logo
تقرير لـ"Middle East Eye": لماذا تعهد إسرائيل بـ"حماية" الدروز فارغ؟

تقرير لـ"Middle East Eye": لماذا تعهد إسرائيل بـ"حماية" الدروز فارغ؟

ليبانون 24منذ 6 أيام
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "أحداث السويداء في الجنوب السوري تتكشف في لحظة نادرة من التوافق الإقليمي، بين المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة، وذلك بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية الدموية التي شردت الملايين. وللمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، كان هناك أمل حقيقي في أن تتمكن سوريا أخيرا من دخول فصل جديد من الاستقرار الوطني وإعادة الإعمار في عهد الرئيس أحمد الشرع. لكن من يفترض أن هذا الانتقال سيكون سلسًا فهو مخطئ، فقد خلّفت الحرب ندوبًا عميقة. عانى الملايين من أهوال لا تُوصف في ظل حكم الأسد، حيث ارتكزت استراتيجية النظام للبقاء على أساس طائفي، ويعود هذا الإرث للظهور الآن".
وبحسب الموقع، "في الأسبوع الماضي، تجددت التوترات الطائفية في السويداء مع اندلاع أعمال عنف بين الدروز والقبائل البدوية. وأظهرت هذه الأحداث مرة أخرى مخاطر الطائفية في بلد لا يزال يعاني من وجود آلاف المقاتلين السابقين والشباب الذين لم يعودوا بعد إلى الاندماج في الحياة المدنية. وتواجه سوريا سنوات من إعادة البناء الهيكلي والمجتمعي، وهي عملية تعتمد على قدرة النظام الجديد على تعزيز حوار وطني شامل. حتى الآن، لم تُكلّل هذه العملية بالنجاح، لكن الزمن كفيل بإثبات ذلك. ومما زاد من زعزعة الاستقرار قرار إسرائيل الأخير بشن غارات جوية على قوات النظام، بما في ذلك مقراتها العسكرية في دمشق. هذه الإجراءات لا توحي باستراتيجية للسلام، بل بمحاولة لزرع الفوضى وعرقلة عودة سوريا إلى الحياة الطبيعية. وقد بررت إسرائيل هذه الهجمات بذريعة حماية الدروز، لكن سرعان ما أطلق القادة الإسرائيليون تهديدات مبطنة للنظام السوري، وحتى للشرع نفسه. وناقش بعض المعلقين علنًا تقسيم سوريا وإقامة منطقة حكم ذاتي للدروز في الجنوب".
المستنقع الاستراتيجي
بحسب الموقع، "يعكس هذا الخطاب المأزق الاستراتيجي الذي تعيشه إسرائيل، وهو فخٌّ من صنعها. فالحرب في غزة، إلى جانب عقيدة الحرب الدائمة التي تنتهجها إسرائيل، ليست كارثية أخلاقياً فحسب، بل تُعدّ أيضاً وسيلةً لتشتيت الانتباه، تُتيح لها التظاهر بأنها المدافع عن الأقليات في الشرق الأوسط. وبحسب هذه الرواية، فإن العنف الذي تمارسه إسرائيل في غزة مبرر من خلال رؤية للمنطقة على غرار إسرائيل نفسها: مجزأة، ومقسمة على أسس عرقية ودينية، وغير قادرة على إنتاج دول قومية متعددة الأعراق. سبق أن اقترحت إسرائيل تقسيم سوريا إلى كانتونات. لكن، بالإضافة إلى استحالة تطبيقها لوجستيًا وسياسيًا، إذ تتطلب إجماعًا دوليًا نادرًا، فإن هذه المقترحات تعجز عن استيعاب التعقيدات الاجتماعية في سوريا".
ورأى الموقع أنه "لا يُمكن بسهولة تقسيم النسيج الاجتماعي المتنوع في سوريا. وتفكيكه، حتى تحت ستار "الحماية"، لن يُؤجج إلا المزيد من الفوضى. في الواقع، قد تخدم هذه الفوضى مصالح إسرائيل. فالأخيرة، تاريخيًا، اعتبرت الحرب الأهلية السورية ميزة استراتيجية. إذا مضت إسرائيل قدمًا في خطتها لتقسيم سوريا "لحماية" الدروز في الجنوب، فسيتعين عليها إرسال قوات برية إلى السويداء، وهي منطقة تقارب ربع مساحة إسرائيل. وقد يكون الغزو العسكري هو الجزء السهل، بينما سيكون الحفاظ على المنطقة أصعب بكثير. وأظهرت حرب إسرائيل المطولة على غزة محدوديتها، حتى في منطقة محاصرة أصغر بكثير، وبدعم من القوى الغربية. فاحتلال السويداء سيزيد من إرهاق القوى البشرية الإسرائيلية في وقت تعاني فيه من استنزاف داخلي وعسكري. في الحقيقة، يُدرك المسؤولون الإسرائيليون هذا الأمر. وتُعارض الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية زعزعة الاستقرار أكثر، حتى داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، ثمة مقاومة للتوسع في سوريا. لقد علمت حرب غزة إسرائيل درساً مؤلماً: فالدول العربية المستقرة تميل إلى تجنب التورط في غزة، في حين تشكل الدول الهشة مثل لبنان والعراق واليمن تهديدات مستمرة".
الضغط المتزايد
وبحسب الموقع، "مع ذلك، يتزايد الضغط داخل إسرائيل من مواطنيها الدروز، الذين ينقسمون إلى مجموعتين: أولئك القادمين من فلسطين التاريخية، الذين اختارت قيادتهم قبول دولة إسرائيل بعد عام 1948 وتم دمجهم تدريجيا في هياكل الدولة الإسرائيلية، ولا سيما من خلال الخدمة العسكرية الإلزامية، والمجتمع الدرزي الأصغر في مرتفعات الجولان المحتلة، والذي رفض تاريخيا الحكم الإسرائيلي. يلتحق حوالي 80% من الدروز رجالاً ونساءً بالجيش الإسرائيلي، ويخدم 39% منهم في وحدات قتالية. وفي ظل أزمة الموارد البشرية المتفاقمة، والانسحاب السياسي للأحزاب المتشددة بسبب نزاع حول الإعفاءات من الخدمة العسكرية، وتراجع معنويات جنود الاحتياط، يتمتع الدروز بنفوذ كبير في صنع القرار العسكري".
وتابع الموقع، "كان تأثيرهم جليًا هذا الشهر، حيث اخترق مئات الدروز الإسرائيليين السياج في مرتفعات الجولان المحتلة ودخلوا جنوب سوريا. وفي حين عاد معظمهم منذ ذلك الحين، أفادت التقارير ببقاء العشرات منهم للمساهمة بخبراتهم العسكرية. ووفقًا للقانون الدولي، يُعتبرون الآن مقاتلين أجانب غير شرعيين، منتهكين سيادة دولة أخرى. ورغم خطاب إسرائيل العسكري، فإنها لن تُعرّض مصالحها الاستراتيجية تجاه الدروز للخطر الحقيقي. فالدولة نفسها التي تحرم الدروز من الاعتراف الرمزي في قانون الدولة القومية، وتفشل في حمايتهم من الجريمة المنظمة، من غير المرجح أن تُخاطر بشن حرب مفتوحة نيابةً عنهم. بل إن تدخل إسرائيل في سوريا هو محاولة لموازنة الضغوط الداخلية مع أجندتها الإقليمية. وبقيامها بهذا الأمر، فإنها تكشف عن الفراغ الذي تعيشه الجماعة اليهودية الدرزية المزعومة وعن إحباطها من الإجماع الدولي الجديد حول سوريا والذي يتناقض مع أهدافها".
وأضاف الموقع، "لكن المأساة الأكبر تكمن في سوريا نفسها. وتُذكّر مقاطع الفيديو التي نشرها الطرفان بالحرب الأهلية اللبنانية وأهوال العنف الطائفي. إن المهمة المُلحة للسوريين ليست المطالبة باستعادة مدنهم أو تحقيق انتصارات عسكرية، بل طرح أسئلة سياسية مُلحة: أي نوع من المجتمع المُشترك يُمكن إعادة بنائه؟ وكيف سيبدو التكامل بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية؟ حتى لو نجح الانفصاليون الدروز في إنشاء منطقة حكم ذاتي بدعم إسرائيلي، فسيواجهون تداعيات اجتماعية واقتصادية. ستُشتت العائلات، ويموت الرجال في المعارك، وستصبح المجتمعات المحلية تابعة للمصالح الإسرائيلية، وهذا سيؤثر على السكان الدروز في لبنان والأردن وسوريا. وإذا تفاقمت الأزمة، فمن المتوقع أن تتفكك المزيد من الأسر، ولن تأتي إسرائيل لإنقاذهم".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تفتح باب الحوار مع النظام السوري الجديد برئاسة الشرع
إسرائيل تفتح باب الحوار مع النظام السوري الجديد برئاسة الشرع

