
إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل
Getty Images
جدارية في ساحة انقلاب في طهران
نفّذت السلطات الإيرانية موجة اعتقالات وإعدامات لأشخاص يشتبه في ارتباطهم بوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، في أعقاب الحرب الأخيرة بين البلدين.
ويأتي ذلك بعد ما وصفه مسؤولون بأنه اختراق غير مسبوق لأجهزة الأمن الإيرانية من قبل عملاء إسرائيليين.
وتشتبه السلطات بأن المعلومات المُزوّدة لإسرائيل لعبت دوراً في سلسلة من الاغتيالات البارزة خلال النزاع، بما في ذلك استهداف قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين، وتنسبها إيران إلى عملاء من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يعملون داخل البلاد.
لمتابعة أهم الأخبار والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، انضم إلى قناتنا على واتساب (
وبعد أن صُدمت السلطات الإيرانية من حجم ودقة عمليات القتل، دأبت على استهداف أي شخص يُشتبه في تعاونه مع مخابرات أجنبية، بقولها إن ذلك يهدف للحفاظ على الأمن القومي.
لكن كثيرين يخشون أيضاً، أن يكون ذلك وسيلة لإسكات المعارضة وتشديد الرقابة على الشعب.
وخلال الصراع الذي استمر 12 يوماً، أعدمت السلطات الإيرانية ثلاثة أشخاص اتُهموا بالتجسس لصالح إسرائيل. ويوم الأربعاء الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من وقف إطلاق النار، أُعدم ثلاثة أشخاص آخرين بتهم مماثلة.
ومنذ ذلك الحين، أعلن مسؤولون عن اعتقال مئات المشتبه بهم في جميع أنحاء البلاد بتهمة التجسس. وبث التلفزيون الرسمي اعترافات مزعومة لعدد من المعتقلين، قيل إنهم أقروا بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
وأعربت جماعات حقوق الإنسان وناشطون عن مخاوفهم بشأن التطورات الأخيرة، مشيرين إلى ممارسة إيران الراسخة في انتزاع الاعترافات بالإكراه وإجراء محاكمات جائرة. وهناك مخاوف من احتمال تنفيذ المزيد من عمليات الإعدام.
وتزعم وزارة الاستخبارات الإيرانية أنها تخوض "معركة ضارية" ضد ما تسميه شبكات الاستخبارات الغربية والإسرائيلية - بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والموساد وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6).
وبحسب وكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، فمنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، "أصبحت شبكة التجسس الإسرائيلية نشطة للغاية داخل البلاد". وأفادت الوكالة بأنه على مدار 12 يوماً، اعتقلت أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية "أكثر من 700 فرد مرتبطين بهذه الشبكة".
وقال إيرانيون لبي بي سي إنهم تلقوا رسائل نصية تحذيرية من وزارة الاستخبارات الإيرانية تُبلغهم بظهور أرقام هواتفهم على صفحات تواصل اجتماعي متعلقة بإسرائيل. وتلقوا تعليمات بمغادرة هذه الصفحات وإلا سيواجهون الملاحقة القضائية.
كما صعّدت الحكومة الإيرانية ضغوطها على صحفيين عاملين في وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج، بما في ذلك قناة بي بي سي الفارسية وقناة إيران الدولية وقناة مانوتو التلفزيونية اللتان تتخذان من لندن مقراً لهما.
ووفقاً لقناة إيران الدولية، احتجز الحرس الثوري الإيراني والدة ووالد وشقيق إحدى مذيعات القناة في طهران للضغط عليها للاستقالة بسبب تغطية القناة للصراع الإيراني الإسرائيلي. وتلقت المذيعة اتصالاً هاتفياً من والدها - بتحريض من عناصر الأمن - يحثها فيه على الاستقالة ويحذّرها من عواقب أخرى.
وبعد بدء النزاع، ازدادت حدة التهديدات الموجهة لصحفيي بي بي سي الفارسية وعائلاتهم. وبحسب صحفيين تعرضوا لذلك مؤخراً، فإن مسؤولي أمن إيرانيين تواصلوا مع عائلاتهم، مدعين أنه في سياق الحرب، من المبرَّر استهداف أفراد عائلاتهم كرهائن. كما وصفوا الصحفيين بأنهم "يحاربون الله"، وهي تهمة قد تُؤدي، بموجب القانون الإيراني، إلى الإعدام.
