أحدث الأخبار مع #الضربة_الأميركية


روسيا اليوم
منذ 10 ساعات
- سياسة
- روسيا اليوم
ترامب: ذر اليورانيوم الإيراني بالعيون؟
وقال د. وليد الراوي في برنامج "قصارى القول" مع سلام مسافر على قناة RTعربية: "التناقضات حول نجاح الضربة الأميركية في إيران أثيرت من قبل الوسيلتين الإعلاميتين "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" اللتين تحسبان على الحزب الديمقراطي" مضيفا "في الولايات المتحدة 16 وكالة للأمن والاستخبارات، وتشير المعلومات إلى أن وكالة استخبارات الدفاع، المعروفة بالاختصار "دي آي إي" (DIA)، هي من ذكرت أن الهجوم الأميركي لم يدمر القوى النووية الإيرانية، وبالتالي من الغريب أن تصرح هذه الدائرة بشيء بينما يصرح وزير الدفاع ورئيس الأركان بشيء آخر، وهنا نستنتج أن هذه الضجة مقصودة". وتابع "هناك وسائل عديدة يمكن التحقق منها، كالجواسيس والأقمار الصناعية، فمثلا إسرائيل، تمتلك ثمانية أقمار صناعية في المنطقة من نوع "أوفيك" تحوم كل 90 دقيقة حول المنطقة، ولديها أيضًا قمران مخصصان للاتصالات ومراقبة الاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى بعض الأقمار الصناعية الأخرى التي تغطي المنطقة، وبالتالي، لديهم رصد شامل، وقد أكدت بعض المراكز الإسرائيلية، التي تم تحليل المعلومات منها، أن نسبة التدمير مرتفعة جدًا".وأضاف "المنطقة تخضع لمراقبة من قبل الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية، ووجد أنه تم بالفعل القيام بإجراءات التحضيرية، ربما لمحاولة الإخلاء، وهذا أمر طبيعي، لكن أيضا موضوع إخلاء اليورانيوم أمر ليس بالهين، فهو يتطلب أوعية خاصة ودرجة حرارة محددة".وعن الدعاية التي يمارسها الطرفان المتحاربان إيران وإسرائيل وإعلان كل منهما أنه المنتصر، علق الراوي: "من المؤكد أن الإيرانيين ألحقوا أضراراً من خلال استخدام الصواريخ بعيدة المدى، لكن في المقابل؛ دُمر المشروع النووي الإيراني على الأقل لسنوات طويلة وغالبية القواعد الصاروخية، وقُتل ثلاثون من قادة الجيش والحرس الثوري: خمسة برتبة فريق، وسبعة برتبة لواء، 17 برتبة عميد خمسة منهم من الجيش والبقية من الحرس الثوري، كما قتل 10 علماء أحدهم كان رئيس جامعة، في حين ادعت إيران أنه قتل ثلاثة علماء".واستطرد "من المؤكد أن الطرفين، كدولتين ومؤسساتهما العسكرية، سيعقدان اجتماعات عميقة وطويلة مع خبرائهما لمعرفة نتائج هذه الحرب إيجابا وسلبا، ومن الأمور المهمة على المستوى الإسرائيلي مناقشة أسباب فشل أربعة أنظمة من الدفاع الجوي، وبالنسبة لإيران فشل منظومة الدفاع الجوي في التصدي لطائرات الدرون والقوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية".وبين أن الأسباب وراء ضعف إيران في التصدي هي: "نوع الطائراتالإسرائيلية المستخدمة، وهو غالباً طائرات شبحية، وخصوصاً طراز الـ F-35، لذا ليس من السهل رصدها، بالإضافة إلى امتلاك طهران منظومة S-300 التي تبين أنها قديمة". وحول البرنامج النووي الإيراني واحتمالية تعليق طهران اتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رأى الخبير أن "على إيران إثبات كذب ما تدعيه أمريكا وإسرائيل حول امتلاكها أسلحة نووية من خلال فتح جميع المنشآت للتفتيش، لتظهر أنه ليس لديها مشروع نووي عسكري".


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
ما بعد هدنة ترمب!
