
ماذا أصاب الأمة الإسلامية من فتور وهزال وغياب وعي تجاه ما يحدث من جرائم وحشية في قطاع غزة؟
كنت أتبادل أطراف الحديث مع عدد من الأصدقاء في أحد المتنزهات العامرة بالعاصمة صنعاء، وكان محور حديثنا هو: ما يحدث في هذه اللحظة من جرائم تجويع، وقتل، وإبادة، وتدمير لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، وكم من الوقت يحتاج ضمير ووعي الإنسان العربي والمسلم لكي يستيقظ ويثور، ويغضب، ويحتج، ويقاوم بأية وسيلة كانت، وبأي طريقة مناسبة على يشاهده يوميا صباح مساء عبر وسائل الإعلام الجماهيري المحلية والعربية، والأجنبية المختلفة، والمتنوعة، كم لدى ذلك الإنسان المغيب وعيه وإنسانيته من عمر؛ لينشغل ويتغافل عما يحدث من سيل الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء من الأسر الفلسطينية، ليس في قطاع غزة وحدها، بل في مدن، وقرى الضفة الغربية الفلسطينية، ومدينة القدس الشريف.
تقول الإحصاءات الرسمية المعلنة إن عدد المسلمين، والمسلمات قد تجاوز المليار والنصف من إندونيسيا شرقا حتى المغرب العربي غربا، كما تشير الإحصاءات إلى أن عدد العرب، ومعظمهم مسلمون من الطائفة السنية الكريمة يسكنون من سلطنة عمان العربية شرقا حتى مدينة كازابلانكا بالمغرب العربي يقتربون من أربعمائة مليون عربي مسلم.
هذه الأرتال البشرية تشاهد قنوات التليفزيون بمعدل نصف ساعة يوميا، وتتابع تطبيق الفيسبوك الخاص بمعدل ساعة إن لم يكن أكثر يوميا، وآخرون يشاهدون تطبيقي الواتساب، والڤايبر وغيرهما.
المؤكد أن أخبار تجويع، وقتل وتعذيب أشقائهم الفلسطينيين العرب من طائفة السنة الكريمة وكذلك من منتسبي الديانة المسيحية يشاهدونها عبر شريط، ونشرات الأخبار، والمواقع الإلكترونية العديدة في كل لحظة، فكيف يمكن لنا تطبيق التعاليم الإسلامية السمحة على تلك الأكوام من المسلمين والعرب؟
أليس غريبا وداميا ما يحدث أمام ناظرنا من ملهاة مرعبة تنذر بأننا أمام ظاهرة فريدة، وخاصة واستثنائية في هذا العالم الظالم وفي هذه الحياة.
أيعقل أن هذه الأمم سالفة الذكر جميعها بلا عقول، وبلا وعي، وبلا ضمير، وبلا أخلاق، وبلا رجولة، وبلا شرف؟ أين التأثير الديني الإسلامي لآلاف، بل قولوا لملايين المساجد، والجوامع والمصليات المنتشرة في جميع قارات العالم؟ أين الخطباء الجهابذة، والواعظون المنتشرون في كل مدينة، وحي، وشارع وقرية إسلامية وعربية؟
أين أثر وتأثير الحرمين الشريفين (مكة المكرمة، والمدينة المنورة) وهجرة مئات الملايين من المسلمين من الحجاج والمعتمرين من المسلمين إليهما في كل عام، ومنذ أزيد من 1447 سنة هجرية.
أين تأثير وأثر الأحاديث النبوية الشريفة لرسولنا الأعظم محمد بن عبد الله 'صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه أجمعين، والتي أغدق بها العلماء المسلمون، أمثال البخاري، ومسلم رحمهما الله، والذي بشرنا بها – ذات يوم – جهابذة قضاة السنة وأئمتهم بأن كتاب البخاري ومسلم، هو أصدق كتاب بعد القرآن الكريم.. الله أكبر على مثل تلك الفتاوى والاجتهادات المبالغ فيها والتي أنتجت لنا ذلك الوعي المشوه للأمة كلها، وهي أمة المليار والنصف؟
السؤال، هل هذه الأمة الإسلامية والعربية مغيبة في وعيها، وفي حالة غيبوبة سريرية كلية أمام ما يحدث من جرائم يومية فظيعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة، والضفة الغربية الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023م، أي منذ بدء معركة طوفان الأقصى المباركة، وحتى لحظة كتابة مقالتنا هذه بتاريخ 4 يوليو2025م.
عصابات الكيان الإسرائيلي الصهيوني – وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، والبلدان الغربية المكونة من كل من (فرنسا، بريطانيا – ألمانيا، إيطاليا، وكندا، ومعظم الأنظمة العربية، والخليجية، تحديدا.. جميع تلك الدول دعمت كيان إسرائيل عسكريا وأمنيا، وماليا، واقتصاديا، ولوجستيا؛ مما مكنها من شن عدوان متوحش على قطاع غزة، والضفة الغربية، وعلى الشعب اللبناني البطل، وعلى أراضي الجمهورية العربية السورية بعد إسقاط نظام الأسد العروبي، وعلى الشعب اليمني في الجمهورية اليمنية، وعاصمتها صنعاء، وعلى العراق، وأخيرا شنت عدوانا غادرا خسيسا على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ بهدف إسقاط النظام الإسلامي الحر، أو على الأقل تدمير قوته النووية، والصاروخية والعسكرية الأخرى، لكنها فشلت فشلا ذريعا في تآمرها، ووقعت في شر أعمالها، وشاهد العالم كل العالم – ولأول مرة – تدمير المدن الإسرائيلية، وقواعدها العسكرية، ومراكز التجسس لديها، بالإضافة إلى هروب آلاف المواطنين الصهاينة الإسرائيليين عبر الحدود المصرية والأردنية، وعبر الشواطئ الفلسطينية وصولا إلى موانئ قبرص.
دعونا نبحث في الأسباب الموضوعية، والذاتية التي أوصلت معظم الرأي العام الإسلامي والعربي إلى هذا المستوى من فقدان التفاعل الإخوي والديني مع القضايا المصيرية للأمة:
أولا: لم تعد قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية، وتم محاربة فكر وثقافة الجهاد الحقيقي في سبيل الله وفلسطين، وتم استبدالها بثقافة جهاد تنظيم القاعدة، وجهاد مقاتلي تنظيم داعش، وجهاد النكاح، وغيرها من أنواع الفتاوى التي تبعد الأمة عن أداء واجبها تجاه فلسطين، وشعبها الصابر المقاوم.
ثانيا: خيانة الحكام العرب للقضية الفلسطينية، وبدأوا يتنكرون لحق الفلسطينيين في أرض فلسطين، وفي عودة اللاجئين، والمهجرين قسرا، وتعويضهم التعويض العادل عما جرى لهم من تهجير، وطرد من مدنهم، وقراهم، وبيوتهم، وتم التنكر لأرواح، ودماء الشهداء الأبرار.
ثالثا: خيانة معظم الحكام العرب للقضية الفلسطينية، بدءا بخيانة محمد أنور السادات، باعترافه بالكيان الصهيوني، وزيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1977م، وكذلك خيانة ملك الأردن الملك حسين الهاشمي، وخيانة المدعو محمود عباس – رئيس السلطة اللاوطنية الفلسطينية لأرضه، ووطنه، وبعدها تناثر العربان الخونة، وصولا إلى خيانة حكام المملكة السعودية، وبقية العصابة التي خانت أرض فلسطين، وشعبها العظيم.
رابعا: قبول الحكام العرب الخونة بشروط الحركة الصهيونية بتغيير وتطبيع المناهج التربوية، والتعليمية للتلاميذ، والطلاب في المدارس الأساسية، والثانوية في جميع عالمنا العربي، وربما الإسلامي، وبالتالي رأينا ذلك المنهج التربوي المتصهين كيف أفسد عقول ووعي، وثقافة الأجيال العربية المتعاقبة.