وأفادت قناة مانوتو التلفزيونية بوقوع حوادث مماثلة، شملت تهديدات لعائلات الموظفين ومطالبات بقطع جميع العلاقات مع القناة. وورد أن بعض الأقارب تلقوا تهديدات بتهم مثل "محاربة الله" والتجسس، وهما جريمتان يُعاقب عليهما بالإعدام بموجب القانون الإيراني.
ويرى محللون أن هذه الأساليب تُعد جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إسكات المعارضين، وترهيب العاملين في وسائل الإعلام في المنفى.
كما اعتقلت قوات الأمن عشرات النشطاء والكتاب والفنانين، في كثير من الحالات دون توجيه تهم رسمية إليهم. كما وردت تقارير عن اعتقالات طالت عائلات ضحايا احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" المناهضة للحكومة عام 2022.
وتشير هذه الإجراءات إلى حملة أوسع نطاقاً تستهدف ليس فقط الناشطين الحاليين، بل أيضاً المرتبطين بموجات المعارضة السابقة.
وخلال الحرب، فرضت الحكومة الإيرانية قيوداً مشددة على الوصول إلى الإنترنت. وحتى بعد وقف إطلاق النار، لم يعد الأمر كما كان عليه في السابق بشكل كامل.
وأصبح تقييد الوصول إلى الإنترنت خلال الأزمات، وخاصةً خلال الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، نمطاً شائعاً في إيران. إضافةً إلى ذلك، فإن معظم شبكات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتلغرام وإكس ويوتيوب، بالإضافة إلى مواقع إخبارية مثل بي بي سي الفارسية، محجوبة منذ فترة طويلة في إيران، ولا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام خدمة بروكسي للشبكة الافتراضية الخاصة (VPN).
وقارن مدافعون عن حقوق الإنسان ومراقبون سياسيون بين ما يحدث حالياً وما حدث في ثمانينيات القرن الماضي، عندما قمعت السلطات الإيرانية المعارضة السياسية بوحشية خلال الحرب العراقية الإيرانية.
ويخشى كثيرون من أنه في أعقاب ضعف مكانة إيران الدولية بعد الصراع مع إسرائيل، قد تلجأ السلطات مجدداً إلى الانغلاق على نفسها، والاعتماد على الاعتقالات الجماعية والإعدامات والقمع الشديد.
ويشير نقّاد إلى أحداث عام 1988، عندما أُعدم آلاف السجناء السياسيين - وكثيرون منهم يقضون عقوبات بالفعل، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، بعد محاكمات قصيرة وسرّية أجرتها ما يُسمى بـ"لجان الموت". ودُفن معظم الضحايا في مقابر جماعية مجهولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
تفاعل واسع مع مقال لتركي الفيصل "يدعو ترامب إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي كما فعل مع إيران"
Getty Images تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق يرى أن الإنصاف يقتضي تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي أيضا أثار مدير المخابرات السعودي السابق، تركي الفيصل، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقال يتهم فيه قادة الدول الغربية "بالكيل بمكيالين" في مواقفهم تجاه إيران وإسرائيل و خطر الأسلحة النووية. ويقول الفيصل في مقاله على موقع "ذي ناشنال" الإخباري: "لو أننا في عالم يسود فيه الإنصاف لرأينا الطائرات الأمريكية بي 2 تمطر بوابل من قنابلها مفاعل ديمونا والمواقع النووية الإسرائيلية الأخرى". ويضيف أن "إسرائيل تمتلك قنابل نووية. وتخالف بذلك معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. ولم توقع على المعاهدة أصلا لتفلت من رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولا أحد يفتش منشآتها النووية". وذكر