
هل تخلت بريطانيا عن مشروع الربط الكهربائي مع المغرب؟
المشروع الذي يُعرف باسم 'إكس لينكس' مثّل نموذجًا غير مسبوق للتعاون جنوب – شمال في ميدان الطاقة النظيفة، وراهن على توظيف الموارد المتجددة المغربية لتزويد الملايين من الأسر البريطانية بالكهرباء النظيفة عبر كابل بحري بطول يقارب 4000 كيلومتر.
وكان المشروع أيضًا يعد رافعة تنموية مهمة للمغرب، حيث كان يهدف أن يخلق حوالي 12 ألف فرصة عمل مؤقتة خلال مرحلة البناء، فضلاً عن فرص تشغيل دائمة بعد إطلاقه.
غير أن هذا الطموح تلقى صفعة موجعة بعد تأكيد رسمي من الحكومة البريطانية يفيد بعدم نيتها مواصلة دعم المشروع.
ووفقا لما تناقلته الصحافة البريطانية، فقد أعلنت وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني، عبر بيان خطي قدمه الوزير مايكل شانكس إلى البرلمان، أن المشروع لم يعد يُنظر إليه كأولوية ضمن الاستراتيجية الوطنية للطاقة، والتي باتت تركز على تعزيز الإنتاج المحلي.
هذا القرار، حسب ما تم تداوله، شكل تراجعًا لافتًا عن الاعتراف السابق الذي منحته الحكومة البريطانية للمشروع باعتباره 'ذا أهمية وطنية' سنة 2023، وأثار استغرابًا شديدًا لدى الشركة المطورة التي سارعت إلى التعبير عن خيبة أملها الكبيرة مما وصفته بـ"تفويت فرصة تاريخية".
رئيس مجلس إدارة شركة "إكس لينكس"، السير ديف لويس، لم يخف استياءه من القرار، حسب بيان الشركة، معتبرًا أن المشروع كان يقدم عرضًا تنافسيًا للغاية ضمن آلية "عقد مقابل الفروقات"، ولا يطلب أي تمويل حكومي مسبق.
وبحسب ما جاء في بلاغ صادر عن الشركة، فإن مشروع "إكس لينكس" لا يقدم فقط بديلًا مستدامًا وفعالًا للطاقة، بل يتفوق أيضًا على البدائل النووية من حيث الكلفة وسرعة الإنجاز.
وقد لوّحت الشركة سابقًا باحتمال تغيير وجهة المشروع صوب بلدان أخرى، في حال استمرار غياب الدعم الحكومي البريطاني، خصوصًا بعدما طلبت في ماي الماضي تعليقًا مؤقتًا لمسار الموافقة الرسمية في انتظار اتضاح موقف الحكومة من طلبها.
وكان المشروع قد استقطب اهتمامًا واسعًا من كبار المستثمرين الدوليين الذين ضخوا، حتى الآن، ما يفوق 100 مليون جنيه إسترليني في مرحلة التطوير، وسط تقديرات بأن يصل الأثر الاقتصادي والاجتماعي له إلى حوالي 20 مليار جنيه إسترليني، بينها 5 مليارات موجهة مباشرة إلى الاقتصاد الأخضر البريطاني.
وكان المشروع يستهدف تزويد ما يعادل سبعة ملايين منزل في المملكة المتحدة بطاقة نظيفة ومنخفضة الكلفة، أي ما يناهز 8% من الطلب الوطني على الكهرباء.
كما كان من المرتقب أن يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطاقة البريطاني بنسبة تصل إلى 10%، مع تقديم حل عملي لتقلبات الطقس التي تؤثر على إنتاج الطاقات المتجددة محليًا.
