
77% من أراضي غزة خارج الخدمة.. الأمن الغذائي في خطر
مع استمرار الحرب المدمّرة والحصار الخانق، تواجه الزراعة في قطاع غزة انهيارًا غير مسبوق، حيث كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن فقط 4.6% من الأراضي الزراعية المتوفرة في القطاع ما تزال صالحة للزراعة، بعدما كانت تغطي أكثر من 15 ألف هكتار قبل الحرب.
هذا التراجع الحاد يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، الذين باتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية المحدودة، أو يُجبرون على اللجوء إلى وسائل بدائية لتأمين غذائهم.
يؤكد مزارعون وخبراء أن الإنقاذ الفوري يتطلب وقف الحرب وفكّ الحصار عن المعابر لإدخال المواد الزراعية الحيوية، وصيانة الآبار وخزانات المياه، وإنشاء بنى تحتية جديدة، إلى جانب اعتماد تقنيات الزراعة المستدامة القائمة على المدخلات المحلية، وتوفير تمويل مباشر للمزارعين المتضررين.
تدمير واسع للبنية الزراعية
تشير التقارير المحلية والدولية إلى أن أكثر من 77.8% من الأراضي الزراعية أصبحت غير متاحة، إما بسبب تحويلها من قبل الاحتلال إلى مناطق عسكرية مغلقة، أو تدميرها المباشر عبر القصف والتجريف.
كما تضررت 71% من البيوت البلاستيكية، و82.8% من الآبار، في حين تعرّضت خزانات تجميع مياه الأمطار وخطوط الري المركزية للتجريف، ما شلّ بالكامل قدرة القطاع الزراعي على الإنتاج.
ويقول المزارع عبد القادر حماد، الذي نزح من شمال القطاع إلى مدينة غزة، إنه كان يمتلك أرضًا بمساحة خمسة دونمات تمد السوق المحلي بالخضروات والفواكه، لكنها دُمّرت بالكامل، تمامًا مثل منزله ومصدر رزقه.
أما المزارع إسماعيل العواودة، فيؤكد أن عشرة دونمات من الزيتون السُّري والنبالي التي كان يزرعها في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة تحوّلت إلى أرض قاحلة بعد أن دمرها القصف والتجريف الإسرائيلي.
تلوث وتسمم التربة
من جانبه، أوضح الخبير الزراعي م. نزار الوحيدي أن التربة في غزة تعرضت لتلوث واسع النطاق نتيجة القصف، واستخدام الأراضي كمواقع لحرق الوقود والطهي، إضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى فقدان التربة جزءًا كبيرًا من خصوبتها.
وأضاف أن المياه الجوفية في العديد من المناطق أصبحت غير صالحة للزراعة بسبب التلوث الكيميائي. في الوقت نفسه، تواصل سلطات الاحتلال منع إدخال الأسمدة، والبذور، والمعدات الزراعية، مما يعيق أي محاولة جدية لإعادة تأهيل الأرض واستئناف النشاط الزراعي.
مقاومة رغم الدمار
ورغم الظروف القاسية، لم يستسلم بعض المزارعين، إذ لجؤوا إلى زراعة مساحات صغيرة قرب أماكن نزوحهم. يقول المواطن غالب أمونة إنه زرع بجانب خيمته القليل من البصل والبقدونس والطماطم فقط ليطعم أسرته.
في ظل الانهيار الزراعي، تشهد الأسواق المحلية ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الخضروات والفواكه، وسط شُح المعروض وندرة الإنتاج المحلي.
وبحسب أحدث تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (مايو 2025)، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 43.21% في قطاع غزة مقارنة بشهر أبريل، الذي سجل بدوره ارتفاعًا بنسبة 75.59%.
وتشير بيانات الجهاز إلى أن أسعار الخضروات شهدت قفزات قياسية، منها: الطماطم: 22.86 شيكل/كغم، والبصل الجاف: 36.94 شيكل، والثوم: 120 شيكل، والليمون: أكثر من 66 شيكل، والبطاطا: نحو 50 شيكل، والملوخية الورقية: بين 25 و30 شيكل.
أزمة غذائية خانقة
هذه الأسعار فاقت القدرة الشرائية لمعظم العائلات، التي باتت تعتمد على وجبة واحدة يوميًا، وغالبًا ما تكون خالية من البروتين أو الخضروات الطازجة.
في ظل استمرار الحرب وانهيار البنية الزراعية، تتجه غزة نحو كارثة غذائية وبيئية مركبة تهدد حاضر السكان ومستقبل الأجيال القادمة، ما لم يتحرك العالم لإنهاء الحصار والعدوان، ودعم قطاع الزراعة كأولوية إنسانية وإنمائية عاجلة.
المصدر / فلسطين أون لاين
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 7 ساعات
- شبكة أنباء شفا
وزير خارجية الصين وانغ يي يلتقي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي
شفا – التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وهو أيضاً عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في كوالالمبور. وقال الوزير وانغ يي ، إنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء البريطاني ستارمر، تسير العلاقات الصينية البريطانية على الطريق الصحيح نحو التحسن والتطوير. يجب على الجانبين استعادة النية الأصلية للشراكة الاستراتيجية، وفهم الاتجاه العام للتعاون ذي المنفعة المتبادلة، والالتزام بالاحترام المتبادل، ومعالجة الخلافات بشكل صحيح، والاستجابة لتوقعات جميع قطاعات البلدين. يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتصار الحرب العالمية الثانية. وأضاف وزير الخارجية الصيني وانغ يي ، وبصفتهما مؤسسين مشاركين لنظام ما بعد الحرب وعضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتعين على الصين والمملكة المتحدة أيضًا الوفاء بالتزاماتهما الدولية بشكل مشترك، والدفاع عن نتائج انتصار الحرب العالمية الثانية، والحفاظ على نظام التجارة الحرة، وتقديم مساهمات جديدة للسلام والتنمية العالميين. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ، إن زخم التحسن الحالي في العلاقات الصينية البريطانية إيجابي، وأن التبادلات على جميع المستويات تتزايد بوتيرة متزايدة. وتتطلع المملكة المتحدة إلى تعزيز التواصل مع الصين واتخاذ إجراءات أكثر جوهرية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، كالاقتصاد والتجارة. وتلتزم المملكة المتحدة بسياسة الصين الواحدة، وتسعى جاهدةً إلى بناء علاقات مستقرة وناضجة مع الصين. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية الساخنة مثل القضية النووية الإيرانية والأزمة الأوكرانية.


فلسطين اليوم
منذ يوم واحد
- فلسطين اليوم
الأمم المتحدة: العقوبات الأميركية المفروضة على ألبانيز "سابقة خطيرة"
فلسطين اليوم - نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، واصفًا إياها بأنها "سابقة خطيرة". وجاء في بيان للمتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، ردًا على أسئلة صحافيين: 'إن فرض عقوبات على المقررين الخاصين سابقة خطيرة. فرانشيسكا ألبانيز، شأنها شأن جميع المقررين الآخرين، خبيرة مستقلة تُعيَّن من قبل مجلس حقوق الإنسان، وتقدّم تقاريرها إليه، وليس للأمين العام سلطة عليهم أو على عملهم'. وأضاف البيان: 'رغم أن من حق الدول الأعضاء التعبير عن آرائها والاعتراض على تقارير المقررين، إلا أننا نشجّعها على التفاعل البنّاء مع منظومة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. إن فرض عقوبات أحادية على خبراء الأمم المتحدة أمر غير مقبول'. من جهته، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى التراجع الفوري عن العقوبات المفروضة على ألبانيز، مؤكدًا أن 'المقررين الخاصين يتناولون بطبيعتهم قضايا حساسة ومثيرة للجدل'، وشدد على ضرورة أن تلجأ الدول إلى الحوار بدلًا من العقاب، وقال: 'يجب أن تتوقف الهجمات ضد أصحاب الولايات الخاصة، وكذلك المحكمة الجنائية الدولية'. وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد أعلن عن فرض عقوبات على ألبانيز، متهمًا إياها بـ'شنّ حملة سياسية واقتصادية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل'، بسبب دعمها لمساءلة شركات وشخصيات إسرائيلية أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال روبيو على منصة 'إكس': 'لن نقبل بعد الآن هذا النوع من الحملات، وسنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادتنا وسيادة حلفائنا'. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.


قدس نت
منذ يوم واحد
- قدس نت
أزمة مالية غير مسبوقة تهدد السلطة الفلسطينية وسط احتجاز أموال المقاصة وتفاقم الأعباء المعيشية
دخلت السلطة الفلسطينية مرحلة حرجة من أزمة مالية مستمرة منذ 44 شهراً، مع تصاعد تداعيات احتجاز الاحتلال الإسرائيلي لأموال المقاصة، ما أدى إلى تأخر وتقليص الرواتب، وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية، وسط تحذيرات من شلل في المؤسسات العامة وانهيار اقتصادي شامل. وتشير تصريحات رسمية واقتصادية إلى أن حكومة الاحتلال تسعى لتقويض السلطة من خلال سياسات ممنهجة تستهدف تجفيف مصادر تمويلها، في وقت تعتمد فيه الأخيرة على المقاصة بنسبة تفوق 60% من إيراداتها. وأكد مسؤولون وخبراء أن الأزمة مرشحة للتفاقم، مع تراجع الدعم الخارجي وانكماش الاقتصاد المحلي، بينما تواجه الحكومة عجزاً شهرياً يتجاوز 650 مليون شيكل. وفي المقابل، دعت النقابات لبرنامج وطني يوازن بين استمرار تقديم الخدمات وضمان حقوق الموظفين، مع تصاعد الاحتجاجات وتقليص الدوام في قطاعات حيوية. وحذر خبراء من أن استمرار الأزمة دون تدخل دولي عاجل للإفراج عن الأموال المحتجزة سيقود إلى انهيار اقتصادي واسع، مؤكدين أن الحلول لا يمكن أن تكون مالية فقط، بل سياسية بامتياز، داعين لتشكيل مجلس اقتصادي وطني وخلق شبكة أمان عربية عاجلة لتفادي الانفجار الاجتماعي. وتتزامن الأزمة مع تزايد الاستهداف الإسرائيلي للمقدرات الفلسطينية، ومحاولات "تصدير أزمات متلاحقة"، وسط غياب أفق واضح للحل، وتحديات يومية تعصف بالمواطن والموظف والمؤسسات على حد سواء. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله