logo
أهم الأدوات التي استخدمها مسلسل "مستر روبوت" في الاختراقات

أهم الأدوات التي استخدمها مسلسل "مستر روبوت" في الاختراقات

الجزيرةمنذ 6 أيام
أذهل مسلسل "مستر روبوت" (Mr.Robot) كل مشاهديه، وذلك بفضل مزيج فريد بين التشويق والإثارة المعتادة في مسلسلات التحريات، إلى جانب لمسة واقعية من حياة المخترقين وعالم الأمن السيبراني بشكل عام.
ورغم أن جميع أحداث المسلسل خيالية ولا تمت للواقع بصلة، فضلا عن بعض التحريفات لتطويع عالم الجرائم السيبرانية بشكل درامي قدر الإمكان، فإن جزءا كبيرا من الأدوات والتقنيات التي ظهرت في المسلسل هي واقعية ومتاحة لكل من يعمل في العالم السيبراني، وفيما يلي استعراض لأهم هذه الأدوات:
1-نظام تشغيل "كالي لينكس" (Kali Linux)
ظهر نظام تشغيل "كالي لينكس" (Kali Linux) في أكثر من مشهد بالمسلسل، ويمكن القول إن بطل المسلسل اعتمد عليه بشكل كامل في عمله بالجرائم السيبرانية، إذ يعد النظام أحد أبرز وأشهر أنظمة التشغيل المتعلقة بالأمن السيبراني.
ولا يعتبر نظام "كالي لينكس" نظام تشغيل متكامل أو قائم بذاته، فهو توزيعة خاصة لأنظمة "لينكس" ولكن مخصصة لعالم الاختراق، إذ تضم مجموعة متنوعة من أدوات الاختراق والاختبارات السيبرانية مثبتة بالنظام وجاهزة للاستخدام.
كما أن حجم النظام الصغير يتيح تحميله والاحتفاظ به على أي قرص خارجي مهما كان حجمه صغيرا، لذا يمكن استخدامه على أي جهاز حاسوب حتى وإن لم يكن متصلا بالإنترنت أو لا يحمل النظام بداخله.
2-أدوات "وجيت" (Wget) و"شيل شوك" (ShellSHock) و"جون ذا ريبر" (Jhon The Ripper)
بينما يعتبر نظام "كالي لينكس" بيئة متكاملة لتشغيل البرامج المختلفة، إلا أن المسلسل لم يكتف به وقدم مجموعة من الأدوات الشهيرة التي تعمل داخل النظام وتستخدم في الهجمات السيبرانية، ومن بينها "وجيت" (Wget) و"شيل شوك" (ShellSHock) و"جون ذا ريبر" (Jhon The Ripper).
وتعمل أداة "وجيت" على إرسال طلبات عبر شبكة الإنترنت، ويمكن أن تحمل هذه الطلبات أوامر مختلفة، كتحميل صورة أو صفحة ما من موقع في الإنترنت، وتتيح الأداة تحميل الملف المصدري لأي شيء موجود على الإنترنت.
إعلان
وتعد "شيل شوك" واحدة من أبرز الثغرات التي عاصرت المسلسل واستخدمت بكثرة من قبل القراصنة، وهي تعمل بالتزامن مع الأدوات الأخرى لتثبيت ثغرات الأنظمة واستغلالها لاحقا للوصول إلى المعلومات أو الجهاز عن بعد.
وأما "جون ذا ريبر" فهي أداة اختراق كلمات المرور وكسر حمايتها، ومن هنا جاء اسمها المستوحى من المجرم الشهير في الماضي.
3-أداة "إن ماب" (Nmap)
تعد أداة "إن ماب" (Nmap) إحدى أبرز الأدوات التي يستعملها المخترقون حتى يومنا هذا، وقد كان لها دور وظهور كبير في المسلسل، وهي عبارة عن أداة مسح للشبكات من أجل اكتشاف الأجهزة المتصلة واختبار الأمن السيبراني للشبكة، ويمكن عبرها اكتشاف الثغرات الموجودة في الشبكة وإن كانت معرضة للاختراق أم لا.
