
الرئيس ترامب أمير الصفقات ومدقق الحسابات في الشرق الأوسط
الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أمير الصفقات». كل شيء عنده محسوب بعناية كمدقق الحسابات. يأخذ حذره حتى من خطواته حتى لا يقع في المفاجآت غير السارة. من هنا في تكتيكه السياسي لا مانع من ممارسة سياسة الخداع إزاء خصومة وحلفائه على السواء. فهو بعد أن حوّل الولايات المتحدة الأميركية إلى الفاعل الرئيسي في الشرق الأوسط يريد أن يستأثر برسم خريطتها وتوزيع الأدوار للفاعلين الاقليميين فيها وفقا للرؤية الأميركية لا رؤية الشركاء والخصوم.
في دفاعه عن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من الملاحقة القانونية يهمّش دوره الاقليمي والاسرائيلي معا ويحفز اعتراض خصوم نتنياهو في الداخل الاسرائيلي وكذلك «الجهات القانونية» التي تحرص على عدم التدخل الأميركي المكشوف في السياسة الاسرائيلية وفي توازنات القوى الداخلية. وما يرمي إليه سيد البيت الأبيض هو استتباع نتنياهو للسياسة الأميركية وخلق تناقضات بينه وبين حلفائه في اليمين الديني الوزيرين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش وكل ذلك يندرج في سياقات «ترتيب البيت الأوسطي» وايجاد الظروف المناسبة لتطبيع الوضع فيه.
لا شك أن عقبتين أساسيتين تعترضان سياسة ترامب الأوسطية. من جهة اليمين الديني الحاكم في اسرائيل الذي يعتبر أن الأوضاع مناسبة للتوسع الجغرافي الاسرائيلي في دول الجوار العربية وتهجير الفلسطينيين والتوسع في سياسات الاستيطان. ومن جهة أخرى ايران التي تعتبر نفسها «عصية على الإحتواء الأميركي» بعد أن صمدت في الحربين الاسرائيلية والاميركية عليها وبعد نجاح صواريخها في الحربين الاسرائيلية والاميركية عليها وبعد نجاح صواريخها البالستية في تجاوز طبقات الدفاع الجوية الاسرائيلية المتعددة. وبعد فشل الرهانات على خلافات ايرانية – ايرانية تودي بالحكومة الايرانية وبالقرار الايراني الواحد الذي يأخذه وحده المرجع الروحي الإمام الخامنئي.
يعتبر دونالد ترامب أنه يملك «ورقة التطبيع» بين الدول العربية واسرائيل. غير أن هذه «الورقة» غير كافية رغم أهميتها. ذلك أنها مربوطة بايجاد مخارج معقولة للوضع في غزة يمهد الطريق «لحل الدولتين شكليا» إرضاء تحديدا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومصر ودول المغرب العربي. وأيضا ايجاد مخارج لورقة العمل الأميركية في لبنان والتي تدعو إلى «تهدئة» الوضع بين اسرائيل ولبنان وترسيم الحدود. هنا المسألة تحتاج إلى أبعد من التطمينات الأميركية بخصوص نزع سلاح حزب الله أولا. وهذا ما تم التوافق عليه بين الرؤساء الثلاثة باعتماد سياسة الخطوة – خطوة وبضرورة أن يسبق التطمينات والضمانات الأميركية انسحاب اسرائيلي من النقاط الخمس.
في كل الأحوال معالجة المسألتين: مسألة غزة ومسألة لبنان غير ممكنة عمليا خارج موضوع مفاوضات أميركية – ايرانية تتناول مواضيع متعددة. منها مستقبل التخصيب النووي. القبول الأميركي بحق ايران بامتلاك أسلحة باليستية. رفع العقوبات الأميركية والأوروبية. إعادة الأموال الايرانية المحتجزة في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول. وأخيرا التوافق الأميركي – الايراني على النفوذ الايراني في المنطقة ودوائره الجغرافية وحدوده السياسية سيما وأن الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى ايران في الحؤول دون طريق الحرير الصيني وفي حصول الرئيس ترامب على حصص من إعادة إعمار ايران التي تحسن بدورها عقد الصفقات مثله.
