logo
حينما هدّد ترامب بقصف موسكو فهل يجرؤ على نطقها بعد منحه الرئيس بوتين مُهلة (12) يومًا؟

حينما هدّد ترامب بقصف موسكو فهل يجرؤ على نطقها بعد منحه الرئيس بوتين مُهلة (12) يومًا؟

ساحة التحريرمنذ 3 أيام
حينما هدّد ترامب بقصف موسكو فهل يجرؤ على نطقها بعد منحه الرئيس بوتين مُهلة (12) يومًا؟..
هل تقبل 'روسيا العظيمة' بلغة التهديد لإنهاء حرب أوكرانيا وهل تذهب لقصف واشنطن ولماذا قال مدفيديف بأن بلاده ليست إسرائيل أو إيران؟
يُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه رجل اقتصادي، غير صبور سياسيًّا، وذلك في كل حدث سياسي يحتاج لنفس طويل، وجهد واجتهاد، تمامًا كما فعل حينما قطع التفاوض مع إيران فجأةً، وشنّت إسرائيل حربها الأخيرة عليها، وها هو يفعل فعلته مع روسيا، ويُعلن منحها 10 إلى 12 يومًا اعتبارًا من أمس الاثنين، حتى تُنهي حرب أوكرانيا.
ومن غير المعلوم لماذا يتعامل ترامب مع روسيا بلغة التهديد، وكأنها جمهورية موز، وليست دولة عظمى، لإنهاء حرب أوكرانيا، وتتضمّن خطّته عقوبات مُحتملة ورسومًا جمركية ثانوية تستهدف شركاء روسيا التجاريين.
الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، يُريد ترامب غير الصبور إنهاءها بحلول 7 وحتى 9 أغسطس، بل إنه أعلن أنه يشعر بخيبة أمل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذهب ترامب أبعد من ذلك حين قال ردًّا على سؤال في مؤتمر صحفي حول اجتماع محتمل مع الزعيم الروسي، قال ترامب: 'لم أعد مهتما بالحديث'.
وانعكست التصريحات الأميركية على أسعار الطاقة، حيث تجاوز خام برنت حاجز 70 دولاراً للبرميل، مدفوعاً بالمخاوف من تزايد التوترات الجيوسياسية وتداعياتها على الإمدادات العالمية.
ولم يصدر عن المسؤولين الروس البارزين ردود على تهديد ترامب، وأوكلت المهمة للرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي، حيث وجّه انتقادًا شديدًا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، بعدما هدّد ترامب بتقصير الموعد النهائي الذي منحه لروسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وكتب ميدفيديف على منصة 'إكس' 'كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلاده'، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول تهديد موسكو بالرد بحرب عالمية ضد واشنطن نفسها.
وتابع ميدفيديف بلغة واثقة 'روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران'، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين في الشهر الماضي، والتي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.
ولا يبدو أن تهديدات ترامب، ستفرض على روسيا إنهاء الحرب بأوكرانيا، دون أن تريد ذلك، ووفقًا لمصالحها، وشروطها.
كما لا تقف روسيا وحيدة، فكان سبق للصين أن انتقدت تهديد إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على روسيا وبفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، واصفة الإجراءات المقترحة بأنها 'إكراه' لن يحل الصراع في أوكرانيا.
