
حمدان وسلطان.. «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»
بين دفاتر المدرسة ومفاتيح البرامج الذكية، ينسج التوأم الإماراتي حمدان وسلطان الشحي مستقبلاً لا يشبه ما يتوقعه الكثير من أبناء جيلهما، خصوصاً أنهما لم يتجاوزا بعد 12 عاماً من عمرهما، ويجلسان على طاولة العمل في منزل العائلة في الفجيرة، حيث تحولت غرفتهما الأثيرة إلى مختبر صغير، تتناثر فيها كتبهم المدرسية، والأجهزة اللوحية، وأوراق الرسم، وكتيبات التصميم وصولاً إلى شاشة صغيرة تعرض شروحات مصورة. ومع إطلاق قناتهما على منصة «إنستغرام»، تحولت تجربة التوأم الإماراتي إلى منصة تعليمية مصغرة لطرح مختلف المحتويات التقنية ومفاهيم الذكاء الاصطناعي بلغة طفولية سلسة ومبسطة، كما أنهما قاما بتأليف كتاب عنوانه «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»، وهو كتاب موجه للأطفال واليافعين، يسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان اليومية، وتم اعتمادهما من برنامج دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة «سفيري الحياة الرقمية الآمنة»، لدورهما في تقديم ورش توعوية لطلبة المدارس في هذا المجال.
شرارة البدايات
«هنا لا مكان للضجر، فكل شيء بدأ بمسابقة».. بهذه العبارة أحب حمدان أن يبدأ حديثه مع «الإمارات اليوم»، مستعيداً ألق بدايات تعلقه وشقيقه التوأم سلطان بعوالم التقنية والذكاء الاصطناعي قائلاً: «كنا في الصف الخامس حين طلب منا المشاركة في مسابقة مدرسية لتصميم أجمل فيديو لرؤية الإمارات 2030 باستخدام برامج مثل (باوتون)، الأمر الذي دفعنا إلى تعلم أساسيات البرنامج والتمكن من تفاصيله والفوز بالمركز الأول». وأضاف: «كما أتيحت لنا فرصة ثانية للمشاركة في إعداد تصاميم طائرات مستقبلية باستخدام برنامج مثل (ميكر أمبير)، وبرمجة لعبة باستخدام برنامج (سكراتش)، وفتحت لنا هذه المسابقات بوابة نحو عالم جديد».
لم يكن الفوز بالمركز الأول بالنسبة لحمدان وسلطان مجرد نصر مدرسي عابر، بل بداية لمرحلة جديدة ومثمرة، فقد سارعت والدتهما إلى دفعهما نحو توسيع إطار تجربتهما وإنشاء صفحة خاصة على منصة «إنستغرام»، كما ساعدتهما بحكم تكوينها الأكاديمي وعملها السابق في مجال تقنية المعلومات على اكتشاف البرامج الخاصة بالتصميم والذكاء الاصطناعي، لتتحول معها لحظات الاكتشاف إلى شغف حقيقي وصفته قائلة: «حين رأيت سلطان ينجح في تحويل الرسومات في كتب شقيقته الورقية إلى صور رقمية، أدركت أن لديه شيئاً مميزاً، فيما أدركت مع مرور الوقت أن حمدان يمتلك رؤية لافتة في تصميم السيارات، اعتماداً على برنامج الذكاء الاصطناعي دون أن يطلب منه أحد ذلك»، متابعة: «لم أستطع أن أتجاهل هذه الشرارة، كما لم أرد لهما فقط أن يتعلما، بل أن يطلقا طاقتهما، ويشاركا ما يحبانه مع الآخرين، لهذا السبب أنشأت لهما قناة رقمية خاصة أعتبرها امتداداً لحلم شخصي كنت أؤمن بتحقيقه منذ زمن طويل».
دبلوم الذكاء الاصطناعي
بدعم والدتهما التي آمنت بموهبتهما، التحق حمدان وسلطان بعدد من الورش والدورات المتخصصة في مجال التصميم والذكاء الاصطناعي، ونالا بعد 3 أشهر دبلوم الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن البرنامج كان موجهاً للكبار، نجح التوأم في التخرج في البرنامج ونيل الشهادة، إذ أكد سلطان: «تعلمنا بسرعة وأصبحنا نتقن استخدام الذكاء الاصطناعي في العروض التقديمية، فيما تعرفنا خلال هذا الدبلوم على موقع (ماجيك سكول) الذي يساعد الطلبة والمعلمين على توليد الاختبارات والأنشطة بسرعة وسهولة، فأعجبنا بهذا الموقع وقررنا مشاركة هذه الفائدة مع أصدقائنا ومتابعينا على (إنستغرام)».
بعد أن نشأت قناتهما على منصة «إنستغرام»، تحولت تجربة التوأم الإماراتي إلى منصة مصغرة لطرح مختلف المحتويات التقنية ومفاهيم الذكاء الاصطناعي بلغة طفولية سلسة ومبسطة. وفي هذا الصدد، أكد سلطان: «أصدقاؤنا يرسلون لنا ورقة فيها أسئلة: كيف نرسم؟ كيف نحفظ الوقت؟ كيف نحول أصواتنا إلى فيديو كرتوني؟ فنقوم بتجربة الطريقة ونصوّر الشرح ونرفعه من ثم على قناتنا الرقمية». وأضاف: «في إحدى المرات طلب منا المدرس تحويل درس في التربية الإسلامية إلى عرض تفاعلي باستخدام أدوات ذكية، فلم نتردد لحظة، حيث نجحنا في تحويل النصوص إلى صور متحركة، أضفنا رموزاً وشخصيات، تحول معها إلى قصة بصرية ممتعة».
طفولة وطموحات
على الرغم من تفوقهما الدراسي، ودخولهما عوالم الرقمي من بوابة صناعة المحتوى التقني والمعرفي، فإن حمدان وسلطان يعيشان طفولة طبيعية وفق ضوابط أسرية محددة ورزنامة خاصة لتنظيم الوقت، حيث أوضحت والدتهما قائلة: «لا يسمح لهما باستخدام الأجهزة لأكثر من ساعة في اليوم، لكنهما يحسنان استغلال كل دقيقة في التعلم والابتكار»، في الوقت الذي يجد سلطان في الرسم الرقمي متنفسه الفني. وعن هذا الشغف قال سلطان: «أحب البرامج التقنية الخاصة برسم الشخصيات الكرتونية والطبيعة، وأحياناً تحويل الرسم الورقي إلى رسم رقمي، ثم أجعلها تتحرك وتنبض بالحياة».
أما حمدان فيزداد شغفه يوماً بعد يوم بالبرمجة، قائلاً: «أريد أن أكون مبرمجاً كبيراً في المستقبل. ليس فقط لأكتب أكواداً، بل لأصمم أدوات تعليمية تسهل الدراسة، لأننا جيل يحب السرعة، والذكاء الاصطناعي يساعدنا على أن نفهم ونبدع بشكل أفضل، لهذا أريد أن أجعل الذكاء الاصطناعي صديقاً للطلاب، وليس شيئاً معقداً صعب الفهم».
سفراء
لم يكن الإبداع التقني وحده ما يميز تجربة التوأم حمدان وسلطان، فقد تم اعتمادهما من برنامج دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة «سفيري الحياة الرقمية الآمنة» اللذين ينشران جودة الحياة الرقمية، ويعززان الوعي الرقمي بين أطفال المجتمع، في الوقت الذي نجح فيه حمدان وسلطان في تقديم أكثر من 15 ورشة توعوية لطلبة المدارس حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وطرق حماية حساباتهم والتعامل بحذر مع بعض المعلومات والمواقع.
رحلة توأم
في نوفمبر 2024 نجح حمدان وسلطان في تأليف كتاب عنوانه «رحلة توأم في عصر الذكاء الاصطناعي»، وهو كتاب موجه للأطفال واليافعين، يسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان اليومية، فيما يتناول مغامرة تعليمية يخوضها توأم شغوف بالتقنية يتعرفان خلالها على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأثرها في مجالات متعددة مثل التعليم والمستقبل المهني.
ويدمج الكتاب الخيال بالعلم بطريقة مبسطة وممتعة لتوعية الجيل الناشئ بالتطورات التقنية، وذلك بأسلوب قصصي قريب من واقعهم وبلغة تتناسب مع أعمارهم.
وأقيم حفل توقيع الكتاب ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب وشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والمهتمين بعالم الطفل والتقنية.
حمدان الشحي:
. كنا في الصف الخامس حين طلب منا المشاركة في مسابقة مدرسية لتصميم أجمل فيديو لرؤية الإمارات 2030 باستخدام برامج مثل «باوتون».
سلطان الشحي:
. أحب البرامج التقنية الخاصة برسم الشخصيات الكرتونية والطبيعة، وأحياناً تحويل الرسم الورقي إلى رسم رقمي، ثم أجعلها تتحرك وتنبض بالحياة.