خامسا: نشر ثقافة الاستسلام الجمعي بين فئات المجتمع العربي لمقولة بأن كيان إسرائيل قوة عسكرية، وأمنية، وعلمية لا تقهر، وأن مفتاح الحل للقضية الفلسطينية هو بيد أميركا بنسبة 99%، وهكذا تم نشر سياسة، وثقافة الاستسلام، والانبطاح للمشروع الصهيوني الأمريكي الأطلسي.
سادسا: نشر وتعميم الثقافة الاستهلاكية للبضائع الرأسمالية المستوردة من الأسواق الغربية، وتعميمها في الأسواق المحلية في المجتمعات العربية الإسلامية، وجعلها ثقافة يومية استهلاكية مع نشر الأفلام الغربية المدمرة للروح الثقافية الوطنية، والهوية الايمانية البعيدة عن الالتزام الروحي والديني الإسلامي الحنيف.
سابعا: خلقت الحركة الصهيونية الأمريكية والأوروبية مع الحكام العرب المتصهينين بؤرا للتوتر عالية المستوى، وخلقت مشاكل سياسية، وعسكرية، واقتصادية داخلية في البلدان العربية كلها تقريبا، وجعلت تلك المجتمعات العربية، والشعوب بطبقاتها، وقواها الاجتماعية ومؤسساتها الوطنية تدور وتلف حول ذاتها، وتستهلك ذاتها وقدراتها، وبالتالي لم يعد لدى المواطن العربي وقت حتى في مجرد التفكير في القضايا العربية العامة وخلافها.
الخلاصة:
لا يمكن التخلص من هذا الواقع العربي الرديء، والمزري سوى بإعلان الثورة، والتمرد على كل تلك النظم العربية الإسلامية المتصهينة، وخلق مقدمات لحالة إنسانية اجتماعية شعبية ثائرة تجتاح، وتقضى على تلك الأنظمة والحكومات، والممالك، والمشيخات العميلة، والخانعة للولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني التي كبلت الشعوب العربية والإسلامية بمجملها، ومن هنا سيتم تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر بإذن الله تعالى وحوله.
'وفوق كل ذي علم عليم'.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. عبد العزيز صالح بن حبتور

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
مأرب تشهد حضوراً واسعاً في مجلس عزاء الشيخ العلامة صالح حنتوس
شهدت مدينة مأرب، السبت، توافد جمع غفير من المسؤولين والعلماء والمشايخ والمواطنين إلى مجلس العزاء الذي أُقيم لتأبين العلامة الشيخ صالح حنتوس، الذي استشهد مع حفيده إثر قصف نفذته جماعة الحوثي استهدف منزله ومسجده في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، يوم الثلاثاء الماضي. حضر مجلس العزاء عدد من الشخصيات البارزة، بينهم محافظ ريمة اللواء محمد الحوري، ونخبة من العلماء والدعاة، إضافة إلى مشايخ ووجهاء اجتماعيين من مختلف المحافظات، عبّروا جميعاً عن إدانتهم للجريمة البشعة التي طالت الشيخ حنتوس، مؤكدين أنها تأتي في سياق مسلسل طويل من الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق العلماء والدعاة والمؤسسات الدينية والتعليمية. وأشاد المشاركون في العزاء بسيرة الفقيد العلمية والدعوية، ودوره الكبير في نشر التعليم الشرعي وخدمة المجتمع، وتحفيظ القرآن الكريم، ووقوفه الدائم ضد الأفكار الطائفية والسلالية التي تسعى جماعة الحوثي لفرضها بالقوة على المجتمع اليمني. وشددت الكلمات التي أُلقيت خلال المجلس على ضرورة التحرك الرسمي والشعبي لمواجهة الجرائم والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها المليشيات الحوثية، لا سيما تلك التي تستهدف الرموز الدينية والعلمية، باعتبارها تهدف إلى تفريغ المجتمع من قادة الفكر والاعتدال. وأكد المتحدثون أهمية مواصلة نهج الفقيد في دعم التعليم الديني المعتدل، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتحصين الأجيال من الفكر المتطرف، مشيرين إلى أن استهداف العلماء وتفجير دور القرآن الكريم يكشف العداء الصريح الذي تكنّه جماعة الحوثي للقرآن وأهله. واختُتم المجلس بدعوات إلى توثيق جرائم الحوثيين بحق العلماء والدعاة، ومحاسبة مرتكبيها، وحماية ما تبقى من مؤسسات التعليم الديني من الاستهداف والتخريب.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