المركزية

timeمنذ 8 ساعات

  • المركزية

إسرائيل تفتح باب الحوار مع النظام السوري الجديد برئاسة الشرع

نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً سأل فيه عما إذا كان من الممكن أن يكون النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع شريكاً لإسرائيل. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن العنف الذي اجتاح جنوب سوريا في الأسابيع الأخيرة لم يعد مُجرّد "صراع محلّي"، مشيراً إلى أن "حمام الدم الذي اندلع بين الدروز والقبائل البدوية تصاعد بسرعة إلى مذبحة وحشية، وتدخلت خلالها قوات النظام السوري الجديد بوحشية تذكرنا بأيام الحرب الأهلية السورية". وتابع: "خلال الأحداث المُشار إليها، اختارت إسرائيل التدخل وشنّت موجة من الغارات الجوية ضدَّ النظام السوري الجديد ووصلت إلى قصره في دمشق. بعد ذلك، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن الأوضاع على الأرض ظلت هشة ومُتفجرة". وأكمل: "إلى جانب الإجراءات العسكرية، بدأت إسرائيل بصياغة سياسة جديدة، تقوم على تعزيز العلاقات مع الأقليات، وعلى رأسها الدروز. لقد رافقت هذه الاستراتيجية الأقلوية سلسلة من التصريحات القاطعة من رؤساء الدول. مع ذلك، توطدت العلاقات مع الدروز في سوريا، وساهم الوجود الإسرائيلي في جنوب البلاد في ذلك، فيما وعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقول إن تل أبيب ستدافع عن الدروز ضد أي تهديد". وأضاف: "قُدِّمت الهجمات الإسرائيلية على أنها دفاع عن الدروز، إثر ضغوط شديدة من كبار القادة الدروز في إسرائيل على خلفية المجزرة التي ارتُكبت بحق إخوانهم، وكذلك رداً على انتهاك مطلب إبقاء جنوب سوريا خالياً من وجود القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة للنظام. ظاهرياً، لم يُعارض الكثيرون الالتزام الأخلاقي بمساعدة أقلية تتعرض للهجوم قرب حدود إسرائيل، لكن كانت هناك شوكة في خاصرة الموقف، فعلى المدى القصير، نجحت إسرائيل في منع الميليشيات بالقوة من دخول مدينة السويداء. لكن في غضون فترة وجيزة، تصاعدت الاشتباكات وزادت الفوضى، وهو تطور أدى إلى موافقة إسرائيلية على السماح بعودة قوات النظام إلى المنطقة". واستكمل: "جرّ هذا التدخل إسرائيل إلى نسيج الصراع السوري الداخلي الحساس، مما أدى إلى تصويرها كطرف يسعى إلى تقسيم سوريا من الداخل وتقويض الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار فيها. لم ترحب بعض فئات الدروز في سوريا بتدخل إسرائيل، خوفاً من أن يُنظر إليهم على أنهم وكلاء ومتعاونون مع إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أنه من المفترض أن يعيش الدروز في سوريا حتى بعد انتهاء القتال، وأن تأجيج الصراع الطائفي لن يخدم أمنهم على المدى البعيد. علاوة على ذلك، فإن الخطوة الإسرائيلية، التي اعتبرها العديد من الدروز في إسرائيل غير كافية، أثارت توقعات بتدخل أوسع، بما في ذلك غزو بري لسوريا. أيضاً، أدت الخطوة الإسرائيلية إلى عبور آلاف الدروز للحدود دون أي تدخل يُذكر، وهي خطوة اعتُبرت تعزيزاً إضافياً للخط القطاعي الذي اتخذته إسرائيل. فعلياً، فإنه من خلال حوار مباشر وحازم مع النظام أو من خلال الضغط الأميركي على الشرع، كان من الممكن تحقيق نتيجة مماثلة من دون الانجرار إلى تدخل عسكري مباشر من قبل إسرائيل". وتابع التقرير: "في ذروة الأزمة، بدا أن الاتصالات المباشرة التي أجرتها إسرائيل مع الحكومة السورية الجديدة قد وصلت إلى طريق مسدود، وكان من المتوقع تعليق المفاوضات الناشئة مؤقتاً. لكن خلال الأيام الماضية حصلت تحولات مُفاجئة، إذ أفادت التقارير باستئناف الحوار الدبلوماسي، بل وعُقد قبل أيام اجتماع في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك. إن مجرد استعداد إسرائيل لتجاهل - ولو مؤقتاً - معارضتها الشديدة لسلوك النظام في الأحداث الدامية في جنوب سوريا، قد يشير إلى إدراكها أن من الأنسب التعامل مع خطاب واضح لنظام مركزي قادر على تحقيق الاستقرار في سوريا، بدلاً من فوضى عارمة قد تمتد إلى أراضيها". وتابع: "إن سوريا موحدة، تُشجّعها الضغوط الدولية، وتحافظ على العلاقات بين الأقليات التي تُشكّل حوالي 40% من سكانها، وتُعارض وجود إيران ووكلائها، قد تكون جاراً أفضل في المستقبل البعيد. أما الخيار الثاني، وهو تفكيك سوريا، وإقامة تحالف للأقليات، وقبول مبدأ الميليشيات المسلحة، فمن المرجح أن يُعيد سوريا إلى أيام الحرب الأهلية والميليشيات التابعة التي جلبت، حتى وقت قريب، جيراناً مثل إيران وحزب الله إلى حدود الجولان".

