خلال الربع الأول من 2025 والربع الأخير من 2024، أي ما يعادل خمسة أضعاف ما تم تسجيله خلال نفس الفترة قبل عامين.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي أصولاً تُقدّر بـ تريليون دولار، ما يجعله من بين أضخم الصناديق الاستثمارية في العالم. ويُعد هذا الصندوق من أبرز الصناديق السيادية التي عادت بقوة إلى نيويورك، مدعومًا بعلاقات وثيقة مع شركة Related، التي تُعرف بمشروعها الضخم "Hudson Yards" في الجانب الغربي من مانهاتن.
وكان الصندوق قد ضخّ استثمارًا في ديون شركة Related عام 2020، قابل للتحول إلى حصة ملكية بنسبة 15%، ومنذ ذلك الحين، استمرت المشاورات الوثيقة بين الطرفين حول مشاريع عقارية متعددة.
الجدير بالذكر أن الصندوق كان تركيزه العقاري خارجيًا محدودًا في السابق، حيث كان يوجّه استثماراته نحو مشاريع تطوير ضخمة داخل المملكة، كجزء من خطط رؤية 2030. لكنه في السنوات الأخيرة بدأ التوسع عالميًا، مستثمرًا في علامات عقارية فاخرة وعقارات عالمية، ومنها استحواذه على 40% من سلسلة متاجر Selfridges البريطانية الفاخرة في 2024، إضافة إلى مشاركته في تمويل سلسلة فنادق Aman بمبلغ 900 مليون دولار عام 2022، وامتلاكه 49% من سلسلة Rocco Forte الفندقية الراقية عام 2023.
بهذا الاستثمار الجديد في قلب مانهاتن، يُواصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي ترسيخ حضوره في الأسواق العقارية العالمية، مجسدًا توجه المملكة نحو تنويع مصادر الدخل والاستثمار في أصول استراتيجية عالية القيمة على مستوى العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لبنان اليوم
منذ 35 دقائق
- لبنان اليوم
100 مليون دولار لدعم أسطول 'سوبر توكانو' اللبناني… صفقة أميركية جديدة لتعزيز قدرات الجيش
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مساء الجمعة، أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة بيع معدات دعم للقوات الجوية اللبنانية، بقيمة تقديرية تبلغ 100 مليون دولار، تتعلق بطائرات 'إيه-29 سوبر توكانو' الهجومية الخفيفة. ووفقًا لبيان صادر عن وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، تشمل الصفقة خدمات صيانة وقطع غيار وتدريبًا فنيًا، إضافة إلى دعم لوجستي طويل الأمد، بهدف تعزيز الجاهزية العملياتية للطائرات اللبنانية من هذا الطراز. وأوضح البيان أن هذه الخطوة تندرج ضمن إطار دعم الجيش اللبناني كـ'شريك أمني موثوق' في المنطقة، مشددًا على أن الصفقة 'لن تؤثر على توازن القوى العسكري في الشرق الأوسط'. وكانت القوات الجوية اللبنانية قد تسلّمت في السنوات الماضية ستّ طائرات 'سوبر توكانو'، التي تُستخدم بشكل فعّال في مهام الاستطلاع والدعم الجوي ومكافحة التمرد، ضمن بيئات قتالية منخفضة التكلفة. وتتميّز هذه الطائرات، المصنّعة من قبل شركة 'إمبراير' البرازيلية بالشراكة مع 'سييرا نيفادا كوربوريشن' الأميركية، بقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة في ظروف ميدانية غير تقليدية، وهو ما يتماشى مع طبيعة التهديدات التي يواجهها الجيش اللبناني. وتأتي هذه الصفقة كامتداد لنهج الدعم العسكري الأميركي للبنان، والذي شمل خلال السنوات الماضية مساعدات مباشرة، وبرامج تدريب وتسليح، ضمن مسار تعزيز الشراكة الدفاعية بين واشنطن وبيروت.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
