logo
كيف تنتقل ثقافات وعادات الشعوب من جيل إلى جيل؟

كيف تنتقل ثقافات وعادات الشعوب من جيل إلى جيل؟

سائحمنذ 2 أيام
الثقافة ليست مجرد مظاهر خارجية أو تقاليد تؤدى في المناسبات، بل هي روح المجتمع وذاكرته الجمعية، وهي ما يمنح الأفراد إحساسًا بالهوية والانتماء. وكل جيل يولد في حضن ثقافة لم يصنعها من الصفر، بل يرثها ويعيشها ويتفاعل معها، ثم يُضيف إليها أو يُعيد تشكيلها وفقًا لما يعيشه من تحولات. ومن هنا تنبع أهمية فهم كيف تنتقل الثقافة من جيل إلى جيل، إذ إنها عملية مستمرة تحافظ على جوهر المجتمعات وتضمن بقاءها حية رغم مرور الزمن وتغير الظروف.
الأسرة والتعليم: الأساس الأول في غرس الثقافة
تلعب الأسرة الدور الأول والأساسي في نقل الثقافة، حيث يبدأ الطفل منذ سنواته الأولى بتلقي المفردات اللغوية، والعادات اليومية، وأنماط السلوك، والمعتقدات، من خلال الملاحظة والمشاركة. فالطفل يتعلم كيف يأكل، ويتحدث، ويتعامل مع الآخرين، ليس من الكتب، بل من التفاعل المباشر مع والديه وأفراد أسرته. كما أن القصص التي تُروى قبل النوم، والأمثال التي تُقال في المواقف المختلفة، والأغاني التي يسمعها في المنزل، كلها أدوات ثقافية تُنقل بصورة غير مباشرة ولكنها عميقة الأثر.
إلى جانب الأسرة، يلعب التعليم دورًا تكميليًا في تعزيز هذه القيم وتوسيع نطاق الثقافة. ففي المدارس، لا يتعلم الطفل المهارات الأكاديمية فقط، بل يتعرّف أيضًا إلى التاريخ الوطني، والأدب الشعبي، وأهمية اللغة، والرموز الثقافية التي تشكل جزءًا من هوية وطنه. كما تساهم الأنشطة المدرسية مثل المسرح والاحتفالات والمهرجانات في تمرير الرسائل الثقافية بصورة عملية تُرسّخ القيم والمعاني في ذاكرة الأطفال.
الفنون والإعلام: الجسر المفتوح بين الماضي والحاضر
تلعب الفنون بمختلف أشكالها دورًا محوريًا في حفظ الثقافة وتوريثها، سواء من خلال الأغاني الشعبية، أو الرقصات التقليدية، أو الحكايات المتوارثة، أو حتى الأعمال الأدبية والدرامية. الفن يحوّل الموروث الثقافي إلى تجربة حسّية حية تُمكّن الأجيال الجديدة من التفاعل معه وفهمه ضمن سياقه. ففي المجتمعات التي لا تزال تحافظ على الفلكلور الشعبي، نجد أن الألحان القديمة والرقصات الجماعية تعيش في الاحتفالات والمناسبات، وتنتقل تلقائيًا من جيل لآخر.
أما الإعلام الحديث، فيلعب اليوم دورًا مزدوجًا: فهو من جهة قادر على إيصال الثقافة المحلية إلى الأجيال الجديدة من خلال البرامج الوثائقية والمحتوى التفاعلي، ومن جهة أخرى، يعرض هذه الثقافة للعالم، ما يعزز قيمتها ويزيد من وعي الجيل بها. ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى المشهد، بات بالإمكان للأجيال الشابة التعبير عن تراثهم بلغتهم الخاصة وبأسلوبهم، مما ساعد على إعادة إحياء بعض التقاليد التي كانت مهددة بالاندثار.
التحولات المعاصرة وإعادة تشكيل الثقافة
رغم أن الثقافة تُنقل تقليديًا عبر العائلة والتعليم والمجتمع، فإن الأجيال الجديدة لا تستقبلها بصورة سلبية أو تلقائية، بل تتفاعل معها وتعيد تشكيلها وفقًا لمتغيرات الزمن. في ظل العولمة والانفتاح على العالم، يجد الشباب أنفسهم أمام ثقافات متعددة ومتنوعة، ما يدفعهم إلى المقارنة والاختيار والتجديد. هذا لا يعني بالضرورة فقدان الهوية، بل قد يكون دافعًا لتطويرها، إذا ما تمت عملية النقل والتجديد بشكل متوازن يحفظ الجذور ويواكب العصر.
الجيل الجديد اليوم لا يكتفي بتلقي الثقافة بل يسعى لصنع ثقافته الخاصة، لكنه في ذات الوقت يحمل في أعماقه صورًا من الماضي، كلمات من جدته، طقوسًا من قريته، وأغاني من ذاكرته المبكرة. لذلك، تبقى الثقافة عملية تفاعل حي ومتجدد بين الأجيال، لا تتوقف ولا تنقطع، ما دامت هناك رغبة صادقة في الحفظ، والفهم، والاستمرار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حين يُغلَق القفَص (الجزء الثاني)
حين يُغلَق القفَص (الجزء الثاني)

إيلي عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • إيلي عربية

حين يُغلَق القفَص (الجزء الثاني)

نصحَتني شيرين أن أُرجئ موعَدي عند طبيب الأسنان إلى يوم لا يستطيع باسم ترك عمَله فيه، لكنّ الأمر لَم يكن سهلًا. فخِفتُ ألّا يعود زوجي يرى أيّ ضرورة لأذهب إلى الطبيب ما دمتُ قادِرة على التأجيل، وخفتُ أيضًا ألّا أستطيع الاستمرار بالتمثيل لوقت أطوَل. فالحقيقة أنّني صرتُ أخاف مِن الذي تزوّجتُه، وبتُّ أُلبّي طلباته بسرعة وبإتقان كَي لا أجلِب لنفسي غضبه أو، مَن يدري، عنفه. فمَن يضربُ أمّه لن يتأخّر عن ضرب زوجته. أكثر ما شغَلَ بالي، هو ما قالَه لي باسم: ـ عليكِ أن تُعطيني ولَدًا. ـ طبعًا حبيبي، حالما أرتاح مِن ألَم أسناني... فذلك الطبيب أرجأ موعدي في آخِر لحظة، وأنتظِر مِن مُساعدته اتّصالًا في غضون أيّام ليتحدَّد موعدي الجديد. ـ سئمتُ مِن هذا الموضوع! لدَينا أمور أهمّ مِن ألمَكِ! إنّكِ تتصرّفين كالطفلة المُدلّلة، وكأنّ لا أحَد غيركِ تألَّم مِن أسنانه! أريدُ زوجة قويّة وليس جبانة! بعد يومَين، قلتُ له إنّ الموعد تحدَّدَ، وأمام انزعاجه لمُرافقتي وتعطيل عمَله، إقترَحتُ عليه أن تُرافقَني أمّي. تردَّدَ قليلًا ثمّ قبِلَ، لكن بشرط ألّا أُهمِل واجباتي المنزليّة. أخفَيتُ فرَحتي وركضتُ لأزفّ الخبر لشيرين. قد تسألوني لماذا لَم تكن أمّي أو أيًّا مِن أهلي على علِم بالذي يجري بزواجي، والجواب هو أنّني لَم أرِد أن أبدو أمامهم أنّني لا أُحسِن اختيار الأزواج، أو أنّني زوجة غير صالِحة، فلا تنسوا ما فعلَه بي زوجي الأوّل. كنتُ أعلَم مُسبقًا ما كانوا سيقولونه لي، وكنتُ مُتأكِّدة مِن أنّني لن أحظى بدَعمهم، بل سيُحاولون حتمًا إرغامي على البقاء مع باسم حتّى لو عنى ذلك أن أتعذّب معه. فعائلاتنا الشرقيّة تخافُ كثيرًا مِن كلام الناس، الذي هو في العديد مِن الأحيان أهمّ مِن أيّ شيء آخَر. جاءَ اليوم المُنتظَر وذهَبَ زوجي إلى عمَله في الصباح، وحاولتُ التصرّف بشكل طبيعيّ مع أنّني لَم أنَم قط في الليلة التي سبقَت، ولأنّ قلبي كان يخبطُ داخل صدري لِدرجة أنّني خفتُ أن يُسمَع صوته! وبعد حوالي الساعة على مُغادرة باسم البيت، مشيتُ أمتارًا إلى الحَيّ الموازي حيث كانت شيرين وسيّارتها بانتظاري. قادَت شيرين سيّارتها بي وهي تمسك بِيَدي، فكنتُ بحالة مِن الصعب وصفها، مزيج مِن الخوف والهمّ والراحة. وصَلنا بيتها حيث أعطَتني بعض الملابس والحاجيات الخاصّة، لأنّني تركتُ بيتي مِن دون أن آخذ شيئًا سوى أوراقي الثبوتيّة وبعض الحلى التي اشتراها لي باسم عندما كان مُجبرًا على ذلك. أمّا المال الذي حصلتُ عليه لدى بَيع سيّارتي آنذاك، فأعطَيتُه لزوجي لأنّه هو "الرجُل". أعلَم ما تقولونه، أجل، أنا غبيّة. أكَلنا وجلَسنا نتحدّث عمّا سيحصل لاحقًا، ونمتُ قليلًا لأنّني كنتُ مُرهقة بسبب تشنّجي وعدَم النوم ليلًا. ولمّا عادَ باسم مِن عمَله ولَم يجِدني، بدأ يتّصل بي على هاتفي كالمجنون، ليس لأنّ باله انشغَلَ عليّ، بل لأنّني لَم أكن حاضِرة وكذلك طعامه. في البدء لَم أجِب، لكن كان عليّ أن أقولَ له إنّني تركتُه والبيت نهائيًّا وأُريدُ الطلاق. بدأ يصرخُ في وجهي كالمجنون مُردِّدًا: "لا أحَد يفعَل ذلك بي! لا أحَد يُفلِتُ منّي! سأجرُّكِ بشعركِ إلى بيتي، سترَين أيّتها الفاسِقة!". هو لَم يسأل لماذا غادَرتُ وما بإمكانه فعله لإعادتي، فهذا لَم يهمّه على الاطلاق. عادَ زوج شيرين بدوره إلى البيت، وتفاجأ بي لأنّه نسيَ موضوع الخطّة أو أنّه لَم يأخذ زوجته على محمَل الجَد، وتباحَثنا بأمر زواجي ومُستقبلي. أطفأتُ هاتفي لأتمكّن مِن النوم، لكن مِن دون جدوى، فكنتُ خائفة مِن أن يجِدَني باسم ويُعيدني إلى بيته. وكنتُ أدركُ أنّ مصيري سيكون رهيبًا لو هو نجَحَ بذلك. في تلك الأثناء، إتّصَلَ زوجي بكلّ افراد عائلتي ومعارفي ليعرف أين أنا، لكن ما مِن أحَد كان على عِلم بمكاني. جاء دور شيرين، فردَّت عليه بكلّ بساطة، وادّعَت المُفاجأة وأنكَرت طبعًا معرفتها بأيّ شيء. وفي الصباح، عندما فتَحتُ هاتفي، وجَدتُ عددًا لا يُحصى مِن الاتّصالات والرسائل مِن ذويّ ومِن زوجي. طمأنتُ عائلتي بأنّني بخير مِن دون أن أفصِح عن مكاني أو أُعطيهم تفاصيل إضافيّة، لكنّني لَم أجِب باسم، فليذهب إلى الجحيم! قضيتُ اليوم وشيرين في البحث عن محامٍ بعد أن أخذَت إجازة مِن عمَلها مُدّعية المرَض، ووجَدنا بعض المحامين المُختصّين بأمور الطلاق، فأخذنا المواعيد. لَم أكن مُرتاحة على الإطلاق، لكنّني تمالَكتُ نفسي مِن أجل صديقتي، فالمسكينة فعلَت جهدها لتعوّض لي عن المأزق الذي زجَّتني فيه عن غير قصد. جاء المساء، وعادَ زوج شيرين... مع باسم!!! وعندما رأيتُه واقفًا أمامي، إختبأتُ وراء شيرين التي بدأَت تصرخ على زوجها الذي خانَ ثقتها وجلَبَ إليّ جلّادي. بدا باسم هادئًا وتكلَّم َعلى مهل، قائلًا إنّه يتفهّم ما فعلتُه وهو مُستعِّد لمُسامحتي شرط أن أعودَ معه إلى البيت، ومُضيفًا أنّ الأزواج تختلِف مع بعضها وأنّه قد يكون قد أخطأ بطريقة تعامله معي، لأنّه اعتادَ على العَيش مع عجوز وليس مع زوجة. لَم أصدِّقه أوّلًا لأنّ هكذا تغيير سريع وجذريّ لَم يكن منطقيًّا، وثانيًا لأنّ عَينَيه كانتا مليئتَين بالغضب بالرغم مِن نبرة صوته الهادئة. فكنتُ أعرِفه جيّدًا وأعرِف ما تعني تلك النظرات. رفضتُ العودة بطريقة قطعيّة، واضطُرَّ باسم أن يُغادر بيت صديقتي، لكنّني كنتُ على ثقة مِن أنّه سيعود. بدأَت شيرين بالصراخ على زوجها الذي شعَرَ بالخجَل لكنّه قال: "إنّني أيضًا رجُل ولن أقبَل أن تفعل زوجي بي ذلك"، يا لهذا المنطق السخيف للغاية! فهل يُسلّمُني إلى إنسان سيّئ وعنيف فقط لأنّه رجُل؟!؟ إكتشَفنا أنّ باسم لَم يرحَل، بل بقيَ في سيّارته تحت المبنى لساعات طويلة ثم غادَرَ ليعود في الصباح. كان يقولُ لي بطريقة غير مُباشرة إنّه لن يتركُني أبدًا. أردتُ ترك بيت صديقتي، لأنّ زوجها كان ضدّ بقائي، لكن كيف أرحَل بينما باسم ينتظرُني في الطريق؟!؟ نامَت شيرين في تلك الليلة في الغرفة التي أنا فيها لكثرة امتعاضها مِن زوجها. في الصباح، دارَ شجار كبير بين شيرين وزوجها، وشعَرتُ بالذنب، إلّا أنّ صديقتي قالَت إن السبب هو خيانة زوجها لثقتها وليس أنا. فكان بإمكانه إطلاعها على ما ينوي فعله، أو عدَم رغبته في المُشاركة بإخفائي، إلّا أنّه تصرّفَ بشكل غير مقبول على الاطلاق. ثمّ قالَت لي: "سأُخابر الشركة وأقول لهم إنّ مرَضي تفاقَمَ... وسننتظر حتّى يسأم باسم أو يضطّر إلى مغادرة مكانه لنرحَل مِن هنا... أجل، أنا آتية معكِ، فأنا مُستاءة مِن الذي فعلَه زوجي... نحن زوجان وعلينا أن نتكاتَف وأن يكون بيننا حوار دائم وثقة. ولستُ أفهَم كيف أنّه جلَبَ باسم إلى هنا عالِمًا كَم هو طاغٍ وعنيف... ألَم يخَف أن يضَعكِ تحت الخطَر؟ شيء غريب للغاية! خلتُ أنّني أعرفُ زوجي تمام المعرفة، لكن مِن جهة أخرى، نحن مُتزوّجان منذ أقلّ مِن سنتَين وقد أجهَل بعض جوانب شخصيّته. على كلّ الأحوال، إتّصلتُ بجدّتي التي تعيشُ في قرية بعيدة كلّ البعُد عن العاصِمة. لا تخافي، زوجي لا يعرفُ أين هي تسكن، فلَم يتعرّف عليها وأنا لا أتكلّم عنها إلّا نادِرًا... بسبب أمور عائليّة ومشاكل قديمة. لكنّها بقيَت تُحبُّني وكانت مسرورة لرؤيتي مُجدّدًا واستقبالنا". بقيَ باسم يُراقِب بيت شيرين مدّة ثلاثة أيّام وليال قَبل أن يستسلِم. وعند أوّل فرصة لنا، أخَذنا بعض الأمتعة وركِبنا السيّارة وتوجّهنا إلى تلك القرية البعيدة. لكن قَبل ذلك، قصَدنا مكتب مُحامٍ لتقديم دعوى طلاق ضدّ باسم. إستقبَلتنا الجدّة بفرَح وقبلات عديدة، وبدأَت شيرين مفاوضات التصالح مع زوجها مِن دون أن تقولَ له أين نحن طبعًا. حزنتُ مِن أجلها، فهي بدَت لي سعيدة معه لولا ما حصَلَ لي، هل كنتُ السبب؟ لكنّ صديقتي شرحَت لي أنّ مِن الأفضل أن تعرفَ مَن هو زوجها حقًّا قَبل أن يُؤسِّسا عائلة، فهي لا تُريد العَيش مع مَن يخون ثقتها مِن أجل إنسان كباسم الذي يُعَدّ غريب عنهما. إصطلحَت الأمور أخيرًا بين شيرين وزوجها، شرط أن يُقنِع هذا الأخير باسم بأنّ مِن الأفضل أن يُطلّقَني هو، حفاظًا على رجوليّته. فإقامتي للدعوى كانت ستُكلّفُني الكثير مِن المال، مال لَم أكن أملكه. فعَلَ زوج شيرين المُستحيل لإقناع زوجي بتطليقي، عالِمًا أنّها فرصته الوحيدة لاسترجاع صديقتي... ونجَحَ بذلك! فغرور باسم الكبير حمَلَه على تفضيل سمعته على رغبته بالانتقام منّي وتعذيبي. رجُل سخيف ومريض بالفعل! بقيتُ عند الجدّة التي سمَحَت لي أن أمكُثَ عندها قدر ما أشاء، وأعترفُ أنّني أحبَبتُ العَيش في ذلك البيت الصغير المليء بالذكريات، وفي تلك القرية اللطيفة حيث الكلّ يعرف الكلّ ويُحِبّ الكلّ. شيء غريب بالفعل، فمنذ ما علِمَ أهلي بأنّني ترَكتُ المنزل الزوجيّ، لَم يسأل أيّ منهم عنّي، عن مكاني، عمّا إذا كنتُ بحاجة إلى المال أو أي شيء آخَر. كان الأمر وكأنّهم أرادوا نسياني، أنا التي تزوّجتُ مرّتَين وفي المرّتين وقَعتُ على رجُل فاسِد. أرادوا نسياني، وكأنّني لستُ موجودة قط. حسنًا، أنا الأخرى سأنساهم وأتصرّف وكأنّني يتيمة وابنة وحيدة! حصَلتُ أخيرًا على طلاقي وارتاحَ بالي، وعلِمتُ بفرَح أنّ شيرين حامِل! أمّا بالنسبة لي، فأعمَل صيفًا في القرية كمُربّية أطفال لدى عائلة تُعَدّ ثريّة، بعد أن جاءَ أفرادها مِن المهجر، وأرافقُهم إلى المدينة باقي السنة. أحِبّ عمَلي وأحبُّ تلك العائلة التي تُعاملُني جيّدًا، وألتقي بشيرين مرّة في الأسبوع لأُلاعِب ابنها الذي أحبُّه وكأنّه ابن أختي. فبالفعل شيرين هي بمثابة أخت لي، لا بَل أفضَل، فمِن النادِر أن تلتقي بأناس مثلها، فهم استثنائيّون. أمّا بالنسبة لباسم، علِمتُ أنّه جلَبَ مُدبِّرة منزل، بعد أن فهِمَ أنّ لا لزوم لأن يتزوّج ليجِد مَن يخدِمه.

زيارة معابد باغان في ميانمار: رحلة إلى قلب الروح والتاريخ
زيارة معابد باغان في ميانمار: رحلة إلى قلب الروح والتاريخ

سائح

timeمنذ 9 ساعات

  • سائح

زيارة معابد باغان في ميانمار: رحلة إلى قلب الروح والتاريخ

في قلب ميانمار، حيث تمتد سهول شاسعة تتلألأ تحت ضوء الشمس، تقف مدينة باغان القديمة كأنها لوحة من زمن آخر. أكثر من 2000 معبد وباغودا تنتشر فوق هذه الأرض، شاهدة على عصر ذهبي للإيمان والفن والعمارة البوذية. زيارة باغان ليست مجرد رحلة سياحية، بل تجربة روحية وجمالية تأخذ الزائر إلى أعماق الحضارة البورمية، حيث يلتقي الصمت بالرهبة، ويصبح كل حجر حكاية، وكل قبة صلاة معلّقة في الفضاء. باغان: عاصمة إمبراطورية مقدسة كانت باغان في الفترة من القرن التاسع إلى الثالث عشر عاصمة أول إمبراطورية موحّدة في ما يعرف اليوم بميانمار. وفي أوج ازدهارها، تم تشييد أكثر من 10,000 معبد وباغودا وستوبا، ما جعلها مركزًا دينيًا وعلميًا وثقافيًا في جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من أن الكثير من هذه المعالم دمرها الزمن والزلازل، لا تزال آلاف البنايات صامدة، تشكل بانوراما مذهلة تتناغم مع السماء والتلال والنهر. السير وسط هذه المعابد يشبه التجول في متحف مفتوح، لكن دون جدران. في كل اتجاه يمتد الأفق المفتوح المرصع بالقباب الذهبية والطوب الأحمر. معابد مثل أناندا ودهميانجي وشويسيغون تُعد من أبرز المعالم التي لا تفوت، بفضل هندستها المعمارية الدقيقة ونقوشها البوذية الرائعة، فضلًا عن الأجواء الروحية التي تسكن كل ركن منها. اكتشاف المدينة من السماء أو الدراجة إحدى التجارب الفريدة التي يمكن القيام بها في باغان هي ركوب منطاد الهواء الساخن عند شروق الشمس. ومع ارتفاع البالون في السماء، تتكشف تحته سهول باغان المذهلة، حيث تنتشر المعابد كأنها نقاط مضيئة في سجادة ذهبية. إنه مشهد يخطف الأنفاس ويُعد من أروع ما يمكن أن تراه العين في ميانمار. أما على الأرض، فالدراجات الهوائية أو الكهربائية تُعد وسيلة مثالية للتنقل بين المعابد، إذ تمنح الزائر حرية استكشاف الزوايا الخفية والمعابد الأقل شهرة، بعيدًا عن الحشود. هذا النوع من التنقل البطيء يجعل من كل توقف لحظة خاصة للتأمل والتصوير، ويمنح إحساسًا بالانغماس الكامل في المكان. أجواء محلية وثقافة حية حول المعابد رغم أن باغان تُعرف بمعابدها، فإنها ليست مدينة ميتة، بل تعج بالحياة اليومية، والأسواق، والقرى المجاورة التي لا تزال تحافظ على تقاليدها. يمكن للزائر أن يتوقف في ورشة لصناعة ورق الزينة المصنوع يدويًا، أو يتذوق الطعام البورمي التقليدي في أحد المطاعم المحلية، أو يشارك السكان في طقس ديني بسيط يسبق غروب الشمس. المعابد ليست فقط أماكن للزيارة، بل مواقع نشطة للصلاة والطقوس، حيث لا يزال الرهبان والسكان المحليون يأتون يوميًا لتقديم الزهور والبخور، أو التأمل في صمت. هذا التداخل بين القديم والحيّ يمنح باغان طابعًا فريدًا، إذ تتنفس المعابد الحياة، وتبدو وكأنها لا تزال تحفظ سرّ القرون الماضية في جدرانها. زيارة معابد باغان ليست فقط رحلة عبر الجغرافيا، بل عبر الزمن والروح. إنها مكان يجمع بين الصمت والدهشة، التاريخ والتأمل، ويمنح زائره لحظة نادرة من السكينة والانبهار. في سهلها الممتد، تختلط أنفاس الماضي بنبض الحاضر، وتظل باغان، رغم الزمن، واحدة من أكثر وجهات العالم إثارةً للدهشة والسلام الداخلي.

قطع أثاث تظنّينها غير ضروريّة، لكنّها أساسيّة
قطع أثاث تظنّينها غير ضروريّة، لكنّها أساسيّة

إيلي عربية

timeمنذ 10 ساعات

  • إيلي عربية

قطع أثاث تظنّينها غير ضروريّة، لكنّها أساسيّة

عندما تختارين المفروشات لمنزلك، تركّزين على تلك الأساسيّة، مثل الأرائك، والسرير، وخزائن الملابس، وقد تظنّين أنّها كافية ليكون الديكور مكتملًا، ولكن حتّى ولو بدا كذلك، فإن المساحات تبدو منتقصة. فبعض القطع مهمّة عكس ما تتوقّعينه، ولا بدّ من أن تضيفيها إلى الأماكن المناسبة داخل منزلك، لتكون البيئة فيها مناسبة أكثر للعيش، وليكون التصميم الداخليّ مكتملًا. وفي ما يلي، سنخبرك عنها، لتتأكّدي من امتلاكها بما يتناسب مع ديكور المنزل، وتصاميم قطع الأثاث الأخرى. الكرسيّ المُنَجّد سواء كنت تفضّلين المجلس، أو الأرائك، وبغضّ النظر عن الطابع، أي إن كان حديثًا، أو عصريًّا، أو كلاسيكيًّا، تأكّدي من أنّ الصالون سيبدو أكثر روعة إن أضفت الكرسيّ المنجّد. ويمكنك أن تختاريه بالصيحات نفسها التي تتميّز بها الأرائك، أو بأخرى سواء من حيث اللون أو الأقمشة أو التفاصيل التي تزيّنه، إنّما احرصي على أن تكون متناغمة. ولتجعليه أكثر تميّزًا، يمكنك تزيينه بوسادة، مع العلم أنّه يضفي اللمسات الحجيويّة على المكان حتى بدونها. الطاولة الجانبيّة لا يكفي أن تضعي طاولة في وسط غرفة الجلوس، إنّما سيكون الديكور مكتملًا أكثر إن أضفت أخرى أو أكثر في الأرجاء. ويحدّد المكان الأنسب لوضعها مساحة غرفة الجلوس أو الصالون، وتصميمه، إذ يمكنك توزيعها في الزوايا، وفي أماكن أخرى بين الأرائك. أريكة السرير تضفي الأرييكة التي تكون على الطرف السفليّ للسرير، الكثير من الأناقة على غرفة النوم، وهي يجب أن تكون بتصميم مماثل للسرير، لأنّ ذلك يجعل الديكور أكثر راحة. ،ويمكن أن تكون هذه الأريكة بتصميم يتيح لك وضع الأغراض في صندوقها، ما يجعلها مثاليّة للمساحات الضيّقة. خزانة التلفاز كوّن التلفاز المعلّق على الحائط هو الأكثر رواجًا في عالم الديكور لا يعني أنّه عليك التخلّي عن خزانته، إنّما هي مهمّة، ولكن عليك اختيارها بما يليق بالتصميم العصريّ. فليس من الرائج وجود خزانة والتلفاز بداخله، إنّما تصميم وحدات تُوَزَّع حوله، يمكن أن تكون أسفله وحسب، أو أيضًا على جانب واحد منه، أو الجانبيْن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store