أحدث الأخبار مع #ذاصندايتايمز


سيدر نيوز
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟
Reuters قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده 'وجهت ضربة في صميم برنامج التسليح الإيراني'، وذلك عقب تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية الأسبوع الماضي، في خطوة لا تترك مجالاً كبيراً للشك بشأن أهداف بلاده الحربية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي الطابع، بيد أن إسرائيل تتهمها منذ فترة طويلة بالسعي سراً إلى تصنيع أسلحة نووية. وفي المقابل، لا تعترف إسرائيل رسمياً بامتلاكها ترسانة نووية ولا تنفي ذلك، إلا أن الاعتقاد السائد عالمياً هو أنها تملك مثل هذه الأسلحة. ويرجع هذا الاعتقاد إلى رجل يدعى مردخاي فعنونو كانت تصريحاته كفيلة بإزاحة الستار عن المساعي السرّية التي تنتهجها إسرائيل كي تصبح قوة نووية. ودفع هذا الرجل حريته ثمناً لكشفه تلك التفاصيل، وقضى ما يقارب من عقدين من الزمن خلف القضبان. في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 1986، نشرت صحيفة 'ذا صنداي تايمز' البريطانية تحقيقاً صحفياً يُعد أبرز انفراد في تاريخ الصحافة البريطانية، تحت عنوان: 'كشف الأسرار: الترسانة النووية الإسرائيلية'. AFP كان مصدر تلك المعلومات الفني النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي أكدت تصريحاته الشكوك بشأن القدرات النووية لإسرائيل، مشيراً إلى وجود برنامج تسليح يفوق في حجمه وتطوره كل التقديرات السابقة. عمل فعنونو سابقاً في منشأة ديمونا السرية للأبحاث النووية، في صحراء النقب، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوبي مدينة القدس عبر الطرق البرية. وخلصت الصحيفة في تحقيقها الصحفي إلى أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة على مستوى العالم، وأنها تمتلك ما يقارب 200 رأس حربي نووي. وقال بيتر هونام، الصحفي الاستقصائي في الصحيفة، لبي بي سي: 'كنّا نعيش حالة من التوتر والإرهاق، فمعظم الزملاء هناك لم يسبق لهم العمل على قصة بهذا الحجم من الأهمية'. بيد أنه في اليوم الذي كشفت فيه الصحيفة البريطانية عن تحقيقها، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، كان مصدر تلك المعلومات الرئيسي قد اختفى. خائن أم فاضح للأسرار؟ كان هونام قد التقى مردخاي فعنونو للمرة الأولى في سيدني بأستراليا، في أغسطس/آب في ذلك العام، وقد أدهشته هيئة ذلك الشخص الذي كشف عن تلك المعلومات وتصرفاته. ويتذكر هونام قائلاً: 'عندما رأيت فعنونو واقفاً هناك، رجل قصير القامة، هزيل البنية، أصلع إلى حد ما، يفتقر إلى الثقة بالنفس، يرتدي ملابس عادية للغاية، لم أتصور على الإطلاق أنه قد يكون عالماً نووياً'. وأضاف: 'كان مدفوعاً بقوة القرار الذي اتخذه، بأن يكشف للعالم ما شاهده داخل منشأة ديمونا'. استطاع فعنونو، قبل مغادرته المنشأة النووية، أن يلتقط مجموعتين من الصور لها، وهي صور لمعدات تُستخدم في استخراج المواد المشعّة لغرض تصنيع الأسلحة، إضافة إلى نماذج مختبرات لأجهزة نووية حرارية. قاده هذا القرار أولاً إلى لندن حيث تواصل مع صحيفة 'ذا صنداي تايمز'، ثم إلى روما حيث اختُطف على يد الاستخبارات الإسرائيلية 'الموساد'، قبل أن يُعاد إلى إسرائيل ليواجه عقوبة السجن لمدة طويلة. قال هونام: 'بدأ (فعنونو) سرد تلك القصة المثيرة، موضحاً كيف استطاع تهريب كاميرا إلى داخل المنشأة في البداية دون فيلم، ثم لاحقاً هرّب الفيلم مخبّأً في جوربه، وبدأ بالتقاط الصور سراً ليلاً وفي الصباح الباكر'. في ذلك الوقت طلب محررو الصحيفة من هونام سفر فعنونو إلى لندن لمزيد من التدقيق في روايته والتحقق من تفاصيلها. وعلى الرغم من مخاوفه، وافق فعنونو على السفر إلى بريطانيا، ووفّرت له الصحيفة إقامة في فندق ريفي هادئ بعيداً عن وسط لندن. بيد أن فعنونو بدأ يشعر بالقلق وعدم الارتياح، فنُقل إلى فندق في لندن، وهناك أخذت الأمور منعطفاً غير متوقع. وقال هونام متذكّراً: 'في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، التقى بامرأة أثناء تجواله في الشوارع. كان قد رآها مرتين وذهب معها إلى السينما، فسألته: هل أنت واثق من أن هذه المرأة غير مدفوعة بنوايا خفية؟' أثناء إقامة فعنونو في لندن، انتاب الصحفي هونام قلق متزايد بشأن سلامة فعنونو، فصار يزوره باستمرار، واسترجع لاحقاً تفاصيل آخر محادثة جمعتهما. قال له (فعنونو): 'سأذهب لبضعة أيام إلى شمال إنجلترا، لا تقلق، سأكون بخير'، فقلت له: 'اسمع، مهما فعلت، اتصل بي مرتين في اليوم حتى أطمئن أنك بخير'. بعد مرور شهر، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن اعتقال فعنونو، بعد وقوعه في فخ إغراء تقليدي، وجرى تهريبه إلى داخل إسرائيل عن طريق البحر وهو فاقد للوعي. Reuters أثناء نقله من السجن في إسرائيل، دوَّن فعنونو بعض تفاصيل عملية اختطافه على راحة يده، ثم رفعها باتجاه نافذة العربة ليتمكن الصحفيون المتواجدون من الاطلاع على تلك المعلومات. قال فعنونو إنه تعرّف في لندن على عميلة للموساد تُدعى شيريل بنتوف، أمريكية المولد، كانت تظاهرت بأنها سائحة. واستدرجته إلى العاصمة الإيطالية روما لقضاء عطلة برفقتها في الثلاثين من سبتمبر/أيلول، وبمجرد وصوله إلى هناك، جرت عملية اختطافه وتخديره. أُحيل فعنونو إلى المحاكمة في شهر مارس/آذار عام 1987 بتهمة الخيانة والتجسس، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاماً، أمضى أكثر من نصفها في الحبس الانفرادي. قال فعنونو في مقابلة مسجلة من السجن: 'كنت أرغب في إطلاع العالم على ما يجري، هذا لا يُعد خيانة، بل هو كشف للحقيقة، بخلاف ما تنتهجه إسرائيل من سياسات'. أُفرج عنه في 21 أبريل/نيسان عام 2004، ومنذ ذلك الوقت رفضت السلطات جميع الطلبات التي قدمها لمغادرة إسرائيل. كما أُعيد فعنونو إلى السجن في مناسبات متعددة بسبب مخالفته لشروط الإفراج أو المراقبة المشروطة. وأثناء اقتياده في عام 2009، هتف فعنونو: 'لم تنتزعوا مني شيئاً طيلة 18 عاماً، ولن تنالوا شيئاً خلال ثلاثة أشهر. عارٌ عليكم يا إسرائيل'. كانت المعلومات المتوفرة عن القدرات النووية الإسرائيلية شحيحة، حتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل، قبل أن يكشف فعنونو عن معلوماته. ويُرجَّح أن إسرائيل شرعت في بناء برنامجها النووي عقب تأسيس الدولة مباشرة في عام 1948. ففي ظل التفوق العددي الكبير لأعداء إسرائيل، أدرك أول رئيس وزراء لها، ديفيد بن غوريون، أهمية وجود رادع نووي، غير أنه لم يشأ أن يُثير استياء الحلفاء من خلال إدخال أسلحة غير تقليدية إلى منطقة تتسم بالتوتر. لذلك أبرمت إسرائيل اتفاقاً سرياً مع فرنسا لبناء مفاعل ديمونا، الذي يُعتقد أنه بدأ بإنتاج المواد اللازمة لصناعة الأسلحة النووية في ستينيات القرن الماضي، وعلى مدار سنوات أصرت إسرائيل على أنه مجرد مصنع نسيج. زار مفتشون أمريكيون الموقع في مناسبات عديدة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنهم بحسب التقارير لم يكونوا على دراية بالطوابق السفلية، بعد أن جرى سد منافذها ومصاعدها بالطوب وتغطيتها بالجبس لإخفائها. ووفقاً لمركز مراقبة الأسلحة وعدم الانتشار، تُقدّر الترسانة النووية الإسرائيلية في الوقت الراهن بنحو 90 رأساً نووياً. وعلى الرغم من ذلك تتشبث إسرائيل بسياسة رسمية تقوم على الغموض المتعمّد بخصوص قدراتها النووية، ودأب قادتها على التأكيد مراراً على أن 'إسرائيل لن تكون أول من يُدخل السلاح النووي إلى منطقة الشرق الأوسط'. ومنذ عام 1970، وقّعت 191 دولة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة دولية تسعى إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية وتعزيز جهود نزع السلاح النووي عالمياً. وتُمنح خمس دول فقط – الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين – حق امتلاك الأسلحة النووية، وذلك لأنها قامت بتصنيع واختبار قنابل نووية قبل بدء سريان معاهدة عدم الانتشار في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1967. كما أن إسرائيل لم تُوقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويُنظر إلى فعنونو في إسرائيل على أنه خائن، بيد أن أنصاره احتفلوا بإطلاق سراحه عام 2004، وأطلقوا عليه لقب 'بطل السلام'. وقال لبي بي سي في أول مقابلة له عقب إطلاق سراحه بأنه 'غير نادم على شيء'. وأضاف: 'ما فعلته هو أنني أخبرت العالم بما يجري في الخفاء. لم أقل إن علينا تدمير إسرائيل أو مفاعل ديمونا، بل قلت ببساطة: انظروا إلى ما لديهم، واتخذوا حكمكم بأنفسكم'.


الوسط
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الوسط
ديمونا: كيف عرف العالِم مردخاي فعنونو سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟
Reuters قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "وجهت ضربة في صميم برنامج التسليح الإيراني"، وذلك عقب تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية الأسبوع الماضي، في خطوة لا تترك مجالاً كبيراً للشك بشأن أهداف بلاده الحربية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي الطابع، بيد أن إسرائيل تتهمها منذ فترة طويلة بالسعي سراً إلى تصنيع أسلحة نووية. وفي المقابل، لا تعترف إسرائيل رسمياً بامتلاكها ترسانة نووية ولا تنفي ذلك، إلا أن الاعتقاد السائد عالمياً هو أنها تملك مثل هذه الأسلحة. ويرجع هذا الاعتقاد إلى رجل يدعى مردخاي فعنونو كانت تصريحاته كفيلة بإزاحة الستار عن المساعي السرّية التي تنتهجها إسرائيل كي تصبح قوة نووية. ودفع هذا الرجل حريته ثمناً لكشفه تلك التفاصيل، وقضى ما يقارب من عقدين من الزمن خلف القضبان. في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 1986، نشرت صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية تحقيقاً صحفياً يُعد أبرز انفراد في تاريخ الصحافة البريطانية، تحت عنوان: "كشف الأسرار: الترسانة النووية الإسرائيلية". AFP مردخاي فانونو، يظهر هنا في السجن، بعد أن كان يعمل فنياً في منشأة نووية إسرائيلية في الصحراء وكشف تفاصيل حساسة عن تلك المنشأة كان مصدر تلك المعلومات الفني النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي أكدت تصريحاته الشكوك بشأن القدرات النووية لإسرائيل، مشيراً إلى وجود برنامج تسليح يفوق في حجمه وتطوره كل التقديرات السابقة. عمل فعنونو سابقاً في منشأة ديمونا السرية للأبحاث النووية، في صحراء النقب، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوبي مدينة القدس عبر الطرق البرية. وخلصت الصحيفة في تحقيقها الصحفي إلى أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة على مستوى العالم، وأنها تمتلك ما يقارب 200 رأس حربي نووي. وقال بيتر هونام، الصحفي الاستقصائي في الصحيفة، لبي بي سي: "كنّا نعيش حالة من التوتر والإرهاق، فمعظم الزملاء هناك لم يسبق لهم العمل على قصة بهذا الحجم من الأهمية". بيد أنه في اليوم الذي كشفت فيه الصحيفة البريطانية عن تحقيقها، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، كان مصدر تلك المعلومات الرئيسي قد اختفى. خائن أم فاضح للأسرار؟ Getty Images المفاعل النووي قرب ديمونا في صحراء النقب كان هونام قد التقى مردخاي فعنونو للمرة الأولى في سيدني بأستراليا، في أغسطس/آب في ذلك العام، وقد أدهشته هيئة ذلك الشخص الذي كشف عن تلك المعلومات وتصرفاته. ويتذكر هونام قائلاً: "عندما رأيت فعنونو واقفاً هناك، رجل قصير القامة، هزيل البنية، أصلع إلى حد ما، يفتقر إلى الثقة بالنفس، يرتدي ملابس عادية للغاية، لم أتصور على الإطلاق أنه قد يكون عالماً نووياً". وأضاف: "كان مدفوعاً بقوة القرار الذي اتخذه، بأن يكشف للعالم ما شاهده داخل منشأة ديمونا". استطاع فعنونو، قبل مغادرته المنشأة النووية، أن يلتقط مجموعتين من الصور لها، وهي صور لمعدات تُستخدم في استخراج المواد المشعّة لغرض تصنيع الأسلحة، إضافة إلى نماذج مختبرات لأجهزة نووية حرارية. قاده هذا القرار أولاً إلى لندن حيث تواصل مع صحيفة "ذا صنداي تايمز"، ثم إلى روما حيث اختُطف على يد الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، قبل أن يُعاد إلى إسرائيل ليواجه عقوبة السجن لمدة طويلة. قال هونام: "بدأ (فعنونو) سرد تلك القصة المثيرة، موضحاً كيف استطاع تهريب كاميرا إلى داخل المنشأة في البداية دون فيلم، ثم لاحقاً هرّب الفيلم مخبّأً في جوربه، وبدأ بالتقاط الصور سراً ليلاً وفي الصباح الباكر". في ذلك الوقت طلب محررو الصحيفة من هونام سفر فعنونو إلى لندن لمزيد من التدقيق في روايته والتحقق من تفاصيلها. وعلى الرغم من مخاوفه، وافق فعنونو على السفر إلى بريطانيا، ووفّرت له الصحيفة إقامة في فندق ريفي هادئ بعيداً عن وسط لندن. بيد أن فعنونو بدأ يشعر بالقلق وعدم الارتياح، فنُقل إلى فندق في لندن، وهناك أخذت الأمور منعطفاً غير متوقع. وقال هونام متذكّراً: "في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، التقى بامرأة أثناء تجواله في الشوارع. كان قد رآها مرتين وذهب معها إلى السينما، فسألته: هل أنت واثق من أن هذه المرأة غير مدفوعة