logo
دراسة: الذكاء الاصطناعي يشخّص بدقة.. ولكن البشر يفسدون الأمر!

دراسة: الذكاء الاصطناعي يشخّص بدقة.. ولكن البشر يفسدون الأمر!

العربيةمنذ 10 ساعات

في وقتٍ باتت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على التفوّق على الأطباء في تشخيص الأمراض، تُظهر دراسة حديثة أن العائق الحقيقي أمام دقة هذه التقنيات ليس في خوارزمياتها، بل في الطريقة التي يستخدمها بها الناس.
تخيل أن تستيقظ وأنت تشعر بخدش بسيط في حلقك.
تفتح محرك البحث، تكتب الأعراض، لتجد نفسك في غضون دقائق تقرأ عن أمراض خطيرة ونادرة!
هذا المشهد، الذي عاشه كثيرون، يُظهر الحاجة إلى وسائل تشخيص أكثر دقة وهدوءًا — مثل أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بحسب تقرير نشره موقع "androidheadlines" واطلعت عليه "العربية Business".
في هذا السياق، توصلت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي ونظرائه، يمكنها تشخيص الحالات الطبية بنسبة دقة مذهلة تصل إلى 94.9% عندما تستخدمها الخوارزميات مباشرة.
لكن تراجعت الدفة عندما استخدمها البشر، إلى 34.5% فقط!
البشر يعرقلون الذكاء الاصطناعي
قاد الدراسة الدكتور آدم مهدي، وشملت أكثر من 1300 مشارك طُلب منهم التصرف كمصابين بحالات طبية متنوعة.
كل مشارك تفاعل مع ثلاثة نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة، وطلب منه طرح الأسئلة وتقديم الأعراض.
ومع أن الأنظمة كانت قادرة على الوصول للإجابات الصحيحة، فإن تفاعل المستخدمين معها كان مليئًا بالثغرات.
وأوضح التقرير أن السبب في ذلك إلى طرح المستخدمون أسئلة غير مكتملة، أو نسوا ذكر أعراض أساسية، أو لم يحددوا توقيت وشدة الأعراض بدقة، وبالتالي، قدم الذكاء الاصطناعي إجابات غير دقيقة، لا لعيبٍ فيه، بل بسبب مدخلات بشرية مضللة.
الذكاء الاصطناعي لا يقرأ ما بين السطور
أحد الأخطاء الشائعة هو افتراض أن الذكاء الاصطناعي "يفهمك" مثل صديق مقرب.
لكن الحقيقة مختلفة، النماذج لا تفهم التلميحات أو المشاعر أو السياق إلا إذا قُدمت لها صراحة، فهي تحتاج إلى تعليمات دقيقة ومباشرة، لا إلى تخمينات غامضة.
المقارنة التي طرحها الباحثون كانت واضحة: الذكاء الاصطناعي مثل موظف خارق في شركة، لكن بإدارة بشرية سيئة، فإن أداءه سيتراجع رغم كفاءته.
البشر في مواجهة المعلومة
حتى في الحالات التي قدم فيها الذكاء الاصطناعي تشخيصًا صحيحًا، تجاهل بعض المستخدمين النتيجة أو لم يتابعوا الخطوات التالية.
تمامًا كما يحدث أحيانًا مع تعليمات الأطباء التي لا تُؤخذ على محمل الجد.
من جهة أخرى، تُستخدم أدوات مثل OpenEvidence من قِبل الأطباء كمساعد في التحقق من المراجع الطبية — وهنا يكمن الفرق: الذكاء الاصطناعي ينجح عندما يُوظف من قبل مختص يعرف كيف يتفاعل معه، وليس من قبل مريض غير مدرّب.
الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي
تؤكد الدراسة أن المشكلة ليست في قدرات الذكاء الاصطناعي، بل في طريقة تفاعل الناس معه.
من الصعب على الأنظمة التعامل مع مدخلات بشرية مشتتة أو غامضة، خصوصًا في مجالات حساسة مثل الصحة.
على سبيل المثال، في تجربة ناجحة بجامعة جونز هوبكنز، نجحت أداة ذكاء اصطناعي في اكتشاف تعفن الدم قبل الأطباء بساعات، وقللت وفيات المرضى بنسبة 20%.
السر؟ تم دمج الأداة بسلاسة في نظام المستشفى، فاعتمدت على بيانات لحظية من الأجهزة الطبية، لا على وصف مريض مرتبك.
تسلط الدراسة الضوء على واقع مهم: الذكاء الاصطناعي ليس "ساحرًا"، بل أداة قوية تحتاج إلى استخدام سليم.
وبينما تبهرنا دقته في الاختبارات، تظل الفجوة كبيرة بين قدراته النظرية وتطبيقاته الواقعية، إن لم نُحسن توجيهه والتعامل معه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحثان سعوديان يقدمان مشروعاً وطنياً للاستجابة إلى الطائرات
باحثان سعوديان يقدمان مشروعاً وطنياً للاستجابة إلى الطائرات