بطريقته المعهودة، رسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب صورة درامية للضربة الأميركية على إيران، وقال إنها أنهت الحرب، منتقداً كل من حاول التقليل من أثرها، وبشكل خاص بعض الإعلام الأميركي الذي ذكر أن الضربة أعادت البرنامج النووي الإيراني شهوراً للوراء وليس سنوات. ترمب ليس من النوع الذي يقبل بأي توصيفات أقل من الإبهار، لذلك لم يكتفِ بهجومه على الصحافيين الذين ألمحوا إلى أن تأثير الغارة لم يكن بالقدر الذي صورت به، وعاد إلى الموضوع في قمة (الناتو) أمس مستخدماً مقاربة مع ضربتي هيروشيما وناغازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، قائلاً إنهما مثلما أنهتا تلك الحرب، فإن الضربة على إيران أنهت هذه الحرب. في إطار ترتيبات ما بعد الضربة الأميركية والرد الإيراني الرمزي، ضغط ترمب لوقف سريع لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل من دون الكثير من التفاصيل حول شروطه وآلياته، ومن دون أن يكون هناك اتفاق مكتوب وموقع عليه. في كل الأحوال رمى ترمب بكل ثقله وراء وقف النار ولن يقبل بانهياره لأنه يريد أن يخرج منتصراً من تدخله العسكري، ولأنه يريد أن يحتوي الخلافات الداخلية التي برزت في معسكر مؤيديه الذين عارض بعضهم جره أميركا للتدخل خدمة لإسرائيل، وذكّروه بأن ذلك يخرق تعهداته الانتخابية بأنه يريد أن يكون «رئيس السلام» ولن يقود أميركا إلى حروب بلا نهاية. لذلك بدا الرئيس الأميركي غاضباً عندما سأله الصحافيون عن خرق وقف النار في لحظاته الأولى، فدعا إسرائيل علناً إلى أن تستدعي طائراتها من الجو عندما كانت في طريقها لشن غارة على إيران. كشفت تلك اللحظات عن أن نتنياهو ربما كانت لديه تحفظات على الوقف السريع لإطلاق النار وأراد تفجيره، لكن رسائل واشنطن الغاضبة أوقفته. ترمب يريد أن يقول للعالم إن استراتيجية «الرجل القوي» التي مارسها، نجحت، أولاً في توجيه ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني؛ وثانياً في تحقيق وقف النار و«إنهاء» الحرب؛ وثالثاً، وهي المرحلة التالية، في إعادة إيران إلى طاولة التفاوض وهي في موقف أضعف. هذه الحرب فيها الكثير من الخبايا والمناورات والتفاهمات التي بدا بعضها يتكشف. فمن مجريات الأمور وضح أن ترمب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران في 13 يونيو (حزيران)، وساعدها بممارسة التمويه والخداع مع إيران. وفي اليوم العاشر من الحرب جاء التدخل الأميركي بعملية «مطرقة منتصف الليل»، ثم الرد الإيراني «الرمزي» والمنسق الذي استهدف أهم القواعد الأميركية في المنطقة من دون أن يحدث أضراراً تذكر. وضمن سريالية المشهد شكر ترمب إيران لأنها أبلغتهم قبل وقت كافٍ سمح بإخلاء المواقع، ووضع الدفاعات في حال استعداد لإسقاط كل الصواريخ. هذا الإنذار المسبق لم يكن الوحيد، إذ سبقه إنذار آخر وفقاً لتقارير ذكرت أن أميركا أبلغت إيران مسبقاً بالضربة التي شنتها عليها، ما أتاح لها نقل معدات وكميات من اليورانيوم من موقع فوردو إلى أماكن أخرى. أما بالنسبة لموضوع تغيير النظام فلم يكن سوى ورقة ضغط، إذ إن ترمب بدأ يقول الآن إنه سيعني حدوث فوضى ولا أحد يريد ذلك. مع وقف النار يستطيع كل طرف أن يقول إنه خرج منتصراً رغم أي ثمن تحمله. ترمب سيقول إن استراتيجيته انتصرت، وسيعزز صورة «الرجل القوي» التي يحبها. وسيقول أيضاً إنه الرئيس الذي يحقق السلام لأنه أوقف هذه الحرب وأنقذ المنطقة، كما أوقف قبلها المواجهة العسكرية بين باكستان والهند، ما يجعله مستحقاً لنوبل للسلام، وفق ما يأمل. نتنياهو سيقول إنه حقق أهدافه و«دمر» قدرات إيران النووية وأعادها إلى الوراء سنوات، وحد من قدرات إيران الصاروخية باستنزاف كميات منها وتدمير مراكز تصنيع، كما اغتال عدداً من علماء إيران النوويين وقتل قادة عسكريين ومسؤولين ودمر مراكز عسكرية. إيران من جانبها تستطيع أن تقول إنها رغم ما خسرته، فإنها صمدت وأثبتت قدرتها على الرد وكبدت إسرائيل خسائر مادية واقتصادية وبشرية واستراتيجية كبيرة على رأسها مبدأ الردع. كما جربت أسلحتها في أرض معركة حقيقية، ومنها صواريخ جديدة ومسيّرات، ونجحت في تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية مرات عدة. منطقتنا هي الخاسر من الحروب التي تدار فوق رؤوسها وعلى حساب استقرارها، وفي وسط كل هذا تم نسيان معاناة غزة غير المسبوقة، كما نسيت حرب السودان وغيرها. ماذا بعد؟ التوصل للهدنة ربما كان الجزء الأسهل. الجزء الأصعب الآن هو المفاوضات لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. فترمب سيطلب السقف الأعلى، وإيران سترفض، ما يعني أن الهدنة الحالية قد تكون مجرد مهلة قبل اندلاع حرب أكبر، أو يتم التوصل إلى اتفاق على أرضية وسطى بين مطلب واشنطن بعدم استئناف التخصيب، وموقف طهران بالتمسك بحق التخصيب ولو بنسبة 3 في المائة. ستعود المقايضات بعد أن رسم كل طرف «حدوده» ومعالم «انتصاراته» وفق رؤيته في حرب الموازنات والمفاجآت والتفاهمات... لإعادة ترتيب المنطقة.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- سياسة
- الجزيرة
انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نووي إيران
دافع تيم كونستنتاين، نائب رئيس تحرير صحيفة واشنطن تايمز، عن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرافض للتقارير التي تشكك في فعالية الضربة الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وتصاعد جدل في الأوساط الأميركية بعد نشر تقييمات استخباراتية متناقضة حول نتائج الضربة الأميركية. وذكرت شبكة "إن بي سي" أن تقييما سريا للهجمات الأميركية على إيران أُحيل للكونغرس، واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا، كشف أن القصف أخّر برنامج إيران النووي لأشهر، لكنه لم يعطله نهائيا. كذلك، قالت وكالة أسوشيتد برس إن تقريرا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية خلص إلى أن الضربة التي استهدفت منشآت فوردو و نطنز و أصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها". وقدر معدو التقرير أن جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، ومن ثم نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار. وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يتراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر بالكامل. وتسبب نشر هذه التقييمات الاستخباراتية في نشوب خلافات حادة ب الولايات المتحدة وصلت لدرجة أن مؤيدي الإدارة الجديدة اتهموا ناشريها بـ"الخيانة". وفي مواجهة هذا الجدل، أكد كونستنتاين -خلال مقابلة للجزيرة- أن ما تم تسريبه مجرد تقرير أولي من وكالة واحدة فقط من أصل 17 وكالة استخباراتية