إسرائيل تفتح باب الحوار مع النظام السوري الجديد برئاسة الشرع
إسرائيل تفتح باب الحوار مع النظام السوري الجديد برئاسة الشرع

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 9 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

إسرائيل تفتح باب الحوار مع النظام السوري الجديد برئاسة الشرع

نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً سأل فيه عما إذا كان من الممكن أن يكون النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع شريكاً لإسرائيل. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن العنف الذي اجتاح جنوب سوريا في الأسابيع الأخيرة لم يعد مُجرّد "صراع محلّي"، مشيراً إلى أن "حمام الدم الذي اندلع بين الدروز والقبائل البدوية تصاعد بسرعة إلى مذبحة وحشية، وتدخلت خلالها قوات النظام السوري الجديد بوحشية تذكرنا بأيام الحرب الأهلية السورية". وتابع: "خلال الأحداث المُشار إليها، اختارت إسرائيل التدخل وشنّت موجة من الغارات الجوية ضدَّ النظام السوري الجديد ووصلت إلى قصره في دمشق. بعد ذلك، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن الأوضاع على الأرض ظلت هشة ومُتفجرة". وأكمل: "إلى جانب الإجراءات العسكرية، بدأت إسرائيل بصياغة سياسة جديدة، تقوم على تعزيز العلاقات مع الأقليات، وعلى رأسها الدروز. لقد رافقت هذه الاستراتيجية الأقلوية سلسلة من التصريحات القاطعة من رؤساء الدول. مع ذلك، توطدت العلاقات مع الدروز في سوريا، وساهم الوجود الإسرائيلي في جنوب البلاد في ذلك، فيما وعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقول إن تل أبيب ستدافع عن الدروز ضد أي تهديد". وأضاف: "قُدِّمت الهجمات الإسرائيلية على أنها دفاع عن الدروز، إثر ضغوط شديدة من كبار القادة الدروز في إسرائيل على خلفية المجزرة التي ارتُكبت بحق إخوانهم، وكذلك رداً على انتهاك مطلب إبقاء جنوب سوريا خالياً من وجود القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة للنظام. ظاهرياً، لم يُعارض الكثيرون الالتزام الأخلاقي بمساعدة أقلية تتعرض للهجوم قرب حدود إسرائيل، لكن كانت هناك شوكة في خاصرة الموقف، فعلى المدى القصير، نجحت إسرائيل في منع الميليشيات بالقوة من دخول مدينة السويداء. لكن في غضون فترة وجيزة، تصاعدت الاشتباكات وزادت الفوضى، وهو تطور أدى إلى موافقة إسرائيلية على السماح بعودة قوات النظام إلى المنطقة". واستكمل: "جرّ هذا التدخل إسرائيل إلى نسيج الصراع السوري الداخلي الحساس، مما أدى إلى تصويرها كطرف يسعى إلى تقسيم سوريا من الداخل وتقويض الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار فيها. لم ترحب بعض فئات الدروز في سوريا بتدخل إسرائيل، خوفاً من أن يُنظر إليهم على أنهم وكلاء ومتعاونون مع إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أنه من المفترض أن يعيش الدروز في سوريا حتى بعد انتهاء القتال، وأن تأجيج الصراع الطائفي لن يخدم أمنهم على المدى البعيد. علاوة على ذلك، فإن الخطوة الإسرائيلية، التي اعتبرها العديد من الدروز في إسرائيل غير كافية، أثارت توقعات بتدخل أوسع، بما في ذلك غزو بري لسوريا. أيضاً، أدت الخطوة الإسرائيلية إلى عبور آلاف الدروز للحدود دون أي تدخل يُذكر، وهي خطوة اعتُبرت تعزيزاً إضافياً للخط القطاعي الذي اتخذته إسرائيل. فعلياً، فإنه من خلال حوار مباشر وحازم مع النظام أو من خلال الضغط الأميركي على الشرع، كان من الممكن تحقيق نتيجة مماثلة من دون الانجرار إلى تدخل عسكري مباشر من قبل إسرائيل". وتابع التقرير: "في ذروة الأزمة، بدا أن الاتصالات المباشرة التي أجرتها إسرائيل مع الحكومة السورية الجديدة قد وصلت إلى طريق مسدود، وكان من المتوقع تعليق المفاوضات الناشئة مؤقتاً. لكن خلال الأيام الماضية حصلت تحولات مُفاجئة، إذ أفادت التقارير باستئناف الحوار الدبلوماسي، بل وعُقد قبل أيام اجتماع في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك. إن مجرد استعداد إسرائيل لتجاهل - ولو مؤقتاً - معارضتها الشديدة لسلوك النظام في الأحداث الدامية في جنوب سوريا، قد يشير إلى إدراكها أن من الأنسب التعامل مع خطاب واضح لنظام مركزي قادر على تحقيق الاستقرار في سوريا، بدلاً من فوضى عارمة قد تمتد إلى أراضيها". وتابع: "إن سوريا موحدة، تُشجّعها الضغوط الدولية، وتحافظ على العلاقات بين الأقليات التي تُشكّل حوالي 40% من سكانها، وتُعارض وجود إيران ووكلائها، قد تكون جاراً أفضل في المستقبل البعيد. أما الخيار الثاني، وهو تفكيك سوريا، وإقامة تحالف للأقليات، وقبول مبدأ الميليشيات المسلحة، فمن المرجح أن يُعيد سوريا إلى أيام الحرب الأهلية والميليشيات التابعة التي جلبت، حتى وقت قريب، جيراناً مثل إيران وحزب الله إلى حدود الجولان". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

عن سوريا والشرع و"حزب الله".. إليكم ما قاله تقريرٌ إسرائيلي
عن سوريا والشرع و"حزب الله".. إليكم ما قاله تقريرٌ إسرائيلي

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 9 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

