logo
انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة وتحذير من انهيار شامل- (فيديو)

انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة وتحذير من انهيار شامل- (فيديو)

القدس العربي منذ يوم واحد
غزة: أعلن مدير الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، الثلاثاء، انقطاع التيار الكهربائي عن أقسام مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بسبب النقص الحاد في الوقود، محذرا من تداعيات كارثية على حياة المرضى والجرحى.
وقال الثوابتة إن 'انقطاع التيار الكهربائي عن أقسام مجمع الشفاء الطبي نتيجة النقص الحاد في الوقود يمثل جريمة إنسانية تهدد حياة المرضى والجرحى'.
وشدد على أن ذلك 'يكشف حجم الكارثة الصحية المتفاقمة بفعل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي ومنع الإمدادات الطبية بشكل كامل'.
ولم يوضح الثوابتة مصير المرضى داخل المستشفى الذي يعمل بشكل جزئي بعد تعرضه لتدمير واسع على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامين متتاليين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومستشفى الشفاء هو أكبر مشافي غزة، وهو واحد من بين 5 مستشفيات حكومية فقط لا تزال تقدم خدماتها وسط ظروف كارثية، وفق الثوابتة.
وأوضح أن 5 مستشفيات حكومية تعمل بشكل جزئي من أصل 16 وسط ظروف كارثية، فيما أخرجت إسرائيل 38 مستشفى آخر ما بين حكومي وأهلي وخاص وميداني من الخدمة عبر الاستهداف المباشر أو منع الإمدادات أو الاقتحام والتفجير.
وحذر الثوابتة من انهيار كامل للمنظومة الصحية 'التي وصلت لمراحل كارثية من العجز والحاجة الماسة لمئات الأصناف من المستلزمات والأدوية والعلاجات'.
وحمّل مدير الإعلام الحكومي إسرائيل والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن 'التداعيات الكارثية لهذا الانقطاع' في الكهرباء.
وطالب الثوابتة كل الجهات الدولية المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذ القطاع الصحي ومنعه من الانهيار الكامل.
وقال إن 'مستشفيات القطاع لا تملك حاليًا أي مخزون فعلي من الوقود، وجميعها تستهلك آخر كميات زُوّدت بها قبل يومين، وهي تكفي لأقل من 48 ساعة فقط'.
وأشار إلى أن مستشفى 'شهداء الأقصى' توقّف بالأمس عن العمل بعد تعطل المولد الرئيسي ونفاد الوقود، محذرًا من أن ذلك يهدد بانهيار صحي شامل وكارثة وشيكة تهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى في القطاع.
والمستشفيات العاملة في القطاع هي: 'مجمع ناصر الطبي (جنوب)- مستشفى شهداء الأقصى (وسط) – مستشفى الرنتيسي (شمال) – مستشفى العيون (شمال) – مجمع الشفاء الطبي (شمال)'، وفق الثوابتة.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل وجميع الإمدادات.
وتشنّ إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
(الأناضول)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة وتحذير من انهيار شامل- (فيديو)
انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة وتحذير من انهيار شامل- (فيديو)

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

انقطاع الكهرباء عن مستشفى الشفاء بغزة وتحذير من انهيار شامل- (فيديو)

