logo
#

أحدث الأخبار مع #التيار_الإصلاحي

عقد على الاتفاق النووي.. الإيرانيون بين محبط ومتشكك وداعٍ للمراجعة
عقد على الاتفاق النووي.. الإيرانيون بين محبط ومتشكك وداعٍ للمراجعة

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

عقد على الاتفاق النووي.. الإيرانيون بين محبط ومتشكك وداعٍ للمراجعة

طهران- قبل عقد من الزمن نزل الإيرانيون إلى الشوارع احتفاء بتوقيع الاتفاق النووي عام 2015، في مشهد نادر من الفرح وعُلّقت عليه الآمال لحقبة جديدة من الانفراج الاقتصادي ورفع العقوبات وعودة إيران إلى الساحة الدولية. لكن ذلك المشهد ما لبث أن تلاشى وسط العواصف السياسية، ليحل محله اليوم شعور جماعي بالخذلان والخوف، في ظل حرب غير معلنة واختناق اقتصادي متفاقم وثقة منهارة في جدوى المفاوضات. الحوكمة في مداخلة للناشط السياسي الإصلاحي سعيد شريعتي قال إن إيران كانت تعاني من تعقيدات اقتصادية كثيرة حتى قبل دخولها في أجواء الحرب، مشيرا إلى وجود اختلالات هيكلية واسعة في مختلف مجالات الاقتصاد والموارد، وهي اختلالات لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها حتى اليوم. وأوضح شريعتي للجزيرة نت أن التفكير في "تعاقد اجتماعي" جديد -ولا سيما في مواجهة "عدو خارجي مسلح حتى الأسنان"- بات ضرورة قصوى، مشددا على أن التغييرات التي تطالب بها النخب السياسية والاقتصادية وقادة التيار الإصلاحي، إضافة إلى مختلف التيارات السياسية في البلاد تمثل "علاجا عاجلا" باتجاه صياغة نظام حوكمي جديد. واعتبر أن هذا النظام الجديد من شأنه أن يفتح المجال لإعادة تحديد العلاقة مع الغرب بعد سنوات طويلة من التوتر والقطيعة. وأشار شريعتي إلى أن أحد العوامل الأساسية وراء الأزمات الاقتصادية في إيران يتمثل في العقوبات والضغوط والعزلة المفروضة على البلاد منذ أكثر من عقدين، معتبرا أن تجاوز هذا الوضع يبدأ من الداخل عبر تغيير في نهج إدارة الدولة، مما يؤدي إلى "نموذج جديد في السياسة الدولية". ودعا الحكومة الإيرانية إلى التحرك العاجل بمشاركة الشعب والنخب، مؤكدا أن عنصر "المرونة المجتمعية" هو الركيزة الأساسية للصمود، ومحذرا من أن فقدان هذا العنصر قد يعجل بانفجار الأزمات. انعدام الثقة من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الوفاق مختار حداد إن الشعب الإيراني لم يعلق آمالا كبيرة على الولايات المتحدة، بسبب ما وصفها بالتجربة المريرة معها، والممتدة منذ ما قبل الثورة الإسلامية وحتى اليوم. وأشار حداد في حديثه ل‍لجزيرة نت إلى أن المفاوضات النووية -رغم ما حملته من آمال جزئية- لم تُقنع الشارع الإيراني بإمكانية التغيير الحقيقي، خاصة بعد انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، وعجز الأوروبيين عن الوفاء بالتزاماتهم، مؤكدا أن ذلك جعل الثقة بإمكانية التفاهم مع الغرب شبه معدومة. وبشأن الحرب الأخيرة، أوضح حداد أن الرهان كان على تفكك داخلي واحتجاجات شعبية، لكن ما حدث كان العكس، حيث ظهرت حالة نادرة من الوحدة الوطنية، حتى من قبل أطراف