أميركية، مشيرا إلى أن المعلومات تم تسريبها بطريقة سرية من جهات غير معروفة الهوية. وفي هذا السياق، طرح الخبير الأميركي تساؤلات جوهرية حول الدوافع وراء هذه التسريبات، قائلا إن هناك سؤالا مهما حول الهدف من قيام شخص يعمل في الحكومة الأميركية بتسريب معلومات تناقض ما أفصح عنه الرئيس علنا. وأكد أن دوافع هذا الشخص ليست جيدة بوضوح، ولن تساعد الولايات المتحدة أو الرئيس. وقال كونستنتاين إنه لو قام أحدهم بتسريب معلومات جزئية من تقرير أولي، فلن تكون لذلك مصداقية كبيرة، مؤكدا أن التقييم الحقيقي للأضرار يتطلب فرق تفتيش وأشخاصا في الميدان على الأرض، ليحددوا مدى الأضرار الفعلية. ورفض كونستنتاين ما يقال بأن ترامب لا يمتلك معلومات دقيقة، مؤكدا أن عدم الإفصاح عن التقارير علنا لا يعني أن المعلومات لم تصل للرئيس، الذي قال إنه ووزير الدفاع بيت هيغسيث ، ووزير الخارجية ماركو روبيو اطلعوا على معلومات أكثر مما اطلع عليه من سرب التقرير أو الإعلاميون. وأوضح كونستنتاين أن الهدف الأساسي من العملية العسكرية كان إرسال رسالة واضحة للنظام الإيراني مفادها أن هذا الرئيس مختلف عن الرئيسين السابقين: جو بايدن وباراك أوباما. ولفت إلى أن إيران "وصلتها الرسالة" بأن الإدارة الجديدة جادة في عملها، وأنها لن تتسامح مع التهديدات النووية الإيرانية كما فعلت الإدارات السابقة. أما في ما يتعلق بالفلسفة الإستراتيجية للإدارة الجديدة، فرأى كونستنتاين أن ترامب يفضل الحل الدبلوماسي والاتفاق، لكنه مستعد للضربة العسكرية إذا اضطر لذلك، مما يعكس نهجا يمزج بين الدبلوماسية والردع العسكري. وانطلاقا من تأكيد ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت وتضررت بشكل كامل"، توقع كونستنتاين أن تتمحور المحادثات مع إيران الأسبوع المقبل حول عدم إعادة بناء البرنامج النووي. وعلى نطاق آخر، يرى الخبير الأميركي أن هذا التطور سيكون له تأثير إيجابي على استقرار المنطقة برمتها، وأكد أن كل دول الشرق الأوسط تنفست الصعداء، وليس الولايات المتحدة فقط، لأن التهديد النووي لم يعد موجودا على الأقل على المدى القريب.


الميادين
منذ 2 أيام
- سياسة
- الميادين
"إسرائيل" تُريد وقفاً لإطلاق النار مع إيران؛ هذا لافت..!!
كان لافتاً ومتوقّعاً الحديث الإسرائيلي عن الاستعداد لوقف إطلاق النار مع إيران "إذا أوقف خامنئي إطلاق الصواريخ". فالضربة الأميركية للبرنامج النووي الإيراني، على الأرجح، رافقها إيصال رسائل دبلوماسية إلى إيران مفادها من جهة، الاستعداد للردّ بقوّة على أيّ ردّ إيراني ضدّ الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، مُطالبة إيران بقبول شروط الاتفاق فوراً كما حدّدتها إدارة ترامب. ولذلك ينسجم الإعلان الإسرائيلي هذا، في تقديرنا، مع سياق الموقف الأميركي ويتقاطع معه. كما أنه يقف في خلفيّة المسارعة إلى هذا الإعلان اعتبارات لا تخطئها العين، أوّلها أنّ الضربة الأميركية للبرنامج النووي الإيراني شكّلت ذروة الاستعراض الأميركي الإسرائيلي لفلسفة "القوة التي تؤدّي إلى السلام" التي يتبنّاها الرئيس ترامب ومن خلفه نتنياهو، وهو ما عبّرت عنه التصريحات المنتشية لكليهما. لكنّ نتنياهو تحديداً، وبدرجة أقلّ ترامب، يعلمان أنّ عامل الوقت في هذه الحرب هو ألد أعداء "نشوة الانتصار" وقد يفسدها ويفقدهما أكثر أوراقهما