4-أداة "كاندومب" (candump)
ظهرت هذه الأداة البرمجية في مجموعة من الحلقات المتنوعة بالمسلسل، وهي مرتبطة بشكل مباشر بالعالم الحقيقي والأحداث التي عاصرت المسلسل، إذ انتشرت في تلك الفترة محاولات اختراق السيارات الذكية عن بعد.
تستخدم أداة "كاندومب" في اختراق السيارات الذكية عن بعد والوصول إلى وحدة "كانبوس" (Canbus) المركزية التي تتحكم في كل تفاصيل السيارة سواء كانت ميكانيكية أو غيرها، وعبر هذه الأداة يمكن تشغيل السيارات عن بعد أو إغلاقها، فضلا عن مجموعة من الخيارات الأخرى.
5-أدوات الاختراق عبر البلوتوث
اعتمد أبطال المسلسل على مجموعة متنوعة من الأدوات التي تقوم بالبحث عن أجهزة البلوتوث واستخراج أكبر قدر ممكن من المعلومات دون الحاجة إلى الاقتران والاتصال مع الجهاز بشكل فعلي، أي أن عملية البحث واستخراج المعلومات تتم دون علم صاحب الجهاز.
ثم تستخدم هذه المعلومات لاحقا في تجهيز هجوم مخصص لهذا الجهاز والبحث عن الثغرات الموجودة فيه، وفي إحدى الحلقات، ظهرت أداة "بلوسنف" (Bluesniff) التي تقوم بهذا الغرض واستهدفت لوحة مفاتيح لاسلكية، وبعد اختراق لوحة المفاتيح يمكن استخدامها لاختراق الحاسوب وتثبيت برمجية خبيثة فيه.
6-أداة "هاك آر إف ون" (HackRF One)
تعد أداة "هاك آر إف ون" واحدة من الأدوات المرتبطة بالبرمجيات، وهي عبارة عن جهاز راديو مفتوح المصدر ومتعدد الاستخدام مصمم لإرسال واستقبال إشارات الراديو عبر نطاق واسع من الترددات المختلفة، ويمكن القول ببساطة إنها أداة راديو تبث وتستقبل الإشارات.
وتستخدم هذه الأداة بكثرة في العالم السيبراني من كلا الجانبين، سواء كان خبراء الأمن السيبراني أو القراصنة، إذ يمكن عبرها اعتراض ترددات الهواتف المحمولة والتشويش عليها، فضلا عن اختبار قوة الشبكات اللاسلكية.
ويشمل المدى الذي تغطيه الأداة معظم الترددات المستخدمة في الأجهزة الحديثة، فهي تدعم الترددات بين 1 ميغاهرتز و6 غيغاهرتز، لذا يمكن استخدامها لاختراق شبكات الإنترنت اللاسلكية وشبكات الهواتف المحمولة، فضلا عن شبكات الراديو المعتادة.
7-أداة "كيلوجر يو إس بي" (Keylogger USB)
تشبه هذه الأداة في شكلها وحدات تحويل الاتصال التي تستخدم لتوصيل الأنواع المختلفة من منافذ "يو إسي بي" ببعضها البعض، كما يوجد محولات مماثلة للاستخدام بين أنواع الاتصال المختلفة خاصة إن كان الجهاز قديما أو يعتمد على واجهة قديمة لا يوجد لها مكان في الأجهزة الحديثة.
وبفضل شكلها المعتاد للجميع، لا يمكن أن يشك أحد في كون هذه الأداة إحدى أخطر أدوات الاختراق على الإطلاق، فهي تعمل على تسجيل كل اللمسات والأزرار التي يتم كتابتها في لوحة المفاتيح، ولاحقا يمكن الوصول إلى الملف المخزن في الأداة لاستعراض ما تم تسجيله وأين تم تسجيله، كما توجد بعض الأدوات المماثلة التي تبث ما تسجله مباشرة عبر شبكة الإنترنت.