معارضة في الداخل والخارج، معتبرا ذلك ردا عمليا على المخطط الإسرائيلي الأميركي. وشدد على أن الرؤية المشتركة اليوم في إيران من الإصلاحيين إلى المحافظين تتقاطع في انعدام الثقة بالولايات المتحدة، وضرورة إعادة بناء الداخل دون وهم المفاوضات السريعة. شهادات وتُجمع شهادات مواطنين إيرانيين على أن ما بدأ كأمل في 2015 انتهى إلى خيبة تتفاوت درجاتها، وتنوعت الآراء التي استقتها الجزيرة نت في شوارع طهران بين محبط وناقم ومتشكك وداعٍ إلى المراجعة. ويقول الطالب الجامعي مهدي كاظمي (24 عاما) "كنت ممن راهنوا على الاتفاق النووي حين كنا نتابع أخباره من مقاعد الدراسة الثانوية، صدّقنا الوعود بأننا سنصبح مثل أي دولة مستقرة، بلا عقوبات ولا عزلة، لكن الواقع جاء مخيبا، اليوم، لا أثق بأي حديث عن تفاوض ما لم يكن هناك إصلاح داخلي جذري". أما رضا فرجي (44 عاما) -وهو تاجر قطع غيار في سوق طهران- فيعلق "كنا نظن أن الاتفاق سيرفع العقوبات، لكن الأسعار لم تهبط، بل تضاعفت، الناس فرحوا عند توقيعه، ثم استفقنا على انسحاب أميركا وعودة الحصار، الآن لا أحد يثق في تفاوض جديد، لأن الثقة انكسرت بالكامل". وتؤكد الناشطة السياسية الإصلاحية السابقة فرزانة بورحسيني (35 عاما) أنها "شاركت في حملات انتخابية روجت للاتفاق النووي، كنا نظنه بارقة أمل، لكن الثقة العامة بالسياسة تآكلت، اليوم هناك تعب جماعي وشك عميق في جدوى أي مسار تفاوضي ما لم يسبقه إصلاح شامل". من جهته، يقول منصور علوي (63 عاما) -وهو موظف متقاعد- "لا أحمّل الغرب وحده المسؤولية، بل أرى أن المشكلة في طريقة إدارتنا الأزمات، رغم كل شيء ما زلت أؤمن بالحوار، لكنني لا أستطيع إغفال الخلل الداخلي المتراكم". أما المهندس آرش نادري (29 عاما) فيرى أن الاتفاق "أُفشل بفعل الإرادات الخارجية"، لكنه يضيف أن "الخطر الحقيقي ليس من الخارج فقط، بل من فقدان الأمل في الإصلاح، نحن في مرحلة دقيقة، إما أن نعيد بناء الثقة بين الناس والدولة أو نغرق في عزلة أكبر". بين الألم والأمل الضائع وتُجمع كل الشهادات تقريبا على أن الأثر المعيشي للعقوبات لم يعالج بالاتفاق النووي، وتقول مريم حيدري (41 عاما) -وهي عاملة نظافة- "لا أفهم كثيرا في السياسة، لكن الأسعار ترتفع والدواء يختفي والوظائف نادرة، ما أشعر به هو الخوف، ليس فقط من الحرب، بل من الغلاء والمجهول". إعلان ويضيف الدكتور كيوان رستمي (58 عاما) -وهو سياسي سابق وأستاذ جامعي- أن "المفاوضات ليست كافية، ولا يمكن أن نراهن عليها دون إصلاح داخلي، الإيرانيون اليوم أمام خيارين: التحدي بشجاعة، أو الانزلاق نحو مزيد من القلق والعزلة". وتكشف المداخلات الرسمية والشهادات الميدانية معا عن صورة مركّبة لإيران بعد الاتفاق النووي، فهو مجتمع يشعر بالخذلان، وقيادة تقف أمام مفترق طرق، وشعب يبحث عن توازن بين التحدي والخوف. فبينما يرى البعض في الحرب الأخيرة عاملا محفزا للوحدة والتماسك يحذر آخرون من أن الصراع الخارجي قد يخفي أزمة داخلية أعمق لن تعالجها مفاوضات شكلية ولا شعارات سياسية.

