أحدث الأخبار مع #العقل


الأنباء
منذ 9 ساعات
- منوعات
- الأنباء
الحلم سيد الأخلاق
الحلم معناه الأناة والعقل وضبط النفس، وهو صفة محمودة تدل على الرزانة، فالحليم يضبط نفسه عند هيجان الغضب، وقد قالت العرب: الحلم سيد الأخلاق، أي أنه أهمها، فالحليم أكرم الناس وأفضلهم سيرة وسريرة، وقد روي أن رجلا أسمع عمر بن عبدالعزيز بعض ما يكره فقال: لا عليك إنما أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا، انصرف ان شئت. وشتم رجل الشعبي المحدث فقال له: إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك. وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم غاية الحلم والعفو، ومواقفه حافلة في هذا الجانب، وكذلك الحال بالنسبة إلى الصحابة، وقد وردت آيات قرآنية كثيرة تشير إلى الحلم، وقد وصف المولى عز وجل نفسه بالحلم وسمى نفسه الحليم، قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب للمحسنين) [آل عمران]. فالحلم دعامة العقل والحليم عظيم الشأن بين الناس محمود الأمر ومرضي الفعل، يقول الإمام الشافعي: يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا وفي وصية حكيم لابنه: يا بني، من عفا ساد، ومن حلم عظم، ومن تجاوز استمال اليه القلوب. وختاما، من غرس الحلم اجتنى ثمرة السلم، وخير الناس بطيء الغضب سريع الرجوع عنه، وشرهم سريع الغضب بطيء الرجوع للرضا، ومن كمال عقل المرء أنه إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق، ودمتم سالمين.


الشرق الأوسط
١٩-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
الجهاز العصبي العربي
تكمن وظيفة العقل في التفكر والتدبر والتعقل. بمعنى آخر؛ فإن العقل يتصرف وينظّم مواد يتسلمها من أجهزة أخرى تشتغل في منظومة الإنسان. ومن بين هذه الأجهزة نشير إلى الجهاز العصبي الذي له دور كبير في تحديد العقل، وضبط المحددات التي تؤطِّر عملية التفكير ذاتها. في الظاهر نجد العقل، وفي الباطن يفعل الجهاز العصبي وفقاً لمحدداته وتراكماته وسرديته الخاصة فعله الخطير في العقل. وكما يكون الجهاز العصبي يكون العقل. وما ينطبق على الإنسان، ينطبق أيضاً على الفضاءات الثقافية والشعوب. لذلك ففي السياق الذي نروم تناوله نرى أنه من الأنسب الحديث عن الجهاز العصبي العربي الذي لا نعيره انتباهاً. عندما نعاين ردود الأفعال والتفاعلات العربية على امتداد أكثر من ثلاثة عقود مضت بدءاً من حرب الخليج الأولى، ثم أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وغزو العراق، وصولاً إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتصفية حزام القوى الممانعة من رموز «حزب الله» و«حماس»، وإسقاط نظام بشار الأسد، وصولاً إلى أصل المعارك: الحرب الدائرة حالياً بين إيران وإسرائيل... وعلى امتداد كل هذه الأحداث الدموية، فإن الموقف الشعبي العربي يراوح في نفس المنطقة من التفاعل والشعورية: التصفيق للجهة التي نعتقد أنها تمثلنا وتنوب عنّا في الحرب، ثم ختامها خيبة وإحباط وتحديات جديدة لم يُحسب لها حساب. المشكل أن الوجدان العربي في بُعده السياسي الحضاري فائض بمشاعر القهر والظلم والضعف، الأمر الذي جعل المبالغة في قراءة الأحداث والرغبة في التعويض النفسي