
قاسم يرد على المشكّكين: لا تقولوا لنا 'لا تدافعوا'… فهذه أرضنا وهذه كرامتنا
وتساءل قاسم: '… برأيكم، لماذا خرج عندنا هذا النموذج من الشباب الاستشهادي المجاهد، الذي صمد أمام الجحافل الإسرائيلية، واستطاع أن يكون قويًا، عزيزًا، موفقًا، ناجحًا، ثابتًا، صابرًا؟ لماذا خرج بهذه النتيجة؟ لأنها نتيجة التربية. تربّى في مجالس الإمام الحسين عليه السلام، تعلّم من محمد وآل محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وسار على المنهج القرآني. هذه التربية هي التي أوصلت إلى هذه النتيجة'.
وأوضح أنه 'عندما نرى شبابًا يتركون الدنيا ولا يهتمون بها، وكلٌّ منهم يمكن أن يكون مهندسًا أو طبيبًا أو فلاحًا أو تاجرًا أو أي شيء من هذه الأمور الدنيوية، لكنه يقول: أنا، في الوقت الذي تطلبني فيه المعركة، أو القتال، أو الجهاد، أنا حاضر. هناك كثير من الشباب، تحت عنوان التعبئة، يذهبون إلى القتال، ويشاركون في المعارك، ولهم حياتهم العادية الخاصة. وهناك أناس متفرغون لهذا العمل، لكن حتى هؤلاء يتعلمون، ولهم مكانة، وقدرة، وحياة اجتماعية، ووضع سياسي'.
وأكد: '… أقول لكم اليوم، هذه الأرض ستبقى عزيزة، كريمة، محررة، إن شاء الله تعالى. الاحتلال مؤقت، والتحرير دائم. الاحتلال غصب، ونحن أصحاب حق، لا يمكن أن نقبل بهذا الغصب. الاحتلال اعتداء، ونحن جماعة لا بد أن نعمل من أجل رفع هذا الاعتداء. نحن في حالة دفاعية، فلا تقولوا لنا لا تدافعوا، لأنها أرضنا وحياتنا وكرامتنا وعزتنا ومستقبل أطفالنا وأجيالنا. لا تقولوا لنا سلّموا لهم، لأن هؤلاء ظلمة، منحرفون، طواغيت، يريدون أن يتحكموا بمسار البشرية لمصالحهم الظالمة والآثمة'.
وقال قاسم: '… اليوم، عندما يناقشوننا، يقولون: لماذا أنتم متمسكون بهذه الأرض إلى هذا الحد؟ نقول لهم: لأن هذه الأرض حقنا. يقولون: أنتم لا تستطيعون مواجهة هذه القوة الغاشمة. نقول لهم: هناك طرق لمواجهتها، هناك رفض، وهناك جهاد، وهناك موقف. يقولون: لكن أنتم لستم أقوى منهم. نحن لا نناقش إن كنا أقوى منهم أم لا. أولًا، نحن لا نعتدي على أحد، لم نحتل أرض أحد، لم نقترب من أحد. اليوم، كل تاريخنا المقاوم ماذا يقول؟ نحن في موقع الدفاع، في مواجهة محتل، وفي مواجهة عدوان أمريكي-إسرائيلي. هذا حقنا، الأرض حقنا، والاحتلال مصلحتهم، يعني هم ليس لديهم حق في الاحتلال، بل يقولون: 'مصلحتي هكذا'. يقول لك: أريد أرضًا ولا أملك أرضًا، فيقوم ويحتل الأرض الفلسطينية. يقول: لا أستطيع البقاء في هذه الأرض، وهناك من يطالب بحقه، فيقتل ويقوم بإبادة. فإذًا، ما اسم هذا؟ هوى، لا توجد قواعد. حتى القانون الدولي، الذي وُضع على أساس وجود مشتركات منطقية وعقلية، يتحدث عن العدالة واحترام الدول لبعضها، ويتحدث عن الآراء. لكن، ما هذا القانون الدولي الذي «حاميها حراميها»؟ يعني من يحميه؟ تحميه أمريكا، وتحميه الدول الكبرى المتورطة في الاستعمار، والمتورطة في تأييد الكيان الإسرائيلي، والمتورطة في التغطية على الجرائم، ولا تتحرك إلا لمصالحها. هذا هو القانون الدولي، ذهب ولم يعد له أي تأثير أو اعتبار'.
