
فرنسا وبريطانيا.. إخفاء خطة الحرب تحت عنوان السلام
وقدما عبر التاريخ مزيجاً من التوتر والمنافسة التي لم تخلو من الخداع, وخاضا عشرات الحروب كحرب المئة عام, وتحالفا في الحربين العالميتين ضد ألمانيا النازية, ولم يتوقفا عند حدود صراعاتهما البينية على الصيد والتجارة والنفوذ والسيطرة في أوروبا وأمريكا الشمالية والهند والشرق الأوسط, كذلك سجلا معاً فترات من التعاون كالعدوان الثلاثي على مصر, ودعم الكيان الإسرائيلي في جميع جولات عدوانه لإغتصاب وإبتلاع أرض فلسطين المحتلة, وعلى الرغم من تباين مواقفهما تجاه روسيا في سنوات الصراع الأولى مع أوكرانيا, إلاّ أنهما عادا اليوم للإلتقاء والتقارب مجدداً ضدها, وبات الفرنسيون أكثر قرباً من الموقف البريطاني المتشدد والمتمسك بمواجهتها بشكلٍ مباشر.
إن إصرار الرئيس دونالد ترامب على إبعادهم عن المشاركة في التفاوض لإنهاء الصراع في أوكرانيا, وإجبارهم على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من اجمالي الناتج المحلي لدولهم, أتى في وقتٍ أعلن فيه ترامب ذاته استمرار واشنطن بتزويد الناتو بالأسلحة الأمريكية وعلى دوله دفع ثمنها, وبذلك يبدو أنه يضعهم في خانة العبيد ويدخلهم دوامة الحلابة الأمريكية.
في الوقت الذي يرى فيه الأوروبيون أن روسيا أصبحت دولة منهكة تعاني الخسائر الفادحة, وباتت غير قادرة على خوض حرب طويلة الأمد، لذلك راهنون عبر تهديداتهم وضغوطاتهم العسكرية إما على إجبار الرئيس ترامب على قبولهم كأطراف رئيسية لحل الصراع, أو تطوير الصراع عسكرياً, ودفع موسكو لإستخدام أسلحتها النووية, وهذا ما لن يقبله ترامب المرشح لنيل جائزة نوبل للسلام, وكذلك غالبية دول العالم.
يبدو أن صقور القادة الأوروبيين في فرنسا وبريطانيا وألمانيا باتوا يرفعون سقف الرهان, لتأكيد سردية "العدو الخارجي" أمام شعوبهم, التي ضاقت ذرعاً بهم وبسياساتهم وبتفاقم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية, جراء انخراط دولهم في الصراع الذي– برأيهم- لن ينتهي سلماً إلاّ بمشاركتهم وشروطهم أو بحربٍ عالمية مدمرة.
من هنا تأتي خطورة ما أعلنه ماكرون وستارمر عن خطة فرنسية – بريطانية, تكشف استعدادهما معاً لإرسال 50 ألف جندي إلى أوكرانيا تحت عنوان "حفظ السلام", وبحسب ماكرون فإن توحيد القوات العسكرية يجعلها قادرة على القيام بعمل عسكري واسع النطاق عند الضرورة, وبتشكيل الأساس لإنشاء قوة دولية ستكون مهمتها المستقبلية مراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا و"الحفاظ على الاستقرار" في المنطقة.
يا لها من خطة خبيثة مكشوفة, تسعى لإدخال 50 ألف من القوات هذين البلدين الأوروبيين تحت راية الناتو وليس تحت راية الأمم المتحدة المعنية بهكذا أدوار ومهام وفق القانون الدولي للمنظمة, ويبقى السؤال, هل تشمل خطة ماكرون وستارمر زيادة عدد القوات بإقحام أعدادٍ إضافية من دولٍ أوروبية أخرى, وهل يفكران حقاً كدول استعمارية قديمة - حديثة بحماية أمن أوكرانيا ؟ أم بإقتراب هذه القوات من حدود روسيا تحضيراً لأدوارٍ عسكرية أوروبية قادمة ضدها, يبدو أن "الجاران" يفكران بالإنتقام من روسيا وليس بإحتوائها لإحلال السلام .
يا لها من خطة فضحت أصحابها وشريكهما المهرج الأوكراني المحارب دائماً,غير الاّبه بوقف الحرب والسلام لحماية شعبه وما تبقى من بلاده, في وقتٍ أكدت فيه خططهم أن حروبهم لا تعدو سوى وسيلة لتحقيق أهدافهم الدنيئة بإغتنام وتقاسم الأموال الأوروبية والأوكرانية, وسعيهم لفرض أنفسهم على أساس واقعٍ جيوسياسي جديد.
