
الطريق الإقليمي قتـ.ل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش.. الأم : زغردت في الجنازة
في قلب قرية صامتة بالمنوفية، لا تسمع فيها سوى همس الريح ونحيب الأمهات، يخيم الحزن كغمامة سوداء فوق منزل صغير، كان بالأمس ينبض بالضحك، ويضج بالأحلام هناك، عند بيت تقى محمد، فتح باب الأحزان على مصراعيه، وغطت جدرانه ظلال سوداوية كأن الضوء نفسه خجل من الدخول.
تقى، فتاة الخامسة عشرة، التي اعتادت أن تستيقظ مبكرا كي تسبق الشمس إلى الحقول، لم تكن تعلم أن آخر خطواتها على حادث الطريق الإقليمي المنوفية ، ستكون إلى الموت، لا إلى النتيجة التي انتظرتها بشغف طفلة، حينما سألت والدتها عنها قبل رحيلها بيومين.
بيت بلا روح وأم مفجوعة
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش
في المنزل المتواضع، جلست والدة تقى في منتصف غرفة تتوسط سيدات يرتدين السواد ليقدمن واجب العزاء، الأم لا تتحرك، لا تنظر لأحد، كأنها خرجت من جسدها وظلت روحًا محطمة تبحث عن ابنتها في أرجاء البيت.
بصوت خافت يشبه رجفة قلب قالت والدة تقى: 'كانت أول فرحتي… كانت مستنيا النتيجة كأنها مستنية فرحها، سألتني قبل الحادث بيوم يا أمي النتيجة ظهرت؟ قولتلها: خايفة ليه يا تقى؟ اللي كتبه ربنا هنرضى بيه.. ضحكتلي، وراحت تجهز هدومها عشان تروح شغلها".
سكتت الأم لحظة، وعادت تكمل: 'كنت دايمًا أقولها انتي أكبر من سنك، جدعة وشقيانة، نزلت من بعد العيد تشتغل في حصاد العنب، كانت شايلة همنا، وبتساعدنا في الظروف الصعبة اللي عاشنها'.
رحيل تقى خطف قلبي
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش
خبر الحادث وقع عليها كالصاعقة وهتف قبلها 'يارب متوجعنيش في تقى'، وخرجت مهرولة إلى المستشفى لتطمئمن على أبنتها: "جت جارتي وقالتلي البنات عملوا حادثة قلبي وقع معرفتش أتنفس، جريت على المستشفى وأنا بقول يارب لا توريني فيها حاجة توجعني… يارب تطلع بس مصابة… حتى لو كسور".
أضافت: "دخلت المستشفى، دورت عليها في قسم الطوارئ، ملقتهاش… لقيت حد بيقوللي اسألي في التلاجة، قلبي وقع، دخلت، لقيتها نايمة كأنها ملاك… نايمة بس مش هتصحى تاني لقيتها في قايمة الوفيات.. عيني عليكي يا تقى".
زغرطت لعروس الجنة
الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش
الأم لم تكن تبكي كالمعتاد، كان بداخلها بكاء أعمق من الدموع، جرح لا يصرخ لكنه يحرق، تحدثت عن جنى، صديقة تقى التي رحلت معها في الحادث ذاته: "جنى كانت أكتر من صحبتها.. دي كانت أختها اللي متربية معاها يوم بيوم، خرجوا مع بعض وماتوا مع بعض… وكأنهم متفقين يرحلوا سوا".
ولأن بعض الأمهات لا يكسرهن الموت بل يزيدهن علوا، قررت الأم أن تودع ابنتها بزغرودة لا فرحًا، بل إيمانا بأن جنازتها هو مشهد زفاف شهيدة للجنة: "آه… زغرطت في جنازتها، زغرت وقلبي بينزف، لأن بنتي ماتت وهي خارجة تدور على أكل عيشها.. يعني شهيدة. ما كانتش خارجة تتفسح، كانت رايحة تشتغل عشان تساعد… تستاهل تبقى شهيدة.. أنا مش بس مودعاها، أنا اعتبرت نفسي بزفها للجنة".
