
اليوان الصيني يقود العالم نحو نظام نقدي أكثر تنوعا واستقرارا
ركز المنتدى على التحول في مسار تدويل الرنمينبي، من مرحلة 'بناء القنوات' إلى مرحلة 'تحسين المنظومة'، مسلطا الضوء على الدور المتنامي للعملة الصينية في تعزيز التعددية، الشمولية، والاستقرار في النظام النقدي العالمي.
توسيع شبكة الرنمينبي دوليا
في اليوم الأول للمنتدى، أعلن نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود (CIPS) توقيع اتفاقيات تعاون مع ست مؤسسات مالية دولية، من بينها البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وبنك أبوظبي الأول، وبنك UOB السنغافوري. وشكّلت هذه الاتفاقيات أول تغطية مباشرة لشبكة تسوية الرنمينبي في إفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى.
تمثل هذه الخطوة توسعا استراتيجيا في نطاق استخدام الرنمينبي على الساحة الدولية، بما يسهم في بناء شبكة مالية عالمية جديدة ذات طابع تشاركي.
نحو تعددية نقدية أكثر توازنا
أشار بان قونغ شنغ، محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، إلى أن النظام النقدي الدولي يتجه تدريجيًا نحو نموذج أكثر توازنًا بين عدة عملات سيادية. وأوضح أن تعزيز التعددية النقدية يُسهم في تعميق التزام الدول ذات العملات السيادية بالسياسات النقدية، وزيادة مرونة النظام المالي الدولي، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي عالميا.
التوسع الدولي لمنظومة التسوية المالية
على مدى السنوات الأخيرة، كثّفت الصين جهودها لتطوير البنية التحتية المالية العابرة للحدود. أنشأ بنك الشعب الصيني 34 مركز تسوية بالرنمينبي في 32 دولة ومنطقة حول العالم. وتشير بيانات نظام الدفع الصيني CIPS إلى أن عدد المشاركين المباشرين بلغ 171، بينما تجاوز عدد المشاركين غير المباشرين 1500، مما يمنح النظام حضورا فعّالا في الأسواق الاقتصادية الكبرى.
توفر هذه المراكز خدمات تسوية محلية للمؤسسات المالية الدولية، بالإضافة إلى حلول متكاملة عبر الربط مع السوق المحلي الصيني، بما في ذلك الدعم المالي ومنتجات الأصول.
أكد 'الكتاب الأبيض لتدويل الرنمينبي'، الصادر عن بنك الصين عام 2025، أن امتداد شبكة التسوية عالميا يشكّل أساسا قويا لتعزيز الإقبال الدولي على استخدام الرنمينبي.
آلية مبادلة العملات وتعميق التعاون المالي
منذ عام 2009، وقع بنك الشعب الصيني اتفاقيات ثنائية لتبادل العملات مع 32 دولة ومنطقة، بإجمالي قيمة تجاوزت 4.5 تريليون يوان. توفر هذه الآلية وسيلة فعّالة لتعزيز الاستقرار النقدي ودعم السيولة في الأوقات الحرجة، مما يخلق بيئة مواتية لتنمية التجارة والاستثمار بين الأطراف المعنية.
أجمع الخبراء المشاركون في المنتدى على أن هذه الآلية لا تُعد وسيلة تنافسية بقدر ما هي أداة لتعميق التعاون المالي، مما يُسهم في رفع مكانة الرنمينبي كعملة احتياطية عالمية.
في هذا السياق، جاءت أول قمة مباشرة جمعت محافظي البنوك المركزية الصينية ودول مجلس التعاون الخليجي في فبراير 2025، لتُرسي أسسا جديدة للتعاون في مجال العملات المحلية، وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، وربط أنظمة الدفع، إلى جانب دعم جهود الإصلاح في الحوكمة المالية العالمية، والتعاون في مجالات العملات الرقمية ومكافحة غسل الأموال.
الرنمينبي الرقمي ومشروع mBridge
من بين أبرز المبادرات التي طُرحت في المنتدى، إعلان محافظ البنك المركزي الصيني عن تأسيس مركز تشغيل دولي للرنمينبي الرقمي في شانغهاي، في خطوة تعكس التزام الصين بتطوير أنظمة دفع رقمية حديثة. يتمتع الرنمينبي الرقمي (e-CNY) بخصائص مثل التسوية عند الدفع، والعقود الذكية القابلة للبرمجة، والأمان والكفاءة، مما يجعله أداة عملية لدفع التعددية في أنظمة الدفع العالمية.
كما يمكن للرنمينبي الرقمي الوصول إلى مجموعة متنوعة من العملات الرقمية للبنوك المركزية عبر مشروع 'جسر العملة الرقمية متعدد الأطراف للبنوك المركزية (mBridge)'، مما يقلل بشكل كبير من تكلفة المدفوعات عبر الحدود. يُتوقع أن يصبح هذا المشروع امتدادا تقنيا مهما خارج نظام 'سويفت'، مما يوفر خيارا أكثر أمانا وكفاءة لأنظمة الدفع العالمية.
الانفتاح المالي وتعزيز الجاذبية الدولية
أكد لي يون تسه رئيس الهيئة الوطنية للتنظيم المالي على أن الاقتصاد العالمي أصبح أكثر ترابطا من أي وقت مضى. موضحا أن الانفتاح والتعاون يمثلان قوة دافعة لإصلاح القطاع المالي وتطويره في الصين.
وأشار إلى أن بلاده ستواصل توسيع الانفتاح المؤسسي للقطاع المالي من خلال تعزيز بناء أنظمة القواعد والمعايير، وتحسين بيئة الأعمال للمستثمرين الأجانب، وتعزيز الإطار القانوني للقطاع المالي، وتوفير بيئة سياسية شفافة ومستقرة.
في هذا السياق، تبرز مدينة شانغهاي كنموذج لمركز مالي عالمي يُسهم في تعزيز موقع الصين كقوة مالية دولية. مع توسع استخدام الرنمينبي عالميا، يبدو أن الصين تسعى بجد نحو نظام نقدي دولي أكثر تنوعا واستقرارا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 7 ساعات
- الاقتصادية
النفط يرتفع 0.6% عند التسوية بفضل مؤشرات الطلب القوي
ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء مع عكوف المستثمرين على تقييم مؤشرات الطلب الإيجابية والتعامل بحذر قبل اجتماع "أوبك+" بشأن سياسة الإنتاج لشهر أغسطس. وصعد خام برنت 0.6% إلى 67.11 دولار للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.5% إلى 65.45 دولار للبرميل. وقال خبير إدارة المخاطر لدى ليكويديتي إنرجي راندال روثنبرج: إن بيانات داعمة من مسح أجراه القطاع الخاص في الصين هي سبب المكاسب على الأرجح، بعدما أظهرت عودة نشاط المصانع إلى التوسع في يونيو. ومما حد من المكاسب التوقعات بأن تحالف "أوبك+" سيزيد إنتاجه من النفط الخام في أغسطس بمقدار مماثل للزيادات الضخمة المتفق عليها في مايو ويونيو ويوليو. وقال محلل الطاقة لدى ستون إكس أليكس هودز: "ستتجه الأنظار كلها إلى قرار (أوبك+) في مطلع الأسبوع، إذ من المتوقع أن يزيد التحالف الإنتاج 411 ألف برميل يوميا أخرى في محاولة لزيادة حصته السوقية". ويراقب المستثمرون أيضا المفاوضات التجارية قبل انقضاء الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية في التاسع من يوليو. وقال ترامب اليوم إنه لا يعتزم تمديد الموعد.


مباشر
منذ 8 ساعات
- مباشر
اتصال هاتفي بين محمد بن زايد ورئيس كوريا لبحث التعاون الاقتصادي والتنموي
أبوظبي - مباشر: تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من لي جيه ميونغ رئيس جمهورية كوريا الصديقة، بحثا خلاله مسارات التعاون والعمل المشترك على مختلف الأصعدة خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة إضافة إلى التعليم والدفاع والتكنولوجيا والاستدامة وغيرها من الجوانب الحيوية. ويأتي ذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين وبما يخدم مصالحهما المشتركة ومتطلبات التنمية خلال المرحلتين الراهنة والمستقبلية، وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام". كما هنأ محمد بن زايد خلال الاتصال لي جيه ميونغ بمناسبة توليه مهامه الرئاسية متمنياً له التوفيق في قيادة بلده نحو مزيد من التقدم والإنجازات التنموية، معرباً عن تطلعه إلى العمل معه لمواصلة تعزيز العلاقات الإماراتية - الكورية المتنامية وتحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين بما يعود بالخير والرخاء على شعبيهما. وتطرق الاتصال إلى عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها وفي مقدمتها أهمية دعم المساعي الإقليمية والدولية لإرساء أسس السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط لمصلحة جميع شعوبها. من جانبه أعرب رئيس جمهورية كوريا عن حرصه على مواصلة دعم علاقات التعاون بما يفتح آفاقا جديدة للشراكات البناءة بين البلدين. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

العربية
منذ 10 ساعات
- العربية
اتفاقية للترويج للسياحة المغربية في الصين وتعزيز الربط الجوي
يستهدف المكتب الوطني المغربي للسياحة جذب مليون سائح صيني بحلول عام 2030، ضمن خطة للترويج للسياحة المغربية في السوق الصينية. ووقع المكتب المغربي للسياحة وشركة الطيران "تشاينا إيسترن إيرلاينز" اتفاقًا لتعزيز الترويج للمغرب في السوق الصينية، وإطلاق استراتيجية تسويق متكاملة، وتنظيم أنشطة ترويجية مشتركة، وبرمجة رحلات صحافية، فضلًا عن تحسين الربط الجوي نحو المغرب. وقالت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور: "من خلال تعاوننا مع شركة تشاينا إيسترن إيرلاينز، نعزز حضورنا في آسيا ونؤكد توجهنا لتنويع الأسواق"، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء. وأوضح المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أشرف فائدة، أن هذا التعاون يأتي ضمن خطة لإبرام شراكات استراتيجية مع كبار الفاعلين في النقل الجوي العالمي، وفتح المغرب أمام الأسواق الأكثر زخمًا وطلبًا". ويأتي هذا التعاون بعد إطلاق خط "شنغهاي-الدار البيضاء" عبر مرسيليا من خلال "تشاينا إيسترن" في شهر يناير 2025. وسيتم، انطلاقًا من أكتوبر 2025، إطلاق خط مباشر بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا، مما سيمكن من ربط الدار البيضاء بأكبر قطب مصدر للسياح في الصين، إضافة إلى الخط المباشر "بكين-الدار البيضاء" الذي توفره الخطوط الملكية المغربية.