أحدث الأخبار مع #تريتابارسي


إيطاليا تلغراف
منذ 2 أيام
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
"تحالف الغدر أم هندسة التواطؤ: نحو تفكيك البنية الاستراتيجية للعلاقة الثلاثيّة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية"
إيطاليا تلغراف نشر في 14 يوليو 2025 الساعة 12 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف ذ. عبدالله مشنون كاتب صحفي مقيم بايطاليا * قراءة في مضمون كتاب: 'Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States' للمؤلف تريتا بارسي، خبير في العلاقات الإيرانية الأمريكية. ملخّص الكتاب: تتناول هذه القراءة تحليلًا مركبًا للعلاقة الثلاثيّة بين محور: إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، من خلال قراءة نقديّة في مضمون كتاب: 'التحالف الغادر' لصاحبه: (تريتا بارسي)، وهو كتاب أكاديمي يستند إلى وثائق وتسجيلات سريّة؛ يفكك صاحبه من خلاله مستويات الخطاب السائد حول العداء الظاهري بين هذه الأطراف. يكشف هذا المقال عن بنية جد معقدة من التفاهمات غير المعلنة، والمصالح المتقاطعة، والرهانات المشتركة التي توظف الخطاب الإعلامي كأداة للتضليل، وتعيد إنتاج خريطة النفوذ الإقليمي في الشرق الأوسط. كما يناقش المقال سؤال الغدر السياسي، وحدود الأخلاق في بناء التحالفات الدوليّة، ويتبنى منهجًا جدليًا يستفز القارئ للتفكير في منطق 'الصداقة المستحيلة' و'العداوة المدروسة'. * الكلمات المفاتيح: إيران – إسرائيل – الولايات المتحدة – الغدر السياسي – تحالفات خفيّة – تريتا بارسي – الأمن الإقليمي – الشرق الأوسط – الواقعيّة السياسيّة – التفكيك الرمزي. * مقدمة تركيبيّة منهجية: في الحاجة إلى تحليل ما وراء العداء ليس كل ما يبدو عداءً في السياسة الدوليّة هو كذلك في جوهره. من هذا المنطلق، تسعى هذه القراءة إلى مساءلة المفهوم المستقر للعلاقات الثلاثيّة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وتفكيك الرمزيّة السياسيّة والإعلاميّة التي تصوّر العلاقة بين طهران وتل أبيب كعلاقة صراع مطلق. تستند القراءة إلى تحليل نقدي لكتاب: Treacherous Alliance (2007) لتريتا بارسي، كوثيقة تحليليّة تأسيسيّة تكشف عن البعد الخفي للعلاقات الدوليّة في المنطقة، وذلك عبر منهج مركب يجمع بين التحليل السوسيولوجي للخطاب، والتفكيك الاستراتيجي لسياسات المحور الثلاثي. كما تطرح الدراسة جملة من الأسئلة الجوهريّة حول طبيعة التواطؤ، وحدود الواقعيّة، وإمكانية استبصار المستقبل من خلال ما يُدار في الظل لا في الضوء. * المحور الأول: من الخطاب العدائي إلى الواقع التعاوني: بين الظاهر والمضمر 1. عداء في العلن وتعاون في السر؟ يكشف (تريتا بارسي) أن التفاعل بين إيران وإسرائيل لم يكن في جوهره قائمًا على صراع عقائدي دائم، بل على منطق الندية المتوجّسة، بين دولة صاعدة وأخرى سائدة؛ حيث يتحول العدو إلى شريك حين تستدعي المصلحة ذلك. هذا؛ ويتجلى هذا في الدعم العسكري الإسرائيلي لإيران خلال حربها مع العراق، وفضيحة (إيران- كونترا) (Iran-Contra) التي تورطت فيها إدارة رونالد ريغان في نقل أسلحة لطهران رغم العقوبات الدوليّة. فهل نحن إذًا أمام معادلة صراع؛ أم أمام مناورة إستراتيجيّة تُدار بوجوه متعددة؟ 2. البنية الرمزيّة للعداوة: وظيفة إعلامية أم تكتيك تفاوضي؟ تشير الوقائع إلى أن إطلاق الصواريخ بين حزب الله وإسرائيل، أو بين إيران وتل أبيب، كثيرًا ما يُستخدم كأداة تفاوض لا إعلان حرب. فالضربات غالبًا ما تكون محدودة، وتنتهي باتفاقات ضمنيّة. وهو ما يطرح سؤالًا حول دور العنف الرمزي في إعادة ترتيب شروط اللعبة السياسيّة. * المحور الثاني: منطق الأقليّة وهواجس الهيمنة: حين يتقاطع الصفوي مع الصهيوني 1. تفكيك الهاجس البنيوي: الأقليّة في مواجهة الأغلبية: يتقاسم الكيانان (الإيراني والإسرائيلي) نفس الموقع البنيوي باعتبارهما كيانات دينيّة وطائفيّة تشكّل أقليّة ضمن فضاء سني أوسع. هنا يقرأ بارسي هذا التلاقي بوصفه مشروعًا مشتركًا لإعادة صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط، وتفكيك البنية الثقافيّة والسياسيّة التي تشكلت بعد الفتح الإسلامي. فهل نحن أمام تحالف أقليات لإعادة كتابة التاريخ؟ ومن يملك شرعيّة تصحيح الماضي؟ 2. المشرق السني كعدو مشترك: تتقاطع السياسات الإيرانيّة والإسرائيليّة أحيانًا بتواطؤ أمريكي، في محاصرة القوى السنّية التقليديّة، وتفكيك جيوشها، وتهميش نخبتها السياسيّة. من العراق إلى اليمن، حيث تظهر التدخلات بوصفها جزءًا من هندسة إقليميّة جديدة تتقاطع فيها الطائفية مع الجيوبوليتيك. * المحور الثالث: واقعية بلا أخلاق؟ في الحاجة إلى نظرية للغدر المصلحي 1. الغدر كتقنية لإدارة التحالفات الرمادية: مفهوم الغدر، في المنظور السياسي الواقعي، ليس انحرافًا، بل آلية إدارة وتدبير المواقف المتقلبة؛ حيث تنشأ التحالفات وتتفكك وفق ميزان القوة لا وفق منطق الوفاء. وهو ما يفسر عدم استقرار العلاقة بين أطراف هذا المحور الثلاثي، رغم تبادلهم الأسلحة والدعم والتفاهمات. فهل يمكن صياغة نظريّة جديدة في العلاقات الدوليّة تُؤسس للغدر المصلحي كصيغة تدبيريّة؟ 2. تفكيك مشهد المسرح السياسي: بين الدخان والحقيقة ما يُقدَّم على أنه صراع مصيري؛ لا يعدو أن يكون مجرد إعادة إخراج لمشهد سياسي محسوب، تُضبَط إيقاعاته داخل غرف الاستخبارات أكثر مما تُحسم في الميادين. وهنا تصبح البطولة مجرد خدعة، والمقاومة مجازًا، والخيانة تكتيكًا. * خلاصة تركيبيّة: بين وهم الأخلاق وواقعيّة الخرائط التحالف بين إيران، إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية؛ لا يمكن قراءته من زاوية أخلاقيّة بحتة، بل علينا تفكيكه باعتباره منظومة مصلحيّة تتجدد باستمرار وفق معادلة الخوف والمصلحة والتفوق. تعيد هذه القراءة توجيه البوصلة من خطاب الثنائيّات: عدو // صديق. حق // باطل؛ نحو تحليل ثلاثي هندسي الأبعاد، يفكك النسق ويفضح الرمزيّة، ويفتح أفقًا جديدًا لفهم ما يجري في الشرق الأوسط لا كحروب، بل كصفقات جيوسياسيّة بوجه تآمري ناعم. * المراجع المعتمدة: – Trita Parsi, Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States, Yale University Press, 2007. – Stephen Walt, The Origins of Alliances, Cornell University Press, 1987. – Kenneth N. Waltz, Theory of International Politics, McGraw-Hill, 1979. – Henry Kissinger, World Order, Penguin Books, 2014. – Fawaz A. Gerges, Making the Arab World: Nasser, Qutb, and the Clash That Shaped the Middle East, Princeton University Press, 2018. إيطاليا تلغراف السابق نشرة إنذارية.. موجة حر من الثلاثاء إلى الجمعة بعدد من مناطق المملكة


بيروت نيوز
٠٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- بيروت نيوز
تقرير أميركي يتحدث عن الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.. إليكم ما كشفه
ذكر موقع 'The American Conservative' الأميركي أن 'وكالة 'أكسيوس' ذكرت صباح الاثنين أن الاتفاق النووي الذي اقترحته الولايات المتحدة على طهران يوم السبت يسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة على الأراضي الإيرانية. وسيسمح ذلك لطهران بإنتاج وقود نووي مناسب لأغراض الطاقة المدنية، ولكن ليس للأسلحة النووية. وبما أن طهران ستعارض أي اتفاق يمنعها من تخصيب اليورانيوم، فقد شعر أنصار الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران بسعادة غامرة بهذه الأخبار، ولكن ليس لفترة طويلة. إلا أن الرئيس الأميركي دونالد تراكب عاد وكتب على مواقع التواصل الإجتماعي: 'لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم!' إذاً، ماذا يحدث هنا؟' بحسب الموقع، 'ليس الأمر واضحًا تمامًا، وربما يكون ذلك مُتعمدًا. طوال فترة ولاية ترامب الثانية، أرسلت إدارته إشارات متضاربة بشأن مطالبها، مما يُشير إلى نمط مُتعمد من التعتيم والتناقض. في بعض الأحيان يشير مسؤولو ترامب إلى أنه سيتم السماح بمستويات منخفضة من التخصيب بموجب الاتفاق، وفي أحيان أخرى ينكرون ذلك بشدة. والسؤال هو لماذا. لعل أفضل تخمين هو أن الإدارة تُشوّه علنًا طبيعة الاتفاق الإيراني الذي ترغب في إبرامه. والجدير بالذكر أن هذا ينطوي على مبالغة في المطالب، ليس فقط بهدف كسب النفوذ على إيران، مع أن الإدارة دأبت على ذلك، ولكن هذا الازدواج يهدف في المقام الأول إلى درء انتقادات القوى المؤيدة لإسرائيل التي ترغب في تفكيك برنامج الطاقة النووية الإيراني بالكامل والتي تشن مقاومة شرسة بعد أي اقتراح بأن طهران يمكن أن تستمر في تخصيب اليورانيوم'. وتابع الموقع، 'قال تريتا بارسي من معهد كوينسي لكاتب المقال إن الخطاب العام المربك، على الرغم من عيوبه، يقدم للإدارة فائدتين. وأضاف: 'من جهة، يُؤخّر هذا الأمر الهجوم الشرس من العناصر المؤيدة لإسرائيل التي لن ترضى بأي اتفاق مع إيران. ومن جهة أخرى، إن اتخاذ مواقف متطرفة ومبالغ فيها في بداية المفاوضات من أجل انتزاع التنازلات من الجانب الآخر يتوافق مع أسلوب ترامب التفاوضي'. بطبيعة الحال، هناك طرق أخرى لتفسير هذا الأمر، والإحتمال الأبرز هو أن موقع 'أكسيوس' أخطأ في نقل القصة، وهذه ليست المرة الأولى. ولكن لم تكن 'أكسيوس' الوحيدة. كانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت يوم السبت أن الاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة يحظر تخصيب اليورانيوم. ولكن بحلول يوم الثلاثاء، أصبح لدى الصحيفة معلومات جديدة. وقالت: 'تقترح إدارة ترامب ترتيبا يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة بينما تعمل الولايات المتحدة ودول أخرى على وضع خطة أكثر تفصيلا تهدف إلى منع إيران من الوصول إلى سلاح نووي ولكنها تمنحها إمكانية الوصول إلى الوقود لمحطات الطاقة النووية الجديدة'.' وأضاف الموقع، 'كما أشار كتاب هذا المقال، فإن نفي ترامب ليلة الاثنين أن الاقتراح يسمح لإيران بتخصيب أي كمية من اليورانيوم ربما