8-متصفح "نتسكيب" (netscape)
ربما لم يعد متصفح "نتسكيب" مستخدما اليوم، ولكنه كان متصفح الإنترنت الافتراضي في تسعينيات القرن الماضي، وما زالت تتاح منه حتى الآن بعض الإصدارات، ولكنها بشكل عام تستخدم في القطاع السيبراني.
ويشبه "نتسكيب" متصفح "فايرفوكس" من ناحية المزايا وواجهة المستخدم، ولكنه يتمتع بحماية أقل قليلا منه، لذا يفضله المخترقون ورجال الأمن السيبراني كونه يتيح لهم اختبار مجموعة من الأدوات المتنوعة التي قد ترفض المتصفحات الحديثة استخدامها.
9-متصفح "تور" (Tor)
يعد هذا المتصفح أشهر ما ظهر في مسلسل "مستر روبوت"، وذلك لأن استخدامه مرتبط مباشرة بشبكات الإنترنت المظلمة "الدارك ويب"، وهو متصفح لا يمكن تتبعه أو تسجيل ما يحدث من خلاله، لذلك يستخدم بكثرة في عمليات الدارك ويب.
ويفضل رجال الأمن السيبراني هذا المتصفح لأنه لا يجمع أي بيانات عما يتم داخله، وبالتالي يتيح للمستخدمين خصوصية تامة.
10-أدوات للاتصال بالشبكة وحقن البرمجيات الخبيثة
ظهرت هذه الأدوات في مختلف حلقات "مستر روبوت" وهي لا تتبع شركة واحدة أو شكل واحد، ولكنها جميعا تؤدي الغرض نفسه، حقن البرمجيات الخبيثة في الأجهزة المستهدفة أو التجسس على الشبكات والتقاط الترددات الخاصة بها.
ومن أبرز هذه الأدوات التي ظهرت في المسلسل "باد يو إس بي" (Bad USB) و"يو إس بي رابر داكي" (USB Rubber Ducky) و"لان تورتيل" (Lan Turtle) و"آر إف آي دي سنيفر" (RFID Sniffer).
وتعد آلية "باد يو إس بي" إحدى أشهر الطرق لاختراق الحواسيب بشكل عشوائي، فهي تعتمد على إلقاء مجموعة من أقراص "يو إس بي" في مكان عام والانتظار حتى يقوم الضحية بالتقاط القرص واستخدامه في حاسوبه.
11-هاتف "بووني إكسبريس بوون" (Pwnie Express Pwn)
للوهلة الأولى يبدو هاتف "بووني إكسبريس بوون" كأي هاتف معتاد، وذلك لأنه صنع بناء على جهاز "جوجل نيكسس 4" (Google Nexus 4) ويعتمد على المواصفات ذاتها من المعالج القوي والشاشة الكبيرة الواضحة.
ولكن الاختلاف الأبرز بينه وبين هاتف "نيكسس" هو أن "بووني إكسبريس بوون" يأتي مزودا بنظام "كالي لينكس" المخصص للاختراق، مع أكثر من 100 أداة برمجية مختلفة لاختراق الشبكات واختبارها، وفضلا عن ذلك، فهو يأتي مع عتاد كامل يسهل حقن البرمجيات الخبيثة عبر شبكات اللاسلكية وأجهزة البلوتوث المختلفة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نفاد تذاكر "الأوديسة" قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نولان صياغة قواعد اللعبة؟
نفاد تذاكر "الأوديسة" قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نولان صياغة قواعد اللعبة؟

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

نفاد تذاكر "الأوديسة" قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نولان صياغة قواعد اللعبة؟

في عصر تتسع فيه سطوة المنصات الرقمية، وتتراجع شاشات السينما أمام زحف العرض المنزلي، لا يزال المخرج كريستوفر نولان متمسكا بفكرة العرض السينمائي. ففي الوقت الذي قد يلجأ فيه كثير من المخرجين وشركات الإنتاج إلى التوزيع الرقمي، منصاعين لتغوّل المنصات وسعيها الحثيث للتحكم في مقاليد الفرجة، يعيد نولان الاعتبار لفعل الذهاب إلى السينما بفيلمه المرتقب "الأوديسة" (The Odyssey). هذه ليست السابقة الأولى لنولان في هذا الصدد، فقد سبق أن أسهم فيلمه عقيدة (Tenet) في كسر جمود الصناعة أثناء جائحة (كوفيد-19)، إذ راهن على صالات العرض في وقت أُغلقت فيه معظم نوافذ التوزيع التقليدي. وربما لن ينسى محبّو الفن السابع هذا الموقف لمخرج يُعد من بين الأهم والأكثر جدلا وانتشارا بين صناع السينما المعاصرين. وقد برهن على تلك المكانة بما حققه فيلمه الأخير منذ عامين أوبنهايمر (Oppenheimer) من إيرادات هائلة، توجت بعدد من جوائز الأوسكار وغيرها رغم التوقعات الحذرة التي سبقته، مما جعل البعض يراه ضربا من العرفان الجماهيري بمخرج أثّر ولا يزال في شكل الصناعة وجماهيريتها. ويبدو أن هذا العرفان قد فاق التوقعات مع مشروعه الجديد، إذ طُرحت تذاكر الفيلم مؤخرا عبر قنوات "آيماكس" (IMAX) قبل عام كامل من موعد عرضه الرسمي في يوليو/تموز 2026، بحسب ما هو مقرر. لكن وجه الغرابة ليس في الإعلان المبكر عن فيلم لا يزال في طور الإنتاج بل فيما حدث لاحقا، حيث نفدت التذاكر في فترة وجيزة، سواء عبر القنوات الرسمية أو السوق السوداء، في سابقة -على الأرجح- لم يختبرها تاريخ الفن السابع من قبل، كأننا أمام طقس احتفالي أكثر من كونه عرضا سينمائيا، يحركه جمهور لم يكن دافعه مجرد الرغبة في مشاهدة فيلم، بل اندفع كمن يحجز لنفسه موضعا في لحظة تاريخية أو حدث زمني، يشغل العالم منذ الآن. فرصة العمر يمثل فيلم "الأوديسة" التعاون الثاني بين كريستوفر نولان وشركة "يونيفرسال"، بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلمه السابق "أوبنهايمر". وتحول هذا النجاح إلى ما يشبه الظاهرة، حيث احتفى المشهد السينمائي في ذلك العام بمصطلح "أوبنهايمر" الذي ظل رائجا لعدة أشهر، كما تنافس بشراسة مع "باربي" للمخرجة غريتا غيرويغ، مشكلا حالة فريدة من التفاعل الجماهيري والاهتمام الإعلامي. ولا تكتمل الصورة لدى نولان إلا بالشراكة مع شركة "آيماكس"، وهو تعاون أشبه بإستراتيجية طويلة الأمد تبلورت منذ سنوات مع أفلام مثل، "فارس الظلام. بين النجوم. عقيدة"، حيث عمد إلى استخدام كاميرات آيماكس لأول مرة بشكل موسّع، مانحا الجمهور تجربة بصرية غير مسبوقة على الشاشة الكبيرة. يعتمد فيلم "الأوديسة" على تقنية تصوير خاصة بتنسيق "آيماكس 1570″، وهو أعلى تنسيق سينمائي من حيث الدقة وحجم الإطار، يتطلب دور عرض خاصة ليست منتشرة على نطاق واسع عالميا. حتى إنه خلال ليلة واحدة فقط، بيع نحو 1800 تذكرة لـ4 عروض في سينما آيماكس ملبورن، كما نفدت التذاكر سريعا في الولايات المتحدة وبريطانيا ودور عرض أخرى، مع تداولها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة تصل إلى 300-400 دولار. وفي حوار نُشر مؤخرا بصحيفة "هوليود ريبورتر"، أشار جيريمي في، المدير العام لآيماكس، إلى اضطرارهم لتغيير نظام الحجز لمواكبة هذا الضغط غير المسبوق، مؤكدا أن فترة البيع المسبق لتذاكر هذا الفيلم