لبنانيا ثمة توافق على أن الرئيس بري يشكل «صمام أمان» رسميا وشعبيا. فلا خوف من انفلات الوضع. أما التلويح بتحريك الأوضاع على الحدود السورية باتجاه لبنان من الجماعات الدينية المتطرفة فهو أمر يعاكس حسابات الرئيس ترامب الذي ىيسعى إلى استقرار نهائي في المنطقة. فالعبث في الوضع اللبناني لا يدخل فعلا في الرؤية النهائية السياسية لسيد البيت الأبيض. والتهويل هنا هو في غير مكانه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 15 دقائق
- LBCI
نتنياهو يتعهد بالقضاء على حماس بعد دعوة ترامب لوقف إطلاق النار
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في أول تصريحات علنية له منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. وقال نتنياهو خلال اجتماع: "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر". وأكد ترامب أمس الثلاثاء أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها الولايات المتحدة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 17 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
اللبنانيون لـ"الحزب": "اُترك يدي.. انتحر وحدك"
بالإذن من الشاعر يحيى جابر، إذ نستعير جملته في العنوان. فمن نصرٍ غيبي إلى هزيمة واقعية: هل يقود حزب الله لبنان إلى كارثة جديدة؟ التحضير لكارثة إضافية، هو ما يشي به خطاب قادة حزب الله حول السلاح. فكارثة حرب الإسناد لم تُعِد هذه القيادة إلى جادة العقل والمنطق، ولا إلى سوية التفكير في قراءة الواقع ورصد إمكانياته، بل تمادت في غيبيّاتها أمام أسئلة الحاضر والمستقبل. فالموت والإبادة هما شهادة 'انتصار' للمقتول وأهله على العدو المجرم، والتهجير والتشرّد هما فعل بطولة وعزّة وكرامة، واختراق العدو للبنية الأمنية والعسكرية وصولًا إلى القيادة، هو مجرّد 'خداع' لا أكثر ولا أقل! يمكن الغرق في هذه التهويمات، والاستبسال في إعلان 'النصر الإلهي والأبدي'، طالما أن نجاح العدو في قتلنا هو انتصار، فلماذا لا نموت جميعًا بسلاح العدو ليكتمل هذا النصر؟ كيف يواجه الحزب الهزيمة؟ هذا ما يواجه به الحزب حقيقة الهزيمة التي مُني بها، وتلقّاها معه بقية اللبنانيين بالإكراه، فواجههم بالمكابرة والإنكار وإثارة الغبار حول الحقائق التي أنتجتها حرب الإسناد وتداعياتها. الاعتراف بالهزيمة شرطٌ للخروج منها، ومقاربة قدرات العدو بعقل ودقة وواقعية، شرط يسبق اتخاذ أي قرار. أما التلطّي بالغوغائية والشعارات والغيبيّات، فهذا دَيدَن العاجز والضعيف. فالحروب لا تُخاض وتُدار بموازين الغيب، بل بما لدى الإنسان من قدرة وتفكير وتقدير ووعي لكل ما يحيط بالمجتمع. تعليق مشجب الهزيمة على الغيب، هو تمهيد لهزيمة جديدة وكارثة أكبر. فهل يريد حزب الله أن يغامر بالشيعة اللبنانيين، بفتح الجبهات في كل الاتجاهات؟ هل يعنيه ما هو رأي الناس في مغامراته السابقة أو تلك التي ينشدها اليوم؟ هل سيقاتل أميركا وإسرائيل وداعش ومن يسميهم بالتكفيريين الذين أطاحوا بحليفه بشار الأسد؟ هل سيقاتل السعودية والاتحاد الأوروبي؟! والأنكى: هل يعنيه موقف أكثرية اللبنانيين مما يروّج له وينادي به؟! الانتحار الجماعي؟ الذهاب إلى الانتحار هو قرار فردي، ولا يحق لمن يُقدم عليه أن يدفع سواه إليه. كسب المزيد من الأعداء هو أحد أشكال الانتحار الذي يسير عليه حزب الله، لكنه ليس حرًّا في أن يغامر بالناس وممتلكاتهم وبما تبقّى لهم من فرص الحياة. لقد برع الحزب في استجلاب الأعداء، حتى بات اليوم بلا حليف ولا صديق. وهذا أدعى بأن يُعيد ترميم ما هدمه من جسور مع الآخرين، بأن يبدأ بمراجعة شاملة، وإعادة النظر في كل استراتيجيته السياسية والعسكرية التي أودت به وبشعبه إلى التهلكة. ثم الإجابة عن سؤالٍ جديّ لا مفر منه: لماذا تفوّقت إسرائيل علينا… وخسرنا الحرب؟ علي الأمين - جنوبيه انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 22 دقائق