التوتر في أقصاه على أبواب المجمع البابوي
التوتر في أقصاه على أبواب المجمع البابوي

الشرق الأوسط

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

التوتر في أقصاه على أبواب المجمع البابوي

قبل أن تُقفل أبواب «الكابيبلّا سيستينا» على الكرادلة بعد ظهر الأربعاء لانتخاب خليفة البابا فرنسيس، كان التوتّر الذي يخيّم منذ أيام على المجمع البابوي قد بلغ أقصاه بعد تسريب معلومات عن استياء يعمّ أوساط التيار الإصلاحي بسبب ما وصفته مصادر مقرّبة من هذا التيار بأنه «مناورة يقوم بها التيار المحافظ، بدعم من (الكوريا) وأجهزة دبلوماسية لدعم ترشيح وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين بهدف كبح المسار الإصلاحي الذي أطلقه فرنسيس». جدير بالذكر أن مجموعة «الكوريا» (La Curia)، أي ما يعادل مجلس إدارة الكنيسة من كبار الموظفين في الفاتيكان، تضمّ 27 كاردينالاً بعد أن كانت تضمّ 38 عند انتخاب فرنسيس. هذه المجموعة تعدُّ نفسها خط الدفاع الرئيسي عن التقاليد الكنسية العريقة، ويميل معظم أعضائها لتأييد مرشح ينقلب على المسار الإصلاحي الذي بدأه فرنسيس، أو على الأقل يكبح اندفاعه في بعض الأمور الحساسة التي من شأنها تعميق الانقسام في الكنيسة. الكرادلة يغادرون «الكابيبلّا بولين» في طريقهم إلى «الكابيبلّا سيستينا» (إ.ب.أ) وتوقف المراقبون عند الموعظة التي ألقاها عميد مجمع الكرادلة جيوفاني باتيستاري، صباح الأربعاء، خلال القداس الذي يسبق بداية المجمع البابوي السري، ولم يأت فيها على ذكر البابا الراحل، كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة، الأمر الذي أثار استغراباً واسعاً، وامتعاضاً واضحاً، في الأوساط الإصلاحية، خصوصاً وأن مثل هذا الصمت يحصل في مستهل مجمع ينعقد تحت شعار المفاضلة بين السير على خطى البابا فرنسيس أو في الاتجاه المعاكس له. ويرى الإصلاحيون في عدم الإتيان على ذكر فرنسيس في هذه الموعظة خروجاً عن اللياقة، ومؤشراً واضحاً على أن التيار المحافظ عازم على طي صفحة البابا الراحل وتغيير مسار الكنيسة. يضاف إلى ذلك أن عميد المجمع توجه في نهاية موعظته نحو الكاردينال بارولين وعانقه، وسُمع يقول له في مكبّر الصوت «Auguri»، أي «متمنياً له الحظ»، أو «مهنئاً»، حسب السياق. ويقول المراقبون إن لغة التلميح لها أهمية بالغة في عالم الكنيسة، وعميد المجمع هو من أربابها. تجدر الإشارة إلى أن مواعظ عميد مجمع الكرادلة وتصريحاته خلال الفترة الفاصلة بين رحيل البابا وانتخاب خليفة له لها بعد خاص بوصفه أحد كبار المسؤولين في الفاتيكان خلال شغور السدة الرسولية، وهي تحمل مؤشرات لتحديد الوجهة التي يسير فيها المجمع السري. الكرادلة يدخلون إلى «الكابيبلّا سيستينا» من أجل البدء في انتخاب خليفة للبابا فرنسيس (إ.ب.أ) إلى جانب عدم ذكره البابا الراحل في موعظته، طلب باتيستا ري من الروح القدس أن يلهم الكرادلة لانتخاب الحبر الأعظم الذي تحتاج إليه الكنيسة والبشرية في هذه الظروف الصعبة والمضطربة من التاريخ، وأضاف: «إن العالم ينتظر الكثير من الكنيسة لحماية القيم الأساسية والإنسانية والروحية التي من دونها لن يحمل التعايش بين البشر الخير للأجيال الطالعة»، وذلك في إشارة إلى الكنيسة باعتبارها حصناً أخلاقياً منيعاً، كما يريد التيار المحافظ. وعيّن البابا الأرجنتيني اليسوعي الذي أطلق ورشة إصلاحية كبيرة في المؤسسة الكنسية 81 في المائة من الكرادلة المخوّلين التصويت، خصوصاً من البلدان المهمّشة من الكنيسة أو البعيدة عن أوروبا. ونتيجة لذلك، يعدّ هذا المجمع البابوي الأكثر تمثيلاً لدول العالم في تاريخ الفاتيكان مع 70 دولة تمثّل القارات الخمس ومن أكثرها انفتاحاً. وللمرّة الأولى تحظى 15 دولة بتمثيل فيه، بينها هايتي والرأس الأخضر وجنوب السودان. ولا شكّ في أن «بعض كنائس الجنوب تكنّ إزاء الغرب، ولا سيما الأوروبيين، ما يشبه الضغينة السياسية أو معارضة ثقافية»، على ما قال فرنسوا مابيل مدير «المرصد الجيوسياسي للشؤون الدينية»، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية. وهو أشار إلى «شرخ شهدناه جلّياً طوال حبرية البابا فرنسيس» بين «من يعتبرون أنه لا بدّ من التذكير دوماً بمبادئ العقيدة وهؤلاء الذين يدعون إلى احتضان الرعية ومواكبة» أبنائها. الكرادلة يدخلون إلى «الكابيبلّا سيستينا» من أجل البدء في انتخاب خليفة للبابا فرنسيس (إ.ب.أ) وتقام مساء الأربعاء جولة تصويت أولى لن تعرف نتيجتها على الأرجح قبل السابعة مساء بالتوقيت المحلي. ومن شأن هذه الدورة أن تسمح بجس النبض، ومن غير المرجّح أن يتمّ خلالها بلوغ غالبية الثلثين (أي 89 صوتاً). ومن المفترض أن يتواصل التصويت الخميس مع جولتين صباحاً وجولتين بعد الظهر. وستكون أنظار العالم موجّهة إلى المدخنة المعدنية على سطح الكنيسة التي سيخرج منها بعد كلّ جولة تصويت دخان يؤشّر إلى النتيجة، إما أبيض في حال انتخاب بابا أو أسود في حال لم يتمّ ذلك. وخلال الأيام الماضية، عقد الكرادلة 12 «جلسة عامة» بغرض التعارف، وتشارك وجهات النظر بشأن التحديات التي تواجهها الكنيسة كي يرسموا الملامح العامة للبابا المقبل. غير أن التطوّرات الجيوسياسية قد تلقي بظلالها أيضاً على هذه الانتخابات، في ظلّ تنامي النزعة الشعبوية وعودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وتوسّع الحرب في غزة. ويمكن إذاً «التصوّر أن الكرادلة الذين يراعون السياق العالمي الذي نشهده منذ عودة ترمب قد يعتبرون أنه لا بدّ من تعيين شخصية مخضرمة على رأس الكنيسة الكاثوليكية تكون على دراية تامة بالعلاقات الدولية»، على حد قول فرنسوا مابيل. وهذا المجمع الانتخابي الذي يتابعه أكثر من خمسة آلاف صحافي، ووصفته «لا ستامبا» الإيطالية بـ«يوم الدينونة» بـ«ساعة الحسم» يثير اهتماماً يتخطّى بحدوده الأوساط الدينية، كما يظهر من المراهنات الواسعة على اسم البابا الجديد التي بلغت ملايين اليوروهات والإقبال الكثيف على الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة فيلم عن الكونكلاف صدر في عام 2024. لكن مَن مِن الكرادلة المائة وثلاثة وثلاثين سيطلّ حبراً أعظم من شرفة بازيليك القديس بطرس؟ من بين الكرادلة الأوفر حظّاً لتولّي رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، الإيطالي بييترو بارولين، ومواطنه بييرباتيستا بيتسابالا، والمالطي ماريو غريش، والفلبيني لويس أنطونيو تاغلي، ورئيس أساقفة مرسيليا الفرنسي جان - مارك أفلين. وقال إنتسو أورسينغر وهو متقاعد من روما في الثامنة والسبعين من العمر: «أظنّ أن عليه أن يمثّل كلّ القارات حيث الكاثوليكية منتشرة». وأشار: «لا أعتبر أنه من الوارد تسمية بابا يؤيّد الإجهاض... لكن من الإيجابي جدّاً أن يذهب مثلاً لزيارة النزلاء في سجونهم. ولا بدّ من أن يكون قريباً ممن يعانون».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store