قوةً وسحراً، خاصة إذا ما خالفت إيران توقّعات وأوهام "إسرائيل" والولايات المتحدة بإمكان القبول "برفع الراية" والعودة إلى طاولة المفاوضات نتيجة للضربة الأميركية، واستمرت في استنزاف "إسرائيل" عبر الضربات الصاروخية المؤلمة التي توجّهها للداخل الفلسطيني المحتل. تدرك إيران أنّ المعادلة التي يراد تكريسها أميركياً وإسرائيلياً، أن تكون هذه الضربة الأميركية للبرنامج النووي الإيراني هي خاتمة مشهد التصعيد بما يمنح نتتياهو وترامب إمكانية أن يُترجما الضربة العسكرية إلى إنجاز سياسي استراتيجي يستثمرانه كلٌ في محيطه. وبالتأكيد فإنّ نتنياهو يتوق إلى أن يُقدّم للجمهور الإسرائيلي ما انتهت إليه الأمور حتى اللحظة، كتحقيق لوعدٍ شخصي قطعه على نفسه بالقضاء على التهديد النووي الإيراني، وقد قال بعد الضربة الأميركية: "وعدتكم وأوفيت". أما ترامب الأكثر نرجسيّة وزهواً بنفسه فإنه بحاجة، أمام المجتمع الأميركي، إلى إنجازٍ لافت في سياسته الخارجية المتعثّرة، خاصة إذا ما قبلت إيران العودة إلى طاولة المفاوضات الآن وفق ما يطمح، فمجرّد قبولها بوقف إطلاق النار أو التعاطي إيجاباً مع الدعوات الإسرائيلية الأميركية سيشكّل انتصاراً لنتنياهو وترامب وسيمنح "نشوة النصر" التي يسوّقان لها مزيداً من القوة ويؤجّجها. تُدرك إيران أنه يراد لها أن تستسلم لهذه الخاتمة، التي ينسجها الطرفان لها، ولذلك رأينا كيف ردّت صباح الأمس، قبل حتى أن تسمع "إشارات الجنوح الإسرائيلي إلى السلم"، بصليات صاروخية فتّاكة طالت مراكز إسرائيلية حيوية في رسالة واضحة بأنّ مسار استنزاف "إسرائيل" مستمر ومتصاعد ولن توقفه، لا الضربة الأميركية ولا إغراءات القبول الإسرائيلي بوقف العدوان، وإن كانت إيران طالبت به واشترطته للعودة إلى المسار الدبلوماسي قبل أن تحدث الضربة الأميركية وتُغيّر حسابات البيدر الإيراني. المرجّح أنّ هذا الاستنزاف سيُفقِدُ ادّعاء الانتصار الإسرائيلي بريقه ومعناه، خاصة وأنّ الضربة الأميركية أتت في محاولة لطمأنة "إسرائيل" بأنها من الآن في مأمن من التهديد النووي، وربما الصاروخي الإيراني طالما أنها تستظلّ بظلّ الولايات المتحدة وتحتمي بها، وفي حال استمرت إيران الآن في منحى التصعيد في إطار ردّها على العدوان الإسرائيلي وعلى الضربة الأميركية، والأهمّ إن تمكنت من بناء ردٍّ مدروس على الضربة الأميركية، وهو ما نتوقّعه، فسيكون من الصعوبة على الولايات المتحدة أن تجد ذريعة للتدخّل لحماية "إسرائيل" خاصة بعد أن كانت ضَرَبت إيران بحجّة تدمير البرنامج النووي، وقد "فَعَلت" وفق ما ادّعت، ما يترك "إسرائيل" وحيدة ومكشوفة الظهر في مواجهة إيران من دون أن يتمكّن ترامب من تبرير تدخّل عسكري آخر لمصلحة "إسرائيل". اليوم 12:23 اليوم 10:30 يعلم نتنياهو أنّ هذا السناريو المُرجّح، سيفقده، إن طال، أوارقه الرابحة تباعاً في الداخل الإسرائيلي، وربما ينقلب السحر على الساحر، ولذلك سارعت "إسرائيل" للإعلان بأنها على استعداد "لوقف التصعيد ووضع نهاية لهذه الحرب". بالنسبة لنتنياهو، تقول تقديراته إن الضربة الأميركية التي وُجّهت للبرنامج النووي الإيراني، والتي أتت بعد أكثر من أسبوعين من الضربات الإسرائيلية على أهداف مختلفة في الجمهورية الإسلامية، "دمّرت" هذا البرنامج وحقّقت الهدف الإسرائيلي الذي خرجت "إسرائيل" لهذه الحرب من أجله، وعلى