logo
#

أحدث الأخبار مع #«معهددراساتالأمنالقومي»

شيزوفرينا شاملة تصيب الصحافة العبرية: انتصرنا لكن هُزمنا!
شيزوفرينا شاملة تصيب الصحافة العبرية: انتصرنا لكن هُزمنا!

قاسيون

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • قاسيون

شيزوفرينا شاملة تصيب الصحافة العبرية: انتصرنا لكن هُزمنا!

ورغم أنه ما يزال من غير الواضح إن كانت هذه الحرب هي مجرد جولة ستتبعها جولات، إلا أن ما أثبتته هذه المعركة القصيرة زمنياً، وذات النتائج الكبيرة بالمعنى الاستراتيجي، هو أن الكيان ومعه الولايات المتحدة، لديهما بالفعل قدرة كبيرة على افتتاح معارك وحروب جديدة في مناطق متعددة من العالم، ولكنهما باتا في وضع لا يسمح بالدخول في حروب استنزاف طويلة الأمد، ولا بتحقيق الأهداف المطلوبة عبر ضربات خاطفة سريعة، وهو ما يعيد التفكير في الاستراتيجية الشاملة للحروب في عصرنا الراهن... في مادة سابقة ، قمنا بالنظر في الآثار النفسية ضمن صفوف المستوطنين بعد أيام من بدء المعركة، وهنا سننظر في ما يقوله إعلام الكيان، بعد «الانتصار» المزعوم الذي حققه. التفاوض خيارٌ «إجباريٌّ»! وقف الكيان طوال سنوات عديدة متتالية ضد المفاوضات الأمريكية مع إيران حول الملف النووي، ورأى دائماً أن المقاربة الأنسب مع إيران هي المقاربة العسكرية، والآن، وبعد المعركة، بدأت تظهر آراء تميل إلى أن التوصل إلى تسوية مع إيران واستخدام الأدوات الدبلوماسية هو الخيار الأكثر جدوى، وخاصة في حال عدم وجود مساندة أمريكية فاعلة، والتي وضحت الحرب الأخيرة، بما فيها التدخل الأمريكي الشكلي أن احتمالاتها بدأت بالتقلص بشكل كبير؛ إلى ذلك الحد الذي يصف فيه بعض المحللين «الإسرائيليين» أن هدف ترامب من التدخل لم يكن حسم المعركة لصالح «إسرائيل»، بل كان الهدف هو إنهاء حرب لا يمكن الانتصار فيها، ولن يحمل استمرارها إلا استنزافاً للكيان لن يستطيع تحمله. في مقالة نشرها «معهد دراسات الأمن القومي» في 25 حزيران، بعنوان «الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: انتهت، لكنها لم تُستكمل»، يقول الكاتب: «سيتيح التوصل إلى تسوية فرض رقابة أكثر إحكاماً على البرنامج النووي الإيراني، أمّا في حال غياب اتفاق، فستضطر إسرائيل إلى الاعتماد الكامل على قدراتها الاستخباراتية لمراقبة البرنامج، وهو ما يثير تساؤلات عن مدى القدرة على اكتشاف كل خرق محتمل في المستقبل. علاوةً على ذلك، من غير الواضح ما إذا كان في الإمكان تطبيق النموذج اللبناني، أي الرد على كل خرق في المدى الطويل. فهل تعتزم إسرائيل فعلاً التدخل كلّ مرة تحاول فيها إيران إعادة نشر منصة إطلاق صواريخ في إحدى القواعد داخل أراضيها؟ وهل ستقوم بعمل عسكري ضد كل محاولة إيرانية لإعادة تأهيل منشآت التخصيب، أو– لا قدّر الله– التقدم نحو إنتاج سلاح نووي؟ صحيح أنه يبدو في هذه المرحلة كأن الولايات المتحدة وإسرائيل تتشاركان الرؤية بشأن ضرورة كبح جماح إيران، لكن من المشكوك فيه ما إذا كان هذا التنسيق الوثيق سيستمر في المدى البعيد، أو ما إذا كانت المواقف الأمريكية إزاء حرية العمل الإسرائيلي في إيران ستبقى على حالها، في ظل احتمال حدوث تغيّرات سياسية في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، أو تبديل في أولوياتها على الساحة الدولية. وفي ظل واقع كهذا، قد يكون من الأفضل السعي لاتفاق نووي بشروط محسّنة». كما نشر موقع «يديعوت أحرونوت» مقالة