منذ 3 أيام
غضب إثر "إعدام" طفل برصاص عنصر من "قسد" في الرقة
أجبرت
قوات سوريا الديمقراطية
(قسد) ذوي الطفل علي عباس العوني، الذي أعدم ميدانيًّا أمس الأربعاء على يد أحد عناصرها قرب معمل السكر في مدينة الرقة الواقعة شمال سورية، على دفنه ليلًا تحت حراسة أمنية مشددة، مما أثار حالة من الغضب الشعبي في المدينة، وسط دعوات إلى التظاهر مساء اليوم رفضًا لممارساتها وعملية الإعدام.
وذكرت صفحة حملة "الرقة تذبح بصمت" اليوم الخميس، والتي تديرها مجموعة من الناشطين المتخصصين في توثيق الانتهاكات بحق أهالي الرقة، أن الطفل علي عباس العوني، البالغ من العمر 14 عامًا، أعدم ميدانيًّا قرب حاجز معمل السكر من عنصر ينتمي إلى "قسد" في المدينة. وأوضح الناشط الحقوقي من مدينة الرقة محمد عثمان لـ"العربي الجديد" أن "استخبارات قسد أجبرت ذوي الطفل على دفنه ليلًا دون أي مراسم تشييع، في محاولة للتستر على الجريمة"، مضيفاً: "أعدم الطفل علي أمس، وغدًا لا نعرف من يعدم، والقاتل ما زال طليقًا، ومليشيا قسد تمضي في مسلسل الانتهاكات الدموي وتستبيح الأرواح دون رادع". وتابع عثمان: "في أقل من 24 ساعة قتلت قسد طفلين في الرقة، ما يحدث ليس حالات فردية، بل جريمة ممنهجة، تنفذها مليشيا تكره هذه الأرض وأهلها، وتنتقم من سكان الجزيرة السورية".
الطفل علي عباس العوني (فيسبوك)
بدوره، أوضح الحقوقي عاصم الزعبي لـ"العربي الجديد"، أن الدلائل تشير إلى أن عملية القتل تمت بطريقة الإعدام الميداني للطفل، من خلال إطلاق النار المباشر عليه، موضحًا أن "هذا ينم عن نية مسبقة للقتل وليس الإصابة فقط". وشدد على أن ذلك "يعتبر جريمة ضد الإنسانية من جهة، وجريمة يعاقب عليها بالإعدام بحسب القانون السوري، حيث قتل فيها طفل دون سن الخامسة عشرة".
وتابع الزعبي أن "قسد" تواصل من جهة أخرى منذ نشأتها عمليات تجنيد الأطفال قسرًا والقاصرين من الجنسين، سواء بالإجبار أو من خلال عمليات خطف تنفذها ما تسمى "الشبيبة الثورية" التابعة لـ"قسد". وأردف: "ظاهرة تجنيد الأطفال برزت بشكل كبير خلال الثورة السورية والحرب التي دارت بين مختلف الأطراف خلالها، ولكن لدى قسد وتنظيم داعش بشكل خاص. وعادة الهدف من هذا التجنيد هو تعويض النقص الحاصل في عدد القوات من جهة، وإنشاء جيل لا يعرف سوى القتال من جهة ثانية".
وتجنيد الأطفال مخالف لكل القوانين، سواء الدولية أو المحلية، ويُعتبر جريمة، وفق ما أكده الزعبي، مشيرًا إلى أن "قسد" تعهدت مرارًا بوقف تجنيد الأطفال واستهدافهم، ولكن حتى الآن لم تفِ بوعودها، ولا بد من فتح تحقيقات مستقلة في الجرائم التي يرتكبها عناصرها.
أخبار
التحديثات الحية
مسلحون يغتالون عنصرين من "قسد" شرقي دير الزور واعتقالات في الرقة
وحول عملية إعدام الطفل، أشار مصدر لـ"العربي الجديد" إلى أن "قسد" تروج محاولة اعتداء الطفل وبعض رفاقه على أحد عناصرها بالقرب من الحاجز عند معمل السكر، وذلك عند محاولة الأطفال جمع حبوب قمح عن الأرض، مشيرًا إلى أن ظاهرة جمع القمح منتشرة حتى قبل الثورة السورية، حيث يحاول الأطفال الحصول على القمح من الشاحنات أو سيارات تحمل القمح قرب الصوامع، وغالبًا ما يتم طردهم من الحرس.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الفقر واستغلال بعض الأطراف للأطفال دفعاهم إلى هذه المهنة التي عادت أخيرًا للظهور، مشيراً إلى أن "هناك محاولة لتبرير الجريمة البشعة بتلك الرواية من قسد، لكن الأمر واضح، فعملية قتل الطفل متعمدة، لا سيما أنه ليس مصدر تهديد بحد ذاته". وذكر المصدر أن عملية إعدام الطفل أثارت حالة من الغضب الشعبي في مدينة الرقة، وهناك دعوات إلى التظاهر ضد "قسد" مساء اليوم رفضًا لممارساتها.
