
30 Jun 2025 06:28 AM مسيحيّو سوريا يُطالبون بفتح الحدود مع لبنان لحمايتهم
ما زالت دمشق تحت هول الصدمة بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف قداس مساء الأحد في 22 حزيران في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة، محوّلًا الصلاة إلى مأساة جماعية أودت بحياة ما لا يقل عن 25 شخصًا وأصابت أكثر من 50 آخرين، بينهم نساء وأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة السورية والصليب الأحمر السوري.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن المنفذ أطلق النار داخل الكنيسة لإحداث حالة ذعر قبل أن يفجّر نفسه عند المدخل، وسط معلومات أمنية عن شريك ثانٍ ساعده في مراقبة المكان وتأمين الدخول.
وقد تبنى تنظيم «سرايا أنصار السنة» الهجوم عبر معرفاته على تطبيق تلغرام، في بيان نشرته أيضًا مجموعة SITE الاستخباراتية الأميركية، معتبرًا أنه يأتي ضمن «استهداف الصليبيين والروافض في عقر دارهم». وأعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية أن الأجهزة الأمنية أوقفت عددًا من المشتبهين في تخطيط هجمات متزامنة على مراقد دينية مسيحية وشيعية، وأن التحقيقات مستمرّة لكشف كامل الشبكة.
ودان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الاعتداء، واصفًا إياه بـ «الجريمة النكراء بحق أبرياء كانوا يصلّون في بيت الله»، ومطالبًا الدولة بتحمّل كامل مسؤولياتها لحماية الكنائس والمصلّين. بدوره، أكد وكيل البطريرك في دمشق المطران رومانوس، أن الهجوم «يمسّ كلّ إنسان حرّ»، داعيًا إلى إجراءات عاجلة لضمان سلامة دور العبادة، ومشدّدًا على أن «الكنيسة ستبقى برسالتها مهما اشتدّت المحن، إلى جانب كل جريح وكل عائلة مفجوعة بهذه الكارثة».
شهادات من أهالي الضحايا
أجرت «نداء الوطن» مقابلات مع عدد من أهالي الضحايا، عرضوا خلالها تفاصيل ما شاهدوه خلال الاعتداء وتحدّثوا عن تداعياته المستمرة على حياتهم اليومية.
ع.ط: خوف قديم وصدمة لا تُنسى
يقول ع.ط، الذي فقد والدته في الهجوم، إن الخوف كان يلازمه منذ سنوات، خصوصًا في الأعياد الكبرى، مثل جناز المسيح وعيد الشعنينة، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يحدث تفجير داخل الكنيسة. ويضيف أن سيارات دعوية بدأت تدخل الشوارع المسيحية، من شارع حلب إلى باب توما وصولًا إلى الدويلعة، ما ولّد شعورًا بالخوف الدائم، رغم أن الأهالي تجنبوا أي مواجهة حتى لا يُفهم موقفهم بشكل سياسي.
يتذكّر لحظة الانفجار، حين سادت حالة شلل تام وذهول في الحي، حتى مَن لم يفقدوا أحدًا كانوا في صدمة كاملة. ورغم تعزيز الأمن حول الكنائس بعد الهجوم، يرى ع.ط أن الأمان الحقيقي غاب، إذ إن «الحضور الأمني لا يكفي لإزالة الخوف المتجذر». ويعتبر أن توقيف أربعة أو خمسة أشخاص لا يختصر حجم الجريمة، موضحًا أن العملية أكبر مِمّا أُعلن. يعيش ع.ط وعائلته حالة قلق دائم، ويشعر أن شيئًا انكسر في داخله منذ ذلك اليوم، إذ اعتادت والدته الصلاة يوميًا في الكنيسة، لكنها خرجت صباح ذلك اليوم ولم تعد.
زوجة الشهيد عبدالله عطية: حياة معلّقة بالخوف
في منزلها بحي الدويلعة، تروي زوجة الشهيد عبدالله عطية أيام الرعب التي سبقت الاعتداء، قائلة إن القلق كان يرافقهم دائمًا خلال المناسبات الدينية الكبرى، لكنها لم تتخيّل أن الإرهاب سيدخل الكنيسة، المكان الذي اعتبروه الأكثر أمانًا. تحدّثت عن دخول سيارات دعوية إلى الأحياء المسيحية، ما ولّد لديها شعورًا بالتشاؤم والخوف، ولا سيّما مع المشكلات التي بدأت تظهر نتيجة هذا الوجود.
وتفضّل العائلات عدم المواجهة حتى لا يُفهم موقفها سياسيًا. ترى أن الوضع الأمني في المدينة أفضل نسبيًا مقارنة بالقرى الطرفية التي يقلّ فيها الوجود المسيحي، مشيرة إلى أن الخطر هناك أكبر. تتذكّر يوم الانفجار، عندما كان زوجها في القداس بينما بقيت هي في المنزل. سمعت صوت التفجير، ركضت وهي تردّد اسمه، لكنهم لم يجدوه إلّا في برّاد مستشفى المجتهد. تقول إن الصدمة كانت عامة، والمأساة لم تصب عائلتها فقط بل كل المنطقة، مضيفة أنها تحاول الصمود من أجل بناتها الثلاث، رغم الخوف المستمرّ الذي يمنعهن من مغادرة المنزل.
شقيق الشهيد عطية: نطالب بفتح الحدود
يرى شقيق الشهيد أن الانفجار سبّب ارتباكًا ورعبًا شديدَين، معتبرًا أن كلمة «أمان» فقدت معناها. ويؤكد أن العائلة لا تنتمي إلى أي توجّه سياسي، بل تعيش ضمن مرجعية دينية ثابتة، ومشكلتهم الوحيدة هي مع الأعمال الإرهابية التي تقتل الأبرياء دون سبب. يقول إن طريقة الموت هي التي تترك الأثر، فلو كانت الوفاة طبيعية أو بسبب مرض لكان وقعها أقلّ ألمًا، لكن التفجير ترك جرحًا لا يلتئم وذكرى مؤلمة لا تغيب.
ويشير إلى أن ما حدث زاد البعض ثباتًا وإصرارًا على التمسّك بالوجود المسيحي في سوريا، مؤكدًا أن المسيحيين ليسوا طارئين على هذه الأرض. يطالب بفتح الحدود مع لبنان لحماية العائلات المسيحية الهاربة من الموت، موضحًا أنهم لا يريدون عبور الحدود تهريبًا بل بطرق قانونية تحفظ كرامتهم. ويختم: «إذا كانت الحدود تُفتح لكلّ من يجلب الموت والخراب، فلماذا لا تُفتح أمام من يبحث عن السلام؟».
تهديد للهوية المسيحية
فتح الهجوم الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل أمن دور العبادة وسلامة التجمّعات الدينية في سوريا، في وقت يترقب فيه السوريون بعض الطمأنينة بعد سنوات الحرب الطويلة.
يتزامن التفجير مع تراجع أعداد المسيحيين في سوريا من نحو 1.5 مليون قبل عام 2011 إلى أقل من 700 ألف، بحسب منظمة Open Doors الدولية لعام 2024.
وتؤكد مصادر كنسية لـ «نداء الوطن» أن الاعتداء لم يستهدف أرواح المؤمنين فقط، بل حاول ضرب رسالة التعايش التي يحملها المسيحيون في المشرق، مشيرة إلى أن بقاءهم مرتبط بمدى جدّية الدولة في حمايتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 34 دقائق
- صدى البلد
مرصد الأزهر : ثورة 30 يونيو إرادة شعب صنعت تاريخا
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، أن هذه الثورة كانت تجسيدًا حيًّا لإرادة الشعب المصري الواعية، ورفضه القاطع لمحاولات اختطاف الوطن من قِبَل قوى تسعى لتنفيذ أجندات ضيقة تتنافى مع المصلحة الوطنية. وتابع المرصد أن ثورة 30 يونيو شكلت نقطة تحول فاصلة في تاريخ مصر الحديث، حيث عبّر المصريون عن وعيهم وحرصهم على الحفاظ على هوية الدولة الوطنية، واستعادة المسار الصحيح نحو البناء والاستقرار. وفي هذه المناسبة الوطنية، يُشدد مرصد الأزهر على أهمية تعزيز روح التلاحم والاصطفاف خلف القيادة الرشيدة، والقوات المسلحة الباسلة، ومؤسسات الدولة كافة، لضمان حماية الوطن وصون مكتسباته. ويؤكد المرصد أن مصر لا تزال تواجه تحديات جسيمة، في مقدمتها محاولات بث الفكر المتطرف واستهداف عقول الشباب، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الوطنية المخلصة لتحصين المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من تلك الأفكار الهدامة. كما يجدد مرصد الأزهر التزامه الراسخ بمواجهة الفكر المتطرف، والعمل على نشر الوعي، وترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء للوطن، سائلين الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء. وفي سياق آخر حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد التحركات والدعوات داخل الأوساط السياسية والدينية الصهيونية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وعلى رأسها ما يُعرف بخطة بناء الهيكل الثالث، وفرض السيادة الكاملة على الحرم القدسي. أشار المرصد إلى تقرير نشره موقع القناة السابعة العبرية تضمّن دعوة صريحة للحاخام المتطرف حبرون شيلو لتسريع بناء الهيكل، منتقدًا ما وصفه بـ"تقاعس اليهود" عن أداء واجبهم الديني المزعوم، ومُدعيًا امتلاكهم "ميراثًا أبديًا" في أرض فلسطين. وأوضح التقرير أن هذه الدعوات تستند إلى فتاوى دينية تبيح اقتحام الأقصى، وتحث على تكثيفها بمشاركة طلاب المدارس الدينية ومسؤولين رسميين، إلى جانب وجود انقسام داخلي بين من يرى وجوب السعي البشري لإقامة الهيكل، ومن يعتقد بضرورة انتظار تدخل إلهي. وعرض التقرير الصهيوني رؤية مستقبلية خطيرة تشمل مراحل السيطرة على الأقصى، تبدأ بإحكام السيطرة الأمنية من قبل شرطة الاحتلال، وتهميش دور الأوقاف الإسلامية، وتشجيع أداء الطقوس التلمودية، وصولًا إلى تقسيم الحرم وبناء الهيكل في جزء منه، مع تحضير الأجواء السياسية والدولية لقبول هذه الخطوة.


OTV
منذ 35 دقائق
- OTV
الحاج حسن: القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة
Post Views: 78 أكد رئيس تكتل بعلبك – الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن' العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، بدعم أميركي مباشر، يتمثل بالقتل والاغتيال والتدمير والتهديد اليومي'. و توجه خلال المجلس العاشورائي المشترك الذي يقيمه' حزب الله 'وحركة' امل' في بلدة شعت، برسالة إلى الصديق والعدو، القريب والبعيد، قائلاً: 'أبالموت تهددوننا؟ إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة'. وشدد على أن 'المقاومة كانت وستبقى صوت الحرية وخط الكرامة في مواجهة الطغيان'، معتبرًا أن من واجب الحكومة والمسؤولين في لبنان أن يدافعوا عن وطنهم، الذي التزم بكل مكوناته بالاتفاق في مواجهة العدو، فيما العدو لم يلتزم يومًا بأي اتفاق. وأضاف: 'على من يصفون أنفسهم برعاة الاتفاق أن يتحملوا مسؤولياتهم'، مشيرًا إلى أن 'الولايات المتحدة الأميركية منخرطة بالكامل في العدوان، تغطيه وتسلحه وتديره، وهي شريك أساسي في الإرهاب الصهيوني'. وختم الحاج حسن بدعوة المسؤولين اللبنانيين إلى' الدفاع عن سيادة البلد وأرواح أبنائه وأرزاقهم، بكل الوسائل المتاحة وكل أشكال الضغط والإمكانات، في مواجهة الغطرسة الصهيونية'.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
الجوزو: هناك متابعة لملف الوقف ووعود بانجازات قريبة
إفتتحت خلية وقاعة الراحل محمد مرشد يونس، بدعوة من لجنة " مسجد محمد الراس" في سبلين، بجهود ابناء سبلين المقيمين والمغتربين وأهل البر والإحسان، برعاية مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الحوز ممثلا بقاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، في حضور رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط ممثلا بوكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب "التقدمي الإشتراكي" ميلار السيد. بعد قص شريط الافتتاح، اقيم احتفال خطابي، استهل بتلاوة أيات من القرآن الكريم من الشيخ مصطفى العقلة. ثم تحدث رئيس لجنة المسجد وامام البلدة الشيخ عدنان شلاق، فأشار الى ان "افتتاح قاعة الخلية يتزامن مع مطلع العام الهجري"، ولفت الى ان "حجر الأساس لهذا الصرح وضع في العام 1961، بمواكبة من دار الفتوى اللبنانية ، ورعاية مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، وبمكرمة من النائب كمال جنبلاط وحضور رئيس الوزراء آنذاك وأبناء الاقليم، وخلصت النوايا واثمرت الجهود وتضافرت القوى وتوج عمل الآباء بهمة الأبناء". ثم ألقى الشيخ محمد هاني الجوزو كلمة راعي الاحتفال، قال فيها: "نلتقي اليوم في مناسبة مباركة افتتاح خلية مسجد سبلين، هذه البلدة المميزة الوادعة الجميلة بأهلها وموقعها الجغرافي وهي بوابة الاقليم. فعندما نلتقي في هذا اللقاء المبارك تحفنا السعادة وهذه الخلية هي تعتصم بحبل من خلال الله لتجمعنا على محبة الله وخدمة الإنسان والمجتمع. هذه الخلية لها دور كبير في تنمية التواصل والاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والتشتت". اضاف: "نحن اليوم نحتاج لان نفرح ونجتمع ونحيي المناسبات الخيرة في النواحي الإجتماعية والثقافية والتربوية، وان نجدد المكان الذي نلتقي فيه على خدمة بلدنا ومنطقتنا. هذا المكان هو مساحة لقاء واجتماع والمحبة والتفاعل واقامة الدورات". ورأى أن "افتتاح هذه القاعة، انجاز كبير وعمل حضاري يليق بسبلين واهلها، ولا بد ان نكون في مؤسساتنا على هذا المستوى من الرقي، لانها صورة لحضارة مجتمعنا ورقينا وتقدمنا. واجبنا ان نتعاون وان نلتقي وان نعمل ونبذل ما نستطيع، خصوصا في هذا الزمن، حيث السرعة هي الطاغية. هذه الخلية لا بد ان تكون مكانا يجتمع فيه الشباب والشابات حتى نعيد غرس قيمنا واخلاقنا وتراثنا والتي تربينا عليها في الجيل الجديد". ولفت الى انه "من أهم الإنجازات التي أقامها النبي بعد الهجرة، هي انه أقام المسجد، والأمر الثاني هو المؤاخاة الإنسانية بين المهاجرين والأنصار، فجمع مجتمعين مختلفين وجعلهما مجتمعا واحدا"، وشدد على ان "هذا الإنجاز خلفه رجال وأخوات قدموا وبذلوا، وعلماء اعطوا من وقتهم ليحافظوا لأهل سبلين على هذه الروحية، لذا لكل من ضحى، بارك الله جهودكم". وأكد الجوزو أن "هناك متابعة لملف الوقف ووعود بانجازات قريبة، على ان يكون مباركا لأهل سبلين ويقيموا عليه مؤسسة راقية على مستوى هذا الإنجاز". (الوكالة الوطنية للإعلام)