الطبيب الطراونة يحذر..السجائر الإلكترونية سم قاتل بنكهة خادعة
صرّح الدكتور الطراونة: "شهدنا في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا مفزعًا في استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية، حيث قفزت النسبة من 1% إلى 20% خلال السنوات الأربع الماضية. هذا الانتشار المتسارع لمنتجات 'الفيب' يجب أن يُعد ناقوس خطر يدعونا جميعًا للتحرك الفوري لحماية شبابنا ومستقبلهم."
السجائر الإلكترونية: سموم متنكرة في بخار معطر
وأوضح الطراونة: "عندما نتحدث عن التدخين الإلكتروني، فإننا نشير إلى السجائر الإلكترونية أو ما يُسمى بـ 'منتجات الفيب'، والتي يُطلق عليها علميًا 'أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية'. هذه الأجهزة تُسخّن سائلًا يحتوي غالبًا على البروبيلين جليكول والجلسرين، بالإضافة إلى النيكوتين، ومعه منكهات صناعية مثل الفاكهة والمنثول والنعناع والحلوى. البخار المتطاير الناتج عن تسخين هذا السائل يحمل في طياته مكونات سامة لها تأثيرات مدمرة على الجسم."
النيكوتين والسموم: خدعة "الإقلاع عن التدخين"
وبين الدكتور الطراونة: "في عام 2007، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية لمكافحة التبغ. ورغم تراجع مستويات التدخين التقليدي، إلا أن الشركات لجأت إلى ترويج السجائر الإلكترونية كبديل 'آمن' يساعد على الإقلاع عن التدخين، وهي معلومة مغلوطة تمامًا. لقد رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هذه المنتجات كوسيلة للإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان. الغازات والأبخرة المتطايرة منها تلحق أضرارًا بالغة بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، بل وتسبب الولادة المبكرة ونقصان وزن الجنين لدى الحوامل."
وأضاف: "الخطر الأكبر يكمن في أن هذه السجائر تُستَخدم بين الأطفال والمراهقين، مما يزيد من قابليتهم لتدخين السجائر العادية في المستقبل، ويزيد من الكلفة المالية لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، وهو ما يؤثر سلبًا على موازنات الدول."
"رئة الفوشار" وأمراض الجهاز التنفسي: حصاد مرير للتدخين الإلكتروني
وحذر الدكتور الطراونة: "لقد كشفنا عن مصطلح طبي جديد يُتداول عالميًا يُدعى 'أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني' (EVALI)، والذي نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي. كما أن هذه الأجهزة تتسبب بحالة خطيرة تُعرف باسم 'رئة الفوشار' (Popcorn Lung)، وهي حالة مرضية نادرة تصيب الرئة وتتميز بـ تندب في القصيبات الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وضيق في الصدر. هذه الحالة مرتبطة بمادة 'ثنائي الأسيتيل' الكيميائية الموجودة في بعض نكهات السجائر الإلكترونية."
وتابع: "الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بـ السعال المزمن وزيادة إنتاج البلغم وتهيج مجرى الهواء العلوي. وتشير الدراسات إلى أن هذه الأجهزة تسبب خللًا وظيفيًا في مجرى الهواء، وتزيد من قابلية الإصابة بالالتهابات، وقد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لذلك."
وكشف الدكتور الطراونة عن تفاصيل مقلقة: "الترويج المضلل لهذه الأجهزة كبدائل 'آمنة' يخفي حقيقة مرة: السائل الإلكتروني يحوي ما لا يقل عن 242 مادة كيميائية، من بينها 40 مادة مصنفة رسميًا كمواد سامة. هذه المواد الفتاكة تدمر الخلايا المناعية الحيوية، مما يفتح الباب أمام أمراض جديدة خطيرة. كما أن تركيزات النيكوتين في السائل الإلكتروني تصل إلى 2.5%، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات هائلة من هذه المادة الإدمانية والسموم المصاحبة لها في كل نفس."
وأضاف: "التداعيات الصحية طويلة الأمد تشمل التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي، وتهيجًا حادًا في المجاري التنفسية، وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية مزمنة، ونوبات ربو حادة، وحساسية في القصبات الهوائية."