أي خرابٍ يسعى إليه هؤلاء, وأية شرورٍ تجعلهم يجرون دولهم والعالم نحو الحرب العالمية الثالثة, وأي عارٍ يجنيه قادتهم بإخفاء خطط حروبهم ومصالحهم تحت ستار السلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 32 دقائق
- اليمن الآن
لماذا تغير موقف الإدارة الأميركية من بعثة الأمم المتحدة بالحديدة من موقف الدعوة لإنهاء عملها الى التصويت على التمديد لها ؟
آ صوت أعضاء مجلس الأمن الدولي على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، إلى يناير 2026. آ وصوّت أعضاء مجلس الأمن بالإجماع، على مشروع قرار صاغته بريطانيا، بصفتها صاحبة القلم في الملف اليمني، حيث تضمن مشروع تمديد تفويض عمل البعثة حتى 28 يناير 2026، دون تعديل في مهامها أو ولايتها المحددة سابقًا. آ آ ويوم الأربعاء الماضي 9 يوليو شنتآ آ المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد هجوما لاذعا على بعثة الأمم المتحدة بالحديدة حيث قالت ان آ«البعثة لم تعد قادرة على مواكبة الواقع المتغير، في ظل تصعيد عسكري خطير وهجمات متكررة تشنها عصابة الحوثي على الملاحة الدولية، كان آخرها إغراق السفينة "ماجيك سيز"، ما يمثل تهديداً مباشراً للأمن البحري الإقليمي والدوليآ». ودعت مجلس الأمن لإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) التي تشكلت للإشراف على تنفيذ اتفاق ستوكهولم. آ وانتهت اليوم الولاية الحالية للبعثة التي أنشئت في عام 2019 بهدف تنفيذ الاتفاق المتعلق بمدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بموجب اتفاق ستوكهولم المبرم بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي. آ وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأمريكي في مجلس الأمن خلال الجلسة التي عقدت بشأن اليمن إن التطورات المتسارعة على الأرض وخصوصاً في محافظة الحديدة، تجاوزت منذ وقت طويل صلاحيات البعثة ومهامها المحدودة، مضيفة "نعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء هذه المهمة". آ آ وفي اول تعليق على تغير موقف الإدارة الأميركية من بعثة الأمم المتحدة في الحديدة قال الصحفي ورئيس تحرير موقع مأرب برس أحمد عايض آ« لماذا تغير موقف الإدارة الأميركية من بعثة الأمم المتحدة في الحديدة خلال ايام من موقف الدعوة لإنهاء عملها الى التصويت على تمديد عملها..آ واضاف معلقا على منصة إكس "مجلس الامن صوت اليوم على منح بعثة الأمم المتحدة بالحديدة ستة اشهر فقط .. هل هناك توافق دولي على تفعيل عمل بعثة الأمم المتحدة بجدية وتبنيها لتقارير تفضح حقيقة ممارسات مليشيا الحوثي بمحافظة الحديدة خلال الفترة القادمة.. ام هي فرصة نهائية لترتيب الأوراق خلال الفترة المحددة مع المجتمع الدولي. آ وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك جوجل بلاس


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
أكد على وحدة اليمن.. مجلس الأمن يمدد مهمة بعثة الحديدة لستة أشهر
اعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الاثنين، بالإجماع، قرارًا جديدًا بشأن اليمن، أكد فيه التزامه الراسخ بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ومدّد بموجبه ولاية ومهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لمدة ستة أشهر تنتهي في 28 يناير 2026. وصوّت المجلس بإجماع أعضائه الـ15 على مشروع القرار رقم 2786، الذي أكد في ديباجته على "جميع قراراته وبيانات رئيسه السابقة ذات الصلة باليمن، بما في ذلك القرار 2742 (2024)، مع التشديد على الالتزام الراسخ بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، وحرصه على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني". القرار الذي اعتمده مجلس الأمن في جلسته رقم 9957 بشأن اليمن، وحصل "الصحوة نت" على صورة منه، استنكر "العوائق المستمرة التي يفرضها الحوثيون أمام حرية حركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ( UNMHA ) بما في ذلك دورياتها"، وشدد على "ضرورة تيسير زيادة وتوسيع دوريات البعثة دون عوائق". وأقر المجلس تمديد مهمة البعثة حتى 28 يناير 2026، مؤكدًا نيته "مراجعة كافة الخيارات المتعلقة بولاية بعثة UNMHA ، بما في ذلك تقييم جدوى استمرار البعثة أو إنهائها مستقبلًا". وفيما يلي نص