أن الذين يبررون "الهجوم الإسرائيلي أحادي الجانب" على إيران بالإشارة إلى دعوات القادة الإيرانيين إلى "إزالة إسرائيل من الوجود"، يتناسون تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ توليه منصبه لأول مرة في 1996، ودعواته المتكررة إلى "تدمير الحكومة الإيرانية". ويقول الفيصل إن "نفاق الدول الغربية ودعمها لإسرائيل في هجومها على إيران متوقع. فهي أيضاً "تدافع عن إسرائيل في هجومها المتواصل على فلسطين"، وإن تراجع بعضها عن هذا الدعم. ويدعو المدير السابق للمخابرات السعودية، في مقاله، إلى مقارنة بين العقوبات، التي تفرضها الدول الغربية على روسيا بسبب اجتياحها للأراضي الأوكرانية، وتصرفها إزاء ما تفعله إسرائيل. ويرى في ذلك "تناقضاً صريحاً مع المبادئ والقوانين، التي يبشر بها الغرب". Getty Images مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي وانتقد الفيصل الغارات الجوية الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية. واتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "بالانجرار وراء تزيين" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لهجماته المخالفة للقانون على طهران. وصور الرئيس ترامب نفسه في الحملة الانتخابية بأنه "صانع السلام" في العالم. وانتخبه قطاع واسع من الأمريكيين، الذين يتذمرون من حروب بلادهم المتواصلة، على هذا الأساس. وتعهد في خطاب تنصيبه "بإنهاء كل الحروب، وبث روح الوحدة بين الأمم والشعوب". ولكن الحرب، التي وعد بإنهائها في 24 ساعة، لم تضع أوزارها إلى اليوم. ولا تزال الحرب مشتعلة في غزة أيضا. بل إن الولايات المتحدة أقحمت نفسها في حرب جديدة بدأت بين إسرائيل وإيران. والغريب أن واشنطن هي التي تتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار مع طهران. وأشار مدير المخابرات السعودي السابق إلى أن ترامب "عارض بشجاعة" قادة بلاده في غزوهم للعراق، قبل أكثر من عقدين من الزمن. وعليه اليوم أن "يعرف أن حروب العراق أفغانسان كانت لها تبعاتها، وأن حرب إيران لها تبعات أيضا". Getty Images صورة بالأقمار الاصطناعية لموقع المنشأة النووية الإيرانية التي استهدفتها الطائرات الأمريكية وتفاعل عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع مقال تركي الفيصل. وتنوعت التعليقات بين مؤيد للطرح، الذي وصفه الكثيرون بأنه "جريء وحكيم"، وبين متردد في الثناء عليه. وكتب عماش الحربي على أكس: "مقالة سمو الأمير تركي الفيصل المتعلقة بمفاعل ديمونا الصهيوني تمثلني وتمثل كل حر يدعو إلى العدل والإنصاف والحرية". وعلق عبد الله بن مفرح أل شايع بالقول: "كان بإمكان ترامب أن يصنع السلام بحق، لو منع السلاح النووي عن إيران وإسرائيل معا. وأوقف حرب غزة والمجازر المستمر ضد الأبرياء. العدالة لا تتجزأ. والسلم لا يبنى على الكيل بمكيالين". أما مها فاعترضت على ما اعتبرته دفاعا عن إيران في مقال تركي الفيصل: "كلامه صحيح، ولكن إيران أكبر عدو للمنطقة". وفي رأي مختلف، قال برق الخالدي، فيما يبدو أنه دفاع عن إسرائيل وامتلاكها للأسلحة النووية: "هناك فرق بين امتلاك أسلحة دمار شامل لدولة مؤسسات. دولة ديمقراطية، وبين امتلاكها جماعة طائفية حاقد ومريضة وشعاراتها الموت والخراب". وشهدت العلاقات السعودية الإيرانية تقاربا مؤخراً بعد قطيعة طويلة بسبب خلافات أهمها النزاع في اليمن. فطهران تدعم الحوثيين بينما تؤيد الرياض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.