وأكد الدكتور الطراونة: "بناءً على التحديث الأخير للمبادرة العالمية لداء الانسداد الرئوي المزمن، فإن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين. هناك نحو 2800 حالة موثقة عالميًا لأمراض رئوية خطيرة مرتبطة بالتدخين الإلكتروني، بما في ذلك التهاب الرئة وتليف الأنسجة والنزيف داخل الحويصلات الهوائية."
وشدد: "الانتشار المتسارع لهذه الآفة بين المراهقين في الأردن يمثل كارثة صحية وشيكة، فنحن نتحدث عن رئة لا تزال في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم وغير القابل للإصلاح. كما أن التدخين المزدوج (السجائر الإلكترونية والتقليدية معًا) له تأثيرات مدمرة مضاعفة على صحة الشباب."
واختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بانتقاد لاذع: "نرى ترويجًا مكثفًا للسجائر الإلكترونية في واجهات المتاجر الكبرى وعبر منصات التواصل الاجتماعي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ. كما أن هناك تراخيًا واضحًا في تطبيق قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة."
وطالب الدكتور الطراونة: "تطالب جمعية الرعاية التنفسية الأردنية السلطات الصحية باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين بشكل جاد وفاعل لحماية المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من براثن هذا الخطر الداهم الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم. الأردن، بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، ضمن ست دول عالميًا تشهد ارتفاعًا في معدلات تعاطي التبغ، وهذا يستدعي تحركًا حكوميًا ومجتمعيًا عاجلًا وحاسمًا."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 13 ساعات
- الوكيل
موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أكياس...
الوكيل الإخباري- لطالما كان التدخين من أكبر التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات؛ حيث يتسبب في مئات الآلاف من الوفيات سنوياً، ويكلف أنظمة الرعاية الصحية مليارات الدولارات. وبينما تتباين الاستراتيجيات لمكافحة هذه الظاهرة، ينقسم الخبراء بين نهج الحظر الكامل الذي يسعى للقضاء على جميع منتجات التبغ والنيكوتين، ونهج تقليل المخاطر الذي يهدف إلى توفير بدائل أقل خطورة على المدخنين وقد تكون أكثر أماناً من غيرها. اضافة اعلان وفي خطوة تعكس تحولاً في سياسات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وافقت الوكالة على منتج "زين"ZYN – ، الذي يعتبر أكياس نيكوتين خالية من التبغ – كبديل أقل خطورة على المدخنين. وقد أثارت هذه الموافقة جدلاً واسعاً بين مؤيدي تقليل المخاطر الذين يرونها خطوة إيجابية نحو الحد من أضرار التدخين، ومعارضي النيكوتين، الذين يرون أنها قد تفتح الباب أمام تحديات جديدة تتعلق بالتنظيم والتأثيرات الصحية طويلة المدى، محذرين من آثاره الإدمانية المحتملة خاصة بين الشباب. في الحقيقة، فإن هذا الجدل ليس بالجديد بين الطرفين الذي يمثل كل منهما نهجاً من النهجين المتضادين؛ حيث كانت النقاشات، ولا تزال، بين خبراء الصحة العامة حول أفضل استراتيجية لمكافحة التدخين حامية، ففي حين تدعو منظمات وحملات معنية بمكافحة التدخين، مثل حملة "أطفال بلا تبغ" إلى سياسة الحظر الكامل، حيث يتم حظر أي منتجات تحتوي على النيكوتين باعتبارها جزءاً من إرث يجب التخلص منه، فإن العديد من المختصين في الصحة العامة يرون أن هذا النهج غير واقعي، مستشهدين بفشل سياسات الحظر في الحد من استهلاك الكحول والتبغ تاريخياً. بالمقابل، يدعو أنصار