غزة: أعلن مدير الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، الثلاثاء، انقطاع التيار الكهربائي عن أقسام مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بسبب النقص الحاد في الوقود، محذرا من تداعيات كارثية على حياة المرضى والجرحى. وقال الثوابتة إن 'انقطاع التيار الكهربائي عن أقسام مجمع الشفاء الطبي نتيجة النقص الحاد في الوقود يمثل جريمة إنسانية تهدد حياة المرضى والجرحى'. وشدد على أن ذلك 'يكشف حجم الكارثة الصحية المتفاقمة بفعل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي ومنع الإمدادات الطبية بشكل كامل'. ولم يوضح الثوابتة مصير المرضى داخل المستشفى الذي يعمل بشكل جزئي بعد تعرضه لتدمير واسع على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامين متتاليين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومستشفى الشفاء هو أكبر مشافي غزة، وهو واحد من بين 5 مستشفيات حكومية فقط لا تزال تقدم خدماتها وسط ظروف كارثية، وفق الثوابتة. وأوضح أن 5 مستشفيات حكومية تعمل بشكل جزئي من أصل 16 وسط ظروف كارثية، فيما أخرجت إسرائيل 38 مستشفى آخر ما بين حكومي وأهلي وخاص وميداني من الخدمة عبر الاستهداف المباشر أو منع الإمدادات أو الاقتحام والتفجير. وحذر الثوابتة من انهيار كامل للمنظومة الصحية 'التي وصلت لمراحل كارثية من العجز والحاجة الماسة لمئات الأصناف من المستلزمات والأدوية والعلاجات'. وحمّل مدير الإعلام الحكومي إسرائيل والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن 'التداعيات الكارثية لهذا الانقطاع' في الكهرباء. وطالب الثوابتة كل الجهات الدولية المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذ القطاع الصحي ومنعه من الانهيار الكامل. وقال إن 'مستشفيات القطاع لا تملك حاليًا أي مخزون فعلي من الوقود، وجميعها تستهلك آخر كميات زُوّدت بها قبل يومين، وهي تكفي لأقل من 48 ساعة فقط'. وأشار إلى أن مستشفى 'شهداء الأقصى' توقّف بالأمس عن العمل بعد تعطل المولد الرئيسي ونفاد الوقود، محذرًا من أن ذلك يهدد بانهيار صحي شامل وكارثة وشيكة تهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى في القطاع. والمستشفيات العاملة في القطاع هي: 'مجمع ناصر الطبي (جنوب)- مستشفى شهداء الأقصى (وسط) – مستشفى الرنتيسي (شمال) – مستشفى العيون (شمال) – مجمع الشفاء الطبي (شمال)'، وفق الثوابتة. ومطلع مارس/ آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل وجميع الإمدادات. وتشنّ إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. (الأناضول)

محمد ورزان وأمل.. أطفال ينهشهم التجويع الإسرائيلي
محمد ورزان وأمل.. أطفال ينهشهم التجويع الإسرائيلي

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

محمد ورزان وأمل.. أطفال ينهشهم التجويع الإسرائيلي

بأجساد نحيلة كأنها هياكل عظمية، يرقد الأطفال محمد ورزان وأمل بمستشفيين بقطاع غزة، بعدما أنهكتهم أمراض ناجمة عن سياسة التجويع و سوء التغذية الحاد ، جراء حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 21 شهراً على الفلسطينيين. وعلى أسرّة العلاج تختفي مظاهر الطفولة عن وجوه الثلاثة؛ إذ لا تظهر عليهم أي استجابة للعب أو التفاعل، ويقضون معظم أوقاتهم في حالة خمول تام نتيجة الهزال الشديد وسوء التغذية. مع هذا المشهد الناجم عن حرب الإبادة الإسرائيلية، يرتفع أنين الأطفال المرضى الذين أنهكهم الجوع، فيما يبذل الأطباء جهودا مضنية لتقديم الحد الأدنى من الرعاية، وسط نقص حاد في الإمكانات. وبينما تتصاعد التحذيرات من داخل قطاع غزة من انهيار النظام الصحي، تتفشى المجاعة بصمت بين آلاف الأطفال الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة بوجه التجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل. ورغم تدهور الأوضاع الصحية وتصاعد تحذيرات المجاعة، تواصل إسرائيل منع إدخال الغذاء والماء إلى غزة، متجاهلة بذلك الدعوات الدولية المتكررة لفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. وقبل أيام، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري جراء الحصار الإسرائيلي الخانق. والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نتيجة تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن استخدام "التجويع سلاحا لإبادة المدنيين". طفولة مفقودة في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، وسط القطاع، تقف أم فلسطينية عاجزة أمام رضيعها محمد اللوح، البالغ من العمر ثلاثة أشهر، غير قادرة على توفير الحليب الذي يحتاجه بشدة. ومنذ لحظاته الأولى في الحياة، لم يعرف الطفل سوى الجوع والحصار، ولد في قلب المجاعة، ولم ير يوماً جميلاً كغيره من أطفال العالم. وخلال الأشهر الثلاثة منذ ولادته، تنقل الطفل مع عائلته بين النزوح والحرمان، دون أن ينعم بيوم آمن حيث سرقت طفولته مبكرا وسط حرب لا ترحم ولا تترك له حق البكاء كما يفعل أطفال العالم في سنواتهم الأولى. تقول الأم لوكالة للأناضول: "طفلي يعاني من سوء تغذية والتهابات صدرية نتيجة نقص الحليب، والمستشفيات لا تملكه، والمعابر مغلقة بسبب الحصار". ولا يختلف الحال كثيرا لدى والدة الطفلة رزان أبو زاهر، التي تجلس بجانب صغيرتها المريضة متمنية أن تستعيد عافيتها. تقول الأم للأناضول: تعاني رزان من حرارة مستمرة وضعف عام، وكل يوم يمر تزداد حالتها سوءًا بسبب نقص الطعام والماء. وتضيف أن طفلتها حرمت من الحليب المغذي وحبوب القمح الجاهزة (السيريلاك)، ما فاقم تدهور حالتها الصحية. أما الطفلة أمل، فترقد في قسم الأطفال بـ"مستشفى ناصر" في خانيونس بجسد هزيل تبرز منه عظام صدرها بوضوح جراء معاناتها من حساسية القمح، في وقت لا يتوفر فيه بديل غذائي مناسب وسط تفاقم المجاعة. يقول والدها: "أصيبت بسوء تغذية بعد النزوح، وشخص الطبيب حالتها بحساسية قمح، ونصحنا بتوفير لحوم وفواكه، لكن كل شيء مفقود"، ويشير إلى أن وزنها انخفض من 20 كغم إلى 12 كغم بسبب الجوع. تفش لسوء التغذية من جانبه، قال الطبيب إياد أبو معيلق، رئيس قسم الأطفال في "مستشفى شهداء الأقصى": "نشهد ازدحاما شديدا في القسم حيث نستقبل ما بين 50 و60 حالة يوميا، معظمها التهابات صدرية ومعوية وحمى شوكية، ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بسوء التغذية". ويتابع: "لا يتوفر لدينا أي نوع من أنواع الحليب الصناعي، وسوء التغذية يضعف مناعة الأطفال ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض". ووجه أبو معيلق نداء للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل وتوفير الحليب للرضع والمستلزمات الطبية والأدوية. قضايا وناس التحديثات الحية وفاة شاب بسوء التغذية في غزة: منعطف خطير للتجويع الإسرائيلي وتغلق إسرائيل منذ الثاني من مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا حداً أدنى. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/ أيار، خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة "مؤسسة غزة الإنسانية"، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص. وأدت الآلية الإسرائيلية الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة، حتى الأحد الماضي، إلى سقوط 600 شهيد وأكثر من 4278 مصابا، وفق وزارة الصحة في غزة. ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. (الأناضول)

أوجاع غزة... نصف مرضى الكلى فقدوا حياتهم
أوجاع غزة... نصف مرضى الكلى فقدوا حياتهم

العربي الجديد

time١٥-٠٦-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

أوجاع غزة... نصف مرضى الكلى فقدوا حياتهم

ضاعف العدوان الإسرائيلي المتواصل أوجاع آلاف من مرضى الكلى في قطاع غزة، وأدت ظروف وعوامل متزامنة إلى زيادة أعداد الوفيات بينهم، على رأسها عدم توفر سبل الرعاية الطبية. يتعرض مرضى الكلى في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً إلى أشكال مختلفة من المعاناة، تشمل نقص جلسات غسل الكلى ، ونفاد الأدوية، وانعدام الرعاية الصحية، بالتزامن مع تفشي الجوع، وصعوبة التنقل الذي يضطر معظمهم لقطاع مسافات طويلة مشياً على الأقدام للوصول إلى المراكز الصحية العاملة التي تعاني من ضغط كبير ناتج عن تلف أو تدمير معدات غسيل الكلى مع عدم كفاية المعدات المتاحة لأعداد المرضى. ويبلغ عدد أجهزة غسيل الكلى في كامل قطاع غزة حالياً 93 جهازاً، تتوزع على مجمع ناصر في خانيونس (جنوب)، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط)، ومستشفى الشفاء ومستشفى الرنتيسي في مدينة غزة وشمالي القطاع، وذلك من أصل 178 جهازاً كانت متوفرة قبل العدوان، وتعرض عدد كبير منها للتدمير. ووفق دائرة نظم المعلومات بوزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 41% من مرضى الكلى فقدوا حياتهم خلال أشهر العدوان، فبعد أن كانت أعدادهم قبل العدوان تبلغ 1100 مريض كلى، تقلصت الأعداد إلى 650 مريضاً نتيجة الوفيات التي يخلفها غياب العلاج وإغلاق المعابر. في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تدهورت حالة مريضة الكلى هناء فتحي لوز (37 سنة)، وهي من سكان مخيم النصيرات (وسط)، فنقلتها أسرتها إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وأجريت لها جلسة غسيل طارئة، ما أدى إلى انتظام ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر. لكن عادت حالتها للتدهور من جديد، ولم تمضِ ساعات حتى توفيت. انقطع عدد كبير من مرضى الكلى في غزة عن جلسات الغسيل بفعل النزوح تقول شقيقة زوجها أم عبد الله الكيلاني لـ العربي الجديد": "قبل وفاتها بيوم لم تكن تستطع الأكل، ولا الوقوف على قدميها، وتزامن ذلك مع تقيؤ مستمر، ولم تكن الأدوية اللازمة متوفرة. عاشت ظروفاً صعبة، وكانت المواصلات مقطوعة، وحين تمكنا من نقلها إلى المستشفى، احتجزت لمدة شهر، وطلبوا عدم اصطحاب مرافق، ثم طلبوا منها لاحقاً المغادرة بسبب تكدس المرضى، وكان من الصعب عليها أن تذهب للبيت ثم تعود إلى المستشفى لغسل الكلى". تضيف: "غسيل الكلى كان ثلاث مرات في الأسبوع، ثم جعلوه مرتين بسبب كثرة عدد الحالات، وفي مرة احتاج الأطباء تحاليلاً وأنبوبة لازمة للغسيل، ولم تكن موجودة في مستشفى شهداء الأقصى، وعلى إثر ذلك جرى تحويلها إلى مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، وكانت معاناة التنقل صعبة، والطريق طويلة ذهاباً وعودة. قبل الوفاة، أصيبت بتلوث في الدم نتيجة قلة مرات الغسيل، فحاولت إجراء تحويلة علاجية سريعة للعلاج بالخارج، لكن إغلاق المعابر حال دون تمكنها من السفر. كان إنقاذ حياتها ممكناً، لكن العلاج لم يكن متوفراً في غزة، ما أدى إلى وفاتها". في داخل ثلاث صالات بقسم الكلى بمجمع الشفاء الطبي، كان نحو ثلاثين مريضاً يتوزعون على أجهزة الغسيل. جاء معظمهم من أماكن بعيدة مشياً على الأقدام، ويظهر هذا على ملامحهم المتعبة. يجلس كل منهم على مقعد طبي بجانب الجهاز، وتشير اللوحات إلى عدد الساعات المحدد بثلاث ساعات غسيل رغم أن المعدل الطبيعي يفترض أن يكون أربعة ساعات. لم تعد الجلسة مجرد معالجة للدم، بقدر انشغال كل واحد فيهم بهمومه المعيشية في ظل اشتداد المجاعة والنزوح والقصف المستمر واستشهاد ذويهم. مرضى كلى داخل مجمع ناصر، 25 مايو 2025 (دعاء الباز/الأناضول) قبل جلسة الغسيل، حصلت سلوى عاشور (59 سنة) على حقنة لعلاج التسمم بعد دخول مسمار في قدمها خلال توجهها إلى المستشفى، ما أدى إلى تورمها. تجلس بوجه مصفر وجسد نحيف نتيجة سوء التغذية، وتقول بصوت متعب وملامح مرهقة لـ "العربي الجديد": "صحتي تتدهور، وقدومي إلى هنا رحلة معاناة بسبب غلاء المواصلات وعدم توفر وسائل نقل مناسبة، وأحياناً أقطع نصف المسافة مشياً، وبسبب التعب أحضرني زوجي هذه المرة على كرسي متحرك. بت لا أستطيع المشي، ولم أعد أتحمل إجراء جلسات الغسيل مرتين في الأسبوع، ولا آتي إلى المستشفى إلا عند تدهور حالتي، رغم أن طبيب الكلى قرر خضوعي لثلاث جلسات أسبوعياً". تجلس المسنة مريم اللدعة (65 سنة) داخل صالة غسل الكلى بمجمع الشفاء، ويظهر التعب واضحاً على وجهها، وبالكاد تستطيع الحديث. يقول ابنها الذي يرافقها: "نواجه صعوبة في نقلها إلى المستشفى، وكنا قبل الحرب نحضر سيارة خاصة تنقلها إلى المستشفى وتعيدها إلى البيت بعد انتهاء الجلسة. اليوم نقطع معظم المسافة مشياً، وأقوم بنقلها على كرسي متحرك، وفي كثير من الأحيان أضطر إلى حملها". بدوره، يشتكي المريض مازن صيام (53 سنة) من غياب أدوية الكالسيوم، ويحكي لـ "العربي الجديد" أثناء جلسة الغسيل: "كان وزني قبل الحرب 115 كيلوغراماً، والآن لا يتجاوز 72 كيلوغرام. يفترض أن أتناول ست حبات كالسيوم يومياً، لكني بصعوبة أستطيع إيجاد حبة دواء واحدة، ولا يوجد طعام صحي لتعويض نقص الكالسيوم، ما يؤثر على هشاشة العظام وضعف بنية الجسد، ما يؤدي إلى حدوث تشنجات بالأطراف". ورغم تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم أبنية مجمع الشفاء الطبي، إلا أن الدمار لم يطل مبنى الكُلى، ورغم ارتياح المرضى لإجراء الجلسات داخل القسم الذي اعتادوا القدوم إليه منذ سنوات، يلفت مازن صيام إلى أن "جلسة الغسيل تزيد الأوجاع، فمن نافذة القسم أرى الأبنية المحترقة، وساحة المستشفى المدمرة، ما يعيد إلى ذهني المشاهد التي عشتها خلال اقتحام جيش الاحتلال للمستشفى، وكذلك فقدي لزوجتي، وفقد ابنتي وأولادها، وشقيقي وأولاده، وكذلك فقد بيته". مرضى كلى داخل مستشفى شهداء الأقصى، 15 مارس 2025 (معز صالحي/الأناضول) وإلى جانب غياب الدواء وارتفاع كلفة المواصلات ينعدم الغذاء وتشتد المجاعة. تقول سعدة جابر (40 سنة): "كمرضى ليس لدينا القدرة على تحمل تبعات الحرب، فطوال الوقت أرقد على سريري، ولا أستطيع المشي، ولا يوجد غذاء مفيد كاللحوم أو الألبان أو الأجبان، والخضروات متوفرة بكميات قليلة، وأسعارها باهظة، بينما نحتاج إلى تناول الخضراوات، وأنواع من الفواكه، لكنها غير متوفرة، ولا يمكننا تناول طعام المعلبات بسبب احتوائه على البوتاسيوم، لكن كثيرين مضطرون إلى تناوله لغياب البدائل في ظل اشتداد التجويع". وكحال كثيرين خلال فترة الحرب، انقطعت سعدة جابر عن جلسات الغسيل بفعل النزوح، واقتحام مستشفى الشفاء، وانتقلت مع غيرها من المرضى إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح خلال الشهور الأولى من الحرب، والتي كانت فترة صعبة بفعل قلة الأجهزة، الأمر الذي كان يجعلهم تنتظر لساعات طويلة للحصول على جلسة غسيل من أصل جلستين كانت تحصل عليهما أسبوعياً. ويتكرر مبيت الكثير من مرضى الكلى بالمستشفيات، ويقول محمد شعبان (31 سنة): "هناك تراجع كبير في حالتي الصحية، ولا يمر أسبوع إلا ويقرر لي الأطباء المبيت بالمستشفى بسبب الحاجة إلى العلاج، وخلال هذه الفترة فقدت 15 كيلوغرام من وزني". من جانبه، يقول الحكيم بقسم الكلى بمجمع الشفاء الطبي، عرفات النعسان، لـ "العربي الجديد"، إن "مرضى الكلى يعتمدون على ثلاث فترات غسيل أسبوعياً تستغرق كل جلسة أربعة ساعات، لكن خلال الحرب خفضت المستشفى عدد جلسات الغسيل إلى مرتين أسبوعياً بواقع ثلاثة ساعات في كل مرة نتيجة قلة الأجهزة والإمكانيات. كان مجمع الشفاء يمتلك 52 جهاز غسيل كلى، وتقلص العدد بفعل تدمير نحو 20 جهازاً منها، والأجهزة المتبقية مهترئة بسبب كثرة الاستعمال، وتتعطل بشكل متكرر، بينما يضم القسم 250 مريض كلى". صحة التحديثات الحية مستشفيات غزة... نفاد الوقود يضع المرضى بين الحياة والموت ويوضح النعسان: "هناك عدة مشاكل تواجه عمل قسم الكلى، من بينها شح الإمكانيات والأدوات اللازمة لجلسة الغسيل، وشح الأدوية، ما يضطرنا إلى تخفيض ساعات وعدد مرات الغسيل، ونعاني نقصاً في هرمون إرثيوبروتين، والذي يساعد على تحفيز انتاج الدم من النخاع العظمي، والذي يفترض إعطائه للمريض خلال كل جلسة غسيل، وبسبب نقص الهرمون يتم إعطاء المريض حقنة واحدة أسبوعياً، بينما أجسام مرضى الكلى لا تنتج هذا الهرمون، وهو باهظ الثمن". ويشير إلى أن "أسباب حالات الوفاة متعددة، فالمرضى لا يحصلون على عدد كاف من ساعات الغسيل، ما يؤثر على تراكم السموم بأجسادهم على المدى الطويل، وبالتالي هم معرضون للوفاة، أو فشل أعضاء الجسم. يوجد عجز كبير يجعلنا نقوم بتوزيع المرضى على أربعة فترات في اليوم، ويوجد عجز في أدوية الكالسيوم الضرورية، مع تهالك الأجهزة التي يعمل بعضها منذ 15 سنة متواصلة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store