
ثورة أدب
نعيش تزاحمًا في الأصوات، وتقاطعًا في السرديات، وتنازعًا في الهويات، ويقف الأدب والثقافة العربية عند مفترق طرق بين تراثٍ يضج بالحكمة والجمال، وبين حاضرٍ تتقاذفه التيارات الرقمية والهيمنة العالمية، وبين مستقبلٍ يلوح في الأفق بلا ملامح واضحة، لكنه عطِشٌ إلى من يصوغه بالكلمة والصورة والمعنى.
تمرّ الثقافة العربية، وكل الثقافات، بتحوّلات مخيفة، بعضها نابع من داخلها، وبعضها مفروض عليها من محيطها، وأفرزت تلك التحوّلات العديد من الصور التي تمثلت انكماش ساحات القراءة، وتراجع سلطة الكتاب، واستبدال المسرح بالشاشة، والحوار بالمحتوى الخفيف، والحكمة بـ"الترند"، لكن السؤال الأهم ليس عمّا فُقد، بل عمّا يمكن استعادته.
هل ما زالت لدينا القدرة على أن نحلم بثقافةٍ تكون سارية النهضة، ومحرك السمو الإنساني، وامتدادًا لقيمة الماضي وتعميمها لصفحات المستقبل على أكبر رقعة ممكنة؟ هل بالإمكان أن نصدّر أدبًا بصيغة "رسالة" و"مشروع" وليس موروثًا فقط؟
الثقافة ليست ترفًا، ولا الأدب نزهة للوجدان، بل هما معًا جوهر الوجود الإنساني، وقلب الهوية النابض، والأمّة التي لا تكتب نفسها، سيكتبها الآخرون بلغتهم ومصطلحاتهم ورؤاهم، من هنا، فإن تنمية الأدب والثقافة ليست مهمة المثقفين وحدهم، بل مشروع مجتمعي، وسياسي، واستراتيجي، يقتضي تضافر الجهود بين المؤسسات والقطاعات والأفراد. فكما يُصنع النفط ويُصدّر، يجب أن تُصنع الثقافة ويُعاد تصديرها، لا بصورة تقليدية، بل كقوة ناعمة تشكّل الوعي، وتعيد تشكيل الصورة، وتصنع حيزها في الوجود الإنساني والسرديات المتعاقبة.
بكل تفاؤل، أزعم أننا بدأنا في إعادة صياغة تلك الصورة التي تراها الشعوب الأخرى عنّا، فلم نعد مجرد جغرافيا صراع، وصحراء أثقلت ساكنها واستثقلها، وهذه الصورة، مهما بدت ظالمة، إلا أنها نتاج فراغ سردي تركناه، فتسلّل إليهم ذلك، فرسمونا كما يرَون، لا كما ينبغي، وقد آن الأوان أن نكتب قصتنا بأنفسنا، ونرسم صورتنا بريشتنا، ونتعالى عن لغة الدفاع بلغة الإبداع.
إن تصدير الأدب لا يعني ترجمته، بل إعادة تقديمه للعالم بلغة كونية، وروح إنسانية، ومنهج تعبيري يتجاوز الزمان والمكان، دون أن يتخلى عن أصالته، خاصة وأننا نملك من مفرداته ما يُبكي الحجارة، ومن السرد ما يفتح بوابات الروح، ومن الفلسفة ما يدهش العقل، لنعِد ترتيب الرفوف، وننفض الغبار.
ليست البغية أن نُعلن عن أنفسنا، فلدينا ما يكفي ليُعلن عنّا، بل نريد أن نكون وجهة ثقافية مستقبلية للعالم، ونعيد الاعتبار إلى القيمة والكلمة واللغة والتراث و.. إلخ، ونسجّل رأس المال الحقيقي في قوائم الخلود وبهذا نصبغ الخيارات بالطريقة التي نراها أمام من يطلب الصورة المكتملة والخيار الاستثنائي.
لن تُحفظ الأمة بتاريخها، بل بما تكتبه عن ذاتها، وبما تمنحه للعالم من معنى، ونحن نملك القدرة أن نكون رواة للحكاية ولغة وصولها وليس جزء منها فحسب، وأن نضمن أثرًا لا يُمحى.
ختاماً.. الأدب ليس ضجيجاً والثقافة ليست معلومة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
الشعر بين نداء العاشق وهتاف الحياة
تسيطر هموم العشق وما يثيره من مكابدات عاطفية على أجواء ديوان «عاشقة ولا أنظر في النهر» الصادر عن دار «سراس» للشاعرة التونسية آمال موسى، ويتحول كينونةَ وجودٍ وحياة؛ فلا تستحضر الشاعرة العشق برموزه ودلالاته كقيمة مطلقة مجردة، لا علاقة لها بالواقع المعيش، إنما هو ابن هذا الواقع، من نبعه يستفي فيضه وتوهجه، وانطفاءه وذبوله أيضاً. يحيل إلى ذلك على نحو لافت، عنوان الديوان، الذي يكرس برمزيته لنهر الذات الخاص، ويعلي من شأنه، في مقابل غض النظر عن النهر بمفهومه المادي المباشر الماثل للعيان، يعزز كل هذا شعرية تعتمد على المكاشفة والبوح، تغلف نصوص الديون، وتتقلب ما بين الوضوح والجرأة والحدة، والهدوء المفاجئ، الذي يبدو بمثابة استراحة مؤقتة للذات من مكابدات هذا العشق؛ تتأمل تحت مظلتها الواقع والأشياء من نقطة الصفر، وتلملم ما قد تناثر في قلب النص «المتن»، وعلى الخواف من فتات، يشكل خليطاً من الأفكار والرؤى البسيطة والمعقدة التي تحكم الوجود، وتنتهك دورانه الطبيعي بتعقيدات الفلسفة التي تحبس الحياة في طوفان من الأسئلة العقلية ذات المنطق المراوغ. وسط كل هذا تبحث الشاعرة عن نقطة تلمّ شتات المتناقضات، ربما تستقيم العلاقة، وتصبح أكثر وضوحاً بخاصة بين العلة والمعلول، أو بين الدال والمدلول. اللافت أيضاً أن البحث عن هذه النقطة، يظل مفتوحاً بحيوية على شتى العناصر والأشياء التي تشكل حركة الحياة والوجود، فلا بأس أن تستدعى هذه النقطة من عوالم الطفولة تداعب من خلالها الأم، حيث تتصدر صورتها المشهد، وتتذكر ابنتها الشاعرة كيف أنها لم تعجن الخبز يوماً، وأنها كانت تتمنى أن تتعلم منها خبيزه وتشم رائحته الشهية، وهو ما يطالعنا في النص الذي تستهل به الديوان «أَعلَّمُني عجينَ الخبزِ بكلِّ شيء»، حيث اللعب على وتر الزمن، وفي لحظة عبثية تبدو فيها الذات وكأنها تدور على نفسها تحت رحاه الثقيلة الوطأة، فتقول في مقاطع من النص: «ها أنّيِ في اللحظة الصفرِ من العشقِ في اللحظة الصفرِ من الكتابةِ في اللحظة الصفرِ من المعنى في اللحظة الصفر من المتعةِ في اللحظة القصوى من الملّلِ أُجالسُ عاشقاً مُنهكاً وجان بودريار ورولان بارت وجسداً يحملُ حلُماً تجاوز الشهرَ التّاسعَ بعشرةِ أيامٍ. قلتُ لبودريار: الدّالُ والمدلولُ عادا إلى الصفر أخيراً عادا قُبَيلَ موسمِ الحصادِ بقليلٍ، يُلملمانِ شتاتَ معنىً جديدٍ أخضرَ لم يبلغِ السعادةَ بعدُ لم يأخذْ من السّماءِ كفايتَه من الماءِ بينَ الصِّفرِ وإكسيرِ الحياةِ سرٌ لم يهتكْهُ بودريار. الصِّفرُ ليس موتاً ليس وحدةً الصِّفرُ بدايةُ حبٍّ جديدٍ تحرُّشُ الفكرةِ بِجسدي واستسلامي لها زفافٌ بينَ دال ومدلولٍ في ذروةِ الانحرافِ بالكلماتِ هما أنا وأنت يا عاشقي المنهك». نلاحظ هنا أن الشاعرة استخدمت دال الصفر، ليس بمعنى النهاية أو العدم، إنما بمعنى المقدرة على التشبث بإرادة الحياة، وكأنها في هذه النقطة الصفرية تحديداً تولد بشكل جديد. وسط الانهاك تستدعي صورة الأم والخبز، ولا يتسم هذا الاستدعاء بالحنين إلى الماضي فقط، إنما باللعب معه أيضاً، كأنه حلم يتراءى في المنام: «قال لي رجلٌ رأيتُه يمسكُ بِيَدي في المنامِ: الحياة ترتشفُ قهوتَها باردةً. يا أيتّهُا الحياةُ: أمي من نساءِ المدينةِ لم تعجنِ الخبزَ يوماً لم أتعلَّمْ صُنعَ الخُبزِ ما جدوى القراءةِ والكتابةِ والأناقةِ والانتباهِ للتفاصيل والقبضِ على الشياطينِ من وراءِ الملائكةِ؟ لم أتعلَّمْ عجْنَ الخُبزِ وعندما جرَّبتُ هالني ما يتطلَّبهُ الخُبزُ من عِنادٍ لستُ عنيدةً بِما يكفي هكذا اعترفَ لي عجينُ الخبزِ الذي لم أُفلحْ في مزيدِ من استفزازِ بياضِهِ». في المطبخ يرافقها هذا المشهد، كظل لها بخاصة في نص «أنا والبيضة شقيقتان» فتحاور كائناته «الملاعق والشوك والسكاكين والأطباق» وغيرها، وكأنها عناصر حية، تتمتع بعلائق سرية لوحدة وجود، تملك القدرة على تفكيكه وصياغته من جديد، وتوهم بأن ثمة حواراً متقطعاً ومتخفياً بينها وبين هذه الكائنات يتسرب في نسيج بعض النصوص ويبلغ ذروته من التهكم والسخرية حين يستحضر رموزاً من أبرز صانعي الفلسفة والفكر والحكمة في العالم.، مثل جان بودريار، رولان بارت، كارل ماركس، ميشيل فوكو، أرسطو، أفلاطون، كما تقول في هذا النص: «أشياءُ كثيرةٌ في مطبخي تُشبهني أتماهى معَ هذه الأشياءِ ونُؤنسُ بعضَنا. الماءُ والنّارُ والكهرباءُ الخضارُ والفواكهُ الممتلئةُ بالماءِ والفواكهِ الجافَّةِ الصحونُ والكؤوسُ وأواني الطبخ النّحاسية تروي سيرةَ امرأة من القيروان ملاعقُ صغيرةٌ وكبيرةٌ في مقاساتِ أحلامي النّحيفةِ والمُكتنزةِ قليلاً وسكينٌ واحدة. لا أحبُّ السّكاكين. في السَّكاكين يختبئُ خوفُ هابيلَ». ......... «المطبخ غرفةٌ تستيقظُ فيها الشهواتُ حسابُنا البنكيُّ المبعثرُ داخلَ الثلاجةِ وبينَ الطاولةِ وسلة المُهملاتِ. البعضُ يكتبُ البعضُ يُعدُّ طعامَه وأنا أكتبُ وأطبخُ بعضي يُعِدُّ طبقاً عاشقاً لقطبٍ قد يطرقُ بابَ مطبخي وكلي يكتبُ الشّعر لبطلٍ صنعتُه يدايَ بالماءِ والخيالِ ورطلٍ من شهد الملكات.». تخلص الشاعرة في هذا النص الطويل الشيق إلى إحساس ما، يتدفق بشكل تلقائي أن «في هذا المطبخ/ ما يشبه وحدة الوجود/ أو كوكتيل من عصيرِ الحكمةِ والحشائشِ البريّةِ/ تسكبه كل صباح.». إنها إذن حالة وجود، لا تنفصل فيها الأشياء عن ظلالها، ولا يمكن النظر لأحدهما بمعزل عن الآخر، تماماً كما في العشق، حيث لا ينفصل العاشق عن المعشوق، بل يبتعدان أحياناً لتضيق المسافة بينهما، ويصبحان أقرب، بل أكثر انسجاماً مع مشاغل الروح والجسد. فليس ثمة قطيعة عدمية بين البشر والأشياء، بقدر ما هي مجرد وجهات نظر متباينة، لا تلغي وجود الآخر، بل تحرص عليه في أقصى لحظات الحب والعشق؛ أقصى لحظات الحزن والبكاء... ربما لذلك تهدي الشاعرة الديوان إلى العشق في صورته المطلقة قائلة: «إلى من رفعه العشق إلى درجات اللهب وتداوى به شهدا ومرارة. إلى من تدثر بالعشق في شتاء الحياة وخريفها... إليه هذه القصائد المضمخة بعناصر الوجود الأربعة». يقع الديوان في (117) صفحة ويضم 14 قصيدة، تنهل من براح قصيدة النثر، بل إنه يسمي المرأة باسمها «قصيدة نثر»، في ظلالها تقلب الشاعرة دفتر أيامها، محاولة الإمساك بالبئر الأولى للحنين، وعلى سبيل السخرية من الزمن تقول: «حتى الخيبات أشتاقُ إلى بداياتها. أحنُ إلى حربٍ شرسة عاشها أجدادي أصوبُ فيها البندقية نحو هذا الحاضر فيسقطُ قتيلاً، وينزفُ طحيناً أبيضَ ورقائق بطاطا معلبة وبيبسي كولا. أحنُ، إلى من ألقى بي في كل هذا الحنين.» في القصائد الأخيرة بالديوان تتكثف معاني الغربة إلى حد الشعور بالعزلة والاستلاب أحياناً، وتنجح الذات الشاعرة في مواجهتها وترويضها وتضفيرها في بنية الصورة الشعرية التي تنفتح بشكل أكثر اتساعاً على روح الحكاية والتفاصيل بما تضمره من روائح حسية ومعنوية توثق للحالة في مجريات الحياة، كما يذهب الشعر إلى الأشياء البسيطة ونزقها المباغت، مثل «شوق الإبرة للخيط»، «القط البري» «رجل البلدية (حارق الأمل)» وتتناص القصائد مع معطيات من التراث الديني، لكنها مع ذلك تتحاشى السرد كفعل قص، وتتعامل معه كوميض يضيء فضاء المشهد وينميه درامياً وجمالياً. هكذا ترسم الشاعرة صورة العاشق الذي تتمنى في نص بعنوان » فراغ الوردة من الاستروجين» تقول فيه: «الشفاه فهمتْ كم يهابُ الموتُ القبلةَ شفاهُك تثأر من صورة العاشق السخيف عاشقٌ تاب عن المرآة لا يذهب إلى النهر عاشقٌ تعلَّمَ الزهو بوجه من يُحب لا بوجهه أن ينحني بشهامةٍ للماء ويركب أعلى موجةٍ في الشعور حتى يصبحَ وجههُ مرآةً للنهر. عاشقٌ، يُلاعب الأزمنة يُبارزها لا يخشاها يُربكُ عقارب السّاعة يمنحنا ساعةً في اليوم يغلبُ فيها الضوءُ الظلمة ليطمئنَ فينا الأملُ ويكبرَ.« في الختام، هذا ديوان مهم ومتميز في تجربة الشاعرة آمال موسى، أرجو أن أكون في هذه الإطلالة أمسكت بشيء من خيوط هذا التميز، أو العشق الذي يوحد نداء العاشق بهتاف الحياة.


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
في كواليس القتال... فيرمينيو يروي كيف يُصنع أبطال العرب
من قلب الزخم الذي تعيشه رياضات القتال في الشرق الأوسط، لا يقتصر بريق الأضواء على أولئك الذين يدخلون القفص، بل يمتد ليضيء أسماء تعمل بهدوء خلف الستار، تكتشف وتصقل وتبني أبطالاً يحملون أحلام بلدانهم إلى أوسع المنصات العالمية. في مقدمة هؤلاء، يبرز البرازيلي غوستافو فيرمينيو، نائب رئيس شؤون المقاتلين ومدير النزالات في رابطة المقاتلين المحترفين، الرجل الذي كرَّس حياته لاكتشاف المواهب العربية، ومرافقتها في رحلتها من حلبات الهواة إلى ميادين الاحتراف الدولي. بدأت رحلة غوستافو من البحرين، حين التحق بمنظمة «بريف» لإدارة الفعاليات والمشروعات الخاصة بالفنون القتالية المختلطة، قبل أن يتولى لاحقاً تنسيق النزالات وإدارة علاقات الرياضيين. استعاد تلك البدايات بابتسامة عريضة في حواره مع «الشرق الأوسط»، قائلاً إنه سيظل ممتناً دوماً للسيد محمد شاهين والشيخ خالد بن حمد آل خليفة على الثقة التي منحاه إياها لبدء هذه المسيرة. ومع انتقاله لاحقاً إلى منظمة «بيل مينا» وجد نفسه أمام مشروع أوسع طموحاً، حيث أكد أن بناء دوري إقليمي متصل مباشرة بالبطولات العالمية لم يكن مجرد عمل، بل كان حلماً جميلاً يحققونه كل يوم، فهم لا يصنعون نزالات فحسب، بل يرسمون مسارات طويلة لمواهب عربية لتصل إلى العالمية. هم لا يصنعون نزالات فحسب بل يرسمون مسارات طويلة لمواهب عربية لتصل إلى العالمية (الفنون القتالية) ورغم سنواته خلف المكاتب، فإن شغفه الأصيل بالفنون القتالية يتدفق في حديثه مثل شريان حياة. يتحدَّث بحماس عن طفولته التي امتلأت بأفلام بروس لي، وكيف قادته لاحقاً إلى رياضة الجودو، ثم الجوجيتسو في البرازيل، حتى الملاكمة والمواي تاي في إندونيسيا. يعلّق ضاحكاً: «هذا ليس مجرد عمل... هذه هَويتي». وحين سألته الصحيفة عن معاييره في اختيار المقاتلين، قال بثقة إن المهارة وحدها لا تكفي، بل يبحث عن الانضباط، والجوع، والقصة التي تستحق أن تُروى. هذا ما يجعله صياد مواهب حقيقياً، ينتقي من بين عشرات الأسماء تلك القصص المخفية ليحولها إلى نجوم مضيئة في الحلبة. روى بفخر قصة المصري محمد فهمي الذي كان يشارك في بطولات صغيرة يصعب حتى إيجاد مقاطع مُصوَّرة له، لكن خلفيته في الجودو والجوجيتسو والمصارعة كانت كافيةً لتقنعه بقدراته، فقرر ضمه إلى بطولة الوزن الخفيف، وكانت النتيجة أن هزم وصيف العالم، العام الماضي في أول ظهور له. قال غوستافو وهو يهز رأسه إعجاباً: «هذه اللحظات لا تُقدر بثمن». ثم أشار إلى أنه يتابع شبكات التواصل ليكتشف أحياناً أبطالاً مجهولين، ولا يغفل حتى العرب الذين يحقِّقون بصماتهم في الخارج، مثل المغربي صلاح الدين حملي الذي لمع نجمه في إسبانيا، وتأهل هذا العام لنصف نهائي الوزن الخفيف في مواجهة الجزائري سهيل ثائري. وحين انتقل الحديث إلى تحديات اللعبة، خصوصاً الانسحابات المفاجئة بسبب الإصابات أو الظروف الطارئة، لم يتردد غوستافو في القول إن الطريق ليس دائماً مفروشاً بالورود، أحياناً ينسحب المقاتل قبل أسبوع القتال أو حتى قبله بأيام، لكن لحُسن الحظ، منطقتنا غنية بمقاتلين مستعدين لاقتناص الفرص متى أُتيحت. ضرب مثالاً بما حدث حين انسحب عبد الله القحطاني للإصابة، ثم انسحب بديله الآخر لظروف عائلية، وفي المقابل تقدَّم الجزائري أكرم نرسي ليقبل التحدي في اللحظة الأخيرة، وقدَّم أداءً مدهشاً رغم قلة خبرته. عقَّب على ذلك بابتسامة متقدة: «هذا هو قلب المقاتل العربي الذي يجعلني معجباً به». من قلب الزخم الذي تعيشه رياضات القتال يمتد بريق الأضواء ليضيء أسماء تعمل بهدوء خلف الستار (الفنون القتالية) اعترف غوستافو بأن البنية التحتية للفنون القتالية ليست متساوية بعد، في كل دول العالم العربي، فالبحرين والسعودية والإمارات ولبنان قطعت شوطاً كبيراً في تطوير اللعبة، بينما لا تزال دول أخرى في بدايات الطريق، لكنه يؤكد أن النمو مذهل والتوجهات تبشّر بمستقبل كبير. وفي نصيحته للشباب الراغبين في خوض هذه الرياضة، شدَّد على أهمية البدء في نادٍ محترف، ثم بناء مسيرة هاوية صلبة، وصولاً إلى التعاقد مع مدير أعمال يحسن توجيه مسيرتهم. وحين طلبنا منه تسمية مقاتلين يفتخر بمسيرتهم، لم يتردد لحظة، فذكر المصري عمر الدفراوي الذي قلب مسيرته من سلسلة خسائر إلى بطل وزن الويلتر، والإيراني محسن محمد سيفي الذي تابعه منذ «بريف» حتى صار بطل الوزن الخفيف في «بيل» عام 2024، وكذلك السعودية هتّان السيف، أول مقاتلة سعودية في الفنون القتالية المختلطة تحت مظلة «بيل». تحدَّث عنها بإعجاب لافت: «هي ليست فقط رائدة، لديها عقلية الفوز. لا يكفيها أن تكون الأولى، بل تريد أن تكون الأفضل. وأثق أنها ستلهم سعوديات كثيرات... ترقبوا المقبل». واصل حديثه بحماس عن موجة السعوديين الجديدة التي يصفها بأنها «تحمل عقليةً مختلفةً»، لا يشاركون لمجرد الوجود، بل للمنافسة والفوز ورفع راية بلدهم. تحدَّث بفخر عن مالك باسهل الذي تألق في أول نزال احترافي له، وعن عبد العزيز بن معمر الذي أظهر مستوى قوياً حتى في نزاله الهاوي الأول، ثم ختم بإشارة خاصة لعبد الله القحطاني الذي صار أول بطل وزن الريشة في «بيل مينا» 2024. وحين سألناه عن توقعاته للموسم المقبل، قال ضاحكاً: «من المستحيل التنبؤ... كل نزال قد يقلب كل شيء، وهذا ما يجعل هذه البطولة ممتعة بحق». لكنه بدا أكثر يقيناً حين تحدَّث عن مستقبل العرب في هذه الرياضة، مؤكداً بثقة أن المنطقة العربية ستصنع أبطالاً عالميين في الفنون القتالية خلال سنوات قليلة، خصوصاً مع البرامج النوعية لاكتشاف المواهب الهواة وإيصالهم للاحتراف. وختم حديثه بنظرة حاسمة تعكس إيمانه العميق: «هذه مجرد البداية... المستقبل لنا».


الرجل
منذ 9 ساعات
- الرجل
الأبيض يتألق على معصمك في صيف 2025.. ساعات تعكس الأناقة والصفاء
في عالم الألوان، يُمثّل اللون الأبيض النقاء والبساطة والهدوء، حيث يُضفي لمحة نقية حيادية، تبعدك عن زحام التصاميم الصارخة، والألوان المتداخلة، ومن ثم يفرض نفسه نجمًا لافتًا في عوالم الموضة والتصميم خاصة في عالم موضة الساعات صيف 2025، فيما يبرز الألوان والعناصر الأخرى بشكل مميز وفريد. اللون الأبيض - المصدر : Unsplash ساعات صيف 2025 باللون الأبيض لم يكتفِ اللون الأبيض في صيف 2025 بمكانته على منصات الأزياء أو تصاميم الديكور، بل انتقل بكل ثقة إلى عالم الساعات الفاخرة. ساعة True round Open Heart من علامة ريدو Rado للرجال - المصدر : Rado في ظل هيمنة الألوان الكلاسيكية، مثل الأسود والفضي، بين الرجال في عالم الساعات، يأتي الأبيض ليكسر التقاليد، ويمنح المعصم لمسة من الصفاء والرقي، تعكس روح العطلة وهدوء الصيف. فاللون الذي طالما عُرف بقدرته على إبراز التفاصيل، وإضفاء لمسة حيادية راقية، يعود هذا الموسم ليتصدّر واجهات أهم دور الساعات العالمية، بأحجام متنوعة وتصاميم تجمع بين البساطة والترف. لماذا تختار ساعة المعصم باللون الأبيض صيف 2025؟ عندما يأتي موسم الصيف، تأتي معه الشمس التي تجعل من بشرتنا أكثر اسمرارًا وتوهّجًا، وساعة اليد باللون الأبيض سوف تجعل من معصمك أكثر جاذبية، فيما تبرز لون الجلد بعد تأثره بشمس الصيف، لتحصل علي إطلالة مميزة. ساعات فاخرة باللون الأبيض من خلال تصاميم فاخرة، تُقدّم لنا دور الساعات الأشهر حول العالم خيارات استثنائية، سوف تضفي علي معصمك لمسة من الأناقة والرقّي، وسواء كنت من عشّاق المينيمالية أو من هواة القطع اللافتة، سواء كانت من الأحجام الكبيرة أو المتوسّطة، أو المربّعة أو الدائرية، حتمًا ستجد خيار يناسب ذوقك وأسلوبك باللون الأبيض. ساعة BR-S White ceramic من Bell & Ross ساعة BR-S White ceramic من بيل اند روس Bell & Ross - المصدر : Bell & Ross تُقدّم علامة "بيل آند روس Bell & Ross" الفاخرة نسخة صيفية من ساعتها الأشهر BR-S White ceramic باللون الأبيض، المصنوعة من السيراميك اللامع، لتمنح إطلالاتك الصيفية روح شبابية أنيقة. ساعة Automatic round open heart من Rado ساعة Automatic round open heart من علامة رادو Rado - المصدر : Rado مع تصميم كامل من السيراميك الأبيض، وشكل دائري كلاسيكي، تشتق هذه الساعة المميزة تصميمها من اسمها، حيث تفصح عن قلبها من خلال تصميم مفتوح، تظهر من خلاله عقارب الساعة والتفاصيل الخاصة بها، لإضافة استثنائية لإطلالاتك هذا الصيف. ساعة RM 037 White Ceramic من Richard Mille ساعة RM 037 White Ceramic من علامة ريتشارد ميل Richard Mille - المصدر : Richard Mille يُعد هذا الإصدار من ساعات "ريتشارد ميل Richard Mille"، أحد أكثر الإصدارات رفاهية وتميّزاً، مع تصميم كامل باللون الأبيض، وجسد من السيراميك الأبيض، مع إطار من الألماس الذي يجعل منها إحدى أكثر الساعات تميّزاً هذا الصيف. ساعة Speedmaster dark side of the moon من Omega ساعة Speedmaster dark side of the moon من اوميجا Omega - المصدر : Omega مع تصميم ساعة Speedmaster الشهيرة من علامة "أوميجا Omega"، تأتي ساعة Dark side of the moon بإصدار مميز، مع حزام من الجلد الاستوائي باللون الأبيض، وجسد من السيراميك اللامع، لتجمع هذه التحفة الفنّية بين العملية والرقيّ.