كان مرتبطًا بالاتفاق الشامل النهائي، وليس بالترتيب المؤقت. لذا، فهي ليست كذبة تمامًا، بل حقيقة مراوغة. من جانبه، قال غريغ بريدي، زميل بارز في شؤون الشرق الأوسط في مركز المصلحة الوطنية، إنه ما من معطيات الآن حول ما إذا كان التناقض في موقف الإدارة بشأن التخصيب ناتجًا عن صراع داخلي في البيت الأبيض، أو عدم اتساق بسيط، أو استراتيجية متعمدة لدرء صقور إيران. وأضاف: 'قد ينتهي بنا الأمر في أن يصبح الاتفاق المؤقت بمثابة الوضع النهائي، لأنه بمجرد وضع القيود الأولية، لن يرغب أي رئيس أميركي في خوض حرب بشأن تخصيب اليورانيوم المنخفض التخصيب الشفاف'. وبحسب الموقع، 'في حين تبدو التصريحات العامة الصارمة التي تطلقها إدارة ترامب موجهة في المقام الأول إلى الجمهور المحلي، فإن القادة الإيرانيين يسمعونها أيضا، ويتفاعلون وفقا لذلك. ويُثير الخطاب العام المتشدد معارضة ليس فقط من طهران، بل أيضًا من كبار الديمقراطيين، وإن لم يكن للأسباب المتوقعة. وبالنظر إلى المشاكل التي يُسببها الخطاب المُربك، فإن اتباع نهج أكثر صراحةً سيكون مُجديًا، بافتراض أن ترامب، كما يدّعي، يريد بالفعل إبرام صفقة، لا حرب، مع إيران. ومع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتصعيد إسرائيل لهجومها على غزة، فإن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران هي المهمة الأسهل ضمن أولويات السياسة الخارجية للرئيس'. وتابع الموقع، 'من شأن الاتفاق النووي، من خلال تخفيف العقوبات، أن يُحقق فوائد اقتصادية كبيرة ليس فقط لإيران، بل لأميركا أيضًا. وتُحدد ورقة بحثية جديدة من معهد كوينسي حجم هذه الفوائد المحتملة. في مقال بعنوان 'الأبعاد الاقتصادية لاتفاق إيراني أفضل'، كتب هادي كحل زاده من جامعة برانديز أنه، كجزء من الاتفاق النووي، ينبغي على ترامب أن يأذن بصادرات أميركية سنوية تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار، ويقدر كحل زاده أن هذه الخطوة، من خلال تعزيز التصنيع المحلي، ستوفر 190 ألف وظيفة أميركية سنويًا بحلول عام 2040. ويوصي ترامب أيضًا بالسماح للشركات الأجنبية المملوكة للولايات المتحدة بالوصول إلى فرص الاستثمار الإيرانية، والتي يصل مجموعها إلى 4 تريليون دولار'. وبحسب الموقع، 'لا شك أن احتمالات تحقيق مثل هذه المكاسب الاقتصادية المفاجئة تجذب ترامب، ولكن تحقيقها يتطلب تخفيف العقوبات بشكل كبير. هل يكون ترامب على استعداد لتحدي صقور إيران بشكل صارخ، هم الذين يفضلون حملة 'الضغط الأقصى' لتدمير الاقتصاد الإيراني؟ استناداً إلى المعلومات الذي برزت هذا الأسبوع، فإن الإجابة نعم. من الواضح أن ترامب جاد في التوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين مع طهران، حتى لو كان هذا يعني إثارة ردود فعل عنيفة من جانب صقور إيران. والآن، لإبرام الاتفاق، يتعين على ترامب أن يتخلى عن فكرة أن طهران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم. ومع تقدم المفاوضات، يتعين على البيت الأبيض إما أن يلتزم بإصدار مطالب معقولة خلف الأبواب المغلقة، أو أن يعلن علناً ما يبدو أنه الأهداف الدبلوماسية الفعلية: تجنب الحرب من خلال رفع العقوبات في مقابل فرض قيود على التخصيب، وليس حظره. هذا ما يريده الشعب الأميركي، وهو ما يستطيع ترامب تحقيقه بدبلوماسيته الحكيمة'.


ليبانون 24
٠٦-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- ليبانون 24
تقرير أميركي يتحدث عن الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.. إليكم ما كشفه
ذكر موقع "The American Conservative" الأميركي أن "وكالة "أكسيوس" ذكرت صباح الاثنين أن الاتفاق النووي الذي اقترحته الولايات المتحدة على طهران يوم السبت يسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة على الأراضي الإيرانية. وسيسمح ذلك لطهران بإنتاج وقود نووي مناسب لأغراض الطاقة المدنية، ولكن ليس للأسلحة النووية. وبما أن طهران ستعارض أي اتفاق يمنعها من تخصيب اليورانيوم، فقد شعر أنصار الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران بسعادة غامرة بهذه الأخبار، ولكن ليس لفترة طويلة. إلا أن الرئيس الأميركي دونالد تراكب عاد وكتب على مواقع التواصل الإجتماعي: "لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم!" إذاً، ماذا يحدث هنا؟" بحسب الموقع، "ليس الأمر واضحًا تمامًا، وربما يكون ذلك مُتعمدًا. طوال فترة ولاية ترامب الثانية، أرسلت إدارته إشارات متضاربة بشأن مطالبها، مما يُشير إلى نمط مُتعمد من التعتيم والتناقض. في بعض الأحيان يشير مسؤولو ترامب إلى أنه سيتم السماح بمستويات منخفضة من التخصيب بموجب الاتفاق، وفي أحيان أخرى ينكرون ذلك بشدة. والسؤال هو لماذا. لعل أفضل تخمين هو أن الإدارة تُشوّه علنًا طبيعة الاتفاق الإيراني الذي ترغب في إبرامه. والجدير بالذكر أن هذا ينطوي على مبالغة في المطالب، ليس فقط بهدف كسب النفوذ على إيران ، مع أن الإدارة دأبت على ذلك، ولكن هذا الازدواج يهدف في المقام الأول إلى درء انتقادات القوى المؤيدة لإسرائيل التي ترغب في تفكيك برنامج الطاقة النووية الإيراني بالكامل والتي تشن مقاومة شرسة بعد أي اقتراح بأن طهران يمكن أن تستمر في تخصيب اليورانيوم". وتابع الموقع، "قال تريتا بارسي من معهد كوينسي لكاتب المقال إن الخطاب العام المربك، على الرغم من عيوبه، يقدم للإدارة فائدتين. وأضاف: "من جهة، يُؤخّر هذا الأمر الهجوم الشرس من العناصر المؤيدة لإسرائيل التي لن ترضى بأي اتفاق مع إيران. ومن جهة أخرى، إن اتخاذ مواقف متطرفة ومبالغ فيها في بداية المفاوضات من أجل انتزاع التنازلات من الجانب الآخر يتوافق مع أسلوب ترامب التفاوضي". بطبيعة الحال، هناك طرق أخرى لتفسير هذا الأمر، والإحتمال الأبرز هو أن موقع "أكسيوس" أخطأ في نقل القصة، وهذه ليست المرة الأولى. ولكن لم تكن "أكسيوس" الوحيدة. كانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت يوم السبت أن الاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة يحظر تخصيب اليورانيوم. ولكن بحلول يوم الثلاثاء، أصبح لدى الصحيفة معلومات جديدة. وقالت: "تقترح إدارة ترامب ترتيبا يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة بينما تعمل الولايات المتحدة ودول أخرى على وضع خطة أكثر تفصيلا تهدف إلى منع إيران من الوصول إلى سلاح نووي ولكنها تمنحها إمكانية الوصول إلى الوقود لمحطات الطاقة النووية الجديدة"." وأضاف الموقع، "كما أشار كتاب هذا المقال، فإن نفي ترامب ليلة الاثنين أن الاقتراح يسمح لإيران بتخصيب أي كمية من اليورانيوم ربما كان مرتبطًا بالاتفاق الشامل