منذ 4 أيام
بسبب "فضيحة الكمامات".. اتهامات قوية لوزير الصحة الألماني السابق
برلين - (د ب أ)
تتعالى أصوات الانتقادات ضد وزير الصحة الألماني السابق ينس شبان بسبب أسلوبه في شراء الكمامات خلال جائحة كورونا، وذلك قبل مثول المحققة الخاصة مارجريتا زودهوف أمام البرلمان.
تجدر الإشارة إلى أن شبان ينتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، وهو يشغل حاليا منصب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي يتكون من حزب ميرتس المسيحي وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.
وبعد أن كان تقرير زودهوف متاحًا في نسخ أُخْفِي بعض أجزائها، صارت عدة وسائل إعلام تنشر الآن محتوى النسخة الكاملة بدون حجب. وبناءً عليها، وجّه الخبير الصحي من حزب الخضر، يانوش دامن، اتهامات خطيرة إلى شبان، وكذلك إلى وزيرة الصحة الحالية نينا فاركن (المنتمية أيضا إلى الحزب المسيحي).
وقال دامن إن النسخة غير المحجوبة من التقرير تُظهر أن فاركن "تعمدت إخفاء معلومات في عدة مواضع – بهدف واضح يتمثل في التستر على مسؤولية ينس شبان وأعضاء آخرين من الاتحاد المسيحي الذين نهبوا الدولة ودافعي الضرائب خلال الجائحة".
وكانت صحف ووسائل إعلام مثل "زود دويتشه تسايتونج" و"إن دي آر" و"دبليو دي آر" و"دير شبيجل" و"بيلد"، نشرت تفاصيل من التقرير الكامل. وذكرت "زود دويتشه تسايتونج" أن المقاطع غير المحجوبة تُبيّن كيف كان شبان شخصيًا منخرطًا في قرارات الشراء، وكيف أنه جرى تحذيره من المخاطر.
وعلّق دامن على ذلك بالقول إن "الجائحة ضربت أوروبا بأكملها. الجميع عانى من نقص الكمامات. لكن لم يشهد أي مكان آخر تبديدا لمليارات اليورو من أموال الضرائب بهذا الشكل غير المسبوق – على كمامات لم تُسلَّم أبدًا في غالبيتها، أو كانت رديئة الجودة إلى درجة استدعت التخلص منها لاحقًا".
وتابع السياسي من حزب الخضر: "الكشف يوضح بجلاء: ينس شبان كذب. لم يكذب مرة واحدة، ولا بنية حسنة، وليس فقط في تفاصيل – بل كذب بشكل متكرر ومنهجي، بهدف حماية نفسه والشبكات المحيطة به".
وفي ذات السياق، شن حزب اليسار أيضًا هجومًا حادًا، إذ قال أتيس جوربينار، المتحدث باسم شؤون الاقتصاد الصحي في الكتلة البرلمانية لليسار إن من الواضح أن الاتحاد المسيحي يستخدم كل الوسائل الممكنة لحماية شبان من التورط الشخصي، مشيرا إلى أن المحققة زودهوف وتقريرها عن وزارة الصحة يتعرضان للتشويه من قبل الاتحاد المسيحي.
وأكد جوربينار: "نحن بحاجة ماسة إلى لجنة تحقيق برلمانية. إذ إن تدخلات شبان المثيرة للجدل التي أرادت وزارة الصحة التي كان يقودها الاتحاد المسيحي التستر عليها، يجب أن تُكشف بالكامل، ويجب محاسبته شخصيًا".
يذكر أن كمامات الحماية من نوع "إف إف بي2" لم تكن متوافرة على الإطلاق في بداية الجائحة عام 2020، ثم أصبحت متوفرة بشكل ضئيل. وحتى اليوم، لا تزال هناك نزاعات قانونية معلّقة بشأن شراء الكمامات، وقد تكلف الخزينة الفيدرالية مليارات إضافية، ومن المقرر أن تجري لجنة الميزانية في البرلمان يوم الثلاثاء المقبل "محادثة تقنية" مع المحققة زودهوف لمناقشة تقريرها.