وأظهرت بيانات رسمية أن الصين مشتر رئيسي للنفط الروسي، حيث استوردت مستويات قياسية من النفط الخام في عام 2024، ويحدث ذلك رغم العقوبات المفروضة على موسكو.
وصرّح من جهته رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي بأن 'الحديث مع روسيا بلغة الضغط والإنذارات لا جدوى منه'.
وكتب سلوتسكي في حسابه على 'تلغرام'، تعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقليص المهلة المتعلقة بالتسوية الأوكرانية، يوم الاثنين، إن 'الحديث مع روسيا بلغة الضغط والإنذارات لا جدوى منه وهو غير بناء! ويخاطر ترامب بالانجرار وراء المواقف المنحازة لكارهي روسيا الأوروبيين، الذين يشوهون صورة النزاع في أوكرانيا من أجل المنافع الشخصية'.
وقال سيرغي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، إن تصرفات ترامب حتى الآن تشير إلى أنه لن يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا.
وقال فلاديمير سولوفيوف، مقدم البرامج الحوارية البارز في وسائل الإعلام الحكومية، إن تهديدات ترامب تثبت أنه عدو، وأضاف سولوفيوف بغضب لمستمعيه 'هل هذه هي الطريقة الملائمة للتحدّث مع روسيا العظيمة؟'.
ويُدرك ترامب أنه لن يستطيع إنهاء حرب أوكرانيا، إذا لم يقرر الرئيس الروسي ذلك، لكن تخبّط تصريحات ترامب صاحب الشخصية 'الجوزائية'، قد يدفعه إلى تصريحات غير مسبوقة، حيث سابقًا كان هدّد بقصف موسكو، حيث قال في تجمّع خاص للمانحين خلال 2024 بأنه سعى في السابق لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مهاجمة أوكرانيا عبر التهديد بقصف موسكو.
وقال ترامب خلال إحدى حملات جمع التبرعات لحملة 2024 قبل فوزه بالولاية الثانية، وفقًا للتسجيل الصوتي الذي حصلت عليه شبكة CNN: 'قلتُ لبوتين: إذا دخلتم أوكرانيا، فسأقصف موسكو قصفًا انتقاميًا، وأقول لكم إنه ليس لدي خيار آخر، ثم قال بوتين: لا أصدقك، لكنه صدقني بنسبة 10%'.
ومع كُل هذا، يُمكن أن تكون تهديدات ترامب بفرض عقوبات على روسيا، ليست إلّا دعاية كلامية، لإرضاء نفسه قبل أنصاره، فالرجل وحسب تقرير أعدّته صحيفة 'واشنطن بوست' تجاوز (ترامب) حاجز العشرة آلاف 'كذبة'، خلال فترة تواجده في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى، فما الذي يمنعه من أن يُضيف إليها عشرة آلاف كذبة أخرى أو أكثر في ولايته الثانية والأخيرة؟!
عمان – 'رأي اليوم' – خالد الجيوسي:
‎2025-‎07-‎30
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يتعهد بخطة إنسانية لغزة بعد زيارة ويتكوف، واتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل المساعدات لـ"مصيدة موت"
ترامب يتعهد بخطة إنسانية لغزة بعد زيارة ويتكوف، واتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل المساعدات لـ"مصيدة موت"

شفق نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • شفق نيوز

ترامب يتعهد بخطة إنسانية لغزة بعد زيارة ويتكوف، واتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل المساعدات لـ"مصيدة موت"

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يعتزم طرح خطة إنسانية جديدة لتحسين إمدادات الغذاء في قطاع غزة، وذلك عقب زيارة مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى أحد مواقع توزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في القطاع، مؤكداً أن هدفه هو "مساعدة سكان غزة على العيش". ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن ترامب الجمعة إعلانه العمل على خطة "لإطعام الناس". وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد زار غزة الجمعة واعداً بزيادة المساعدات، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية في القطاع. وقبيل الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه أصبح "مصيدة للموت" لسكان القطاع حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهراً بين إسرائيل وحماس. وأصبح قطاع غزة مهدداً بـ"مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، وبخاصّة أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات. وأفاد الدفاع المدني في غزة أن 22 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الجمعة، بينهم ثمانية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات وقضى اثنان منهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لـ"مؤسسة غزة الانسانية" في جنوب القطاع. إذ يقول لؤي محمود، أحد سكان غزة، تعليقاً على زيارة ويتكوف: "لن يرى ستيف ويتكوف الجوع، بل سيرى فقط الرواية التي تريد إسرائيل أن يراها". ويضيف لبي بي سي: "هذه الزيارة مجرد خدعة إعلامية فارغة، وليست مهمة إنسانية. لن يقدم أي حلول، بل مجرد حجج واهية تهدف إلى تلميع صورة إدارة متواطئة في معاناتنا". وقال ويتكوف على منصة إكس إن زيارته التي استغرقت "أكثر من خمس ساعات"، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة". تقرير أمّمي: إسرائيل حوّلت نظام توزيع المساعدات إلى "حمام دم" واتهمت هيومن رايتس إسرائيل بإقامة نظام "عسكري معيب" لتوزيع المساعدات، حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة موت". وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب". وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية". وقال الجيش الاسرائيلي إنه يجري تحقيقات عقب تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين بالقرب من مناطق التوزيع. ومنذ أسبوع بدأت عدة دول بإنزال مساعدات غذائية جواً. وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس الجمعة سكاناً في قطاع غزة يهرعون للحصول على طرود أسقطت من الجو في جباليا (شمال). وأعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة أنه نفذ "سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بمشاركة عدد من الدول". وشاركت طائرات عسكرية تابعة للأردن والامارات وألمانيا وفرنسا وإسبانيا. وبلغت حمولة هذه الانزالات حوالي 57 طناً. وبلغ إجمالي الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية قبل أسبوع حوالي 148 طناً من المواد الأساسية. لكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن المساعدات "غير كافية وغير فعالة"، داعياً إلى استئناف عمليات التسليم البري المنسقة من الأمم المتحدة. وأكد أن ستة آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، تنتظر خارج غزة الحصول على الموافقة لدخول القطاع. "فتح" ترفض "تطاول" حركة حماس على الأردن ومصر Reuters في المقابل، عبّرت حركة فتح، الجمعة، عن رفضها القاطع لتصريحات صادرة عن قيادات في حركة حماس ضد مصر والأردن، مؤكدة أن هذه التصريحات لا تمثل الشعب الفلسطيني وتسيء للعلاقات العربية وتضعف الدعم القومي للقضية الفلسطينية. وشددت فتح على الدور التاريخي لمصر والأردن في دعم الشعب الفلسطيني، مشيدة بمواقف الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني. كما حذّرت من ارتهان بعض الأطراف لأجندات خارجية تضر بالقضية، ودعت القوى الفلسطينية إلى تحكيم العقل، وتجنب التحريض، وتعزيز الوحدة الوطنية. حماس تردّ على ترامب استنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتهم فيها الحركة بسرقة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "باطلة ولا تستند لأي دليل"، مؤكدة أن "التصريحات تبرّئ الاحتلال وتحمل الضحية المسؤولية، وقد تم تفنيدها من قبل منظمات دولية وبتقرير داخلي لوكالة التنمية الأميركية "يو أس أيد". جاء ذلك في تصريحات للقيادي في الحركة عزت الرشق، شدد فيها على أن ما يجري في غزة من "تجويع وإبادة" هو نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية المدعومة أمركياً، داعياً واشنطن للتوقف عن ترديد المزاعم الإسرائيلية، ودعم إيصال المساعدات بشكل آمن عبر الأمم المتحدة، ورفض "مؤسسة غزة الإنسانية" التي وصفها بمصيدة للمحتاجين. وفي السياق، التقى وفد من قيادة الحركة برئاسة محمد درويش وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول، وبحث الجانبان "وقف العدوان" وجهود الإغاثة، حيث أكد فيدان أن ما يجري في غزة "جريمة إبادة جماعية"، مجدداً دعم بلاده للقضية الفلسطينية ورفض محاولات "التهجير والاستيطان وتهويد القدس". حماس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة شريط فيديو لأحد الرهائن الاسرائيليين. وحمل الفيديو ومدته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان "يأكلون مما نأكل"، وظهر فيه رهينة بدا متعباً ونحيلاً في نفق، يجلس حيناً ويمشي حيناً آخر. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرهينة هو إيفيتار دافيد (24 عاماً) الذي احتُجز أثناء حضوره مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال الهجوم، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أُطلق من اليمن أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بينما أكد الحوثيون أنهم استهدفوا مطار بن غوريون قرب تل أبيب. وقال الجيش في بيان "اعترض سلاح الجو صاروخاً أطلق قبل قليل من اليمن وتسبّب بتفعيل انذارات في عدة مناطق في البلاد". وكان مراسلو وكالة فرانس برس سمعوا دوي انفجارات في القدس بعيد إعلان الجيش في وقت سابق رصد إطلاق الصاروخ وتفعيل الدفاعات الجوية لاعتراضه. وتبنّى الحوثيون، إطلاق الصاروخ، إذ قال المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع في بيان "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد... وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتي نوع فلسطين2"، مشيراً الى أن العملية "حققت... هدفها بنجاح بفضل الله".