السياحة تنعش قلب لبنان: ملاءة الطائرات تتخطى 90%
كتبت ماريانا الخوري في 'نداء الوطن': يبدو أن صيف لبنان هذا العام يحمل ملامح مغايرة تمامًا لما شهده في السنوات الماضية. حيث تسجّل مكاتب السفر والفنادق مؤشرات واضحة على انتعاش ملحوظ، لا سيّما مع بدء توافد أعداد كبيرة من السيّاح العرب، وخصوصًا من دول الخليج. هذا إلى جانب الحضور الكثيف للمغتربين اللبنانيين، الذين وصلوا من دول بعيدة كأستراليا وكندا وأميركا لقضاء الصيف مع عائلاتهم. كما تُسجَّل أيضًا عودة تدريجية لبعض السيّاح الأوروبيين. لكن اللافت هذا العام ليس فقط في الأرقام، بل في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الانطباع الأول عند الزائر، وتحديدًا على طريق المطار. فالمشهد تغيّر بشكل جذري: لا لافتات فئوية، ولا رموز حزبية، طريق نظيف، معبّد، وهادئ بصريًا، يعطي انطباعًا للسائح بأنه قادم إلى دولة موحّدة، لا إلى منطقة محسوبة على طرف دون آخر. إنها رسالة غير مباشرة، لكنها فعّالة، بأن لبنان يحاول استعادة وجهه الحقيقي: بلد السياحة والانفتاح، لا الاصطفاف والاصطدام. مبادرة لافتة تحمل بُعدًا إنمائيًا وخدماتيًا في آن، أطلقتها شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)، التي قرّرت تمويل مشروع إعادة تأهيل طريق المطار، انطلاقًا من حرمه وحتى منطقة الإسكوا. وفي معلومات خاصة لـ 'نداء الوطن'، أكدت مصادر داخل الشركة أن تنفيذ المشروع أُوكل إلى شركة خاصة متخصصة في أعمال البنى التحتية، على أن يُنجز العمل بالكامل بحلول نهاية شهر آب المقبل. وقد جرى حتى الآن إنجاز ما يقارب 40 % من أعمال التزفيت، في دليل واضح على جدية التنفيذ والسرعة في الأداء، رغم الظروف الأمنية والضغوط اللوجستية المحيطة بالمشروع. ووفق المصادر نفسها، فإن كلفة المشروع تُقدَّر بنحو 5 ملايين دولار أميركي، تتحمّلها شركة طيران الشرق الأوسط كاملة، في مبادرة وصفها المعنيون بأنها استثمار في الصورة الوطنية لا يقل أهمية عن أي حملة ترويجية للسياحة في لبنان. تظهر أرقام حركة الوافدين والمغادرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي خلال الأيام العشرة الأولى من تموز 2025 والتي حصلت عليها 'نداء الوطن'، تفاوتًا دقيقًا في الاتجاهات مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وإن كانت تميل لصالح العام الحالي. ففي الفترة الممتدة من 1 إلى 3 تموز، سجّل العام 2025 عدد وافدين أكبر مقارنة بعام 2024، إذ بلغ مجموع الوافدين خلال هذه الأيام الثلاثة 40,600 وافد مقابل 40,369 وافدًا في العام السابق، أي بفارق بسيط لم يتجاوز 231. أما من 4 إلى 9 تموز 2025، فقد تغيّرت الصورة بشكل أوضح، إذ بلغ عدد الوافدين حوالى 89,216 وافدًا، مقارنة بـ 84,935 فقط في الفترة نفسها من 2024، ما يعكس زيادة ملموسة تُقدّر بـ 4,281، أي أن العدد الأكبر من الوافدين هذا العام تركز في هذه الأيام الستة. حيث بلغ مجموعهم خلال الأيام العشرة الأولى من تموز 2025 حوالى 139,108 وافدين مقابل 135,738 في 2024، أي بفارق 3,370 وافدًا، ما يشير إلى تحسّن طفيف ولكنه مهم في أداء الموسم السياحي هذا الصيف. في المقابل، سجّل عدد المغادرين هذا العام 80,905 ركاب، بانخفاض طفيف عن العام الماضي الذي شهد 81,049 مغادرًا، ما يشير إلى أن عددًا كبيرًا من الزوار