والدة حمدان وسلطان:
. لم أرد لهما أن يتعلما فقط وإنما أن يطلقا طاقتهما أيضاً، ويشاركا ما يحبانه مع الآخرين، ولهذا السبب أعتبر قناتهما الرقمية امتداداً لحلم شخصي كنت أؤمن بتحقيقه منذ زمن طويل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
الفعاليات التراثية في الإمارات.. جسور تواصل بين الأجيال
مشيداً بالدور المهم الذي يؤديه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في مجال الرياضات التراثية، كالصقارة والهجن واليولة، التي تقرّب الجيل الشاب من تراثه الأصيل وهويته الوطنية. وقال البدور: «بالنظر إلى جهود المؤسسات المتخصصة في التراث بالدولة، نلاحظ العديد من المبادرات فيما يتعلق بتقديم التراث بشتى أشكاله للجمهور والجيل الشاب والمواطنين والمقيمين والزوار عبر العديد من الأنشطة». مشيراً إلى الكتب والأبحاث المختلفة التي توفرها المؤسسات، وتركّز على تاريخ الإمارات وتراثها بأنواعه: الشفهي، والفني، والحِرفي، وتعزز مبادئه وقيمه الراسخة. ودعا إلى ضرورة إيجاد برامج تعليمية وتدريبية لإدخال الجيل الإماراتي الشاب في مجال البحث في التراث الشعبي، بحيث يتحوّل من فلكور سياحي إلى علوم ومعارف ونظريات. وذلك من خلال تعاون مشترك بين المؤسسات المعنية بالتراث والجهات التعليمية والأكاديمية، مؤكداً أن تعزيز هذا الجانب سينتج كوادر من الباحثين الواعدين الذين يمتلكون أدوات صون التراث وتوثيقه وحفظه وعرضه. لافتاً إلى أن أثر ذلك يتجلَّى في دور المؤسسات ورعاة الفعاليات، مثل وزارة الثقافة، وهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وغيرهما، والجهود المبذولة التي تجمع بين الحداثة والتفاعلية، ما يجعلها جذابة للأجيال الشابة. وقال عبد الكريم: «من المهم أن تُدمج العديد من الفعاليات الثقافية في المناهج المدرسية والجامعية؛ لترسيخ الحس التراثي في أذهان الشباب ضمن إطار تعليمي شائق»، منوهاً بأن الفعاليات الثقافية في الإمارات تربط الأجيال الجديدة بتراثها من خلال الجمع بين الأصالة والحداثة. وأنه لضمان استمرار النجاح؛ لا بد من التطوير المستمر وزيادة مشاركة الشباب في الإنتاج الثقافي. ووصف الاحتفالات التراثية بأنها منابر فعّالة لنشر المعرفة التاريخية، تسهم بصورة كبيرة في تشكيل وعي الشباب بتاريخ وطنهم الغني، وتغرس الشعور بالفخر في نفوسهم، وتنمي ثقتهم بالمستقبل. مؤكداً ضرورة تسليط الضوء على الشخصيات البارزة في التاريخ الإماراتي، بمن في ذلك الآباء المؤسسون، وتشجيع الحوار والتواصل بين الأجيال الشابة وكبار المواطنين الذين يحفظون قصص التراث ويجيدون روايتها.


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
«انعش صيفك 8» يصقل مهارات الطلبة
أطلقت جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية، فعاليات الملتقى الصيفي «انعش صيفك» في نسخته الثامنة، تحت شعار «تيراكودرز»، وذلك ضمن سلسلة من البرامج الصيفية الهادفة إلى صقل مهارات الطلبة واستثمار طاقاتهم خلال فترة الإجازة، وسط إقبال لافت من المشاركين من مواطنين ومقيمين. ويستهدف الملتقى، الذي انطلق في 23 يونيو الجاري ويستمر حتى 15 يوليو المقبل، أكثر من 100 طالب وطالبة، مع استمرار التسجيل للراغبين في الالتحاق بالأنشطة اليومية التي تنظمها الجمعية ضمن بيئة تعليمية محفزة وممتعة. وأوضح أحمد حسن الفورة رئيس مجلس إدارة الجمعية أن البرنامج يتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية والتدريبية، أبرزها، دورات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، برمجة الروبوتات، والتعرف على الآلات، تهدف إلى تعزيز التفكير التقني لدى المشاركين وتنمية مهاراتهم الرقمية، ورحلات ميدانية تعليمية إلى مواقع تراثية وترفيهية، مثل المتحف البحري، مربى الشارقة للأحياء المائية، بيت النابودة، ومتحف الشارقة للتراث، لتعزيز الجانب المعرفي والثقافي، وورش عمل تدريبية داخل الجمعية. وأكدت منى صقر المطروشي مدير عام الجمعية، أن البرنامج يستهدف تعزيز القيم المجتمعية وتنمية الطاقات الشبابية، والروابط المجتمعية من خلال التفاعل بين المشاركين والجهات المختلفة.


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
راشد بن حمد يحضر أفراح الظنحاني والرقباني في الفجيرة
حضر الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، يرافقه الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، حفل الاستقبال الذي أقامه سعيد علي جمعة الظنحاني بمناسبة زفاف ابنه عبدالله إلى كريمة محمد سعيد محمد الرقباني. وأعرب الشيخ راشد بن حمد الشرقي والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي خلال الحفل عن خالص تهانيهما للعريس وذويه وتمنيا له حياة أسرية هانئة وسعيدة.(وام)