في 25 حزيران، يقول الكاتب فيها: «من المهم التأكيد أن هجوماً إسرائيلياً على الأراضي الإيرانية يشكل خطوة ليست بسيطة، ويجب ألّا نخطئ في الاعتقاد أننا إذا نفّذنا ضربة مذهلة مرة واحدة، بإمكاننا تكرارها في أي وقت نشاء. في المرحلة الافتتاحية الحالية، تم استخدام منصات معقدة جرى تطويرها على مدى سنوات، واحتاجت إلى جهود وموارد كبيرة، ولا توجد أي ضمانة لنا أننا سنستطيع العودة إلى «أجواء مفتوحة» كل مرة نحتاج فيها إلى ذلك». ويعني هذا الكلام ضمناً، أن هناك مخاوف من الاضطرار للدخول في معركة أخرى مع إيران، ويعني أيضاً أن الاستثمار الاستخباري طويل الأمد الذي سمح بتحقيق خروقات جدية في حرب الـ 12 يوماً، قد جرى تبديده ضمن الحرب نفسها بطبيعة الحال، أو تبديد الجزء الأكبر منه، كما يحصل في أي محاولة انقلاب فاشلة... ما يعني أن مراكمة جهد استخباري لاحق، يتطلب وقتاً كبيراً وموارد كبيرة، وطرقاً جديدة أكثر تعقيداً من الطرق التي تم استخدامها سابقاً، والمنطقي أن استخدامها ولَّد حصانة ضدها بعد فشلها في بلوغ الغاية النهائية، أي في الوصول إلى ضربة قاضية. فلننهِ حرب غزة لأننا «انتصرنا»! يستخدم موقع «N12» في مقالة نشرها يوم 25 حزيران، لغةً طريفة يصلح فيها الوصف الشعبي «يرش على الموت سكر»؛ فالكاتب يبالغ ويضخم «إنجازات الكيان» ليس بغرض «استكمالها» بل بالضبط بغرض تغيير المسار نحو إنهاء الحروب التي بات من الواضح أنها لن تؤدي إلّا إلى مزيد من التراجع العام والاستنزاف الذي لا يطاق. يعنون الكاتب مادته «آن الأوان لوقف الحرب الدامية في غزة»، ويقول: «إن الإنجازات الهائلة في مواجهة المشروع النووي الإيراني، والصواريخ الباليستية، واستعادة الردع الإسرائيلي، تتيح فعلاً للمستوى السياسي ورئيس الحكومة اتخاذ قرار شجاع بشأن إنهاء الحرب في غزة، انطلاقاً من موقع القوة. هذه الحرب التي يتبين، أكثر فأكثر، أنها حرب استنزاف، ولا تساهم في تحرير الأسرى، في رأيي، بل تعرّضهم للخطر، وتقيّد قدرة الجيش الإسرائيلي على القتال، ولن تؤدي إلى تدمير حماس». وهنا يناقض الكاتب نفسه، ويرى أن الكيان استطاع تحقيق «إنجاز هائل» مع إيران، ولكن في الوقت ذاته يريد إنهاء الحرب في غزة، والتي لديها قدرات أقل بكثير من إيران، ثم يصفها بـ «حرب الاستنزاف»، وبالتأكيد يرى أن الكيان سيخسر أو أنه يخسر في غزة، ولكن المنطق يقول: إن من حقق «إنجازاً هائلاً» مع إيران، من المفترض أن يرى تحقيق نصر في غزة ليس فقط سهلاً، بل إنه أسهل الآن، ولكنه يقول العكس تماماً. ويبدو أن هذا الشعور منتشر بشكل أوسع الآن بعد «الانتصار على إيران»، حيث يقول كاتب آخر في مقالة نشرتها «معاريف» في 26 حزيران، «قد ننتشي بـ «الانتصار على إيران»، لكننا في ورطة حقيقية في غزة. نحن نشهد فشلاً عسكرياً وسياسياً مستمراً... قد يكون «الانتصار على إيران» مثيراً للبهجة، لكنه لا يعكس الواقع المرير الذي نعيشه». ويمكن تلمس الخوف في الكيان مما يمكن أن يأتي لاحقاً، لأنهم يعرفون أن ما حصل كان جولة واحدة فقط، ولا يمكن معرفة ما يمكن أن يحصل لاحقاً، وإن كان فعلاً لديهم الشعور بالانتصار، لما تخوفوا مما يمكن أن تحمله لهم الجولة التالية. يقول كاتب مقالة نشرها موقع «N12» في 26 حزيران: «لا بد من توجيه كلمة شكر إلى القيادة السياسية والمستوى التنفيذي المذهل– سلاح الجو والاستخبارات والموساد– على التنفيذ اللافت، وإن كان لا مجال للابتهاج