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

باحثان سعوديان يقدمان مشروعاً وطنياً للاستجابة إلى الطائرات

طرح باحثان سعوديان مشروع في هاكاثون هيئة النقل (نقل ثون) الذي أقيم في وقت سابق، وحصلوا على المركز الثالث فيما يسمى بتوظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمة الإسعافية على متن الطائرة. ويأتي ذلك بتحديد الحالات المرضية التي تتم اثناء اقلاع الطائرة في الجو، وإمكانية الذهاب إلى قرار الهبوط الاضطراري الذي يكلف تقريباً من 100-300 ألف دولار على الشركة الناقلة، ويسعون حالياً الحصول على الملكية الفكرية لهذا المشروع. وكان خرصان آل مخلص، كمختص في النقل الطبي والخدمات الاسعافية، قد تحدث عن (مستقبل الخدمات الاسعافية بالمملكة وتطوره) خلال لقاء ديوانية الأطباء في ختام دورتها الحادية عشر ولقائها الــ 93، وعن هذا المشروع الذي شارك فيه، مؤكدا على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمة الاسعافية، وقال نعمل على ربط الطب الاتصالي لتقديم أفضل الممارسات بالخدمة الإسعافية. وتناول في اللقاء مراحل تأسيس الهلال الأحمر كمقدم أساسي للخدمة الإسعافية في المملكة، منذ كان جمعية خيرية في عهد المؤسس -طيب الله ثراه- حتى تحولها إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي وارتباطه امتداد للتعاون مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر وفق اتفاقية جنيف. وسلط الضوء من واقعه كمختص وكمشارك عن تجارب الجهات الصحية ونجاحها في جائحة كورونا وتفعيل العديد من التطبيقات بالمملكة منها تطبيق "إسعفني" الذي ارتبط بتطبيق "توكلنا" خلال الجائحة. وتحدث عن الخدمة الاسعافية في موسم الحج لهذا العام تحت مظلة منظومة الخدمات الصحية المتكاملة ونجاحها في إجراء تدخلات متقدمه في سيارات الإسعاف مثل مركبة إسعاف السكتات الدماغية والتى تم توفيرها من مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث، كذلك استخدام وزارة الصحة لتجربة الطائرات بدون طيار لإيصال الأدوية حيث قلص زمن الوصول من ساعة كاملة إلى ست دقايق في مواقع بالمشاعر المقدسة بواسطة طائرات الدرونز، وتحدث أيضاً عن ريادة المملكة في جانب الخدمات النوعية ومنها المستشفى الافتراضي كأكبر مستشفى افتراضي في العالم، وتطبيق الاسوارة الطبية الذكية لمتابعة حالات المرضى ومتابعة علاماتهم الحيوية. وأكد آل مخلص، بأن عراب الرؤية ولي العهد -حفظه الله- رسم ملامح المستقبل ووضع خارطة طريق واضحة المعالم، مشيراً إلى أن هناك نموذجين لمنهجية تقديم الخدمات الإسعافية على مستوى العالم (أمريكي Anglo- American، أوروبي Franco-German) وكل نموذج له مزايا وله عيوب، الا ان المملكة لديها نموذج مزيج يعتمد للوصول إلى "الاستجابة الصفرية أو الاستباقية" من خلال التوظيف السليم للخدمة وتفعيل المجتمع كمستجيب مشارك لحفظ الأرواح، وأصبح لدينا التوزيع الجغرافي مبني على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في الخدمات الصحية، وخدمات صحية موحدة تحت منظومة الصحة، والتحول الصحي، في الوقت الذي تستهدف رؤية المملكة 2030 الوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. واقترح عدد من الحضور بأن يكون هناك الإفصاح الطبي لمعرفة بما لديهم من امراض او مشاكل صحية من خلال الربط مع أبشر أو توكلنا ليتسنى للخدمات الصحية متابعة حالاتهم وكذلك الربط مع الملف الصحي الموحد والذي بدأ على مستوى التجمعات الصحية. فيما أشار آل مخلص، إلى وجود العديد من التقدم على مستوى تقديم الخدمات وتوافر الكوادر المختصة، فضلا عن بروز الجانب الإيجابي، مما يعزز الدور المجتمعي. ودعا في الختام إلى زيادة الوعي في التدريب على الإسعافات الأولية باعتبارها عنصر أساسي في الوقاية قبل العلاج، وإلى أهمية الوعي في الإسعافات الأولية للمواطنين والمقيمين ومعرفة طرق التصرف السليم نحو المصاب أو المريض، مطالباً القطاعين الحكومي والخاص بالاستمرار في تقديم برامج تدريبية في الإسعافات الأولية للموظفين من جميع الجهات، بهدف الارتقاء بالمسؤولية المجتمعية ورفع مستوى الوعي في هذا الإطار.