وأضاف: 'إذًا، نحن سنعمل لأجل حقنا. وبالتالي، الآخرون لا يستطيعون منعنا من حقنا تحت عنوان أن هذه هي مصلحتهم، وأن لديهم قوة يحققون بها مصلحتهم. لا يمكن ذلك. الأرض حقنا، والاحتلال مصلحتهم، نُجابههم بحقنا، وتحت الاحتلال لا يبقى مستقبل للأجيال. الاستسلام مصلحتهم، ونحن في موقع دفاعي. هذه إسرائيل معتدية ظالمة مجرمة، وهذه أمريكا طاغوتية، تحاول أن تدمر الحياة العزيزة في العالم. من حقنا أن نقول لهم: لا، لا لأمريكا، لا لإسرائيل. من حقنا أن نقف، وأن ندافع، وأن نواجه. لا تقولوا لنا إننا نأخذ البلد إلى المجهول. من يأخذ البلد إلى المجهول هو من يؤيد إسرائيل وأمريكا في مشاريعهم وقراراتهم. هو من يتخلى عن الأرض تحت عنوان أنه يريد أن يعيش بعض الحياة المرفهة. الذي يأخذنا إلى المجهول هو الذي لا يقول «لا» للاحتلال، ولا يتصدى، ولا يبذل جهدًا حقيقيًا، ولا يتآلف مع مواطنيه في داخل البلد. هذا هو الذي يأخذ إلى المجهول. أما نحن، فنأخذ إلى الحق. والحق مكلف بطبيعة الحال، لكن في النهاية، عندما يثبت الحق، ونحرر الأرض، ونمنع إسرائيل وأمريكا من أن يُغصبونا على ما يريدون، نصل إلى مستقبل عزيز عظيم'.
وقال: '… نحن ندعوكم في لبنان، لا تُساعدوا إسرائيل وأمريكا في مشاريعهم. قدّموا وطنيتكم في العلاقة مع إخوانكم. نحن وإياكم نتصافى على كل شيء، ونحن وإياكم نتفاهم على كل التفاصيل. ما يزعجكم نجد له حلًا، وما تستأنسون به نجد له حلًا. ولكن، لا تكونوا مع الأعداء في لحظة المنعطف التي تُعتبر خطيرة وكبيرة بحق لبنان. اليوم، إسرائيل متغوّلة، وبالتالي، أمريكا أيضًا متغوّلة معها، ويريدون استثمار اللحظة لقلب المعادلة في كل المنطقة على شاكلتهم. وهنا يظهر أولئك الذين يسيرون مع الحق. نحن سنكون مع الحق، ولن ندع هذا الاحتلال يستقر. وليعلم العالم بأننا جماعة تربينا على درب الحسين: «هيهات منّا الذلة»'.
