
ما مصير الانتخابات المحلية الليبية المؤجلة في ظل تصاعد الانقسام؟
منذ إعلان المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا نتيجة المرحلة الأولى للاستحقاق المحلي في 24 نوفمبر (تشرين الأول) 2024، والليبيون ينتظرون مصير المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية المؤجلة.
وأمام ازدياد التساؤلات عن مصير هذه الانتخابات، قال عضو مجلس المفوضية العليا للانتخابات أبو بكر مردة، إن الوضع في بعض أحياء العاصمة «غير طبيعي»، في إشارة إلى التوتر الأمني المستمر بطرابلس، لكنه أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا لا يعني استحالة إجراء الانتخابات البلدية».
ويستند مردة في تقديره إلى القول إن «المفوضية نفذت المراحل الأولية للعملية الانتخابية في ظل بيئة متوترة، خاصة مرحلتي نشر القوائم الأولية للمترشحين والطعون، وكذلك نشر قوائم الناخبين، وقد تجاوزتها دون أي عوائق أمنية تذكر».
رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح (المكتب الإعلامي للمفوضية)
المفوضية بدورها تقول إنها بدأت في تنفيذ بعض الإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات، وتحدث رئيسها عماد السايح، في تصريح صحافي نهاية الأسبوع الماضي، عن أن منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل هو سقف زمني لموعد الاقتراع، من دون تفاصيل إضافية.
ويرجع رئيس المفوضية أسباب إطالة زمن مراحل الإعداد للانتخابات البلدية إلى «الظروف الأمنية التي مرت بها العاصمة».
وعلى الرغم من بقاء الأجواء المتوترة نسبياً بالعاصمة، فإن المفوضية نشرت في منتصف يونيو (حزيران) الحالي القوائم النهائية لناخبي المرحلة الثانية، وقالت إنها بصدد توزيع بطاقات الناخبين، وهي مرحلة التعامل مع المواطن بشكل مباشر وتسلمها من مراكز التوزيع، ويقول مردة: «في هذه المرحلة سيتبين للمفوضية الأوضاع الأمنية في العاصمة».
ومن المقرر أن تُجرى انتخابات المرحلة الثانية في 63 بلدية، منها 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى 9 بلديات في المنطقة الجنوبية، بحسب قرار صادر عن المفوضية.
ونظم ليبيون وقفة احتجاجية في حي أبو سليم بطرابلس، عبّروا فيها عن قلقهم من الإجراءات المتعلقة بالعملية الانتخابية، التي قالوا إنها «تمت في ظروف استثنائية وأمنية حالت دون مشاركة واسعة من المواطنين»، وأشاروا إلى أن «عدد الناخبين المسجلين لا يعكس الكثافة السكنية للبلدية، والترشيح كان محفوفاً بالمخاطر».
ولم يستبعد عضو مجلس المفوضية تأجيل الانتخابات البلدية في طرابلس «حال وجود تهديد مؤكد وفق تقارير الجهات المختصة لتأمين العمليات الانتخابية»، وقال: «هناك جهات أمنية تراقب وترصد وتقدم تقارير إدارة المخاطر، التي تمدنا بها غرفة عمليات تأمين الانتخابات».
وانتهى إلى القول إن «العملية الانتخابية مستمرة حتى الآن وفق إجراءاتها العادية».
أمّا من وجهة نظر أمنية، فإن وزير الداخلية السابق عاشور شوايل، «لا يرى إمكانية للدفع نحو إجراء الانتخابات البلدية في ظل ظروف أمنية مضطربة»، مشيراً إلى أن «الاقتراع يحتاج إلى استقرار أمني وتوعية المواطنين بأهميتها وتوضيح حقوقهم وواجباتهم».
ويعتقد شوايل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مضي المفوضية في مسار الانتخابات «يأتي من منطلق أن ذلك من الواجبات المكلفة بها وباعتبارها ضرورة للانطلاق إلى ممارسة الديمقراطية التي يفتقدها الشعب الليبي للوصول إلى دولته المنشودة».
عنصر أمني في دورية بأحد شوارع العاصمة طرابلس (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
وسجل نحو 79 ألف ناخب في كشوف الانتخابات في 13 بلدية بالعاصمة طرابلس، وتشمل: قصر الأخيار، والقره بوللي، وسوق الجمعة، وعين زارة، وأبو سليم، وطرابلس المركز، وحي الأندلس، وجنزور، والصياد والحشان، والعزيزية، وسواني بني آدم، والماية، والمعمورة، والزهراء.
ووسط الحديث عن التحديات الأمنية في طرابلس، يحرص المجتمع الدولي على إبداء الدعم لانعقاد الانتخابات البلدية. وكانت بريطانيا قد أبدت استعدادها لتقديم دعم فني واستشاري للمفوضية، ضمن لقاء السفير البريطاني مارتن لونغدن مع السايح في طرابلس، الأسبوع الماضي.
هذا التضارب بين الوضع الأمني في طرابلس والحماس الدولي للمضي في الانتخابات البلدية لا يلقى ارتياحاً من جانب محللين ليبيين، ومن بينهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة طرابلس الدكتور أحمد الأطرش.
وعدّ الأطرش هذه اللقاءات لسفراء غربيين مع المفوضية ضمن «محاذير ومخاطر» تكمن في التدخل الذي وصفه بأنه «غير شرعي» لدول غربية في الشأن الداخلي، ما قد يسهم في «تأجيج أزمة المناطقية والجهوية».
وتعاني ليبيا من انقسام حاد، وتمسّك أطراف سياسية عديدة في غرب ليبيا وشرقها بضرورة إقالة حكومة «الوحدة» المؤقتة، ورئاسة عبد الحميد الدبيبة. والحديث عن عقد انتخابات محلية في هذا التوقيت «لن يحظى بتفاعل مجتمعي في ظل الرفض الشعبي لدى أطياف عديدة للتعامل مع هذه الحكومة»، وفق سياسيين ليبيين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
ترامب: هناك مجموعة من الأثرياء للغاية على استعداد لشراء تيك توك
قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إن لديه قائمة تضم مجموعة من "الأثرياء للغاية" على استعداد لشراء تطبيق "تيك توك"، وإنه يمكنه الكشف عن هوياتهم في غضون أسبوعين تقريباً. ذكر "ترامب" في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" تم بثها أمس الأحد، أن الصفقة قد تحتاج إلى موافقة الصين قبل إتمامها، وأن الرئيس "شي جين بينج" سيوافق على الأرجح. وأشاد الرئيس الأمريكي بدور التطبيق في تعزيز شعبيته بين الشباب في الانتخابات الأخيرة، مؤكداً رغبته في استمرار عمله داخل الولايات المتحدة لكن بإدارة جديدة. سبق ومدد "ترامب" هذا الشهر المُهلة الممنوحة لشركة "بايت دانس" كي تسحب استثماراتها من تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة، وهو الإجراء الثالث من نوعه منذ أيدت المحكمة العليا قانوناً يُلزم الشركة الصينية بالتخارج من التطبيق في الولايات المتحدة. كان التمديد الأول للمُهلة قبل أيام قليلة على تولي "ترامب" منصبه، والموعد النهائي الجديد هو السابع عشر من سبتمبر المقبل.


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
السيسي مستقبلاً خليفة حفتر: استقرار ليبيا أمن قومي لمصر
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشدداً على ضرورة إخراج القوات الأجنبية ومن وصفهم بـ"المرتزقة" من الأراضي الليبية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بمدينة العلمين الجديدة الساحلية، حيث بحث اللقاء العلاقات الأخوية الوثيقة بين مصر وليبيا، وفق بيان من الرئاسة المصرية. وحضر اللقاء رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، رئيس أركان القوات الأمنية الفريق خالد حفتر، ورئيس أركان القوات البرية الفريق صدام حفتر في ليبيا. وقال السيسي إن مصر تبذل أقصى جهودها، بالتنسيق مع الأطراف الليبية والقيادة العامة للجيش الليبي، من أجل دعم الأمن والاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدتها وسيادتها، واستعادة مسار التنمية فيها. وأكد دعم مصر الكامل لكافة المبادرات التي تستهدف تحقيق تلك الأهداف. كما أعرب الرئيس المصري عن حرص بلاده على وحدة وتماسك مؤسسات الدولة الليبية، مشدداً على أهمية تعزيز التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لوضع خارطة طريق سياسية شاملة تفتح المجال لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، ومؤكداً على ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية، والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية. ووفق البيان نفسه، عبر السيسي عن تقدير مصر للدور الوطني الذي يضطلع به الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب، والذي ساهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية في شرق ليبيا. من جانبه، أكد المشير حفتر على بالغ تقديره للدور المحوري الذي تلعبه مصر في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيداً بالجهود المصرية الدؤوبة في دعم ومساندة الشعب الليبي منذ اندلاع الأزمة، في إطار العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين. كما ثمّن المشير حفتر مساهمة مصر الفاعلة في نقل تجربتها التنموية إلى ليبيا، والاستفادة من خبرات الشركات المصرية الرائدة، مؤكداً استمرار العمل على تجاوز التحديات بما يحقق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والازدهار، على حد قول البيان.


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
السيسي لحفتر: نؤكد على ضرورة إخراج القوات الأجنبية من ليبيا ومنع التدخلات
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية في ليبيا، وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة منها. واستقبل السيسي، اليوم الاثنين، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي. وشدد السيسي على أهمية تعزيز التنسيق بين الأطراف الليبية لوضع خارطة طريق سياسية شاملة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة. صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن اللقاء أكد خصوصية العلاقات بين مصر وليبيا. وشدد السيسي على أن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وأوضح أن مصر تبذل أقصى جهودها، بالتنسيق مع الأطراف الليبية والجيش الليبي، لدعم الأمن والاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدتها وسيادتها، واستعادة مسار التنمية فيها. وأكد السيسي دعم مصر الكامل للمبادرات التي تستهدف تحقيق تلك الأهداف، معربًا عن حرص مصر على الحفاظ على وحدة وتماسك مؤسسات الدولة الليبية. من جانبه، أكد حفتر تقديره للدور الذي تلعبه مصر في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيدًا بالجهود المصرية في دعم الشعب الليبي منذ اندلاع الأزمة، في إطار العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.