الأرجح سيثير استمرار الحرب تساؤلات داخلية إسرائيلية مُلحة مرتبطة بالجدوى والأثمان وباستراتيجية الخروج! لكنّ "المخرج" الذي يسعى إليه نتنياهو الآن لا يعتمد على الإسرائيليين أو الأميركيين، بل على الإيرانيين أنفسهم، الذين ترى "إسرائيل" بأنهم يُخطّطون لحرب استنزاف طويلة وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة و"إسرائيل" ولا يريده نتنياهو الذي يسعى الآن إلى إنهاء المواجهة سريعاً، فمصلحته ليست في إطالة أمد هذه المواجهة. تأمل النخب السياسية الحاكمة في "إسرائيل"، وكذلك في واشنطن، أن تتسامح إيران مع الضربة التي وجّهتها لها الولايات المتحدة، وأن تعود إلى طاولة المفاوضات للتوصّل إلى وقف إطلاق نار وتفاهمات بشأن البرنامج النووي، لأنه باختصار "لم يعد هناك ما يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية" والحرب الآن تدخل حالة "المراوحة" فيما يتعلّق بالأهداف الإسرائيلية العسكرية بعد أن "دُمِّر" البرنامج النووي الإيراني والبنية التحتية المرتبطة به، فما الحاجة إلى استمرار الحرب! على المقلب الآخر من هذه المواجهة، تدرك إيران أنّ لدى نتنياهو حاجة ملحّة لإبقاء "بريق" ورقة تدمير البرنامج النووي الإيراني بين يديه، وبالتأكيد فإنّ مدى فاعليتها مرتبطٌ بمدى مقدرة نتنياهو على وقف الحرب "الآن"، لذلك ستسعى إيران لإبطال مفعول هذه الورقة، عبر التصعيد، الذي سيستنزف "إسرائيل" مادياً، والأهمّ أنه سيستنزف نتنياهو سياسياً، فكلّ يوم يمرّ من عمر هذا المواجهة، خاصة بعد الضربة الأميركية، سيكلّفه تأكّل "الإنجازات" وتأكّل شرعيّة هذه الحرب لدى الجمهور الإسرائيلي. ولعله من اللافت أنّ الحديث الإسرائيلي الأميركي "أنه لا يزال هناك عدم يقين بشأن نتائج الهجوم الأميركي، وأنّ الصورة ستتضح أكثر في الأيام المقبلة" قد يُفهم منه، في حال رفضت إيران وقف المواجهة الآن، ترك الباب مفتوحاً للعودة إلى استخدام هذه الورقة لخلق الذرائع لتدخّل أميركي عسكري أوسع وربما، إتاحة الفرصة لنتنياهو لإعادة إنتاج هذه السردية بما يخدم استمرار تأجيج نار الحرب مع إيران. وفيما يؤكد الطرفان ترقّبهما لما "سيفعله خامنئي" يبدو بأنّ ترامب اختار القفز إلى الأمام عبر التلميح إلى إمكان أن تتحوّل أهداف الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام الإيراني، حيث نُقل عنه قوله "إذا عجر النظام الحالي عن جعل إيران عظيمة، لنجعل إيران عظيمة"، وهو ما فُسّر باعتباره تهديداً صريحاً لإيران بضرورة الامتناع عن الردّ والعودة إلى طاولة المفاوضات، وإلّا فإنّ ترامب ذاهب إلى تبنّي الأهداف التي أفصحت عنها "إسرائيل" منذ الأسبوع الأول لهذه المواجهة من حيث سعيها لزعزعة النظام والدعوة الصريحة إلى إسقاطه. من المنطقي الاعتقاد أنّ الولايات المتحدة تسعى بعد الضربة إلى اتفاق دبلوماسي سريع وتأمل في تجنّب حرب طويلة الأمد جدليّة ومُكلفة، لكنها في الوقت نفسه، تستعدّ أيضاً للتصعيد إذا ردّت إيران على أهداف أميركية. وربما تضع الوقائع العسكرية وتفاعلاتها السياسية، هذه المواجهة في سياق احتمالات أوسع من مجرّد إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وقد تجعلها مفتوحة على أهداف تتجاوز هذا الهدف وتتصل بأجندات إقليمية تسعى لإعادة تشكيل المنطقة ورسم مستقبلها وفق معادلات جديدة. باتت إيران تنظر إلى الاستهداف الإسرائيلي والمشاركة الأميركية على أنهما تهديد وجودي، فالمسألة تتجاوز نزع حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم، أو حتى برنامجها النووي؛ إذ أصبح المطلوب اليوم إسقاط النظام، أو تجريد إيران من مقدّرات قوتها وفي مقدّمة ذلك برنامجها الصاروخي وجرّها إلى طاولة المفاوضات "مُقلّمة الأظافر"؛ وهو ما نظنّ بأنّ إيران لن تقبل به، فمن دون أوراق قوة لن تعود إلى طاولة المفاوضات، ولديها خياراتٌ عديدة، بدءاً من التحرّك ضدّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كطرد المفتشين وربما الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ناهيك عن إمكانية إغلاق مضيق هرمز الذي ينتظر الإقرار الرسمي. أما ضدّ "إسرائيل"، فمن المرجّح أن تستمر الهجمات الإيرانية حتى يتمّ التوصّل إلى قرارٍ مدروسٍ أو قسريٍ بوقف إطلاق النار.

العربية
منذ 2 أيام
- سياسة
- العربية
ترامب من قمة الناتو: قد نوقع اتفاقاً مع إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أن واشنطن قد توقع اتفاقا مع طهران، مشيرا إلى أن الضربة الأميركية على إيران كانت مباغتة، وأن طهران لم تستطع نقل المواد النووية من منشآتها. وقال مؤتمر صحافي في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي "سنجري محادثات مع إيران الأسبوع المقبل وقد نوقع اتفاقا وسنطلب التخلي عن البرنامج النووي". كما جدد في كلمته التأكيد على أنه تم محو المنشآت النووية الإيرانية بالكامل جراء الضربة الأميركية، مضيفاً "الطيارون الأميركيون هم الأمهر في العالم ويجب عدم التشكيك بقدراتهم". وتابع "إيران اعترفت بالضرر الكبير بالمنشآت النووية جراء ضربة أميركا"، مشيرا إلى أن أن إسرائيل أيضاً أعلنت رسميا تدمير المنشأة النووية في فوردو جراء الضربة الأميركية. كذلك قال إن منشأة فوردو احترقت بالكامل جراء الضربة الأميركية، مضيفاً "حصلنا على المعلومات الكاملة بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني". تشكيك بتدمير النووي كما قال ترامب في كلمته "أكدنا بضرباتنا في إيران مصداقية الردع الأميركي"، مشددا على أن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. وتابع الرئيس الأميركي بالقول "إيران تتمتع بميزة هائلة ولا أعتقد أنها ستعود للبرنامج النووي". كذلك قال إن واشنطن قريباً ستصدر تقارير بشأن الدمار في المنشآت النووية الإيرانية، مضيفاً "وسائل إعلام أميركية مضللة وكاذبة تشكك في نتيجة ضرباتنا على إيران". وحول الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد" في قطر، قال ترامب "أخلينا القاعدة الأميركية في قطر وقت ضربة إيران". كما أضاف "كان من الجيد أن إيران أعطتنا إنذارا مبكرا بشأن الضربة على القاعدة الأميركية في قطر". 36 ساعة من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، في ذات المؤتمر الصحفي، أن الطياريين الأميركيين حلقوا 36 ساعة لقصف إيران، مؤكدا ما قاله ترامب بأن برنامج إيران النووي دمر بالكامل جراء الضربات الأميركية. وعلى مدة 12 يوماً، اندلعت مواجهات متبادلة غير مسبوقة بين الجانبين، فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء السبت الماضي، طالت منشأة فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن ترامب بعد ساعات وبشكل مفاجئ وقف إطلاق النار.