"قسد" تعتقل صحافياً كردياً
وفي سياق متصل، اعتقلت "قسد" في مدينة عامودا، أمس الأربعاء، الإعلامي رامان عبد السلام حسو، المراسل في قناة "كوردستان 24"، ونجل أسمهان داوود، رئيسة ممثلية إقليم كردستان في المجلس الوطني الكردي. وكان حسو دخل إلى سورية عبر معبر فيشخابور الحدودي، أول أمس الثلاثاء، برفقة ابنه البالغ من العمر ست سنوات، في زيارة عمل وإجازة إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية. وفي اليوم التالي لوصوله، استدعاه جهاز قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابع لـ"قسد" في عامودا، وهو لا يزال قيد الاعتقال حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
كما شنت قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي – PYD"، الأربعاء، حملة أمنية واسعة في مناطق ريف دير الزور الشرقي. ووفق مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، استهدفت الحملة حي الهمايل في بلدة غرانيج، حيث اعتقلت عدداً من الشبان عرف منهم حمد الحنوش، ومحمد الدهادي، وعبد الله الدهادي، ومحمد النوري الأسمر، وعلي الدهادي، ونواف الزبن. وبحسب المصادر، فإن الاعتقالات جاءت على خلفية اتهامهم بـ"مناصرة الدولة السورية"، في إطار سياسة مستمرة تتبعها "قسد" ضد من يظهرون ولاء للسلطات الجديدة في دمشق منذ سقوط النظام البائد، وفق تعبير المصادر.
وفي سياق آخر، أفرجت السلطات في دمشق، الخميس، عن الصحافي حسن ظاظا بعد نحو أسبوع من اعتقاله من "الأمن العام". وكانت قوات الأمن داهمت منزل ظاظا في دمشق، يوم الجمعة الفائت، واعتقلته دون إبراز مذكرة قضائية أو توضيح أسباب الاعتقال، وفق ما أفادت به عائلته لـ"العربي الجديد".
من جهته، أصدر مكتب العلاقات العامة في "حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD" بياناً، الخميس، قال فيه إنه يتابع "بقلق بالغ التصعيد الأمني الخطير في العاصمة السورية دمشق"، لافتاً إلى أن "حملات الاعتقال طاولت شخصيات مجتمعية ونشطاء ومدنيين كُرداً، خصوصاً في أحياء مثل ركن الدين وزورآفا (وادي المشاريع)". وذكر الحزب في بيانه أن من بين المعتقلين أعضاء في الحزب، وهم عبد الرحمن فرحان فرحان، وعمر علي كدرو، ومحمد نزير جميل عبد الله، بالإضافة إلى الصحافي حسن ظاظا، مشيراً إلى أن "الاعتقالات تمت دون إجراءات قانونية واضحة أو مبررات قضائية"، معتبراً أن ذلك "يتعارض مع أبسط مبادئ العدالة وحقوق الإنسان"، وفق تعبير البيان.
وادعى الحزب أن ما وصفه بـ"التصعيد الأمني بحق الكُرد" يأتي ضمن "سياق أوسع من الانتهاكات التي تطاول مكونات الشعب السوري في عدة مناطق، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة تتهمها تقارير حقوقية بارتكاب انتهاكات، مثل فصيلي الحمزات والعمشات". ودعا "الاتحاد الديمقراطي" في بيانه "الجهات الرسمية في دمشق إلى التوقف الفوري عن هذه السياسات الأمنية والإفراج عن جميع المعتقلين"، كما طالب "القوى الوطنية والمنظمات الحقوقية السورية والدولية بالتحرك العاجل لرصد هذه الانتهاكات والضغط من أجل الحد منها"، حسب ما جاء في البيان.