المفرط. فالباحثون في العلاقات الدولية يكررون دائماً المقولة الشهيرة: «نعرف كيف تبدأ الحرب، لكن لا نعرف كيف تنتهي، وما هي تبعاتها». جميعنا يأمل بأن تستقر وتطول مدة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. قد تكون الحرب قد انتهت، لكن السلام لم يأتِ بعد... من الواضح للجميع أن إسرائيل غير قادرة بمفردها على إحداث تغيير في النظام الإيراني، ولا على تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل، بل من غير المؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة نفسها نجحت بشكل كامل في تدمير المشروع الضخم الذي طوّرته إيران على مدى العقود الماضية». ويضيف قائلاً: «يجب أن تمتلك إسرائيل خطة خروج سياسية من الحرب مع إيران... يجب ألا نقع في فخ الغرور مجدداً، مثلما حدث في حرب لبنان الأولى في 1982، حين راودتنا أوهام تغيير النظام وسقوطه القريب. هذا يتجاوز قدرتنا، وربما حتى قدرة الولايات المتحدة». الاهتزاز الداخلي وحتى في خضم محاولة إظهار ما حصل على أنه انتصار، لا يمكن إخفاء حقيقة أن ما حصل هزّ الكيان داخلياً. في مقالة نشرها موقع «يديعوت أحرونوت» في 28 حزيران، يقول الكاتب: «على نتنياهو تقديم تفسيرات لسلسلة من الإخفاقات: الفشل في إنهاء المعركة في غزة، وفي معالجة مسألة تقاسُم العبء الذي أبقى عبء الخدمة والعمل على شرائح آخذة بالتناقص من السكان، وعدم تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وتعثُّر التعيينات الحكومية، والإصلاح القضائي الراديكالي، وملفاته الجنائية، واستمرار خطاب الاستقطاب. في دوامة الحياة المضطربة، الشعب هو الذي يتجرع الوجبة الكاملة المتعلقة بإيران... قتلى، ودمار واسع، وعشرات الآلاف من المهجّرين، والشعب المنهك يتنهد صارخاً. أمّا الطبخة المسمومة القادمة من غزة، فهو لا يزال يتناولها يومياً. فالهدف الذي رُفع تحت شعار «حتى النصر» في غزة، والذي اعتقد البعض أنه سيكون ضربة وينتهي الأمر، تبيّن أنه رهان فاشل. حماس المُنهكة لم تُدمَّر، و«السيوف الحديدية» تحولت إلى عملية استنزاف طويلة: مخطوفون في الأسر، ونازحون في الشمال والجنوب، وجنود احتياط مُثقَلون بالعبء، وعائلات ثكلى. إن الشعب في إسرائيل صامد، لكن الاحتقان كامن في الأعماق». الصحافة العبرية تُعبّر بشكل متزايد عن أن ما حصل لا يمكن اعتباره انتصاراً، حتى وإن حاول البعض في المستوى السياسي بيع ذلك الوهم. في مقالة نشرها موقع «هآرتس»، في 29 حزيران، يقول الكاتب: «حققت القوات الجوية والاستخبارات والموساد إنجازات مذهلة في «حرب الأيام الـ 12» ... ومع ذلك، لا ينبغي الوقوع في الوهم. فعلى الرغم من ستار الدخان المُفتَعل الذي يطمس المشهد، لم نقضِ على التهديد النووي الإيراني، ولا على تهديد الصواريخ. لقد أخّرنا تقدُّم المشروع النووي، على الأرجح بضعة أشهر فقط، وهذا أيضاً بفضل التدخل الأمريكي... نحن أقوياء جداً، لكننا غير قادرين على كل شيء. من الأفضل أن نتحلى بالتواضع ونستعد للفصول المقبلة. نتمنى أن يؤدي التفاوض في هذه المرحلة إلى اتفاق جديد يفرض قيوداً أشد على إيران، مقارنةً بالاتفاق السابق. هذا سيكون صعباً، وخصوصاً بسبب الخطأ الجسيم الذي ارتكبه دونالد ترامب عندما انسحب من المفاوضات بشأن الاتفاق في سنة 2018، بتأثير من بنيامين نتنياهو. آنذاك، كانت إيران على بُعد 18 شهراً من وضع «دولة على عتبة النووي». أمّا اليوم، فقد أصبحت فعلاً «دولة