فضّل البقاء داخل البلاد خلال هذه الفترة، إلى جانب العديد من اللبنانيين الذين اختاروا هذا العام قضاء عطلتهم الصيفية داخل لبنان بدلًا من السفر إلى الخارج. وفي هذا السياق أشار رئيس الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط مروان الهبر لـ 'نداء الوطن' أن نسبة الملاءة في الرحلات القادمة إلى لبنان من أوروبا تجاوزت عتبة الـ 90 %، وذلك منذ منتصف تموز وحتى تاريخ 3 آب، ما يعكس ضغطًا كبيرًا على الحجوزات من القارة الأوروبية، ويُعدّ مؤشرًا واعدًا على ارتفاع عدد الوافدين الأوروبيين خلال هذه الفترة. ويُسجَّل أن ذروة هذا الضغط بدأت فعليًا في الأيام الأخيرة من شهر تموز واستمرت حتى الأسبوع الأول من آب، مما يدل على حيوية السوق الأوروبية هذا الصيف رغم كل التحديات. أما بالنسبة إلى الرحلات القادمة من دول الخليج، أضاف الهبر، فإنها شهدت اكتظاظًا لافتًا منذ أواخر شهر حزيران، حيث كانت الطائرات ممتلئة بالكامل، مع نسبة ملاءة تتجاوز 90 % حتى الأسبوع الثالث من تموز، قبل أن تبدأ الأعداد بالتراجع تدريجيًا مع نهاية الشهر. فإن الرحلات القادمة من القارة الأفريقية أيضًا سجّلت نسب إشغال مرتفعة وصلت إلى أكثر من 95 % حتى نهاية شهر تموز، مؤكداً أن هذا الصيف يشهد حركة كثيفة من اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج، خصوصًا في أفريقيا والخليج، إلى جانب السياح القادمين من أوروبا، ما يشكّل دفعًا قويًا للقطاع السياحي اللبناني في هذا التوقيت الدقيق. في موازاة الأرقام المرتفعة في حركة الوافدين، يشهد مطار رفيق الحريري الدولي ازدحامًا كبيرًا عند قاعات الوصول، لكن بتنظيم لافت وسلاسة في الإجراءات. فالاستقبال بات أكثر تنظيمًا، والطواقم الأمنية والخدماتية حاضرة لتسهيل دخول الوافدين. أكدت مصادر مطلعة في وزارة السياحة لـ'نداء الوطن' أن هناك تنسيقًا دائمًا وعلى أعلى المستويات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة من جهة، واللجنة الخماسية التي شُكّلت عقب وقف إطلاق النار من جهة أخرى، والتي تتابع بدورها التطورات الأمنية عن كثب وإبعاد هذا القطاع الحيوي عن أي ارتدادات أمنية محتملة. أما على مستوى وزارة السياحة، فأشارت المصادر إلى أن الوزارة مستمرة بتنفيذ خطتها الموضوعة للموسم الصيفي من دون أي تراجع، وهي على تواصل دائم مع مختلف الجهات المعنية لتأمين أفضل الظروف لنجاح هذا الموسم، الذي يُعوَّل عليه كثيرًا لدعم الاقتصاد المحلي وتنشيط الحركة التجارية والخدماتية. في ظل كل هذه المؤشرات الإيجابية، يبدو أن لبنان، رغم الجراح والتحديات، لا يزال قادرًا على جذب محبّيه من حول العالم. فالحركة السياحية المتجددة ليست فقط أرقامًا صاعدة، بل هي تعبير عن تمسّك المغتربين والسيّاح بصورة لبنان الجميلة، وانحيازهم الدائم للحياة فيه. وإذا أحسن المسؤولون استثمار هذه اللحظة، فإن الموسم السياحي الحالي قد يتحول إلى انطلاقة فعلية نحو استعادة دور لبنان كوجهة سياحية أولى في المنطقة، لا مجرّد محطة موسمية عابرة.


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
البنتاغون: الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "ا البنتاغون "، أن "الخارجية الأميركية وافقت على بيع عتاد صيانة لطائرات إيه-29 سوبر توكانو إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار".