logo

الصين وأمريكا في سباق الذكاء الاصطناعي: الإتاحة للجميع مقابل رغبة التصدر

الاقتصاديةمنذ يوم واحد
بكين تقول إنها ترغب في تمكين دول العالم من استخدام منتجات الذكاء الاصطناعي.. وترمب يريد "أمريكا أولاً
"
إدارة ترمب تُعلن خطة عمل للذكاء الاصطناعي وتتعهد بـفعل كل ما يلزم لصدارة العالم
الصين تقترح إطلاق هيئة دولية لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي بمشاركة واسعة دولياً
الصين تُطلق 1500 نموذج ذكاء اصطناعي كبير وتحتضن أكثر من 5 آلاف شركة في القطاع
بينما كنت أتجول هذا الأسبوع في أروقة قمة
الأهم في
عُقد المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي على ضفاف نهر هوانجبو في شنغهاي، وجمع آلاف المشاركين -إلى جانب عشرات الروبوتات- مُجسداً كل ما يعتمل في الصين حالياً من شغف وتحديات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كما أبرز المؤتمر بشكل واضح التباين الواسع بين الإستراتيجية التي تعمل الصين على تعزيزها وتلك التي تتباهى بها
نموذج ديب سيك
(DeepSeek)
كانت هذه أول فعالية كبرى تُعقد منذ إطلاق نموذج
"
في وقت سابق من العام الجاري، وهو النموذج الذي أشعل منافسةً شديدةً داخل البلاد، وأثبت أن الصين قادرة على مجاراة وادي السيليكون. وسط هذه الحماسة، تدفقت حشود المنافسين -الذين باتوا حاضرين في قطاعات محلية كثيرة- بدعم من الحكومة ونظام بيئي مفتوح المصدر يمكن الشركات من التعلم السريع من منافسيها
.
على سبيل المثال، عندما أطلقت شركة مون شوفت
(Moonshot)
، وهي واحدة مما يُعرف بالتنانين الصغيرة، نموذجاً مفتوح المصدر يتفوق في مهام البرمجة، استطاعت شركة "علي بابا جروب" تحديث نموذجها كوين
(Qwen)
خلال نحو أسبوع لتحسين أدائه في نفس المهارات التي جعلت نموذج كيمي كيه 2
(Kimi-K2)
ينتشر بسرعة
.
تُحب بكين أن تقول إن هذا النهج يُسهم في إتاحة الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي للجميع، من خلال تمكين العالم من بناء نماذج اعتماداً على أدواتها بحرية، كما أنه يمنح المطورين المحليين أفضلية
.
يُشكل هذا الهوس الراهن بالذكاء الاصطناعي في الصين أفضل وأسوأ ما في الرأسمالية التقليدية، إذ إن المنافسة تدفع عجلة الابتكار بسرعة كبيرة، لكن ليس كل الشركات ستصمد في السنوات الخمس أو العشر المقبلة. خلال القمة، روجت وسائل الإعلام المدعومة من الدولة لحقيقة أن الصين أطلقت حتى الآن 1500 نموذج ذكاء اصطناعي كبير -الحصة الكبرى عالمياً- وتضم أكثر من 5 آلاف شركة تعمل في هذا المجال
.
سباق الذكاء الاصطناعي
رغم ذلك، طغت المنافسات الداخلية على مشهد أوسع يتمثل في صراع جيوسياسي على الهيمنة. انطلق التجمع الكبير في الصين بعد أيام فقط من تعهد الرئيس الأمريكي
"
، أعلن ترمب أن أمريكا هي الدولة التي بدأت سباق الذكاء الاصطناعي، و"ستكون هي من يفوز به".
في شنغهاي، تصدّر رئيس الوزراء لي تشيانج افتتاح القمة معلناً أن الصين ستقود إطلاق هيئة دولية لتطوير التكنولوجيا بشكل مشترك، بهدف منع تحولها إلى "لعبة حصرية بيد عدد محدود من الدول والشركات". يتسق ذلك مع شعار المؤتمر لهذا العام: "التضامن العالمي في عصر الذكاء الاصطناعي". أوضح لي أن الصين مستعدة لمشاركة تقنياتها ومنتجاتها مع العالم، ولا سيما مع دول الجنوب العالمي
.
رغم ذلك، فإن ما يقوله قادة العالم شيء، وما يفعلونه فعلياً شيء آخر. جاء تصريح ترمب بأنه سيفعل ما يلزم للفوز بعد قرار قدم هدية كبيرة لشركات الذكاء الاصطناعي الصينية. غيرت واشنطن موقفها بشأن القيود المفروضة على
"
باستئناف بيع رقائق إتش 20
(H20)
، المطلوبة بشدة، في البر الرئيسي الصيني
.
أُعلن عن هذا التراجع في السياسة خلال مفاوضات تجارية جارية، ويرجح أنه تأثر بها. كما جاء بعد أن ضغط الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا"، جنسن هوانج، للسماح لشركته بالاحتفاظ بحصتها البالغة مليارات الدولارات من السوق الصينية المربحة
.
الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة
رغم حديث لي عن "التضامن"، من غير الواضح عدد الدول التي ستختار في النهاية أن تصطف إلى جانب الصين. ومع ذلك، فإن هذا الموقف يختلف تماماً عن أهداف سياسة "أمريكا أولاً" في الذكاء الاصطناعي، ويُشير إلى أن نهج بكين يعتمد على إقناع العالم باستخدام طيف واسع من منتجات الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة التي تُطرح بسرعة. منحت العودة الجديدة لإمكانية الوصول إلى
وعند المقارنة بين المسارين، يبدو أن خطة الصين ذات طابع إستراتيجي بدرجة أكبر على المدى الطويل
.
في إحدى ندوات الأحد الماضي، ظهر رائد الذكاء الاصطناعي يوشوا بنجيو عبر تطبيق "زووم"، ليُحذر من أن التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين يشكل خطراً، وأن وتيرة التطوير باتت سريعةً إلى درجة قد تجعل من المستحيل على البشر التحكم فيها
.
يطرح بنجيو وجهة نظر مُحقة. لكن هل يجد حديثه صدى؟ الطموحات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي على جانبي المحيط الهادئ توحي بعكس ذلك
.
كاتبة عمود في "بلومبرغ" تغطي التكنولوجيا في آسيا. عملت سابقًا مراسلة تقنية في
CNN
و
ABC News
.
خاص بـ "بلومبرغ"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ورشة في الذكاء الاصطناعي لأعضاء هيئة التدريس غير المتخصصين بجامعة جازان
ورشة في الذكاء الاصطناعي لأعضاء هيئة التدريس غير المتخصصين بجامعة جازان

صحيفة سبق

timeمنذ 28 دقائق

  • صحيفة سبق

ورشة في الذكاء الاصطناعي لأعضاء هيئة التدريس غير المتخصصين بجامعة جازان

في إطار سعي جامعة جازان لتعزيز القدرات الأكاديمية لمنسوبيها وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجالي التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، نظّمت كلية الهندسة وعلوم الحاسب ورشة عمل متخصصة لتأهيل أعضاء هيئة التدريس غير المتخصصين لتدريس مقرر "مقدمة في الذكاء الاصطناعي". وقدّم الورشة عميد كلية الهندسة الدكتور موسى بن أحمد خبراني، مستعرضًا الإطار العام لمحو الأمية الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب المبادئ التربوية لتدريس المقرر بأساليب حديثة تتناسب مع طبيعة التخصصات المختلفة، بما يضمن تحقيق أهداف المقرر في بناء جيل متمكن معرفيًا وأخلاقيًا من أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وهدفت الورشة إلى تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات الأساسية التي تمكّنهم من تقديم المقرر بكفاءة، وتطرقت إلى أبرز الاتجاهات العالمية في تعليم الذكاء الاصطناعي، إلى جانب أهمية تضمينه في المنهج الجامعي لجميع الطلبة، بما يتماشى مع توجهات المملكة نحو بناء اقتصاد رقمي ومجتمع معرفي متطور. وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من البرامج التطويرية التي تنفذها الكلية دعمًا لجودة التعليم الجامعي، ورفع كفاءة تدريس المقررات المستقبلية ذات الطابع التخصصي والرقمي.

ابتكار روبوت جراحي ذاتي الحركة والرؤية
ابتكار روبوت جراحي ذاتي الحركة والرؤية

الشرق الأوسط

timeمنذ 28 دقائق

  • الشرق الأوسط

ابتكار روبوت جراحي ذاتي الحركة والرؤية

طوّر باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم، بالتعاون مع جامعتيْ إمبريال كوليدج لندن وغلاسكو في بريطانيا، روبوتاً جراحياً دقيقاً قادراً على التنقل داخل الجسم البشري باستخدام نظام رؤية داخلية ذاتية، دون الحاجة إلى مستشعرات أو كاميرات خارجية. وأوضح الباحثون أن هذا الروبوت يُعدّ الأول من نوعه الذي يدمج نظام تغذية راجعة بصرياً داخلياً بالكامل، مما يسمح له بتصحيح حركته بدقة عالية، في خطوة رائدة بمجال الجراحة الدقيقة والذاتية. ونُشرت نتائج الدراسة، الجمعة، في دورية (Microsystems & Nanoengineering). وتُستخدم الروبوتات المجهرية في الجراحات الدقيقة، حيث تتطلب التدخل في مناطق بالغة الحساسية مثل الأعصاب، والأوعية الدموية الدقيقة، والأنسجة الرقيقة. ومع تطور التكنولوجيا، باتت الروبوتات المجهرية خياراً واعداً، إذ توفّر ثباتاً وتحكّماً يتجاوز القدرات البشرية، خصوصاً في جراحات الدماغ والعين، أو في استئصال الأورام العميقة. ويُعد التحكم الدقيق في هذه الروبوتات عاملاً حاسماً لنجاحها، ولا سيما في البيئات الحيوية الحساسة، فأي انحراف بسيط قد يؤدي إلى ضرر غير مقصود، خصوصاً عند التعامل مع خلايا أو أنسجة دقيقة. ولتحقيق حركة ميكرومترية دقيقة، تُستخدم خوارزميات تغذية راجعة لحظية. لكن الحفاظ على هذه الدقة، في ظلّ عوامل خارجية مثل الجاذبية أو الاهتزازات أو التشويش الكهرومغناطيسي، لا يزال يمثل تحدياً كبيراً. ويعتمد الروبوت الجديد على أذرع دقيقة مثبتة على هيكل ثلاثي الأبعاد مطبوع بتقنية الطباعة المجسمة، حيث استُبدلت بالمفاصل التقليدية عناصر مرنة تتيح حركة دقيقة وسلسة وخالية من الارتداد. الأهم من ذلك أن الفريق البحثي دمج كاميرا بصرية دقيقة للغاية داخل الروبوت، تعمل على تتبُّع علامات بصرية تُعرف باسم «AprilTag» لمراقبة الحركة داخلياً. ويُحلِّل النظام الصور لحظياً باستخدام وحدة تحكم تعتمد على خوارزمية «PID»، لتصحيح مسار الروبوت بشكل فوري أثناء الحركة، والتعامل مع أي اضطرابات خارجية مثل الجاذبية أو اهتزاز يد الجرّاح. وأظهرت التجارب أن الروبوت يتمتع بدقة عالية جداً، مع أداءٍ فاقَ أنظمة الروبوتات المجهرية التقليدية. ووصف الباحثون هذا التطور بأنه يمثل نقلة نوعية في مجال الروبوتات المجهرية، حيث يوفّر دمج الرؤية داخل الروبوت نظاماً أكثر موثوقية ودقة ومرونة، وهي خصائص ضرورية لأي أداة طبية تُستخدم داخل جسم الإنسان. كما أشاروا إلى أن تصميم الروبوت المدمج والمستقل يجعله مثالياً للعمل في بيئات ضيقة ومعقمة، مثل الجراحات طفيفة التوغل أو عمليات استئصال الأنسجة بالليزر، دون الحاجة إلى أجهزة خارجية قد تعوق الحركة أو تزيد من تعقيد الإجراءات الجراحية.

أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة صامطة ويبحثان احتياجاتها التنموية
أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة صامطة ويبحثان احتياجاتها التنموية

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة صامطة ويبحثان احتياجاتها التنموية

التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اليوم، بحضور صاحب السمو الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي نائب أمير المنطقة، مشايخ وأهالي محافظة صامطة، لتبادل وجهات النظر حول كل ما يُعنى بالتنمية في المحافظة، إنفاذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة بمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية، بما يلبي احتياجات المواطن والمقيم في جميع مناطق المملكة. وبحث سمو أمير المنطقة وسمو نائبه احتياجات محافظة صامطة من المشروعات الخدمية والتنمية السياحية، إضافةً لمناقشة عدد من الآراء والمقترحات المقدمة. وأكد سمو أمير منطقة جازان أن زيارة محافظة صامطة والالتقاء بالأهالي، تأتي ضمن توجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله- بمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية بما يلبي احتياجات المواطن والمقيم في جميع مناطق المملكة. واستمع سموه إلى كلمة الأهالي ألقاها نيابة عنهم منصور بجوي، رحب فيها نيابة عن أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها، بزيارة سمو أمير المنطقة وسمو نائبه، التي تأتي تأكيدًا لحرص الحكومة الرشيدة على تتبع وتوفير أرقى الخدمات للمواطنين والمقيمين، مؤكدًا دور سمو أمير المنطقة في التنمية ودعمه المتواصل لجميع القطاعات الخدمية، والعمل على دفع عجلة التنمية والارتقاء بالخدمات في شتى القطاعات. واطلع سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه، على عرض عن المشروعات البلدية بمحافظة صامطة، منها 57 مشروعًا منجزًا، بتكلفة بلغت 526 مليون ريال، وهي 50 مشروعًا بلديًا تشمل مشروعات السفلتة والطرق والنظافة وتشغيل المدينة، والبُنى التحتية، و 3 مشروعات إسكانية تشمل 1879 قطعة سكنية، و 4 مشروعات لدرء أخطار السيول، إلى جانب 30 مشروعًا جار العمل على تنفيذها بتكلفة تبلغ 405 ملايين ريال، تشمل 28 مشروعًا بلديًا في السفلتة والنظافة وتشغيل المدينة، ومشروعين للإسكان، تشمل 404 وحدات سكنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store