٠٣-٠٧-٢٠٢٥
رئيس وزراء إثيوبيا يدعو مصر والسودان لافتتاح سد النهضة ويؤكد: لا أحد يمكنه تعطيل المشروع
وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد دعوة مفاجئة إلى مصر والسودان لحضور مراسم افتتاح سد النهضة، المقرر في سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن محاولات تعطيل المشروع باءت بالفشل، وأن السد سيُفتتح كما هو مخطط له.
وفي تصريحات أدلى بها أمام البرلمان الإثيوبي، قال آبي أحمد: 'اكتمل بناء سد النهضة، وسنفتتحه مع نهاية فصل الصيف في سبتمبر. هناك من حاول عرقلته، لكننا ماضون في افتتاحه، وأبعث برسالة واضحة إلى دول المصب: السد يمثل نعمة لكل من مصر والسودان'.
وأضاف أن السد لن يضر بمصالح دول الجوار، مشيرًا إلى أن 'التنمية والطاقة التي ستنتج عنه ستعود بالفائدة على الجميع، تمامًا كما لم يُنقص سد أسوان في مصر لترًا واحدًا من المياه'.
وأردف: 'ازدهار إثيوبيا لا يعني الإضرار بإخواننا المصريين والسودانيين، بل نؤمن بأن التنمية يمكن أن تكون مشتركة، ونحن لا نزال منفتحين على الحوار والتفاوض مع دول المصب'.
ودعا آبي أحمد مصر والسودان، إلى جانب حكومات دول المصب الأخرى، للمشاركة في ما وصفه بـ'فرحة افتتاح السد'، معتبرًا هذه المناسبة تتويجًا لجهود استمرت أكثر من عقد من الزمان.
Prime Minister Abiy Ahmed,
' I invite Egypt's friends to inaugurate the Renaissance Dam together.'
Prime Minister Abiy Ahmed, responding to questions raised by members of parliament, stated that the Renaissance Dam will be inaugurated once the winter season is over.
'There are…
— The Asrat Blog (@RenaissanceDam) July 3, 2025
من جانبه، كشف مدير مكتب تنسيق مشروع سد النهضة، أريغاوي برهي، أن نسبة الإنجاز تجاوزت 98.9%، مؤكدًا أن البلاد تقترب من تحقيق 'حلمها القومي'، بعد 14 عامًا من العمل الشاق.
وأوضح أن المشروع تم تنفيذه دون الاعتماد على قروض أو مساعدات خارجية، في رد مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انتقد تمويل واشنطن للسد.
وكان ترامب قد هاجم المشروع في منشور على منصة 'تروث سوشيال'، واصفًا تمويله بأنه 'خطأ جسيم' من الإدارات الأمريكية السابقة، متهمًا السد بالتسبب في تقليل كميات المياه المتدفقة إلى مصر.
وقد أثارت هذه التصريحات غضب المسؤولين في أديس أبابا، الذين نفوا بشكل قاطع وجود أي تمويل أمريكي.
وردًا على تصريحات ترامب، شدد وزير المياه والطاقة الإثيوبي، هبتامو إتيفا، على أن 'السد بُني بجهود الشعب الإثيوبي وحده'، مؤكدًا على استقلالية القرار التنموي في بلاده.
في المقابل، عبّرت القاهرة عن رفضها القاطع لأي مساس بحقوقها المائية، محذّرة من أن أمنها القومي خط أحمر، مؤكدة استعدادها الكامل لحماية مصالحها.
وأكدت الحكومة المصرية أن المفاوضات السياسية وصلت إلى طريق مسدود، وهو ما دفع بعض مراكز الأبحاث الدولية إلى التحذير من أن احتمالية اللجوء إلى الخيار العسكري أصبحت مطروحة، لا سيما مع تصاعد الخطاب المرتبط بالدفاع عن الأمن القومي وحقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
ويرى مراقبون أن أي تحرك عسكري ضد السد ستكون له تداعيات خطيرة، وقد يؤدي إلى فيضانات كبيرة، خصوصًا في المناطق السودانية المحاذية لإثيوبيا، ما يجعل أي عملية من هذا النوع مشروطة بتنسيق دقيق مع الخرطوم، يشمل إخلاء المناطق القريبة من السد واستخدام الأجواء السودانية في حال تنفيذ هجمات جوية.
وسط هذا التوتر المتصاعد، يبدو أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في مسار ملف سد النهضة، ما بين الاحتفال الإثيوبي المرتقب بالافتتاح، والتصعيد المصري الذي لا يستبعد الخيارات كافة.