- النهار
واشنطن تعلّق تزويد كييف بأسلحة... كييف تتحرّك والكرملين: القرار يقرّب نهاية الصراع
حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية الأربعاء من أن "أي تأخير أو إرجاء" في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن "يشجّع" روسيا على مواصلة مهاجمتها، عقب استدعاء القائم بالأعمال الأميركي إثر قرار واشنطن تعليق تزويد كييف بعض هذه المعدّات. وقالت الخارجية في بيان إنه "تم استدعاء جون غينكل إلى وزارة الخارجية الأوكرانية.. شدّد الجانب الأوكراني على أن أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى الى تشجيع المعتدي على متابعة الحرب والترهيب، بدلاً من البحث عن السلام". وقد أعلن البيت الأبيض الثلاثاء تعليق بعض شحنات الأسلحة لأوكرانيا والتي وعدتها بها الإدارة الأميركية السابقة لمواجهة الغزو الروسي. وكشف مصدران مطلعان لـ"رويترز" أمس الثلاثاء عن أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أوقفت بعض شحنات صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الذخائر الدقيقة إلى أوكرانيا بسبب مخاوف من انخفاض كبير في المخزونات الأميركية. وأكّدت كييف أنّها تسعى للحصول على معلومات واضحة من واشنطن. وقال المستشار الرئاسي دميترو ليتفين لصحافيين "نعمل على استيضاح الأمر. أظن أن كل الأمور ستتوضح في الأيام المقبلة". بدوره، علّق الكرملين على القرار الأميركي، معتبراً أن "خفض المساعدات العسكرية لأوكرانيا يجعل نهاية النزاع أقرب". وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين ردّاً على سؤال من "فرانس برس": "كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، كلّما باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب"، في إشارة الى التسمية التي تعتمدها موسكو للهجوم الذي بدأ مطلع العام 2022. إلى ذلك، أكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنّها لم تتلقَ أي بلاغ مسبق عن خفض في شحنات الأسلحة الأميركية، مشيرة إلى أن وضع حد للغزو الروسي يتطلّب دعماً "ثابتاً". وقالت الوزارة في بيان إن "أوكرانيا لم تتلقَ أي بلاغات رسمية بشأن تعليق أو مراجعة الجداول الزمنية للمساعدات الدفاعية المتفق عليها.. نشدّد على أن المسار باتّجاه إنهاء الحرب هو عبر الضغط الثابت والمشترك على المعتدي وعبر الدعم المتواصل لأوكرانيا". وأضافت الوزارة "طلبت وزارة الدفاع الأوكرانية إجراء محادثة هاتفية مع نظيرتها في الولايات المتحدة للحصول على مزيد من التوضيح". وقد أكّد مصدر عسكري أوكراني لـ"فرانس برس" أن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الاسلحة الأميركية. وأوضح "نعتمد حالياً بشكل كبير على الأسلحة الأميركية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعباً علينا (المواجهة) من دون الذخائر الأميركية". قبل انتخابه ومع تسلّمه الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/يناير، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه سيُنهي النزاع بين أوكرانيا وروسيا. وأعاد ترامب التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد سنوات من العزلة الدولية، وكان الملف الأوكراني يتصدّر المحادثات. وفي شباط/فبراير، حلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضيفاً على ترامب في البيت الأبيض إلّا أن تلاسناً أمام وسائل الإعلام مباشرة بين الرئيسين أدى إلى إنهاء الزيارة وسط توتّر شديد انتهى بلقاء جمعهت في روما، يوم جنازة البابا فرنسيس. وعقدت أوكرانيا وأميركا اتّفاقاً، حصلت بموجبه واشنطن على فرص استثمارية في المعادن النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية.