logo
حين يُهزم الجَمع…!أحمد ياسين

حين يُهزم الجَمع…!أحمد ياسين

ساحة التحريرمنذ يوم واحد

حين يُهزم الجَمع…!
أحمد ياسين
بعد اثني عشر يومًا من أوسع مواجهة عسكرية تشهدها المنطقة منذ عقود، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس وقفًا شاملًا لإطلاق النار بين الولايات المتحدة وإسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومع انتهاء الجولة الأولى من هذه الحرب، التي وُصفت بأنها 'تكتيكية' في الظاهر و'استراتيجية' في العمق تتبلور ملامح ما يمكن تسميته بـ 'توازن الهزيمة الجزئية'، حيث لم ينجح أي طرف في تحقيق انتصار حاسم، لكن الرسائل الكبرى قد وصلت. فماذا حققت إسرائيل وأميركا وأين انتصرت إيران؟
منذ اللحظة الأولى، تم تسويق العدوان على إيران على أنه يستهدف إنهاء قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم وامتلاك سلاح نووي وضرب برنامج الصواريخ البالستية. لكن خلف هذا العنوان كانت تقبع أهداف أعمق تتصل بإسقاط النظام، وتفكيك الجغرافيا الإيرانية، ومنع تصدير 'النموذج المستقل' الذي تمثّله طهران لشعوب المنطقة ودول العالم الحر.
تلقت إيران فجر الجمعة 13 من حزيران الحالي ضربة مباغتة كبدتها خسائر فادحة حيث تم استهداف عدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية والعلماء النوويين، وبحسب ما سرب عن بعض الاعلام الإسرائيلي ان هدف الضربة المباغتة كان اغتيال قائد الثورة وعدد كبير من المسؤولين، بالتزامن مع تمهيد الأرضية لأعمال شغب وفوضى ما يؤدي الى اسقاط الحكومة ومن ثم تغيير شكل النظام في إيران.
لكن سرعة استيعاب طهران للضربة وانتقالها من تلقي الهجوم الى رد الفعل السريع والقوي قلب موازين المعركة رأسا على عقب. حيث عين القائد بدلاء للقادة الذين تم اغتيالهم واستهدفت إيران قلب الكيان بصليات كبيرة من الصواريخ خلال اقل من 18 ساعة على حادثة الاغتيالات المترافقة مع عدد كبير من الغارات في قلب العاصمة.
وردا على العدوان الأميركي على منشآت إيران النووية بعد ان حذر قائد الثورة من عواقب مثل هذا الفعل، تعاملت إيران مع العدوان بمبدأ الند للند رغم الهوة الكبيرة بالقدرات العسكرية بين حلف الأطلسي وإيران.
ففي سابقة نوعية، قصفت إيران قاعدة 'العُديد' الجوية الأميركية في قطر، وهي القاعدة الأكبر للقيادة المركزية الأميركية في المنطقة، بصواريخ دقيقة استهدفت مدارج الإقلاع وبعض المنشآت اللوجستية. ورغم أن البنتاغون أعلن 'عدم وجود إصابات بشرية كبيرة'، إلا أن الرسالة الإيرانية كانت استراتيجية بامتياز القصف لم يكن تصعيدًا عشوائيًا، بل كان تطبيقًا صريحًا لمبدأ الرد بالمثل: إذا استُهدفت منشآتنا السيادية، نرد على قواعدكم المباشرة في الخليج. وتكريسًا لقواعد اشتباك جديدة، إيران لم تكتفِ بالرد على إسرائيل، بل نقلت المواجهة إلى القواعد الأميركية نفسها، وهو ما يعكس ثقة متزايدة بامتلاك 'قدرة الردع'، لا مجرد القدرة على الاحتمال والصمود.
هذا التحول يرسّخ ما يبدو أنه تحول جذري في معادلات القوة الإقليمية، حيث لم تعد القواعد الأميركية بمأمن، ولا تُعتبر خطوطاً حمراء.
