
ندوة حوارية تناقش التوجيهي والتخصصات في ضوء متطلبات السوق"
ناقشت جماعة "عمان لحوارات المستقبل" خلال ندوة حوارية عقدتها مساء أمس ،مع وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، نظام الثانوية العامة الجديد، والتحديات المصاحبة له، إضافة إلى واقع التخصصات الأكاديمية في الجامعات ومدى مواءمتها لاحتياجات سوق العمل.
وأكد المتحاورون أهمية تقييم التجربة الجديدة لنظام الثانوية العامة، وطرح مقترحات تطويرية شاملة، بالنظر إلى ارتباط النظام بشكل مباشر بمستقبل الطلبة وأسرهم، مستعرضين أبرز الجوانب الإيجابية التي يتضمنها النظام، ومنها تبسيط الامتحانات العامة، ومنح الطلبة مرونة في اختيار التخصصات ضمن حقول أكاديمية، واعتماد آلية جديدة لاحتساب المعدلات تراعي الجهد المتراكم للطالب، بحيث تحتسب 30بالمئة من علامة الصف الحادي عشر و70 بالمئة من الصف الثاني عشر.
كما أشاروا إلى أن النظام يتيح للطلبة إعادة المواد الدراسية لكلا الصفين؛ ما يسهم في تخفيف الضغط النفسي عن الطلبة ويعزز العدالة في الفرص التعويضية.
في المقابل، أشاروا إلى مجموعة من التحديات، تتمثل أبرزها في اعتماد التخصص المبكر بعد الصف التاسع، رغم عدم اكتمال النضج الكافي لدى الطلبة لتحديد ميولهم بشكل دقيق، بالإضافة إلى الغموض القائم في تصنيف المواد بين الأساسية والاختيارية، وتعقيد بنية المسارات الأكاديمية، وتفاوت توزيع المواد بين المسارات المختلفة، فضلا عن وجود إشكالات في آليات القبول الجامعي.
وعبروا عن القلق من اختلال التوازن في الإقبال على التخصصات، حيث استقطب الحقل الصحي أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، مقابل تراجع كبير في الإقبال على الحقول الهندسية، الأمر الذي يتطلب مراجعة دقيقة للتوجهات التعليمية.
وقدم المتحاورون عددا من التوصيات، أبرزها إعادة النظر في نسب القبول بين الحقول الأكاديمية، واعتماد مواد كالرياضيات والفيزياء، واللغة، كمواد أساسية في جميع المسارات، والسماح بالانتقال بين الحقول، بالإضافة إلى تطوير أنظمة القبول الجامعي بما يعكس حاجات سوق العمل والطاقة الاستيعابية للجامعات.
وأضاف أن اختيار المسار الأكاديمي أو المهني لا يتم بقرار فردي من الطالب، بل يتم بالتنسيق مع الأسرة والمدرسة والإرشاد التربوي، مشيرا إلى أن الوزارة تدرس حاليا تقليص عدد الحقول الأكاديمية من 6 إلى 4، بهدف تبسيط الخيارات المتاحة للطلبة.
وحول الإقبال الكبير على التخصصات الطبية، حذر الدكتور محافظة من تجاوز هذا الإقبال قدرة الجامعات على الاستيعاب، مشددا على أن تخريج أعداد تفوق حاجات السوق يشكل تحديا حقيقيا على المديين القريب والبعيد.
وأوضح أن عدد الطلبة الملتحقين بالحقل الهندسي هذا العام لم يتجاوز 6067 طالبا، على الرغم من وجود عدد كبير من كليات الهندسة، داعيا إلى إعادة توجيه الطلبة نحو تخصصات واعدة، وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن عدد الملتحقين بالتعليم المهني بلغ 18 ألف طالب فقط هذا العام، رغم التوسع في البرامج المهنية، مبينا أن الوزارة تعمل بالتعاون مع شركاء دوليين مثل اليونسكو وGIZ على تحسين صورة التعليم المهني وتعزيز ثقافة الالتحاق به، باعتباره أحد المسارات المتوائمة مع متطلبات سوق العمل محليا وإقليميا.
وأشار إلى خطط الوزارة لتأهيل المعلمين، حيث يجري تنفيذ خطة تدريب تشمل 4000 معلم قبل الخدمة، و8000 معلم أثناء الخدمة خلال العام الحالي، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 24 ألف معلم، مؤكدا أن الوزارة تستهدف من خلال هذه الخطة رفع نسبة المعلمين الحاصلين على دبلوم إعداد المعلمين إلى ما بين 80 -90 بالمئة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وذلك ضمن برنامج وطني شامل لتأهيل المعلمين.
وفي حديثه عن واقع التخصصات الأكاديمية، حذر الدكتور محافظة من فتح المجال غير المنضبط أمام دراسة تخصصات مشبعة مثل الطب في الخارج، دون الأخذ بعين الاعتبار الواقع التشغيلي المحلي، منوها إلى أن آلاف الأطباء الخريجين يواجهون تحديات في التوظيف.
وحول التعليم التقني، أشار إلى جاهزية جامعات مثل "الحسين التقنية"، و"لومينوس"، و"البلقاء التطبيقية" لتقديم برامج تقنية حديثة، مع زيادة الاهتمام بتخصصات تكنولوجيا المعلومات، رغم أن أعداد الطلبة ما تزال أقل من الاحتياجات العالمية، مضيفا أن نقص المهارات العملية واللغة، يؤثر على فرص العمل.
ولفت إلى أن التوسع في التخصصات الأكاديمية دون تخطيط دقيق يتسبب في تخريج كفاءات لا تجد فرصا للعمل؛ ما يدفع بعض الخريجين، مثل التخصصات الصحية والهندسية إلى الاتجاه نحو مجالات بديلة مثل تكنولوجيا المعلومات أو التدريب المهني، نتيجة لتغير طبيعة سوق العمل ومتطلباته.
كما أشاد بأهمية مادة "علوم الأرض" في الثانوية، موضحا أنها جذبت الطلبة نظرا لسهولتها نسبيا ومناسبتها للتخصصات الهندسية، وهو ما يعد إيجابيا ضمن النظام التعليمي الجديد.
وأشار إلى تجربة دمج برنامج البكالوريا الدولية (IB) في مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز، حيث يتاح للطلبة خيار الالتحاق بالبرنامج الوطني أو برنامج الـIB، لافتا إلى صعوبة فتح برنامج البكالوريا الدولية في المدارس العامة نظرا لمتطلبات تدريب المعلمين وتقديم المواد باللغة الإنجليزية.
وأكد أن المناهج الوطنية في الرياضيات والعلوم مطورة وجيدة، مع إضافة مناهج حديثة في المهارات الرقمية، رغم التحديات التي تواجه تطبيقها في بداية التنفيذ.
وأوضح أن الجدل القائم بشأن صعوبة امتحان الرياضيات لا يعكس الواقع بدقة، مؤكدا أن الامتحان خضع لتصحيح علمي دقيق وفق معايير واضحة، مبينا أن نسبة النجاح بلغت 73 بالمئة، حيث حصل 1136 طالبا على العلامة الكاملة، مشيرا إلى أن معاملات الصعوبة تراوحت بين 0.34 - 0.74، وهي تقع ضمن النطاق العلمي المقبول، لافتا إلى أن عملية التصحيح اليدوي للأسئلة المقالية ما زالت جارية، ومن المبكر إصدار أحكام قطعية بشأن النتائج النهائية.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور محافظة على ضرورة التركيز على تنمية المهارات المتخصصة من خلال البرامج القصيرة المعروفة بـ"البرامج التخصصية القصيرة"، مشيرا إلى أن الشهادات التقليدية لم تعد كافية لضمان فرص التوظيف، وأن الواقع الجديد يتطلب إعادة النظر في فلسفة التعليم الجامعي، والانتقال إلى منظومة تعليمية قائمة على المهارات القابلة للتكيف مع تطورات المستقبل.
--(بترا)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
"اليونسكو" تعرب عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من المنظمة
أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أودري أزولاي، عن أسفها العميق إزاء القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة مجدداً من المنظمة، وهو قرار من المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ نهاية كانون الأول 2026. اضافة اعلان أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، متهمة إياها بالتحيّز ضد إسرائيل والترويج لقضايا "مثيرة للانقسام". وقالت أزولاي في بيان رسمي، إنّ هذا القرار "يتعارض مع المبادئ الأساسية لتعددية الأطراف"، مؤكدة أنه قد يؤثر بشكل رئيسي على شركاء المنظمة داخل الولايات المتحدة، بمن فيهم المجتمعات المحلية التي تسعى إلى إدراج مواقع على قائمة التراث العالمي، أو الحصول على صفة "مدينة مبدعة" إلى جانب الجامعات المستفيدة من برامج الكراسي الجامعية. وأضافت أن اليونسكو كانت قد استعدت لهذا الانسحاب، وشرعت منذ عام 2018 في تنفيذ إصلاحات هيكلية كبرى وتنويع مصادر تمويلها، مما سمح للمنظمة بتعويض النقص في المساهمة المالية الأميركية التي باتت تمثل 8% فقط من ميزانية اليونسكو، مقارنة بـ40% في بعض وكالات الأمم المتحدة الأخرى. وأكدت أن اليونسكو لن تلجأ في هذه المرحلة إلى تسريح أي موظف، مشيرة إلى أن الدعم الدولي والمساهمات الطوعية من الدول الأعضاء والقطاع الخاص قد تضاعفت منذ 2018. وفي تعليقها على دوافع الانسحاب الأميركي، أوضحت أزولاي أن الأسباب التي قدمتها واشنطن مشابهة لتلك التي طرحتها في انسحابها الأول عام 2017، رغم التغيرات الكبيرة التي شهدها الوضع داخل المنظمة، بما في ذلك تراجع التوترات السياسية وتعزيز دور اليونسكو كمنصة للحوار متعدد الأطراف. وأشادت أزولاي بإنجازات المنظمة خلال السنوات الأخيرة، ومن أبرزها إعادة إعمار المدينة القديمة في الموصل، وتبني أول وثيقة دولية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ برامج لدعم الثقافة والتعليم في مناطق النزاع مثل أوكرانيا ولبنان واليمن، إلى جانب دعم تعليم الفتيات وجهود صون التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي. ودحضت أزولاي، المزاعم الأميركية المتعلقة بمواقف المنظمة، مشيرة إلى أن اليونسكو هي الوكالة الأممية الوحيدة المسؤولة عن التعليم بشأن الهولوكوست، وقد نالت جهودها في هذا المجال إشادة من منظمات أميركية بارزة مثل متحف ذكرى الهولوكوست في واشنطن، والمؤتمر اليهودي العالمي، واللجنة اليهودية الأميركية. كما دعمت المنظمة 85 بلداً في إعداد مواد تعليمية وتدريب المعلمين لمكافحة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست. وأكّدت أزولاي أن اليونسكو ستواصل أداء مهامها رغم تقليص الموارد، مشددة على أن "هدف المنظمة هو الترحيب بجميع أمم العالم، والولايات المتحدة كانت وستبقى موضع ترحيب دائم".-(وكالات)


رؤيا نيوز
منذ 10 ساعات
- رؤيا نيوز
اليونسكو تعرب عن أسفها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من المنظمة
أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أودري أزولاي، عن أسفها العميق إزاء القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة مجدداً من المنظمة، وهو قرار من المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ نهاية كانون الأول 2026. أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، متهمة إياها بالتحيّز ضد إسرائيل والترويج لقضايا 'مثيرة للانقسام'. وقالت أزولاي في بيان رسمي إنّ هذا القرار 'يتعارض مع المبادئ الأساسية لتعددية الأطراف'، مؤكدة أنه قد يؤثر بشكل رئيسي على شركاء المنظمة داخل الولايات المتحدة، بمن فيهم المجتمعات المحلية التي تسعى إلى إدراج مواقع على قائمة التراث العالمي، أو الحصول على صفة 'مدينة مبدعة'، إلى جانب الجامعات المستفيدة من برامج الكراسي الجامعية. وأضافت أن اليونسكو كانت قد استعدت لهذا الانسحاب، وشرعت منذ عام 2018 في تنفيذ إصلاحات هيكلية كبرى وتنويع مصادر تمويلها، مما سمح للمنظمة بتعويض النقص في المساهمة المالية الأميركية التي باتت تمثل 8% فقط من ميزانية اليونسكو، مقارنة بـ40% في بعض وكالات الأمم المتحدة الأخرى. وأكدت أن اليونسكو لن تلجأ في هذه المرحلة إلى تسريح أي موظف، مشيرة إلى أن الدعم الدولي والمساهمات الطوعية من الدول الأعضاء والقطاع الخاص قد تضاعفت منذ 2018. وفي تعليقها على دوافع الانسحاب الأميركي، أوضحت أزولاي أن الأسباب التي قدمتها واشنطن مشابهة لتلك التي طرحتها في انسحابها الأول عام 2017، رغم التغيرات الكبيرة التي شهدها الوضع داخل المنظمة، بما في ذلك تراجع التوترات السياسية وتعزيز دور اليونسكو كمنصة للحوار متعدد الأطراف. وأشادت أزولاي بإنجازات المنظمة خلال السنوات الأخيرة، ومن أبرزها إعادة إعمار المدينة القديمة في الموصل، وتبني أول وثيقة دولية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ برامج لدعم الثقافة والتعليم في مناطق النزاع مثل أوكرانيا ولبنان واليمن، إلى جانب دعم تعليم الفتيات وجهود صون التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي. ودحضت أزولاي، المزاعم الأميركية المتعلقة بمواقف المنظمة، مشيرة إلى أن اليونسكو هي الوكالة الأممية الوحيدة المسؤولة عن التعليم بشأن الهولوكوست، وقد نالت جهودها في هذا المجال إشادة من منظمات أميركية بارزة مثل متحف ذكرى الهولوكوست في واشنطن، والمؤتمر اليهودي العالمي، واللجنة اليهودية الأميركية. كما دعمت المنظمة 85 بلداً في إعداد مواد تعليمية وتدريب المعلمين لمكافحة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست. وأكّدت أزولاي أن اليونسكو ستواصل أداء مهامها رغم تقليص الموارد، مشددة على أن 'هدف المنظمة هو الترحيب بجميع أمم العالم، والولايات المتحدة كانت وستبقى موضع ترحيب دائم '.


رؤيا نيوز
منذ 13 ساعات
- رؤيا نيوز
إسرائيل ترحب بالانسحاب الأمريكي من 'اليونسكو'
رحّب وزير الخارجية الإسرائيلي بإعلان الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، انسحابها من منظمة 'اليونسكو' بدعوى وجود تحيزات معادية لإسرائيل وأمريكا، وفق ما نقلته 'معاريف' العبرية. وكان مسؤول في البيت الأبيض قد برر الانسحاب بأن 'اليونسكو' استخدمت مجلسها التنفيذي لإقرار إجراءات معادية لإسرائيل والسامية بـ'القوة'، بما في ذلك الإشارة إلى المواقع المقدسة اليهودية بـ'مواقع التراث العالمي الفلسطيني'، زاعما أن 'اليونسكو' غالبا تستخدم مصطلح 'فلسطين محتلة من قبل إسرائيل'، وتدين حربها ضد حماس. وقال جدعون ساعر، تعليقا على القرار الأمريكي: 'هذه خطوة ضرورية، تهدف إلى تعزيز العدالة وحق إسرائيل في معاملة عادلة في منظومة الأمم المتحدة'. واعتبر أن منظمة 'اليونسكو' لطالما انتهكت حق إسرائيل بسبب 'التسييس' داخلها، مشددا على ضرورة 'وضع حد لعزلة إسرائيل وتسييسها من قبل الدول الأعضاء في هذه الوكالة وفي جميع وكالات الأمم المتحدة'، على حد قوله. وقدم وزير الخارجية الإسرائيلي شكره للولايات المتحدة على دعمها المعنوي، لافتا إلى أن 'الأمم المتحدة تعجّ بالتمييز ضد إسرائيل؛ لذا هي بحاجة إلى إصلاحات جوهرية لتحافظ على أهميتها'.