الذكاء الاصطناعي يتعلم التعاطف ويرصد الاكتئاب مبكراً
الذكاء الاصطناعي يتعلم التعاطف ويرصد الاكتئاب مبكراً

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الشرق الأوسط

الذكاء الاصطناعي يتعلم التعاطف ويرصد الاكتئاب مبكراً

في أحد صباحات طوكيو الباردة، كان الباحث أديتيا نايك (Aditya Naik) يتأمل شاشته المليئة بالبيانات، حينما ظهرت أمامه نتيجة مذهلة: البشر أصبحوا أكثر استعداداً للبوح بمشاعرهم... لكن ليس لأطباء نفسيين، بل لروبوتات محادثة! قبل سنوات، كانت فكرة أن يثق شخص يعاني أزمة نفسية بذكاء اصطناعي بدلاً من مختص بشري تبدو أقرب إلى الخيال العلمي، لكن دراسة حديثة نشرها فريق جامعة طوكيو في مايو (أيار) 2025 كشفت عن واقع جديد تماماً. دراسات علمية • «التعاطف الاصطناعي». تحت عنوان: «التعاطف الاصطناعي: الصحة النفسية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي» (Artificial Empathy: AI-based Mental Health)، حلل الباحثون تجربة المستخدمين مع تطبيقات مثل «ووبوت» (Woebot) و«ويسا» (Wysa)، ووجدوا أن ملايين الأشخاص باتوا يلجأون لهذه الأدوات بحثاً عن الدعم النفسي، ليس فقط لمجرد الراحة، بل لأنهم يشعرون بأنها تستمع إليهم دون أحكام مسبقة، وتتيح لهم التعبير بحرية دون خوف من الوصمة الاجتماعية، أو الإحراج. «الاستماع من دون إصدار أحكام هو السر»، يقول نايك، مشيراً إلى أن المستخدمين يفضلون الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات، لأنه لا يُظهر ردود فعل بشرية، مثل الانزعاج، أو التقييم السلبي. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات جوهرية: هل يمكن لهذا النوع من الدعم أن يعوض غياب الطبيب البشري؟ وهل ستتمكن هذه الأنظمة يوماً ما من فهم المشاعر العميقة كما يفعل الإنسان؟ • الذكاء الاصطناعي يكشف الاكتئاب مبكراً. في الجهة الأخرى من آسيا، وتحديداً في جامعة شنغهاي، كان الباحثان تشينغوانغ تشونغ (Zhenguang Zhong) وجشيشوان وانغ (Zhixuan Wang) يقفان أمام تحدٍّ طموح: هل يمكن تدريب الذكاء الاصطناعي على قراءة مشاعر الإنسان ليس فقط من كلماته، ولكن من طريقة حديثه وأسلوب تواصله؟ كانت الفكرة تبدو في البداية وكأنها اقتباس من رواية خيال علمي، لكن سرعان ما تحوّلت إلى واقع ملموس في دراستهما التي نُشرت في أبريل (نيسان) 2025 بعنوان: «الوقاية الذكية من الاكتئاب عبر تحليل الحوارات باستخدام النماذج اللغوية الضخمة» (Intelligent Depression Prevention via LLM-Based Dialogue Analysis). النظام الذي طوره الباحثان لم يكن بحاجة إلى اعتراف مباشر مثل: «أنا مكتئب»، بل كان يستخلص الحالة النفسية بناءً على أنماط التواصل الدقيقة غير الملحوظة حتى لمقدمي الرعاية النفسية التقليديين. تحليلات ذكية لرصد الاكتئاب اعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل: -سرعة الحديث ووتيرته: الشخص الذي يتحدث ببطء شديد، أو يتوقف كثيراً خلال حديثه قد يكون في حالة نفسية مضطربة. -اختيار الكلمات: استخدام متكرر لعبارات ذات دلالات سلبية، مثل: «لا شيء يستحق»، أو «أنا متعب دائماً»، يشير إلى مشاعر الاكتئاب. -الضمائر