ولفت قاسم إلى أن 'القوة سرّان: هناك سرّ للقوة يرتبط بالإيمان بالله تعالى، والتعبئة على هذا المنهج الذي يُعطي الإنسان عزيمة وإرادة وقوة وشجاعة وصبرًا وصمودًا وثباتًا، حتى ولو كانت الإمكانات قليلة. هذا منهج، سرّ القوة في الإيمان. أما الكفار والأعداء، فسرّ القوة عندهم هو القدرة المادية والعسكرية. يعني، عادةً، يقيسون وضع الدول بحسب من يسيطر على من، ومن يؤثر على من، من خلال القوة المادية الموجودة لديهم. سرّ قوتنا الأصلي هو الإيمان بالله تعالى، وسرّ قوتهم الأصلي هو الإمكانات العسكرية. نحن لا نستطيع أن ننافسهم بسرّ قوتهم، أي بالإمكانات العسكرية. يمكننا الحصول على بعض الإمكانات، لكن لا يمكننا تحقيق توازن في الإمكانات. ولكن، هم لا يستطيعون منافستنا بسرّ قوتنا، لأنهم لا دين لهم، ولا إيمان، وهم ظلمة يعبثون في الأرض'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 4 ساعات
- المنار
القوات المسلحة تقصف مطار بن غوريون و3 أهداف حساسة في يافا وعسقلان وإيلات
نفّذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللُّد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع 'فلسطين 2″، بحسب ما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع. وأكد سريع أن العملية حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في حالة هلعٍ في صفوف المستوطنين، ما أدى إلى فرار الملايين من قُطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار. وفي سياق متصل، نفّذ سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاثة أهداف حساسة تابعة للعدو الإسرائيلي في مناطق يافا وعسقلان وأم الرشراش (إيلات) في فلسطين المحتلة، مستخدمًا ثلاث طائرات مسيّرة. وشدّد العميد سريع على أن القوات المسلحة اليمنية، بالتوكل على الله والاعتماد عليه، تواصل عملياتها الإسنادية رفضًا لجرائم الإبادة الجماعية بحقّ إخواننا في غزة، وتأكيدًا على أن هذه الأمة لن تتخلى عن واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم. وأكد سريع أن العمليات ستستمر حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، مشددًا على أن هذه العمليات تأتي انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردًا على جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة. وفي وقت سابق اليوم، شهدت مناطق القدس المحتلة وتل أبيب، إضافة إلى مستوطنات في الضفة الغربية، إطلاق صافرات الإنذار، بالتزامن مع توقف الرحلات الجوية في مطار 'بن غوريون' الرئيسي. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تحاول اعتراضه. وفي الوقت ذاته، زعم الجيش الإسرائيلي عن اعتراض قذيفتين أطلقتا من جنوب قطاع غزة باتجاه منطقة 'غلاف غزة'. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن منظومات الدفاع الجوية اعترضت إحدى القذائف، في حين سقطت قذيفة أخرى داخل منطقة 'غلاف غزة' بعد إطلاقهما من القطاع. المصدر: وكالات


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
الرئيس ترامب أمير الصفقات ومدقق الحسابات في الشرق الأوسط