هي الأطول في تاريخ الشركة، واصفا نولان بأنه "أهم صفقة" لديهم. وبحسب ما أعلنته "يونيفرسال بيكتشرز" عبر موقعها الرسمي، فإن تصوير فيلم "الأوديسة" جرى في أكثر من قارة، موزعا على عدد كبير من البلدان، لم يُفصح عن تفاصيلها بعد، لتصبح واحدة من مفاجآت الفيلم. والطاقم التمثيلي بدوره يشي بضخامة المشروع، إذ يضم عددا كبيرا من النجوم، كما يفضل نولان وبما يتناسب مع البناء الكاتدرائي للحكاية، من بينهم: "جون بيرنثال. تشارليز ثيرون. آن هاثاواي. روبرت باتينسون". كذلك الممثل البريطاني الشاب توم هولاند، الذي كان من أوائل المتحدثين عن الفيلم للصحافة، وذلك من خلال مقابلة قصيرة أجريت معه على هامش حضوره نهائي الدوري الأوربي، حيث أعرب بطل أفلام سبايدر مان وغيرها، عن مشاركته بحماسة لافتة، واصفا العمل مع نولان بـ"فرصة العمر"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن ما شاهده من مراحل تنفيذ الفيلم كان "مذهلا ومختلفا تماما عن كل ما رأيناه من قبل". ولا نعرف تحديدا إن كان هولاند يقارن التجربة بأفلام نولان السابقة، أم أنه يتحدث من منظور أوسع، عن السينما نفسها حين تُقاس بفيلم مثل "الأوديسة". العرض مستمر على مدار أكثر من ربع قرن، كانت أعمال كريستوفر نولان محل تقدير نقدي وجماهيري نادر، رغم تعقيدها وتشابكها الدرامي. لقد تفنن نولان في نسج سرد يمضي ذهابا وإيابا مثل بندول الساعة، وأحيانا يتلوى زاحفا كالثعبان عبر الزمان والمكان، مما يجعل كل عمل منه رحلة ذهنية محفوفة بالتحدي والإثارة. وفي رحلته الجديدة، يبدو أنه يخوض تجربة زمنية أكثر تعقيدا، خصوصا أنه يستلهم واحدة من أعظم الملاحم الشعرية التي صاغها الخيال الإنساني، أوديسة هوميروس، الشاعر الإغريقي الأسطوري، الذي نسج عمله على تضفير الواقعي بالغرائبي، سواء على مستوى الشخصيات أو الأحداث التاريخية، وذلك عبر رحلة طويلة يخوضها البطل أوديسيوس عائدا إلى وطنه بعد حرب طروادة. إنها دراما تتأسس على التّيه والاختبار الإنساني في مواجهة الآلهة والشياطين، حيث يتلاشى الحد الفاصل بين المادي والميتافيزيقي، ويتحوّل الزمن إلى معركة. في الأيام الأخيرة، ظهرت مجموعة من الفيديوهات الدعائية المسربة لفيلم "الأوديسة"، مدتها تتراوح بين دقيقة ودقيقتين، تعكس ببراعة التقنيات البصرية المتطورة التي تصور عالما بانوراميا يتنقل بين البحر والأرض. مشاهد أسطول سفن غارقة، ومئات الجثث، وحكماء وملوك وشعوب مختلفة، بالإضافة إلى أحصنة تطير في الهواء وسماء مشتعلة وسيوف مقدسة، وحشود ضخمة من المجاميع تظهر ربما كجزء بسيط من خبيئة نولان الفنية. ويعد نولان من المبدعين الذين يصعب التنبؤ بجديدهم، فقد ينجح البعض أحيانا في توقع تقنياته، لكنه كثيرا ما يفاجئ جمهوره بخروجات عن مساره المألوف. وبينما لا يزال أمام ملحمة نولان الجديدة عام كامل من المفاجآت والجدل والإثارة، فلا شك أن ما يجري حول "الأوديسة" الآن، وما سيتكشّف لاحقا، لن يُقرأ كحدث تسويقي فحسب، بل كإعلان عن تحدٍ جديد في صناعة السينما. مواجهة تعيد إلى الأذهان موقف جيمس كاميرون، مخرج 'أفاتار'، الذي صرّح بعد الجزء الأخير أنه لن يُنتج جزءا جديدا ما لم يحقق الفيلم إيرادات بعينها. وهو ما يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل العرض السينمائي، بالإضافة إلى جدوى التجربة الجماعية للمشاهدة في عصر المنصات الرقمية والشاشات الصغيرة، مما يذكرنا بأن هناك نوعية من الأفلام لا تحتاج إلى دعاية أو مشهد تمهيدي، بل يكفي أن تحمل توقيع مخرجها، ليبدأ العرض حتى قبل تقديمه على الشاشة.

شاهد.. مفاجأة مؤثرة من رونالدو لشيف النصر بمناسبة عيد ميلاده
شاهد.. مفاجأة مؤثرة من رونالدو لشيف النصر بمناسبة عيد ميلاده

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

شاهد.. مفاجأة مؤثرة من رونالدو لشيف النصر بمناسبة عيد ميلاده

في عالم كرة القدم، وبعيدًا عن المباريات والانتقالات، لا يكفّ نجومٌ، مثل كريستيانو رونالدو، عن إبهار الجماهير بإنسانيتهم وصدق مشاعرهم. ومؤخرًا، شهد مطبخ فريق النصر السعودي حدثًا مبهجًا ومؤثرًا. اقرأ المزيد

الركض الصامت في زمن الإنجاز
الركض الصامت في زمن الإنجاز

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

الركض الصامت في زمن الإنجاز

استيقظت يوما، بلا سبب واضح، ووجدتني أركض. لا موعد ينتظرني، ولا طارئ يستدعي العجلة. ومع ذلك، كنت أركض. أفتح هاتفي بيد نصف نائمة، أتنقل بين الرسائل، أجيب عن بعضها، وأتجاهل أخرى. أشعر بالذنب.. لا لأنني لم أُنجز، بل لأنني لم أستطع أن أكون حاضرة في كل شيء. أنهي مكالمة، لأبدأ مهمة. أنتهي منها، لأفكر في المهمة التالية. وهكذا يمضي اليوم، كعجلة تدور دون توقف، وأنا في المنتصف، لا أعرف: هل أنا من يقودها، أم أنها من تقودني؟ يمجدون من يعمل تحت الضغط، يُصفقون لمن ينام ساعات أقل، ويتفاخرون بالإرهاق كوسام شرف. لكن قلما يسأل أحد: ما الثمن؟ ومتى نرتاح؟ بمرور الوقت، لم تعد هذه الحالة استثناء.. بل صارت عادة، وصارت العادة نمطا، وصار النمط حياة. ركضٌ يومي لا يُعلن عن نفسه، لكنه يسرق منا كل شيء: الوقت، السلام، الانتباه، وحتى ملامحنا الحقيقية. صرنا نعيش كما لو أن هناك من يُراقب أداءنا طوال الوقت، أصبحنا نُقاس بعدد المهام، بعدد الردود، بعدد الإنجازات. يمجدون من يعمل تحت الضغط، يصفقون لمن ينام ساعات أقل، ويتفاخرون بالإرهاق كوسام شرف. لكن قلما يسأل أحد: ما الثمن؟ ومتى نرتاح؟ وماذا نفعل ببقايا أنفسنا التي تذوب في زحمة كل هذا الركض؟ نحن لا نعيش.. ننفذ، نؤدي أدوارا لا نعرف من كتب نصوصها، نحاول أن نكون كل شيء، لكل الناس، طوال الوقت. وحين يتسلل التعب إلى أرواحنا، لا نملك حتى الوقت للاعتراف به. نؤجل كل شيء: الراحة، الحضور، الاستمتاع بلحظة صمت، نقول لأنفسنا: لاحقا. حين أفرغ. حين يهدأ كل شيء. لكن الحقيقة؟ لا شيء يهدأ، ولا أحد يفرغ. هكذا، يتحول "لاحقا" إلى نمط حياة، ونُتقن فن التأجيل، إلا في المهام. نركض، وننجز، ونخطط، ونراسل، ونرتب، ونُربي، ونبتسم في الصور، ونكتب في دفاترنا "التوازن"، لكننا لا نعيشه. نقرأ عنه في الكتب، نحضره في الدورات، ونخطط له في بداية كل عام.. لكنه يظل حلما مؤجلا، لأننا لم نُعلم أنفسنا كيف نتوقف. التوازن ليس قائمة مهام جديدة، وليس إنجازا يُضاف إلى السيرة الذاتية، وليس بطلا خارقا يتقن كل شيء دون أن يتألم. إعلان التوازن لحظة. لحظة صدق، لحظة نعترف فيها أننا بشر، ولسنا آلات، لحظة نسمح فيها لأنفسنا أن نكون حاضرين، لا منتجين فقط. لا أملك وصفة، ولا أقدم نصيحة جاهزة، أنا فقط أكتب لأتأكد أنني ما زلت أفكر.. ما زلت أحاول ألا أذوب في الزحام أن نغلق الهاتف دون شعور بالتقصير، أن نتأمل فنجان قهوتنا دون أن نعدل مهمة على المفكرة، أن نرتب يومنا لنعيش فيه، لا لنُرضي أحدا. في النهاية، لن يتذكرك أحد بعدد المهام التي أنجزتها، لكنك أنت، ستتذكر تماما كيف كنت تشعر. هل كنت حاضرا في أيامك؟ أم فقط كنت تؤدي الدور؟ أنا لا أملك وصفة، ولا أقدم نصيحة جاهزة، أنا فقط أكتب لأتأكد أنني ما زلت أفكر.. ما زلت أحاول ألا أذوب في الزحام. الركض مستمر، نعم. لكنني، كل مساء، أحاول أن أبطئ، أن أتنفس، أن أطفئ هاتفي قبل النوم… لا لأرتاح، بل لأقنع نفسي أنني توقفت. ثم أمد يدي إليه من جديد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store