فرغم الثمن البشري والمادي الذي دفعته إيران، إلا أنها خرجت من المعركة وقد رسّخت عدّة حقائق. أولاً، أنها قادرة على الرد المباشر على إسرائيل وأميركا ومن يتعاون معهما رغم تفوق الأعداء عسكرياً وجوياً. واثبتت تحت النار أن النظام في إيران مهما تعرض للضغط لم يتفكك ولم يُسقط، بل تمكّن من تعبئة قاعدته الشعبية في لحظة مواجهة مصيرية وشهد مستوى عالٍ من الالتحام الشعبي حتى من أكثر الشخصيات المعروفة بانتقادها ومعارضتها للنظام في ايران، وربما يعتبر هذا المعيار سببا رئيسياً في سعي الولايات المتحدة الى وقف العدوان باعتبار ان السبب الرئيس له لم يعد ممكناً وان الكلفة التي ستدفع باتت باهظة مع مرور الوقت.
من الناحية التقنية، حققت إسرائيل اختراقاً نادراً بضربها في عمق إيران. لكنها في المقابل، تعرّضت لصواريخ ومسيّرات طالت قلب تل أبيب وحيفا وبئر السبع وإيلات، وشهد العالم للمرة الأولى مبانِ تدمر في تل أبيب ومواقع استراتيجية وأمنية تتعرض للقصف العنيف وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى رغم الرقابة الأمينة الصارمة على الاعلام وحظر النشر المتبع. وربما كانت الرسالة الأوضح من هذه الحرب: 'لا أمن دائم لإسرائيل في ظل صراع مفتوح'. وان إمكانية ان تتعرض إسرائيل للتدمير الفعلي باتت امرا واقعا لا شعارات وهو قابل لتتحقق في أي مواجهة مباشرة.
ربما لم تكن الولايات المتحدة تسعى إلى احتلال إيران عسكرياً، لكنها أرادت تحطيم بنيتها الردعية وشبكة نفوذها الإقليمي ومنعها من ترميم القوة ومراكمتها وامتلاك المعرفة والقدرة، لكن نتائج المعركة الواضحة يمكن اختصارها بعدة نقاط. فقد حققت الولايات المتحدة نجاحاً تكتيكياً محدود تمثّل في قصف بنى تحتية نووية وصاروخية معينة، لكنها فشلت فشلاً استراتيجياً في كسر إرادة النظام او تفكيك الدولة وتأليب القاعدة الجماهيرية. ولعل أبرز ما يمكن الحديث عنه هو انكشاف محدودية القوة العسكرية في فرض نموذج سياسي مختلف فير إيران، فرغم مشاركة قوى اطلسية وأميركا في دعم إسرائيل بكل أنواع الدعم العسكري واللوجستي والأمني والاستخباري المباشر وغير المباشر. هُزم الجمع امام صلابة القاعدة الشعبية وتلاحمها مع النظام وعلى رأسه قائد الثورة الامام الخامنئي، وقدرة القوات العسكرية بتوجيه ضربات كبرى ومؤلمه للأعداء، وجرأة الجناح السياسي في الثبات على مصالح إيران وعدم التراجع رغم قساوة المشهد. كما أظهرت هذه الحرب أن الهيمنة الغربية تراجعت، أمام عجزها عن فرض الاستسلام رغم تفوقها العسكري الساحق. فالمعركة لم تكن حول الصواريخ فقط، بل حول من يملك الحق في أن يكون مستقلاً ومؤثراً في عالم أحادي القطب، فكانت صداماً حضارياً بين مشروعين، مشروع السيطرة والإلحاق والتبعية، ومشروع السيادة والمقاومة. انتهت الجولة الأولى بانكشاف القوة الغربية على حقيقتها فهي بوحشيتها قادرة على التدمير، لكنها عاجزة عن بناء النهايات كما تشتهي فالنماذج الحية لا تُسقطها القنابل.
‎2025-‎06-‎29

