
موسكو تتخذ خطوة مثيرة في صراع المصالح بآسيا الوسطى
وأضاف الكاتب كونستانتين أولشانسكي أن روسيا تصدّرت المشهد الدولي كأول دولة تعترف رسميا بالحكومة الأفغانية التي شكّلتها حركة طالبان.
وتابع أنه في ظل هذه المستجدات، يراقب البيت الأبيض عن كثب الخطوات الروسية في أفغانستان، البلد الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بطريقة وصفت بالمهينة.
وجمّدت واشنطن أصولا تابعة للبنك المركزي الأفغاني تقدر بمليارات الدولارات، كما فرضت عقوبات على عدد من كبار قيادات حركة طالبان، مما أدى إلى عزل القطاع المصرفي الأفغاني عن النظام المالي الدولي، وهي الخطوة التي فاقمت الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وذكر أولشانسكي أن دولا أخرى قد تحذو حذو روسيا في الاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة، خاصة تلك التي أجرت بالفعل محادثات رفيعة المستوى مع طالبان وأقامت علاقات دبلوماسية معها.
وزاد أن موسكو تنظر إلى قضايا حقوق الإنسان من منظور مختلف عن الديمقراطيات الغربية. وقد يُصنّف هذا الموقف ضمن البراغماتية السياسية، إلا أن طالبان تُعد، في نظر موسكو، حليفا رئيسيا في محاربة الإرهاب بالمنطقة.
من جانب آخر، ترى موسكو في تعزيز علاقاتها مع كابل فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة. ومن بين تلك المكاسب زيادة صادرات الغاز الروسي إلى دول جنوب شرق آسيا، حيث أعلنت روسيا عن خطط لاستخدام أفغانستان كمحور عبور إستراتيجي في هذه التجارة.
وتعمل كابل بنشاط على تعزيز تعاونها مع عدد من الدول غير الغربية، فقد أجرت وفود من الصين والهند مباحثات مع الحركة بشأن صفقات تجارية واستثمارية محتملة، فيما وعدت بكين بتمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ليشمل الأراضي الأفغانية.
إعلان
ولا تقتصر المؤشرات الاقتصادية على ذلك فحسب، ففي 2023 وقعت شركة تابعة للمؤسسة الوطنية الصينية للنفط والغاز المملوكة للدولة، عقدا مدته 25 عاما مع طالبان لاستغلال احتياطيات النفط في حوض نهر آموداريا، الذي يمر عبر دول آسيا الوسطى وأفغانستان. وتُعد هذه الصفقة أول استثمار أجنبي كبير في أفغانستان منذ سيطرة الحركة على الحكم في 2021.
مقابل ذلك -يتابع الكاتب- لا تزال حكومات الدول الغربية تلتزم الحذر في التعامل مع حركة طالبان إلا أن بعض الأصوات الواقعية بدأت تتصاعد.
ونوه الكاتب إلى أن إيران ربما تكون من بين الدول التي قد تعلن قريبا اعترافها الرسمي بالحكومة الأفغانية، بتشجيع من موسكو.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
ترامب يقرر إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد أنه سيرسل صواريخ دفاع جوي من طراز باتريوت إلى أوكرانيا ، مشيرا إلى أنها ضرورية لحماية أوكرانيا من الهجمات الروسية لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"يتحدث بلطف ثم يقصف الجميع في المساء". ولم يفصح ترامب عن عدد الصواريخ التي يعتزم إرسالها إلى أوكرانيا لكنه قال -في تصريحات للصحفيين في قاعدة أندروز المشتركة خارج واشنطن- إن الاتحاد الأوروبي سيعوض الولايات المتحدة عن تكلفتها. وازداد استياء الرئيس الأميركي من بوتين بسبب تجاهل محاولاته للتفاوض على وقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا. ويطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحصول على المزيد من القدرات الدفاعية للتصدي للهجمات التي تشنها روسيا يوميا بالصواريخ والطائرات المسيرة. وقال ترامب "سنرسل لهم صواريخ باتريوت، وهم في أمس الحاجة إليها. بوتين فاجأ الكثير من الناس. يتحدث بلطف ثم يقصف الجميع في المساء. هناك مشكلة حقيقية، وهذا لا يروق لي". وأضاف "سنرسل لهم قطعا متنوعة من العتاد العسكري شديد التطور. هم سيدفعون لنا ثمنها بالكامل، وهذا هو النهج الذي نريده". ولم يحدد ترامب من المقصود بعبارة "هم سيدفعون لنا ثمنها بالكامل"، كونه أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيعوض بلاده عن تكلفتها. ويعتزم الرئيس الأميركي الاجتماع خلال هذا الأسبوع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لمناقشة الوضع في أوكرانيا وقضايا أخرى.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإجراءات مناخية أكثر طموحا
