
حين لا يكفي فتح المعابر: هل تصمد الشراكة المغربية الإسبانية أمام موجة التحريض؟
في الوقت الذي تسارع فيه الحكومتان المغربية والإسبانية إلى تبديد الشائعات وتقديم التطمينات حول مستقبل العلاقات الثنائية، يعيش عدد من المغاربة المقيمين في إسبانيا واقعًا مناقضًا تمامًا لما تروّج له التصريحات الرسمية. ففي ذروة عملية 'مرحبا'، التي يفترض أن تكون مناسبة للتقارب الإنساني واللوجستي بين ضفتي المتوسط، يتعرض مغاربة كُثر لممارسات عنصرية واستفزازات من قبل متطرفين إسبان، يعادون ليس فقط وجود الجالية المغربية، بل كل ما يمت للعلاقة مع المغرب بصلة.
على هامش انعقاد الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي، أجرى السيد الوزير ناصر بوريطة، اليوم ببروكسيل، محادثات مع نظيره الإسباني، السيد خوسيه مانويل ألباريس، وذلك في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين المملكة المغربية ومملكة إسبانيا
@jmalbares
pic.twitter.com/3vSbvmb9sG
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR)
July 14, 2025
تصريحات وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، التي نفت نية إغلاق المعابر الجمركية في سبتة ومليلية المحتلتين، قد تكون رسالة تطمين على المستوى الدبلوماسي، لكنها لا تلغي المخاوف التي تصاعدت في الأوساط الحقوقية والإعلامية المغربية من تصاعد الخطاب المعادي للمغاربة، والذي يجد صداه لدى بعض التشكيلات السياسية اليمينية المتطرفة في إسبانيا، التي لا تتردد في استغلال أي ظرف – حتى مجرد إجراءات تقنية لعبور العائلات – لتأجيج الكراهية والتحريض.
'حرب خفية ضد الجالية المغربية في إسبانيا'.. ليلتان من الرعب، وتهديدات متطرفة، وصمت رسمي يُثير الريبة
'قراءات خاطئة أو مدفوعة بدوافع تهدف للإضرار بالعلاقات الجيدة بين مدريد والرباط'.
تصريح ألباريس لم يكن مجرد نفي، بل
تأكيد على التزام سياسي رفيع
بمسار الشراكة الإستراتيجية، التي تعززت منذ الموقف الإسباني الداعم لمغربية الصحراء سنة 2022. وهو تصريح يمكن اعتباره
رسالة مزدوجة
: تطمين للرباط من جهة، وتحذير للتيارات المتطرفة داخل إسبانيا من جهة أخرى.
لكن، رغم أهميته الدبلوماسية، لا تُلغي هذه الرسالة حجم المخاوف المتصاعدة في أوساط الجالية المغربية، لا سيما بعد الحوادث العنصرية في مدن مثل
تورّي باشيكو
، والتحريض العلني الذي تقوده تيارات سياسية مثل
حزب Vox
، والذي يسعى لاستثمار أي إجراءات إدارية ـ مثل عبور مرحبا ـ كأداة لتأليب الرأي العام على المهاجرين المغاربة.
وإذا كانت مدريد والرباط قد اتفقتا على إعطاء الأولوية لحركة عبور المسافرين خلال الصيف، فإن هذا القرار لم يُعفِ العابرين من
نظرات الشك، والإجراءات المهينة، والتمييز الهادئ
على الأرض. بل أكثر من ذلك، فإن تلك 'القراءات الخاطئة' التي تحدّث عنها ألباريس ليست دائمًا عفوية، بل تُستثمر ضمن خطاب سياسي يميني صاعد، يناهض كل شكل من أشكال التقارب مع العالم العربي والمغاربي تحديدًا.
إن عملية 'مرحبا'، التي تُعدّ واحدة من أكبر العمليات اللوجستية العابرة للحدود في العالم، لا يجب أن تُختزل في عدد السيارات أو ساعات العبور، بل يجب أن تكون
اختبارًا لمدى نضج العلاقات الثنائية، وقدرة الدولتين على حماية كرامة الإنسان المغربي
على الأراضي الأوروبية، لا سيما حين يكون عرضة للتحريض أو الشك أو التمييز.
رغم أن التقارير الرسمية تصف العلاقات المغربية الإسبانية بـ'النموذجية'، فإن هذه العلاقة لن تكتمل دون
ضمان الحماية القانونية والاجتماعية للجالية المغربية في إسبانيا
، وضمان ألا تكون عرضة لكل موجة انتخابية أو أزمة داخلية.
فلا يمكن لشراكة استراتيجية أن تزدهر على طاولة المفاوضات، بينما تنهار في الشارع الإسباني تحت ضربات التحريض والتطرف. وما بين المعابر التي تُفتح بتنسيق وزاري رفيع، وقلوب تُغلق في وجه أبناء الجالية، تقف الحقيقة، مؤلمة أحيانًا، وغائبة غالبًا عن الخطاب الرسمي.
خلاصة:
تصريحات ألباريس، رغم جديتها وأهميتها في الحفاظ على المسار الاستراتيجي للعلاقات الثنائية، لا تكفي وحدها.
السؤال الأهم: هل تترجم مدريد هذه الإرادة السياسية إلى
حماية حقيقية على الأرض
؟ وهل تكفي لغة الاقتصاد والمشاريع الكبرى لتغطية مشاهد الاستفزاز والعنصرية؟ وهل تكون 'مرحبا' هذه السنة مجرد معبر، أم فرصة لإعادة التفكير في ما يعنيه فعلًا 'أن تكون مغربيًا في إسبانيا'؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يا بلادي
منذ 12 ساعات
- يا بلادي
بعد اجتماعه مع بوريطة.. جاكوب زوما يحل بمصنع رينو بطنجة
يواصل الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، زيارته إلى المغرب، فبعد محادثاته مع وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، أول أمس الثلاثاء في الرباط، توجه يوم الأربعاء إلى طنجة، حيث يتضمن برنامج الزيارة محطة في مصنع رينو، بصفته زعيم حزب «أمخونتو وي سيزوي» (MK). ولم يكن اختيار هذه الوجهة اعتباطيًا، إذ أعربت عدة جهات في جنوب إفريقيا، من بينها أطراف داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) وحكومة الرئيس سيريل رامافوزا، عن رغبتها في تعزيز التعاون مع المملكة المغربية في قطاع صناعة السيارات. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال مؤتمر نُظم في مارس 2024 بواشنطن من قبل مركز أبحاث أمريكي، وبحضور سفير المغرب في الولايات المتحدة، يوسف العمراني، أكدت وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية السابقة، ناليدي باندور، أن بلادها تتطلع للاستفادة من الخبرة المغربية في هذا المجال. وقد صرّح جاكوب زوما،عقب محادثاته مع ناصر بوريطة، بأن "العلاقات بين بلدينا تحمل إمكانات كبيرة للتطوير. ولهذا السبب اقترح حزب MK موقفا سياسيا يهدف إلى تقديم حل ملموس للجمود المستمر بشأن مستقبل منطقة الصحراء: "شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية، التحرر الاقتصادي والسلامة الإقليمية"".


بلبريس
منذ 20 ساعات
- بلبريس
هكذا تفاعل الإعلام الإفريقي مع اعتراف زوما بمغربية الصحراء
في تحول غير مسبوق داخل المشهد الإفريقي، أثارت زيارة الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق جاكوب زوما إلى الرباط وإعلان دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية تفاعلاً لافتاً من وسائل إعلام إفريقية اعتبرت هذه الخطوة مؤشراً على اختراق دبلوماسي مغربي جديد في دولة طالما عُرفت بدعمها لجبهة البوليساريو ومعاكستها للوحدة الترابية للمملكة. تأكيد اعترافات القوى العظمي الموقع النيجيري thenationonlineng أورد أن دعم حزبMKP، الذي يقوده جاكوب زوما، لمقترح الحكم الذاتي المغربي يأتي انسجاماً مع المواقف التي عبرت عنها قوى دولية كبرى كفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا، معتبراً أن اللقاء الذي جمع زوما بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لم يكن لقاء مجاملة، بل محطة مهمة عبر فيها الحزب الجنوب إفريقي عن انضمامه إلى الدينامية الدولية المتنامية المؤيدة لمغربية الصحراء. وأبرز الموقع أن زوما أكد اعتراف حزبه بالسياق التاريخي والقانوني الذي يؤسس لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مشيراً إلى أن هذا التحول يعكس التزام حزب MK بالحفاظ على وحدة الدول الإفريقية وسيادتها ضد مشاريع التقسيم والتفتيت. منعطف تاريخي جديد بين المغرب وجنوب إفريقيا في السياق نفسه، اعتبرت وكالة AP News Africaine أن استقبال زوما في الرباط وتصريحاته الصريحة لصالح المقترح المغربي يشكلان منعطفاً رمزياً في العلاقة بين المغرب وجنوب إفريقيا، خصوصاً أن الحزب الذي أسسه زوما قبل أشهر فقط بات يمثل ثالث قوة سياسية في البلاد، ما يمنحه ثقلاً معنوياً يمكن أن يؤثر على التوازنات الداخلية في بريتوريا. وأشارت الوكالة إلى أن هذا الموقف الجديد لا يمثل فقط قناعة شخصية لزوما، بل يعكس تحركاً سياسياً منظماً، خاصة بعد نشر الحزب وثيقة رسمية تؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل الحل الواقعي الوحيد للنزاع، وأن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب منذ ما قبل الاستعمار الإسباني. البعد التاريخي حاضر في لقاء جاكوب زوما وبوريطة موقع Agence Afrique ركز على البعد التاريخي للزيارة، من خلال تذكير زوما خلال لقاءه ببوريطة بالدعم الذي تلقاه نيلسون مانديلا في ستينيات القرن الماضي بالمغرب، مؤكداً أن العلاقة بين البلدين تعود إلى زمن النضال ضد نظام الفصل العنصري. واعتبر الموقع أن زوما أراد عبر زيارته إعادة ربط الحاضر السياسي بإرث التضامن التحرري بين الرباط وبريتوريا، في تجاوز واضح للصراع الإيديولوجي الذي طبع مواقف جنوب إفريقيا الرسمية في العقود الأخيرة. وأبرز أن حزب MK يعارض مشاريع البلقنة التي تستهدف القارة الإفريقية، ويعتبر أن دعم الوحدة الترابية للمغرب جزء من معركة أكبر لحماية سيادة الدول الإفريقية. وعي سياسي جديد يتجاوز المواقف الجامدة أما الموقع الإخباري السنغالي senego ، فرأى في موقف زوما تعبيراً صريحاً عن وعي سياسي جديد يتجاوز المواقف الجامدة التي ربطت بعض النخب الإفريقية بمشروع الانفصال. وأبرز الموقع أن حزب MK يرى في مبادرة الحكم الذاتي حلاً عملياً ومتوازناً يسمح بتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة، مع الحفاظ على السيادة المغربية. وذكّر بأن الوثيقة السياسية للحزب، الصادرة في يونيو الماضي، استعرضت بالتفصيل الجذور التاريخية لمغربية الصحراء، استناداً إلى ولاء القبائل الصحراوية للعرش العلوي. وأضاف senego أن زيارة زوما إلى الرباط جاءت لتعزيز علاقات سياسية جديدة في وقت تعيش فيه جنوب إفريقيا تحولات داخلية، قد تعيد تشكيل رؤيتها تجاه قضايا القارة، وفي مقدمتها نزاع الصحراء. تفاعلات هذه المواقع مجتمعة تكشف أن زيارة زوما لم تمر كحدث بروتوكولي عابر، بل حملت مضموناً سياسياً بالغ الدلالة، سواء في ما يتعلق بإعادة رسم مواقف فاعلين جدد في جنوب القارة، أو في تعزيز الشرعية السياسية لمبادرة الحكم الذاتي داخل الفضاء الإفريقي. وإذا كان موقف حزب MK لا يُلزم رسمياً الدولة الجنوب إفريقية، إلا أنه يعكس دينامية جديدة داخل النخبة السياسية في بريتوريا، قد تساهم في إعادة تشكيل المقاربة الرسمية لهذا الملف. فالمغرب، من جهته، استطاع أن يسجل نقطة دبلوماسية هامة في عمق جغرافي طالما كان معادياً لمصالحه، وأن ينقل النقاش من منطق الاصطفاف الإيديولوجي إلى منطق الحلول الواقعية المدعومة تاريخياً وقانونياً وسياسياً.


المغرب الآن
منذ يوم واحد
- المغرب الآن
جنوب إفريقيا وصحراء المغرب: تحول سياسي في الموقف أم مناورة انتخابية؟
تصريح زوما وحزب MK يؤكدان دعم الحكم الذاتي… هل يشكل هذا بداية تغير في دبلوماسية القارة؟ في خطوة أثارت اهتمام الدبلوماسية المغربية والعلاقات الإفريقية، أعلن جاكوب زوما، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا وزعيم حزب 'أومكونتو وي سيزوي' (MK)، دعم حزبه لمقترح الحكم الذاتي المغربي في ملف الصحراء، مؤكدًا أن هذا الحل 'سيتيح حكامة محلية ملموسة مع ضمان سيادة المغرب على الصحراء'. في تصريح للصحافة عقب لقاءه مع السيد ناصر بوريطة، استحضر الرئيس السابق لجنوب إفريقيا وزعيم حزب رمح الأمة MK، السيد زوما، لقاءه التاريخي، سنة 2017، مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وكذا دعم المغرب لحركة التحرير في جنوب إفريقيا وعلى مستوى القارة 🔗 — الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) July 15, 2025 يأتي هذا التصريح، الذي جاء عقب لقاء زوما مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في وقت تظل فيه جنوب إفريقيا من الدول الإفريقية التي عرفت تاريخيًا مواقف متباينة في النزاع، حيث احتضنت دعم جبهة البوليساريو، ومقرها بمدينة ويسترو، كجزء من سياسة تضامنها مع حركات التحرر الإفريقية في فترة ما بعد الفصل العنصري. خلفية تاريخية وتحليل المواقف السابقة لطالما كانت جنوب إفريقيا إحدى الدول الإفريقية القليلة التي تعترف بجمهورية 'الصحراء الغربية' (SADR) التي أعلنتها البوليساريو، واحتضنت مقرها الإفريقي على أراضيها. وكان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، الحزب الحاكم حاليًا، يعبر عن دعمه القوي للبوليساريو كجزء من توجهه المناهض للاستعمار ومناصرته لحركات التحرر. ومع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، بدأت تظهر بوادر تغيّر في بعض المواقف، وإن بقي دعم ANC رسمياً للبوليساريو، كما يبرز تباين واضح بين الأحزاب والمنظمات السياسية داخل جنوب إفريقيا. حزب MK: دعم الحكم الذاتي خطوة عملية وسلمية أوضح زوما، في بيانه الأخير، أن حزب 'أومكونتو وي سيزوي' الذي أسسه حديثًا عام 2023، يتبنى رؤية مختلفة ترفض الاستمرار في النزاع، معتبرًا أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو 'حل واقعي يعزز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة'. وأكد البيان الصادر عن الحزب أن الصحراء 'كانت جزءًا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، وأن الروابط التاريخية بين القبائل والعرش المغربي تعزز هذه الحقيقة'، مشيرًا إلى أن 'المجتمع الدولي مطالب بأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار'. قراءة استراتيجية: ما دلالة الموقف؟ يرى مراقبون أن هذا الموقف قد يكون مدفوعًا بعدة عوامل، منها سعي حزب MK لبناء قاعدة انتخابية داخل الجالية الجنوب إفريقية ذات الأصول المغاربية، بالإضافة إلى محاولة استغلال الزخم الدبلوماسي الذي يحظى به المغرب على المستوى الدولي، خصوصًا مع دعم متزايد من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا. كما يمثل الموقف إشارة إلى وجود انقسامات عميقة داخل الطبقة السياسية الجنوب إفريقية بين الأحزاب التقليدية والحركات الجديدة، وهو ما يعكس توازنًا دقيقًا في السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا تجاه ملف الصحراء. مؤسسات ومصادر رسمية جنوب إفريقية: تحيز تاريخي ومتغيرات حديثة تُظهر مراجعة لبعض المواقع الحكومية الجنوب إفريقية مثل وزارة العلاقات الدولية والتعاون (DIRCO) والبرلمان، استمرار دعمها لما يسمى بجبهة البوليساريو الانفصالية في تصريحات سابقة، مع محاولة تحديث لهجتها في مواجهة التحولات الدبلوماسية الإقليمية. لكن بعض المواقع الأخرى، ومن ضمنها تقارير ومقالات من مراكز أبحاث مستقلة مثل معهد الدراسات الأمنية (ISS) في كيب تاون، بدأت تشير إلى صعوبة استمرار الدعم الكامل للبوليساريو في ظل التغيرات الجيوسياسية والضغوط الدولية، مما يفتح الباب أمام قبول حلول وسطية مثل الحكم الذاتي. الخلاصة والتوصيات يمثل إعلان حزب MK خطوة نوعية في تحوّل المواقف داخل جنوب إفريقيا، ويمنح الدبلوماسية المغربية فرصة مهمة لتعزيز حضورها وتأثيرها داخل القارة الإفريقية. لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية استثمار هذا الموقف ضمن شبكة علاقات أكثر اتساعًا تشمل الحزب الحاكم ANC، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى العمل على توضيح التاريخ والحقوق المغربية للصحراء بشكل منهجي. يبقى الملف مفتوحًا على احتمالات عديدة، ولكن من الواضح أن المغرب يمتلك اليوم ورقة ضغط قوية على الساحة الإفريقية من خلال تحولات مثل موقف زوما وحزب MK، وهو ما يستدعي تحركًا دبلوماسيًا متصاعدًا وممنهجًا لمواكبة هذه التطورات.