الوسط
منذ 7 ساعات
- الوسط
الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على القطاع
Reuters أمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء الفوري لعدد من أحياء وسط قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية في المنطقة. في حين استقبلت مستشفيات القطاع 81 قتيلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ودعا أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، سكان عدد من الأحياء في منطقة بلديات النصيرات وسط قطاع غزة إلى الإخلاء الفوري، موضحاً أن الدعوة تشمل أحياء يُعتقد أنها تستخدم لإطلاق قذائف صاروخية. وأضاف أن الجيش "يعمل بقوة شديدة لتقويض قدرات الفصائل المسلحة"، داعياً السكان إلى التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، أن مستشفيات القطاع استقبلت 81 قتيلاً و422 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة من القطاع. وأشارت الوزارة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، بسبب الوضع الميداني وتعذر الحركة في بعض المناطق المتضررة. جدل حول دور مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع المساعدات دافع رئيس مؤسسة غزة الإنسانية، عن عمل المؤسسة بعد حوادث قتل وإصابة متكررة طالت فلسطينيين يسعون للحصول على مساعدات. وفي حديثه لبرنامج "نيوز آور" على قناة بي بي سي، لم ينفِ جوني مور وقوع وفيات قرب مواقع الإغاثة، لكنه قال "يتم نسب جميع تلك الضحايا إلى قربهم من المؤسسة وتنسب أيضاً إلى الجيش الإسرائيلي. وهذا غير صحيح". واتهم مور الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بنشر معلومات لم تتمكن من التحقق منها. وأضاف: "يجب أن يفهم الناس أن قتل الأشخاص الذين يقصدون مواقع المؤسسة هو تضليل إعلامي، وليس لدينا أي دليل على حدوث ذلك بالقرب من مواقعنا". وعندما سُئل مور عمّا إذا كان الطعام يصل بالفعل إلى مستحقيه، أقرّ بأن العملية "غير كافية"، لكنه قال إن 50 مليون وجبة أكثر مما كان متاحاً قبل شهر. وقد أدانت وكالات الأمم المتحدة نظام المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية، ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة بأنه "غير آمن بطبيعته". وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن أي عملية تُوجّه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي عملية غير آمنة بطبيعتها. يجب ألا يكون البحث عن الطعام حكماً بالإعدام". بالمقابل، قال مور إنه قبل استلام المؤسسة عملية توزيع المساعدات، كانت غالبية الشاحنات التابعة للأمم المتحدة تُختطف تحت تهديد السلاح. الأمر الذي تنفيه الأمم المتحدة، وتقول إنه لا يوجد دليل على حدوث اختطاف واسع النطاق لشاحنات المساعدات التابعة لها. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا وجُرح 4000 آخرين وهم في طريقهم للحصول على المساعدات منذ أن تولّت المؤسسة توزيع المساعدات. ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الجمعة خبراً، قال فيه جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي، لم تُسمّهم، إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على مدنيين عُزّل بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، لإبعادهم أو تفريقهم. وبناء عليه، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بياناً مشتركاً، قالا فيه إن "إسرائيل ترفض قطعاً الافتراءات التي نُشرت في الصحيفة. هذه أكاذيب خبيثة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي يعد أكثر الجيوش أخلاقية في العالم". وأكدا أن "جنود الجيش الإسرائيلي يتلقون أوامر واضحة بتجنب إيذاء الأبرياء والعمل وفقاً لذلك". وأضافا في بيانهما: "يعمل الجيش الإسرائيلي في ظروف صعبة ضد عدو إرهابي ينطلق من بين المدنيين ويختبئ خلفهم، مستخدماً إياهم دروعاً بشرية، ويلجأ إلى الأكاذيب لضرب شرعية دولة إسرائيل". "مرحلة الكارثة" EPA ارتفاع وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية إلى 66 طفلاً في غزة قال المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس، إن عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 66 طفلاً، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والضغط لفتح المعابر. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن نحو 112 طفلاً يُنقلون يومياً إلى المستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج من سوء التغذية، محذرة من أن الوضع الإنساني تجاوز "مرحلة الكارثة". وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة، إن 17 مستشفى فقط تعمل جزئياً من أصل 36، مشيراً إلى غياب الخدمات الصحية بالكامل في شمال القطاع ومدينة رفح، وأن 500 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيع مساعدات لا تشملها الأمم المتحدة. بدورها، قالت وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة إن الاستجابة الصحية تواجه تحديات كبيرة، بما فيها الأضرار التي لحقت بالمرافق الطبية، والقيود المفروضة على إدخال الإمدادات الحيوية. وفي تطور ميداني، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجّرت عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية متوغلة شمال مدينة خان يونس. وفيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المبعوث الأمريكي دانيال ويتكوف سيزور القاهرة قريباً وسط مؤشرات إيجابية عن إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار. وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة "خلال الأسبوع المقبل". وارتفع إجمالي عدد القتلى في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 56,412، فيما بلغ عدد المصابين 133,054 شخصاً، بحسب إحصائية الوزارة. وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا منذ بدء التصعيد الأخير في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 6,089 قتيلاً و21,013 إصابة.