صدام مفاجئ بين العليمي والمبعوث الأممي..مفاوضات تصدير النفط ومطار صنعاء تقترب من انفراجة تاريخية
اخبار وتقارير صدام مفاجئ بين العليمي والمبعوث الأممي..مفاوضات تصدير النفط ومطار صنعاء تقترب من انفراجة تاريخية الأحد - 06 يوليو 2025 - 02:00 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص شهدت العاصمة عدن الاسبوع الماضي صدامًا غير مسبوق بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي رفض العليمي مقابلته احتجاجًا على محاولات المبعوث فرض شروط غير مقبولة تمس السيادة الوطنية وتخدم أجندات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني. وأكد مصدر حكومي رفيع المستوى لنافذة اليمن، أن العليمي أبدى غضبه الشديد من طلب غروندبرغ الذي طالب بإرسال طائرة من أسطول الخطوط الجوية اليمنية في عدن إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، لتشغيل رحلات خاصة بقيادات الجماعة بين صنعاء وإيران، وهو ما اعتبره العليمي تخليًا عن مصالح الشرعية وتوطئة لتمكين المليشيا الانقلابية. هذا الرفض المفاجئ لم يمنع في الوقت ذاته استمرار مفاوضات رفيعة المستوى برعاية وساطة عمانية وأممية، تهدف إلى إنهاء ملف تصدير النفط الذي عطل الاقتصاد اليمني لأكثر من عامين، مقابل إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي، الذي تضرر جزئيًا في الغارات الإسرائيلية الأخيرة. وكشفت صحيفة "العربي الجديد" في لندن أن زيارة غروندبرغ إلى عدن كانت استثنائية، إذ التقى رئيس الوزراء سالم بن بريك وعددًا من المسؤولين، لمناقشة ترتيبات استئناف صادرات النفط من موانئ حضرموت وشبوة، وربطها بإعادة تشغيل المطار الذي قد يستأنف عمله عبر طائرات الخطوط اليمنية المتبقية أو عبر طائرة جديدة من عائدات النفط. وفي بيان رسمي عقب زيارته، أكد غروندبرغ على ضرورة تمكين الحكومة من استئناف صادرات النفط والغاز للحد من التدهور الاقتصادي، مع الاستفادة من فتح طريق الضالع-صنعاء. لكن الخلافات بين الطرفين تؤكد هشاشة التوافق، وسط اتهامات متبادلة للمبعوث بأنه يميل إلى دعم أجندات الحوثي التي يسعى العليمي والحكومة الشرعية لمواجهتها. وتأتي هذه التطورات في ظل سجل متوتر لمبعوث الأمم المتحدة مع الشرعية، بعد أن شهدت الفترة الماضية محاولات من الحوثيين للاستيلاء على أسطول الطائرات المدنية، التي دُمّرت لاحقًا في غارات إسرائيلية ردًا على هجمات الحوثي على إسرائيل. ويُذكر أن الحوثيين سبق وأن استولوا على أربع طائرات خلال موسم الحج قبل عامين، والتي دُمّرت لاحقاً في غارات إسرائيلية استهدفت صنعاء والحديدة ردًا على هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة على إسرائيل. الاكثر زيارة اخبار وتقارير من 500 إلى 900.. انفجار أسعار وعملة تنهار وحكومة لا تسمع ولا ترى تتفرّج من . اخبار وتقارير بيان نقابي يحذر من تفكيك شركة "اليمنية" بسبب القرارات المفاجئة في عدن. اخبار وتقارير الدولار يسجل رقماً قياسياً أمام الريال اليمني. اخبار وتقارير فلكي يمني يبشر بـ"حدث مناخي مبكر" سيبدأ الأحد المقبل .


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
أموال تهدر وتهديدات مستمرة.. وباطن الأرض خير من عيشة الذل: مستشار في عمران يفضح ممارسات الحوثيين القمعية
فجّر مستشار محافظة عمران، عبداللطيف قايد عزان، موجة من الغضب في وجه سلطات جماعة الحوثي، متهمًا إياها بإهانة المجتمع، وممارسة القمع الممنهج، وتحويل محافظة عمران إلى مساحة خاضعة للإذلال والانتهاك الصريح لكرامة الإنسان اليمني، ولقيم القبائل والتقاليد الوطنية. وفي بيان صريح نُشر على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، قال عزان: "نعم، ليست من أخلاقنا التفوّه من بعيد، ولكن ما يحصل في عمران خرج عن حدود العقل والمنطق"، مضيفًا أن شخصيات نافذة في جماعة الحوثي، تتمتع بسلطة مطلقة واعتمادات شهرية بملايين الريالات، تنظر للمواطنين كـ"ذباب"، وتستخدم الأموال للسيطرة والقهر بدلاً من التنمية وخدمة الناس. إذلال بكيل وحاشد ومنعهم من عاداتهم وانتقد المستشار عزان بشدة التضييق على أبناء قبائل بكيل وحاشد، ومنعهم من ممارسة عاداتهم، كالغناء والرقص الشعبي والتعبير السياسي، وحتى الاحتفال بالمناسبات الوطنية، مؤكدًا أن "الوضع بلغ حداً يُمنع فيه المواطن من الحديث بأسراره في بيته". وأضاف: "أُغلقت المساجد وحُبس المصلون، ولم تُفتح إلا بعد إجبارهم على ترديد شعارات طائفية"، مشيرًا إلى أن الجماعة تمارس سياسة تكميم الأفواه ومحو الهُوية الثقافية والدينية للمجتمع المحلي. مراقبة وتهديدات.. ومحاولات إذلال شخصية وتحدث عزان عن تعرضه شخصيًا لمضايقات واسعة، شملت التجسس على اتصالاته، وتتبع تحركاته، بل ومحاولة اعتقاله عبر أشخاص أقل ما يُقال عنهم إنهم "باعة دجاج مجندون"، واصفًا ذلك بأنه سلوك سلطوي منحط يفتقر إلى أي مسؤولية أو وعي سياسي. وقال: "كيف يعقل أن يُستخدم مرقّع أحذية أو باعة متجولين لإهانة قيادات عملت في خدمة الناس عشرات السنين؟ هل هذه هي أخلاق القيادة والمسؤولية؟"، متسائلًا عن دور السلطات المحلية ومشايخ القبائل الذين باتوا عاجزين أو خاضعين. إرهاب نفسي وإرهاق مجتمعي وأشار المستشار إلى أن الضغوط النفسية والتهديدات المستمرة التي يتعرض لها، تشكل نوعًا من الإرهاب الممول، مؤكداً أن هذه التصرفات "أشد وقعًا من الرصاص"، وتدفع الناس نحو الانفجار أو الانهيار، خاصة من لا يستطيعون الكلام أو الدفاع عن أنفسهم. وختم عزان تصريحه برسالة محزنة: "لم نكن نرغب في التصعيد، ولكن لا نقبل الذل ولا الباطل، ولو كان هناك ملاذٌ آخر لذهبنا إليه، ولكن لا مكان نلجأ إليه إلا الموت بكرامة... حسبنا الله ونعم الوكيل".