على العتبة»، ولا تزال كذلك، على الرغم من الضربات القاسية والإنكار في واشنطن والقدس». وهذا ما تؤكده مقالة أخرى نشرها موقع «إسرائيل هيوم» في 30 حزيران، حول أنه على الرغم من التسبب بأضرار وخسائر في مخزون اليورانيوم لدى إيران، إلا أن «الخوف يكمن في أن احتمالية تطوير إيران لقنبلة نووية تتزايد». جواسيس لإيران كانت هناك كذلك تحركات على المستويات الرسمية والعالية تدلّ على حالة تأهب لا يمكن لجهة تعتبر نفسها انتصرت أو قضت على عدو ما، كما تحاول الكثير من التصريحات أن تقول، أنها تقوم بها. في مقالة نشرها موقع «epoch» في 30 حزيران، يقول الكاتب: «أعلن وزير الدفاع إسرائيل كاتس أنه وجّه جيش الدفاع الإسرائيلي لإعداد «خطة تنفيذية» ضد إيران، تشمل الحفاظ على التفوق الجوي، ومنع أي تقدم نووي أو صاروخي، والرد على الأنشطة الإيرانية الداعمة للإرهاب ضد إسرائيل. وينصبّ التركيز على عمل إسرائيل لضمان سيطرتها الجوية في جميع المجالات ذات الصلة، فوق سورية ولبنان وغزة، وخاصةً في الساحة الإيرانية نفسها، لتحقيق أهداف الخطة». ويضيف الكاتب بعض النقاط حول ما يتم الاحتفاء به من قتل 17 عالم نووي إيراني والأضرار التي لحقت بمنظومة الصواريخ الباليستية لدى إيران، إلا أنه يضيف، «ما زال يوجد هناك 80 عالماً نووياً آخرين لم يتعرضوا لأذى، وهم يشكلون أيضاً مصدراً مهماً للمعرفة من أجل استعادة القدرات النووية التي تضررت على يد إسرائيل... ولا تزال إيران تملك نحو ألف صاروخ باليستي ونحو 200 منصة لإطلاقها، ولا تزال فروعها في اليمن والعراق ولبنان قادرة على مهاجمة إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار»، ويعود ويؤكد، «لقد تمت إزالة التهديد المباشر، ولكن يبدو أنه لا يوجد دليل على أن إسرائيل والولايات المتحدة نجحا في تفكيك البرنامج النووي الإيراني ومشروع الصواريخ الباليستية بشكل كامل». إضافة إلى كل ما سبق، هناك مؤشرات أخرى تدل على أن الكيان يعي تماماً أن ما حصل لم يكن انتصاراً، بل على العكس تماماً، ويدل على فشل إضافي تتم محاولة تغطيته بطرق مختلفة. على سبيل المثال: بدأ تداول كلام حول جواسيس لإيران من داخل الكيان نفسه، وعندما يزداد الكلام حول دور التجسس في أي عملية فهو إما محاولة لتغطية الفشل العسكري، أو أنه فعلاً فشل استخباراتي داخلي، وفي كلا الحالتين، فهو بالتأكيد ليس مؤشراً على الانتصار، بل محاولة لتبرير الفشل. وحول هذا الموضوع، نشر موقع «يديعوت أحرونوت» في 5 تموز الجاري، تقريراً مطولاً حول إنشاء قسم جديد كامل في أحد سجون الكيان، مخصص للمستوطنين المتعاونين مع إيران والذين يتجسسون لصالحها. ترسم الصحافة العبرية خلال الأسبوعين الماضيين صورة مركبة وشديدة التناقض؛ فالعناوين والكلمات الافتتاحية تنحو نحو التطبيل والتزمير لـ«النصر العظيم» الذي تم تحقيقه، في حين أن كل كلمة إضافية بعد ما يبدو أنه «مسلمات» لا بد من قولها، تدل على شعور عميق بالهزيمة وبالخطر المقبل، وبضرورة البحث عن إنهاء حالة الاستنزاف المستمرة... قبل بضعة أعوام، كان لممثل الكيان في الأمم المتحدة كلمة مهمة قال فيها: «نحن لسنا ضفدعاً تسلق في ماء فاتر»، ولكن الحقيقة هي بالضبط، أن الكيان هو تلك الضفدع التي يسلقها الاستنزاف المستمر، والذي اقتربت درجة حرارة مياه من الغليان، وباتت قدرة العضلات على القفز خارج القدر أضعف فأضعف، حتى مع إدراك أن عملية السلق تجري على قدم وساق...