والانتقام والتشفي، آليات تحكم الجهاز العصبي العربي الذي يتميز بهشاشة بالغة تتمظهر في التعلق بوهم الانتصار والقضاء على العدو. المشكلة الكبرى أن الجهاز العصبي العربي معقَّد جداً ويختلط فيه الحق بالضعف، وردود الأفعال على الأحداث والشعور بالظلم التاريخي، ثم حين يسقط من نعتقد أنه ينوب عنّا في الحرب يظهر الضعف أكثر توغلاً من الضعف نفسه. نكرر تعويلنا على نفس ملامح الجهاز العصبي لدى الشعوب والنخب العربية. وفي كل مرة يكون الوهم الواثق بالنصر، ثم يحدث السيناريو نفسه: السقوط المدوِّي ومعاودة الضعف. ويفيد مثل هذا التكرار أن العقل العربي لم يقم بما يلزم من نقد للجهاز العصبي الشعبي الذي يحكم جانباً وافراً من مواقفه، الأمر الذي جعله لا يراكم الخبرات ويظل يشتغل بالمحددات والميكانيزمات نفسها. من المهم أن نفهم أن تكرار الانفعالات والتفاعلات والنتائج نفسها، يصبح بدوره مملاً جداً، وينتج نوعاً من التطبيع مع الضعف. وهنا لا بد من توضيح نقطة؛ أن النخب المفكرة التي تقود الرأي العام وتشكِّله قد زادت في طول أزمة الجهاز العصبي الشعبي العربي. فالنخب لها موقفان متباعدان، بل متناقضان: شعوبنا تقودها نخب ذات موقفين راديكاليين؛ نخب تدعو إلى الواقعية الصارمة القاهرة التي لا تركز إلا على ما تملكه من قوة ومن ضعف، وبشكلٍ ميكانيكيٍّ قاسٍ لا يأخذ في الاعتبار طبيعة الإنسان والشعوب، ويطالب بالرضوخ للواقع مع تسويق ذلك بكونه الموضوعية والتعقل والواقعية والمقاومة الصريحة للوهم والكذب على الذات... في مقابل خطاب الواقعية القاهرة التي تتوقف عند حد تحديد ما لا تملك، وتصمت مع استنقاص ما تملك من عناصر قوة، نجد الموقف الذي يتجاهل الواقع ويُنكره، ويتشبث بالمبدأ والحق التاريخي، لاغياً من التقويم والاعتبار كل مظاهر الغلبة الحاصلة والمتوقَّعة. والشعوب، أو الجزء الوافر منها، تجد ضالتها في خطاب هذه النخب، لأنه خطاب يدغدغ الكوامن من أمجاد الماضي، ويسقي الحنين إلى تاريخٍ كان العرب فيه فاعلين في الحضارة وصانعين للأحداث ومؤثرين في بوصلة الاتجاه. وحالياً ما نلاحظه هو التجاذب بين هذين الخطابين والموقفين في الحرب الإيرانية - الإسرائيلية: الواقعيون الصارمون يرون في التهليل لضربات إيران ضد إسرائيل مبالغة وسوء تقدير لموازين القوى، وأن العبرة بالنتائج باعتبار أن إسرائيل تمتلك النووي وتستند إلى القوة الأميركية التي لن تتركها تنهزم لأن إسرائيل تحارب من أجل مصلحتها وأمنها وأيضاً مصلحة الولايات المتحدة، وبناءً عليه فإن توقع انتصار إيراني والقضاء على إسرائيل وهم كبير سيخلِّف بدوره ضربة كبيرة للجميع هذه المرة. أما أصحاب الموقف الواثق بقدرات إيران فهم يرون أن تقاطع العداوة يستلزم مناصرة إيران والتهليل لكل ضربة توجع إسرائيل، مع التذكير بمعاناة أهل غزة، وأن إيران تنوب عنّا في إنزال العقاب اللازم بإسرائيل. وكما نستنتج فإن الموقفين كليهما لا يخدمان توازن الجهاز العصبي والعقل العربيين: نحتاج إلى خطاب يعطينا حقنا، ويعترف لنا بحقوقنا، وينتصر لقضيتنا، وفي الوقت نفسه يُحرِّضنا على اكتساب القوة الاقتصادية التي بها نسترجع حقنا. بل إنه لا قوة تفكر في الاعتداء على حقك إذا كنت قوة ذات وزن في السوق العالمية.