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أمير الصفقات». كل شيء عنده محسوب بعناية كمدقق الحسابات. يأخذ حذره حتى من خطواته حتى لا يقع في المفاجآت غير السارة. من هنا في تكتيكه السياسي لا مانع من ممارسة سياسة الخداع إزاء خصومة وحلفائه على السواء. فهو بعد أن حوّل الولايات المتحدة الأميركية إلى الفاعل الرئيسي في الشرق الأوسط يريد أن يستأثر برسم خريطتها وتوزيع الأدوار للفاعلين الاقليميين فيها وفقا للرؤية الأميركية لا رؤية الشركاء والخصوم. في دفاعه عن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من الملاحقة القانونية يهمّش دوره الاقليمي والاسرائيلي معا ويحفز اعتراض خصوم نتنياهو في الداخل الاسرائيلي وكذلك «الجهات القانونية» التي تحرص على عدم التدخل الأميركي المكشوف في السياسة الاسرائيلية وفي توازنات القوى الداخلية. وما يرمي إليه سيد البيت الأبيض هو استتباع نتنياهو للسياسة الأميركية وخلق تناقضات بينه وبين حلفائه في اليمين الديني الوزيرين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش وكل ذلك يندرج في سياقات «ترتيب البيت الأوسطي» وايجاد الظروف المناسبة لتطبيع الوضع فيه. لا شك أن عقبتين أساسيتين تعترضان سياسة ترامب الأوسطية. من جهة اليمين الديني الحاكم في اسرائيل الذي يعتبر أن الأوضاع مناسبة للتوسع الجغرافي الاسرائيلي في دول الجوار العربية وتهجير الفلسطينيين والتوسع في سياسات الاستيطان. ومن جهة أخرى ايران التي تعتبر نفسها «عصية على الإحتواء الأميركي» بعد أن صمدت في الحربين الاسرائيلية والاميركية عليها وبعد نجاح صواريخها في الحربين الاسرائيلية والاميركية عليها وبعد نجاح صواريخها البالستية في تجاوز طبقات الدفاع الجوية الاسرائيلية المتعددة. وبعد فشل الرهانات على خلافات ايرانية – ايرانية تودي بالحكومة الايرانية وبالقرار الايراني الواحد الذي يأخذه وحده المرجع الروحي الإمام الخامنئي. يعتبر دونالد ترامب أنه يملك «ورقة التطبيع» بين الدول العربية واسرائيل. غير أن هذه «الورقة» غير كافية رغم أهميتها. ذلك أنها مربوطة بايجاد مخارج معقولة للوضع في غزة يمهد الطريق «لحل الدولتين شكليا» إرضاء تحديدا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومصر ودول المغرب العربي. وأيضا ايجاد مخارج لورقة العمل الأميركية في لبنان والتي تدعو إلى «تهدئة» الوضع بين اسرائيل ولبنان وترسيم الحدود. هنا المسألة تحتاج إلى أبعد من التطمينات الأميركية بخصوص نزع سلاح حزب الله أولا. وهذا ما تم التوافق عليه بين الرؤساء الثلاثة باعتماد سياسة الخطوة – خطوة وبضرورة أن يسبق التطمينات والضمانات الأميركية انسحاب اسرائيلي من النقاط الخمس. في كل الأحوال معالجة المسألتين: مسألة غزة ومسألة لبنان غير ممكنة عمليا خارج موضوع مفاوضات أميركية – ايرانية تتناول مواضيع متعددة. منها مستقبل التخصيب النووي. القبول الأميركي بحق ايران بامتلاك أسلحة باليستية. رفع العقوبات الأميركية والأوروبية. إعادة الأموال الايرانية المحتجزة في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول. وأخيرا التوافق الأميركي – الايراني على النفوذ الايراني في المنطقة ودوائره الجغرافية وحدوده السياسية سيما وأن الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى ايران في الحؤول دون طريق الحرير الصيني وفي حصول الرئيس ترامب على حصص من إعادة إعمار ايران التي تحسن بدورها عقد الصفقات مثله. لبنانيا ثمة توافق على أن الرئيس بري يشكل «صمام أمان» رسميا وشعبيا. فلا خوف من انفلات الوضع. أما التلويح بتحريك الأوضاع على الحدود السورية باتجاه لبنان من الجماعات الدينية المتطرفة فهو أمر يعاكس حسابات الرئيس ترامب الذي ىيسعى إلى استقرار نهائي في المنطقة. فالعبث في الوضع اللبناني لا يدخل فعلا في الرؤية النهائية السياسية لسيد البيت الأبيض. والتهويل هنا هو في غير مكانه.


