
طهران تخلق توازناً إقليمياً.. وتحبط مخططات الأطماع الاستعمارية
فى العقود الأخيرة، تحوّلت إيران إلى قوة إقليمية محورية، لا يمكن تجاهلها فى أى معادلة أمنية أو سياسية فى الشرق الأوسط، هذا التحول لم يأتِ فقط نتيجة القدرات العسكرية التقليدية أو التكنولوجية التى طورتها طهران، بل أيضًا نتيجة شبكتها الواسعة من الحلفاء الإقليميين، واستراتيجيتها متعددة الأبعاد فى إدارة الصراعات.
وقد بات من الواضح، أن هذه القوة لعبت دورًا حاسمًا فى ردع مخططات الهجمات الإسرائيلية، وأجبرت تل أبيب فى عدة مناسبات على وقف إطلاق النار وتعديل خططها العسكرية، إلى جانب إعاقة مشروع تقسيم الشرق الأوسط الذى سعت له بعض القوى الدولية والإقليمية منذ عقود.
البنية العسكرية الإيرانية وتطورها
شهدت إيران منذ الحرب العراقية-الإيرانية (1980–1988) تطورًا كبيرًا فى منظومتها الدفاعية والهجومية. وبدلاً من الاعتماد الكامل على استيراد الأسلحة، ركزت طهران على تطوير صناعتها العسكرية المحلية، لتصبح اليوم قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، وصواريخ باليستية دقيقة، وأنظمة دفاع جوى، فضلًا عن سفن حربية ومعدات متطورة.
من أهم ما يميز القوة العسكرية الإيرانية هو تركيزها على «الردع غير المتماثل»؛ أى استخدام أدوات وأسلحة غير تقليدية يمكن أن تشكّل تهديدًا خطيرًا لقوى تفوقها تقنيًا. فمثلًا، طوّرت إيران ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، مثل صاروخ «فاتح 110» و»قيام» و»سجيل»، والتى يمكن أن تصل إلى عمق الأراضى الإسرائيلية، فضلًا عن قواعد أمريكية فى الخليج.
إيران ومحور المقاومة
لا يمكن فهم تأثير إيران الإقليمى دون النظر إلى ما يُعرف بـ»محور المقاومة»، وهو تحالف غير رسمى تقوده طهران ويضم حركات وتنظيمات سياسية وعسكرية مثل حزب الله فى لبنان، وحركة حماس والجهاد الإسلامى فى فلسطين، والحوثيين فى اليمن، والحشد الشعبى فى العراق، وبعض الفصائل السورية.
هذا المحور منح إيران قدرة على ممارسة ضغط مباشر أو غير مباشر على إسرائيل دون الدخول فى حرب تقليدية مفتوحة. ففى الحرب الإسرائيلية على غزة مثلًا، كثيرًا ما كانت رسائل حزب الله أو التهديدات الصادرة من طهران تؤدى إلى إعادة حسابات تل أبيب، وتسرّع من التوجه نحو وقف إطلاق النار، تفاديًا لفتح جبهة شمالية مع لبنان أو حصول تصعيد إقليمى أوسع.
المواجهات غير المباشرة مع إسرائيل
خلال السنوات الماضية، شهدت المنطقة عشرات من عمليات «الحرب غير المعلنة» بين إيران وإسرائيل، خاصة فى سوريا، حيث نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية ضد أهداف تزعم أنها تابعة لإيران أو لحزب الله. وعلى الرغم من ذلك، لم تتطور هذه الضربات إلى حرب شاملة، لأن إيران غالبًا ما كانت تحافظ على سياسة «الردّ المحسوب»، لكنها فى نفس الوقت زادت من تطوير وتوسيع نفوذها.
وفى مناسبات معينة، أثبتت إيران أنها قادرة على الردّ النوعى والموجّه. على سبيل المثال، عندما استهدفت الطائرات الأمريكية قائد «فيلق القدس» قاسم سليمانى فى بغداد عام 2020، ردّت إيران بقصف قاعدة «عين الأسد» الأمريكية فى العراق، وهو أول استهداف مباشر لقاعدة أمريكية بهذا الحجم منذ عقود. ورغم تجنب الحرب المفتوحة، فإن الرسالة كانت واضحة: طهران لن تقف صامتة.
الدور الإيرانى فى وقف إطلاق النار
فى أكثر من جولة من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، لعبت إيران دورًا غير مباشر فى فرض وقف إطلاق النار، من خلال دعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا، ما جعل إسرائيل تدرك أن إطالة أمد الحرب لن يكون فى صالحها. فعندما تمتلك المقاومة الفلسطينية ترسانة صاروخية تُمكنها من قصف تل أبيب وأبعد، فإن استمرار القتال يعنى استنزافًا اقتصاديًا ومعنويًا لإسرائيل.
الإسرائيليون يدركون أن دخول حزب الله على خط المواجهة سيعنى قتالًا على جبهتين، وربما ثلاث (فى حال اندلاع مواجهات فى الضفة أو مع غزة أيضًا)، وهى معادلة لم تكن قائمة قبل سنوات. هذا التهديد متعدد المصادر لا ينفصل عن دور إيران المركزى فى دعمه، تمويلًا وتدريبًا وتسليحًا.
تعطيل مشروع الشرق الأوسط الجديد
منذ الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، بدأت ترتسم ملامح مشروع لتشكيل «شرق أوسط جديد»، يعتمد على تفتيت الدول الكبيرة إلى كيانات طائفية أو عرقية أصغر، بما يخدم المصالح الغربية والإسرائيلية. تم الترويج لهذا المشروع علنًا فى بعض الأحيان، كما حصل فى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس عام 2006.
لكن صمود إيران، وتحالفها مع سوريا، وحضورها فى العراق ولبنان، ومساهمتها فى إفشال تنظيمات متطرفة مثل «داعش»، ساهمت فى إرباك هذا المخطط. لم تكن إيران تقف دفاعًا عن الأنظمة بقدر ما كانت تسعى لمنع تفكيك المنطقة إلى دويلات متصارعة يمكن التحكم بها بسهولة من قبل القوى الخارجية.
العقوبات الغربية وزيادة الاعتماد على الذات
رغم العقوبات الاقتصادية الشديدة التى فرضتها الولايات المتحدة والغرب على إيران، لم تفلح هذه الضغوط فى إضعاف الإرادة السياسية والعسكرية الإيرانية. بل على العكس، استغلت إيران العقوبات لتطوير منظوماتها المحلية وتخفيف اعتمادها على الخارج، ما ساهم فى تعزيز الاكتفاء الذاتى، خصوصًا فى المجالات الدفاعية والطاقة.
هذا الصمود الاقتصادى – وإن كان مكلفًا داخليًا – ساهم فى ترسيخ صورة إيران كدولة لا تُخضعها الضغوط، وهو ما جعل بعض الأنظمة والتيارات فى المنطقة ترى فيها حليفًا استراتيجيًا مقابل السياسات الغربية والإسرائيلية.
إيران قوة موازنة إقليمية
بات واضحًا أن إيران أصبحت عنصر توازن وردع فى الشرق الأوسط. قد لا تكون قوة عظمى تقليدية مقارنة بالولايات المتحدة أو حتى إسرائيل تقنيًا، لكنها استطاعت أن تفرض معادلات جديدة على الأرض من خلال بناء تحالفات استراتيجية، وتطوير قدرات عسكرية هجومية ودفاعية، واعتماد سياسة النفس الطويل.
قدرتها على ردع الهجمات الإسرائيلية، وإجبار تل أبيب على مراجعة حساباتها، لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة تراكميّة لاستراتيجية متكاملة تهدف إلى منع اختلال التوازن فى المنطقة. كذلك، فإن إسهام إيران فى تعطيل مشروع «الشرق الأوسط الجديد» أعاد رسم خريطة الصراع، وأثبت أن الهيمنة الغربية لم تعد حتمية كما كانت فى الماضى.
ورغم التحديات الداخلية والخارجية التى تواجه إيران، فإن دورها الإقليمى سيبقى حاضرًا، ما دام مشروع المقاومة قائمًا، وما دامت إسرائيل عاجزة عن فرض إرادتها بالقوة دون تكلفة باهظة.
مستقبل الملف النووى الإيرانى
فى أعقاب الضربات الجوية الأمريكية التى استهدفت منشآت نووية داخل إيران، تصاعدت التساؤلات حول مستقبل البرنامج النووى الإيرانى، وحجم الأضرار التى لحقت به، ومدى قدرة طهران على الاستمرار فى تطويره، ورغم أن الإدارة الأمريكية وصفت الهجوم بأنه «ناجح للغاية»، إلا أن التقييمات المستقلة لا تزال تواجه صعوبة فى تحديد مدى فاعلية تلك الضربات، خاصة فى ظل الطبيعة المعقدة والسرية للبرنامج النووى الإيرانى.
وأثارت الضربات المفاجئة حالة من الغموض، ليس فقط حول المواقع التى تم استهدافها، بل أيضًا بشأن الاستراتيجية الأمريكية فى التعامل مع هذا الملف بالغ الحساسية، فالمواقع التى تعرضت للهجوم مثل «فوردو' و»نطنز' و'أصفهان'، تُعد من أبرز المنشآت النووية المعروفة فى إيران، لكنها ليست بالضرورة الوحيدة أو الأهم.
اخفاء البنية التحتية النووية
وأوردت شبكة «سى إن إن'، الأمريكية أن هناك معلومات استخباراتية سابقة تفيد بأن إيران قد استعدت لاحتمال شن ضربات من هذا النوع، وقامت بإخفاء جزء من بنيتها التحتية النووية، كما أكدت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها رصدت بالفعل جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 83%، وهى نسبة تقترب من مستوى التخصيب المطلوب لصناعة سلاح نووى، ما يطرح علامات استفهام جدية حول النوايا الإيرانية، رغم تأكيد طهران المتكرر أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن البرنامج النووى الإيرانى يحتوى على مكونات سرية لا تخضع لإشراف الوكالة الدولية، ولا تقع ضمن المنشآت المعلنة أو تلك التى يُثار الجدل حول كيفية تدميرها، وتعد منشأة مثل «فوردو'، التى تقع داخل جبل محصن، مثالاً على مدى تعقيد المهمة التى تواجهها أى قوة تسعى لتفكيك البرنامج النووى الإيرانى عبر العمل العسكرى فقط.
وأشار مراقبون دوليون إلى أن الضربات الأمريكية الأخيرة رغم أهميتها الرمزية والتكتيكية قد لا تكون كافية لتحديد مصير البرنامج النووى الإيرانى أو القضاء عليه بشكل كامل، بل ربما تكون هذه الضربات مجرد بداية لسلسلة أطول من المواجهات، أو ورقة ضغط سياسية فى سياق تفاوضى أكبر.
استهداف المنشآت النووية
ويؤكد اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجى، أن الضربة الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية استهدفت مواقع شديدة الحساسية وهى مواقع بمثابة الأعمدة الأساسية فى البرنامج النووى الإيرانى، وعلى رأسها منشآت أصفهان ونطنز وفوردو، مشيرا إلى أن العملية نفذت باستخدام قاذفات الشبح الأمريكية المتطورة B-2، والتى استخدمت قنابل خارقة للتحصينات من طراز BU-57، المصممة خصيصًا لاختراق الأهداف المحصنة فى أعماق الأرض، ما يعكس الطابع الاحترافى والدقيق للهجوم.
ويشير «فرج»، إلى أن الروايات حول نتائج الضربة ما زالت متباينة إلى حد كبير، كاشفًا أنه فى الوقت الذى تؤكد إيران أن الضربة لم تحدث أى تأثير جوهرى، وتزعم أن منشآتها لم تتضرر، تؤكد الولايات المتحدة أن العملية حققت أهدافها العسكرية، ووجهت ضربة قوية لقدرات إيران النووية.
ويوضح فرج، أن الهدف المشترك للولايات المتحدة وإسرائيل يتمثل فى منع طهران من امتلاك السلاح النووى، سواء من خلال التدمير المباشر للبنية التحتية النووية، أو عبر تعطيلها لفترة طويلة.
ويضيف أن المشهد ازداد غموضًا خاصة بعد انقطاع خدمات الإنترنت فى إيران، الأمر الذى حال دون الحصول على صور أو معلومات موثقة من مواقع القصف، مما يترك مساحة واسعة للتكهنات، موضحًا أن مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية أعلنت عدم وقوع أى تسرب إشعاعى، وهى نقطة خففت من المخاوف الإقليمية بشأن وقوع كارثة بيئية أو إنسانية نتيجة الهجوم.
ولفت، إلى أن طهران لم تكن تسعى إلى المواجهة المباشرة، لكنها وجدت نفسها مجبرة على الرد، ونجحت بالفعل فى تنفيذ هجمات صاروخية استهدفت العمق الإسرائيلى، فى تطور يعتبر غير مسبوق، مضيفًا أن مدن كبرى مثل تل أبيب، وحيفا، والقدس تعرضت لضربات مباشرة، وهى المرة الأولى منذ إعلان قيام دولة إسرائيل فى عام 1948، التى تشهد فيها تلك المدن هذا النوع من الهجوم.
وأشار إلى أن رد الفعل الإيرانى أدخل جميع المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى الملاجئ وهو ما وصفه بأنه نصر رمزى ومعنوى كبير لإيران لما له من تأثير نفسى على الداخل الإسرائيلى، مؤكدا أن حالة الغضب الشعبى تجاه حكومة نتنياهو تتزايد، فى ظل فشلها فى تقديم رد حاسم أو تحقيق وعودها السابقة بالقضاء على البرنامج النووى الإيرانى.
وقال، إن المنشآت النووية الإيرانية، خاصة تلك الموجودة داخل الجبال، بُنيت لتكون بمنأى عن الهجمات الجوية، وهو ما يجعل تدميرها الكامل أمرًا شبه مستحيل، حتى باستخدام الأسلحة الأكثر تطورًا، لافتا إلى أن الهجوم الأمريكى الإسرائيلى ربما ينجح فى تأخير البرنامج النووى الإيرانى مؤقتًا، لكنه لن يقضى عليه بشكل نهائى، متوقعا أن تستعيد إيران قدراتها النووية، ما لم تتخذ أمريكا إجراءات شاملة سواء عسكرية أو دبلوماسية، لضمان تفكيك البرنامج والحد من عودته مستقبلاً.
اغتيال العلماء
خلال الاثنى عشر يوما من المواجهة غير المسبوقة بين إسرائيل، وإيران، كثفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من عملياتها النوعية، وركزت بشكل ملفت على استهداف قيادات بارزة فى الحرس الثورى، بجانب نخبة من العلماء الإيرانيين العاملين فى البرنامج النووى، وكشفت التطورات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق فى وتيرة «الاغتيالات الانتقائية» التى هدفت إلى إضعاف القدرات العلمية والتقنية لإيران.
وفى هذا السياق، أفادت وكالة «مهر» الإيرانية أن العالم النووى إيثار طبطبائى وزوجته لقيا مصرعهما إثر هجوم إسرائيلى استهدف شقتهما الأسبوع الماضى، فى واقعة أثارت موجة من الغضب داخل الأوساط الإيرانية، كما قُتل العالم النووى محمد رضا صديقى صابر، فى غارة استهدفت منزله بمدينة آستانة أشرفية شمال البلاد، بينما قُتل ابنه قبل أيام فى ضربة أخرى استهدفت منزل العائلة فى طهران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 32 دقائق
- فيتو
تصريح نتنياهو يكشف الترتيبات، أهداف تسريع التطبيع لتنفيذ مشروع الممر الهندي المهدد لقناة السويس
زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اليوم، أن حكومته ستعمل على القضاء التام على حركة حماس، وعدم السماح بعودتها إلى السيطرة، وربط آسيا والشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية بمصادر الطاقة الهائلة التي تمتلكها مع الغرب. نتنياهو يتحدث مجددا عن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق وتابع نتنياهو فى كلمة له خلال جولة ميدانية في شركة "كاتسا" (خط أنابيب أوروبا–آسيا) بمدينة عسقلان، "سنربط آسيا والشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية بمصادر الطاقة الهائلة التي تمتلكها، مع الغرب، هذا سيحدث، لدينا الكثير لنقوم به لضمان الازدهار والنمو بما يتجاوز ما يمكننا تصوره. نحن نعتزم تعزيز قدرات إسرائيل في مجال الطاقة. لدينا قدرة هائلة"، وفق زعمه. المدقق في تصريح نتنياهو المقتضب يفهم أنه يحمل الكثير ويكشف عن مخطط قديم وضعه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، وأيده لاحقا دونالد ترامب، وهو الممر الهندي الأوروبي، الذي تعرقله غزة، وتسبب طوفان الأقصى في توقفه قبل توقيع وثائقه الرسمية بشهر واحد فقط. بداية الحديث عن الممر الهندي، خلال قمة بالعاصمة الهندية "نيودلهي" التى عقدت في 10 سبتمبر 2023، وقتها أعلن كل من؛ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، إلى جانب العديد من القادة الأوروبيين، إنشاء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. قمة العشرين فى الهند عام 2023، فيتو والممر الهندي الأوروبي مكون من مسارين: الأول يربط الهند بالخليج، والثاني يربط الخليج بدول أوروبا، لتكون إسرائيل حلقة الوصل بين المسارين. عقب التوقيع على مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، الذي حظي بمباركة ودعم الولايات المتحدة، خرج الجميع وقتها بتوقعات مثالية وآمال كبيرة ومسابقة للأحداث، وبدا جو بايدن وكأنه الأكثر فرحًا بهذا المشروع الذي وصفه بـ"صفقة حقيقية كبيرة ستغير من قواعد اللعبة"، كذلك وصفت 'ورئيسة المفوضية الأوروبية المشروع بأنه "الأكثر طموحًا لجيلنا وجسرًا يجمع بين القارات والحضارات". وعبر آنذاك نتنياهو عن سعادته البالغة، واعتبر مشروع الممر الجديد بمثابة إنجاز تاريخي للاحتلال، سيحولها إلى ملتقى مركزي للاقتصاد العالمي. وحينما كان المسئولون في أمريكا وأوروبا منهمكين في إعداد وثائق المرحلة النهائية لتنفيذ مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا" وفق الجدول الزمني، تمهيدًا لاجتماع الشركاء في نوفمبر 2023 للإعلان عن خطة العمل النهائية، والبدء بالتنفيذ الفعلي على أرض الواقع خلال هذه الأيام، لكن طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 حول حلم الممر إلى كابوس وقلب الطاولة على الجميع. ووقف العدوان على غزة بعدها حجرة عثرة فى طريق مشروع الممر الهندي، وتأجيل كل الاجتماعات، واضطرت بعض الدول العربية المشاركة في الممر إلى تأجيل محادثات التطبيع مع الاحتلال، الممهد لتوقيع الاتفاق التجاري الضخم. منذ نحو عقد مضى، يشعر صناع القرار في أوروبا وأمريكا بالقلق إزاء عزم الصين التمدد في مشروعها الحزام والطريق" الذي بات جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الصين الرئيسية، واستطاعت من خلاله الوصول إلى أمريكا اللاتينية وأفريقيا التي ضمت أكبر عدد من مشاريع الحزام والطريق، بجانب السيطرة على بعض الممرات البحرية، وتوريط العديد من البلدان النامية بقروض لا تستطيع سدادها. خريطة مشروع الممر الهندي يتألف مشروع الممر الهندي من ممرين، الأول: ممر بحري شرقي، ينطلق من الهند ويربط الساحل الغربي للهند بدولة الإمارات، والثاني ممر بري شمالي يتضمن شبكة سكك حديد عابرة للحدود، تبدأ من الإمارات مرورًا بالسعودية وتصل إلى جنوب الأردن حتى إسرائيل. بعدها ينطلق مسار الممر من الأراضي المحتلة بميناء حيفا نحو أوروبا عبر ميناء "بيرايوس اليوناني"، ومنه بعد ذلك إلى إيطاليا وفرنسا وألمانيا، حيث ينتهي مسار الممر في الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أيضًا أن يحتوي المشروع مستقبلًا حال تنفيذه على ممر فرعي نحو أفريقيا بما يتماشى مع أهداف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. كما يضم الممر اليونان إلى المشروع، ولم يهمش ويتجاوز العاصمة التركية "أنقرة" فحسب، بل سيمر الممر عبر المياه المتنازع عليها بين تركيا واليونان، الأمر الذي أثار وقتها غضب الرئيس التركي أردوغان، وأبدى اعتراضه بشكل رسمي، قائلًا: "لن يكون ذلك الممر دون تركيا، والخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب هو الخط العابر من تركيا". وكانت تركيا في مقدمة الدول المعارضة للممر الجديد، وردت أيضًا بشكل عملي عبر الإسراع بتنفيذ "طريق التنمية" وهو ممر يربط دول الخليج بأوروبا عبر العراق وتركيا. تأثير الممر الهندي على حركة العبور من قناة السويس ومع طرح فكرة المشروع تحدثت تقارير عن تأثيره المحتمل على قناة السويس، التي تستحوذ على 12% من حركة التجارة العالمية، لكن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، قال في تصريحات سابقة له من تأثير هذا المشروع على القناة، التي لا يوجد منافس له عالميا كونها الأقصر مسافة والأكثر أمانا. قناة السويس، فيتو لكن ربيع، لم يخفِ تصوراته المستقبلية من تأثير مشروع خط الأنابيب المزمع إنشاؤه بين الإمارات وميناء إيلات الإسرائيلي على خليج العقبة، ومنه إلى ميناء حيفا، والذي سيقلل حركة المرور عبر قناة السويس بنسبة قد تصل إلى 16%. ترامب يمهد لصفقة تطبيع كبرى بهدف تمرير المشروع تصريح نتنياهو حول ربط الشرق بالغرب، من المرجح أنه جاء متماهيا مع الترتيبات التى يعد لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية لوقف الحرب فى غزة، بهدف تمرير صفقة تطبيع كبرى مع الاحتلال تضم دولا جديدة إلى اتفاقات أبراهام أو اتفاقات سلام شبيها، ويضع عينها على السعودية إلى جانب سوريا ولبنان وعواصم أخرى. ويرى خبراء أن اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو المزمع إقامته الأسبوع المقبل فى العاصمة "واشنطن"، سوف يناقش إنهاء الحرب على غزة، والحديث عن اتفاقات تطبيع توفر لنتنياهو مخرج سياسي مشرف من الحرب، ومن المؤكد أنها ستكون عودة إلى أوراق نوفمبر 2023 لتمرير أوراق الممر الذي تأخر تنفيذه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

مصرس
منذ 44 دقائق
- مصرس
جيش الاحتلال: مقتل جندي وإصابة 3 آخرين في معارك بقطاع غزة
أعلن جيش الاحتلال، عن مقتل جندي وإصابة 3 آخرين في معارك بقطاع غزة، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية. أقرأ أيضا| «إعلام إسرائيلي»: مقتل جندي بحادثة قنص في قطاع غزةوقالت حماس، اننا منفتحون على المقترحات التي يقدمها الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ونسعى إلى التوصل لاتفاق شامل يؤدي إلى وقف كامل للعدوان على القطاعوأضافت حماس، أن جميع مشاريع الاحتلال الأمنية في غزة مصيرها الفشل.وفي نفس السياق قال بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية من غزة، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية العنيفة تتواصل على قطاع غزة، حيث تشهد منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، قصفاً مدفعيًا مكثفًا، مصحوباً بعمليات تفجير ممنهجة تنفذها قوات الاحتلال ضد منازل المدنيين وممتلكاتهم، كما أن أصوات الانفجارات تُسمع في مناطق متفرقة من القطاع، ما يعكس حجم العنف والقصف المتواصل الذي يستهدف الأحياء السكنية دون توقف.وأضاف خلال رسالة على الهواء، أنه في المحافظة الوسطى، لا يختلف المشهد كثيرًا، إذ تتعرض القرى الشرقية ك"المصدر" ومخيم "المغازي" لقصف متواصل، أسفر عن دمار واسع.كما شنت طائرة استطلاع إسرائيلية غارة مباشرة على مجموعة من المواطنين في مدينة دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال وسيدة، إضافة إلى عدد من الإصابات، بعضها في حالة حرجة، نُقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
جيش الاحتلال: سنهاجم كل منطقة يتم استخدامها لإطلاق الصواريخ
حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان منطقة مدينة غزة بأحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة بالإخلاء الفوري، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية. أقرأ أيضا| البث الإسرائيلية: نتنياهو وكاتس يعتقدان أنه يجب العمل على طرد حماس من حكم غزةوأضاف جيش الاحتلال أنه يطالب السكان بالاتجاه لمنطقة المواصي والامتناع عن العودة لمناطق القتال الخطيرة.وأكد الاحتلال أنه سيهاجم كل منطقة يتم استخدامها لإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.وفي نفس السياق قال، مراسل القاهرة الإخبارية من غزة، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية العنيفة تتواصل على قطاع غزة، حيث تشهد منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، قصفاً مدفعيًا مكثفًا، مصحوباً بعمليات تفجير ممنهجة تنفذها قوات الاحتلال ضد منازل المدنيين وممتلكاتهم، كما أن أصوات الانفجارات تُسمع في مناطق متفرقة من القطاع، ما يعكس حجم العنف والقصف المتواصل الذي يستهدف الأحياء السكنية دون توقف.وأضاف خلال رسالة على الهواء، أنه في المحافظة الوسطى، لا يختلف المشهد كثيرًا، إذ تتعرض القرى الشرقية ك"المصدر" ومخيم "المغازي" لقصف متواصل، أسفر عن دمار واسع.كما شنت طائرة استطلاع إسرائيلية غارة مباشرة على مجموعة من المواطنين في مدينة دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال وسيدة، إضافة إلى عدد من الإصابات، بعضها في حالة حرجة، نُقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.