قرار مجلس الأمن الجديد بشأن اليمن: إن مجلس الأمن، إذ يستحضر ويؤكد مجددًا جميع قراراته وبيانات رئيسه السابقة ذات الصلة باليمن، بما في ذلك القرار 2742 (2024)، وإذ يؤكد التزامه الراسخ بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، وحرصه على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، وإذ يؤكد مجددًا تأييده للاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى (اتفاق الحديدة)، ويكرر دعوته للأطراف للعمل بشكل تعاوني لتنفيذ جميع بنوده، وإذ يستذكر العوائق المستمرة التي يفرضها الحوثيون أمام حرية حركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ( UNMHA ) بما في ذلك دورياتها، ويشدد على ضرورة تيسير زيادة وتوسيع دوريات البعثة دون عوائق، وإذ يُلاحظ، وفقًا لرسالة الأمين العام بتاريخ 10 يونيو 2025 ( S/2025/371 )، أن السياق المتغير داخل الحديدة وعبر اليمن، وكذلك في المنطقة الأوسع وعلى الصعيد الدولي، يمكن أن يُوجد فرصًا لمزيد من الكفاءة والتنسيق الهيكلي بين بعثات الأمم المتحدة في اليمن، يقرر ما يلي: تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ( UNMHA )، كما ورد في القرار 2691 (2023)، حتى 28 يناير 2026، لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة والموانئ ذات الصلة كما هو منصوص عليه في اتفاق ستوكهولم (الوثيقة S/2018/1134 ). يطلب من الأمين العام تقديم تقارير شهرية إلى مجلس الأمن بشأن التقدم المحرز في تنفيذ هذا القرار، وفقًا للفقرة 8 من القرار 2643 (2022). يطلب كذلك من الأمين العام تقديم مراجعة جديدة إلى المجلس قبل 28 نوفمبر 2025، بشأن بعثة UNMHA بهدف تحقيق مزيد من الكفاءة والتنسيق الهيكلي بين بعثات الأمم المتحدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي أعاقت بشكل مباشر قدرة البعثة على تنفيذ ولايتها. يُعرب عن نيته في مراجعة كافة الخيارات المتعلقة بولاية بعثة UNMHA ، بما في ذلك تقييم جدوى استمرار البعثة أو إنهائها مستقبلًا، وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف أو بما تقتضيه التطورات الميدانية، بما في ذلك التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار على مستوى اليمن. يقرر أن يظل معنيًا بالنظر في هذا الموضوع بصورة نشطة.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
وزير الشباب والرياضة يدشن ورشة "التنسيق والتشبيك" في عدن
صحيفة ١٧ يوليو الإخبارية/ خاص دشّن معالي وزير الشباب والرياضة نايف صالح البكري، اليوم الاثنين، ورشة عمل تحت عنوان "التنسيق والتشبيك"، والتي ينظمها مركز التدريب والتأهيل التابع للوزارة في العاصمة عدن، بالتعاون مع منظمة شباب بلا حدود للتنمية وبتمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان. وتهدف الورشة التي تقام ليوم واحد وشارك فيها اكثر من ٢٥ شابا وشابه، إلى تقييم أولويات واحتياجات الشباب الملحة في ظل ظروف النزاع الراهنة، ومدى قدرة برامج مركز التدريب والتأهيل على تلبية هذه الاحتياجات الحيوية، وتتناول ايضا آليات التعاون والتكامل الفعال بين المركز والجهات الحاضرة، بالإضافة إلى وضع الأطر العامة للشراكة المستدامة وتبادل المنافع مع الشركاء وأصحاب المصلحة المعنيين بقطاع الشباب. وعلى هامش التدشين أكد معالي وزير الشباب والرياضة نايف صالح البكري، على أهمية تضافر الجهود وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات التي يمر بها شبابنا في ظل الظروف الراهنة. وأكد البكري، على أن أولويات الوزارة القصوى هي فهم احتياجات الشباب الحقيقية في خضم النزاع الجاري في البلاد، مشيرا إنه لن نتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال التنسيق الفعال والتشبيك المثمر مع كافة الجهات الشريكة، من منظمات مجتمع مدني، ومؤسسات دولية، وكافة أصحاب المصلحة. واضاف البكري، نتطلع إلى مخرجات بناءة من هذه الورشة، تترجم إلى خطط عمل ملموسة تعزز من قدراتنا على خدمة الشباب، شاكرا كل من ساهم في تنظيم هذه الورشة، والمشاركة الفاعلة لتحقيق أقصى استفادة. حضر التدشين القائم باعمال وكيل قطاع التدريب والتأهيل سعد العمري، ومدير عام الإدارة العامة للإعلام شكري حسين، ومدير عام المراكز الشبابية واندية العلوم نسيم واصل.