٠١-٠٧-٢٠٢٥
راكان طرابزوني يكتب لـ«الرجل» : أول تسعين يومًا
قبل أكثر من تسع سنوات، ومع بدايات رؤية 2030 انضممتُ لأحد كيانات الرؤية الجديدة حينها، ووقتها تعرفت على كتابٍ رائع لتعلم البدايات في أماكن العمل الجديدة، وخصوصًا أني كنت منتقلًا من القطاع الخاص والشركات العالمية إلى منشأة شبه حكومية، ولم يكن لي خبرة في طريقة عمل هذا القطاع. الكتاب كان بعنوان "أول تسعين يومًا" للمؤلف مايكل واتكينز، الذي يُعد من أفضل الكتب في هذا المجال على إطلاق، ويُعد دليلًا عمليًّا للقادة الجدد لتحقيق النجاح في مناصبهم الجديدة.
والآن ومع انتقالي لمنصب جديد في منشأة جديدة، كان لزامًا عليّ أن أعيد قراءة الكتاب وتجديد عهدي به، وقررتُ أن أشارككم أهم ما تعلمته من هذا الكتاب، عسى أن ينتفع به أحد القراء الكرام. ولكن قبل أن أبدأ بالتفاصيل، اسمح لي أن أقترح عليك أن تختلي بنفسك وتقيّم قدراتك من الأضعف للأقوى، وأن تكتبها حتى تتعرف على نقاط ضعفك، ومن ثمّ تكون أكثر حرصًا في هذه الموضوعات كي لا تقع في خطأ في عملك الجديد. والكتاب يشمل تمارين عملية عدة، منها اختبار بسيط يساعد على تحديد نقاط الضعف، أو النقاط العمياء: كيف تعرفها مبكرًا، ومن ثم تكون أكثر وعيًا عند التعامل مع أمور قد تقع تحت هذه النقاط العمياء.
وإليكم بعض قواعد اللعبة التي يقترحها الكتاب:
- الأولويات أولًا. ابدأ بتعلّم المنظومة الجديدة، وهيكلتها الإدارية، وثقافة المكان.
- الرغبة في التعلم. لا تعتمد على استراتيجياتك السابقة، وكن منفتحًا على تعلم استراتيجيات جديدة.
- لا للتسرع. لا تحاول أخذ قراراتك بسرعة وفي مراحل مبكرة، ولكن تأنَّ وحاول تعلم التفاصيل أولًا.
- أصحاب القوة. ابحث عن أصحاب القرار وتعرف عليهم عن قرب.
- تحديد الأهداف. تأكد من مواءمة أهدافك الوظيفية مع توقعات مديريك.
وطبعًا في المقابل اعمل على كسب ثقة فريق عملك الجديد، حيث إنهم العمود الفقري لنجاحك أو فشلك. فتعرّف عليهم فردًا فردًا، وخصوصًا القادة منهم: من هم؟ وما أدوارهم في المنظومة؟ وما مؤشرات الأداء الرئيسة المطلوبة منهم؟ ثم تأكد من تطابق القدرات لكل واحد منهم مع المسؤوليات المنوطة بهم، وأن كل شخص منهم في المكان الصحيح الذي يناسب خبرته وقدراته. وإن تطلب الأمر فراجع هيكلة الفريق وتأكد من أنها الأنسب لتحقيق أهداف الإدارة أو المنشأة.
ولا تنسَ أن أهم ما يجب أن تفعله تجاه الفريق هو:
- تمكين الفريق من القيام بمهامهم.
- دعمهم وحمايتهم أمام الآخرين.
- تدريبهم وتطويرهم حسب الحاجة.
- إعطاؤهم مساحة من الحرية للإبداع والابتكار.
-خلق بيئة عمل صحية ومتناغمة.
وأخيرًا استمتع بالرحلة، ولا تدع رهبة المكان أو الخروج من دائرة الراحة يوترك ويفقدك توازنك الشخصي. فهي رحلة جديدة لنتعلم فيها أمورًا جديدة ونتعرف على أصدقاء جدد، وتذكر أن كونك عضوًا جديدًا للمنظومة فلديك ميزة ليست موجودة عند الآخرين ألا وهي نظرتك غير المتحيزة، الأفقية، وكأنك تنظر إلى كل شيء من سطح طائرة عمودية، حيث سترى الأمور بصورة أشمل، وليس مثل من هم في داخل المنظومة، ما سيجعلك قادرًا على رؤية حلول وطرق جديدة، وربما إيجابيات أو سلبيات لم يكونوا قادرين على رؤيتها. ولا تستعجل، بل خذ التسعين يومًا كاملة كي تكون جاهزًا.
"قم بتوظيف أشخاص أذكى منك. أولئك الذين تفوق مواهبهم مواهبك، وأعطهم فرصًا للنمو. هذا هو التصرف الذكي، وهو دليل على تواضع شخصي عال".
برونا مارتينوتسي .