ترامب ينشر غواصتين نوويتين ردا على تصريحات روسية
ترامب ينشر غواصتين نوويتين ردا على تصريحات روسية

الزمان

timeمنذ 7 ساعات

  • الزمان

ترامب ينشر غواصتين نوويتين ردا على تصريحات روسية

واشنطن (أ ف ب) – أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة بنشر غواصتين نوويّتين، في تصعيد كبير لسجال كان دائرا على شبكات للتواصل الاجتماعي مع مسؤول روسي بشأن أوكرانيا والرسوم الجمركية. ونقل ترامب بمنشوره الجمعة، السجال الدائر منذ أيام مع نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري مدفيديف، من دائرة منصات التواصل الاجتماعي الى التحركات العسكرية المباشرة. وأورد ترامب على منصته تروث سوشال 'استنادا إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري مدفيديف… أمرت بنشر غواصتين نوويّتين في المناطق المناسبة، تحسبا لانطواء هذه التصريحات الغبية والتحريضية على ما هو أكثر من ذلك'. وتابع 'الكلمات مهمة جدا، وغالبا ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات'. ويأتي ذلك على خلفية تحديد ترامب مهلة لروسيا تنقضي نهاية الأسبوع المقبل، من أجل اتّخاذ خطوات لوضع حد للحرب في أوكرانيا وإلا مواجهة عقوبات جديدة. لكن على الرغم من الضغوط الأميركية، تواصل روسيا غزوها لأوكرانيا. وهاجمت روسيا أوكرانيا في تموز/يوليو بأكبر عدد من المسيرات في شهر واحد منذ بدئها الغزو في شباط/فبراير 2022، وفق تحليل لوكالة فرانس برس. منذ حزيران/يونيو أوقعت الهجمات الروسية على مئات المدن الأوكرانية مئات القتلى. وأدى هجوم روسي بالصواريخ والمسيرات على كييف ليل الأربعاء الخميس إلى مقتل 31 شخصا بينهم خمسة أطفال، بحسب حصيلة محدثة لأجهزة الإغاثة. والجمعة قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لطالما رفض الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، إن موسكو تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا، لكنه شدّد على أن شروط بلاده لإرساء السلام 'لم تتغيّر'. تشمل الشروط الروسية تخلي أوكرانيا عن أراضٍ وعن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. – 'خطوة نحو الحرب' – ولم يحدّد ترامب في منشوره موقع نشر الغواصتين، وما إذا المقصود بنوويّتين أنهما تعملان بالطاقة النووية أو تحملان صواريخ مزودة رؤوسا نووية. الغالبية العظمى من الأسلحة النووية في العالم بيد الولايات المتحدة وروسيا، كما أن واشنطن تسيّر على الدوام دوريات لغواصات مزوّدة أسلحة نووية، في إطار ردعها النووي برا وبحرا وجوا. ولم يحدّد ترامب ماهية التصريحات التي أدلى بها مدفيديف واستدعت ردّه. وكان مدفيديف انتقد بشدة الخميس الرئيس الأميركي في منشور على تلغرام، تطرّق فيه إلى 'اليد الميتة'، وهو نظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوّره الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية. وأتى تعليق مدفيديف بعدما انتقد ترامب 'الاقتصاد الميت' لروسيا والهند. وفي منشور على إكس الإثنين، اعتبر مدفيديف أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة 'تهديد وخطوة نحو الحرب'. ونصح الرئيس الأميركي بأن 'عليه أن يتذكر' أن روسيا تمتلك قوة هائلة. ورد ترامب بوصف مدفيديف بأنه 'الرئيس السابق الفاشل لروسيا الذي يعتقد أنه ما زال رئيسا'. ومنتصف ليل الأربعاء بتوقيت واشنطن وجّه ترامب تحذيرا مباشرا لمدفيديف بوجوب 'الانتباه لكلماته'، وأضاف 'إنه يدخل نطاقا بالغة الخطورة!'. ومدفيديف من أبرز المدافعين عن الحرب التي بدأها بوتين في أوكرانيا، وهو عموما من المعادين للعلاقات مع الغرب. تولى مدفيديف رئاسة روسيا بين عامي 2008-2012، وهو عمليا أبقى سدة الرئاسة محجوزة لبوتين الذي أقر تعديلات دستورية تتيح بقاءه طويلا في السلطة. بعدما كان يعتبر إصلاحيا، تحوّل مدفيديف على مر السنين إلى كاتب منشورات على الإنترنت تعكس تطرفا قوميا في نشر سرديات الكرملين ودعمها. لكن تأثيره في النظام السياسي الروسي يبقى محدودا. – زهور للأطفال – شهدت كييف الجمعة يوم حداد على القتلى الـ31 الذين سقطوا الخميس وكانوا بغالبيتهم في مبنى مؤلف من تسعة طوابق أصيب بصاروخ روسي. وصباح الجمعة انتشل عمال إنقاذ جثتين إضافيتين من تحت أنقاض أحد المباني المتضررة جراء الهجوم. ووضعت إيرينا دروجد وهي أم لطفلة تبلغ ثلاثة أعوام، الزهور في مساحة خصصت لتكريم الأطفال الخمسة الذين قتلوا في الضربة. وانتُشلت الجمعة جثة الأصغر سنا بينهم، ويبلغ عامين. وقالت لفرانس برس 'هذه زهور لأن أطفالا قتلوا. أحضرنا الزهور لأن لدينا أطفالا. أطفالنا يعيشون في الشارع المقابل'. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بوتين هو القادر على إنهاء الحرب، مجدِّدا دعوته لعقد لقاء معه. وجاء في منشور له على منصة إكس 'لقد اقترحت الولايات المتحدة هذا الأمر. وأوكرانيا أيّدته. ما نحتاج إليه هو استعداد روسيا'.

العالم الذي يريدونه لنا
العالم الذي يريدونه لنا

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

العالم الذي يريدونه لنا

يقول كارل ماركس، صاحب كتاب رأس المال والمفكر الأبرز في الألفية بحسب تصنيف هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 2000، إن 'الإنسان هو أثمن رأس مال'. لكن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومن خلفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسعيان لفرض عالمٍ تُجرد فيه البشرية من إنسانيتها. قبل أكثر من شهر، ذرف ترامب دموعًا حارة كادت ان تحرك خديه على الضحايا في أوكرانيا من الروس والأوكرانيين، مطالبًا بوقف الحرب، موجّهًا إنذارات متكررة تارة لفلاديمير بوتين وتارة فولوديمير زيلينسكي. لكن في غزة، من لا يُقتل على يد المنظمة المافيوية يحمل اسم 'جيش الدفاع الإسرائيلي'، فإن الجوع ينتظره كوحش كاسر، بفعل الحصار الاقتصادي المفروض على أكثر من مليوني إنسان. نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لا يزال حرًا طليقًا يواصل قتل المدنيين الفلسطينيين دون رادع، لأن الدول الغربية التي باتت تتسابق للاعتراف بدولة فلسطين — تحت ضغط حركة التضامن العالمية ضد جرائم إسرائيل — كانت في السابق تمنح إسرائيل 'الحق في الدفاع عن نفسها'. أما ترامب، فبينما يُظهر حرصًا زائفًا على دماء المتحاربين في أوكرانيا، فإنه يتجاهل دماء أكثر من 19 ألف طفل قتلوا في غزة، إلى جانب آلاف النساء والشيوخ والشباب، والقتل اليومي للجوعى على أبواب مراكز توزيع المساعدات التي تديرها منظمة ليست فيها اية رائحة للإنسانية وتسمى منظمة غزة الإنسانية'. وهو لا يملك نية حقيقية لوقف هذا الإجرام، بل يمارس دعاية جوفاء لا تتعدى محاولة ثني نتنياهو عن الاستمرار بالقتل. ولهذا استحق لقب TACO ، الذي يُطلق عليه في الولايات المتحدة، بمعنى 'الذي يتراجع دائمًا عن وعوده'. إن ما نشهده في غزة ليس فقط مجزرة، بل هو تجسيد للعالم الذي يريدون فرضه علينا. فعقيدة ترامب 'السلام بالقوة'، تعني سحق من يعارض؛ نرى ذلك في الداخل الأمريكي كما في الخارج: مرشح ديمقراطي زهران ممداني لعمدة نيويورك يُفصح عن جرائم إسرائيل النازية، فيُطالب ترامب ترحيله من البلاد. وفي مقال ترجمه موقع (إيلاف) بأن إدواردو بورتر، وهو أحد الكتاب البارزين في صحيفة (واشنطن بوست) يقدم استقالته عبر رسالة يشرح فيها: إن جيف بيزوس-مالك امزون- ورئيس قسم الرأي الجديد يقودان الصحيفة في مسار لا أستطيع اتباعه، وهو مسار موجه نحو الترويج المستمر للأسواق الحرة والحريات الشخصية… ليس لدي أي فكرة إلى أي مدى يعود هذا إلى خوف السيد بيزوس مما قد يفعله دونالد ترامب بمصالحه التجارية المختلفة، والتي يعتبر معظمها أكثر قيمة بالنسبة له من صحيفة واشنطن بوست'. طلاب الجامعات الذين يطالبون بوقف الحرب في غزة يُلاحقون ويُرحّلون. تُفرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو. تنسحب واشنطن من اليونسكو لأنها أدانت جرائم إسرائيل، ومن الأونروا لأنها تقدم مساعدات للفلسطينيين. وتهدد بفرض رسوم جمركية على كندا إن اعترفت بدولة فلسطين. ترامب أشار سابقًا إلى ضرورة الغاء منظمة الأمم المتحدة، دون أن يُفصح عن السبب، لكن من الواضح أن الأمر يرتبط بالقضية الفلسطينية، إذ إن الغالبية الساحقة من أعضائها أدانوا جرائم إسرائيل واعترفوا بدولة فلسطينية. كما أصدرت الخارجية الأمريكية مؤخرًا قرارًا بمنع دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية إلى الولايات المتحدة، بذريعة أنهم 'يقوّضون السلام'. وجاء القرار مباشرة بعد الدوي الذي أحدثه مؤتمر 'حل الدولتين' الذي قادته السعودية وفرنسا في نيويورك، وأيقظ الضمير الأوربي الذي نام مع سبق الإصرار والترصد، وخاصة فرنسا التي تشرف على تنظيم المؤتمر. كل هذه الوقائع تُظهر أن ما يحدث في غزة ليس قرارًا فرديًا لنتنياهو، ولا مجرد انعكاس لتحقيق مصالحه الشخصية كما يحاول الاعلام المأجور من تزيفه وتسويقه، بل جزء من مشروع استراتيجي تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل من خلاله إلى فرض عالم جديد يخدم مصالح واشنطن المتراجعة عالميًا. إنها محاولة لوقف انحدار نفوذها عبر سياسات البلطجة الدولية. أما تسارع الدول الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فليس بدافع صحوة ضمير مفاجئة بعد دمار غزة وازهاق ارواح أكثر من 60 ألف إنسان، بل هو انعكاس لمحاولاتها التخلص من الهيمنة الأمريكية، التي وصلت إلى حد تهديد كندا بالضم إلى الولايات المتحدة. هذه الدول، التي كانت شريكًا في صمتها وصمت نخبها، بدأت تشعر بضغط الحركة العالمية المناهضة لجرائم اسرائيل، خاصة بعد دخول عشرات الاتحادات العمالية على خط الصراع في عقر دار الدول الاوربية، وإصدارها قرارات مقاطعة إسرائيل اقتصاديًا ودبلوماسيًا، ورفض تحميل السلاح المتجه إليها، وهو ما يهدد المصالح الاقتصادية للغرب ويزعزع حساباته الانتخابية. مرة أخرى، ما يحدث في غزة لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل يضع علامة استفهام كبيرة على إنسانيتنا جميعًا. لكن القصة لا تنتهي هنا، إذ إن هذا العالم — عالم ترامب ونتنياهو وبن غفير وسمو تريتش — يُراد له أن يُفرض علينا. انتصار هذا العالم يعني هزيمة الإنسانية. ويعني العيش في جحيم لا يُطاق. لذلك، لا خيار أمامنا سوى الانتصار عليهم. إن نجاح مؤتمر 'حل الدولتين' الذي أشعل اغضب الإدارة الامريكية واشعل نيران الاستياء في صدور أعضاء الحكومة النازية في إسرائيل هو إحدى ثمار هذا النضال، ورفض عالمي صريح للعالم الذي يريدونه لنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store