logo
دراسة عالمية: هذه أكثر الوجهات السياحية التي تكلف يوميًّا 50 ريالاً.. "لاوس" في المقدمة

دراسة عالمية: هذه أكثر الوجهات السياحية التي تكلف يوميًّا 50 ريالاً.. "لاوس" في المقدمة

صحيفة سبق١٧-٠٣-٢٠٢٥
أكدت دراسة، قدمتها شركة "Hello Safe"، أنه قد يكون الابتعاد عن جزر الكاريبي والمحيط الهادئ خطوة أولية لتجنب المفاجآت من حيث التكاليف؛ إذ تحتل جزر الكاريبي صدارة الترتيب العالمي لأغلى الوجهات، بينما سيكون السفر إلى العديد من الدول الناشئة في القارات القديمة، مثل آسيا وإفريقيا، أماكن مناسبة للسفر الاقتصادي.
وشملت الدراسة نفقات الإقامة، سواء في فندق أو حجز عبر Airbnb، ونفقات الطعام بناء على مؤشرات أسعار المستهلك المحلية وتكلفة الطعام، ونفقات النقل داخل البلد نفسه (طائرة، قطار، حافلة، وسائل نقل عام أخرى، أو سيارة أجرة).
وفي المقابل، لا تشمل هذه الميزانية تكلفة النقل إلى بلد المقصد (عادة ما تكون تكلفة تذكرة الطائرة).
وبفضل جودة أماكن الإقامة السياحية المتميزة تحتل جزر الكاريبي المراكز الأولى في هذا التصنيف، وجاءت كالآتي:
بربادوس (331 دولارًا في اليوم)، أنتيغوا وبربودا (311 دولارًا)، سانت كيتس ونيفيس (272 دولارًا)، جزر المالديف (268 دولارًا)، جزيرة غرينادا (259دولارًا).
وعربيًّا، احتلت الإمارات المركز العاشر بتكلفة 221 دولارًا في اليوم، بينما جاءت سلطنة عمان في المركز الثالث عشر بتكلفة 214 دولارًا.
أما بالنسبة للمسافرين الباحثين عن وجهات اقتصادية فقد قدمت الدراسة قائمة بـ 15 دولة لزيارتها في رحلة منخفضة التكلفة.
لاوس (15 دولارًا لليوم)، كازاخستان (19 دولارًا)، رواندا (20.8 دولار)، غانا (22 دولارًا)، منغوليا (23.8 دولار)، أرمينيا (25.7 دولار)، بوركينا فاسو (27 دولارًا)، جورجيا (27.7 دولار).
يأتي ذلك بينما تراوحت تكلفة قضاء ليلة واحدة في باقي الدول الـ15 لأرخص وجهات السفر بين 29 دولارًا في مالي و36 دولارًا لنيبال، وبينهما كانت دول بورما، ومولدوفا، وكوبا، والهند، ومالاوي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب سجال في معركة الفوز بـ"السائح الدولي"؟
الحرب سجال في معركة الفوز بـ"السائح الدولي"؟

Independent عربية

timeمنذ 13 ساعات

  • Independent عربية

الحرب سجال في معركة الفوز بـ"السائح الدولي"؟

بمحاذاة منتجعات البحر الأحمر بالغة الرفاهية، مشى المسؤول الأول عن السياحة في السعودية، محتفياً بأحدث تقارير الأمم المتحدة للسياحة التي تشير إلى أن بلاده "احتلت المرتبة الأولى كأعلى وجهة سياحية في نمو إيرادات السياح الدوليين 2025"، وظهر الوزير أحمد الخطيب رفقة عائلته مختزلاً رسائل عدة لمكانة السياحة، في البلد الذي تحتل مساحته ثلثي الجزيرة العربية. ويشير تقرير باروميتر السياحة العالمية الصادر في شهر مايو (أيار) 2025، "إلى نسبة نمو إيرادات السياح الدوليين خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019". وزير السياحة أحمد الخطيب، الذي راهن على أن بلاده "ستغير المشهد السياحي عالمياً"، مضى في رحلاته السياحية من منخفض الساحل إلى قمة الجبل، حيث الطائف، أشهر المدن المنتجة لأنواع الورد العطري في العالم، الذي يستخدم في صناعة العطور الملكية، يقول معلقاً "هذه المدينة تجمع بين عبق التاريخ وجمال الطبيعة". الدخل الثاني بعد النفط وتبدو نبؤة "السياحة وخطيبها" قاب عامين أو أدنى من تحقيقها، إذ قال إن "السياحة ستكون الدخل الثاني بعد النفط". ففي العام الماضي احتفت البلاد في كسر أرقام تاريخية غير مسبوقة في القطاع السياحي، بدءاً من الوصول إلى 100 مليون سائح في عام 2023، وهو أحد أهداف رؤية 2030 الذي تحقق قبل موعده بسبعة أعوام، إلى بيانات البنك المركزي التي تشير إلى إنفاق الزوار القادمين من الخارج 135 مليار ريال (نحو 36 مليار دولار) بنسبة نمو قدرها 42.8 في المئة خلال عام واحد فقط. وتجاوز إجمالي الإنفاق السياحي في البلد الذي يضم ثمانية مواقع صنفت كتراث عالمي لـ"اليونسكو"، نحو 284 مليار ريال (75.7 مليار دولار)، للسياحة المحلية والوافدة من الخارج خلال عام 2024 بنسبة نمو 11 في المئة، مقارنة بعام 2023. ووفق التقرير الإحصائي السنوي الخاص بالقطاع السياحي لعام 2024، الصادر عن وزارة السياحة، فإن إجمالي عدد السياح المحليين والوافدين من الخارج في عام 2024 وصل إلى نحو 116 مليون سائح، بنسبة نمو بلغت ستة في المئة، مقارنة بعام 2023. المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط واحتلت البلاد المرتبة الثالثة عالمياً، وفقاً للتقرير، في نسبة نمو أعداد السياح الدوليين في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالربع الأول من عام 2019، والمرتبة الثانية على مستوى الشرق الأوسط للفترة نفسها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والرهان على السياحة في بلد تفوق مساحته مليوني كيلومتر مربع رهان لا يخسر، وهي المساحة التي أتاحت له تنوعاً جغرافياً ومناخياً مختلفاً، ففي شتاءاته يرتحل الناس سواحاً نحو تلال الشمال الثلجية، وفي أشد لحظات طقس أغسطس (آب) الحار يتجهون نحو الجنوب البارد الذي لا تتعدى درجات حرارته اليوم أكثر من 16 درجة مئوية. ذلك لأن بعض مدنه وقراه تتكئ وتعيش فوق السحاب، مثل مدن فيفا وبعض قرى جازان التي تتنفس البن وتزرعه، وهي موطن قهوة "أرابيكا" العالمية. فخور بهذا الإنجاز الذي يعكس مكانة المملكة المتقدمة في قطاع السياحة، بدعم من قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-. عملنا مع الشركاء بروح الفريق لتحقيق مستهدفات #رؤية_السعودية_2030. ونتطلع إلى مزيد من النمو وتعزيز موقع المملكة على خارطة السياحة العالمية.#سياحتنا_نمو_وتطور — Ahmed Al Khateeb أحمد الخطيب (@AhmedAlKhateeb) July 13, 2025 وبلغت نسبة أعداد السياح الدوليين 102 في المئة خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019، متجاوزة معدل النمو العالمي ثلاثة في المئة ومعدل نمو منطقة الشرق الأوسط 44 في المئة، معززة مكانتها الريادية في المشهد السياحي العالمي والإقليمي. تأشيرات سياحية إلكترونية لغير المسلمين وتعتبر السياحة عنصراً مهماً في الأجندة الإصلاحية لرؤية ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان، إذ أصدرت البلاد للمرة الأولى تأشيرات سياحية إلكترونية لغير المسلمين في سبتمبر (أيلول) 2019، وهي تسعى مع تنويع مصادر دخلها إلى أن تكون حاضنة لقبلتين، قبلة لشعائر المسلمين الكبرى وأخرى للسياحة والفن والرياضة والأعمال. يقول الخطيب، الذي منحه الملك سلمان بن عبدالعزيز وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية في أبريل (نيسان) 2021 بعد الوصول إلى 100 مليون سائح، "كان هذا أحد أهداف ولي العهد، وبعد تحقيقه وجه لرفع الرقم المستهدف إلى 150 مليون سائح سنوياً من الداخل والخارج بحلول عام 2030"، وهذا الأمر، وفق الوزير، سيسهم بما نسبته 10 في المئة من الناتج المحلي، ويسهم في توفير مليون وظيفة جديدة في القطاع خلال عام 2030. وفي تصريحات سابقة لشبكة "سي أن أن"، يقول الرجل الأول على هرم السياحة إنهم "يستثمرون 800 مليار دولار لبناء وجهات جديدة وعروض جديدة، أنا واثق أن لا مثيل لها في العالم". المسؤول الذي يدير سياحة جغرافية أكبر بلد في الشرق الأوسط يقول منتشياً "حققنا 100 مليون سائح، ونحن لم نطلق أية وجهة سياحية جديدة"، ويعد في حديثه بمزيد من الأرقام والسياح والمفاجآت. وتأتي كل هذه الأرقام والمنجزات والـ250 مليار دولار على رغم أن ثمة مشاريع كثيرة لم تنجز بعد على أرض الواقع، وهي التي تعد بمزيد من الملايين من السياح، ويتوقع أن تكون مصدر جذب لا مثيل له في عام 2030، كمشروع "نيوم" العابر للقارات شمال البلاد، ووجهات أخرى مثل "الدرعية" و"القدية" و"البحر الأحمر" و"ذا لاين" ومثلها كثير. 6 ساعات للوصول إلى السعودية عامل آخر مساعد لتحقيق أهداف المسؤولين في السياحة، وهو أن "السياح الذين يعيشون في نصف الكرة الأرضية لا يحتاجون سوى إلى ست ساعات قبل الوصول إلى السعودية"، وفقاً للخطيب، فالبلد يحتل موقعاً بين ثلاث قارات، وهذه ميزة لم تفت السعوديين لإنشاء مشاريع ترفيهية في الأطراف المحاذية للبحر الأحمر. وهذه النقطة قال عنها الوزير السعودي "تشير الدراسات إلى أن معظم السياح يفضلون السفر لمسافات متوسطة لا تستغرق ست ساعات بالطائرة، وهذا أمر تتميز به السعودية الواقعة في قلب قارات العالم". ويضيف "نصف سكان العالم يعيشون ضمن دائرة لا تستغرق رحلة الوصول إلينا سوى ست ساعات"، ويعد الوزير أن هذا ما جعلهم يسعون جاهدين إلى تسهيل تأشيرات الوصول إلى البلاد، وهو إجراء كما يقول "لا يستغرق خمس دقائق". وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أعلنت السعودية إتاحة تأشيرة الزيارة "إلكترونياً" لمواطني دول تركيا وتايلاند وبنما وسانت كيتس ونيفيس وسيشل وموريشيوس، ليصبح بذلك إجمالي الدول المؤهلة لتأشيرة الزيارة الإلكترونية 63 دولة. التغير الذي تشهده السعودية اليوم أشرقت شمسه الأولى في أبريل (نيسان) 2016 حين أزاح ولي العهد الستار عن رؤيته المستقبلية 2030، وهي خطة انفتاح اجتماعي واقتصادي لتنويع اقتصاد البلاد المرتهن لعقود للذهب الأسود وتقلباته.

الخطوط السعودية تسير رحلات مباشرة ومنتظمة بين 5 مدن بالمملكة ومطار هيثرو
الخطوط السعودية تسير رحلات مباشرة ومنتظمة بين 5 مدن بالمملكة ومطار هيثرو

سفاري نت

timeمنذ يوم واحد

  • سفاري نت

الخطوط السعودية تسير رحلات مباشرة ومنتظمة بين 5 مدن بالمملكة ومطار هيثرو

سفاري نت – متابعات أعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية عن تدشين رحلات جوية مباشرة ومنتظمة بين مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن، لتصبح الدمام المدينة السعودية الخامسة التي تسير رحلات مباشرة إلى لندن، بعد الرياض، جدة، المدينة المنورة، ونيوم , وذلك في خطوة استراتيجية تعكس التوسع الطموح لشبكة النقل الجوي السعودية. تفاصيل الرحلات الجديدة تاريخ الانطلاق: 5 نوفمبر 2025 عدد الرحلات الأسبوعية: 3 رحلات ذهابًا وإيابًا أيام المغادرة من الدمام: الثلاثاء – الخميس – السبت أيام العودة من لندن: الإثنين – الأربعاء – الجمعة الطائرة المستخدمة: بوينج 787-9 دريملاينر مدة الرحلة: مباشرة دون توقف تعزيز الربط الجوي والاقتصادي تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الخطوط السعودية لتوسيع شبكة وجهاتها الدولية، وتعزيز الربط الجوي بين المملكة والمراكز العالمية، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج الربط الجوي بإشراف الهيئة العامة للطيران المدني. وتمثل الدمام واحدة من أكبر الأسواق غير المخدومة سابقًا برحلات مباشرة إلى لندن، حيث سجلت أكثر من 73 ألف مسافر في عام 2024 عبر رحلات غير مباشرة، بمتوسط تذكرة يزيد عن 1200 دولار، ما يعكس أهمية إطلاق هذا المسار الجديد في تخفيف العناء عن المسافرين وتعزيز حركة السياحة والأعمال. تعاون بين منظومات الطيران والسياحة هذا المسار الجديد يأتي ثمرة تعاون مشترك بين: الخطوط السعودية برنامج الربط الجوي الهيئة السعودية للسياحة مطارات الدمام هيئة تطوير المنطقة الشرقية ويهدف التعاون إلى الترويج للمملكة كوجهة سياحية عالمية، مع إبراز الدمام كمركز اقتصادي وسياحي رئيسي، وجعلها أكثر جاذبية للسياحة الأوروبية، خصوصًا لما تتمتع به من مقومات متنوعة: شواطئ، فعاليات ثقافية، سياحة تراثية وترفيهية، ومؤتمرات أعمال. أهداف البرنامج وأثره المتوقع تعزيز السياحة الدولية إلى المملكة ربط المملكة بوجهات عالمية جديدة رفع جودة الحياة لسكان المنطقة الشرقية جعل مطار الملك فهد بوابة دولية محورية زيادة مساهمة السياحة والطيران في الاقتصاد الوطني تُعد هذه الرحلات المباشرة إلى لندن هيثرو نقلة نوعية في ربط الدمام بأوروبا مباشرة، كما تعزز من مكانة الخطوط السعودية عالميًا، وتدعم الرؤية المستقبلية للسعودية كقوة لوجستية وسياحية كبرى.

قطاع السياحة "الهش" في إيران أتت عليه الحرب
قطاع السياحة "الهش" في إيران أتت عليه الحرب

Independent عربية

timeمنذ 3 أيام

  • Independent عربية

قطاع السياحة "الهش" في إيران أتت عليه الحرب

في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر يوم الجمعة الـ13 من يونيو (حزيران) الماضي، سادت موجة من الذعر والقلق بين الإيرانيين والمقيمين من حاملي الجنسيات المزدوجة، وامتدت إلى السياح الأجانب داخل البلاد. كثيرون من هؤلاء غادروا إيران على عجل، مستخدمين المعابر البرية والبحرية، إذ غادر بعضهم إيران عبر الحدود مع تركيا، وآخرون عبر أرمينيا، فيما اختار عدد منهم الموانئ البحرية في محافظة هرمزكان طريقاً للخروج. لم يقتصر هذا النزوح الجماعي على المسافرين والسياح، بل شمل أيضاً موظفين في عدد من السفارات والقنصليات الأجنبية، ونتيجة لذلك دخل قطاع السياحة في إيران، الذي كان يعاني أصلاً ركوداً حاداً، في حال غيبوبة تامة حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار. وشددت بعض الدول تحذيرات السفر إلى إيران، فيما دعت أخرى مواطنيها إلى مغادرتها فوراً. وزادت الاعتقالات الأخيرة لعدد من المواطنين الأوروبيين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، إلى جانب تقارير عن توقيف أميركيين، من حدة المخاوف وأزمة الثقة، مما قضى على آخر الآمال في إنعاش السياحة الإيرانية. أفول بدأ قبل عقود ولم يكن تراجع قطاع السياحة في إيران مفاجئاً أو وليد اللحظة، بل هو نتيجة سلسلة مترابطة من السياسات والقيود والأزمات التي تعود جذورها للسنوات الأولى التي أعقبت ثورة عام 1979. ومع ذلك فقد تسارع هذا التراجع بصورة ملاحظة خلال العقد الأخير، إلى درجة أنه بعد عطلة عيد النوروز الأخير، أعلن رئيس جمعية منظمي الرحلات السياحية في إيران مصطفى شفيعي شكيب، صراحة أنه "لم يدخل إيران سائح أجنبي واحد في رحلات سياحية رسمية خلال عطلة عيد النوروز". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قبل ذلك أيضاً، حذر عدد من العاملين في قطاع السياحة من التراجع الحاد في السياحة الوافدة إلى إيران، ويعزى هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي شوهت صورة إيران في نظر السياح الأجانب. وكثيراً ما شكلت الطبيعة والتاريخ والثقافة وكرم الضيافة في إيران عوامل جذب فريدة للسفر إلى هذا البلد، لكن هناك عقبات جدية حالت دون تدفق السياح إلى إيران، من بينها نقص الفنادق وبيوت الضيافة ذات المعايير العالمية، وفرض الحجاب الإجباري، وحظر تناول الكحول، والقيود الواسعة على الإنترنت، بخاصة في السنوات الأخيرة. ويبقى العائق الأكبر وهو النهج الخطر الذي يتبعه النظام الإيراني، باحتجاز المواطنين الأوروبيين والأميركيين كرهائن تحت ذرائع سياسية أو أمنية. ووفقاً للإحصاءات الرسمية، بلغ عدد السياح الوافدين إلى إيران في السنوات الأخيرة نحو 6 ملايين سنوياً، وكانت النسبة الكبرى منهم من الزوار الدينيين أو مواطني الدول المجاورة. ويعد هذا الرقم ضئيلاً مقارنة بدول الجوار مثل تركيا التي تستقبل سنوياً أكثر من 55 مليون سائح أجنبي، أو السعودية التي حققت عام 2024 وحده إيرادات بلغت 50 مليار دولار من قطاع السياحة، مما يعكس فجوة لافتة وجديرة بالتأمل. في ظل الاعتقالات أحد أبرز العوامل التي أدت إلى انهيار قطاع السياحة في إيران خلال السنوات الأخيرة، هو السياسة غير المعلنة والمكلفة التي