
ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وماكرون يدعو للدفاع "بحزم" عن أوروبا
وقال ترامب في رسالتين منفصلتين نشرهما على منصته "تروث سوشال"، إن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، مشيراً إلى دور المكسيك في "تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة"، واختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي.
والنسبة التي أعلنها ترامب تتخطى نسبة الـ 25 في المئة، التي فرضها في وقت سابق على السلع المكسيكية.
وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي، إذ تخطّت النسبة تلك التي أعلنها ترامب في أبريل/نيسان الماضي، وبلغت 20 في المئة.
ولم تقتصر الإعلانات عن الرسوم الجمركية على المكسيك والاتحاد الأوروبي فقط، إذ وجه ترامب منذ مطلع الأسبوع الجاري رسائل لأكثر من 20 بلداً، لإبلاغها بالرسوم الجمركية الجديدة.
وكانت كندا، الجارة الحليفة للولايات المتحدة، قد تلقّت كذلك رسالة مماثلة حدد فيها ترامب نسبة الرسوم على سلعها بـ 35 في المئة.
كيف بدأت قصة الرسوم الجمركية؟
منذ عودته إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2025، أعلن ترامب فرض رسوم على الشركاء التجاريين لبلاده، ما أحدث اضطراباً في الأسواق المالية وأثار مخاوف من تدهور الاقتصاد العالمي.
وفي مطلع أبريل/نيسان، وقع ترامب أمراً تنفيذياً فرض بموجبه "رسوماً جمركية مضادة" على واردات بلاده من دول العالم بنسب متفاوتة، فيما أطلق عليه "يوم التحرير"، لكنه عاد في 9 أبريل/نيسان، ليعلن تعليق فرض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً.
وخلال تلك المدة، واجهت إدارة الرئيس الأمريكي ضغوطاً لإبرام اتفاقات مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بعدما وعدت بالتفاوض حولها.
وحتى الآن، لم تعلن الإدارة الأمريكية عن التوصل لاتفاقات تجارية باستثناء اتفاقين أبرمتهما مع بريطانيا وفيتنام، إلى جانب خفض مؤقت للرسوم مع الصين.
وكان من المفترض أن تنتهي تلك المهلة في 9 يونيو/تموز الجاري، أي يوم الأربعاء الماضي، إذ تهياّ الاتحاد الأوروبي وعشرات البلدان الأخرى لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية المحددة حالياً عند 10 في المئة، لكن ترامب عاد ومددّ المهلة حتى الأول من أغسطس/آب.
ماذا كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي؟
وفي ردّ فعل أولي على إعلان الرئيس الأمريكي تطبيق رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي، حذّر الاتحاد من أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد، لكنّه أبدى استعداده لمواصلة العمل على اتفاق مع واشنطن.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في بيان، إن فرض رسوم بنسبة 30 في المئة على صادرات الاتحاد الأوروبي، سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على ضفتي الأطلسي.
وأضافت: "ما زلنا مستعدين لمواصلة العمل نحو اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب"، لكنها لوّحت باتخاذ "إجراءات مضادة متكافئة" عند الضرورة "للحفاظ على مصالح الاتحاد الأوروبي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعدّ لرسوم مضادة على منتجات أمريكية تصل قيمتها إلى نحو 21 مليار يورو، بعد أن فرض ترامب رسوماً منفصلة على واردات الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا العام.
لكن هذه الرسوم عُلّقت حتى 14 يوليو/تموز، ولم يتخذ المسؤولون الأوروبيون حتى اللحظة أي إجراء لتمديد هذا التعليق.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "استياء فرنسا الشديد" مما أعلنه الرئيس الأمريكي، ودعا الاتحاد الأوروبي الى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية".
فيما دعت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايشه، في بيان، الاتحاد الأوروبي، إلى التفاوض "بشكل براغماتي مع الولايات المتحدة" فيما تبقّى من وقت، للتوصل إلى حل يركز على نقاط الخلاف الرئيسية.
ماذا كانت ردة فعل المكسيك؟
وكان ترامب قد وجّه رسالة لنظيرته المكسيكية، كلاوديا شينباوم، قال فيها إن المكسيك "تساعدني في ضبط الحدود، لكن ما تفعله المكسيك غير كاف"، مؤكداً فرض تعريفات بنسبة 30 في المئة على السلع المكسيكية الواردة إلى الولايات المتحدة.
وقالت الحكومة المكسيكية إنها تبلغت بالتهديد الجديد في محادثات مع الولايات المتحدة الجمعة.
ووصفت المكسيك الرسوم بأنها "اتفاق مجحف"، لكن رئيستها، كلاوديا شينباوم، أعربت عن ثقتها بـ "التوصل الى اتفاق" مع الولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية.
وقالت شينباوم إن بلادها ستتوصل إلى اتفاق مع حكومة الولايات المتحدة، مضيفةً أن إجراء مفاوضات سيتيح الحصول على "شروط أفضل" في الأول من أغسطس/آب، موعد تطبيق الرسوم الجديدة.
وقال وزيرا الاقتصاد والخارجية المكسيكيان، في بيان مشترك: "ذكرنا على طاولة التفاوض أنه اتفاق مجحف وأننا لا نوافق عليه".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
"أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية"- مقال رأي في التلغراف
في جولة الصحف اليوم، نستعرض ثلاث قراءات (بريطانية، وأمريكية وأيضاً روسية) في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة جديدة تتعلق بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وبفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا وكذلك على شركائها التجاريين. ونبدأ بالقراءة البريطانية من صحيفة التلغراف، والتي نشرت مقالاً بعنوان "بوتين يكتشف مدى سوء تقديره"، للباحث في العلاقات الدولية صموئيل راماني. ورأى راماني أن الرئيس الأمريكي ترامب أدرك أخيراً أن السبيل الوحيد لإيقاف آلة الحرب الروسية هو تكثيف الضغوط الاقتصادية والعسكرية على موسكو. ولا يتوقع الباحث بجامعة أكسفورد أن يؤدي هذا الإدراك المتأخّر من جانب ترامب إلى وضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه على أقل تقدير سيُخفّف الضغط على الأوكرانيين الذين يخضعون للقصف الروسي يومياً. ولفت الباحث إلى تأكيد ترامب زيادة إمداد أوروبا بالسلاح الأمريكي بغرض استخدامه في أوكرانيا، فضلاً عن تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على شركاء روسيا التجاريين. ونوّه الكاتب إلى أن المَخرج الوحيد الذي تركه ترامب مفتوحاً أمام بوتين، يتمثل في الموافقة على هُدنة في أوكرانيا في غضون 50 يوماً. تصريحات ترامب، وفقاً لصاحب المقال، تضع نهايةً لما تبقّى من تكّهنات بخصوص إعداد ترامب بشكل أحاديّ الجانب لاتفاق يقضي باستسلام أوكرانيا أمام الروس، وهي التكهنات التي بلغتْ ذروتها بعد الاجتماع الكارثي في البيت الأبيض بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأشار باحث العلاقات الدولية إلى أن ترامب في بادئ الأمر اعتقد أن بإمكانه إقناع الروس بالسلام عبر الدخول في حوار بَنّاء، متحدثاً في ذلك الحين عن شرْعنة الاحتلال الروسي لأراضٍ أوكرانية، لكن بوتين تعامل مع هذا الطرح الأمريكي باعتباره علامة ضَعف، فقرّر من جانبه تصعيد الحرب، معتقداً أن ترامب ليس لديه استعداد للتصعيد. ورأى صاحب المقال أن الصواريخ الأمريكية الجديدة قد لا تغيّر مسار الحرب، لكنها وبلا شك ستزيد قدرة الأوكرانيين على تسديد ضربات موجِعة للروس- على الصعيد العسكري وأيضاً الاقتصادي عبر استهداف البِنية التحتية. ورجّح الكاتب أن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة كفيلة بتقييد سلاسل الإمداد الروسية وبمُفاقمة مستويات التضخم، وإذا ما جرى تعزيز تلك الرسوم بحزمة من العقوبات الجديدة على الأفراد والقطاعات، فسيكون لذلك بلا شك، ضررٌ بالغٌ على اقتصاد الحرب الروسية. "توليفة مُرعبة" وإلى نيويورك بوست، حيث نطالع افتتاحية بعنوان "صفقة ترامب الخاصة بالسلاح، بالإضافة إلى العقوبات الجديدة على روسيا، كفيلة بتغيير قواعد اللعبة". ورجّحت الصحيفة أن يؤدي قرار الرئيس ترامب- إرسال أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي، (الناتو)- إلى تغيير معادلة القوة في الحرب التي تخوضها روسيا منذ نحو 40 شهراً ضد أوكرانيا. ورأت نيويورك بوست ما قالت إنه "توليفة مرعبة" في جمْع القرار الأمريكي بين إرسال السلاح إلى أوكرانيا وبين فرْض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على موسكو- إذا هي أخفقتْ في التوصل إلى هدنة في غضون 50 يوماً. ورجّحت الصحيفة أن تؤدي هذه العقوبات إلى تقويض الاقتصاد الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يُعطِ تفاصيل بشأن نوع السلاح الذي ينوي إرساله إلى كييف، لكنه عقّب بأنها ستكون "تجميعة شاملة من أفضل المتاح" على حدّ تعبيره. وإلى ذلك، قال السفير الأمريكي للناتو، ماثيو ويتكر، إن الخطة قصيرة المدى تمثّلتْ في إرسال أنظمة دفاعية، كبطاريات باتريوت، القادرة على التصدي للصواريخ الروسية. على أنّ أوكرانيا ستحصل كذلك على أسلحة هجومية، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى قادرة على الوصول إلى أراضٍ روسية، بحسب ما أفادات تقارير نشرها موقع أكسيوس الأمريكي، وبذلك، فإن "الشعب الروسي، والرئيس بوتين ذاته، سيشعرون بالتبعات"، وفقاً لصحيفة نيويورك بوست. ورجّحت الافتتاحية أن تساعد الرسوم الجمركية الثانوية التي أعلن عنها ترامب في مزيد من الضغوط على روسيا، بما يجرّد الأخيرة من عوائد تستخدمها في تمويل الحرب- "رغم الكرَم الذي انطوى عليه إعطاء بوتين 50 يوماً للتوصل إلى هدنة"، على حدّ تعبير الصحيفة الأمريكية. ورأت نيويورك بوست أن نقطة العقوبات أساسية؛ لا سيما وأن روسيا تئنّ تحت العقوبات الاقتصادية، فإذا أُضيفتْ إليها عقوبات أخرى، فإن ذلك كفيل بالضغط على بوتين وبدَفْعه دفعاً باتجاه الهُدنة. وخلُصت الصحيفة إلى القول إن "فريق ترامب، لحسن الحظ، على الطريق الصحيح الآن". "ترامب يخشى استفزاز القوة النووية الروسية" ونختتم جولتنا من صحيفة كوميرسانت الروسية، والتي نشرت مقالاً بعنوان "الموقف الأمريكي يتشدّد بشكل تدريجي"، لمحرّر الشؤون السياسية ديمتري دريزيه. ورأى ديمتري أن "البيت الأبيض يبدو حريصاً على تجنُّب اتخاذ خطوات حاسمة إزاء الكرملين"، مشيراً إلى مُهلة الـ 50 يوماً التي تضمّنها إعلان الرئيس ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح وفرْض المزيد من العقوبات على روسيا وشركائها التجاريين. ووفقاً لديمتري، فإن ما وُصف بـ "مفاجأة دونالد ترامب" ليس فيه شيءٌ مرعب بالنسبة للاتحاد الروسي، على الأقل كما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى. وأوضح الكاتب أن قرار العقوبات الثانوية على شركاء روسيا التجاريين من شأنه أن يجعل التداوُل التجاري مع الولايات المتحدة شيئاً بالغ الصعوبة. كما لفت ديمتري إلى ما قال إنه تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي، مفاده أن الرئيس الروسي كان قد أبلغ نظيره الأمريكي بشأن هجوم روسيّ جديد سيستغرق 60 يوماً بالتمام، وبأن