logo
ماذا يحدث فى جسمك ورئتيك عند ارتفاع الرطوبة.. 5 نصائح لتجنب أى مضاعفات

ماذا يحدث فى جسمك ورئتيك عند ارتفاع الرطوبة.. 5 نصائح لتجنب أى مضاعفات

اليوم السابعمنذ يوم واحد
قالت هيئة الأرصاد الجوية، إن اليوم الأربعاء، يشهد ارتفاعا فى نسب الرطوبة على أغلب الأنحاء، مما يزيد الإحساس بحرارة الطقس عن المتوقع في الظل، بقيم تتراوح من (3:2) درجة.
وقد يتسبب ارتفاع درجة الرطوبة فى الشعور ببعض الأعراض، مثل الخمول وانخفاض النشاط البدنى، كذلك ضيق التنفس ، مما يستدعى القيام ببعض الخطواب لتجنب تلك الأعراض، وفقا لموقع "Health partners".
كيف تحدث الرطوبة؟
تقيس الرطوبة كمية بخار الماء في الهواء، ويعني ارتفاع مستوى الرطوبة وجود كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء، في الأجواء الرطبة، يصبح الهواء مشبعًا بالهيدروجين والنيتروجين والأكسجين، ما يضطر الرئتين إلى بذل جهد أكبر للحصول على الأكسجين من الهواء، مما يزيد الشعور بالخمول في تلك الأجواء، ويجعل النشاط البدني مرهقًا للغاية.
وغالبًا ما تترافق الرطوبة مع سوء جودة الهواء ، لأن مع وجود كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء خلال فترات الرطوبة العالية، لا تستطيع جزيئات التلوث المحمولة جوًا الانتشار في الغلاف الجوي بسهولة كما هو الحال عادةً، لذلك تبقي الرطوبة هذه الجزيئات قريبة من الأرض، مما يزيد مستويات تلوث الهواء من حولنا ويحافظ عليها.
وفي الرطوبة العالية لا تكون درجة الحرارة أعلى في الواقع، ولكنها تبدو كذلك لأن أجسامنا لا تستطيع تبريد نفسها، لأنه فى درجات الحرارة المرتفعة يتعرق الجسم، وتبخر قطرات العرق عن بشرتنا هو ما يبردها، ولكن في الأيام الرطبة، يصعب تبخر العرق في الهواء، لأن الهواء يكون شبه ممتلئ بالبخار ولا يتسع للمزيد.
وفى تلك الحالة يحدث الشعور بالحرارة واللزوجة، حيث يتراكم العرق على الجلد وغير قادر على التبخر في الهواء، مما يؤدى إلى استمرار الجسم في التعرق دون الشعور بأي راحة، وبالتالى تدفع الرطوبة العالية الجسم إلى بذل جهد زائد لتبريد نفسه، ومع كل هذا الجهد الإضافي، يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم.
الاضرار الصحية لارتفاع نسبة الرطوبة
ووفقا للموقع قد تؤدى الرطوبة العالية للإصابة بالأمراض مرتبطة بالحرارة ، وذلك لأن عدم القدرة على تبريد الجسم لا يسبب مجرد الشعور بعدم الراحة، وإنما يرهق العمليات الداخلية للجسم، و مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية، يحتاج إلى بذل جهد أكبر لمحاولة تبريده، مما يُسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وفى تلك الحالة يتدخل المخ لإرسال المزيد من الدم إلى الجلد، حيث يمكن الحرارة من الخروج، كذلك توسيع الأوعية الدموية لزيادة التعرق، الأمر الذى يتسبب فى فقدان الماء والأملاح، مما قد يؤدى إلى حدوث الجفاف، ويعرض الجسم لمجموعة من الآثار الجانبية المرتبطة بالحرارة والرطوبة، مثل التعب وتشنجات العضلات وصعوبة التنفس.
وقد يؤدى ذلك إلى بعض المضاعفات الصحية المحتملة، مثل:
الجفاف: إن التعرق الزائد في درجات الحرارة العالية والرطوبة العالية يُفقد أجسامنا السوائل الأساسية، أسرع مما يمكن تعويضه بشرب الماء، ويعد الشعور بالعطش هو أول علامة على الإصابة بالجفاف، وإذا لم تحصل على كمية كافية من الماء، فسيقل التعرق والتبول، وقد تعاني من صداع وتقلصات في المعدة وتشنجات عضلية.
الإغماء: يحدث الإغماء في الطقس الحار بسبب انخفاض ضغط الدم في الدماغ، والناتج عن اندفاع الدم إلى مناطق أخرى من الجسم لمحاربة الحرارة.
الطفح الحراري: قد يؤدي التعرق المفرط إلى طفح حراري بسبب تراكم العرق تحت الجلد، وقد يتسبب فى ظهور نتوءات بارزة في منطقة الطفح، وقد تُسبب حكة ولسعة.
الإجهاد الحراري: قد يؤدي فقدان السوائل المستمر نتيجة التعرق المفرط إلى الإجهاد الحراري، لذلك إذا شعرت بالضعف أو الغثيان أو الدوار بعد قضاء وقت في الحر، فمن المرجح أنك تعاني من الإجهاد الحراري، والذى قد يتحول إلى ضربة شمس فى حالة عدم علاجه.
ضربة الشمس:تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية، قد يتوقف الشخص المصاب بضربة الشمس فجأةً عن التعرق، ويعاني من ضعف التوازن، ويشعر بالارتباك والتشوش، ويفقد الوعي.
حالات صحية قد تتفاقم بسبب الرطوبة العالية
بعض الأمراض تزيد التعرض للآثار الصحية السلبية للحرارة والرطوبة، وقد تُسبب ردود فعل جسدية أشد، وعلى رأسها ما يلى:
الربو: عند الإصابة بالربو ، تصبح رئتيك أكثر حساسية لعوامل متعددة، أحدها الرطوبة، حيث يمكن أن تؤدي مستويات الرطوبة العالية في الهواء إلى تضيق الشعب الهوائية لدى مرضى الربو، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض ، مثل السعال والصفير وضيق التنفس.
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD): يبذل الجميع جهدًا أكبر للتنفس عندما يكون الجو رطبًا في الخارج، لأن الهواء يكون أكثر كثافة، وتتفاقم صعوبة التنفس لدى المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن .
أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم: يحتاج القلب إلى ضخ كميات أكبر بكثير من الدم في الأيام الحارة والرطبة للحفاظ على برودة الجسم، مما يُسبب ضغطًا كبيرًا على القلب.
مرض الكلى المزمن : يتطلب التعرق المستمر في الحر جهدًا كبيرًا من الكليتين، إذ تساعدان في تنظيم ضغط الدم وإمداد باقي الجسم بالماء، ويمكن أن يُسبب مرض الكلى المزمن اضطرابًا في هذه العمليات.
داء السكر: قد تتضرر الأعضاء والأوعية الدموية بسبب داء السكر ، مما يُصعّب على المريض معرفة متى يشعر بالحر الشديد وتبريد جسمه بفعالية عند الشعور به، مما قد يسبب جفافًا أسرع في الطقس الحار والرطب.
الحساسية: تُهيئ الرطوبة بيئة مثالية لنمو العفن، ويحتفظ الهواء الرطب بحبوب اللقاح وغيرها من المواد المهيجة، إذا كنت تعاني من الحساسية ، فقد تلاحظ أن الأعراض تزداد حدة في الأيام الرطبة، أو في الأماكن الداخلية ذات الرطوبة العالية.
طرق للوقاية من المضاعفات الصحية أثناء الرطوبة العالية
يوجد بعض الخطوات التى تساعد على الاستمتاع بفصل الصيف، مع الوقاية من الأعراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مثل:
ـ تحقق من مستوى الرطوبة قبل الخروج: مهما كانت خططك اليومية، يُنصح دائمًا بالتحقق من حالة الطقس مسبقًا، خاصةً إذا كنت تخطط لأنشطة خارجية، لأن معرفة توقعات الحرارة والرطوبة تمكنك من تعبئة كمية كافية من الماء وواقي الشمس ، والتخطيط لعدد كافٍ من فترات الاستراحة في الظل.
ـ حافظ على رطوبة جسمك: أفضل طريقة للحفاظ على رطوبة الجسم هي شرب السوائل قبل الشعور بالعطش، حيث يمكنك تناول مشروبك مع وجبة خفيفة مالحة، أو اختيار ال مشروبات المحتوية على الصوديوم الذى يساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء الذي تشربه.
ـ تخفيف الأنشطة الخارجية الشاقة: يمكن إعادة جدولة التمارين الرياضية باستثناء السباحة، لأن انتظار يوم أكثر برودة ورطوبة أقل سيحمي صحتك.
ـ اختار ملابس تسمح بمرور الهواء: اختار ملابس فضفاضة، مصنوعة من أقمشة تسمح بمرور الهواء مثل القطن والكتان، لأن ذلك يساعد على تدوير الهواء على البشرة وتبخير العرق بدلاً من حبسه.
ـ استرح قليلاً مع مكيف الهواء أو المروحة: بعد التعرق الشديد في الحر، حتى بضع ساعات فقط في الهواء البارد كفيلة بمساعدتك على التعافي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم
أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم

قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر ، إن الإسلام جاء ليصون كرامة الإنسان ويمنع الأذى عنه بكل صوره، مشددًا على أن الأذى اللفظي والنفسي لا يقل خطرًا عن الأذى الجسدي، بل قد يفوقه ألمًا وتأثيرًا. وأضاف الدكتور نبوي، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أن الكثير من الناس يستهينون بكلمات تنطلق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسيء إلى الآخرين دون بينة أو حق، قائلاً: "كم من شخص خاض في عرض إنسان بريء أو اتهمه زورًا، ثم ثبت أن كل ما قيل لم يكن صحيحًا، لكن الضرر النفسي قد وقع، وقد يكون صاحبه قد فوض أمره إلى الله". وأكد أن دعوة المظلوم عند الله لا تُرد، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"، مشيرا إلى خطورة التنمر والسخرية والكلمات المؤذية، التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها عند الله عظيمة، خاصة إذا مست كرامة إنسان. وأكد على أن الإسلام دين الرحمة، وأن أول ما رسخه النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة كان السلام والتعايش المشترك، حيث قال: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم
أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم

قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر ، إن الإسلام جاء ليصون كرامة الإنسان ويمنع الأذى عنه بكل صوره، مشددًا على أن الأذى اللفظي والنفسي لا يقل خطرًا عن الأذى الجسدي، بل قد يفوقه ألمًا وتأثيرًا. وأضاف الدكتور نبوي، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أن الكثير من الناس يستهينون بكلمات تنطلق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسيء إلى الآخرين دون بينة أو حق، قائلاً: "كم من شخص خاض في عرض إنسان بريء أو اتهمه زورًا، ثم ثبت أن كل ما قيل لم يكن صحيحًا، لكن الضرر النفسي قد وقع، وقد يكون صاحبه قد فوض أمره إلى الله". وأكد أن دعوة المظلوم عند الله لا تُرد، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"، مشيرا إلى خطورة التنمر والسخرية والكلمات المؤذية، التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها عند الله عظيمة، خاصة إذا مست كرامة إنسان. وأكد على أن الإسلام دين الرحمة، وأن أول ما رسخه النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة كان السلام والتعايش المشترك، حيث قال: "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

أطفال التوحد فى غزة بين نقص الغذاء والرعاية وأصوات القصف والأشلاء.. نوبات هلع يومية لـ"عبدالهادى ومصطفى" ووالدهما لا يجد مركزا لعلاجهما.. أسر المرضى: لا نجد مكان يتلقى فيه أطفالنا أبسط حقوقهم من اللعب والتأهيل
أطفال التوحد فى غزة بين نقص الغذاء والرعاية وأصوات القصف والأشلاء.. نوبات هلع يومية لـ"عبدالهادى ومصطفى" ووالدهما لا يجد مركزا لعلاجهما.. أسر المرضى: لا نجد مكان يتلقى فيه أطفالنا أبسط حقوقهم من اللعب والتأهيل

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

أطفال التوحد فى غزة بين نقص الغذاء والرعاية وأصوات القصف والأشلاء.. نوبات هلع يومية لـ"عبدالهادى ومصطفى" ووالدهما لا يجد مركزا لعلاجهما.. أسر المرضى: لا نجد مكان يتلقى فيه أطفالنا أبسط حقوقهم من اللعب والتأهيل

<< ولادة سهراب مسلم لطفل مصاب بالتوحد يدفعها لتدشين مركز لعلاج المرضى << أبو عدي حلس: نزول كبير في أوزانهم ما بين 10 إلى 12 كيلو بسبب حالاتهم النفسية المتأخرة << محمد أصيب بالتوحد نتيجة العدوان على غزة 2008 واستخدام سلاح الفسفور << مديرة مركز تأهيل: انتشار المجاعة يشكل خطر كبير على أطفال التوحد << 3,000 إلى 5,000 طفل توحد داخل القطاع ولا إحصائيات رسمية << مدير برنامج التأهيل معظم أطفال التوحد يُعانون من حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية << والدة إحدى المرضى: ابني لا ينام يصرخ طوال الليل ويخشى الخروج من تحت البطانية << المادة (11) من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تنص على اتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حمايتهم وسلامتهم << مدير مركز الإرادة للتوحد في غزة: بعض المرضى استشهدوا والاحتلال دمر مراكز العلاج << والدة أ . ع مصاب بطيف توحد: أصبح يعاني من إمساك مزمن واضطرابات بالدماغ بسبب الخوف الشديد << مدير الجمعية الوطنية للتأهيل بفلسطين: عدم الحصول على الدعم الحكومي والضغوط المالية أزمات تواجه مراكز العلاج << أم الطفل "م.ق": يعانى من اكتئاب شديد بسبب الحرب والمرض ينهش فيه يوميا "أبو عدي حلس"، يذهب كل يوم خارج خيمته يبحث في مخيمات النزوح التي تأويه وأسرته عن مركز علاج للتوحد لإيجاد أي متخصص لعلاج ابنيه الأكبر "عبدالهادي" والصغير "مصطفى" المصابان بالتوحد اللذان تأخرت حالتهما الصحية بفعل توقفهم عن العلاج منذ بداية الحرب ، لا يعلم الأب ماذا يفعل يسأل بعض الجيران في المخيمات المجاورة عن ما إذا سمعوا عن وجود أي مركز قريب من المخيم فلا يجد إجابة، يعود لزوجته وعلامات الحزن تحيط بوجهه وينظر لأطفاله والألم يعتصره فهو لا يجد أي أمل سواء في إيجاد حل قريب ينهى أزمتهما أو وقف للحرب بشكل دائم يضمن لهما تحسن حالتهما كما كانا قبل العدوان. اقرأ أيضا: معاناة أبناء أبو عدي بسبب القصف وتزايد أعراض التوحد "أبو عدي" لم يعد فقط يواجه الموت هو أسرته يوميا بسبب الحرب على غزة ، بل أيضا يواجه معاناة عدم قدرته على علاج أبنيه، وبعد أن ظل سنوات يتابع علاجهما قبل العدوان فجأة انقطعت به السبل ولم يعد قادرا على اصطحاب عبد الهادي ومصطفى لمركز علاج التوحد بالقطاع، يشاهد ابنه الكبير وهو يعانى من نوبات صرع ولا يجد له طبيبا أو مشرف علاجي لمتابعة حالته. "عبدالهادي" البالغ من العمر 17 عاما، والذي اكتشفت أسرته إصابته بالتوحد في بداية عمره، يعاني يوميا من الهلع خاصة مع تصاعد القصف داخل القطاع، بجانب عدم النوم لساعات كافية، بجانب البكاء المستمر في ظل عجز عائلته عن استشارة أي متخصص للتعامل مع حالته التي تدهورت بشكل كبير منذ بداية الحرب حاله حال باقي أقرانه المرضى. عدم توافر أرقام رسمية بشأن عدد مرضى التوحد في غزة حاولنا الوصول إلى أرقام رسمية بشأن عدد أطفال التوحد داخل القطاع، إلا أننا لم نصل سوى لعدد ذوى الإعاقة فقط والبالغ عددهم 58 ألف شخص، بينما وفقا للأرقام غير الرسمية لمرضى التوحد فهي متفاوتة بشكل كبير بين خمسة آلاف مصاب، و12 ألف حالة وفقا لما أكده بعض الأسر والمراكز المتخصصة في علاج المرضى. مركز تأهيل وتطوير مهارات التوحد يتحدي الاحتلال ويستأنف عمله كما لم نحصل على عدد رسمي لمراكز علاج التوحد داخل القطاع، إلا أن أسر المرضى تؤكد أن الكثير منها تعرض للغلق بفعل قصف الاحتلال ونزوح المسئولين والمتخصصين في تلك المراكز والمتخصصين، إلا أننا شاهدنا أمل جديد في 5 مايو، بعد الإعلان عن استئناف العمل في مركز بداية للتأهيل وتطوير مهارات طفل التوحد، مشيرا إلى تقديم أحدث البرامج التأهيلية والتدريبية بإشراف كادر مؤهل لضمان تقديم أفضل الخدمات وتنمية قدرات الأطفال في بيئة آمنة ومحفزة. وأعلن خلال بيان أن الخدمات المقدمة من قبل المركز هو تأهيل وتنمية قدرات، وعلاج مشاكل النطق والكلام، وتنمية مهارات، وتعليم أكاديمي بأسعار رمزية . ويؤكد مصطفى عابد، مدير برنامج التأهيل بجمعية الإغاثة الطبية في غزة، أن قبل الحرب كان هناك إحصائيات عامة حول الأطفال الذين يعانون من التوحد لكن لا يوجد في الوقت الحالي أي نوع من أنواع الخدمات المقدمة لهم بسبب الدمار المؤسسات المتخصصة والنزوح والتشرد مما جعل معاناة هذه الفئة تزداد. 3,000 إلى 5,000 طفل توحد في غزة ويوضح خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن عدد الأطفال المصابين بالتوحد في قطاع غزة بما بين 3,000 إلى 5,000 طفل، وفقًا لتقديرات العاملين في مجال التأهيل، ومع غياب أي إحصاءات رسمية محدثة نتيجة الانهيار الكامل في منظومة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، باتت هذه الفئة تعاني بصمت مضاعف. سهراب مسلم مديرة مركز بداية لعلاج مرضى التوحد، كان لها قصة خاصة دفعتها لإنشاء هذا المركز، بداية القصة كانت في حرب غزة عام 2008، عندما رزقها الله سبحانه وتعالى بابنها محمد، الذي أصيب بمرض التوحد مثل الكثير من أطفال جيله في القطاع بفعل العدوان الإسرائيلي والأسلحة التي استخدمها في تلك الفترة، مما دفعها للتفكير في إنشاء مركز لعلاج تلك الفئة. إصابة ابن سهراب مسلم بالتوحد بسبب استخدام الاحتلال أسلحة الفسفور وتقول "سهراب مسلم"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، :"إنشائي المركز جاء بعد رحلة كفاح مع ابني محمد مع التوحد بدأت منذ 17 عاما، بعدما ولادتها لمحمد وكان حاله كحال الكثير من المواليد في هذا العام يعانون من اضطراب التوحد، حيث أثرت الحرب على مواليد هذا العام بشكل خاص واستخدم الاحتلال الفسفور لأول مرة ضد غزة وبدأت رحلة صعبة لعلاج ابني مع غياب الخبرات والأخصائيين المتخصصين بهذا المجال وبدأت التحق بالدورات أون لاين وأقرا الكتب حتى وصلت به للدمج بالمدرسة وحققت الكثير من النجاحات". لم تكن حرب 2008 هو العدوان الوحيد على القطاع بل تبعه العديد من عمليات القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليا مما فاقم من مشكلة هؤلاء المرضى، وهو ما تؤكده "مسلم"، بأنه مع الحروب المتكررة على غزة تزايد عدد الاطفال التوحد وأصبح هذا الاضطراب هاجس مرعب يلاحق الأهالي وأولادهم، مما دفعها لدراسة التربية الخاصة وإنشاء مركز بداية في 2021 الذي ساعد الكثير من الأطفال. وتوضح أنه مع عام 2023 وبداية العدوان الإسرائيلي، توقف المركز عن العمل وبدأت الأسر بالنزوح ونزح الاطفال مع عائلاتهم لاماكن مختلفة من القطاع واصبح الوصول لهم وتلقيهم خدمات التأهيل صعب للغاية، ومع ظروف القصف وانتشار القتل بأبشع الصور كان أطفال الاعاقة وخاصة أطفال التوحد تحت ضغط كبير حيث إنهم يعانون بطبيعة الحال من حساسية من الأصوات مما يجعل مدى الرعب الذي يحق بهم والأذى من صوت الطائرات والصواريخ المستمرة وآلة القتل الاسرائيلية التي لم تتوقف مضاعف . انقطاع تأهيل أطفال التوحد على مدار شهور وتشير إلى أن تلك الفئة تعاني من انقطاع التأهيل على مدار شهور، وانقطاع الطعام وانتشار المجاعة مما يشكل خطر كبير على أطفال التوحد لأنهم انتقائيين في طعامهم فأصبح الحصول على وجبة طعام أمر صعب للغاية لهذه الفئة، بالإضافة إلى نقص الأدوية والمكملات الغذائية اللازمة لهم ولم ينجو أطفال التوحد من آلة الحرب الاسرائيلية وهناك الجريح والشهيد وهناك من فقد إحدى والديه أو كلاهما ليصبح بلا معيل في عالم ظالم وداخل عالم مظلم. "مع هذه المأساة جاءت فكرة إطلاق مبادرة سند لتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة وبدأت أعمل مع الأطفال في خيام النزوح بالتعاون زميلات كل منا في منطقة نزوحه"، حيث تشرح "سهراب مسلم"، طريقة عمل المركز خلال العدوان، موضحة أنه قبل إعلان الهدنة وعودة النازحين لمدينة غزة بشهر واحد قصف المركز دون أي وجه حق وسوي بالأرض تماما ليفقد هؤلاء الاطفال أملهم في بيئة آمنة تساعدهم وتحتوي ضعفهم وتنمي قدراتهم . وتتابع :"كل هذا الألم لم يثنين وفريقي عن مواصلة العمل، حيث جهزنا خيمة للعمل مع أطفال التوحد خاصة والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال الذين يعانون من مشكلات النطق والكلام وقد زاد عدد الأطفال الذين يعانون من هذه الأعراض نتيجة الضغط النفسي للحرب"، مشيرة إلى أن أهم الصعوبات التي يواجهها المركز هو توفير مكان مناسب أكثر من خيمة لتقديم خدمات التأهيل للأطفال، وتوفير الألعاب التعليمية والوسائل والأدوات التي تساعد في تعليمهم وتأهيلهم. صعوبة توفير وسائل المواصلات لأطفال التوحد وأسرهم للوصول لمراكز التأهيل وتؤكد أن توفير وسائل المواصلات أحد التحديات التي يواجهها طاقم مركز بداية والأسر وأطفالهم المتلقون للخدمة لعدم توفر السولار والبنزين وارتفاع اسعار وسائل النقل، وكل هذا مغلف بمخاطر القصف والخوف والجوع وصعوبات التنقل من بين الركام. وتقول مدير مركز بداية :"طموحنا أن نستمر في تقديم خدمات التأهيل لهؤلاء الأطفال والوصول لأكبر عدد ممكن ومساعدته، وجعل المركز مكانا يحتضن تلك الفئة ويخفف عنهم معاناتهم، وأن نجد من يمد يد العون لفئة ذوي الإعاقة وخصوصا التوحد لأن هذه الفئة تعاني بصمت دون وجود صوت لها يعبر عن احتياجاتها". ونعود لأبو عدي حلس والد الطفلين عبدالهادي وإبراهيم، حيث يشرح الأب كيف اكتشفت الأسرة مرض ابنه، قائلا:" اكتشفنا وجود مرض التوحد عند ابنى الأكبر في سن سنتان بعد عمل سلسلة فحوصات، وكنا في البداية نعتقد بأنه يعاني من ضعف في السمع عندما كنا ننادي عليه ولا يستجيب فتوجهنا إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، ولم يكن هناك أي شئ عضوي يمنع السمع وبعدها تم ملاحظة بأن الطفل يعاني من كثرة الحركة الشديدة والتشتت وعدم التركيز وبدأ يعاني من نوبات مصاحبة لصراخ تأتيه ليلا وتتراوح مدتها ما بين 50 إلى 701 ثانية وهو نائم فقط ومن بعد أن تأتيه النوبة يتم ارتخاء الجزء الأيسر من الجسم بالإضافة إلى تبول لا إرادي بعد انتهاء النوبة. عدم توافر أطباء ومتخصصين لعلاج المرضى "بعد وجود تلك الأعراض تم الدخول في دوامة من الفحوصات بسبب عدم معرفه السبب الحقيقي من قبل الأطباء لتلك الأعراض، فهناك من يقول لا يوجد شئ والبعض الأخر يؤكد أن هناك كيس مائي خلقي وأخرون يقولون إن هناك كهرباء زائدة في الجزء الأيسر من المخ"، حيث يوضح مراحل اكتشاف مرض ابنه، مشيرا إلى أنه تم معرفه الحالة على حقيقتها بعد التوجه إلى جمعية الحق في الحياه وتم التوجه لها لطرق جميع الأبواب لحل المشكلة والتخفيف عن الطفل ورفع المعاناة عنه وعن أسرته. ويشير إلى أن الأسرة علمت بمرض الطفل بعد إبراز كل التقارير الطبية والفحوصات للطيب مما جعل الأسرة نشعر بصدمة كبيرة بسبب سوء طريقه توصيل المعلومة، حيث تم معرفة نوعية المرض والطفل في سن الثلاث سنوات ونصف، وكان يتلقى العلاج من خلال مركز لأطفال التوحد. ويكشف "أبو عدي حلس"، معاناة ابنه مع بداية الحرب، حيث منذ بداية العدوان لم يتلق أي علاج أو دعم نفسي، قائلا :"ألقت الحرب بضلالها على أبنائي بأن جعلت الحالة النفسية لديهم سيئة للغاية مما أثر عليهم بشكل كبير للغاية وأصبح لديهم الخوف الشديد والهلع وعدم النوم ساعات كافية في الليل والبكاء أحيانا نتيجة الخوف الشديد من الأصوات المرتفعة الناتجة عن العمليات العسكرية، بجانب عدم الرغبة في الأكل لسوء الحالة النفسية وعدم طلب الطعام أو الرغبة في تناول ما يعرض عليهم من طعام من قبل والدتهم مما أدى إلى نزول كبير في أوزانهم ما بين 10 إلى 12 كيلو". وحول تأثير تأخر علاج طفليه بسبب الحرب يوضح أنه يضطر لبدء علاجهم مرة أخرى من نقطه البداية وكأن الأسرى لم نفعل أي شئ لهما، بعد أن بدأت تلمس تحسن في الحالة النفسية وبالتالي تحسن في الحالة الصحية وملاحظة تحسن في التركيز والاستجابة والتفاعل مع الاخرين، مشيرا إلى أنه منذ بداية العدوان لم يستطيع الذهاب بأبنيه لأي مركز علاج أو تلقى أي جلسات دعم نفسي، بعدما انقطع الاتصال بالطبيب المعالج. ويشير إلى تأثير القصف أو النزوح على ابنه عبدالهادي قائلا إنه ينتابه كثيرا من الخوف والتوهان وعدم التركيز في أي شيء، خاصة أن الوضع النفسي للجميع سيئا للغاية والوضع مؤلم ورغم ذلك تحاول الأسرة التخفيف عن ابنيهما . وبشأن أبرز احتياجات ابنيه في ظل الحرب يقول :"كل شئ بنفس مقدار الأهمية لكن الأولوية للدعم النفسي والترويح عنهم ونقلهم إلى مكان هادئ وأمن لإخراجهم من حالة الخوف والهلع والحالة النفسية السيئ للغاية"، لافتا إلى أن عودة الحرب تسببت في تأجيل سفر عبد الهادي ومصطفى لمصر لبدء رحله علاجهما بعد التواصل مع عدد من الأطباء وإجراء العديد من الفحوصات والتحاليل في محاولة لتحسين الوضع العام لهم. صراخ وبكاء، وإغلاق للأذنين، وحركات عصبية متكررة، ووجوه مفزوعة من أصوات الانفجارات والقصف، هي مشاهد يومية تعيشها أسر أطفال التوحد الذين تشكل الأصوات العالية أحد أكبر مثيرات الاضطراب لديهم. الروتين المفقود.. بداية الانهيار وبالعودة لمصطفى عابد، فإنه يؤكد أن فقدان الروتين الثابت الذي اعتاده أطفال التوحد شكل صدمة نفسية شديدة لهم، فمع النزوح القسري المتكرر، والإقامة في أماكن غير مألوفة، وغياب المدارس وجلسات العلاج، شهد هؤلاء الأطفال نوبات غضب حادة وتدهورًا سلوكيًا لافتًا. "أطفال التوحد لا يتقبلون التغيير بسهولة، إنهم يحتاجون إلى استقرار في البيئة، وجداول يومية ثابتة، وأدوات حسية معتادة"، يوضح عابد، موضحا أن العائلات بدورها وجدت نفسها أمام خيار قاسٍ، حيث حماية الطفل من الخطر الجسدي، أو محاولة توفير ما اعتادت عليه حياته السلوكية والعلاجية، ووسط هذا التناقض، كثير من الأسر فقدت السيطرة، وبعض الأطفال فقدوا القدرة على الكلام نتيجة الصدمة النفسية. ويشير عابد إلى أن معظم أطفال التوحد يُعانون من حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية، ما يجعل أصوات الانفجارات والقصف المدفعي المتواصل سببًا لنوبات فزع شديدة تدفعهم للصراخ المتكرر، والدوران حول أنفسهم، وإيذاء الذات أحيانًا. وتقول إحدى أمهات لأطفال التوحد: "ابني لا ينام، يصرخ طوال الليل ويخشى الخروج من تحت البطانية، نحاول تهدئته بوسائل بدائية، مثل لفه ببطانية ثقيلة لمحاكاة الضغط العميق، لكن لا جدوى أمام الرعب الذي يعيشه". انهيار المنظومة العلاجية ويؤكد عابد أن معظم مراكز التوحد والعلاج السلوكي والتربية الخاصة في قطاع غزة أُغلقت بسبب القصف أو النزوح، ومن بينها مركز بيتنا للتوحد والإعاقات النمائية، مركز الحياة للتربية الخاصة، مركز التوحد بجمعية الحق بالحياة، مركز التوحد بجمعية إعمار، الجمعية الفلسطينية لحالات التوحد والتأهيل ومركز جسور الأمل، لافتا إلى أن توقف هذه المراكز يعني حرمان آلاف الأطفال من البرامج التعليمية والتأهيلية، ومن الأجهزة والألعاب الحسية والتطبيقات التعليمية التي تساهم في تطورهم العقلي والسلوكي. ويلفت إلى أن غالبية الأسر تعاني من عجز في توفير الغذاء الخاص بأطفال التوحد، خاصة من يحتاجون إلى حميات غذائية معينة تقلل من حدة الأعراض، في ظل انعدام الغذاء واللبن المخصص، وغياب القدرة على توفير الحفاضات أو المياه النظيفة. فقدان الأخصائيين ويوضح أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسببت في استشهاد وجرح عدد من الأخصائيين، ونزوح أو سفر آخرين، ما أدى إلى نقص حاد في الكوادر المؤهلة للتعامل مع الأطفال ذوي التوحد. ويضيف:" أما من تبقى من الأخصائيين، فهم يعانون من تحديات قاهرة، مثل الخوف الشخصي وانعدام الأمن، صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، انقطاع الكهرباء والإنترنت، مما يعيق جلسات العلاج عن بعد، الضغط النفسي والإرهاق المهني نتيجة صدمة الحرب وتوقف الرواتب ونقص التمويل الدولي للمراكز. وحول أبرز الاحتياجات الملحة لأطفال التوحد في قطاع غزة، يسرد عابد أهمها وهي الحماية الجسدية والنفسية، وتوفير ملاجئ آمنة، استئناف جلسات العلاج الفردية والجماعية، توفير الأدوات التعليمية والعلاجية "بطاقات تعليمية، ألعاب حسية، قرطاسية" وتأمين الغذاء والدواء والمواد الخاصة بالحميات الغذائية، ودعم نفسي للعائلات والمختصين، تدريب الأسر على التدخل في الأزمات، إعادة تشغيل المراكز أو تقديم خدمات ميدانية متنقلة، إطلاق منصات إلكترونية للتواصل والتأهيل عن بعد، إشراك المجتمع في حملات توعية لدعم أطفال التوحد، توفير أدوات تعليمية قابلة للطباعة في حال انقطاع الكهرباء وتأمين أجهزة إلكترونية بسيطة "تابلت – بطاريات احتياطية". إطار قانوني وإنساني رغم أن الاتفاقيات الدولية تُلزم الدول بحماية الأطفال ذوي الإعاقة، إلا أن الواقع في غزة يشير بعكس ذلك، فالمادة (11) من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تنص على "تتعهد الدول الأطراف، وفقاً لمسؤولياتها الواردة في القانون الدولي، بما فيها القانون الإنساني الدولي، باتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتسم بالخطورة، بما في ذلك حالات النزاع المسلح والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية." كما تنص المادة (10) من الاتفاقية ذاتها على أن "لكل إنسان الحق الأصيل في الحياة، وتتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الضرورية لضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة فعليًا بهذا الحق على قدم المساواة مع الآخرين.، ورغم ذلك ما زال أطفال التوحد في غزة مجرد رقم غير مرئي وسط ركام البيوت، وانهيار المنظومات، وغياب الضمير الدولي. تدمير الاحتلال لمراكز علاج وتأهيل مرضى التوحد تواصلنا مع إسلام بركات مدير مركز الإرادة للتوحد في غزة للحديث عن تأثير المجاعة التي يعيشها القطاع الآن على أطفال التوحد، مشيرا إلى أن الجوع يؤثر بشكل كبير على الإنسان الطبيعي بينما يزداد التأثير بشكل كبير على مريض التوحد، في ظل التعنت الإسرائيلي في عدم إيصال المساعدات وقتل من يسعون الحصول عليها. "الطبيب المتخصص في علاج مرضى التوحد يعاني من الجوع مثل باقي سكان غزة وليس لديه منزل أو مركز أو مدرسة وهو ما يجعله غير قادر على تقديم أي جلسات علاجية للمرضى"، هنا يكشف "بركات" في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أسباب عدم توافر المتخصصين في ظل العدوان، لافتا إلى أن الاحتلال دمر كل المدن، بما فيها من مراكز العلاج والتي لم تعد قائمة بشكل كبير، بجانب عدم وجود مسح ميداني أو دراسات إحصائية لهؤلاء الأطفال داخل القطاع. ويوضح أن تأثير الحرب يزداد على طفل التوحد الذي فقد بيته ومنهم من تعرض إلى إصابات وهناك من استشهد أو استشهد اهله أو أمه أو أخوته، وهو ما يجعل هذه الإبادة تؤثر بشكل كبير على طفل التوحد وتؤخر حالته الصحية ليصل للمرحلة الصفر بل تحت الصفر من العلاج بعدما أن كان قد تقدم في الكثير من المجالات والمستويات، مؤكدا أن المركز الوحيد المتخصص باضطرابات التوحد في القطاع هو مركز الإرادة لكن هناك جمعيات ومراكز تخلط بين أنواع ذوي الإعاقة والتوحد وعددها ليس كثيرا. أمهات المرضى يصرخن لعلاج أبنائهن تحدثنا مع عدد من أمهات أطفال التوحد في القطاع، واللاتي رفضن ذكر اسم أبنائهن، واحترمنا رغبتهم، إلا أنهن حرصن على توضيح حجم الألم الذي يشعر به هؤلاء الأبناء، فوالدة الطفل "أ.ع"، البالغ من العمر عشر سنوات، حيث يعاني من اضطرابات طيف توحد، وارتفاع في غازات الأمونيا في الأمعاء، وسوء تغذية حاد، واضطرابات في النطق، وتأخر في الدراسة، واضطرابات في النوم ناتج عن الخوف الشديد، وإمساك مزمن بسبب غازات الأمونيا، واضطرابات في الدماغ. "في ظل الظروف الصعبة من نقص الغذاء واحتياجات الأطفال من مأكل ومشرب وتكرار النزوح جميعها شكل أكبر عائق من الاستقرار النفسي والذهني عند طفلي"، حسبما توضح الأم، حيث تشير إلى أن أكثر الصعوبات التي مرت عليها وكذلك طفلها خلال الحرب فقدان الأمان والخوف الشديد من خروجه من خيمة النزوح وفي ظل تشتت التركيز وقلة الانتباه لذلك تخشى عليه من التيه في مكان النزوح، بالإضافة للخوف الشديد من القصف وقله النوم كلها مما انعكس على الطفل والأسرة بالكامل وأثر على استقرارها وتركيزها في الحياة اليومية. وتتابع :"كنت أظن أن طفلي لا يدرك ما نحن فيه من معاناه ولكن تبين أنه مدرك في وجدانه وإحساسه العميق في التفكير بصمت، وكذلك قلة الأكل لأنه يمتلك ذوق رفيع في الأطعمة والمذاق". الضغوط المالية ونقص الكوادر المؤهلة تحديات تواجه المراكز المتخصصة لعلاج التوحد "رغم الحاجة الماسة للعديد من المتخصصين، فإن عدد المراكز المتخصصة في علاج وتأهيل مرضى التوحد في غزة محدود، وتواجه تحديات كبيرة"، في هذا السياق يؤكد جمال الرزي مدير الجمعية الوطنية للتأهيل بفلسطين، أن أبرز المراكز العاملة في القطاع هي مركز بسمة أمل للتأهيل وأطفال التوحد الذي يقدم خدمات علاجية وتأهيلية وأكاديمية للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية ومتلازمة داون والتوحد، ومدرسة الإرادة، التي تحولت من مركز إلى مدرسة معتمدة من وزارة التربية والتعليم، وتستهدف الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك التوحد، وجمعية الأمل لرعاية وتأهيل أطفال التوحد في محافظة الوسطى، وتعمل على تقديم برامج توعية وتدريب للأسر والأطفال المصابين، وجمعية الحق في الحياة التى تستوعب نحو 66 طفلًا في برنامجها اليومي للتأهيل، بالإضافة إلى 60 آخرين في برنامج التدخل المبكر . ويوضح "الرزي"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أبرز التحديات التي تواجه مراكز التوحد في غزة على رأسها الافتقار إلى الدعم الحكومي، حيث تواجه المراكز صعوبة في الحصول على الدعم اللازم من الجهات الحكومية، مما يؤثر على قدرتها على تقديم خدمات فعّالة، بجانب الضغوط المالية، فتعاني العديد من الأسر من صعوبة في تحمل تكاليف العلاج، مما يؤدي إلى سحب أطفالهم من المراكز المتخصصة، ونقص الكوادر المؤهلة، فتفتقر المراكز إلى عدد كافٍ من الأخصائيين المدربين في مجال التوحد، مما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة، بجانب غياب الإحصائيات الرسمية، ولا توجد إحصائيات رسمية دقيقة عن عدد المصابين بالتوحد في غزة، مما يصعب من عملية التخطيط وتوزيع الموارد. أطفال التوحد يفقدن بيئة آمنة للعلاج بينما تتحدث أم الطفل "م.م"، البالغ من العمر عشر سنوات أيضا عن معاناتها في إيجاد مركز متخصص لتقديم جلسات العلاج، حيث تقول :"أشعر أن ابني يفتقد إلى بيئة آمنة ومريحة يلعب بها ويتم تنمية قدراته فمع الحرب دمرت المؤسسات الراعية لهذه الفئة وأصبحت المنتزهات خراب ودمار، ولا نجد مكان نذهب إليه كي يعيش طفلي طفولته ويتلقى أبسط حقوقه من اللعب والعلاج". وتشير في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى حياة طفلها في الخيمة في ظل صعوبة الحياة بها سواء في فصل الصيف أو الشتاء على الإنسان البالغ مما يزيد من صعوبة الحياة فيها بالنسبة لأطفال التوحد التي حولت حياتهم لجحيم مما جعل حالته الصحية تتراجع بشكل كبير". فيما توضح أم الطفل "م.ق"، البالغة من العمر 14 عاما كيف أثرت الحرب على ابنها المريض، الذي أصبح يعانى من اكتئاب شديد بسبب الحرب ورغم انه تخطيت مراحل متطورة في العلاج السلوكي ليقهر التوحد إلا أن العدوان أعاده إلى مراحل تم اجتيازها وتراجعت قدرته على التواصل مع الآخرين. وتؤكد في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ابنها أصبح غير قادر على إنشاء علاقات الصداقة مثل السابق بالإضافة إلى أنه حرم من حقه في التعلم، وأصبحت كلمة مدرسة هاجس يسأل أسرته عنها يوميا، قائلا :" دائما ما يقول لى ماما بدي أروح على المدرسة، ماما هل قصف اليهود المدرسة؟ وبعد النزوح أصبح يسألني عن أشيائه باقية أم سرقها اليهود". وتضيف :"أصبحت أشاهد التوحد ينهش ابني وهو يتراجع يوميا أمام عيني ولا املك له شيئا، وما نحتاجه أن يساهم كل من له سلطة على إيجاد مكان يحتوي أطفالنا يضمن لهم إنسانيتهم وحقوقهم ويكفل لهم العلاج". محمد الغول، أخصائي التربية لمرضى التوحد، يكشف حجم تأثير الحرب فى غزة على أطفال التوحد، حيث يؤكد أن هذه الفئة من الأطفال تحتاج إلى رعاية باستمرار سواء رعاية تعليمية أو علاج وظيفى ومن كل النواحي، إلا أن العدوان جعل الأطفال الطبيعيين لا يتمتعون برعاية وبالتالي كان تأثيره كبير على أطفال التوحد بعد أن فقدوا الرعاية اللازمة لحالاتهم الصحية. كما تؤكد أم الطفل "ي. م"، البالغ من العمر ثماني سنوات، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حالة ابنها الصحية تراجعت بشكل كبير نتيجة صواريخ الاحتلال والخوف شديد لدى الأطفال المرضى أقرانه، في ظل عدم التمكن من توفير الأدوات التي يحتاجها الطفل وظهور حركات غير مرغوب فيها مؤخرا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store