logo
غسان كنفاني... رسالة للمفاوض والمقاوم الفلسطيني

غسان كنفاني... رسالة للمفاوض والمقاوم الفلسطيني

صحيفة الشرقمنذ يوم واحد
375
سمير حسين البرغوثي
مرت أمس الذكرى الثالثة بعد الخمسين من رحيل الكاتب والروائي والصحفي والمناضل الفلسطيني، غسان كنفاني، وكان في السادسة والثلاثين من عمره، وقد قرأ المشهد الفلسطيني قبيل اغتياله في 8 يوليو 1972 بوعي حاد ومركّب، وعبّر عن رؤيته العميقة من خلال أدبه ومقالاته وتحليلاته السياسية، وخاصة من خلال دوره في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
غسان كنفاني رأى فلسطين قضية أمة وكرامة وتاريخ، وكان مؤمناً أن النصر قادم، لكنه لن يُمنح، بل يُنتزع. رحل وهو يحمل هذا اليقين، ولم تُغتَل شخصيته فقط، بل استُهدف رمزه لأنه شكّل خطراً على المشروع الصهيوني فكرياً بقدر ما كان الثوار يُشكلون خطراً عسكرياً.
غسان رغم قصر عمره قدم 26 رواية وقصة وشغل منصب رئيس تحرير وهو في العشرين من عمره.
حين تم اغتياله قالت جولدامائير رئيسة وزراء الصهيونية آنذاك لقد تخلصنا اليوم من كتيبة دبابات..
كنفاني فهم أن الصراع ليس فقط عسكرياً أو سياسياً، بل وجودياً وثقافياً أيضاً. رأى أن المشروع الصهيوني لا يسعى فقط إلى احتلال الأرض، بل إلى محْو الشعب الفلسطيني من التاريخ والذاكرة.
قال مرة: «إن قضية فلسطين ليست قضية سكان، إنها قضية وجود».
كان كنفاني يرى أن العمل المسلح والثورة الشعبية هما السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وليس المفاوضات أو التنازلات. لكنه ربط الكفاح المسلح بالوعي السياسي والتنظيمي العميق، وليس كعمل فوضوي.
وكتب: «الثورة ليست رصاصة، بل وعي وإرادة».
قرأ كنفاني الشتات الفلسطيني لا كضعف، بل كجزء من مأساة يمكن أن تتحول إلى طاقة مقاومة، بشرط ألا ينسى اللاجئ من أين جاء ولماذا خرج.
نعم، كان غسان مؤمناً بحتمية النصر، لكن لا بمعناه العاطفي أو التمنّي، بل بوصفه نتيجة حتمية إذا توفرت الشروط: وعي سياسي، تنظيم ثوري، ووحدة وطنية... غسان رفض المساومة على الحقوق ويقول في أحد مقالاته:
«لا يوجد شعب في العالم يقبل أن يعيش في الخيام 20 سنة إلا إذا كان ينتظر العودة، إنهم لا يعيشون في الخيام لأنهم يحبون الخيام، بل لأنهم يكرهون ما أُرغموا عليه».
كان يدرك أن هناك محاولات لاختراق الثورة من الداخل وتحويلها إلى مؤسسة بيروقراطية، وكان يخشى من أن يتم «شراء» بعض القيادات، ولهذا كان يلح على بقاء القرار بيد الجماهير.
وهذا ما نأمله بمن يتولى أمر الشأن الفلسطيني!!!
مساحة إعلانية

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store