ولهذه الاعتبارات، عبّر العديد من الخبراء والمهتمين بالشأن الطاقي، حسب ما تناقلته الصحافة البريطانية، عن دهشتهم من تراجع الحكومة البريطانية عن دعم مشروع بهذه المقومات، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة، وحاجة المملكة المتحدة إلى مصادر موثوقة ومستقرة من الكهرباء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يا بلادي
منذ يوم واحد
- يا بلادي
شركة Xlinks تعلن رسميا سحب ترشيحها لمشروع الكابل الكهربائي الذي يربط بين المغرب والمملكة المتحدة
أعلنت شركة Xlinks رسميًا عن سحب طلبها لمشروع الطاقة المتجددة الذي كان يهدف إلى توفير الطاقة الشمسية والرياح من المغرب إلى المملكة المتحدة عبر كابل تحت البحر يمتد على طول 4000 كيلومتر، بتكلفة تقدر بـ 310 مليارات درهم مغربي (25 مليار جنيه إسترليني). في رسالة قُدِّمت إلى مفتش التخطيط البريطاني في الأول من يوليو، أوضحت الشركة أنها «تسحب رسميًا الطلب المقدم في نوفمبر 2024، والذي تم قبوله للمراجعة في ديسمبر 2024». يأتي هذا القرار بعد إعلان وزارة الأمن الطاقي (DESNZ) في المملكة المتحدة بأنها «لم تعد تنظر في عقد لفرق السعر (CfD) المتفاوض عليه للمشروع». كانت آلية CfD ستضمن سعرًا أدنى للكهرباء المستوردة عبر الكابل بين المغرب والمملكة المتحدة. أوضحت Xlinks أنه نظرًا لـ«التغييرات» الحالية، فإنها لا «تعتقد أن مواصلة المراجعة في هذه المرحلة هو أمر مستحسن». وفي الأسبوع الماضي، أعرب رئيس Xlinks، السير ديف لويس، عن «دهشته وخيبة أمله العميقة» من قرار الحكومة بالتخلي عن المشروع. وكانت الشركة قد توقعت هذا التغير في موقف الحكومة. ففي ماي، طلبت توقفًا مؤقتًا في طلبها لأمر الموافقة على التطوير (DCO)، وهي خطوة حاسمة للمشاريع الكبرى للبنية التحتية، في انتظار توضيحات حول عملية CfD. كما أعربت Xlinks عن استيائها من التأخيرات في دعم الحكومة البريطانية، محذرة من أنها قد تنقل المبادرة إلى بلد آخر. للتذكير، كان مشروع الطاقة بين المغرب والمملكة المتحدة يهدف إلى توفير 3.6 جيجاوات من الطاقة النظيفة القابلة للتوزيع من منشآت شمسية ورياح وبطاريات في المغرب. وكان من المتوقع أن يسهم في تقليل انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة بنسبة 10% وخفض أسعار الكهرباء بالجملة بنسبة 9.3%.


WinWin
منذ 2 أيام
- WinWin
عرضية بـ10 ملايين.. أرنولد يسدّد فواتير ريال مدريد
استعاد ريال مدريد الإسباني القيمة التي دفعها للتعاقد مع المدافع الإنجليزي ترنت ألكسندر أرنولد من ليفربول، بعدما صنع هدف الفوز أمام يوفنتوس الإيطالي في الدور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025، ما منح النادي مكافأة مالية مباشرة تقدّر بنحو 10 ملايين جنيه إسترليني. وكان النادي الملكي قد فعّل الشرط الجزائي في عقد الظهير الأيمن مع ليفربول، قبل انتهاء عقده بنهاية الموسم، مقابل 8.4 ملايين جنيه إسترليني، لتأمين خدماته قبل انطلاق البطولة التي تقام هذا العام، بمشاركة 32 فريقًا للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية. وأصر المدير الفني لريال مدريد، تشابي ألونسو، على إتمام الصفقة مبكرًا، رغم إمكانية التوقيع المجاني لاحقًا، بهدف ضمان مشاركة اللاعب في البطولة، وهو ما تحقق بنتيجة مباشرة عبر تمريرة حاسمة للهدف الوحيد في مباراة يوفنتوس. الأرقام لا تكذب.. ريال مدريد يتصدر مشهد مونديال الأندية 2025 اقرأ المزيد وأرسل أرنولد كرة عرضية دقيقة إلى المهاجم الشاب غونزالو غارسيا الذي سجل هدف المباراة الوحيد، مانحًا ريال مدريد بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي، إلى جانب جائزة مالية ضخمة، تجاوزت المبلغ المدفوع في ضم اللاعب الإنجليزي. أرباح ريال مدريد بعد بلوغ ربع نهائي المونديال وأكدت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن تأهل "الميرنغي" إلى ربع النهائي أسهم في رفع إجمالي أرباحه من البطولة إلى ما يقارب 43 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى 10 ملايين مكافأة الفوز، وسط توقعات بزيادة تلك العوائد إلى أكثر من 125 مليونًا في حال التتويج بلقب المسابقة. ويستعد نادي العاصمة الإسبانية لمواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في الدور ربع النهائي، بعد فوز الأخير على مونتيري، في مباراة مرتقبة يتوقع أن يشارك خلالها النجم الإنجليزي مجددًا ضمن التشكيلة الأساسية، بعد ظهوره الإيجابي في المباراة الأولى. إشادة واسعة بأداء أرنولد أشاد اللاعب الفرنسي السابق غايل كليشي بالأداء، معتبرًا أن "التعاقد المبكر مع ظهير ليفربول السابق، أتاح له الوقت للتأقلم تدريجيًّا مع الفريق"، مضيفًا أن "قرار ريال مدريد بالتعجيل في ضمه منح الطرفين فرصة للاستفادة القصوى من البطولة". من جانبه، قال النيجيري جون أوبي ميكيل: "التمريرة التي قدمها أرنولد تعكس مستواه العالي هجوميًّا، رغم بعض التحفظات على أدائه الدفاعي. كان من المهم أن يبدأ مشواره بقوة، وهو ما فعله من اللمسة الأولى تقريبًا".


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
من قمة الثراء إلى الانهيار... مزحة تُسقط ملك المجوهرات البريطاني
تحوّل جيرالد راتنر، الذي كان يُلقّب بـ"ملك المجوهرات" في بريطانيا، من رمز للنجاح التجاري إلى مثال على الانهيار السريع، بعد أن أطلق نكتة عفوية خلال خطاب عام 1991 تسببت في انهيار شركته. هذه الحادثة، المعروفة اليوم باسم "تأثير راتنر"، لا تزال تُدرّس كتحذير في عالم الأعمال. في أوج نجاحه، كان راتنر يدير أكبر سلسلة متاجر مجوهرات في العالم، ويعيش حياة مترفة بين قصره في مايفير ومنزله الفخم في بيركشاير. لكن ما قاله خلال كلمته أمام معهد المديرين — حين وصف بعض منتجات شركته بأنها "رديئة جدًا" — أدى إلى غضب جماهيري واسع، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد آنذاك. نتيجة لذلك، تهاوت أسهم الشركة بشكل كارثي، وتمت مقاطعته تجارياً، وأُجبر على الاستقالة، بينما خسر ما يقرب من 500 مليون جنيه إسترليني. مرّ بفترة طويلة من الاكتئاب والعزلة، لكنه تمكّن لاحقًا من استعادة توازنه بفضل الرياضة، حيث مارس ركوب الدراجة بانتظام. عاد راتنر إلى عالم الأعمال من خلال تأسيس نادٍ رياضي ناجح، ثم أطلق منصة إلكترونية للمجوهرات حملت اسمه. وقد اعتمد على شهرته السلبية لتحويلها إلى قصة تحفيزية، حتى أصبح يلقي محاضرات أسبوعية حول كيفية النهوض بعد السقوط. ويبدو أن راتنر يطمح إلى العودة بقوة، إذ تشير تقارير إلى نيته استعادة علامتيه التجاريتين السابقتين "إتش. صموئيل" و"إرنست جونز". وإذا ما تحقق ذلك، فقد يكون هذا الفصل الجديد بمثابة إثبات على أن الخسارة، مهما كانت قاسية، لا تمنع من كتابة قصة نجاح ثانية.