الشخصية: تكرار كلمة «أنا» بشكل لافت قد يُعبّر عن عزلة داخلية، أو انشغال مفرط بالمشاعر الذاتية. -انخفاض التنوع اللغوي: عندما يميل الشخص إلى استخدام مفردات محدودة دون تلوين لغوي، فقد يكون ذلك علامة على تراجع الإدراك العاطفي. -النبرة الصوتية: انخفاض طاقة الصوت، أو الترددات المرتبطة بالحزن واللامبالاة، قد تكشف اضطرابات نفسية حتى في غياب التصريحات الصريحة. كانت النتائج مذهلة بحق، حيث استطاع النظام التنبؤ بمؤشرات الاكتئاب بنسبة دقة 89 في المائة، متجاوزاً بذلك أدوات التشخيص التقليدية مثل استبانة PHQ-9، التي أظهرت نسبة إيجابيات كاذبة بلغت 41 في المائة. وهذا التفوق ليس مجرد تحسين رقمي؛ إنه قفزة نوعية في كيفية فهم العقل البشري من خلال التكنولوجيا. لكن، هل يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعويض الطبيب النفسي؟ هنا تكمن المفارقة. رغم القدرة العالية لهذه الأنظمة على الاكتشاف المبكر، فإن الباحثين يؤكدون أن دورها يجب أن يكون مكمّلاً، ولا يكون بديلاً للعلاج التقليدي. يمكن لهذه التقنيات أن تكون بمثابة خط دفاع أول، خاصة في المجتمعات التي تعاني نقصاً في الكوادر المتخصصة، أو تفتقر إلى بنية تحتية نفسية قوية. في عالم يزداد تعقيداً وضغوطاً، ربما لا يكون الذكاء الاصطناعي هو الحل السحري، لكنه بالتأكيد يفتح هذه القدرة على الاكتشاف المبكر، والتي قد تُحدث ثورة في الطب النفسي الرقمي، خاصة في المناطق التي تعاني نقصاً في الأخصائيين النفسيين، أو تواجه تحديات اجتماعية تحول دون طلب المساعدة. شراكة آلية في الطب النفسي هل نحن أمام نهاية الطب النفسي التقليدي... أم ولادة شراكة جديدة؟ مع كل هذه القفزات التقنية المذهلة قد يبدو المشهد وكأننا نتجه نحو مستقبل يخلو من العيادات التقليدية، والمقابلات المباشرة. لكن الحقيقة أكثر تعقيداً، إذ رغم ما تقدّمه أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تشخيص مبكر، واستجابة فورية، وتجربة خالية من الأحكام، يتّفق الخبراء على أن هذه الأنظمة يَجِبُ ألّا تحل محل العلاج الإنساني، بل أن تعمل باعتبار أنها مكمّل له، وخط دفاع أول يخفف حدة الأزمة، أو جسر مؤقت لحين الوصول إلى الدعم المتخصص. وفي العالم العربي، حيث تقف خدمات الصحة النفسية في وجه تحديات مزمنة، مثل نقص الموارد البشرية، وضعف البنية التحتية، واستمرار الوصمة الاجتماعية المرتبطة بطلب العلاج النفسي، قد تمثّل هذه التقنيات فرصة ذهبية، فإن تم تبنّيها بعناية، فإنه يمكن أن تفتح الباب أمام نماذج رعاية أكثر شمولاً، وعدالة، وخصوصية، وتصل إلى فئات مهمّشة لطالما ظلت خارج نطاق الدعم. لكن يبقى التحدي الأكبر سؤالاً مفتوحاً: هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من تجاوز كونه مجرّد خوارزمية دقيقة، ليقترب من حكمة الطبيب، وحدس المعلّم، وتعاطف الإنسان؟ أم أن ما نعتبره «ثورة» سيظل أداة محدودة... لا أكثر من مرآة تعكس الألم، دون أن تلمسه حقاً؟ الجواب، على الأرجح، لن تحدّده التقنيات وحدها، بل الطريقة التي نختار بها -كبشر- أن نوجّه هذا الذكاء، وهل نستخدمه لتعزيز إنسانيتنا... أم لاستبدالها.