هذا الهجوم سيثمر عن نتائج محدّدة- وإذا كان ذلك، فإنه لن يكون هناك شيء للتفاوض بشأنه (بعد مُهلة الـ 50 يوماً للتوصل إلى هُدنة، التي انطوى عليها إعلان ترامب). وعلى ضوء ذلك الإعلان الأمريكي، فإن أمام الروس والأوكران مدة 50 يوماً "يستمتعون فيها بقتال جيد في الحديقة"، على حدّ تعبير ترامب. وفي غضون تلك المُدة، "سيحاول الغرب بكل ما وسِعه أن يكافئ الفُرص، قبل العودة إلى طاولة المفاوضات". ويعتقد ديمتري أن الرئيس الأمريكي "يتجنّب اتخاذ قرارات متشددة إزاء موسكو، خشية استفزاز الجانب الروسي الذي يمتلك سلاحاً نووياً، وبالمثل، فإن روسيا تُفضّل إلقاء اللوم على أوروبا في كل شيء، بدلاً من مهاجمة الرئيس الأمريكي بشكل مباشر"، وفقاً لصاحب المقال.


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
"من المنتصر في الحرب العالمية؟"- مقال رأي في نيويورك تايمز
في جولة عرض صحف اليوم، تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أبرز القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فيما ركزت صحيفة الغارديان البريطانية على الأزمة الأوكرانية، حيث ناقشت احتمالات سقوط أوكرانيا وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي. أما صحيفة الفاينانشال تايمز، فقد تطرقت إلى تأثيرات فصل الصيف على الصحة النفسية. في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يستعرض الكاتب روس داوثات ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى انسحاب الولايات المتحدة "الفوضوي" من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا، وتصاعد الصراعات بين إسرائيل وكل من غزة ولبنان وإيران، ليصل في تحليله إلى الصين التي يصفها بـ"أشد خصوم أمريكا". ويشير داوثات إلى أنه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذه الأزمات الإقليمية، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، ستُعاد قراءتها في كتب التاريخ "كمقدمات لحرب عالمية ثالثة". ورغم أن الكاتب يرى أن الوضع الحالي لم يبلغ بعد مستوى "الانفجار الكارثي"، إلا أنه يؤكد على أهمية النظر إلى واقع الولايات المتحدة من منظور عالمي، حيث تشكّل كل من روسيا وإيران والصين، في رأيه، تحالفاً يسعى لاختبار النفوذ الأمريكي. يشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة شهدت تقلبات ملحوظة في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن الفترة بين عامي 2021 -2022 أظهرت الولايات المتحدة في موقع "الضعف"، خاصة بعد انسحابها من أفغانستان و"المبالغة"، حسب تعبيره، في الوعود المقدّمة لأوكرانيا. في المقابل يرى داوثات أن "الانتكاسات" التي تعرضت لها روسيا في أوكرانيا، إلى جانب النجاحات الأمريكية وقدرتها على حشد الدعم الدولي لأوكرانيا، قادت إلى موجة من الفخر وتجدد الثقة في استمرار الهيمنة الأمريكية، على حد تعبيره. غير أن هذا التفاؤل استمر حتى "فشل" آخر هجوم أوكراني، وهجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث عاد المزاج العام إلى التشاؤم. ويفسر المقال النظرة التشاؤمية بتراجع قدرة أمريكا على حماية حلفائها، تحت قيادة رئيس "منهك بسبب تقدمه في السن"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. يرى الكاتب أن الشعور بالأزمة ساهم في عودة ترامب إلى السلطة، لكن بداية ولايته أثارت مخاوف من إنهائه الصراع العالمي عبر التخلي عن الحلفاء وعقد صفقات مع "الطغاة". يقول داوثات إن قصف ترامب للبرنامج النووي الإيراني جاء تتويجاً لفترة تراجع فيها نفوذ طهران، لكن التهديد لايزال قائماً، كما أن أزمة غزة مستمرة بلا حل. و تراجع ترامب عن تقنين السلاح لأوكرانيا لا يخفي محدودية الترسانة الأمريكية، ولا يلغي استمرار روسيا في كسب الأراضي ببطء. ويرى الكاتب أن الصين تمثل خصماً أكثر جدية من روسيا أو إيران، لكنها في الوقت نفسه لاعب شديد الحذر، يكتفي بمراقبة تحركات حلفائها دون أن تتدخل مباشرة، بحسب ما جاء في المقال. يخلص الكاتب إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة الصين، بالإضافة إلى مرونة قصيرة الأجل، تجمع بين الانفتاح على السلام والاستعداد للحرب، في ظل صراع عالمي، على حد تعبيره. "ماذا لو سقطت أوكرانيا؟" نقرأ مقالاً للكاتب سيمون تيسدال، مختص بالشؤون الخارجية في صحيفة الغارديان البريطانية، ويطرح في مقاله تساؤلاً "ماذا لو سقطت أوكرانيا؟ ويشير من خلاله إلى أن هذا السيناريو لم يعد مجرد احتمال نظري، و يتطلب إجابة عاجلة. يفتتح الكاتب مقاله بالقول إن أوكرانيا تقاتل، على مدار 40 شهراً الغزو الروسي، ما تسبب في خسائر بشرية هائلة وتدمير واسع، وسط فشل عالمي في إيقاف المأساة. ويشير المقال إلى أن التصعيد الروسي في الحرب، إلى جانب تعثر الدعم الأمريكي وجهود السلام، ما يجعل التراخي في الردود يبدو غير مبرر. ويستدعي طرح سؤال: ماذا لو سقطت أوكرانيا؟. يجيب تيسدال بأن سقوط أوكرانيا سيكون "فشلاً استراتيجياً ملحمياً للغرب، يعادل أو يتجاوز كوارث أفغانستان والعراق"، مشيراً إلى أن العواقب السلبية على أوروبا وبريطانيا والتحالف الأطلسي والقانون الدولي ستكون كبيرة ومقلقة. يذكر المقال أنه منذ أواخر عام 2023، مع توقف الهجمات المضادة الأوكرانية، بات واضحاً أن أوكرانيا "لم تحقق نصراً"، في حين تقدمت القوات الروسية ببطء وثبات، بحسب وجهة نظر الكاتب. يستعرض تيسدال تقديرات تشير إلى أن الخسائر الروسية تجاوزت مؤخراً "مليون قتيل وجريح"، لكنه يوضح أن القوات الروسية تستمر في الهجوم رغم ذلك. ويعبر الكاتب عن قلقه إزاء قدرة أوكرانيا على الصمود لفترة أطول، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي، ويشير إلى أن مستقبل صمودها أصبح محل شك، حسب قوله. في المقابل، يشير المقال إلى أن أوكرانيا تعاني من نقص الدول الصديقة التي يمكنها الاعتماد عليها، حيث جمع بوتين تحالفاته من الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعم ما وصفه بآلة الحرب، بينما يعاني تحالف الغرب بقيادة بريطانيا وفرنسا من حالة جمود. يتوصل الكاتب في تحليله إلى نتيجتين يراهما الأكثر ترجيحاً، إما حرب بلا نهاية، أو انهيار أوكرانيا، مشدداً على أن الهزيمة وتسوية الصراع وفق الشروط الروسية ستُعد هزيمة للغرب بأكمله، ولن تمثل أي من النتيجتين نصراً حقيقياً، لأي من الطرفين. ويدعو المقال إلى بذل جهود أكبر لإقناع السياسيين والجمهور الروسي بأن هذه الحرب، التي كلفت بلادهم غالياً من الأرواح والموارد، يمكن إنهاؤها من خلال التفاوض، وأن المخاوف الأمنية المشروعة سيتم التعامل معها، وأن البدائل أسوأ بكثير. ويختتم تيسدال بالقول إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين هو من يجب أن يسقط وليست أوكرانيا" بحسب ما جاء في المقال . حزن الصيف... هل هو حقيقي؟ وفي صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، نطالع مقالاً بقلم جيميما كيلي، وتشير الكاتبة إلى أن الصيف، رغم متعته وإجازاته، قد يصاحب شعور بالكآبة والقلق لدى كثيرين، بسبب الشعور بالضغط لمواكبة حياة الآخرين، والشعور بعدم الرضا عن أجسادهم، بالإضافة إلى القلق من سرعة انتهاء الموسم. توضح الكاتبة أن الانقلاب الصيفي يشير إلى بداية الصيف فلكياً وليس منتصفه، لكن قصر الأيام تدريجياً بعده يخلق شعوراً بانتهاء الصيف بسرعة. وتضيف أن القلق من نهاية الصيف هو شعور عالمي، حيث يشعر الكثيرون به حتى قبل بداية الصيف. يشير المقال إلى أن هناك من لا يتحمل حرارة الصيف أو حتى فكرة الصيف نفسها، فهم يعدّون الأيام لأسباب مختلفة، مثل كرههم للشمس، والتواصل الاجتماعي، والملابس الخفيفة، ويفضلون الطقس البارد والمعتدل. تقول كيلي: "لا شيء أكثر كآبة من أن تشعر بالحزن عندما يُفترض بك أن تكون سعيداً." وتشير إلى أن الشتاء يوفر عذراً مريحاً للكآبة بسبب جوه المظلم والكئيب، ويمكننا التعبير عن ذلك مع الآخرين. أما الحزن في يوم مشمس، فهو أكثر إزعاجاً وعزلة عاطفية، لكنه في الواقع أكثر شيوعاً مما نعتقد. تلفت الكاتبة إلى أن الأبحاث تظهر باستمرار أن معدلات الانتحار في البلدان ذات المناخ المعتدل، تصل إلى ذروتها في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، وتكون في أدنى مستوياتها خلال الشتاء. "أظهر تحليل أُجري عام 2019 وشمل 19 دراسة من دول متعددة أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة مرتبط بزيادة معدلات الانتحار بنسبة 1.7 في المئة." توضح الكاتبة أن الصيف في ظل المناخ المتغير لا يجلب فقط ضغوطاً اجتماعية، بل يؤثر أيضاً جسدياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يسبب أعراضاً مشابهة للقلق مثل تسارع ضربات القلب والدوار. ترى الكاتبة في مقالها أن الحزن لا يقتصر على الأيام الباردة فقط، وأن الصيف ليس فترة سعادة دائمة.


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وماكرون يدعو للدفاع "بحزم" عن أوروبا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على المكسيك والاتحاد الأوروبي، في إطار ضغط إضافي للدفع نحو إبرام اتفاقات تجارية. وقال ترامب في رسالتين منفصلتين نشرهما على منصته "تروث سوشال"، إن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، مشيراً إلى دور المكسيك في "تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة"، واختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي. والنسبة التي أعلنها ترامب تتخطى نسبة الـ 25 في المئة، التي فرضها في وقت سابق على السلع المكسيكية. وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي، إذ تخطّت النسبة تلك التي أعلنها ترامب في أبريل/نيسان الماضي، وبلغت 20 في المئة. ولم تقتصر الإعلانات عن الرسوم الجمركية على المكسيك والاتحاد الأوروبي فقط، إذ وجه ترامب منذ مطلع الأسبوع الجاري رسائل لأكثر من 20 بلداً، لإبلاغها بالرسوم الجمركية الجديدة. وكانت كندا، الجارة الحليفة للولايات المتحدة، قد تلقّت كذلك رسالة مماثلة حدد فيها ترامب نسبة الرسوم على سلعها بـ 35 في المئة. كيف بدأت قصة الرسوم الجمركية؟ منذ عودته إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير/كانون الثاني 2025، أعلن ترامب فرض رسوم على الشركاء التجاريين لبلاده، ما أحدث اضطراباً في الأسواق المالية وأثار مخاوف من تدهور الاقتصاد العالمي. وفي مطلع أبريل/نيسان، وقع ترامب أمراً تنفيذياً فرض بموجبه "رسوماً جمركية مضادة" على واردات بلاده من دول العالم بنسب متفاوتة، فيما أطلق عليه "يوم التحرير"، لكنه عاد في 9 أبريل/نيسان، ليعلن تعليق فرض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. وخلال تلك المدة، واجهت إدارة الرئيس الأمريكي ضغوطاً لإبرام اتفاقات مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بعدما وعدت بالتفاوض حولها. وحتى الآن، لم تعلن الإدارة الأمريكية عن التوصل لاتفاقات تجارية باستثناء اتفاقين أبرمتهما مع بريطانيا وفيتنام، إلى جانب خفض مؤقت للرسوم مع الصين. وكان من المفترض أن تنتهي تلك المهلة في 9 يونيو/تموز الجاري، أي يوم الأربعاء الماضي، إذ تهياّ الاتحاد الأوروبي وعشرات البلدان الأخرى لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية المحددة حالياً عند 10 في المئة، لكن ترامب عاد ومددّ المهلة حتى الأول من أغسطس/آب. ماذا كانت ردة فعل الاتحاد الأوروبي؟ وفي ردّ فعل أولي على إعلان الرئيس الأمريكي تطبيق رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي، حذّر الاتحاد من أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد، لكنّه أبدى استعداده لمواصلة العمل على اتفاق مع واشنطن. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في بيان، إن فرض رسوم بنسبة 30 في المئة على صادرات الاتحاد الأوروبي، سيؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد على حساب الشركات والمستهلكين والمرضى على ضفتي الأطلسي. وأضافت: "ما زلنا مستعدين لمواصلة العمل نحو اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب"، لكنها لوّحت باتخاذ "إجراءات مضادة متكافئة" عند الضرورة "للحفاظ على مصالح الاتحاد الأوروبي". وكان الاتحاد الأوروبي قد أعدّ لرسوم مضادة على منتجات أمريكية تصل قيمتها إلى نحو 21 مليار يورو، بعد أن فرض ترامب رسوماً منفصلة على واردات الصلب والألمنيوم في وقت سابق من هذا العام. لكن هذه الرسوم عُلّقت حتى 14 يوليو/تموز، ولم يتخذ المسؤولون الأوروبيون حتى اللحظة أي إجراء لتمديد هذا التعليق. من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "استياء فرنسا الشديد" مما أعلنه الرئيس الأمريكي، ودعا الاتحاد الأوروبي الى "الدفاع بحزم عن المصالح الأوروبية". فيما دعت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايشه، في بيان، الاتحاد الأوروبي، إلى التفاوض "بشكل براغماتي مع الولايات المتحدة" فيما تبقّى من وقت، للتوصل إلى حل يركز على نقاط الخلاف الرئيسية. ماذا كانت ردة فعل المكسيك؟ وكان ترامب قد وجّه رسالة لنظيرته المكسيكية، كلاوديا شينباوم، قال فيها إن المكسيك "تساعدني في ضبط الحدود، لكن ما تفعله المكسيك غير كاف"، مؤكداً فرض تعريفات بنسبة 30 في المئة على السلع المكسيكية الواردة إلى الولايات المتحدة. وقالت الحكومة المكسيكية إنها تبلغت بالتهديد الجديد في محادثات مع الولايات المتحدة الجمعة. ووصفت المكسيك الرسوم بأنها "اتفاق مجحف"، لكن رئيستها، كلاوديا شينباوم، أعربت عن ثقتها بـ "التوصل الى اتفاق" مع الولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية. وقالت شينباوم إن بلادها ستتوصل إلى اتفاق مع حكومة الولايات المتحدة، مضيفةً أن إجراء مفاوضات سيتيح الحصول على "شروط أفضل" في الأول من أغسطس/آب، موعد تطبيق الرسوم الجديدة. وقال وزيرا الاقتصاد والخارجية المكسيكيان، في بيان مشترك: "ذكرنا على طاولة التفاوض أنه اتفاق مجحف وأننا لا نوافق عليه".