البيان
١٩-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
هل يصغون لصوت العقل؟
هذا وقت الإصغاء لصوت العقل، أقولها لكل من يملك القرار في الولايات المتحدة وإيران، وأستثني «عنتر زمانه» بنيامين نتنياهو، فهو من أولئك الذين تجمع في آذانهم «وقر»، فأصبحوا لا يسمعون غير أنفسهم، وكأن الأرض قد خلت، والقوة قد أصبحت حكراً عليهم. نعم، هو وقت الإصغاء لصوت العقل، للذين ما زالوا يستخدمون عقولهم، ويزنون الأمور بموازين أفعالهم، ولا يخوضون في وحل الدمار والقتل، لتحقيق رغبات هي بعيدة عن متناول أيديهم، فنحن اليوم نقف على «شفا حفرة من النار»، وهذه فرصة سخرها الله لإعادة التفكير في كل ما حدث، وما يمكن أن يحدث، وعندما يجلس صاحب «اليد الطولى»، ويحاسب نفسه أولاً، وقبل أن يحاسب غيره، ويعدد إيجابيات خطواته بين حقول من السلبيات، ويتوقف ليعيد ترتيب أفكاره، وينظم مساره، فالنار قد تعلق بمن يشعلها، ولا نحتاج لأمثلة وشهادات قديمة، بل واقع أحداث اليوم، هي التي تقول لنا ذلك، وتنبهنا إلى أن إنكار الوقائع لا يخفي الحقائق، وأن الاندفاع نحو الموت وتمزيق الدول، وتشتيت أهلها، يجلب دماراً لكل مغرور مكابر. إيران بحاجة إلى إعادة التفكير، بعد عقود من الاندفاع خلف أوهام عفا عليها الزمان، وبحاجة إلى استخدام خطاب أكثر واقعية من الخطابات المهيمنة على مراكزها الرسمية، وهذه آخر الفرص المتاحة إليهم، وبإمكانها أن تحافظ على مقومات الدولة، قبل أن تفلت من يديها الخيارات التي لا تزال مطروحة أمامها، فالشعارات ولى زمانها، أصبحت «بضاعة كاسدة»، والطرف الآخر، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن رئيسه «كبح جماحه»، وبدأ يفكر في النتائج قبل أن يفكر في التدمير، وبدأ يسرب أخبار مهلة، واستعداد تام لإعادة التفاوض، بعيداً عن الشروط غير العقلانية التي طرحها قبل أيام، حول الاستسلام دون شروط. استرجاع العقل نعمة، يهبها الله لمن يشاء، وقد تجاوزنا نتنياهو، لأننا نعلم جيداً بأنه يتبع «أفكاراً شيطانية»، تزيح العقلانية المطلوبة، والتي نعلم علم اليقين، بأن مفتاحها عند ترامب، الذي ندعو الله أن يثبته!


