
توقعات بتأجيل تل أبيب اتفاق الهدنة لإرضاء «المتطرفين» نيتانياهو يخطط لمناورة «قلب غزة» وإنشاء «مدينة خيام»
فى الوقت الذى أعرب فيه بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى عن ثقته فى قدرته على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين فى قطاع غزة، حذّرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أنه فى حال عدم إحراز تقدم ملموس فى المفاوضات الجارية بشأن صفقة التبادل خلال الساعات القليلة المقبلة، فمن المتوقع أن يصادق المستوى السياسى على تنفيذ مناورة عسكرية نحو قلب مدينة غزة.
وأشار نيتانياهو، خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، إلى أنه عمل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال زيارته لواشنطن العاصمة الأسبوع الماضي، على جهود التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح نصف المحتجزين، الأحياء منهم والأموات، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما. وزعم أن «السبب الوحيد» لاستمرار الحرب هو المحتجزون، وأن إسرائيل تبذل جهودا حثيثة لتجنب إيذائهم فى خضم الحرب.
وفى الإطار ذاته، كشف الإعلام العبرى عن أن نيتانياهو عقد مشاورات أمنية لبحث خرائط جديدة لانسحاب الاحتلال من غزة خلال مفاوضات الدوحة، بشأن محور موراج والمنطقة العازلة بالقطاع بمشاركة رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير ورئيس الشاباك. وشمل الاجتماع سلسلة من الخطط، تشمل السيطرة على معاقل حماس فى المعسكرات المركزية، وتنظيم المناطق المدنية فى جنوب غزة، ما سيمنح إسرائيل حرية عمل أكبر فى الشمال والوسط.
فيما تتضمن مبادرة رئيسية روج لها نيتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، إنشاء ما يسمى «مدينة خيام» - وهى مساحة واسعة جنوب خان يونس، على أنقاض مدينة رفح الفلسطينية التى دمرها الاحتلال، حيث سيتم تجميع الفلسطينيين هناك، وهى الخطة التى رفضها العالم. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسئولين إسرائيليين كبار قولهم: إن التقديرات تشير إلى أن تكلفة إنشاء مدينة الخيام قد تصل إلى ما بين 10 إلى 15 مليار شيكل.
وتتضمن الخطة، وفق مصادر فى الكابينيت، حصر نحو نصف مليون غزاوى داخل رفح الفلسطينية دون السماح لهم بالعودة إلى شمال القطاع. لكن فى تل أبيب يقولون: إن الهدف من هذه الخطوة هو تمكين الاحتلال من العمل بحرية أكبر.
ومع ذلك، يُبدى الجيش الإسرائيلى تحفظات على هذه الخطوة، بل إنه عرض موقفه الواضح على القيادة السياسية.
وأوضحت المصادر أن «مدينة الخيام» هذه ليست مجرد مساحة إنسانية، بل هى فى الواقع ترسيخ لحكم عسكرى شامل، مع تداعيات قانونية ودولية جسيمة.
من جهة أخري، كشفت تقارير عن عقد نيتانياهو اجتماعا مشتركا مع الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، على خلفية معارضتهما إبرام اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، والذى يتضمن أيضا وقف إطلاق النار.
ويُعقد الاجتماع فى وقت يسعى فيه نيتانياهو لتجنب أزمة ائتلافية وتأمين دعم الأغلبية لتمرير الاتفاق، دون وجود تسريبات حول ما سيقوله نيتانياهو لوزيريه لإقناعهما بتمرير الصفقة، وسط ترجيحات بالتوصل لتفاهم ثلاثى على تأجيل الاتفاق بشكل عام. وفى وقت سابق أمس الأول، تبادلت إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بشأن «تعثر» محادثات وقف إطلاق النار فى غزة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن «المحادثات لم تنهر، ولايزال الفريق التفاوضى الإسرائيلى فى الدوحة».
وفى المقابل، ألقى مسئول رفيع فى حماس باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي» لإضافة شروط جديدة فى كل مرة، وآخرها خرائط الانتشار الجديدة لمواقع وجود الاحتلال فى غزة.
وفى الإطار ذاته، نقل موقع «والا» عن مصادر عسكرية، أن جيش الاحتلال سيطر بالفعل على بلدة جباليا، وأخضع كتيبة بيت حانون، ويواصل تقدمه باتجاه مدينة خان يونس جنوب القطاع. ووضع الاحتلال خطة تشمل تحريك السكان نحو جنوب القطاع وتطويق مناطق المخيمات الوسطي، بما فيها دير البلح، فى حال صدرت أوامر سياسية بذلك.
وخلال الساعات الأخيرة، شن سلاح الجو الإسرائيلى عشرات الغارات على ما سماه» مواقع وأهداف فى المدينة» استعدادًا لما يصفه الجيش بـ«المرحلة الحاسمة».
ويزعم الاحتلال أن تلك المنطقة والمقصود بيت حانون، تُعد من آخر المعاقل المتبقية لحماس فى الشمال.
وأعلن جهاز الدفاع المدنى فى غزة استشهاد 29 فلسطينيا فى غارات جوية إسرائيلية فى مناطق مختلفة فى القطاع، بينهم 18 فى مخيم النصيرات.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا'، بأنه 'على الرغم من النقص الحاد فى الإمدادات الضرورية للعلاج، تواصل فرقنا عملها فى غزة لمساعدة أكثر الفئات ضعفاً، من خلال التقييم الغذائى للأطفال»، محذرة من زيادة فى عدد حالات سوء التغذية مع بدء الحصار الإسرائيلى منذ مارس الماضي.
ومن جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مجازر الاحتلال الجماعية التى يواصل ارتكابها فى غزة ضد الأطفال والنساء وكبار السن. وأشارت إلى آخر المجازر التى استهدفت سكان غزة عند نقطة تجمع للمياه فى المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع، بما يؤدى باستمرار إلى ارتفاع أعداد الشهداء من المدنيين واستكمال تدمير ما تبقى من القطاع.
وحذَّرت من مغبة إقدام الاحتلال على تهجير السكان بالقوة، تحت شعار ما سمّاه بالمدينة الإنسانية فى رفح (جنوب القطاع)، التى لا تمت للإنسانية بصلة، وواجهت انتقادات عديدة من المجتمع الدولي، وكذلك أوساط إسرائيلية، وسط إمعان الاحتلال فى تعميق النزوح المستمر، واستخدام التجويع والتعطيش كسلاح فى حربه على المدنيين الفلسطينيين.
وفى غضون ذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن نقص الوقود فى غزة بلغ «مستويات حرجة»، ما يهدّد بمفاقمة معاناة سكان القطاع المدمر بفعل الحرب.
وأكدت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة فى إعلان مشترك أن «الوقود هو العمود الفقرى للبقاء على قيد الحياة فى غزة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
القاهرة تتحرك.. جهود مصرية مكثفة لوقف النار وإنقاذ المدنيين فى غزة
قال اللواء أحمد عيسى، خبير الأمن القومي الفلسطيني والإسرائيلي، إن التحرك المصري وجهود القاهرة المكثفة لوقف النار وإنقاذ المدنيين في قطاع غزة هو تطور مهم جدًا في هذا التوقيت، خاصة أن اسرائيل تحاول أن تحول قطاع غزة إلى بيئة طاردة لسكانها لأنها تريد الخلاص، ليس فقط من حركة حماس وسلاحها في قطاع غزة، بل تريد الخلاص من الشعب الفلسطيني الذي يسكن في غزة ويزيد عدده عن أكثر من 2.2 مليون نسمة. وأضاف عيسى، اليوم، خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مسألة التهجير القسري أو التهجير الطوعي لسكان قطاع هذه فكرة طرحها ترامب منذ بداية دخوله إلى البيت الأبيض وترحب بها إسرائيل، مؤكدًا أن الموقف المصري، سواء كان من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أو من قبل الحكومة المصرية أو حتى الرأي العام المصري الرافض لفكرة التهجير القسري واعتباره خطًا أحمر لا يمكن السماح به أو لا يمكن أن يكون من خلال مصر أو عبر مصر أو يحل على حساب مصر. وأوضح، أن ما تقوم به القاهرة يأتي مرافقًا وموازيًا للموقف الذي أعلن بالأمس في أوروبا وجرى التأكيد عليه صباح اليوم بأنه عمليًا تم التوصل ما بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على عدم فرض عقوبات ما لم يتم فتح المعابر وتسهيل المساعدات.


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
قوات الاحتلال تقتحم قرية تل جنوب غربي نابلس بالضفة الغربية
اقتحمت قوات الاحتلال مساء اليوم الثلاثاء، قرية تل جنوب غربي نابلس بالضفة الغربية. هدم المنازل في الضفة الغربية وقالت حركة حماس، الأربعاء الماضي، إن تصعيد الاحتلال بهدم المنازل في الضفة الغربية تأكيد جديد أنه ماضٍ في حربه الشاملة ضد الوجود الفلسطيني. وكانت آليات الاحتلال الاسرائيلي، قد شرعت صباح الأربعاء الماضي في هدم عدة منازل في قرية شقبا غرب رام الله. قوة كبيرة من جيش الاحتلال تداهم قرية شقبا وبحسب وكالة سند للأنباء أفاد رئيس مجلس قروي شقيا، بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال داهمت القرية، وشرعت بهدم أربعة منازل، ومنشآت زراعية وسور بحجة البناء دون ترخيص. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدولة الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- الدولة الاخبارية
زعيم المعارضة الإسرائيلية ينتقد بشدة خطط إنشاء 'مدينة إنسانية' فى غزة
الثلاثاء، 15 يوليو 2025 05:40 مـ بتوقيت القاهرة انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، خطط إنشاء ما يُسمى "مدينة إنسانية" فى قطاع غزة، مشيرا إلى العيوب العديدة التى يراها فى رؤية الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن. وقال لبيد إن فكرة "المدينة الإنسانية"في قطاع غزة لا يمكن تنفيذها،وهي محاولة من الحكومة لإطالة أمد الحرب . وأضاف لابيد -بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن القرارات التي تتخذها حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، "سيئة للغاية" وتشكل خطورة كبيرة على النواحي الاقتصادية والأمنية والسياسية داخل إسرائيل . وأشار إلى أن التكلفة التقديرية الأكثر تحفظا للمشروع تبلغ حوالي 15 مليار شيكل (حوالي 4.5 مليار دولار)، بينما تشير تقديرات أخرى، بما في ذلك تقديرات من الجيش الإسرائيلي، إلى أنها قد تتجاوز 20 مليار شيكل . وأكد لابيد: "إنها فكرة جنونية - حتى بمقاييس هذه الحكومة ، لكننا نعرف كيف يعملون: قبل أن يعترفوا بالفشل، سينفقون المليارات". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أفاد في وقت سابق، بأنه أصدر تعليمات للجيش بإعداد خطة لإقامة ما سماه "مدينة إنسانية" مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، تتضمن تهجير 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى، بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يسمح لهم لاحقا بمغادرتها .