انتهجها النظام الإيراني من خلال اعتقال السياح الأجانب لأغراض سياسية. هذا النهج، الذي وصف في الأوساط الدولية بـ"الابتزاز عبر احتجاز رهائن من الدولة"، اكتسب أبعاداً أكثر خطورة بعد احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، والاحتجاجات الدموية التي حدثت عام 2022. إن الهدف من هذه السياسة كان ابتزاز الحكومات الغربية في لحظات التفاوض الحرجة، مما أدى مباشرة إلى صدور تحذيرات سفر من دول أوروبية وأميركية، ثم إلى تراجع غير مسبوق في عدد السياح القادمين إلى إيران. وعليه فإن هذا الوضع أوصل صناعة السياحة والفندقة شبه الميتة في إيران إلى مرحلة الاحتضار، والآن بعد الحرب المباشرة مع إسرائيل، باتت هذه الصناعة تلفظ أنفاسها الأخيرة. وقد أقر رئيس إدارة نقابة المرشدين السياحيين في إيران محسن حاجي سعيد، في وقت سابق خلال مقابلة له مع صحيفة "اعتماد" بأن "اعتقال السياح الأجانب أصبح من أبرز المخاوف التي تؤرق العاملين في هذا القطاع". وأطلق تحذيراً قال فيه "اليوم، يخشى العاملون في السياحة من أن يعتقل سائح أجنبي لمجرد التقاطه صوراً أو مقطع فيديو في إيران، وهو أمر طبيعي في جميع دول العالم. مثل هذه الاعتقالات تدفع السياح، عند عودتهم، لتحذير الآخرين من السفر إلى إيران". وفي السنوات الأخيرة، انتشرت في وسائل الإعلام قوائم طويلة من حالات اعتقال السائحين والمواطنين مزدوجي الجنسية من الأوروبيين والأميركيين، بتهم من قبيل التجسس لصالح إسرائيل أو العمل ضد الأمن القومي الإيراني. هذه السياسة، التي تحولت عملياً إلى أداة لابتزاز الحكومات الغربية وانتزاع التنازلات منها، خلفت آثاراً مدمرة في قطاع السياحة في البلاد. في المقابل، يتهم مسؤولو النظام الإيراني الدول الغربية بممارسة "إيرانوفوبيا". غير أن محسن حاجي ‌سعيد يرى أن "قطاع السياحة في إيران تجاوز اليوم مرحلة الخوف من إيران، وبلغ مرحلة النفور منها"، وهي حال لم يعد فيها السائحون الأجانب فقط يعزفون عن زيارة إيران وحسب، بل بات حتى المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب يترددون في دخول البلاد للعمل أو الاستثمار فيها. فبركة قضايا أمنية قبل اندلاع الحرب مع إسرائيل، كشف نائب رئيس نقابة المرشدين السياحيين في إيران السابق محمد علي أشرف واقفي، عن أنه في الوقت الراهن لا يكاد يدخل أي سائح أوروبي أو أميركي إلى البلاد، واقتصر سوق السياحة الإيراني المحدود على مجموعة صغيرة من الزوار الروس والصينيين. ويأتي ذلك في وقت أصدرت أكثر من 20 دولة حول العالم، من أوروبا وأميركا إلى آسيا وأوقيانوسيا، خلال السنوات الأخيرة تحذيرات جدية تحث مواطنيها على تجنب السفر إلى إيران. مع ذلك فإن الوضع الذي وصفه هذا الناشط في قطاع السياحة وغيره، ازداد سوءاً خلال الشهر الماضي، إذ أعقبت اندلاع الحرب تقارير عن اعتقال عدد من مواطني الدول الغربية في إيران وجهت إليهم اتهامات مثل "التجسس لصالح إسرائيل"، ومن بين هؤلاء ظهر اسم شاب فرنسي يمارس رياضة ركوب الدراجات كان اختفى أياماً عدة، قبل أن يتبين لاحقاً أنه محتجز لدى الأجهزة الأمنية الإيرانية. ولم يكتف مسؤولو النظام الإيراني بعدم توضيح ملابسات هذه الاعتقالات، بل تحدثوا عنها بفخر. ففي مؤتمر صحافي عقد في الـ30 من يونيو (حزيران) الماضي، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية أصغر جهانغير، عن اعتقال "عناصر من رعايا الدول الأوروبية" في عدد من المحافظات. وزعم جهانغير أن هؤلاء الأفراد كانت لهم علاقات تعاون مع إسرائيل، وقد جرى رفع دعاوى قضائية ضدهم. إن مثل هذه التصريحات والإجراءات لا تحمل أدنى مؤشر على أية محاولة لتحسين صورة إيران في نظر الرأي العام العالمي، بل توجه رسالة ردع واضحة لكل مواطن أجنبي أو سائح حتى لا يفكر في زيارة إيران. ركود اقتصاد السياحة بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، تحدث وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية رضا صالحي أميري، بكلمات بدت أقرب إلى البيان الدعائي منها إلى خطة عملية، عن مفهوم "السياحة المقاومة". واقترح أميري حلولاً من بينها تجنب "معاداة السياح"، والاستفادة من طاقات الإيرانيين المقيمين في الخارج، والتركيز على السياحة الداخلية كاستراتيجيات لإحياء قطاع السياحة. وأضاف بنبرة أشبه بالشعارات قائلاً إن "عجلة هذا الوطن لن تتوقف أبداً عن الدوران، فالسياحة هي تجسيد لحيوية المجتمع الإيراني وقدرته على التفاعل والأمل". لكن هذه التصريحات لم تكن بلسماً لجراح العاملين في قطاع السياحة، بل أثارت انتقادات عدد منهم. على سبيل المثال لا الحصر، رد رئيس جمعية أصحاب الفنادق في إيران جمشيد حمزه‌ زاده، على تصريحات الوزير قائلاً إنه "للأسف، لم نشهد حتى الآن أي إجراء عملي وملموس من جانب الحكومة لدعم قطاع الفندقة. تصريحات الوزير لم تتجاوز حدود الوعود بنقل المشكلات إلى الحكومة ومتابعتها، في الأقل حتى هذه اللحظة". في الواقع، ما يشاهد على أرض الواقع هو ركود شديد لا يطاول فقط قطاع الفندقة، بل يخيم على مجمل اقتصاد السياحة في إيران، فالانخفاض الحاد في أعداد الزوار وتوقف الاستثمارات وبيئة الأعمال غير المستقرة وغير الموثوقة من جهة، والضربات المتتالية الناجمة عن الحرب والعقوبات والأزمات السياسية والأمنية من جهة أخرى، وضعت هذا القطاع في وضع حرج للغاية. يفتقد المقومات المالية تراجع قطاع السياحة في إيران لا يقتصر فقط على إغلاق الفنادق أو بطالة المرشدين السياحيين أو ركود سوق الصناعات اليدوية أو كساد الأعمال المحلية وحسب، بل يمتد إلى المعالم التاريخية، إذ تشكل هذه المعالم جزءاً من الهوية الوطنية والثروة الثقافية في البلاد. وكثيراً ما شكلت العائدات الناتجة من دخول السياح، ولا سيما الأجانب، أحد المصادر الرئيسة لتمويل مشاريع ترميم وصيانة المباني والمواقع التاريخية في إيران، غير أن هذا الدخل شهد تراجعاً ملاحظاً في السنوات الأخيرة، ومع غياب الدعم الكافي من الحكومة، بات عدد من المعالم الأثرية والمواقع التراثية مهدداً بالتآكل والتلف، بل وحتى التدمير الكامل. وعوداً لما ورد أعلاه، يجب إضافة التداعيات الاقتصادية الواسعة لانهيار قطاع السياحة. ففي كثير من الدول، عادة ما تعد السياحة محركاً أساسياً للاقتصاد والتنمية، بما توفره من فرص عمل وإسهامها في التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد المحلي وحفظ التراث الثقافي وتعزيز التفاعل الإيجابي مع العالم، لكن في إيران اليوم وعلى رغم امتلاكها مقومات سياحية فريدة، أصبحت هذه الصناعة ضحية لسياسات أغلقت أبواب البلاد أمام الزوار الأجانب. نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store