الوسط
منذ 15 ساعات
- الوسط
ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام؟
Getty Images في خضم تداعيات الضربة العسكرية المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة على إيران، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل السياسي والقانوني داخل إسرائيل، بعدما دعا علناً إلى إلغاء محاكمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو منحه عفواً فورياً، واصفاً إياه بأنه "بطل حربي" يستحق التكريم لا المحاكمة. وفي سياق متصل، تقدم رئيس الحكومة الإسرائيلي بطلب رسمي للمحكمة المركزية في القدس لتأجيل جلسات محاكمته، التي تُعقد ثلاث مرات أسبوعياً، لمدة أسبوعين، متذرعاً بانشغاله بملفات "سياسية وأمنية حساسة" على رأسها الملف الإيراني والوضع في قطاع غزة. غير أن المحكمة رفضت طلبه مرتين، معتبرة أن المبررات "غير كافية" لتأجيل الجلسات، وأصرت على مواصلة الإجراءات القضائية دون تغيير في الجدول الزمني المحدد مسبقا. العفو الرئاسي في إسرائيل: قواعد صارمة وحدود سياسية دعوة ترامب أثارت تساؤلات قانونية حول إمكانية منح رئيس حكومة على رأس عمله عفواً رئاسياً، فبحسب القانون الإسرائيلي، لا يمكن للرئيس أن يمنح العفو إلا بطلب مباشر من الشخص المعني، وبعد التشاور مع النيابة العامة ووزارة العدل، كما أن العفو لا يُمنح عادة إذا ثبتت في القضية صفة "العار الأخلاقي" التي تمنع صاحبها من تولي المناصب العامة. الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وفي تصريحات نادرة، أبدى انفتاحاً على فكرة التوصل إلى تسوية شاملة، مشيراً إلى أن أكثر من 90 في المئة من القضايا الجنائية في إسرائيل تنتهي عبر صفقة ادعاء. وقد دعا هرتسوغ إلى "حوار مسؤول" بين السلطات القضائية والسياسية للوصول إلى حل توافقي، ولكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة احترام استقلال القضاء وسيادة القانون. بين الدعم والرفض: انقسام إسرائيلي حاد Getty Images أحدثت تصريحات ترامب صدمة في الأوساط السياسية، وانقسمت ردود الفعل في إسرائيل بين من رأى فيها تعبيراً عن "شعور شعبي عميق" بضرورة إنهاء المحاكمة، وبين من اتهم ترامب بالتدخل الفج في شؤون دولة ذات سيادة. في أوساط الحكومة، سارع العديد من الوزراء إلى تأييد دعوة ترامب، واعتبر وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار أن "الوقت قد حان لإنهاء الظلم اللاحق بنتنياهو"، واصفاً المحاكمة بأنها "مطاردة شخصية بلا أساس قانوني". أما وزير الخارجية جدعون ساعر، فأشار إلى أن المحاكمة استغرقت أكثر من خمس سنوات، وأن الاستمرار فيها يخدم منطق "الاضطهاد القانوني" أكثر مما يخدم العدالة. كذلك، رأى رئيس لجنة الدستور في الكنيست، سمحا روتمان، أن المحاكمة تعكس صورة مشوهة للقضاء الإسرائيلي، واصفاً الاتهامات بأنها "مفبركة وبعيدة عن الواقع"، ولكنه في الوقت نفسه شدد على أن الرئيس الأمريكي ليس مخولاً بالتدخل في النظام القضائي لدولة أخرى، داعياً إلى حل "يليق بدولة ذات مؤسسات مستقلة". في المقابل، وجدت التصريحات معارضة شديدة من قبل أطراف المعارضة، حيث اعتبر زعيم المعارضة السابق يائير لابيد أن تدخل ترامب "غير مقبول على الإطلاق"، وأنه يشكل مساساً بسيادة القضاء الإسرائيلي. أما النائبة ناعما لازيمي، فرأت في تصريحات ترامب "دليلاً جديداً على أن نتنياهو لم يعد يثق بمؤسسات دولته"، معتبرة أن طلب الدعم من زعيم أجنبي هو بحد ذاته "إدانة سياسية وأخلاقية". اللافت أن رئيس المحكمة العليا المتقاعد، أهارون باراك، دخل على خط النقاش، معلناً دعمه لأي خطوة تفضي إلى إنهاء محاكمة نتنياهو، سواء كانت عفواً أو صفقة ادعاء، وقال إنه لا يفهم سبب تعثر هذه المبادرات. وتشير تقارير صحفية إلى أن باراك عرض الوساطة فعلياً بين الأطراف للوصول إلى تسوية، إلا أن محاميي نتنياهو رفضوا طرحه، بسبب اشتراطه خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل إسقاط التهم عنه. بين السياسة والقضاء، هل نحن أمام صفقة شاملة؟ Reuters تعكس هذه التطورات معركة مزدوجة يخوضها نتنياهو: داخل المحكمة وداخل المؤسسة السياسية. فبينما يواجه اتهامات بالفساد في قضايا الهدايا والرشى، يُنظر إليه أيضاً كمهندس للهجوم على إيران، والشريك الرئيسي في خطة أمريكية واسعة لإنهاء الحرب في غزة وتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام. في هذا السياق، يرى محللون أن تصريحات ترامب لم تكن مجرد دعم عاطفي لصديق، بل جزءاً من محاولة استراتيجية لإزاحة العائق القضائي عن طريق نتنياهو، تمهيداً لدفع خطة سلام إقليمية تشمل إنهاء الحرب مقابل تسوية شاملة مع حماس، وإشراك دول عربية في إدارة غزة، وفتح باب التطبيع مع السعودية. كشفت صحيفة يسرائيل هيوم عن وجود خطة في المقابل لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن المحتجزين وتسوية تطبيع مع دول مختلفة من بينها السعودية وسوريا. ترامب وبحسب مراقبين يعلم جيدا بأن نتنياهو يتمسك بحكومته التي ستمنعه من إيقاف الحرب في غزة أو توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية بسبب إمكانية اتخاذ مسار حل الدولتين مع الفلسطينيين، وأن هذا المانع يرتبط كثيرا بخشية نتنياهو من سقوط الحكومة وفقدان حصانته البرلمانية، لذلك يعتقد أن تقديم العفو لنتنياهو سيعطيه مساحة سياسية داخلية أكبر للذهاب في مشروع الرئيس الأمريكي للمنطقة. بيد أن نتنياهو قد يصر على براءته ويستمر في جلسات المحاكمة حتى صدور الحكم النهائي فهو لايزال يعتقد بأنه سيستطيع تفنيد التهم الموجهة ضده بينما يعتبر آخرون بأن ما قُدم ضده من تهم فساد قد يقوده للسجن بشكل شبه حتمي. خلاصة المشهد: عدالة مؤجلة أم تسوية كبرى؟ وسط ضغوط داخلية متزايدة، وأخرى خارجية من حلفاء كبار مثل ترامب، يجد نتنياهو نفسه عند مفترق طرق. فهل يواصل المواجهة القضائية حتى النهاية؟ أم يسلك طريق التسوية السياسية تحت غطاء العفو؟ في الحالتين، يبدو أن ما يجري اليوم يتجاوز مصير رجل واحد، ويمس مستقبل النظام الديمقراطي في إسرائيل ومستقبل اتفاقات تطبيع وحلول سياسية واستراتيجية معقدة.