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات
نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات

شفق نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • شفق نيوز

نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن فكرة مهاجمتنا قبل المفاوضات

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي لبي بي سي، على ضرورة أن تستبعد الولايات المتحدة فكرة تنفيذ أي ضربات أخرى على إيران، إذا ما كانت تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية. وقال تخت روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها "لم توضح موقفها" بشأن "المسألة المهمة للغاية" المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. وأخفت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد ان وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان من يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. بينما أصبحت الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في التصعيد بين إسرائيل وإيران، عندما استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية بغارة جوية نهاية الأسبوع الماضي. وقال تخت روانجي إن إيران "ستُصر" على موقفها حول تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية كما تقول، رافضاً الاتهامات بتحرك إيران سراً لصناعة قنبلة نووية. وأضاف نائب وزير الخارجية الإيرانية أن طهران "حُرمت من الوصول إلى المواد النووية" اللازمة لبرنامجها البحثي، وبالتالي فهي بحاجة إلى "الاعتماد على نفسها"، موضحاً أنه "يمكن مناقشة مستوى ذلك، ويمكن مناقشة قدرات طهران، ولكن قول إنه لا ينبغي أن هناك تخصيب، ويجب أن يكون معدّل التخصيب صفراً وإذا لم توافقوا فسوف نهاجمكم - يعتبر هذا قانون الغاب". وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، في 13 يونيو/حزيران، مدعية أن طهران تقترب من انتاج سلاح نووي. وردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت الأعمال العدائية بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان. ولم يتضح بعد مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني بسبب الضربات الأمريكية، وقال تخت روانجي إنه لا يستطيع إعطاء تقييم دقيق لتلك الضربات. من جانبه، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن الضربات تسببت في أضرار جسيمة لكنها "ليست كاملة"، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت بالكامل". وقال غروسي إن إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم في غضون "أشهر" ، بينما ردّ تخت روانجي على ذلك قائلاً: إنه لا يعلم إن كان ذلك سيحدث. في غضون ذلك، ازداد التوتر في العلاقة ما بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ قرر البرلمان الإيراني يوم الأربعاء، تعليق التعاون مع الوكالة، متهماً إياها بالانحياز إلى إسرائيل والولايات المتحدة. في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "سيفكر بالتأكيد" في قصف إيران مرة أخرى إذا ما تبيّن أنها قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مثيرة للقلق. وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية، إنه لم يتم الاتفاق على موعد محتمل للعودة إلى المحادثات، وإنه لا يعرف ما سيكون على جدول الأعمال، تعليقاً على إشارة ترامب إلى أن المناقشات قد تجري هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن طهران "تبحث الآن عن إجابة عماّ إذا سنرى تكراراً لعمل عدواني بينما ننخرط في الحوار؟". وقال تخت روانجي إن الولايات المتحدة يجب أن تكون "واضحة تماماً بشأن هذه المسألة المهمة للغاية"، بالإضافة إلى "ما الذي ستقدمه لنا من أجل توفير الثقة اللازمة لمثل هذا الحوار". وعندما سُئل عما إذا كانت إيران قد تفكر في إعادة النظر في برنامجها النووي كجزء من أي اتفاق، ربما في مقابل تخفيف العقوبات والاستثمار في البلاد، قال تخت روانجي: "لماذا يجب أن نوافق على مثل هذا الاقتراح؟"، مؤكداً أن برنامج إيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة ، هو "لأغراض سلمية". وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015، لا يُسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم لحد يتجاوز نسبة نقاء 3.67 في المئة - وهو المستوى المطلوب للوقود لمحطات الطاقة النووية التجارية - بالإضافة إلى منعها من إجراء أي تخصيب في محطة فوردو لمدة 15 عاماً. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن الاتفاق في عام 2018 خلال ولايته الأولى، قائلاً إنه لم يفعل الكثير لمنع الطريق إلى القنبلة، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على طهران. ورداً على ذلك، انتهكت إيران القيود المفروضة عليها، لا سيما المتعلقة بالتخصيب، واستأنفت التخصيب في منشأة فوردو عام 2021، وخزّنت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة لصنع تسع قنابل نووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واتهم تخت روانجي بعض الزعماء الأوروبيين والغربيين بـ"التأييد السخيف" للضربات الأمريكية والإسرائيلية، وذلك في سياق ردّه على سؤال حول عدم ثقة الزعماء الأوروبيين والغربيين في إيران. وقال تخت روانجي، إن أولئك الذين ينتقدون إيران بسبب برنامجها النووي "يجب أن ينتقدوا الطريقة التي تم التعامل بها معنا"، ويجب أن ينتقدوا الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفاً أنه "إذا لم تكن لديهم الشجاعة لانتقاد أمريكا، فعليهم الصمت، وعدم محاولة تبرير العدوان". وأوضح تخت روانجي أن إيران تلقت رسائل عبر وسطاء مفادها أن الولايات المتحدة "لا تريد الانخراط في تغيير النظام في إيران" من خلال استهداف المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي. وفي وقت سابق، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإيرانيين إلى "الثورة من أجل حريتهم" لإسقاط الحكم في إيران، ولكن بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يريد الإطاحة بالنظام الإيراني. وفي ذات السياق، أصرّ تخت روانجي على أن إسقاط النظام في إيران لن يحدث أبداً، مشيراً إلى أن هذه الفكرة "تعادل سلوكاً عقيماً". وأوضح المسؤول الإيراني أنه على الرغم من أن بعض الإيرانيين "قد يكون لديهم انتقادات لبعض تصرفات الحكومة، فإنهم عندما يتعلق الأمر بالعدوان الأجنبي سوف يتحدون لمواجهته". وحول اتفاق وقف إطلاق النار، قال تخت روانجي، إنه "ليس من الواضح تماماً" ما إذا كان وقف إطلاق النار مع إسرائيل سيستمر، لكن إيران ستواصل الالتزام به "طالما لم يكن هناك هجوم عسكري ضدنا". وأوضح المسؤول الإيراني أن حلفاء إيران العرب في الخليج "يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة الأجواء اللازمة للحوار"، إذ أن قطر لعبت دوراً رئيسياً في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي. وأضاف تخت روانجي: "لا نريد حرباً، بل نريد الحوار والدبلوماسية. لكن علينا أن نكون مستعدين، وعلينا أن نكون حذرين، حتى لا نُفاجأ مرة أخرى". وسُمح لمراسلة بي بي سي ليز دوسيه بإنتاج تقارير من داخل إيران، بشرط ألا تستخدم خدمة بي بي سي الفارسية أياً منها، وهذه القيود الصادرة عن السلطات الإيرانية، تُطبّق على جميع وكالات الإعلام الدولية العاملة في إيران.

