logo
#

أحدث الأخبار مع #قرنالأهوال

قرن الأهوال
قرن الأهوال

الاتحاد

time٢٥-٠٦-٢٠٢٥

  • علوم
  • الاتحاد

قرن الأهوال

قرن الأهوال في كتابه «الأفكار التي شكلّت تاريخ العالم» خصص المؤرخ البريطاني «فيليب أرميستو» فصلاً للقرن العشرين أسماه «القرن العشرون.. قرن الأهوال». يرى البعض أن القرن السياسي ليس بالضرورة هو القرن الزمني، وأن القرن التاسع عشر قد بدأ عام 1820، بينما بدأ القرن العشرون عام 1920، وبينما كان القرن التاسع عشر القرن البريطاني، كان القرن العشرون القرن الأميركي. في القرن التاسع عشر حدثت مقدمات كل شيء، وفي القرن العشرين حدث كل شيء. ففي القرن التاسع عشر كانت هناك السيارات، والهاتف، والمصابيح الكهربائية، والتسجيل الصوتي، والتصوير السينمائي، والتطور الطبي وصولاً إلى التخدير والتطهير في العمليات الجراحية. وفي القرن العشرين.. صار العالم مزدحماً بالسيارات والقطارات والطائرات، وطالت أجهزته أعماق المحيطات عبْر الغواصات، وسطح القمر عبْر المركبات. في أول القرن كانت أول طائرة، وفي نهاية القرن كان اختراع الإنترنت وانطلاق الثورة الرقمية. لقد كان أيضاً قرن نظرية النسبية، وميكانيكا الكم، واكتشاف الجسيمات الأولية. كما كان قرن تفتيت الذرة وصنع القنبلة النووية، ثم كان بعد القنبلة بثماني سنوات قرن اكتشاف الحمض النووي.. والتطور المذهل في علوم الوراثة. أصبح الراديو والتليفزيون والغسالة والثلاجة والأجهزة الكهربائية في معظم منازل العالم، وتطورت حقول العلم كافة.. حتى إن براءات الاختراع –حسب بعض التقديرات- وصلت إلى (7) ملايين براءة. لم يشهد المفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد القرن العشرين بأكمله، لكنه رصدَ في كتابه الشهير «القرن العشرون» حالة العلم في العالم، وانعكاس الاكتشافات العلمية والنظريات الجديدة على حياة الإنسان. صدر كتاب الأستاذ العقاد عام 1959، وكان العلم لايزال يخطو سريعاً، ولم يدرك الأستاذ نحو أربعين عاماً، كان البحث العلمي خلالها قد وصل إلى مدى متقدم، جعل ما كان في منتصف القرن تاريخاً بعيداً. فلقد تم اختراع الكمبيوتر، والهاتف المحمول، والإنترنت، وانطلقت التكنولوجيا إلى ما بعد الخيال. لقد شهد القرن العشرون أيضاً انطلاق جائزة نوبل، وقد كان من حظ العالم العربي فوز الأستاذ نجيب محفوظ بالجائزة في ثمانينيات القرن، وفوز الدكتور أحمد زويل بها قبل نهاية القرن بعام واحد. وقد روى لي الدكتور زويل عن اختياره عام 2001 ليلقي كلمة «علم الكيمياء» بمناسبة مرور (100) عام على تدشين جائزة نوبل، وكانت محاضرته بعنوان «تاريخ الإلكترون».. حيث استعرض موجز تاريخ الإلكترون في مائة عام، وما كان العلماء يعرفونه تباعاً بهذا الصدد. ثمّة وجه آخر لذلك القرن الحاسم في تاريخ البشر، فهو قرن الإيديولوجيا.. الماركسية والفاشية والنازية والتطرف الديني، وهو قرن المخدرات.. وعصر الكوكايين والهيروين، وهو أيضًا قرن الثورات، من البلشفية إلى الإيرانية.. وبينهما ثورات التحرر الوطني. ثم إنه قرن الحروب.. من الحرب العالمية الأولى إلى الثانية، إلى الباردة، ومن حرب فيتنام إلى الحروب العربية الإسرائيلية وحروب الخليج، ومن حروب اليابان وروسيا شرقاً إلى حرب فوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين في أقصى الأرض. وهو قرن صعود وانهيار الإمبراطوريات.. فلقد تأسّست وانهارت الإمبراطورية السوفييتية، كما انهارت الإمبراطوريات الألمانية والعثمانية والنمساوية المجرية، وتلاشت المكانة الأسطورية للإمبراطورية البريطانية. شهد القرن العشرون أيضاً أزمات اقتصادية كان أكبرها الكساد الكبير 1929، وأزمات سياسية هددت بنهاية العالم كانت أخطرها أزمة الصواريخ الكوبية 1962، وإبادات جماعية كانت أولاها في ناميبيا. لقد انطلقت في القرن العشرين نظرية «الانفجار الكبير» في تفسير نشأة الكون، ولكن الانفجار الكبير حقًا هو ما قد يلحق بهذه الأرض بعد هذه الملايين من السنين. فلقد سلّم «قرن الأهوال» الراية للقرن الحادي والعشرين، وتسلم الذكاء الاصطناعي الراية من عصر الإنترنت، كما تكاثرت القنابل النووية إلى خمسة عشر ألف رأس نووي اليوم. لقد تقدّم العلم، وارتقى الطب، ووصل الإنسان إلى مكان ومكانة لم تحدث على مرّ التاريخ، ولكن ذلك التقدم يحمل داخله بذور فنائه، إنه الصعود الذي يدعم إلى جواره أسباب الهبوط، وهو المجد الذي يصطحب معه مشهد النهاية. يمكن للعالم أن يستيقظ من خطر داهم يهدد كل شيء، ويمكنه وضع نهاية لعصر الأهوال، وبناء عالم ينعم بالسلام. يملك عالمنا إمكانات الفردوس، واحتمالات الجحيم. وللأسف فإن الذين يختارون بينهما ليسوا هم الأعقل في كوكبنا. إنهم أنصاف انتحاريين.. يدفعون بثمانية مليار إنسان إلى حافة الهاوية. العقل هو الحل. *أحمد المسلماني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store