بنوايا خفية؟" أثناء إقامة فعنونو في لندن، انتاب الصحفي هونام قلق متزايد بشأن سلامة فعنونو، فصار يزوره باستمرار، واسترجع لاحقاً تفاصيل آخر محادثة جمعتهما. قال له (فعنونو): "سأذهب لبضعة أيام إلى شمال إنجلترا، لا تقلق، سأكون بخير"، فقلت له: "اسمع، مهما فعلت، اتصل بي مرتين في اليوم حتى أطمئن أنك بخير". بعد مرور شهر، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن اعتقال فعنونو، بعد وقوعه في فخ إغراء تقليدي، وجرى تهريبه إلى داخل إسرائيل عن طريق البحر وهو فاقد للوعي. Reuters أُطلق سراح فعنونو بعد 18 عاماً في السجن بتهمة الخيانة والتجسس أثناء نقله من السجن في إسرائيل، دوَّن فعنونو بعض تفاصيل عملية اختطافه على راحة يده، ثم رفعها باتجاه نافذة العربة ليتمكن الصحفيون المتواجدون من الاطلاع على تلك المعلومات. قال فعنونو إنه تعرّف في لندن على عميلة للموساد تُدعى شيريل بنتوف، أمريكية المولد، كانت تظاهرت بأنها سائحة. واستدرجته إلى العاصمة الإيطالية روما لقضاء عطلة برفقتها في الثلاثين من سبتمبر/أيلول، وبمجرد وصوله إلى هناك، جرت عملية اختطافه وتخديره. أُحيل فعنونو إلى المحاكمة في شهر مارس/آذار عام 1987 بتهمة الخيانة والتجسس، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاماً، أمضى أكثر من نصفها في الحبس الانفرادي. قال فعنونو في مقابلة مسجلة من السجن: "كنت أرغب في إطلاع العالم على ما يجري، هذا لا يُعد خيانة، بل هو كشف للحقيقة، بخلاف ما تنتهجه إسرائيل من سياسات". أُفرج عنه في 21 أبريل/نيسان عام 2004، ومنذ ذلك الوقت رفضت السلطات جميع الطلبات التي قدمها لمغادرة إسرائيل. كما أُعيد فعنونو إلى السجن في مناسبات متعددة بسبب مخالفته لشروط الإفراج أو المراقبة المشروطة. وأثناء اقتياده في عام 2009، هتف فعنونو: "لم تنتزعوا مني شيئاً طيلة 18 عاماً، ولن تنالوا شيئاً خلال ثلاثة أشهر. عارٌ عليكم يا إسرائيل". اتفاق سرّي Getty Images سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون (يسار) إلى امتلاك قوة ردع نووية دون إطلاع الحلفاء كانت المعلومات المتوفرة عن القدرات النووية الإسرائيلية شحيحة، حتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل، قبل أن يكشف فعنونو عن معلوماته. ويُرجَّح أن إسرائيل شرعت في بناء برنامجها النووي عقب تأسيس الدولة مباشرة في عام 1948. ففي ظل التفوق العددي الكبير لأعداء إسرائيل، أدرك أول رئيس وزراء لها، ديفيد بن غوريون، أهمية وجود رادع نووي، غير أنه لم يشأ أن يُثير استياء الحلفاء من خلال إدخال أسلحة غير تقليدية إلى منطقة تتسم بالتوتر. لذلك أبرمت إسرائيل اتفاقاً سرياً مع فرنسا لبناء مفاعل ديمونا، الذي يُعتقد أنه بدأ بإنتاج المواد اللازمة لصناعة الأسلحة النووية في ستينيات القرن الماضي، وعلى مدار سنوات أصرت إسرائيل على أنه مجرد مصنع نسيج. زار مفتشون أمريكيون الموقع في مناسبات عديدة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنهم بحسب التقارير لم يكونوا على دراية بالطوابق السفلية، بعد أن جرى سد منافذها ومصاعدها بالطوب وتغطيتها بالجبس لإخفائها. ووفقاً لمركز مراقبة الأسلحة وعدم الانتشار، تُقدّر الترسانة النووية الإسرائيلية في الوقت الراهن بنحو 90 رأساً نووياً. وعلى الرغم من ذلك تتشبث إسرائيل بسياسة رسمية تقوم على الغموض المتعمّد بخصوص قدراتها النووية، ودأب قادتها على التأكيد مراراً على أن "إسرائيل لن تكون أول من يُدخل السلاح النووي إلى منطقة الشرق الأوسط". ومنذ عام 1970، وقّعت 191 دولة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة دولية تسعى إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية وتعزيز جهود نزع السلاح النووي عالمياً. وتُمنح خمس دول فقط - الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين - حق امتلاك الأسلحة النووية، وذلك لأنها قامت بتصنيع واختبار قنابل نووية قبل بدء سريان معاهدة عدم الانتشار في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1967. كما أن إسرائيل لم تُوقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويُنظر إلى فعنونو في إسرائيل على أنه خائن، بيد أن أنصاره احتفلوا بإطلاق سراحه عام 2004، وأطلقوا عليه لقب "بطل السلام". وقال لبي بي سي في أول مقابلة له عقب إطلاق سراحه بأنه "غير نادم على شيء". وأضاف: "ما فعلته هو أنني أخبرت العالم بما يجري في الخفاء. لم أقل إن علينا تدمير إسرائيل أو مفاعل ديمونا، بل قلت ببساطة: انظروا إلى ما لديهم، واتخذوا حكمكم بأنفسكم".