ربما تندلع الحرب مجددا بين إيران والكيان الصهيوني
ربما تندلع الحرب مجددا بين إيران والكيان الصهيوني

موقع كتابات

timeمنذ 9 ساعات

  • موقع كتابات

ربما تندلع الحرب مجددا بين إيران والكيان الصهيوني

أدى وقف إطلاق النار الذي توسله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الضربات الايرانية الموجعة للكيان الصهيوني, ثم الضربة المفاجئة والمؤلمة لقاعة العديد في قطر, حيث أدركت جبهة نتنياهو وترامب ان استمرار الحرب ليس في صالحها, مما دفع القوى الكبرى لبذل جهود سياسية كبيرة لايقاف الحرب, لكن اشترطت ايران ان تكون الضربة الاخيرة لها, فكانت الساعات الاخيرة مدمرة لتل ابيب وحيفا وبئر السبع, ثم تم الإعلان عن اتفاق شفوي على وقف الحرب, لكن الهدنة بدأت تظهر عليها بعض التصدعات, نتيجة السلوك غير السوي لترامب و نتنياهو, وتصريحاتهم الإعلامية غير المتزنة, مما دفع الجمهورية الاسلامية الايرانية للتشدد بالرد الاعلامي. كان الكيان الصهيوني والادارة الامريكية معتمدين على الهجمة الخاطفة التي تحقق لهم النصر, فكانت تلك الهجمة على المواقع الايرانية الحساسة مع اغتيال بعض العلماء الايرانيين, وكان ضمن المخطط اغتيال القيادة السياسية في إيران في تلك الهجمة, لكن لطف الله حفظ الأخيار من مكر الاشرار. وبعدها تفاجأ العالم بالرد الايراني الذي تنوع مع الأيام عبر مختلف انواع الصواريخ لتشهد مدن الكيان دمار كبير لم تشهده منذ قيام الكيان السرطاني في أرض فلسطين. · قد يؤدي أي صراع جديد في منطقة الخليج إلى تعطيل إمدادات الطاقة الحيوية التي تمر عبر الخليج الى اوروبا واسيا، و زيادة زعزعة استقرار الدول المجاورة مثل لبنان وسوريا والاردن والعراق، وقد يشمل الزلزال السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات, واليمن ليس بعيد عن دائرة الحدث. ان نفط الخليج له أهمية كبيرة لأوروبا، ويعود ذلك لعدة أسباب رئيسية، منها: أنه مصدر رئيسي للنفط, حيث تعتبر منطقة الخليج خاصة الدول مثل السعودية، الإمارات، الكويت، قطر وإيران، من أكبر منتجي النفط في العالم والذي يُصدر إلى أوروبا، مما يجعلها مصدرًا مهمًا لضغط الطاقة الأوروبي… وثانيا نفط الخليج مهم في تحقيق التوازن في السوق العالمية, حيث إنتاج النفط في الخليج يساهم في تنظيم أسعار النفط العالمية، وبالتالي يؤثر على تكاليف الطاقة في أوروبا، سواء على مستوى المستهلكين أو الصناعات… ثالثا ان اوربا تعتمد على علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع دول الخليج سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، لضمان أمن إمدادات النفط وتنويع مصادر الطاقة… رابعا: ضمان التحكم في أسعار النفط, في السيطرة والاستقرار لانتاج وتصدير نفط الخليج, فهو مهم جدا في السيطرة على أسعار النفط العالمي, وهو ما تريده أوروبا. عندما نقرا الواقع بشيء من العمق فاننا نجد انفسنا امام دلائل على احتمال عودة الحرب بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الصهيوني.. وقريبا.. وهي:- · استهدفت الغارات الجوية الصهيونية والغارات الأمريكية البنية التحتية النووية الايرانية خلال 12 يوم, لقد سعى الصهاينة والامريكان نحو تدمير مخابئ مواقع التخصيب الإيرانية، ولكن على الرغم من الأضرار التي تحدث عنها ترامب ونتنياهو عبر الاعلام, في محاولة لزرع وهم النصر في عقول انصارهم, الا ان الواقع يشير وحسب تقييم لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إلى