يذكر أن 19 فتاة وشاب قد لقوا مصرعهم، أمس الجمعة، على الطريق الاقليمي في نطاق مركز اشمون اثر اصطدام سيارة نقل تريلا بسيارتهم أثناء توجههم إلى العمل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
بعد تدخل الرئيس السيسي.. كيف تعاملت الحكومة مع ضحايا حادث المنوفية
في واحدة من أبشع الحوادث التي شهدها الطريق الإقليمي كان حادث المنوفية، أودى تصادم مروع بحياة 18 فتاة من أبناء قرية كفر السنابسة، أثناء ذهابهن إلى عملهن في أحد المصانع بحثًا عن لقمة عيش شريفة، بينما أصيب 3 آخرون في الحادث ذاته، ما أشعل مشاعر الحزن والغضب في قلوب الأهالي والمجتمع المصري بأسره. وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بزيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، وبمبلغ 25 ألف جنيه لكل حالة إصابة فوق المبالغ التي قررتها كل من وزارتى العمل والتضامن بشأن حادث طريق أشمون. الرئيس يوجه الحكومة بزيادة التعويضات في حادث طريق أشمون كما وجه الرئيس السيسي الحكومة بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة، وخاصة الطريق الدائرى الإقليمى وسرعة الانتهاء منها والتأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسار الطريق بصورة واضحة، والعمل على إزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فورى بالإضافة إلى مراقبة السرعة عليها. زيادة تعويضات ضحايا حادث طريق أشمون إلى 500 ألف جنيه و 70 ألفا لكل مصاب تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بزيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لأسرة كل حالة وفاة، وبمبلغ 25 ألف جنيه لكل حالة إصابة فوق المبالغ التي قررتها كل من وزارتى العمل والتضامن الاجتماعي بشأن حادث طريق أشمون، وجهت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، ومحمد جبران وزير العمل، الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، والإدارة العامة للعمالة غير المنتظمة، ومديرية عمل المنوفية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة التعويضات من قبل الوزارتين لتصل إلى 500 ألف جنيه لأسرة كل ضحية من ضحايا حادث المنوفية، فضلا عن 70 ألف جنيه لكل حالة إصابة. النيابة العامة تأمر بحبس المتهم المتسبب في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية انتقل فريق من أعضاء النيابة العامة إلى موقع حادث مرور المنوفية لمناظرة جثامين المتوفين، وسؤال ذويهم وشهود العيان. جاء ذلك في إطار ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات عاجلة بشأن الحادث المروري الأليم الذي وقع أعلى الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وأسفر عن وفاة تسعة عشر مواطنًا وإصابة ثلاثة آخرين أثناء توجههم إلى عملهم. أسفرت المعاينة الأولية، وما توصلت إليه تحريات الشرطة، عن أن قائد سيارة نقل (تريلا) قد تجاوز الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة ميكروباص كانت تُقل الضحايا، وأسفر الحادث عن هذا العدد الكبير من الوفيات والإصابات البالغة. وعلى أثر ذلك، تم ضبط قائد السيارة المتسبب في الحادث، وعرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، كما كشفت نتيجة التحليل المعملي للعينة المسحوبة منه عن ثبوت تعاطيه مواد مخدرة وقت ارتكاب الواقعة. كيف تعاملت الحكومة مع ضحايا حادث المنوفية -فتح تحقيقات عاجلة بشأن الحادث المروري أعلى الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية -ضبط قائد السيارة المتسبب في الحادث -حبس سائق التريلا احتياطيًّا على ذمة التحقيقات -500 ألف جنيه لأسرة كل ضحية من ضحايا حادث المنوفية -70 ألف جنيه لكل حالة إصابة -توجيه رئاسي بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة -صيانة ومتابعة الطريق الدائرى الإقليمى وسرعة الانتهاء منها -التأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسار الطريق بصورة واضحة -العمل على إزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فورى -مراقبة السرعة علي الطرق.


صدى البلد
منذ 5 ساعات
- صدى البلد
النيابة العامة تأمر بحبس المتهم المتسبب في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية
انتقل فريق من أعضاء النيابة العامة إلى موقع حادث مرور المنوفية لمناظرة جثامين المتوفين، وسؤال ذويهم وشهود العيان. جاء ذلك في إطار ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات عاجلة بشأن الحادث المروري الأليم الذي وقع أعلى الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وأسفر عن وفاة تسعة عشر مواطنًا وإصابة ثلاثة آخرين أثناء توجههم إلى عملهم. أسفرت المعاينة الأولية، وما توصلت إليه تحريات الشرطة، عن أن قائد سيارة نقل (تريلا) قد تجاوز الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة ميكروباص كانت تُقل الضحايا، وأسفر الحادث عن هذا العدد الكبير من الوفيات والإصابات البالغة. وعلى أثر ذلك، تم ضبط قائد السيارة المتسبب في الحادث، وعرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، كما كشفت نتيجة التحليل المعملي للعينة المسحوبة منه عن ثبوت تعاطيه مواد مخدرة وقت ارتكاب الواقعة. وإذ تنعى النيابة العامة ببالغ الحزن والأسى ضحايا هذا الحادث المفجع، فإنها تتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرهم المكلومة، داعية المولى عز وجل أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. وتنوه النيابة العامة بأن اختصاصها ينعقد في إطار الدعوى الجنائية وحدها، دون الدعوى المدنية، في ضوء اختصاصها المحدد قانونًا، وأن لذوي الضحايا، والمصابين، ولكل من لحقه ضرر من جراء الحادث، الحق في الادعاء مدنيًّا أثناء مباشرة النيابة العامة للتحقيقات، أو أمام المحكمة المختصة بنظر الدعوى الجنائية، أو برفع دعوى مستقلة أمام المحكمة المدنية المختصة، حفاظًا على حقوقهم المشروعة. كما تُشير النيابة العامة إلى أن للمستحقين أو ورثة الضحايا الحق في اقتضاء مبلغ التأمين المقرر عن حوادث مركبات النقل السريع المرخص بتسييرها، دون الحاجة إلى اللجوء للقضاء في هذا الشأن، ويجوز كذلك للمضرور أو ورثته اتخاذ الإجراءات القضائية قبل المتسبب عن الحادث والمسؤول عن الحقوق المدنية، للمطالبة بما يجاوز مبلغ التأمين المشار إليه، وذلك وفقًا لما نظمه قانون التأمين الموحد. وتؤكد النيابة العامة التزامها الكامل بكشف كافة ملابسات الحادث، وإعلان نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها، تحقيقًا للردع العام، وصونًا لأرواح المواطنين.