انزعاج إسرائيلى من الدعم العربى لخطة مصر
انزعاج إسرائيلى من الدعم العربى لخطة مصر

مصرس

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصرس

انزعاج إسرائيلى من الدعم العربى لخطة مصر

فوجئت إسرائيل بالتفاف الدول العربية حول الخطة البديلة فى قطاع غزة، وأبدت تل أبيب اندهاشًا من اعتزام وزراء خارجية مصر، والأردن، والسعودية، وقطر، والإمارات المتحدة، زيارة واشنطن قريبًا لإقناع إدارة دونالد ترامب بفاعلية الخطة التى استحالت إلى عربية بعد صياغتها وبلورتها فى القاهرة. بعد تلاوة البيان الختامى لقمة الدول العربية الأخيرة، تناغم الموقفان الإسرائيلى والأمريكى الرافض للخطة العربية، وبينما تبارى الجانبان فى وضع مبررات واهية تحول دون تمرير الخطة، رأت تل أبيب جديَّة عربية لحسم الملف الغزاوى بما يتسق وعربية القضية الفلسطينية.اقرأ أيضًا | مشروع إعمار غزة.. بين «التخطيط المتميز» و«التنفيذ السريع»«خلافًا للسوابق ربما يختلف الموقف العربى هذه المرة»، اختزلت تلك العبارة انطباع إسرائيل عن واقع الجهود العربية، الرامية إلى حلحلة الأزمة الغزاوية، ووضع بديل جاد لطرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب؛ فالدول العربية وفى سابقة هى الأولى من نوعها تآلفت وأجمعت على موقف موحَّد وهو رفض تهجير الغزاويين من القطاع، كما رفضت فى المقابل طرح سيناريو نظير فى الضفة الغربية؛ ويعزو الكاتب الإسرائيلى تسيفى بارئيل ذلك إلى تفعيل أدوات القوة العربية أمام ترامب صاحب طرح إخلاء قطاع غزة من قاطنيه.إذا كان تحليل بارئيل يجنح إلى عمق قراءة العرب لسيكولوجية قاطن البيت الأبيض، ومدى تعويله على أموال دول النفط، التى يمكن خسارتها إذا أصر على موقفه، فالباحث الإسرائيلى توفيا جرينج ذهب إلى بُعد آخر، حذر فيه حكومة نتانياهو من قوة الموقف العربى فى هذه المرة، وألمح إلى أن موقف الصين إزاء الصراع يساند منذ فترة ليست بالقصيرة القضية الفلسطينية، وازداد الخطاب الصينى حدة تجاه إسرائيل مع بداية حرب «السيوف الحديدية» فى قطاع غزة.وفى ورقة بحثية نشرها موقع «معهد دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي، قال توفيا جرينج: طالما استمرت الحرب فى غزة وتزايد التنافس بين القوى، فمن المحتمل أن تفضل الصين «استخدام إسرائيل كعصا للتغلب على الأمريكيين»، حتى إذا كان ذلك على حساب العلاقات مع إسرائيل. لذلك، يتعين على تل أبيب تحديد الخطوط الحمراء للصين خلف الأبواب المغلقة، وأن تحافظ على حوار مباشر ومفتوح مع القيادة الصينية، بهدف تخفيف الاتجاهات السلبية، والحيلولة دون منح العرب مركز قوة يمكن من خلاله مواجهة نفوذ الولايات المتحدة ومن ورائه إسرائيل.وإلى جانب القوة العربية المستمدة فى أحد أركانها من دعم التنين الصيني، حسب تعبير الباحث الإسرائيلي، رأى الكاتب اليسارى جاكى خورى أنه رغم رفض إسرائيل والولايات المتحدة للخطة العربية، إلا أن الدول العربية ماضية فى تفعيل بنود الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، فضلا عن معارضة ساحقة لخطة التهجير التى طرحها ترامب.ووصف الكاتب الإسرائيلى لقاء الرياض الذى مهَّد لقمة أوسع فى القاهرة ب«لقاء الأخوة»، وعزا أهميته إلى قادة الدول المحورية المشاركة فيه؛ وبينما تجرى الجهود العربية على قدم وساق لإحباط مخطط تصفية القضية الفلسطينية، اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تسريب أنباء عن مساهمة الدول العربية بمبلغ 20 مليار دولار، وتخصيصها لإعادة إعمار القطاع فى إطار الخطة العربية، محاولة لإغراء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الطامح دائمًا لإبرام صفقات من هذا النوع، لا سيما أن الشركات الأمريكية وغيرها سيكون لها نصيب فى إعادة الإعمار.وبينما تتصاعد لاءات رئيس الوزراء الإسرائيلى أمام الخطة العربية المناوئة لطرح ترامب فى قطاع غزة، انقلب مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف على طرح رئيسه، وقال «كلام الرئيس لا يعنى أننا أمام خطة لإجلاء سكان قطاع غزة قسرًا».وفور تلاوة البيان الختامى لقمة الدول العربية فى القاهرة، رأى ويتكوف أنه «من الضرورى إجراء مزيد من النقاش حول هذه الخطة»، معترفًا بأنها بداية إيجابية.الكاتبة الإسرائيلية ليئور بن آرى أشارت هى الأخرى إلى أن الجهود العربية المبذولة لم تقتصر على الصمود أمام خطة ترامب فى قطاع غزة، وإنما سعت منذ فترة طويلة لحشد المجتمع الدولى من أجل فرض حل الدولتين.وفى تقريرها المنشور بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، تقول بن آري: «على مدار أشهر الحرب فى قطاع غزة، ينتقد الوزراء العرب السياسة الإسرائيلية خلال اجتماعاتهم حول العالم، ويحتجون على أن الهدف الإسرائيلى يكمن فى استمرار حالة الحرب إلى الأبد، وليس السعى إلى الحل.وتظهر تصريحات العرب خلال الربع الثانى من عام 2024، قفزة كبيرة فى خطاب الجهات الرسمية فى الدول العربية بشأن حل الدولتين.فى كل بيان رسمى صادر عن وزارات الخارجية العربية تقريبًا، توجد إدانة لإسرائيل، وتشير الكاتبة الإسرائيلية إلى أنه خلال شهر سبتمبر الماضي، وفى اليوم الذى تحدث فيه رئيس وزراء إسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان آل سعود عن تحالف دولى جديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية بغرض تعزيز حل الدولتين. خلال الشهر ذاته، اجتمع المنتدى الذى أسسته السعودية فى الرياض مع ممثلين عن المنظمات الدولية، بهدف وضع جدول زمنى لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية حينها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store