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في الاقليم ملفان يتقدمان على ما عداهما، سوريا، من بوابتي التطبيع وعودة نشاط «داعش»، وايران، مع سر اليورانيوم «المختفي»، وسط حديث عن مباحثات اوروبية – ايرانية، قد تمهد لانضمام واشنطن اليها. يقابل كل ذلك، محليا، الرد اللبناني على الورقة الاميركية، والذي بات اكيدا انه لن يكون جاهزا قبل منتصف تموز، وقانون الانتخابات النيابية الذي قفز فجأة الى الواجهة، منذرا بتداعيات سياسية وتشريعية خطيرة. فبالنسبة للبيت الابيض، على ما تجمع المعطيات، عنوان المرحلة المقبلة في المنطقة، بات اذا واضحا «السلام» او الاصح «التطبيع»، الذي يعني في نظرها، توسيعَ مروحة الدول الموقعة على الاتفاقات الابراهيمية مع إسرائيل، ومن ضمنها لبنان وسوريا. من هنا، التشدد الاميركي حول ضرورة اطلاق عملية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، يليه انسحاب اسرائيلي من النقاط الخمس، ترسيم للحدود البرية، وهي خارطة الطريق التي حملها توماس بارّاك في صفحات «ورقته» الست، ما يؤسس لتهدئة الجبهة، مقلصا فرص التصعيد العسكري الى الصفر. مراوحة قاتلة غير ان هذه الملفات على حماوتها وتشابكها، لم تحرك مياه المراوحة التي باتت العنوان الاساس للمرحلة الراهنة في لبنان على كل الصعد. فحراك اهل العهد والسلطة، يدور في «ارضه» في ظل الجمود الحاكم للملفات، عسكريا وامنيا، حيث التخبط المحفوف بالقلق، من تفاقم الاعتداءات الاسرائيلية وتحولها الى حرب، من جهة، والغموض على الحدود الشرقية، حيث تجمع المعلومات على انتشار مقاتلين شيشانيين وايغور، في الجهة السورية، من جهة اخرى، اما سياسيا، فعودة للاطراف الى التمترس خلف الانقسامات والخيارات والتوجهات والتناقضات المتصادمة، فيما الحكومة السلامية، تتخبط في ملفاتها الساخنة الخلافية. الرد على الورقة مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الداخلية والخارجية، كشفت ان حارة حريك في انتظار تسلمها نسخة من «الرد» الذي تعده الترويكا، لدرسه، والذي تتمحور خطوطه العريضة حول اعتبار البيان الوزاري لهذه الحكومة بمثابة اقرار لبناني بحصرية السلاح بيد الدولة والمطلوب من اسرائيل وقف الغارات واطلاق سراح الاسرى، وهو ما يستند اليه الحزب في تاكيده ان لا حاجة لطرح الامر على الحكومة المتفقة على البيان الوزاري الذي يشكل سقفها. وتتابع المصادر، ان اللجنة التي شكلها حزب الله، قد شارفت على الانتهاء من اعداد «ورقتها»، التي هي ابعد من مجرد ملاحظات او تعديلات، اذ ترقى الى ورقة كاملة متكاملة، تتضمن موقف الحزب من النقاط الواردة، في الورقة الاميركية، والتي يرتكز الى التاكيد على ان لبنان التزم ونفذ ما تعهد به، مبديا رفضه لاي محاولات تهدف الى تمرير اتفاق جديد، بديلا عن اتفاق 27 تشرين الثاني. ورات المصادر ان الحملة الواسعة، التي اطلقها حزب الله بمناسبة عاشوراء، والتي حملت شعار» سلاحنا هو شرفنا وكربلاء هي خيارنا»، وان كانت ذات طابع ديني، الا انها حملت رسائل سياسية تتصل بقضايا اساسية على الساحتين اللبنانية والاقليمية، للخارج والداخل، تزامنا مع تظهير تدريجي لموقف الحزب من خلال الاطلالات العشورائية للامين العام الشيخ نعيم قاسم، والتي يتوقع ان يكون موقفها الحاسم في اليوم العاشر، رغم تسجيله موقفا نوعيا، في الاطلالة الاخيرة، حيث اعاد التاكيد على الجاهزية، مادا اليد لاطراف الداخل مبديا الاستعداد لتقديم التطمينات اللازمة وبحث الهواجس. فهل يمكن التوصل الى صيغة ترضي الحزبَ وتؤمّن المصلحةَ الوطنية العليا ومتطلباتِ واشنطن والمجتمع الدولي، في آن معا؟ تحرك فرنسي وفي انتظار زيارة المبعوث الاميركي المؤقت الى بيروت، التي قيل انها حددت في السابع والثامن من تموز، وما سينتج عنها من مواقف اميركية، يستعد الايليزيه لاطلاق دبلوماسية «لبنانية»، على خطين، وفقا لمصادر فرنسية، الاولى على خط مجلس الامن ودوله، لايجاد صيغة وسط فيما خص ملف التجديد لقوات اليونيفيل، في ظل ضعف الموقف اللبناني، والمخاوف من لجوء واشنطن الى اعتماد «الفيتو»، ما يمكن ان يدخل الجنوب في دوامة مقفلة، خصوصا مع «تعطيل» اجتماعات اللجنة الخماسية لوقف اطلاق النار، والثاني، اقتصادي، من اجل تامين نجاح مؤتمر الدعم الذي تسعى باريس لعقده، والذي لن يكتب له النجاح دون اجراءات اصلاحية جدية لا زالت بيروت بعيدة عنها، وهو ما ابلغه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لمسؤول سابق التقاه بعيدا عن الاعلام خلال زيارته الى لبنان، قبل اسابيع. وتتابع المصادر ان باريس فقدت بعضا من الدفع والقوة التي كانت تدعم موقفها من لبنان، نتيجة التموضع الخليجي الجديد الى درجة التماهي مع الموقف الاميركي، وهو ما انعكس في اكثر من اجتماع عقد، ثنائي وثلاثي، مبدية مخاوفها ان يترك ذلك اثره على الدور الفرنسي ككل، والذي بات على نقيض عمليا مع الموقف الاميركي، وهو ما يعرقل عودة «خماسية باريس» الى الاجتماع، لمواكبة الاستحقاقات القادمة، والتي تهدد التسوية التي قامت، في ظل التغييرات الاقليمية المتسارعة، والادارة الاحادية للرئيس دونالد ترامب للملفات. اشتباك المغتربين واذا كان الانقسام العمودي الحاد لا يقتصر على قرار حصر السلاح حصرا، بل يسري على قانون الانتخاب، فان المشهدية التي رسمتها الجلسات التشريعية، قد بينت بوضوح، ان الاشتباك السياسي المُحتدِم حول قانون الانتخاب، وتحديدا في شقه المتصل باعطاء المغتربين حق التصويت للنواب كافة، سيُعمق الانقسام الى درجة تهديد الاستحقاق برمته. فقبل 11 شهرا من موعد ايار 2026، فتح الاشتباك السياسي والنيابي حول قانون الانتخابات النيابية، تحت عنوان بدايته «المغتربين»، فيما الحكومة غائبة بعدما كانت وعدت بتقديم قانون عصري خلال مهلة شهر، لم تخصص له جلسة مناقشة حتى. وفي معرض تقييمها، رات اوساط نيابية «حيادية» ان معركة القوات اللبنانية اصيبت بنكسة كبيرة في ظل الطعنة التي تلقتها من الحلفاء الذين وقعوا على العريضة الا انهم لم ينسحبوا من الجلسة، ما افقد خطة معراب زخمها مع فشلها في فرض امر واقع لصالحها داخل الجلسة، ما سمح لرئيس المجلس باستعادة المبادرة والامساك بخيوط اللعبة من جديد، ما قد ينقل المواجهة الى الحكومة الهشة. نكسة جديدة؟ ومن بين ما اظهرته الجلسة التشريعية الاخيرة، ان الموزاييك الداخلي الذي افضى الى تركيبة حكومية لم تختلف كثيرا عن الحكومات السابقة، رغم تصويرها عند تشكيلها بغير حزبية ومن اهل الاختصاص والكفاءات، في ظل اصرارها على اعتماد نهج الحكومات السابقة في المقاربات والمعالجات المالية والاقتصادية. فقد اعادت جلسة المجلس النيابي الى الواجهة مسالة الانهيار المالي والاسباب التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليها، في ظل لجوء الحكومة الى استنساخ السياسات المالية السابقة، من اقتراض واستدانة من الخارج، والانفاق المعلن وغير المعلن، الى الانفاق من خارج الموازنة، مع ما ينتج عن ذلك من اختلاف كبير بين العجز الرسمي المقدر، والرقم الحقيقي. ويرى الخبراء ان الجانب اللبناني، فهم خطأ على ما يبدو طلب صندوق النقد ضرورة اتخاذ القرارات بشان القروض المجمدة، التي كان سبق وتمت الموافقة على منحها للبنان منذ سنوات، حيث عمدت الحكومة الى الاختيار من بينها، دون أي خطة اقتصادية تحدد الاولويات ومدى حاجة الدولة فعلا للقروض، ما قد يتحول الى عبء اضافي على الدولة، اذ بين القروض المقدمة من البنك الدولي وغيره من المؤسسات، وبين الفيول العراقي، بلغت القيمة الديون الجديدة المتراكمة، في الاشهر الستة الاولى من العهد، حوالي الثلاثة مليارات دولار. وفي هذا الخصوص، اشار نواب شاركوا في الجلسة العامة، ان الوزراء المعنيين لم يقدموا اجابات واضحة ومقنعة، ردا على الاسئلة التي طرحها النواب، حول تفاصيل قرضي البنك الدولي، المتعلقين بدعم القطاع الزراعي وتمويل مشاريع الطاقة المتجددة، وآليات تنفيذهما، وأثرهما على المالية العامة، اذ جاءت اجابات الوزراء غامضة تفتقر إلى العمق التقني والشفافية المتوقعة من حكومة يُفترض أنها تعمل على استعادة ثقة الداخل والخارج. عودة الحاكم في الاثناء عاد حاكم المصرف المركزي كريم سعيد من جولة قادته الى واشنطن وباريس التي بحث فيها الاجراء المالي الاوروبي الاخير ضد لبنان شارحا موقف البنك المركزي والمصارف، وقد انجزوا كل ما عليهم من اجراءات، ليبقى التقصير محصورا بالسلطتين التنفيذية والتشريعية. اما في واشنطن، فقد تابع المشاورات مع ادارة الصندوق الذي يتوقع ان يزور وفد منه بيروت في غضون شهر، للوقوف على التقدم الحاصل على مستوى التشريع واقرار القوانين الاصلاحية، في ظل ملاحظات خبراء الصندوق الاقتصاديين، وفي هذا الاطار تحدثت المعلومات عن دور محوري لعبه الوزير السابق جهاد ازعور، في تدوير الزوايا و»التخفيف» من حدة مطالب وشروط الصندوق. ويشار الى انه مع عودة الحاكم الى بيروت يتوقع ان يعاد فتح النقاش حول التعيينات المالية، سواء في الحاكمية او لجنة الرقابة، بعدما كان جمد الامر في انتظار عودته، في ظل اصرار الاطراف المختلفة على مواقفها. وامس اصدر الحاكم تعميما منع بموجبه تسديد اموال المودعين الذين صدرت احكام في الخارج لصالح استعادتهم لودائعهم، وهو ما قرأ فيه البعض مسالة العدل والمساواة بين المودعين في الداخل والخارج، فيما رأى فيه البعض الآخر قرار لصالح المصارف. التعيينات القضائية وفي اطار ليس ببعيد، كشفت المعلومات عن حلحلة على صعيد التعيينات القضائية، حيث بات التنافس على احتلال موقع المدعي العام المالي محصورا بين كل من القاضيين كمال نصار وحبيب مزهر، مع ترجيح كفة الاخير، ما يفتح الباب امام اصدار التشكيلات. ووفقا للمطلعين، تشير المعطيات المجمعة الى ترجيح تعيين الاسماء التالية: - بيروت، القضاة رجا حاموش، نائبا عاما استئنافيا، بلال ضناوي، قاضي تحقيق أول، زاهر حمادة، رئيسا للهيئة الاتهامية. - جبل لبنان، القضاة: سامي صادر، نائبا عاما استئنافيا، ندى الأسمر، قاضي تحقيق أول، سمرندا نصار، رئيسة الهيئة الاتهامية. -الشمال، القضاة، وائل الحسن، نائبا عاما استئنافيا، غسان باسيل، قاضي تحقيق أول. -الجنوب، القاضي ماهر شعيتو، نائبا عاما استئنافيا، على ان يتسكمل التشاور بالنسبة لباقي المواقع، وكذلك الامر بالنسبة للبقاع. الكبتاغون من جديد وفي ملف امني قديم – جديد، عادت مسالة تهريب المخدرات والكبتاغون الى المملكة العربية السعودية الى الواجهة، بعدما كان ظن الكثيرون ان الحملات التي شنت قد ادت الى القضاء على تجار ومعامل تلك المواد، حيث اكدت التقارير الدولية ان سوريا عادت لتكون من ابرز المنتجين لتلك المادة، بالتعاون مع تجار ومصنعين لبنانيين. مع العلم ان هذا الملف كان من الملفات الابرز التي اعاقت تقدم العلاقات اللبنانية – الخليجية، خلال الفترة الماضية، والتي رات فيه دول مجلس التعاون مسا بامنها القومي والاجتماعي.