منذ 4 أيام
كيف تؤثر شخصيتك على تمارينك؟ دراسة تكشف
كشفت دراسة علمية حديثة أن اختيار التمارين الرياضية بما يتناسب مع السمات الشخصية يُسهم في تحسين الالتزام بالبرنامج الرياضي، ويُحقق نتائج أفضل على صعيد الصحة النفسية والجسدية، من أبرزها تقليل مستويات التوتر.
أُجريت الدراسة في جامعة كوليدج لندن (UCL) بالتعاون بين "معهد الصحة والرياضة" و"معهد علوم الأعصاب الإدراكية"، ونُشرت في مجلة Frontiers in Psychology. شملت العينة 100 مشارك، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة خضعت لبرنامج رياضي منزلي مدته 8 أسابيع، يتضمن تمارين ركوب الدراجة وتقوية العضلات، ومجموعة ثانية حافظت على نمط حياتها المعتاد.
خلال مراحل الدراسة (قبل البرنامج، وأثناءه، وبعده)، خضع المشاركون لتقييمات معيارية شملت مقاييس القلق (GAD-7 وHAMA)، الاكتئاب (HAMD)، إضافة إلى اختبارات لقياس السمات الشخصية الخمس الكبرى: الفرح، العصابية، الضمير الحي، التوافق، والانفتاح.
أظهرت النتائج أن السمات الشخصية لعبت دورًا حاسمًا في تفضيلات التمارين. المشاركون الذين سجلوا درجات عالية في "الفرح" أظهروا تفضيلًا واضحًا للتمارين الجماعية ذات الشدة العالية، مثل الرياضات الجماعية، مستمتعين بالطاقة الجماعية والتفاعل الاجتماعي.
في المقابل، فضّل المشاركون ذوو السمات العصابية العالية ممارسة التمارين الفردية في بيئة هادئة. ورغم قابليتهم لتحمّل الشدة العالية، إلا أنهم أظهروا ميلًا إلى تقسيم الجهد على فترات قصيرة مع فواصل للاستراحة.
أما أصحاب السمات المرتفعة في "الضمير الحي"، فاستمروا في أداء التمارين حتى دون استمتاع مباشر، بدافع الالتزام والانضباط الذاتي، بينما مارس أصحاب سمة "الانفتاح" النشاطات بدافع الفضول والاستكشاف.
توافق التمارين مع الشخصية يقلل التوتر
من أبرز نتائج الدراسة، بحسب الباحثة الرئيسية الدكتورة فلامينيا رونكا، كان الانخفاض الكبير في مستويات التوتر لدى المشاركين بعد انتهاء البرنامج الرياضي، خاصةً بين أولئك الذين يمتلكون سمات عصابية مرتفعة. وأشارت إلى أن هذا الانخفاض يبرز الفوائد النفسية العميقة للرياضة، إذا ما تمّ تصميمها بما يتناسب مع طبيعة الفرد.
وقالت رونكا: "أجسامنا وعقولنا مبرمجة بطرق مختلفة، ومن الطبيعي أن تتأثر تفضيلاتنا الرياضية بهذه الاختلافات. التمارين يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتقليل التوتر، خاصة لمن هم أكثر عرضة له نفسيًا".
أوصى الفريق البحثي، بقيادة البروفيسور بول بورغيس من معهد علوم الأعصاب الإدراكية، بضرورة أن يُمنح الأفراد حرية تجربة أنماط متعددة من التمارين، بدلًا من التمسك بنموذج واحد قد لا يناسبهم نفسيًا. وأكّد أن "الرياضة التي لا تستمتع بها لن تلتزم بها"، مشيرًا إلى أن التمرين لا يجب أن يُشعر الفرد بالإجبار أو الضغط، بل يجب أن يُمثّل مساحة للراحة والتجديد.
واختتم بقوله: "جسم الإنسان يُرسل إشارات للدماغ عندما يحتاج إلى الحركة، وإن تجاهل هذه الإشارات هو ما يُنتج الكسل والضيق النفسي، لا العكس".