منذ 5 أيام
"يوتيوب" تعيد ضبط بوابة الربح وتستبعد هذا النوع من الفيديوهات
في تحرك جديد يسلّط الضوء على سعي المنصة لحماية جودة محتواها، أعلنت "يوتيوب" عن تغييرات جوهرية في سياسات تحقيق الربح، تستهدف نوعًا معينًا من الفيديوهات التي وُصفت بأنها "منخفضة القيمة" أو "غير أصلية". التعديلات الجديدة، التي يبدأ تطبيقها رسميًا في منتصف يوليو، تعكس موقفًا أكثر حزمًا تجاه استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى دون تدخل بشري فعلي، وسط ازدياد المخاوف من تدهور مستوى الإنتاج على المنصة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود يوتيوب لإعادة تنظيم بيئة الربح وضمان أن تذهب العوائد فقط لمن يقدمون محتوى إبداعيًا حقيقيًا يخدم المستخدمين ويعزز مصداقية المنصة.
تأتي هذه الإجراءات بعد تزايد انتشار فيديوهات يُنظر إليها على أنها منخفضة الجودة، ويُعتقد أنها تؤثر سلبًا على تفاعل المستخدمين وإيرادات المنصة، مما دفع يوتيوب إلى مراجعة سياسات برنامج شركاء يوتيوب الخاص بتحقيق الربح.
تشدد القواعد الجديدة على ضرورة أن يكون المحتوى المقدم ذا قيمة مضافة حقيقية، مع الابتعاد عن إعادة استخدام المواد دون تعديل جوهري، أو الاعتماد الكلي على المحتوى المُنتَج آليًا دون تدخل بشري واضح.
وتؤكد المنصة على أن الهدف من هذه الخطوة ليس حظر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، بل التمييز بين الاستخدامات التي تدعم الإبداع وتحترم معايير الأصالة، وتلك التي تعتمد فقط على توليد محتوى تلقائي يفتقد للابتكار.
كما أوضحت يوتيوب أن مراقبة المحتوى ستصبح أكثر دقة وشمولية، مع استخدام أدوات متطورة تساعد في كشف المحتوى المكرر أو الرديء الذي يحاول التهرب من السياسات. ومن المتوقع أن تشهد القنوات التي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي تعديلات جذرية، تشمل فقدان ميزة تحقيق الربح أو فرض قيود على ظهور الفيديوهات في التوصيات، وفقا لـ"تك كرانش".
ويتوقع أن تؤدي هذه السياسات إلى رفع مستوى المحتوى المقدم على يوتيوب، مع تركيز أكبر على دعم المنشئين الذين يقدمون إنتاجًا إبداعيًا أصيلًا، والحفاظ على بيئة تنافسية صحية داخل المنصة.
من جهتها، تنصح يوتيوب صناع المحتوى بمراجعة إرشاداتها الجديدة والالتزام بتقديم مواد تجمع بين الإبداع والتقنيات الحديثة، لضمان استمرار تحقيق الربح وعدم التعرض لعقوبات قد تشمل تعليق أو إلغاء الربح أو حتى إغلاق القنوات التي تخالف القواعد.
مع اقتراب موعد تنفيذ هذه السياسات، يبقى السؤال حول كيفية استجابة صناع المحتوى لهذه المتطلبات، ومدى تأثيرها على طبيعة الفيديوهات التي ستظهر في المستقبل على المنصة الأشهر عالميًا لمشاركة الفيديو.