منذ يوم واحد
توصياتخمسة كتب يوصي سعيد خطيبي بقراءتها
في هذه الزاوية يأخذنا الروائي الجزائري سعيد خطيبي الذي استطاع أن يختط لنفسه طريقا مميزا في عالم الصحافة والثقافة والرواية، أديب بأوجه متعددة، ومبدع في عدة أجناس من الكتابة، فاز بعدة جوائز جائزة الصحافة العربية 2012، مرورا بحصوله على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، ووصولا إلى نيله جائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 عن روايته 'نهاية الصحراء' إلى عوالم القراءة والرواية من خلال ما اطلع عليه مؤخراً ويوصي القراء بقراءتها..
حاصل الطرح (أليا ترابوكو ثيران)
يستفيق تاريخ التشيلي مثلما يستفيق بركان، في هذه الرّواية التي تدور بين أرمدة وبين سنوات القمع، تحكي الكاتبة عن الآباء وعن الأبناء، وما عانوه تحت نظام لا يرحم الإنسان. تدور وقائعها بين واقعية وجوّ من الكوابيس. وبطل الرّواية ينشغل بعمليات حسابية، في إحصاء عدد الموتى مقارنة بعدد القبور المتاحة. وهي رواية حلزونية تراوح بين حاضر وماض، ويتشابك فيها تاريخ التشيلي مع تاريخ الأفراد.
أنبئوني بالرّؤيا (عبدالفتاح كيليطو)
وهي رواية تجعل من «ألف ليلة وليلة» منطلقا ومقصدًا لها في آن، تغامر في التنقيب عن حكايات من التراث وفي تأويلها. بل يتيح صاحبها جولة في كنوز من النّصوص المؤسسة، ويطرح آراءه بشأنها، ويضطلع فيها كيليطو بدورين، بدوره ككاتب وكذلك كقارئ. وعندما نطالع هذه الرواية، وعقب الانتهاء، فلا بدّ أن تراود القارئ رغبة في العودة إلى «ألف ليلة وليلة».
أنا أحيا (ليلى بعلبكي)
أكثر من ستّة عقود انقضت على صدور هذه الرواية، لكنها لا تزال رواية معاصرة، في لغتها وفي تكتيكها السردي. رواية يمكن أن نطالعها كما لو أنّها كتبت بالأمس، لأنها تحكي عن مجتمع لم يتغيّر منه الشيء الكثير، وتروي حكايات تتكرّر في الزّمن الحاضر. في هذه الرواية تقاوم ليلى بعلبكي الحقبة التي عاشت فيها، وكذلك سلطة المكان، تخوض معركتها في النصّ، بحثًا عن خلاص لها في الواقع.
الموت عمل شاق (خالد خليفة)
في هذه الرواية، نطالع أحوال سورية من الدّاخل، في سنين الموت الذي خيّم على البلاد. في حقبة كانت فيها الأحلام مؤجلة، وكانت العبثية تتسيّد المشهد. يخوض خالد خليفة في تفاصيل من الحياة اليومية، بين مقاومة الموت والانصياع إليه، بين الانتقال في الأمكنة، والخوف من عواقب السفر، بين الدّاخل والخارج، يصوّر المؤلف حياة شاقة، ترجو النجاة، لكن النّجاة بدورها في حاجة إلى عمل شاق.
ريح الجنوب (عبدالحميد بن هدوقة)
تجمع الآراء أنّها أوّل رواية كتبت بالعربية، في الجزائر. وعلى الرّغم من لغتها وأسلوبها الكلاسيكيين، فإنها جديرة بأن نعود إليها وإعادة مطالعتها. وهي عمل عن الجزائر ما بعد الاستقلال. يصير فيها المكان محرّكًا للحكي. فالكاتب يركز على خصوصية المكان وتأثيراته في سلوكيات ومشاعر الشخصية. حيث يسقط خصوصية المكان على مجريات الأحداث، وكيف أن هذا المكان هو من يحرك الشخصيات في سردها أو في حواراتها.