تقليل المخاطر المخاطر إلى استبدال السجائر القابلة للاحتراق بمنتجات أقل خطورة، مثل السجائر الإلكترونية، ومنتجات التبغ المسخن ، وأكياس النيكوتين. هذا النهج يعتمد على فكرة أن تقليل المخاطر الصحية للمدخنين الحاليين أفضل من محاولة القضاء على استهلاك النيكوتين تماماً. في السنوات الأخيرة، بدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وكأنها تتبنى موقفاً متشدداً تجاه البدائل الجديدة للنيكوتين، متجنبة الموافقة على أي منتجات بديلة للسجائر، وكانت خلال عهد الرئيس السابق بايدن، متحفظة تجاه المنتجات البديلة حيث تجنبت الموافقة على البدائل الجديدة للتبغ، مما أعطى انطباعاً بأنها تميل نحو سياسة الحظر، لكن الموافقة الأخيرة على "ZYN"، إلى جانب حديث إدارة الرئيس الحالي ترامب عن إصلاح الوكالة، قد تشير إلى تحول نحو استراتيجية أكثر واقعية تركز على تقليل المخاطر بدلاً عن الحظر الكامل. هذا التطور يعكس تزايد القبول بفكرة أن توفير بدائل أقل خطورة قد يكون أكثر فاعلية في الحد من مخاطر التدخين مقارنة بسياسات المنع الصارمة. وقد أكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأن قرارها بالموافقة على "ZYN" جاء بناءً على الأدلة العلمية التي تشير إلى أن هذا المنتج يعتبر أقل خطورة لمن يستهلكون التبغ أو يحاولون الإقلاع عنه. وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ الطب في جامعة تافتس، مايكل سيغل، أن هذا القرار يعكس تحولاً واضحاً في نهج الوكالة، مشيراً إلى أن أكياس النيكوتين من بين المنتجات الأقل خطورة ضمن جميع بدائل النيكوتين المتاحة. وقد قال سيغل: "إذا نظرنا إلى مستوى المخاطر، نجد أن هذه المنتجات في أدنى مستوى على الإطلاق، لأنها لا تحتوي على التبغ ولا تعتمد على الاحتراق أو حتى التسخين، مما يقلل من احتمالية التعرض للمواد الكيميائية الضارة." وتعد أكياس النيكوتين "ZYN" منتجات خالية من التبغ والدخان، وتحتوي على مزيج من مسحوق النيكوتين، والنكهات، وبعض الإضافات الغذائية، وتعمل بآلية بسيطة؛ حيث يضع المستخدم الكيس بين اللثة والشفة العليا. ويعتقد مؤيدو الحظر أن المنتجات التي تحتوي على النيكوتين يجب أن تُمنع تماماً، بحجة أن التدخين أصبح غير مقبول ثقافياً، وبالتالي لا ينبغي السماح ببدائل جديدة، لكن أنصار تقليل المخاطر يردون بأن التدخين لا يزال واسع الانتشار، حيث يدخن نحو 30 مليون أمريكي السجائر، التي تبقى السبب الرئيسي للأمراض القابلة للوقاية والأرواح التي يمكن إنقاذها في الولايات المتحدة. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض، فإن التدخين يقتل أكثر من 480 ألف أمريكي سنوياً، وتكلف أضراره الاقتصادية الولايات المتحدة أكثر من 600 مليار دولار سنوياً. ويرى رئيس شركة Swedish Match North America، توم هايز، أن قرار الوكالة، يعترف بالدور الذي يمكن أن يلعبه "ZYN" في تقليل مخاطر التدخين من خلال مساعدة المدخنين على التحول إلى بدائل أقل خطورة، لكن معارضي النيكوتين، مثل جمعية الرئة الأمريكية، عبروا عن مخاوفهم، محذرين من أن هذه الأكياس تحتوي على مستويات عالية من النيكوتين، وهو "إدماني للغاية ومضر للشباب بأي شكل كان". من ناحية أخرى، يجادل أنصار تقليل المخاطر بأن النيكوتين في حد ذاته ليس المشكلة الأساسية، بل المواد الكيميائية السامة الناتجة عن احتراق السجائر. وفي هذا السياق، يقول سيغل مضيفاً: "من غير المنطقي أن تعارض منظمات مثل جمعية الرئة الأمريكية مساعدة المدخنين على ترك السجائر القاتلة والتحول إلى خيارات أكثر أماناً."