أن الهجمات لم تؤدِ إلا إلى تأخير التقدم النووي الإيراني لأشهر قليلة فقط! ولم تدمر, حيث لا تزال أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض والبنية التحتية الرئيسية قيد التشغيل. في غضون ذلك، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا أن إيران زادت من تقييد وصول المفتشين وزادت مخزونات اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المتفق عليها، مما أثار قلقًا دوليًا. بالنسبة للكيان الصهيوني قد يتطلب التهديد النووي المستمر وتراجع تعاون إيران مع الوكالة, الى المزيد من الضربات الجوية، مما يزيد من احتمالية اندلاع جولة أخرى من الصراع إذا تسارعت وتيرة التخصيب. لذلك على الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تكون متهيئة لمثل هذا الخيار, مع أهمية شراء منظومة دفاع جوي من الصين بأسرع وقت. · أعلنت إيران عن اعتقال أكثر من 700 شخص بتهمة التعاون مع المخابرات الكيان الصهيوني, وتفكيك ما وصفته السلطات بشبكة تجسس رئيسية مرتبطة بالموساد, وتأتي هذه الاعتقالات في أعقاب تصاعد الهجمات السرية التي تُحمّل الكيان الصهيوني مسؤوليتها، بما في ذلك هجمات بطائرات مسيرة، وتفجير سيارات مفخخة، واغتيالات لشخصيات بارزة في الجيش والبرنامج النووي الإيراني. وقد أعدمت طهران بالفعل عددًا من الجواسيس الذين ثبت تورطهم، وتوعدت طهران برد قاسٍ لاي اعتداء محتمل, وقد أدى نطاق هذه العمليات وكثافتها إلى زيادة التوترات. لذلك هي جولة من الحرب وقد حققت ايران فيها انتصار كبير, ويجب ان تتقدم خطوات أكبر نحو جيش الكيان السري داخل إيران من جواسيس وعملاء. بعد توقف الحرب هدد نتنياهو بحملة عسكرية جديدة, معتبرا انه حقق نصر, مع ان ترامب تدخل في الساعات الأخيرة للحفاظ على الكيان الصهيوني من الزوال, فيبدو ان الرعب يسيطر على النتنياهو خوفا من النووي الايراني, وما يمثله من تهديد وجودي للكيان الغاصب. بالمقابل أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن النتيجة 'نصرٌ عظيم'، وقال إن إيران 'ستواصل صمودها في وجه العدوان الصهيوني', والدليل على النصر ان من يشترط الضربة الاخيرة هو المنتصر, وكانت الضربة الاخيرة لايران, وكانت مميتة والتي حصلت في بئر السبع, والدليل الاخر تدخل أمريكا بعد تيقنها من هزيمة الكيان الصهيوني, خصوصا ان صواريخ ايران اصبحت تضرب بعنف وبدقة عالية وتصل إلى اهدافها.

طهران: مفتشو الوكالة لا يمكنهم دخول المنشآت النووية
طهران: مفتشو الوكالة لا يمكنهم دخول المنشآت النووية

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 10 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

طهران: مفتشو الوكالة لا يمكنهم دخول المنشآت النووية

وأكد "أمير سعيد إيرواني" اليوم الأحد في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الاميركية أن إيران لن تتوقف أبداً عن تخصيب اليورانيوم. وأضاف أنه لا يوجد أي تهديد موجّه من إيران إلى "رافائيل غروسي" المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتابع إيرواني: "مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكنهم حالياً دخول المنشآت النووية الإيرانية". وقال إن طهران كانت مستعدة للمفاوضات لكن الظروف غير مناسبة للتفاوض مع الولايات المتحدة. وأضاف: "إذا أراد الأميركيون فرض شروطهم علينا، سيكون التفاوض معهم مستحيلاً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store