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة من الطبيب.. بشرط واحد!
الذكاء الاصطناعي أكثر دقة من الطبيب.. بشرط واحد!

الرجل

timeمنذ 9 ساعات

  • الرجل

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة من الطبيب.. بشرط واحد!

في وقت تتسابق فيه أدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات طبية عالية الدقة، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أكسفورد أن أداء هذه الأدوات يتراجع بشكل كبير عند تدخل المستخدمين في طريقة استخدامها. الدراسة، التي قادها الدكتور آدم مهدي، شملت أكثر من 1300 مشارك طُلب منهم محاكاة حالات مرضية، والتفاعل مع نماذج ذكاء اصطناعي لتشخيص الأعراض. وعندما استخدمت الخوارزميات النماذج بشكل مباشر، وصلت دقة التشخيص إلى 94.9%، لكن هذه النسبة تراجعت إلى 34.5% فقط عندما تفاعل البشر مع النماذج بأنفسهم، وهو ما يعكس فجوة حقيقية بين قدرة الذكاء الاصطناعي وبين جودة استخدامه. الخطأ ليس في الذكاء الاصطناعي.. بل فينا نحن أظهرت الدراسة أن كثيرًا من المستخدمين طرحوا أسئلة غير مكتملة، أو أغفلوا أعراضًا أساسية، أو لم يحددوا توقيت الأعراض بدقة، وفي هذه الحالات، قدمت النماذج استجابات غير دقيقة، لا بسبب ضعف في الخوارزميات، بل نتيجة مدخلات خاطئة أو مضللة. ويشبّه الباحثون الذكاء الاصطناعي بـ"موظف خارق بإدارة بشرية سيئة"، إذ يمكن للنظام أن يقدم أداء مذهلًا، لكن تحت توجيه غير مدرّب، تكون النتائج غير موثوقة. والمثير أن بعض المشاركين، حتى عندما حصلوا على إجابات صحيحة من النموذج، تجاهلوها أو لم يتابعوا الخطوات العلاجية المقترحة — كما يحدث أحيانًا مع وصفات الأطباء التي لا تُؤخذ بجدية. التفاعل المهني هو المفتاح في المقابل، رصدت الدراسة نماذج ناجحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي حين يُوظف ضمن بيئة طبية منظمة، كما في تجربة أجرتها جامعة جونز هوبكنز، حيث تمكن نظام ذكي من اكتشاف حالات تعفن الدم قبل الأطباء بعدة ساعات، ما أسهم في خفض معدل الوفيات بنسبة 20%. ويعود الفضل في ذلك إلى دمج الأداة بشكل مباشر ضمن النظام الصحي للمستشفى، حيث اعتمدت على بيانات لحظية دقيقة من الأجهزة الطبية، بدلًا من الاتكال على أوصاف ذاتية قد يقدمها المرضى بشكل عشوائي أو غير دقيق. كما سلط التقرير الضوء على أدوات مثل OpenEvidence، التي تُستخدم من قبل الأطباء المتخصصين كمراجع داعمة في تحليل الحالات واتخاذ القرار الطبي، مما يعزز القناعة بأن الذكاء الاصطناعي يحقق أفضل نتائجه عندما يُدار من قبل مختصين يعرفون كيفية توجيه قدراته. وتؤكد الدراسة في ختامها أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن اعتباره بديلًا مستقلًا في الطب، بل أداة فاعلة تحتاج إلى مدخلات بشرية دقيقة وتوجيه مهني واعٍ، إذ تبقى قدراته النظرية رهينة بجودة البيانات التي يتلقاها ومدى وضوحها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store