الرياض
١٩-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرياض
سجين العقل
في غياهب الذّات حيث تتنامى الأسئلة وتضمحلّ الإجابات، يقبع 'سجين العقل' ليس خلف قضبان الحديد، بل خلف أسوارٍ من مفاهيم معقّدة، وأنماطٍ شُيّدت ببطء من تصوّراتٍ مجرّدة، كأنها قلاعٌ من وهمٍ صلب. يُسجن هذا الإنسان لا لأنّ قوة قاهرة أرغمته، بل لأنّ العقل –الرفيق ذا السطوة– غدا سجّانًا. الأمر يشبه بُرجًا عاجيًّا شُيّد بيد صاحبه. ثم وقفَ على قمته يُحدّق عاليًا، قبل أن يُدرك بحسرةٍ أنّ السُّلّم الذي عرج به إلى أعاليه قد اختفى. هكذا وُلدت الحداثة.. إعلانٌ للوصول دون حفظ خط الرجعة. لم يلاحظ أنّه استبدل قيودًا بقيود عندما نحت الكون بمطرقة المقولات السببية، وجعل منها حبلاً يربط به الفوضى. وجعل من الزمن عبدًا لمعادلاته. وهكذا بدت الحداثة – بكل ما حملته من وعود التحرر والعقلانية – فلم تكن إلا انتقالًا من سجنٍ إلى آخر. على أنّ السجن ليس بدعًا في الخليقة، بل البدع أن ننسى أننا السجانون والسجناء في آنٍ معًا. فمن هيمنة الميتافيزيقا الكلاسيكيّة إلى سطوة المرجعية الداخلية؛ حيث القداسة للعقل وحده، العقل الذي نُصّب إلهًا صغيرًا يُصدر أحكامه باسم الذات. ولكن يا للمفارقة! حيث إنّ هذا الإله المنعزل لا يملك وحيًا، ولربما ارتاب من كلّ شيء، حتى من نفسه. لقد غدا العقل مركزًا لكلّ شيء في زمن الحداثة، ولكنّه أيضًا أصّلَ الشك، وكرّس العزلة، وحرّك القلق المعاصر. وفي عالم تتآكل فيه العلاقة بين الإنسان والمعنى. لم تعد الأسئلة الكبرى تُوجَّه إلى السماء، بل تُلفظ في صندوقٍ فارغ لا يكاد يُجيب. إنّه تِيه المرجعيّة! فالمرجعية لم تعد خارجية؛ ولم تعد الإله أو النص. بل غدت داخلية سجينةً هي الأخرى، وممتدّة من 'الأنا' حتى تتقوّس على نفسها، فلا ترى غير ظلّها. وهو وإن بدا تحررًا في الظاهر، يظلّ في الجوهر سجنًا باردًا؛ لأنّ الذات حين يُنفى عنها كلّ عونٍ خارجي تتضخم حتى تختنق بنفسها، وتنكفئ على ضلالها. إنّ الأمر يُشبه أن تعيش في زنزانة مظلمة طيلة حياتك، ثم تتوقع أن تتصوّر طبيعة خلابةً بمروجها وأنهارها في الخارج. ويبقى سجين العقل هذا يدور في متاهة من أسئلة: ما الحقيقة؟ وهل يُمكن للعقل أن يعلو على ذاته ليحكم على نفسه؟ ومن أين تنبع القيم إن كانت كلّ مرجعية نابعة من داخلي؟ وكيف أصدّق أحكامي إن كنتُ أنا مَن يصوغ معيار التصديق؟ إنها حلقة مُفرغة تُجهد الفكر دون أن تبلّ الروح. أليست أعظم خديعة أن يبني سجينٌ جدران زنزانته ثم يرقص حرًّا في داخلها؟! وحتى من يدّعي القطيعة مع الغيب، فإنّه يظلّ يحمل في أعماقه توقًا إلى كينونة تتجاوز ذاته. فهو لا يتخلّص من الميتافيزيقا بإقصائها، بل يستبدلها بصيغة أخرى عندما يفترض عقله شيئا لا وجود له، وعندما يتنبّأ بنتائج في رحم الأيام المُقبلات، إنّها ماورائيّة بطريقة أخرى رتّبها العقل وجعل منها منهجًا. إنّ سجين العقل لا يحتاج إلى مفتاحٍ ليخرج من باب زنزانته. فكلّ ما يحتاجه هو لحظة إنصات إلى الصمت الذي يعلو أفكاره، ولحظة تصالحٍ مع ضعفه الإنساني، ولحظة اعتراف بأنّه ليس كُلّي القدرة ولا كُلّي الفهم، وأنّه يظلّ مُفتقرًا إلى مرجعية خارجيّة إلهيّة وليست مرجعية من نتاج عقله، بل تتجاوزه دون أن تُلغيه. فالعقل ليس كلّه شرًا محضًا، فنجد أنّ الله -سبحانه- يستحثّنا على إعماله فيقول: (لعلكم تعقلون) (وليتذكر أولو الألباب)، فهو -جلّ في علاه- منحنا العقل القاصر على القدر الذي يُمكننا من الوصول إليه، فأصبحنا في معترك مع حواسنا ليستحيل عجزُنا إيمانًا، وجهلنا معرفةً. ثم إنّه حجب عنّا الغيب لتعضيد هذا الإيمان؛ ولذا فإنه لو لم يكن غيبًا لما تطلّب الأمر إيمانًا. والجميل أنّ العقل لدينا نحن المسلمين جاء معضودًا بالنقل؛ لذا فإنّ بعض الفلسفات الغربية كالفلسفة المادية كما هو الحال لدى هيوم الذي يرى السبات الدوغمائي بإقصاء الروح والانكفاء على التجربة والخبرة، وكذلك شمولية هيغل التي ترى الكون المطلق أو العقل المطلق لم تنتهِ جميعها إلى شيء، وظلّت تراوح في بحث مستمر، بل وستظل كذلك إذا ما أدركنا أنّ العقل القاصر لن ينتهي إلى شيء. إنّ الخلاص لا يكون في هدم العقل، بل في تهذيبه، وفي الاعتراف بحدوده دون إنكار فضله. فالعقل وحده لا يكفي، والدواخل حينما تُطلق وحدها دون ضابط تتحوّل من مرجعٍ إلى متاهة. والحداثة إن لم تُروَّ بضوءٍ قدسي وراءها، فلن تُنجب إلا ضوءًا باهتًا في انعكاس مرآةٍ مكسورةٍ تُشوّه الحقيقة. إنّ العقل ليس سجنًا إلا إذا ألحفنا بأن لا نتجاوز حدوده. وما دام الإنسان يبحث عن المعنى، فسيظلّ باب الزنزانة مواربًا، وبانتظار أن يطرقه نور يتجاوز التفكير المجرّد، ويفتح على الذات نوافذ نحو المطلق. د. عبدالرؤوف الخوفي

سعورس
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- سعورس
«النفس والرواية».. المفهوم عبر الزمن
ينقسم الكتاب إلى قسمين العقل في المجتمع، والذي يبرز فيه الكاتب كيفية عمل التكيفات الإدراكية مثل نظرية المحاكاة، ونظرية العقل والمعالجات الدماغية. والتي هي ضرورية لإبحار الإنسان في محيطه الاجتماعي. ويرصد بعض اختلالاتها. والقسم الثاني من الكتاب الذي أسماه (العقل في النص) الجزء المخصص للتطبيق على النصوص الأدبية حيث يستعين الكاتب بمجموعة واسعة ومتنوعة من المؤلفات السيرية والروائية. تتنوع شخصياتها من بين المرضى الذهانيين والعصابيين، والفصام العقلي والإدمان. ويؤكد الوصالي أن زمن الرواية زمن ذهني يختلف عن الزمن الواقعي، لكن الزمن الذهني قابل للحدوث في الواقع في حالات خاصة جداً حيث يتكثف في تلك الحالات الزمن ويبدو أبطأ من الزمن الواقعي. موظفاً، للبرهان على ذلك حوادث واقعية مشهودة. وضمن البحوث الموثقة في الكتاب بحث عن إمكانية معالجة الفصام العقلي بالقراءة وفي تلك التجربة أثبتت أن القراء أقل قابلية للإصابة بالفصام. الكتاب يعتبر ضمن ما بات يعرف بالدراسات البينية المنتشرة في أدبيات الغرب في الوقت الراهن حيث وظف المؤلف دارسات علم الأعصاب الحديثة وعلم النفس في تقصي الظواهر الأدبية، وفهم مصادرها. وفي التمهيد الذي بدأ به الكتاب، يؤكد المؤلف رفضه القاطع لليّ أعناق البراهين العلمية من أجل اعتساف تقابلات مع الحالة الأدبية. قائلاً: "لسنا في وارد الاستشهاد بما يسمى في الأوساط العلمية بالعلم الزائف والسيكولوجيا الشعبية تلك التي تعتمد على افتراضات سندها القليل من الفهم الشفاهي للعلوم والكثير الكثير من الميتافيزيقا".