رؤيا
منذ 2 أيام
- رؤيا
نكهات قاتلة خلف ستار الفواكه.. "الفيب" يغزو المراهقين ويهدد حياة جيلاً كاملاً
تُعد النكهات الجذابة أداة التسويق الأقوى لهذه المنتجات في مشهد بات مألوفاً في المقاهي الحديثة ومحيط المدارس والجامعات، تنتشر أجهزة صغيرة أنيقة تنفث بخاراً كثيفاً تفوح منه روائح الحلوى والفواكه الاستوائية. هذه الأجهزة ليست مجرد "موضة عابرة" أو بديل آمن للسجائر التقليدية، بل بوابة خطرة إلى عالم الإدمان والأمراض، خاصة بين فئة المراهقين والشباب. وراء هذا البخار "المغرِ"، تكمن حقيقة مرّة تكشفها الدراسات الطبية: السجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ"الفيب"، تمثل تهديداً صامتاً يتسلل إلى الأجساد والعقول تحت غطاء الحداثة والتسويق المضلل. الفخ الحلو تُعد النكهات الجذابة أداة التسويق الأقوى لهذه المنتجات. من "التوت الأزرق" و"المانجو" إلى "غزل البنات" و"النعناع المثلج"، لم تُصمَّم هذه النكهات لمساعدة المدخنين البالغين على الإقلاع، بل لجذب فئة الشباب والمراهقين الذين لم يسبق لهم التدخين من قبل. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هذه النكهات تُخفي الطعم اللاذع للنيكوتين والمواد الكيميائية، مما يُسهل تجربة التدخين الأولى ويُسهم في ترسيخ الإدمان مبكراً. تفكيك البخار يظن كثيرون أن بخار السيجارة الإلكترونية مجرد "ماء ونكهة"، لكن الحقيقة صادمة: إنه هباء جوي محمّل بمواد كيميائية خطيرة، أبرزها: النيكوتين: المادة المسببة للإدمان، وتصل تركيزاتها في بعض أنواع "الفيب" إلى ما يعادل علبة سجائر كاملة (20 سيجارة)، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض الأمريكية (CDC). مواد مسرطنة: عند تسخين السائل الإلكتروني، تُنتج مركّبات مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهايد، المعروفة علمياً بكونها مسرطنة. مواد سامة للرئة: يحتوي البخار على مادة "الأكرولين" المستخدمة كمبيد للأعشاب، والتي يمكن أن تُلحق ضرراً دائماً بالرئتين. كما توجد مادة "الداي أسيتيل" المرتبطة بمرض "رئة الفشار". معادن ثقيلة: كشفت دراسات عن وجود جزيئات من النيكل والقصدير والرصاص، التي تصل إلى أعماق الرئة عند الاستنشاق. فاتورة الجسد يبدأ تأثير "الفيب" فور دخوله الجسم، وتظهر الأضرار تدريجياً: الدماغ: النيكوتين يؤثر على أدمغة المراهقين التي لا تزال في طور النمو حتى سن 25، مما يؤثر سلباً على الانتباه، التعلم، المزاج، ويزيد من احتمالات الإدمان على مواد أخرى لاحقاً. أمراض الرئة (EVALI): سُجلت آلاف الحالات عالمياً لإصابات رئوية حادة ارتبطت مباشرة باستخدام السجائر الإلكترونية، بعضها كان قاتلاً. أمراض القلب: يرفع النيكوتين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية وسكتات دماغية على المدى الطويل. وباء صامت يتغلغل بين الشباب في الأردن في الأردن، لم تعد الظاهرة مستترة. تنتشر متاجر بيع السجائر الإلكترونية ومستلزماتها في المدن الكبرى، ويزداد الإقبال عليها من فئة الشباب، خصوصاً في ظل غياب رقابة فعالة. ورغم وجود قوانين تحظر بيع هذه المنتجات لمن هم دون 18 عاماً، إلا أن الوصول إليها لا يزال سهلاً، سواء عبر محلات البيع أو من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ويُحذر أطباء أردنيون من أن ما يحدث هو "وباء صامت"، قد لا تُدرك آثاره الكارثية إلا بعد سنوات، مطالبين بتحرك عاجل من الجهات الرسمية والمجتمعية لوقف انتشاره. ما المطلوب؟ خطوات حاسمة لمواجهة الظاهرة في الأردن يرى خبراء الصحة العامة أن التصدي لانتشار السجائر الإلكترونية يتطلب إجراءات متكاملة، من أبرزها: على الصعيد الرسمي: حظر النكهات الجاذبة: باستثناء نكهة التبغ، لقطع الطريق على جذب المراهقين. رفع الضرائب: فرض رسوم مرتفعة لجعلها أقل قدرة على الوصول لفئة الشباب. رقابة مشددة: تغليظ العقوبات على من يبيعها للقُصّر ومنع بيعها عبر الإنترنت. تحذيرات صحية واضحة: إلزام المنتجين بوضع تحذيرات صريحة على العبوات. على الصعيد المجتمعي: توعية مدرسية وجامعية: من خلال برامج تفاعلية تُظهر الحقائق العلمية والتجارب الواقعية. دور الأهل: إرشاد أولياء الأمور للتعرف على هذه المنتجات وأشكالها المختلفة، وفتح حوار صريح مع الأبناء. حملات إعلامية وطنية: لإزالة الفكرة الخاطئة بأنها "بديل آمن"، وتسليط الضوء على الأضرار عبر قصص واقعية. قبل أن يتحول الدخان إلى نار يصعب إخمادها ما يبدو اليوم كأداة ترفيهية صغيرة بنكهة الفواكه، قد يكون بوابة إلى أمراض مستعصية وإدمان طويل الأمد. المعركة ضد السجائر الإلكترونية ليست ترفاً، بل واجب وطني لحماية جيل كامل من الوقوع في فخ "السم المغلف بالحلوى".

أخبارنا
منذ 2 أيام
- أخبارنا
الطبيب الطراونة يحذر السجائر الإلكترونية.. سم قاتل بنكهة خادعة
أخبارنا : عمّان، الأردن - دق الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري أمراض الصدر ورئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، ناقوس الخطر اليوم، محذرًا بشدة من التداعيات الصحية المدمرة لانتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب. في تصريحات خاصة، كشف الدكتور الطراونة عن حقائق صادمة تستند إلى أحدث التقارير الطبية والعلمية، مؤكدًا أن هذه الأجهزة ليست أقل خطورة من السجائر التقليدية، بل قد تكون أكثر خداعًا. صرّح الدكتور الطراونة: "شهدنا في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعًا مفزعًا في استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية، حيث قفزت النسبة من 1% إلى 20% خلال السنوات الأربع الماضية. هذا الانتشار المتسارع لمنتجات 'الفيب' يجب أن يُعد ناقوس خطر يدعونا جميعًا للتحرك الفوري لحماية شبابنا ومستقبلهم." السجائر الإلكترونية: سموم متنكرة في بخار معطر وأوضح الطراونة: "عندما نتحدث عن التدخين الإلكتروني، فإننا نشير إلى السجائر الإلكترونية أو ما يُسمى بـ 'منتجات الفيب'، والتي يُطلق عليها علميًا 'أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية'. هذه الأجهزة تُسخّن سائلًا يحتوي غالبًا على البروبيلين جليكول والجلسرين، بالإضافة إلى النيكوتين، ومعه منكهات صناعية مثل الفاكهة والمنثول والنعناع والحلوى. البخار المتطاير الناتج عن تسخين هذا السائل يحمل في طياته مكونات سامة لها تأثيرات مدمرة على الجسم." النيكوتين والسموم: خدعة "الإقلاع عن التدخين" وبين الدكتور الطراونة: "في عام 2007، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية لمكافحة التبغ. ورغم تراجع مستويات التدخين التقليدي، إلا أن الشركات لجأت إلى ترويج السجائر الإلكترونية كبديل 'آمن' يساعد على الإقلاع عن التدخين، وهي معلومة مغلوطة تمامًا. لقد رفضت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هذه المنتجات كوسيلة للإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان. الغازات والأبخرة المتطايرة منها تلحق أضرارًا بالغة بالرئة والجهاز التنفسي والقلب، بل وتسبب الولادة المبكرة ونقصان وزن الجنين لدى الحوامل." وأضاف: "الخطر الأكبر يكمن في أن هذه السجائر تُستَخدم بين الأطفال والمراهقين، مما يزيد من قابليتهم لتدخين السجائر العادية في المستقبل، ويزيد من الكلفة المالية لمعالجة الأمراض الناتجة عن التدخين، وهو ما يؤثر سلبًا على موازنات الدول." "رئة الفوشار" وأمراض الجهاز التنفسي: حصاد مرير للتدخين الإلكتروني وحذر الدكتور الطراونة: "لقد كشفنا عن مصطلح طبي جديد يُتداول عالميًا يُدعى 'أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني' (EVALI)، والذي نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي. كما أن هذه الأجهزة تتسبب بحالة خطيرة تُعرف باسم 'رئة الفوشار' (Popcorn Lung)، وهي حالة مرضية نادرة تصيب الرئة وتتميز بـ تندب في القصيبات الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وضيق في الصدر. هذه الحالة مرتبطة بمادة 'ثنائي الأسيتيل' الكيميائية الموجودة في بعض نكهات السجائر الإلكترونية." وتابع: "الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بـ السعال المزمن وزيادة إنتاج البلغم وتهيج مجرى الهواء العلوي. وتشير الدراسات إلى أن هذه الأجهزة تسبب خللًا وظيفيًا في مجرى الهواء، وتزيد من قابلية الإصابة بالالتهابات، وقد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لذلك." وكشف الدكتور الطراونة عن تفاصيل مقلقة: "الترويج المضلل لهذه الأجهزة كبدائل 'آمنة' يخفي حقيقة مرة: السائل الإلكتروني يحوي ما لا يقل عن 242 مادة كيميائية، من بينها 40 مادة مصنفة رسميًا كمواد سامة. هذه المواد الفتاكة تدمر الخلايا المناعية الحيوية، مما يفتح الباب أمام أمراض جديدة خطيرة. كما أن تركيزات النيكوتين في السائل الإلكتروني تصل إلى 2.5%، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات هائلة من هذه المادة الإدمانية والسموم المصاحبة لها في كل نفس." وأضاف: "التداعيات الصحية طويلة الأمد تشمل التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي، وتهيجًا حادًا في المجاري التنفسية، وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات رئوية مزمنة، ونوبات ربو حادة، وحساسية في القصبات الهوائية." وأكد الدكتور الطراونة: "بناءً على التحديث الأخير للمبادرة العالمية لداء الانسداد الرئوي المزمن، فإن السجائر الإلكترونية ليست وسيلة آمنة أو فعالة للإقلاع عن التدخين. هناك نحو 2800 حالة موثقة عالميًا لأمراض رئوية خطيرة مرتبطة بالتدخين الإلكتروني، بما في ذلك التهاب الرئة وتليف الأنسجة والنزيف داخل الحويصلات الهوائية." وشدد: "الانتشار المتسارع لهذه الآفة بين المراهقين في الأردن يمثل كارثة صحية وشيكة، فنحن نتحدث عن رئة لا تزال في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم وغير القابل للإصلاح. كما أن التدخين المزدوج (السجائر الإلكترونية والتقليدية معًا) له تأثيرات مدمرة مضاعفة على صحة الشباب." واختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بانتقاد لاذع: "نرى ترويجًا مكثفًا للسجائر الإلكترونية في واجهات المتاجر الكبرى وعبر منصات التواصل الاجتماعي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ. كما أن هناك تراخيًا واضحًا في تطبيق قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة." وطالب الدكتور الطراونة: "تطالب جمعية الرعاية التنفسية الأردنية السلطات الصحية باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين بشكل جاد وفاعل لحماية المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من براثن هذا الخطر الداهم الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم. الأردن، بحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، ضمن ست دول عالميًا تشهد ارتفاعًا في معدلات تعاطي التبغ، وهذا يستدعي تحركًا حكوميًا ومجتمعيًا عاجلًا وحاسمًا."