عن سوريا والشرع و"حزب الله".. إليكم ما قاله تقريرٌ إسرائيلي

نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً سأل فيه عما إذا كان من الممكن أن يكون النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع شريكاً لإسرائيل. ويقولُ التقرير إن العنف الذي اجتاح جنوب سوريا في الأسابيع الأخيرة لم يعد مُجرّد "صراع محلّي"، مشيراً إلى أن "حمام الدم الذي اندلع بين الدروز والقبائل البدوية تصاعد بسرعة إلى مذبحة وحشية، وتدخلت خلالها قوات النظام السوري الجديد بوحشية تذكرنا بأيام الحرب الأهلية السورية". وتابع: "خلال الأحداث المُشار إليها، اختارت إسرائيل التدخل وشنّت موجة من الغارات الجوية ضدَّ النظام السوري الجديد ووصلت إلى قصره في دمشق. بعد ذلك، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكن الأوضاع على الأرض ظلت هشة ومُتفجرة". وأكمل: "إلى جانب الإجراءات العسكرية، بدأت إسرائيل بصياغة سياسة جديدة، تقوم على تعزيز العلاقات مع الأقليات، وعلى رأسها الدروز. لقد رافقت هذه الاستراتيجية الأقلوية سلسلة من التصريحات القاطعة من رؤساء الدول. مع ذلك، توطدت العلاقات مع الدروز في سوريا، وساهم الوجود الإسرائيلي في جنوب البلاد في ذلك، فيما وعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقول إن تل أبيب ستدافع عن الدروز ضد أي تهديد". وأضاف: "قُدِّمت الهجمات الإسرائيلية على أنها دفاع عن الدروز، إثر ضغوط شديدة من كبار القادة الدروز في إسرائيل على خلفية المجزرة التي ارتُكبت بحق إخوانهم، وكذلك رداً على انتهاك مطلب إبقاء جنوب سوريا خالياً من وجود القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة للنظام. ظاهرياً، لم يُعارض الكثيرون الالتزام الأخلاقي بمساعدة أقلية تتعرض للهجوم قرب حدود إسرائيل، لكن كانت هناك شوكة في خاصرة الموقف، فعلى المدى القصير، نجحت إسرائيل في منع الميليشيات بالقوة من دخول مدينة السويداء. لكن في غضون فترة وجيزة، تصاعدت الاشتباكات وزادت الفوضى، وهو تطور أدى إلى موافقة إسرائيلية على السماح بعودة قوات النظام إلى المنطقة". واستكمل: "جرّ هذا التدخل إسرائيل إلى نسيج الصراع السوري الداخلي الحساس، مما أدى إلى تصويرها كطرف يسعى إلى تقسيم سوريا من الداخل وتقويض الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار فيها. لم ترحب بعض فئات الدروز في سوريا بتدخل إسرائيل، خوفاً من أن يُنظر إليهم على أنهم وكلاء ومتعاونون مع إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أنه من المفترض أن يعيش الدروز في سوريا حتى بعد انتهاء القتال، وأن تأجيج الصراع الطائفي لن يخدم أمنهم على المدى البعيد. علاوة على ذلك، فإن الخطوة الإسرائيلية، التي اعتبرها العديد من الدروز في إسرائيل غير كافية، أثارت توقعات بتدخل أوسع، بما في ذلك غزو بري لسوريا. أيضاً، أدت الخطوة الإسرائيلية إلى عبور آلاف الدروز للحدود دون أي تدخل يُذكر، وهي خطوة اعتُبرت تعزيزاً إضافياً للخط القطاعي الذي اتخذته إسرائيل. فعلياً، فإنه من خلال حوار مباشر وحازم مع النظام أو من خلال الضغط الأميركي على الشرع، كان من الممكن تحقيق نتيجة مماثلة من دون الانجرار إلى تدخل عسكري مباشر من قبل إسرائيل". وتابع التقرير: "في ذروة الأزمة، بدا أن الاتصالات المباشرة التي أجرتها إسرائيل مع الحكومة السورية الجديدة قد وصلت إلى طريق مسدود، وكان من المتوقع تعليق المفاوضات الناشئة مؤقتاً. لكن خلال الأيام الماضية حصلت تحولات مُفاجئة، إذ أفادت التقارير باستئناف الحوار الدبلوماسي، بل وعُقد قبل أيام اجتماع في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك. إن مجرد استعداد إسرائيل لتجاهل - ولو مؤقتاً - معارضتها الشديدة لسلوك النظام في الأحداث الدامية في جنوب سوريا، قد يشير إلى إدراكها أن من الأنسب التعامل مع خطاب واضح لنظام مركزي قادر على تحقيق الاستقرار في سوريا، بدلاً من فوضى عارمة قد تمتد إلى أراضيها". وتابع: "إن سوريا موحدة، تُشجّعها الضغوط الدولية، وتحافظ على العلاقات بين الأقليات التي تُشكّل حوالي 40% من سكانها، وتُعارض وجود إيران ووكلائها، قد تكون جاراً أفضل في المستقبل البعيد. أما الخيار الثاني، وهو تفكيك سوريا، وإقامة تحالف للأقليات، وقبول مبدأ الميليشيات المسلحة، فمن المرجح أن يُعيد سوريا إلى أيام الحرب الأهلية والميليشيات التابعة التي جلبت، حتى وقت قريب، جيراناً مثل إيران وحزب الله إلى حدود الجولان". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store