قال مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا -الأحد- إن العالم يحتاج إلى أن تظهر الصين مزيدا من القيادة في مجال العمل المناخي، مسلطا الضوء على أهمية خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتقليل اعتماد الاقتصاد الصيني على الفحم. ويزور هوكسترا بكين لإجراء محادثات رفيعة المستوى مع المسؤولين الصينيين عن القضايا البيئية والمناخية، إذ يريد أيضا تشجيع الصين على التوقف عن بناء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم والتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري. وقال هوكسترا -في مقابلة مع رويترز- "نشجع الصين على الاضطلاع بدور قيادي أكبر في المستقبل والانطلاق بقوة في خفض الانبعاثات على نحو ملموس خلال العامين المقبلين، وكذلك الخروج من مجال الفحم". ويتزايد عدد محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في خط الأنابيب في الصين، وهي أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي. وأظهر تقرير صادر عن منظمة السلام الأخضر البيئية في يونيو/حزيران أن محطات الطاقة الجديدة -التي تعمل بالفحم والتي وافقت عليها الصين في الأشهر الـ3 الأولى من هذا العام- تبلغ قدرتها 11.29 غيغاواط، وهو ما يتجاوز 10.34 غيغاواط التي تمت الموافقة عليها في النصف الأول من عام 2024. ويمثل 2025 العام الأخير في الخطة الخمسية للصين (2021-2025)، إذ وافقت الصين على 289 غيغاواط من قدرة الفحم الجديدة، وهو ما يقرب من ضعف 145 غيغاواط المعتمدة للفترة 2016-2020، حسب منظمة السلام الأخضر. وكانت الصين أكدت أنها ستبدأ في التخلص التدريجي من الفحم خلال الخطة الخمسية 2026-2030، لكنها لم تلتزم بأي أهداف محددة، حسب المنظمة. والأسبوع الماضي، قال هوكسترا -لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية- إن الاتحاد الأوروبي سيؤجل التوقيع على إعلان مشترك بشأن المناخ مع الصين ما لم تتعهد بكين بالتزام أكبر بخفض الانبعاثات. وأكد في رده على سؤال عن هذه القضية: "نحن منفتحون على النظر في إعلان محتمل، ولكن الشيء الأكثر أهمية بشأن هذه الأنواع من البيانات هو المحتوى الذي يدخل فيها"، ولم يحدد المسؤول الأوروبي الالتزام الذي يأمل الاتحاد الأوروبي أن يراه من الصين. كما أشار هوكسترا إلى أن الاتحاد الأوروبي مهتم بالبحث عن مجالات التعاون مع الصين قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30" (COP30) الذي سيعقد في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ورغم كونها أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، فإن الصين تتصدر أيضا جهود العالم في مجال الطاقة النظيفة، إذ تستثمر بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكانت قد استثمرت 940 مليار دولار في هذا القطاع عام 2024.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
موسكو تتخذ خطوة مثيرة في صراع المصالح بآسيا الوسطى
قالت صحيفة سفابودنايا براسا الروسية إن موازين القوى في آسيا الوسطى مقبلة على إعادة تشكيل جذري، في وقت تسعى كل من روسيا والصين وإيران إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في أفغانستان. وأضاف الكاتب كونستانتين أولشانسكي أن روسيا تصدّرت المشهد الدولي كأول دولة تعترف رسميا بالحكومة الأفغانية التي شكّلتها حركة طالبان. وتابع أنه في ظل هذه المستجدات، يراقب البيت الأبيض عن كثب الخطوات الروسية في أفغانستان، البلد الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بطريقة وصفت بالمهينة. وجمّدت واشنطن أصولا تابعة للبنك المركزي الأفغاني تقدر بمليارات الدولارات، كما فرضت عقوبات على عدد من كبار قيادات حركة طالبان، مما أدى إلى عزل القطاع المصرفي الأفغاني عن النظام المالي الدولي، وهي الخطوة التي فاقمت الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وذكر أولشانسكي أن دولا أخرى قد تحذو حذو روسيا في الاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة، خاصة تلك التي أجرت بالفعل محادثات رفيعة المستوى مع طالبان وأقامت علاقات دبلوماسية معها. وزاد أن موسكو تنظر إلى قضايا حقوق الإنسان من منظور مختلف عن الديمقراطيات الغربية. وقد يُصنّف هذا الموقف ضمن البراغماتية السياسية، إلا أن طالبان تُعد، في نظر موسكو، حليفا رئيسيا في محاربة الإرهاب بالمنطقة. من جانب آخر، ترى موسكو في تعزيز علاقاتها مع كابل فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة. ومن بين تلك المكاسب زيادة صادرات الغاز الروسي إلى دول جنوب شرق آسيا، حيث أعلنت روسيا عن خطط لاستخدام أفغانستان كمحور عبور إستراتيجي في هذه التجارة. وتعمل كابل بنشاط على تعزيز تعاونها مع عدد من الدول غير الغربية، فقد أجرت وفود من الصين والهند مباحثات مع الحركة بشأن صفقات تجارية واستثمارية محتملة، فيما وعدت بكين بتمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ليشمل الأراضي الأفغانية. إعلان ولا تقتصر المؤشرات الاقتصادية على ذلك فحسب، ففي 2023 وقعت شركة تابعة للمؤسسة الوطنية الصينية للنفط والغاز المملوكة للدولة، عقدا مدته 25 عاما مع طالبان لاستغلال احتياطيات النفط في حوض نهر آموداريا، الذي يمر عبر دول آسيا الوسطى وأفغانستان. وتُعد هذه الصفقة أول استثمار أجنبي كبير في أفغانستان منذ سيطرة الحركة على الحكم في 2021. مقابل ذلك -يتابع الكاتب- لا تزال حكومات الدول الغربية تلتزم الحذر في التعامل مع حركة طالبان إلا أن بعض الأصوات الواقعية بدأت تتصاعد. ونوه الكاتب إلى أن إيران ربما تكون من بين الدول التي قد تعلن قريبا اعترافها الرسمي بالحكومة الأفغانية، بتشجيع من موسكو.