النهائي، وليس بالترتيب المؤقت. لذا، فهي ليست كذبة تمامًا، بل حقيقة مراوغة. من جانبه، قال غريغ بريدي، زميل بارز في شؤون الشرق الأوسط في مركز المصلحة الوطنية، إنه ما من معطيات الآن حول ما إذا كان التناقض في موقف الإدارة بشأن التخصيب ناتجًا عن صراع داخلي في البيت الأبيض ، أو عدم اتساق بسيط، أو استراتيجية متعمدة لدرء صقور إيران. وأضاف: "قد ينتهي بنا الأمر في أن يصبح الاتفاق المؤقت بمثابة الوضع النهائي، لأنه بمجرد وضع القيود الأولية، لن يرغب أي رئيس أميركي في خوض حرب بشأن تخصيب اليورانيوم المنخفض التخصيب الشفاف". وبحسب الموقع، "في حين تبدو التصريحات العامة الصارمة التي تطلقها إدارة ترامب موجهة في المقام الأول إلى الجمهور المحلي، فإن القادة الإيرانيين يسمعونها أيضا، ويتفاعلون وفقا لذلك. ويُثير الخطاب العام المتشدد معارضة ليس فقط من طهران، بل أيضًا من كبار الديمقراطيين ، وإن لم يكن للأسباب المتوقعة. وبالنظر إلى المشاكل التي يُسببها الخطاب المُربك، فإن اتباع نهج أكثر صراحةً سيكون مُجديًا، بافتراض أن ترامب، كما يدّعي، يريد بالفعل إبرام صفقة، لا حرب، مع إيران. ومع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتصعيد إسرائيل لهجومها على غزة، فإن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران هي المهمة الأسهل ضمن أولويات السياسة الخارجية للرئيس". وتابع الموقع، "من شأن الاتفاق النووي، من خلال تخفيف العقوبات ، أن يُحقق فوائد اقتصادية كبيرة ليس فقط لإيران، بل لأميركا أيضًا. وتُحدد ورقة بحثية جديدة من معهد كوينسي حجم هذه الفوائد المحتملة. في مقال بعنوان "الأبعاد الاقتصادية لاتفاق إيراني أفضل"، كتب هادي كحل زاده من جامعة برانديز أنه، كجزء من الاتفاق النووي، ينبغي على ترامب أن يأذن بصادرات أميركية سنوية تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار، ويقدر كحل زاده أن هذه الخطوة، من خلال تعزيز التصنيع المحلي، ستوفر 190 ألف وظيفة أميركية سنويًا بحلول عام 2040. ويوصي ترامب أيضًا بالسماح للشركات الأجنبية المملوكة للولايات المتحدة بالوصول إلى فرص الاستثمار الإيرانية، والتي يصل مجموعها إلى 4 تريليون دولار". وبحسب الموقع، "لا شك أن احتمالات تحقيق مثل هذه المكاسب الاقتصادية المفاجئة تجذب ترامب، ولكن تحقيقها يتطلب تخفيف العقوبات بشكل كبير. هل يكون ترامب على استعداد لتحدي صقور إيران بشكل صارخ، هم الذين يفضلون حملة "الضغط الأقصى" لتدمير الاقتصاد الإيراني؟ استناداً إلى المعلومات الذي برزت هذا الأسبوع، فإن الإجابة نعم. من الواضح أن ترامب جاد في التوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين مع طهران، حتى لو كان هذا يعني إثارة ردود فعل عنيفة من جانب صقور إيران. والآن، لإبرام الاتفاق، يتعين على ترامب أن يتخلى عن فكرة أن طهران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم. ومع تقدم المفاوضات، يتعين على البيت الأبيض إما أن يلتزم بإصدار مطالب معقولة خلف الأبواب المغلقة، أو أن يعلن علناً ما يبدو أنه الأهداف الدبلوماسية الفعلية: تجنب الحرب من خلال رفع العقوبات في مقابل فرض قيود على التخصيب، وليس حظره. هذا ما يريده الشعب الأميركي، وهو ما يستطيع ترامب تحقيقه بدبلوماسيته الحكيمة".