صدى البلد
منذ 10 ساعات
- صدى البلد
الطريق الإقليمي قتـ.ل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش.. الأم : زغردت في الجنازة
في قلب قرية صامتة بالمنوفية، لا تسمع فيها سوى همس الريح ونحيب الأمهات، يخيم الحزن كغمامة سوداء فوق منزل صغير، كان بالأمس ينبض بالضحك، ويضج بالأحلام هناك، عند بيت تقى محمد، فتح باب الأحزان على مصراعيه، وغطت جدرانه ظلال سوداوية كأن الضوء نفسه خجل من الدخول. تقى، فتاة الخامسة عشرة، التي اعتادت أن تستيقظ مبكرا كي تسبق الشمس إلى الحقول، لم تكن تعلم أن آخر خطواتها على حادث الطريق الإقليمي المنوفية ، ستكون إلى الموت، لا إلى النتيجة التي انتظرتها بشغف طفلة، حينما سألت والدتها عنها قبل رحيلها بيومين. بيت بلا روح وأم مفجوعة الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش في المنزل المتواضع، جلست والدة تقى في منتصف غرفة تتوسط سيدات يرتدين السواد ليقدمن واجب العزاء، الأم لا تتحرك، لا تنظر لأحد، كأنها خرجت من جسدها وظلت روحًا محطمة تبحث عن ابنتها في أرجاء البيت. بصوت خافت يشبه رجفة قلب قالت والدة تقى: 'كانت أول فرحتي… كانت مستنيا النتيجة كأنها مستنية فرحها، سألتني قبل الحادث بيوم يا أمي النتيجة ظهرت؟ قولتلها: خايفة ليه يا تقى؟ اللي كتبه ربنا هنرضى بيه.. ضحكتلي، وراحت تجهز هدومها عشان تروح شغلها". سكتت الأم لحظة، وعادت تكمل: 'كنت دايمًا أقولها انتي أكبر من سنك، جدعة وشقيانة، نزلت من بعد العيد تشتغل في حصاد العنب، كانت شايلة همنا، وبتساعدنا في الظروف الصعبة اللي عاشنها'. رحيل تقى خطف قلبي الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش خبر الحادث وقع عليها كالصاعقة وهتف قبلها 'يارب متوجعنيش في تقى'، وخرجت مهرولة إلى المستشفى لتطمئمن على أبنتها: "جت جارتي وقالتلي البنات عملوا حادثة قلبي وقع معرفتش أتنفس، جريت على المستشفى وأنا بقول يارب لا توريني فيها حاجة توجعني… يارب تطلع بس مصابة… حتى لو كسور". أضافت: "دخلت المستشفى، دورت عليها في قسم الطوارئ، ملقتهاش… لقيت حد بيقوللي اسألي في التلاجة، قلبي وقع، دخلت، لقيتها نايمة كأنها ملاك… نايمة بس مش هتصحى تاني لقيتها في قايمة الوفيات.. عيني عليكي يا تقى". زغرطت لعروس الجنة الطريق الإقليمي قتل حلم "تقى".. طالبة الإعدادية خرجت على لقمة العيش عادت في نعش الأم لم تكن تبكي كالمعتاد، كان بداخلها بكاء أعمق من الدموع، جرح لا يصرخ لكنه يحرق، تحدثت عن جنى، صديقة تقى التي رحلت معها في الحادث ذاته: "جنى كانت أكتر من صحبتها.. دي كانت أختها اللي متربية معاها يوم بيوم، خرجوا مع بعض وماتوا مع بعض… وكأنهم متفقين يرحلوا سوا". ولأن بعض الأمهات لا يكسرهن الموت بل يزيدهن علوا، قررت الأم أن تودع ابنتها بزغرودة لا فرحًا، بل إيمانا بأن جنازتها هو مشهد زفاف شهيدة للجنة: "آه… زغرطت في جنازتها، زغرت وقلبي بينزف، لأن بنتي ماتت وهي خارجة تدور على أكل عيشها.. يعني شهيدة. ما كانتش خارجة تتفسح، كانت رايحة تشتغل عشان تساعد… تستاهل تبقى شهيدة.. أنا مش بس مودعاها، أنا اعتبرت نفسي بزفها للجنة". يذكر أن 19 فتاة وشاب قد لقوا مصرعهم، أمس الجمعة، على الطريق الاقليمي في نطاق مركز اشمون اثر اصطدام سيارة نقل تريلا بسيارتهم أثناء توجههم إلى العمل.