نافذة على العالم
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟
السبت 21 يونيو 2025 06:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters قبل ساعة واحدة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "وجهت ضربة في صميم برنامج التسليح الإيراني"، وذلك عقب تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية الأسبوع الماضي، في خطوة لا تترك مجالاً كبيراً للشك بشأن أهداف بلاده الحربية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي الطابع، بيد أن إسرائيل تتهمها منذ فترة طويلة بالسعي سراً إلى تصنيع أسلحة نووية. وفي المقابل، لا تعترف إسرائيل رسمياً بامتلاكها ترسانة نووية ولا تنفي ذلك، إلا أن الاعتقاد السائد عالمياً هو أنها تملك مثل هذه الأسلحة. ويرجع هذا الاعتقاد إلى رجل يدعى مردخاي فعنونو كانت تصريحاته كفيلة بإزاحة الستار عن المساعي السرّية التي تنتهجها إسرائيل كي تصبح قوة نووية. ودفع هذا الرجل حريته ثمناً لكشفه تلك التفاصيل، وقضى ما يقارب من عقدين من الزمن خلف القضبان. في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 1986، نشرت صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية تحقيقاً صحفياً يُعد أبرز انفراد في تاريخ الصحافة البريطانية، تحت عنوان: "كشف الأسرار: الترسانة النووية الإسرائيلية". صدر الصورة، AFP التعليق على الصورة، مردخاي فانونو، يظهر هنا في السجن، بعد أن كان يعمل فنياً في منشأة نووية إسرائيلية في الصحراء وكشف تفاصيل حساسة عن تلك المنشأة كان مصدر تلك المعلومات الفني النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي أكدت تصريحاته الشكوك بشأن القدرات النووية لإسرائيل، مشيراً إلى وجود برنامج تسليح يفوق في حجمه وتطوره كل التقديرات السابقة. عمل فعنونو سابقاً في منشأة ديمونا السرية للأبحاث النووية، في صحراء النقب، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوبي مدينة القدس عبر الطرق البرية. وخلصت الصحيفة في تحقيقها الصحفي إلى أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة على مستوى العالم، وأنها تمتلك ما يقارب 200 رأس حربي نووي. وقال بيتر هونام، الصحفي الاستقصائي في الصحيفة، لبي بي سي: "كنّا نعيش حالة من التوتر والإرهاق، فمعظم الزملاء هناك لم يسبق لهم العمل على قصة بهذا الحجم من الأهمية". بيد أنه في اليوم الذي كشفت فيه الصحيفة البريطانية عن تحقيقها، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، كان مصدر تلك المعلومات الرئيسي قد اختفى. خائن أم فاضح للأسرار؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، المفاعل النووي قرب ديمونا في صحراء النقب كان هونام قد التقى مردخاي فعنونو للمرة الأولى في سيدني بأستراليا، في أغسطس/آب في ذلك العام، وقد أدهشته هيئة ذلك الشخص الذي كشف عن تلك المعلومات وتصرفاته. ويتذكر هونام قائلاً: "عندما رأيت فعنونو واقفاً هناك، رجل قصير القامة، هزيل البنية، أصلع إلى حد ما، يفتقر إلى الثقة بالنفس، يرتدي ملابس عادية للغاية، لم أتصور على الإطلاق أنه قد يكون عالماً نووياً". وأضاف: "كان مدفوعاً بقوة القرار الذي اتخذه، بأن يكشف للعالم ما شاهده داخل منشأة ديمونا". استطاع فعنونو، قبل مغادرته المنشأة النووية، أن يلتقط مجموعتين من الصور لها، وهي صور لمعدات تُستخدم في استخراج المواد المشعّة لغرض تصنيع الأسلحة، إضافة إلى نماذج مختبرات لأجهزة نووية حرارية. قاده هذا القرار أولاً إلى لندن حيث تواصل مع صحيفة "ذا صنداي تايمز"، ثم إلى روما حيث اختُطف على يد الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، قبل أن يُعاد إلى إسرائيل ليواجه عقوبة السجن لمدة طويلة. قال هونام: "بدأ (فعنونو) سرد تلك القصة المثيرة، موضحاً كيف استطاع تهريب كاميرا إلى داخل المنشأة في البداية دون فيلم، ثم لاحقاً هرّب الفيلم مخبّأً في جوربه، وبدأ بالتقاط الصور سراً ليلاً وفي الصباح الباكر". في ذلك الوقت طلب محررو الصحيفة من هونام سفر فعنونو إلى لندن لمزيد من التدقيق في روايته والتحقق من تفاصيلها. وعلى الرغم من مخاوفه، وافق فعنونو على السفر إلى بريطانيا، ووفّرت له الصحيفة إقامة في فندق ريفي هادئ بعيداً عن وسط لندن. بيد أن فعنونو بدأ يشعر بالقلق وعدم الارتياح، فنُقل إلى فندق في لندن، وهناك أخذت الأمور منعطفاً غير متوقع. وقال هونام متذكّراً: "في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، التقى بامرأة أثناء تجواله في الشوارع. كان قد رآها مرتين وذهب معها إلى السينما، فسألته: هل أنت واثق من أن هذه المرأة غير مدفوعة بنوايا خفية؟" أثناء إقامة فعنونو في لندن، انتاب الصحفي هونام قلق متزايد بشأن سلامة فعنونو، فصار يزوره باستمرار، واسترجع لاحقاً تفاصيل آخر محادثة جمعتهما. قال له (فعنونو): "سأذهب لبضعة أيام إلى شمال إنجلترا، لا تقلق، سأكون بخير"، فقلت له: "اسمع، مهما فعلت، اتصل بي مرتين في اليوم حتى أطمئن أنك بخير". بعد مرور شهر، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن اعتقال فعنونو، بعد وقوعه في فخ إغراء تقليدي، وجرى تهريبه إلى داخل إسرائيل عن طريق البحر وهو فاقد للوعي. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، أُطلق سراح فعنونو بعد 18 عاماً في السجن بتهمة الخيانة والتجسس أثناء نقله من السجن في إسرائيل، دوَّن فعنونو بعض تفاصيل عملية اختطافه على راحة يده، ثم رفعها باتجاه نافذة العربة ليتمكن الصحفيون المتواجدون من الاطلاع على تلك المعلومات. قال فعنونو إنه تعرّف في لندن على عميلة للموساد تُدعى شيريل بنتوف، أمريكية المولد، كانت تظاهرت بأنها سائحة. واستدرجته إلى العاصمة الإيطالية روما لقضاء عطلة برفقتها في الثلاثين من سبتمبر/أيلول، وبمجرد وصوله إلى هناك، جرت عملية اختطافه وتخديره. أُحيل فعنونو إلى المحاكمة في شهر مارس/آذار عام 1987 بتهمة الخيانة والتجسس، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاماً، أمضى أكثر من نصفها في الحبس الانفرادي. قال فعنونو في مقابلة مسجلة من السجن: "كنت أرغب في إطلاع العالم على ما يجري، هذا لا يُعد خيانة، بل هو كشف للحقيقة، بخلاف ما تنتهجه إسرائيل من سياسات". أُفرج عنه في 21 أبريل/نيسان عام 2004، ومنذ ذلك الوقت رفضت السلطات جميع الطلبات التي قدمها لمغادرة إسرائيل. كما أُعيد فعنونو إلى السجن في مناسبات متعددة بسبب مخالفته لشروط الإفراج أو المراقبة المشروطة. وأثناء اقتياده في عام 2009، هتف فعنونو: "لم تنتزعوا مني شيئاً طيلة 18 عاماً، ولن تنالوا شيئاً خلال ثلاثة أشهر. عارٌ عليكم يا إسرائيل". اتفاق سرّي صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون (يسار) إلى امتلاك قوة ردع نووية دون إطلاع الحلفاء كانت المعلومات المتوفرة عن القدرات النووية الإسرائيلية شحيحة، حتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل، قبل أن يكشف فعنونو عن معلوماته. ويُرجَّح أن إسرائيل شرعت في بناء برنامجها النووي عقب تأسيس الدولة مباشرة في عام 1948. ففي ظل التفوق العددي الكبير لأعداء إسرائيل، أدرك أول رئيس وزراء لها، ديفيد بن غوريون، أهمية وجود رادع نووي، غير أنه لم يشأ أن يُثير استياء الحلفاء من خلال إدخال أسلحة غير تقليدية إلى منطقة تتسم بالتوتر. لذلك أبرمت إسرائيل اتفاقاً سرياً مع فرنسا لبناء مفاعل ديمونا، الذي يُعتقد أنه بدأ بإنتاج المواد اللازمة لصناعة الأسلحة النووية في ستينيات القرن الماضي، وعلى مدار سنوات أصرت إسرائيل على أنه مجرد مصنع نسيج. زار مفتشون أمريكيون الموقع في مناسبات عديدة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنهم بحسب التقارير لم يكونوا على دراية بالطوابق السفلية، بعد أن جرى سد منافذها ومصاعدها بالطوب وتغطيتها بالجبس لإخفائها. ووفقاً لمركز مراقبة الأسلحة وعدم الانتشار، تُقدّر الترسانة النووية الإسرائيلية في الوقت الراهن بنحو 90 رأساً نووياً. وعلى الرغم من ذلك تتشبث إسرائيل بسياسة رسمية تقوم على الغموض المتعمّد بخصوص قدراتها النووية، ودأب قادتها على التأكيد مراراً على أن "إسرائيل لن تكون أول من يُدخل السلاح النووي إلى منطقة الشرق الأوسط". ومنذ عام 1970، وقّعت 191 دولة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة دولية تسعى إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية وتعزيز جهود نزع السلاح النووي عالمياً. وتُمنح خمس دول فقط - الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين - حق امتلاك الأسلحة النووية، وذلك لأنها قامت بتصنيع واختبار قنابل نووية قبل بدء سريان معاهدة عدم الانتشار في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1967. كما أن إسرائيل لم تُوقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويُنظر إلى فعنونو في إسرائيل على أنه خائن، بيد أن أنصاره احتفلوا بإطلاق سراحه عام 2004، وأطلقوا عليه لقب "بطل السلام". وقال لبي بي سي في أول مقابلة له عقب إطلاق سراحه بأنه "غير نادم على شيء".


البلاد البحرينية
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- البلاد البحرينية
ريبل ويلسون: فقدت 36 كلغ فاهتمّ العالم... وتجاهل إنجازاتي
كشفت نجمة فيلم "Pitch Perfect" ريبل ويلسون عن استغرابها من حجم التركيز الإعلامي الذي رافق رحلة فقدانها للوزن، متسائلةً عن سبب تسليط الضوء على ذلك دون غيره من إنجازاتها. جاء ذلك خلال ظهورها في برنامج "Let's Talk Off Camera with Kelly Ripa". قالت ويلسون: "اندهشت من كمية الاهتمام التي تلقيتها فقط لأني خسرت وزنًا، رغم أنني أنجزت الكثير في حياتي". وأضافت: "على سبيل المثال، لدي شهادتان جامعيتان، وشاركت في أعمال ناجحة كممثلة ومنتجة، ومع ذلك بدا أن ما جذب اهتمام الناس فعلًا هو فقدان الوزن". مع ذلك، اعترفت ويلسون خلال البودكاست بأنها تدرك أسباب هذا الاهتمام، لافتة إلى أنها شعرت بالانجذاب نفسه تجاه تحولات فقدان الوزن لدى المشاهير في السابق. وأوضحت: "كنت أشاهد أشخاصًا أقدرهم كثيرًا، مثل أوبرا، وكلما تحدثت عن تجربتها مع فقدان الوزن، كنت أتابع بانبهار. لذا، يمكنني أن أفهم هذا النوع من الفضول". بدأت ريبل ويلسون رحلتها لفقدان الوزن في عام 2020، الذي وصفته بـ"عام الصحة" في مقابلة مع صحيفة "ذا صنداي تايمز". وأشارت إلى أنها استخدمت لفترة وجيزة دواء (Ozempic)، المعتمد لعلاج السكري من النوع الثاني، كوسيلة للمساعدة في الحفاظ على قوامها، لكنها لم تعد تتناوله حاليًا. بعد خسارتها 36 كيلوغرامًا، تحدثت نجمة فيلم "Senior Year" في مقابلة مع بن هارلوم عبر راديو SiriusXM عن تأثير هذا التغيير على مسيرتها الفنية، حيث بدأت في تلقي "مزيد من الأدوار الجادة". وقالت: "أشعر أنني تخلصت من التنميط الذي كان يحصرني. كنت أحب أن أكون الفتاة السمينة المضحكة". وأضافت: "استمتعت بدور 'فاتي إيمي' في أفلام 'Pitch Perfect'، كان ممتعًا للغاية، وما زال جزءًا مني باقٍ. لكن بعد فقداني للوزن، أعتقد أن الناس بدأوا يرونني بصورة مختلفة قليلًا". وكشفت ويلسون أنها كانت تطمح منذ بداية مشوارها الفني إلى التمثيل الدرامي، قائلة: "كنت أرغب في أن أكون مثل ديم جودي دينش، وأن أقدم أدوارًا جادة". ومع الأدوار الجديدة التي تحصل عليها اليوم، تشعر كما لو أنها "تعود إلى جذورها كممثلة". كشفت الممثلة ريبل ويلسون في مقابلة سابقة مع مجلة "بيبول" أنها كانت تعاني من "الأكل العاطفي"، ووصفت معركتها مع الوزن بأنها "حرب عاطفية". وفي مذكراتها "Rebel Rising: A Memoir"، أوضحت أن فقدان الوزن لا يتعلق بـ"حبة سحرية أو نظام غذائي معين أو روتين رياضي خاص". وشددت ويلسون على أن "المفتاح الحقيقي هو إيجاد طريقة صحية للتعامل مع المشاعر، فلا يوجد حل سحري". وأضافت: "ربما من خلال مشاركة تجربتي، ألهم البعض ليقوموا بخطوات مشابهة نحو التغيير الإيجابي في حياتهم الصحية".


سواليف احمد الزعبي
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- سواليف احمد الزعبي
أم من غزة: أطفالنا مجرد جلد على عظم
#سواليف نشرت صحيفة 'صنداي تايمز' البريطانية قصة أم في قطاع #غزة تعاني أهوال #الجوع و #المرض و #خطر_الموت الذي يواجهها هي وأطفالها. تقول شيماء إن #الحصار_الإسرائيلي على قطاع غزة جعلها عاجزة عن إرضاع طفلتها لأنها أصبحت لا تنتج الحليب، ولم تعد تقدم لها سوى 'حساء الماء والملح'. شيماء فتوح أم فلسطينية وضعت مولودتها في يناير/كانون الثاني الماضي، تحدثت إلى أمل حيليس وغابرييلا فينيغر مراسلتي 'صنداي تايمز' من تل أبيب عن الأهوال التي تعيشها #الأمهات وكل النساء في غزة. وقالت إن زوجها يخرج كل صباح بحثا عن #الطعام وسط أنقاض القطاع، و'في معظم الأيام، يعود خالي الوفاض ودموعه في عينيه'. أحيانا، تغلي شيماء الماء وتضيف إليه قليلا من الملح فقط لتُعدّ ما تسميه 'حساء دافئا'، حتى يشعر أطفالها كأنهم أكلوا شيئا، رغم أنه لا يُشبه الطعام الحقيقي في شيء. عملية قيصرية من دون تخدير تذكرت شيماء 'في يوم من الأيام، سألتني ابنتي: ماما، لماذا لا طعم لهذا الطعام؟ ولم أجد ما أجيبها به، كيف يمكن لأم أن تطبخ وهي لا تملك شيئا من المكونات، ولا حتى وسيلة للطهو؟'. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أشارت صحيفة 'ذا صنداي تايمز' إلى الأيام الأولى من حياة 'شام'، الابنة الثالثة لشيماء، التي وُلدت بعملية قيصرية من دون تخدير، لعدم توفر مخدر في المستشفى. وُلدت 'شام' في شتاء غزة القارس، قبيل وقف لإطلاق النار لم يدم أكثر من 6 أسابيع. تعاني 'شام' من ثقب في القلب، لكنها لم تتلقّ الجراحة المنقذة للحياة التي تحتاجها. والآن، بعد مرور 4 أشهر، أصبحت أمنية شيماء الوحيدة هي 'أن أُبقي عائلتي على قيد الحياة'، بعد أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة، أوشكت بسببه الإمدادات المحدودة المتبقية والتي دخلت أثناء الهدنة على النفاد'. الأطفال أكثر من يعانون 'منذ أكثر من 3 أشهر على بداية الحصار الغذائي، تغيّر كل شيء'، كما تقول شيماء؛ 'اختفى الطعام، انقطع الماء، وأصبح من الصعب الوصول لأي شيء. وطفلتي الصغيرة شام هي أكثر من يعاني'. تعيش العائلة في غرفة صغيرة مع زوجها العامل اليومي، وأطفالها الثلاثة (5 و6 سنوات)، ويدفعون إيجارا لا يستطيعون تحمّله لشخص غريب في مبنى يضم نحو 20 عائلة. تصف شيماء حال 'شام' قائلة إنها 'تبكي طوال اليوم، ليس فقط من #الجوع، بل من الألم'. ومن نافذتها، يمكنها رؤية أنقاض مسجد علي بن أبي طالب الذي قُصف في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وتستمر شيماء في سرد معاناتهم: 'لا أستطيع تغيير حفاظتها إلا مرة واحدة في اليوم، جلدها متهيج، أحمر، ويحترق من الالتهابات والطفح. تصرخ عندما أحاول تنظيفها'. نسيان الخصوصية ووفقا للأمم المتحدة، فإن الحصار زاد من خطر حدوث مجاعة 'حادة'، وحرم معظم سكان غزة من الماء النظيف، والطعام، والدواء، والمأوى الآمن. 'تخيّل أن تعيش في منزل مع أناس لا تعرفهم، تشاركهم كل شيء؛ مكان النوم، والحمّام'، تقول شيماء 'لقد نسينا كيف يبدو شكل الحياة الطبيعية، نسينا معنى الخصوصية، أن تغلق الباب خلفك'. تجلس شيماء على إحدى الفرشات المصفوفة بجانب الحائط الوردي، وتقول 'لا توجد أي خصوصية. أحاول أن أجد ركنا صغيرا لأرضع طفلتي'، حيث أصبح الإرضاع الطبيعي ترفا للأمهات الجدد، في ظل أزمة غذاء تتفاقم يوما بعد يوم. المطابخ الشعبية بحسب دراسة أجرتها منظمة 'نيوتريشن كلَستر'، فإن ما بين 10 إلى 20% من الحوامل والمرضعات في غزة (عددهن 4500 امرأة شملتهن الدراسة) يعانين من سوء التغذية. وحاولت شيماء استخدام الحليب الصناعي، لكنها لم تستطع تحمّل تكلفته، وتوضح 'أحاول إرضاعها، لكن ليس لدي طاقة أو غذاء كافٍ لإنتاج الحليب. كأم مرضعة، أحتاج إلى أطعمة مثل الحليب، والبيض، والسكر. لكن كيلو السكر أصبح يُباع بـ100 شيكل (نحو 28 جنيها إسترلينيا)، وغالبا لا نجد هذه المواد أصلا في السوق'، كما تقول شيماء. ومثل معظم العائلات في غزة، تعتمد شيماء على المطابخ الخيرية المعروفة محليا باسم 'التكية'. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن هذه التكايا تخدم أكثر من مليوني شخص، ولكنها لا تستطيع إعداد أكثر من مليون وجبة يوميا، معظمها من الأرز والمعكرونة، من دون خضراوات طازجة أو لحم. تحديد من ينام جائعا وذكرت شيماء 'في ظل هذه الظروف، الأم لا تطعم فقط، بل تقرر من يأكل ومن ينام جائعا؛ تقسم الطعام، وتضع نفسها في آخر القائمة، وأنا أفعل ذلك كل يوم والدموع في عيني، والخوف في قلبي'. ومنذ بدء الحصار في 2 مارس/آذار، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 57 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية. ووفقا للأمم المتحدة، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة. ورأت شيماء المأساة بعينيها الأسبوع الماضي عندما أخذت 'شام' إلى المستشفى بسبب الحمى، تقول 'ما رأيته هناك حطّم قلبي'. ارتجفت من الخوف 'أطفال وبنات صغار مجرد عظام مغطاة بالجلد، هياكل عظمية تعاني من الجوع. وقفت هناك أراقبهم، وارتجفت من الخوف أن تلقى شام المصير نفسه'. وحتى اللحظة، يمنع الحصار دخول المعدات الطبية واللقاحات الخاصة بالأطفال، وذلك يعني حرمان المواليد من الرعاية الصحية الأساسية، ومن بينهم 'شام' التي لن يتحسن حال قلبها دون الجراحة اللازمة. 'كأم، من المفترض أن أحمي أطفالي، وأطعمهم، وأبقيهم آمنين'، هكذا تقول شيماء 'لكنني لا أستطيع حتى أن أوفر لهم وجبة كاملة. أشعر بالعجز، كل يوم أخاف أن أفقد طفلتي. كل ما أريده.. أن تبقى على قيد الحياة'.